ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 17/11/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

جبران خليل جبران يشخص الحالة السورية

محمد فاروق الإمام

يستميت النظام السوري المتهالك في التمسك بالسلطة، ولا يألوا جهداً في ذبح الناس والإيغال في تعذيبهم وترويعهم وتفقيرهم وتجويعهم وتجهليهم وتقويس قاماتهم وسجنهم واعتقالهم ونفيهم وإقصائهم منذ نصف قرن تقريباً، ويحاول عبثاً إيهام الناس بأنه يريد الإصلاح والتغيير وأن قلبه على الوطن الذي تُحاك له المؤامرات ويعبث بأمنه العملاء، وأن العصابات المسلحة تستبيح الوطن والمواطن وتريد تفكيك البلاد وتقسيمها خدمة للصهاينة الأعداء، ويروج لذلك عبر إعلام مُصادر يوجهه بأسلوب خشبي مقزز، ويتعامل مع الدول عبر نظام دبلوماسي لا يجيد إلا التهديد والوعيد ووصم الآخرين بالخيانة والعمالة وتنفيذ أجندة خارجية تريد تقسيم الوطن وعودة استعماره لها.. نظام لا يريد للآخرين أن يروا إلا ما كان يريد فرعون لقومه أن يروا (وما أريكم إلا ما أرى) وعليهم أن يصدقوا ما يوسوّقه أو يرسمه أو يتصوره، وويل لمن ينتقد أو يخالف أو يقول له أنت مخطئ من شقيق أو صديق أو حليف، فهناك سلسلة من المفردات البذيئة بانتظاره، أقلها خائن وعميل ومرتبط بالخارج وتنفذ أجندة إسرائيل وأمريكا والغرب، مما جعل الأصدقاء ينفضون من حوله، والحلفاء يتفككون عنه، والأشقاء يبادرون للتصدي لغيه وسفاهته وحماقاته.

هذا النظام لا يريد أن يعترف بأن الشعب السوري مجّه ولا يريد بقاءه والأشقاء والأصدقاء والحلفلاء يئسوا من إصلاحه، والشعب يتظاهر سلمياً وبشكل حضاري منذ أكثر من ثمانية أشهر مطالباً بالحرية والكرامة والديمقراطية والتعددية والتداول السلمي للسلطة، والوصول إلى الدولة المدنية التي يتساوى فيها كل المواطنين بغض النظر عن العرق أو الدين أو المذهب أو الطائفة أو الانتماء أو الاعتقاد، وفي سبيل ذلك قدم الشعب السوري خلال انتفاضته المباركة الشجاعة ولأكثر من ثمانية أشهر أكثر من خمسة آلاف شهيد وأضعافهم من الجرحى والمفقودين والمهجرين، وهو على استعداد ليقدم المزيد والمزيد حتى تحقيق مطالبه في إسقاط النظام ورحيله بكل أركانه وهيكليته ومسمياته وألقاب رموزه، وقد اقتنع الأشقاء والأصدقاء والحلفاء والعالم كله بأن الداء يكمن في هذا النظام ولابد من استئصاله ليعم الخير والأمن والسلام على ربوع سورية وأهلها، وتتحرر من عاهاتها وأوجعها وأمراضها التي زرعها في جسدها هذا النظام السرطاني العفن، لتعود سورية إلى سابق عهدها قلباً للعروبة النابض ومنارة للحرية ونبراساً للعدالة ورمزاً للديمقراطية، والمشاركة في تقدم الأمم وازدهارها.

وقديماً كتب شاعر المهجر الفيلسوف جبران خليل جبران مقالاً تحت عنوان (الأضراس المسوسة) شخّص فيها الحالة السورية التي ستصل إليها بعد ثمانين سنة من وفاة هذا الفيلسوف الذي كان يقرأ مستقبل سورية المنهكة بهذا المرض السرطاني الذي تعيشه اليوم والذي لا يمكن إصلاحه ولابد من استئصاله فيقول:

(كان في فمي ضرس مسوس, وكان يحتال على تعذيبي فيسكن متربصاً ساعات النهار ويستيقظ مضطرباً في هدوء الليل عندما يكون أطباء الأسنان نائمين والصيدلية مقفلة. ففي يوم وقد نفذ صبري ذهبت إلى أحد الأطباء وقلت له: ألا فانزعه ضرساً خبيثاً يحرمني لذة الرقاد ويحول سكينة ليالي إلى الأنين والضجيج. فهز الطبيب رأسه قائلاً: من الغباوة أن نستأصل الضرس إذا كان بإمكاننا تطبيبه. ثم أخذ يحفر جوانب الضرس وينظف زواياه ويتفنن بتطهيره من العلة.

