ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ويستمر
التدرّع والتذرّع بالمؤامرة .. عقاب
يحيى من يوم
يومهم، أي من يوم حكموا بالقوة
والإرغام كان الكلام، عن
المؤامرة، بله المؤامرات كثيرة
الأنواع، والأطراف شغلهم
الشاغل، وكأنهم احترافيو صناعة
رديئة لا تعرف غير ضخّ المخيف
ليكون البرقع والدرع
لممارساتهم، وتدويخ المواطن،
ووضعه على سكين ذي حدّين : هم
وإلا : المؤامرة. هم وإلا صورة
العراق المحتل . هم وإلا الحرب
الأهلية والدمار والخراب
والشنار ..وهات يا مبوقين، وهات
يا محللين استراتيجيين
وعمليين، ومراكز بحث، وتوثيق،
ونكش عن الخرائط، وعن تصريحات
مبثوثة في طيّات الآخر لاختيار
ما يناسب، والقذف بأكوام من
القصص، واستحضار التاريخ من
الحروب الصليبية حتى سايكس
بيكو، ومنها.. إلى توزيعات جديدة
لخرائط قص قادمة، وهناك من يضيف
إلى ذلك أبعاداً استراتيجية عن
أقواس الأزمات، وموقع النفط
والغاز : حقولاً ودروباً
وتصديراً في عمق المشاريع
الاستراتيجية التي تلفّ خناقها
حول العالم عموماً، والوطن
العربي خصوصاً، ومشرقه بوجه أخص
.. من
يوم يومنا، ومن أول ما فتّحنا
عيوننا على السماع، ثم الكلام
والسياسة والكتابة ونحن نعيد
إنتاج نفس الخطاب تقريباً عن
المؤامرة البعبع، والآخر
المخيف الذي (يلطي) لنا في كل
الزوايا والأماكن المنعزلة،
والمعتمة لطعننا في الظهر، وإن
لم يقدر أعلنها صريحة في حروب
واعتداءات سافرة، واغتيالات
وتصفيات ومليون قصة وحبكة يختلط
فيها الخيال بالدراما بالواقع،
والنتيجة ؟؟؟ : النتيجة
: أن خلطاً كبيراً ساذجاً
ومقصوداً جرى ويجري بين حقيقة
وجود استراتيجيات ومشاريع
للغير، وهذا حقهم وواجبهم، وهي
تستهدف التحقيق بكل الطرق
المباشرة والخفية، وبين
استخدامها للتغطية على كل
موبقات، وفشل، وممارسات العامل
الذاتي(النظام).. حتى إذا ما
تنفّس مواطن بنفحة هواء مخالفة
للمعلب اتهم بالعمالة وتنفيذ
مؤامرات الكون التي تعجّ بها
الريح وموجات الغبار، وكل شيء..فكيف
عندما يثور شعب وصل به الاحتقان
حد الانفجار ؟؟... هنا
تحضر المؤامرة بجلال قدرها
فتتنوع، وتتفصفص.. وتصبح كابوس
الأبواق، وفزاعة المرتجفين من
ثورة الشعب، ثم التدرّع بها
هروباً من الاستحقاقات التي آن
دفعها، ومتراساً لممارسة القتل
تحت رايات مقاومتها.. الأمر الذي
يدعو لتحديد بعض النقاط
الضرورية : 1
لا يمكن لكل مؤامرات الأرض
والجن والعفاريت والأشباح أن
تنفذ إلا من مسارب ذاتية، ولا
تستطيع أن تعيش وتعتاش وتتحقق
إلا في تربة خصبة ومناخ
يناسبها، وهنا نقبض بالجرم
المشهود على دور النظام الطغمة
ومسؤوليته في استقدام المؤامرة
كي يصدّق العته توقعاته، وكي
يجد غطاء يرحّل تحته أزمته،
ويتستر على جرائمه القديمة
والجديدة، والدائمة . إن
نظاماً متصالحاً مع شعبه،
نظاماً يستجيب لمطالب الشعب، و"يتنازل"
له في جميع الظروف، خاصة
الأوقات الحرجة . نظاماً يحقق
نوعاً من العدالة الاجتماعية،
ونظاماً اختاره الشعب بحرية..