ولما وثق بأنه صار خالياً من السوس حشا ثقوبه بالذهب الخالص ثم قال مفاخراً: لقد أصبح ضرسك العليل أشد وأصلب من أضراسك الصحيحة.

فصدقت كلامه و ملأت حفنته بالدنانير وذهبت فرحاً.

ولكن لم يمر الأسبوع حتى عاد الضرس المشؤوم إلى تعذيبي وإبدال أنغام روحي بحشرجة الاحتضار وعويل الهاوية.

فذهبت إلى طبيب آخر وقلت بصوت يعانقه الحزم: ألا فاخلعه ضرساً مذهباً شريراً, ولا تعترض "فمن يأكل العصي لا كمن يعدها".

فنزع الطبيب الضرس وكانت ساعة هائلة بأوجاعها ولكنها كانت ساعة مباركة.

وقد قال لي الطبيب بعد أن استأصل الضرس وتفحصه جيداً: لقد فعلت حسنا, فالعلة قد تحكمت بأصول ضرسك هذا حتى لم يبق رجاء في شفائه.

وقد نمت في تلك الليلة, ولم أزل في راحة والحمد للخلع والاستئصال).

لقد أصاب جبران خليل جبران عين الحقيقة ووضع الأصبع على الجرح والنقاط على الحروف عندما شخّص الحالة السورية التي نعيشها اليوم في مقاله، فهو لم يرتح من آلامه وأوجاعه إلا باستئصال الضرس المسوسة، وهذا ما على الشعب السوري فعله فلا راحة ولا شفاء للجسد السوري إلا باستئصال هذا النظام السرطاني الذي أفسد البلاد والعباد وأشاع فيها الظلم والاستبداد.

===========================

ثمانية أشهر..

نوال السباعي

ثمانية أشهر مضت ياسورية ..ثمانية أشهر من عمر الثورة ، التي يريد البعض ان يسميها"تمردا"!! ثمانية أشهر من التضحيات ، ثمانية أشهر من القمع الوحشي المتغول، ثمانية أشهر من البناء والبناء والبناء

بناء الإنسان السوري ، بناء المجتمع السوري ، بناء الصف السياسي السوري ، بناء هياكل المجتمع السوري ، بناء الوطن الذي كان مُغيبا في طاقية الإخفاء الشبحية

ثمانية أ شهر ياسورية ..والنظام الحاكم فيك مُصِرٌ يوما فيوما ، وساعة فساعة ، وثانية فثانية على ان يثبت لنا انه ليس منّا ..ولم يكن منّا أبدا

ثمانية أشهر ونحن نكتشف أننا كنّا نعيش في وهم كبير ...وخديعة عظيمة ...ومؤامرة فظيعة

اكتشفنا أن حب الشعب لرئيسه كان وهماً ، لأن هذا رئيس لم يكن يبادل شعبه الحب ، ولا الاحترام،ولاحتى الرحمة

 العلاقات الممتدة الثابتة بين طرفين عادة ماتمر عبر هذه الحلقات ، فإن لم يك حباً، فاحتراماً ،فإن لم يكن ، فرحمة ورأفة ، فإن لم يكن ..فشفقة ..لااحترام فيها ولامودة.

هكذا كانت علاقة هذا "الرئيس" بهذا الشعب ..علاقة حب من طرف واحد ، علاقة حبٍ استكهولمية مَرَضِية خطيرة

نظام اختطف شعبا يقوة السلاح وسلطة الإعلام

أخاف بالسلاح والتعذيب الشعب وأرهبه !، لكنه فشل في الاستيلاء على العواطف والعقول إلى درجة أن يرضى الشعب بعبوديته إلى الأبد.

ثمانية أشهر ياسورية

اكتشفنا - ومعنا كل سكان المنطقة من المحيط إلى الخليج- أن خديعتنا بالمقاومة والممانعة كانت عظيمة ، فتحتَ لواء هذه الممانعة الكاذبة ، والمقاومة بالكلمات الرنانة كانت تُباع الأوطان ، ويسحق الإنسان ، وتنتهك حرمة الذاكرة والوجود والحاضر والمستقبل

اكتشفنا المؤامرة الكبرى التي كنّا جميعا نراها تتمدد أمام اعيننا ، ونحن لانريد ان نصدق أنها مؤامرة ، تحاك في وضح النهار ، عن طريق حلف يزحف على هويتنا وتاريخنا ليمسح هويتنا وتاريخنا ، وكل ذلك باسم "القضية"!1

باعونا واشتروا بنا باسم القضية ، وباعوا اهل القضية واشتروا بهم باسم القضية ، وباعوا العروبة والاسلام والأخلاق والإنسانية والقضية باسم القضية

ثمانية أشهر

خرجت سورية فيها من سرداب الوهم والأشباح إلى نور الحق وضياء الحياة

خرجت من ظلمة القهر والظلم والخديعة إلى نور الحرية والكرامة والحقيقة

خرجت من سجن غمط الحقوق واحتقار الخلق إلى فسحة الاعتراف بالآخر الذي هو منها واحترامه ومودته

خرجت من الشقاق والنفاق إلى وحدة الصف ووحدة الشعب ووحدة الهدف والمصير

خرجت سورية من إرادة الأغوال إلى إرادة المارد الذي فرض إرادته على النظام العالمي الموجود ، والذي وجد نفسه مهددا إذا ماتهددت هوية الشعب الذي انتفض ليقول "كفى" ...لقد انتهت الدورة التاريخية التي دخلنا دوامتها صاغرين بما ارتكبناه من أخطاء بحق انفسنا

ثمانية أشهر ياسورية...انتقلتِ فيها من متاهات نهب المستقبل ، وسرقة الزمن ، واستغلال ثروات الحياة والإنسان.

ثمانية أشهر

ثمانية أشهر ياسورية ..ومالايقل عن ثمانية آلاف شهيد ، وثمانين ألف جريح ومعتقل ويتيم وأرمل أو أرملة ، وثاكل وثكلى

ثمانية اشهر من الصمود العظيم الذي استمده الشعب السوري من صمود إخوان له سبقوه على دروب القهر ثم الثورة والصبر ، في تونس ومصر وليبيا واليمن

ثمانية أشهر ونحن نضم شهداءنا إلى صدورنا غير مصدقين بأنهم انتُزعوا من بين أيدينا وهم في ريعان الشباب، نتمسك بهم وكأننا بتمسكنا بهم نعيدهم إلى حياة فارقوها كراما أعزة لم يرتضوا الذل ، فدفعوا أثمانا غالية للشهادة ، شهادتهم على عصر سيتغير فيه كل شيء بإذن الله

ثمانية أشهر من القمع الوحشي الحاقد !!!، من أين جاء هؤلاء القوم بكل هذا الحجم من التوحش والحقد؟؟

كان من المنتظر أن يكون الشعب هو الحاقد وهو المتوحش في مواجهة سلطة طالما أذلته وركّعته واستلبت منه كل حقوقه !! لكن الواقع كشر عن انياب قوم كانوا يُعدون لنا العدّة ، بينما كنّا شاخرين نَجْتَّرُ آلام الاستبداد في ارواحنا ولانَحيرُ جوابا عليه.

ثمانية أشهر ياسورية

ثمانية أشهر من الصمود والإصرار والتحدي

ثمانية أشهر من الاحتمال والمصابرة والمرابطة

ثمانية أشهر من العطش إلى الخلاص

ثمانية أشهر

ثمانية أشهر وانت تصرين وفي كل ساعة منها على أن تعودي من المقبرة لتَحيي من جديد مرة ومرة ..وكرّة وآخرة

ثمانية أشهر ..وأنت تنظرين في مرآة الزمن وتكتشفين أن الشعب يزداد فتوة كلما كبر ، ويزداد قوة كلما بذل وأعطى ، ويزداد جمالا كلما أثخنته الجراح