قادر على إغلاق جميع المنافذ
أمام أية مؤامرة (على فرض وجودها
الدائم)، لأنه محمي بالشعب وليس
بالقوة والأجهزة والفرض
والعقلية الأقلوية المريضة . 2
عندما يكون من حق الآخرين :
دولاً وتكتلات كبرى أن يكون
لديهم مشاريعهم الخاصة
الاستراتيجية التي تحقق مصالح
أممهم ومكوناتهم.. فالسؤال
المنطقي : أين هو المشروع العربي
البديل، القادر على مواجهة
الخارج ؟.. وماذا فعلت تلك النظم
الاستبدادية بآمال الأمة،
ومصالحها، والكل يعرف كيف ذبحت
ونحرت ونخرت وبقرت جميع
الأهداف، ثم امتطتها، وصدّرتها
جثثاً هامدة ومتعفنة تطلق روائح
كريهة تجعل الشعب ينفر منها
مسافات بعيدة.. الأمر الذي أحدث
هوة سحيقة بين مصالح الأمة وبين
مصالح الطغم التي تحولت عبر
الحكم إلى عصب مافيوزية بأنياب
دموية قاتلة . 3
لقد استند نظام التفحيح(التصحيح)
منذ ولادته، وصعوده، وديمومته
على مبدأي السمسرة والمقايضة
بكافة القضايا الوطنية
والقومية ضمن لعبة مكشوفة :
تحويش الأوراق بقوة الإرغام ثم
تقديمها على طاولات الابتزاز
والصفقات، وعبر تلك الممارسات
المتناغمة مع بنية أمنية أقلوية
عهّر عملياً كافة الشعارات التي
يرفعها للتدليس والتمرير فأوجد
قاعاً صفصفاً تصول وتجول فيه
غران التبويق والنهب
والانتهازية والغش متعدد
الأدوار، وسط رضا (أصحاب)
المؤامرات عليه، ومنحه الدعم
والحماية طوال العقود . 4
ولئن كان الأمن، ومنطق
القوة والعَسكرة صلب منهج
الطاغية الأسد الأب، فإن عملية
الإفساد المنظم بدءاً من أقرب
الحاشية التي جاء بها كانت
استمكالاً لنهج الإفساد
الشامل، حين دفع، وسهّل لهؤلاء(كبار
المعاونين والضباط) عمليات
النهب والبلطجة وممارسة
الفاحشة لوضع ملفات ثقيلة لكل
منهم تجعل ارتباطهم بالطغمة
مصيرياً لا يقدر أحدهم أن (يفلحص)،
أو يفكر بالانفكاك، وبحيث صار
الفساد عاماً ترتع فيه الطغم
الناهضة المتحالفة مع برجوازية
طفيلية همها نهب المال العام،
وامتصاص دماء الوطن ... 5
لقد مارست الطغمة فعل القسر
والإرغام والإخضاع والفئوية
منذ ايامها الأولى، وكان لذلك
مخلفاته الكبيرة في تراكم
الاحتقان الشعبي على مرّ
العقود، حتى إذا ما فُرض
التوريث المذل، والغريب بلغ
الغضب الباحث عن منافذ مداه ..وهو
يعتمل داخل النفوس ويشعر
السوريين جميعاً بالمهانة
والانتقاص والعجز عن فعل شيء.. ورغم
انكشاف (لهايات) دعاوى الإصلاح
التي لم يرَ منها الشعب سوى
الوعود والأعذار والتبريرات،
وقهقهة العته فقد صبر الشعب
طويلاً وكثيراً، على قاعدة أنه
مغلوب على أمره، وأنه لا يقدر أن
يفعل شيئاً أمام جبروت القوة
وآلة الفتك والنهش والإذلال،
وانتشت الطغمة كثيراً وتورّمت
وهي تنشر المثل الشعبي" العين
لا تقاوم المخرز" فتبجّحت
ممارسات لا تقيم وزناً لأي