ثمانية أشهر وانت تُعانين من تحول تاريخي كأخواتك تونس ومصر وليبيا واليمن، تحولٌ في الفكر والروح والقلب

تحول في الثقافة ، والرؤية، واللغة، والصيغة، والمدلول

تكتشفين ولأول مرة ان المرأة كالرجل في الجهاد والصبر والشموخ والثبات والاستشهاد

تكتشفين لون المعاناة ، وطعم الجرح، وشكل العناد

بالضبط...مثلما عاشت فلسطين ستين عاما تجربة الاستئصال مع العدو المستوطن ، عاشت تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية تجربة الاجتثاث على يدّ المستبد الآتي من أحشاء الوطن الذي كان مريضا

انظمة عميلة ساقطة متواطئة فاسدة مفسدة ، تريد ان تجتث شعوبا شبّت عن الطوق ، وكسرت القيد ، وخرجت تقول للجزار ، كفى ..."أنا إنسان...ولست حيوانا"!!1

تسقط جدةٌ خرجت تسأل عن حفيدها الذي اعتقلوه ، تسقط مضرجة بدمائها ، سبعون عاما ، ترتمي هناك على قارعة طريق لم تُعَبِّدْه السلطات المنهمكة في النهب منذ سنين ، لكن عبدّته دماء تلك الجدة ...عبّدَته نساء بانياس ورجال البيضة واطفال درعا وشباب دمشق ...وكل حماة ..وكل حمص

قامشلو تنتفض ..وحلب مارد مكبل ..والبوكمال والرقة واللاذقية وطرطوس ومصياف وتدمر

والرستن والقصير والزبداني وكفر سوسة وبرزة... و...و...و

هكذا تُرسم خريطة بلادي من جديد ، لم يرسمها "رحالة ، ولاعبقري ، ولا قمر اصطناعي ...رسمتها دماء الشهداء وعذابات المعتقلين والمعذبين والمفرومين وآلام الاحياء المنتظرين

ثمانية أشهر ياسورية

ثمانية أشهر

هاقد عدت إلى الحياة ياسورية

هاقد عدت إلى الحياة

وهانحن ذاهبون إلى القبر الذي دفنوا فيه كرامتنا لنستخرجها من هناك ، ولنركل ذلك القبر ، فالكرامة كالحرية مخلوقان لايموتان ولايفنيان ..كالجمر المتوقد يبصبص من تحت الرماد ، في الذاكرة الجماعية لشعب ، تنمو الشرارة

وفي الصدور تعشعش الآمال ...

وتكبر بذرة الثورة ...إن عجز عن رعايتها جيل ...انتقلت الأمانة من يد إلى يد ، حملها جيل وحرسها وسهر من اجل أن تصل سليمة معافاة الى الجيل الذي يليه

، حتى وصلت إلى سهير الاتاسي ، وغياث مطر، ويمان القادري ، وحسين هرموش ، وعبيدة النحاس ، وابراهيم القاشوش ، عبد الباسط ساروت، ومحمد العبد الله ، وماهر النعيمي ، ومئات الآلاف من الاحرار ، الذين قدموا دماءهم أو حريتهم أو أجسادهم أو راحتهم فداء لهذا الوطن .

لقد صنعوا جميعا ومعا وطنا ضيعناه منذ أقامت الغيلان فيه

وطن يضمنا جميعا ويلمنا

ويلفظ وسيلفظ العملاء والخونة والقتلة والجلادين ، كما سيلفظ المتسلقين والمنافقين والوصوليين والباحثين عن كرسي يلتصقون به

المكرسون امراض الطغيان

التي لن يكون لها ولاهم مكان فيه في غدنا المشرق بإذن الله

ثمانية أشهر ياسورية

ثمانية أشهر مرت

ولقد أنجزت الكثير بسواعد كل احرارك الذين لم يترددوا في الوقوف معك منذ اللحظة الاولى ، وعملوا كخلايا نحل في جميع أرجاء الارض ، وتساموا على خلافاتهم ، ونبذوا حماقات البعض منهم، واخطاء البعض الآخر ، وانطلقوا خدمة لسورية في كل مكان