اعتبار من كرامة وحقوق المواطن،
بما في ذلك المقايضة على الأرض،
والمساومة مع العدو الرئيس
للتوصل إلى تسوية معه، وتلطيخ
كل الشعارات المرفوعة بالدجل
الصراح، خاصة شعارات المقاومة
والممانعة، والتي اختلط فيها
التحالف الملغوم بأقدس المبادئ
لإنتاج ازدواجية صارخة لا تمانع
من أن تقدّم للأمريكان ملفات
أكثر من /70/ ملفاً لمواطنين
سوريين تحت يافطة مقاومة
الإرهاب، والتعاون الواسع معهم
في هذا المجال وغيره، وبشكل خاص
مع (السي آي
إي) .. 6
عندما انفجر الربيع العربي
من تونس.. وانتقل سريعاً بشوق
العقود للحرية، وإنهاء
الاستبداد.. رفض نظام الطغمة
الاعتراف بوجود حقوق للشعب، أو
بأية قابلية للانتفاض، مكرراً
المعزوفة المعروفة عن وضعه
المختلف، وشعبيته الكاسحة، وهو
ينام في الحقيقة فوق تقارير
فروع أجهزته الأمنية الكثيرة
التي تطمئنه عن استحالة أن
يتجرّأ أحد على أن (يقبّ رأسه)،
وعبر وضع خطط أمنية مسبقة
لمعالجة أية مظاهر تنمّ عن
الانتفاض بالكل الأمني الذي لا
يفهم غيره، ولا يملك سواه، ثم
اتهام الحراك وهو بعد جنينياً
ومحدود المطالب، والانتشار ب"الفتنة"
والمؤامرة.. وإعلان "
استعداده" لخوض المعركة
لاستئصال المؤامرة، وكأنه بذلك
يريد الدفع بالأمور إلى استدعاء
الخارج تحت جميع الوسائل التي
استخدمها بالقتل والعنف . الشعب
السوري المشهور بوطنيته،
والمشبع بحب الوطن، والذي لا
يمكن أن يرهن مصيره واستقلاله
للاستبداد، او لأية جهة خارجية
قاوم بالصدر العاري أشهراً
طوالاً دموية النظام، وخططه
الجهنمية لتشويه جوهر الثورة
وأهدافها، مؤكداً مراراً على
سلميتها، ووطنيتها، ورفضه
للتدخل الخارجي . وبدورها
المعارضة، بمختلف أطيافها
تناغمت مع ثوابت الثورة في
السلمية ورفض الطائفية
والعَسكرة والتدخل الخارجي..
بينما أوغل النظام بعمليات
القتل، والشحن الطائفي، وبدفع
الأمور نحو الهاوية، وكأنه يقول
: أنا أو الطوفان، وأنا أو أجلب
لكم التدخل الخارجي، خاصة عندما
باتت الروح البشرية مهددة
بالموت يومياً، وعندما اضطر
الشعب لرفع الاستغاثة بحماية
حياته من طغمة لا تقيم أي اعتبار
للبشر.. فكان مطلب طلب حماية
المدنيين الماء الذي يريد نظام
الطغمة الاصطياد فيه، والتأكيد
على تلك المؤامرة التي أبرزها
منذ الأيام الأولى للانتفاضة . 7
الأكيد، ورغم مواصلة النظام
لنهج القتل، فإن الثورة السورية
بقواها الرئيس في الميدان ظلت
مصرة على سلميتها، وعلى رفض
التدخل العسكري الخارجي،
محاولة أن تضع الحدود الواضحة
بين طلب الحماية من الجامعة
العربية والهيئة الأممية، وبين
التدخل العسكري الذي لا تقبل
به، في الوقت الذي يدفع فيه
النظام كل يوم الأمور نحو جرّ
هذا التدخل، والصخب الذي لا يمل
عن المؤامرة التي تستهدف البلد..
مع تلك التفاصيل الترعيبية عمّا
يمكن أن يحدث فيما لو سقط.. وحدث
له مكروه ؟؟... النظام
الطغمة يربط بافتعال بينه وبين
الوطن لأنه ينصب نفسه بمكانة
الوطن، ولأن الوطن الذي يقصده
هو، وليس سورية الشعب، وسورية
الوحدة الوطنية، وسورية
الجغرافيا والتاريخ، والحريات
الديمقراطية، لذلك يجري
التهويش، ومحاولات التشويه
وكأنه ممثل الوطنية السورية
وليس ناسفها ومدمرها، وكأن
سقوطه يعني التالي مما ينشره هو
وأبواقه الكثر.. 8
الأكيد أيضاً أن استمرار
النظام الموغل بالدماء والنهج
الأمني، الرافض للاستجابة لحكم
الشعب بالسقوط السلمي، وتسليم
السلطة لحكومة انتقالية
يختارها الحراك الثوري وقوى
المعارضة.. يفتح المجال لكل
الاحتمالات التي يسعى إلى
دخولها على الخط لإحداث الخلط،
والخوف، والبلبلة، والدفع
براية الحرب الأهلية إلى واجهة
المشهد السياسي، ولمَ لا افتعال
الحوادث التي تشعل فتيلها، وحتى
تجنيد عملاء وخبراء محسوبين على
قوى الثورة لممارسة أعمال تبدو
طائفية وانتقامية، بما في ذلك
التضخيم في بعض عمليات ردّ
الفعل التي تحدث هنا وهناك
والتي تشوبها صبغة طائفية أو
ثأرية وتصديرها على أنها انتقال
الثورة من السلمية، والمناداة
بالحرية إلى جورة الحرب الأهلية. لكن
اعتماد الشعب السوري على قواه
الرئيسة بالأساس، وتصميمه على
انتزاع الحرية، وإسقاط النظام
مهما بلغت التضحيات، ووعيه
الكبير خاصة في هيئاته الممثلة
له(الهيئة العامة للثورة
السورية ) وغيرها من قوى الحراك
الثوري، والمجلس الوطني، ومعظم
أطياف المعارضة في الداخل
والخارج، بمخططات النظام،
ومخاطر الانزلاق إلى الحرب
الأهلية، أو التدخل العسكري
الخارجي الذي لا تلوح احتمالاته
رغم كل الكلام والصخب فيه وحوله
. 9
وإذا كانت المرحلة تقتضي
بالتأكيد
رصّ الصفوف، وتوحيد الجهود
تحت شعار تحقيق أهداف الثورة في
إسقاط النظام وإقامة البديل
الديمقراطي، بما في ذلك تأجيل
الخلافات، أو ركنها جانباً على
طريق وحدة قوى المعارضة، واقلها
تنسيق مواقفها في المشترك
الرئيس، والالتزام بمطالب
الشعب.. فإن اللحظة التاريخية
تتطلع بأمل كبير إلى الجيش
الوطني السوري ليقوم بدوره
المأمول في تخليص الشعب والبلاد
من هذه الطغمة، وتوفير الوقت
والتضحيات، وقطع الطريق على
كافة الأخطار التي يمكن أن يدفع
إليها نظام الطغمة، أو تنزلق
إليها أوضاع بلدنا الغالي . ========================= رسالة
من ثائرة سورية مرهقة.. وجواب ..
بين جيل يوشك على الرحيل..
وجيل المستقبل.. جيل التغيير نبيل
شبيب وصلتني
قبل فترة رسالة من أخت شابة
كريمة من سورية، تعيش كملايين
السوريين خارج الوطن، وكانت قد
لفتت نظري بذلك القدر الكبير من
الجهد الذي تبذله، والذي تنوء
بحمله عصبة من الرجال والنساء
معا، وهي تتلقى من داخل سورية
الثائرة ما تتلقاه من أخبار
مكتوبة ومصوّرة، فتتابع نشره
وتعميمه ليلا ونهارا، فأعجب من
ظهور اسمها المستعار في كل مكان
من العالم الافتراضي، كأنّها لا
تريد أن تذوق طعم النوم إلا في
أرض الوطن المحرّر من الاستبداد
القمعي الفاجر.. وصلتني
منها رسالة لم يفاجئني محتواها
كثيرا، فما نعايشه مع هذه
الثورة الشعبية البطولية
الحافلة بالتضحيات والآلام،
ثقيل.. ثقيل.. مؤلم.. مؤلم.. وكثير
منّا يستشعر أن النصر الموعود
قد تأخر بالموازين البشرية، مع
أنّ كل تغيير جذري تاريخي ضخم
كهذا الذي تصنعه البطولات
والتضحيات الشعبية الجسيمة،
يتطلّب زمنا.. إنّما هي النفس
البشرية السويّة التي تستشعر
الألم فتقول.. كما ورد في تلك
الرسالة: (عذرا
لتطفلي عليك سيدي ولكني
للحظة أحسست أني بحاجة إلى
مشورة أب أتابع
الثورة منذ اندلاعها تحمست
لها بكل ما أوتيت من قوة اندفعت
لمعرفة كل مايدور في سوريا
وتابعت الحدث لحظة بلحظة أنشأت
مجموعات، وأضفت الكثير من
الأصدقاء للمجموعات سهرت
أياما ولياليَ متواصلة حتى
ألاحق الحدث، لحظة بلحظة، وأقوم
بنشره بعدة مجموعات بكيت
الكثير.. وتألمت الكثير.. لكل ما
يجري حولي من مشاهد ومأسٍ.. بتّ
أراها بمنامي وصحوي عِفت
الدنيا وما فيها لأجل ثورة،
واثقة من نصرتها بعون الله بقوة
أبطالها على الأرض.. وليس هنا! الآن
وللحظة، وقفتُ قليلا مع نفسي ماذا
أفعل أنا وماذا
أقدم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أظن:
لا شيء كل
ماهنالك أنّي أنقل خبرا من مكان
لمكان فقط أهذا
يخدم ثورة!!!!!!!!!!!!!!!!! إن كنت
لا أستطيع أن أخدم بلادي على أرض
الواقع، فلا داعي لوجودي هنا بكل
بساطه قررت الانسحاب عذرا
منك سيدي ولكن احتجت لأب أبثه
مكنون نفسي عذرا
منك سامحني!) . . . كلمات..