على الرغم من جحافل الطغاة والشبيحة الذين حاربوهم وآذوهم وقاموهم ولاحقوهم وأرهبوهم وحاولوا زلزلتهم

على الرغم من الدياجير والأعاصير

كل في مكانه على الثغر الذي هو فيه يقدم مافي استطاعته من أجلك ياسورية

من أجلك أيها الحق الساطع الأبلج كنور الفجر

لقد بدأنا الطريق للتو

وأمامنا درب طويل من العمل والدأب والبناء والمثابرة لبناء الوطن ، وخدمة الإنسان ، حرا كريما ..إنسانا

ثمانية أشهر ياسورية..ولقد انجزت الكثير الكثير ...وبقي أمامك الكثير الكثير

ثباتا ...ثباتا...وصبرا ...صبرا..

يكفيك من ثورتك ياسورية..أنك وقفت في وجه الظالم ...وقلت له ياظالم ...فدخلت بوابة النور ، وخرجت من أنفاق الظلمات

وقررت المضي في درب الحق ..ولو كان الثمن غاليا جدا.

========================

نظام سوريا يسعى لوضع نفسه تحت وصاية أجنبية...!!

بقلم حسان القطب

مدير المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات

hasktb@hotmail.com

لطالما ادعى النظام السوري وحلفاءه في لبنان أنهم عرضةً لمؤامرة خارجية تستهدف نظام سوريا ومحور المقاومة والممانعة من حزب الله وإيران ومؤخراً نظام المالكي في العراق الذي امتنع عن التصويت في الجامعة العربية تأييداً لنظام سوريا واستعداءً للشعب السوري الذي يقدم التضحيات يومياً سعياً للخلاص من الديكتاتورية والأحكام العرفية وسلطة المخابرات.. وعندما طالب الشعب السوري المجتمع العربي والدولي بالتدخل لحمايته من إجرام هذا النظام وبطشه وقسوته بحق المواطنين والمتظاهرين، انبرى إعلام سوريا وحلفاء سوريا ليتحدث عن أن المعارضة السورية تستدرج عروض التدخل الأجنبي والخارجي في الداخل السوري.. رغم أن سلمية التظاهر هي حق مشروع في كافة دول العالم إلا في سوريا وإيران.. وبالأمس طالعنا وزير خارجية سوريا وليد المعلم بقوله: (إنه يستبعد تدويل الأزمة السورية بفضل موقف روسيا والصين. وقال المعلم ردا على سؤال في هذا الشأن إن "الموقف الروسي والصيني، والذي حظي بشكر وامتنان شعبنا، لن يتغير طالما نحن على تنسيق وتشاور"). فإذا كان التدخل الخارجي لحماية أرواح المواطنين مرفوض، فهل قتل المتظاهرين مسموح..؟؟

إذاً فالنظام السوري يستند في استمرار بطشه أولاً: على دعم دولة إيران وبعض أتباعها في المحيط العربي أي في لبنان والعراق، وهذا بحد ذاته استقدام واستدعاء للتدخل الأجنبي في دولة سوريا، وثانياً، الاعتماد سياسياً على موقف دولتي روسيا الاتحادية والصين وهو ما يعتبر الارتهان بعينه لاستراتيجيات وطموحات سياسية خارجية، ويضع سوريا ومصالح شعبها في خدمة الأطماع والمخططات السياسية والاقتصادية لهاتين الدولتين. وبالتالي يكون استمرار نظام الأسد في سوريا رهينة تدفق الدعم المادي الآتي عبر الحدود من أكثر من محور (إيران وحلفائها)، والسياسي الذي يخدم دول عظمى قادرة على تأخير مصير هذا النظام ضمن أطر المؤسسات الدولية(الصين وروسيا)..ويمكن متابعة هذا الدعم من خلال مراجعة مواقف وممارسات هذه القوى وتصريحات قادته ونهج إعلامها..

- الإعلام الإيراني وإعلام حلفاء إيران في لبنان والعراق يؤكدون على حق نظام سوريا في قمع شعبه بكل قسوة وذلك بتجاهل حقيقة ما يجري على أرض الواقع واستخدام عبارات التشكيك في جدية المعارضة وحجمها، ومصطلحات التخوين بحق قادتها وجمهورها، مما يهدر دم الشعب السوري لارتكابه الخيانة والتآمر على دولته..!

- موقف حكومة حزب الله في لبنان التي يرأسها ميقاتي ويقود سياستها الخارجية حركة أمل وحزب الله، التي عارضت قرار مجلس الجامعة العربية كما قال رئيس الجمهورية ميشال سليمان بحجة عدم عزل دولة سوريا عربياً، ولكن في الشأن الليبي كان لبنان سباقاً بمشاركته في صياغة قرار التدخل الدولي والتصويت عليه بالموافقة في مجلس الأمن الدولي بعد أن تبناه وزير الخارجية برعاية وتأييد من حركة أمل وحزب الله، ورئيس الجمهورية لم يعتبر آنذاك أن هذا القرار يشكل عزلاً لدولة عربية أو لشعب شقيق ولا استدعاءً للتدخل الخارجي في دولة شقيقة عضو في الجامعة العربية..؟؟

- التظاهر في شوارع بيروت تأييداً لنظام يمارس سياسة القمع الدموي بشكل يفوق التصور والخيال، والضغط على العمال السوريين لتأييد هذا النظام في ممارساته ضد أهلهم وذويهم وشعبهم..

- تطوع حزب الله بالقيام بجولة سياسية خارجية إلى دولة روسيا لمناقشة الشأن السوري والواقع اللبناني..

- التحذير المتواصل والدؤوب من قبل قيادات حزب الله وحركة أمل من أن انفجاراً شاملاً سيصيب المنطقة في حال سقط النظام السوري أو جرى أي تدخل خارجي لحماية الشعب السوري من إجرام هذا النظام وأتباعه..

- ظهور المجلس الوطني للإعلام في لبنان بمظهر الحريص على حرية وموضوعية الثقافة الإعلامية في لبنان، ودعوته الأخيرة لإجراء إحصاء للمواقع الالكترونية في لبنان لضبط انتشارها ومعرفة من يقف ورائها.. في ممارسة غير مسبوقة إنما تستهدف الحريات العامة وحرية الإعلام، وإذا كان هذا المجلس حريص على تقديم صورة مثالية عن موضوعية الإعلام، وتقديم ثقافة إعلامية لا تخدش المشاعر ولا تستفز الغرائز، فما عليه سوى أن يطلب من بعض المحطات الفضائية والأرضية عدم استضافة من يشكل حذاؤه جوهر ثقافته ومضمون أفكاره..

- تجاهل وجود لاجئين ومعارضين سياسيين في لبنان وعدم تقديم الحماية والمساعدات الإنسانية الضرورية لهم، بل قام البعض بملاحقتهم وترهيبهم من قبل بعض المرتبطين بسياسة النظام السوري وبعضهم كما يقال في مواقع رسمية، في حين أن الشعب السوري برمته هب لنجدة اللبنانيين إبان حرب تموز/يوليو عام 2006، واحتضنت العائلات السورية الآلاف من العائلات اللبنانية إبان الحرب..وأحسنهم موقفاً يتجاهل وجودهم..

- قامت مجموعات من مؤيدي نظام سوريا بمهاجمة سفارات وقنصليات عربية ودولية في دمشق وبعض المدن السورية، وللمفارقة لم يسقط أي جريح أو قتيل على يد الشرطة في محاولتها منع عمليات الاستهداف هذه، في حين يسقط عشرات الشهداء والجرحى ومئات المعتقلين من أبناء الشعب السوري خلال تظاهراته السلمية المناهضة للنظام. واعتذار الوزير المعلم عما جرى قائلا: ("أنا كوزير للخارجية أعتذر عن الاعتداءات على السفارات").ما هو إلا ذر للرماد في العيون بعد أن وصلت رسالة التخريب للمعنيين..

- الموقف الروسي واستكمالاً لدوره في تهيئة الظروف المناسبة لتدخله في شؤون سوريا ودعماً لاستمرار هذا النظام في بطشه بشعبه والتنكيل به فقد رفض قرار الجامعة العربية، لكنه في الوقت عينه يجتمع بقادة المعارضة السورية ويناقشهم مستقبل سوريا، وقد قال لافروف:("نعتبر أن تعليق مشاركة سوريا بصفتها عضو في الجامعة العربية غير صائب، والذين اتخذوا هذا القرار فقدوا فرصة فعلية لجعل الوضع أكثر شفافية". وأضاف أن "هناك طرفاً ما يبذل كل ما بوسعه لكي لا يتمكن السوريون من التوصل إلى اتفاق في ما بينهم" وأضاف لافروف أن ممثلين عن المجلس الوطني السوري الذي يمثل معظم أطياف المعارضة سيزورون موسكو في 15 تشرين الثاني/نوفمبر).

لن ينفع النظام السوري الارتماء في أحضان إيران وأتباعها في لبنان والعراق،ولن ينقذه إتباع سياسة شراء الوقت واللعب على العبارات والألفاظ، وتسيير المظاهرات المدفوعة الأجر، وإطلاق التصريحات النارية والتهديدات الجوفاء، سواء على لسان مسؤولين سوريين أو قيادات لبنانية تهدد بإشعال المنطقة وتغيير معالمها وجغرافيتها، وشتم هذا المسؤول أو ذاك ثم يقوم بري بعد ذلك بمناشدة الملك عبد الله بن عبد العزيز بالتدخل حين قال: (ناشد بري في نص البرقية: "خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بعد الذي جرى ويجري. لا أرى غيركم - بعد الله - لمصالحة ليس ما بين السوريين فحسب، بل بين العرب والعرب"). ولكن للتذكير فقط فقد كان بري وفي مهرجان اختفاء الإمام الصدر قد قال: (انتقل البعض لتسخير وسائل إعلامه للهجوم على سوريا وحاول تجنيد سوريين وتمويلهم والنتيجة كانت ربما ليس إطالة الأزمة في سوريا بل إطالة أمد معالجتها، الحرب من اجل سوريا جرت منذ مطلع القرن العشرين لأنها مفتاح الحرب والاستقرار بالمنطقة، أردنا أن لا نقع في الأفخاخ والكمائن التي تستهدف سوريا لأننا سنكون أمام سيكس يبكو جديد)،. بمجرد أن رأى أتباع سوريا جدية العرب والمجتمع الدولي في معالجة الأزمة السورية وإنقاذ الشعب السوري من براثن هذا النظام وأتباعه جاء نداء بري هذا الذي كان يجب أن يطلق منذ أشهر وليس اليوم بعد أن بدأت قواعد هذا النظام في الترنح تحت وطأة انتفاضة شعب سوريا وصموده الاسطوري أمام سطوة وبطش آلة القتل الرسمية وغير الرسمية .. ولن ينفع هذا النظام اليوم الدعوة لعقد قمة عربية بعد أن أهان وأساء إلى معظم القادة العرب وهم الذين دائماً ما كانوا إلى جانبه وأعطوه من الفرص ما يكفي لمعالجة شؤونه الداخلية بحكمة وروية، ولكنه أضاعها الواحدة تلو الأخرى مستنداً على قراءة خاطئة ومغلوطة ومرتبطاً بسياسة دولية وإقليمية قائمة على مبدأ الإرهاب والترهيب والتهويل والتهديد..وإذا كان من مصلحة نظام سوريا العمل على تامين غطاء دولي وإقليمي يضمن له الاستمرار في الحكم والبطش بأفراد شعبه، فإن من حق الشعب السوري طلب الحماية الدولية من نظام ديكتاتوري شمولي كهذا للانتقال بالبلاد إلى حال الاستقرار والديمقراطية والحرية..

=============================

النظام السوري في مواجهة قرارات الجامعة العربية 1/2

بدرالدين حسن قربي

اتهام النظام السوري بأن قرارات الجامعة العربية الأخيرة بتعليق عضويته فيها مع غيرها من العقوبات هي مطية التدويل لأزمته ودعوة للتدخل الأجنبي، واستشهاده بقراري الجامعة بشأن عراق صدام حسين سابقاً، وليبيا القذافي لاحقاً لإقناعنا بذلك، هو أمر يفتقد الموضوعية والمصداقية، لأن النظامين ذهبا بأزمتهما إلى دائرة التدخل العربي والدولي مشياً بأرجلهم وسراعاً بأنفسهم ورعونةً في تصرفاتهم، وهو مالم يفعله النظامان التونسي والمصري البتة في مواجهة انتفاضة شعبيهما، بل أخذ كل منهما الطريق من قصيرها، وقد أحسّ أن ساعته دنت وأن أجله اقترب، فطار الأول وتنحّى الثاني، ولم يأخذ أي منهما بلده لا إلى الجامعة العربية ولا إلى الأمم المتحدة، على عكس النظام السوري الذي يصرّ إصراراً على شرب الكأس حتى الثمالة مع تهديدنا والمنطقة من حولنا بالحريق والدمار، والزلازل الماحقة والساحقة كما فعل صدام والقذافي.

ورغم أن قرارت الجامعة جاءت متأخرة ثمانية أشهر من مواصلة النظام السوري لأعمال القتل وإراقة الدماء مع عشرات الآلاف من الاعتقالات، وهو على خلاف ماكان منها مع ليبيبا حيث ألقت بثقلها من الأيام الأولى لثورة الشعب الليبي. وإنما أياً كانت أسباب هذا التأخر، فإن المؤكد أن النظام أخذ من الوقت الكثير ليخرج من معضلته لو أراد خيراً أو إصلاحاً، وأن الجامعة نالها عن تأخرها الكلام الأكثر من صراخ السوريين الذين تراق دماء أهلهم وأحبائهم كل يوم على الأرصفة وفي الطرقات. ولئن استطاع النظام خلال تلك المدة اختراع المبررات واستمر في قمع الانتفاضة العارمة، وأعرض عن الحل الآمن إلى الحل الأمني من ساعاته الأولى في المواجهة وأوغل في الدم، فإن الجامعة أيضاً لأسبابها العربية والدولية بل والأخلاقية والإنسانية لم يكن بمقدورها منحه كل الوقت للاستمرار في القمع والقتل.

إن عجز النظام أمام استحقاقات داخلية بحتة وفشله في مواجهة انتفاضة الحرية والكرامة الشعبية، دفعت به لاعتبار مايواجهه استحقاقاتٍ إقليمية وخارجية سببها خطه المقاوم والممانع، ومن ثم اتهامه للدول العربية وقرارهم بالصهينة في مقابل خطه، علماً أن السوريين الذين تتأكد مقاومتهم وممانعتهم مع صيحة ميلادهم، لم تكن انتفاضتهم إلا رفضاً لعشرات من السنين حكمت حياتهم بقمعٍ واستبدادٍ تدثّر بالمقاومة وفسادٍ ونهبٍ التحف بالممانعة.

أما كلام سفير سوريا لدى الجامعة عن عواصف قريبة وقادمة بسبب من قراراتها، وأن ماسوف يصيب سورية من شر سيطال الجميع ولن ينجو منه ومعه أحد، فإننا نعتقد بصحته. وكذلك توعدات شبيحة إعلام النظام وتهديداتهم أيضاً فهي أشد صحة على مايبدو لنا، بل ومن قبلهم جميعاً حديث بشار الأسد لصحيفة الصندي تلغراف البريطانية وللفضائية الروسية عن فالقه الأرضي الذي تقف فوقه سوريا ونظامها وعن تأثيراته الزلزالية دماراً وخراباً فيما لو مست سورية ( أي النظام)، فهو أثبت من كلام الجميع، لأنها عواصف ورعود وتهديدات رعيبه، وفوالق أرضية وزلازل وبراكين هي كما تكلموا لاشك فيها البتة، ولكنها ستزلزلهم وتحرقهم وتعصف بهم وتفلقهم، وتذهب بهم وتبتلعهم، فتطويهم الأرض وتطحنهم، ويرتاح منهم السورييون إلى الأبد.

ياجماعة..!! قال السورييون كلمتهم: الشعب يريد إسقاط النظام، وقال أهل حمص الكرام: ياأهالي الشام..!! عندنا في حمص سقط النظام، وما يسقط في حمص فلن تقوم له قائمة، وأيامنا القادمات شهود.

http://www.youtube.com/watch?feature=

player_detailpage&v=0S9ATYn28_Y

http://www.youtube.com/watch?feature=

player_detailpage&v=JPjO0YYt6AA

http://www.youtube.com/watch?feature=

player_detailpage&v=9odVmW2lV28

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