دخلت في صميم القلب، من فتاة
تبذل أقصى ما لديها.. ولا تكتفي..
وأطمئن القارئ قبل أن أسترسل..
فهذه الفتاة التي أُكبرها
وأقدّر جهودها.. وأستحيي من نفسي
أمام ما تصنع.. واصلت الطريق..
ولا أحسبها ستتوقف حتى النصر،
وستنتصر.. فهذا الجيل لا بدّ أن
ينتصر، والنصر يكتمل بالبناء
بعد زوال ذلك الكابوس
الاستبدادي الرهيب الجاثم منذ
عقود.. على أرض الوطن وفوق ظهر
الشعب.. وكتبت
لها جوابا هذه الكلمات..
واستأذنتها في هذه الأثناء أن
أنشرها.. عسى يجد سواها من
أمثالها، من "أبطال هذا الجيل"..
من الفتيات والشباب، ما قد يفيد
في تجاوز لحظات.. من الطبيعي أن
تساور كل إنسان أثناء العمل وما
يعترضه من مصاعب.. فما يصنع من
إنجاز أعظم وأجلّ من كل صعوبة
يلقاها: . . . يا (ابنة
سورية البارة) التي تعيش في نعمة
كبرى: نعمة من لا يستطيع النسيان
ولا التناسي، ولا يستطيع
التجاهل ولا الغفلة، فيعمل.. ثم
يعمل، لأنه مرتبط أولا وأخيرا
بالله، وموقن أولا وأخيرا بأن
النتائج بيد الله (ليس لك من
الأمر شيء) قالها لرسوله الكريم
صلى الله عليه وسلّم.. ويقولها
لكل إنسان مؤمن إلى يوم القيامة. أقدّر
من أسلوبك في الكتابة -أختي
الكريمة- أنك والله أعلم أصغر
عمرا من ابنتيّ.. وعندما قرأت
كلماتك غمرني خليط من المشاعر
مما لا أكاد أستطيع وصفه، بين
الاعتزاز العميق أن أحوز على
ثقتك، والخشية الأعمق أن أخفق
في أن أقدّم ما تستحق، وحاولت
الكتابة أكثر من مرة ليلا،
وأخفقت فعلا، وعزوت ذلك إلى ما
يطرأ على من في عمري من تعب بعد
أداء بعض ما عليه من واجب.. وذكرت
مع رؤية جيلكم بهذه الطاقة وهذا
العطاء وهذا الإبداع قول رسول
الله صلى الله عليه وسلم: اغتنم
خمسا قبل خمس، وكان منها : شبابك
قبل هرمك. . . . لستُ
وأمثالي يا بنيّة من يصلح أن
يكون مصدرا للتشجيع أو تجديد
الأمل أو تخفيف الإحساس بشيء من
القنوط -وذاك شأن كل إنسان من
البشر لأنه بشر- فوالله الذي لا
إله إلا هو أنّ هذا الجيل الذي
تنتمين إليه قد أعاد الحياة
لنا، بل الطمأنينة أن مستقبل
أمتنا وبلادنا أصبح في أيدٍ
أمينة.. وإن كانت النقلة بين
الحاضر الذي نخلّفه لكم،
والمستقبل الذي تبنونه بأنفسكم..
نقلة مليئة بآلام المخاض، التي
تتحوّل في حياة الإنسان إلى
طاقة من المحبة والعطاء
والسعادة، لا يعادلها إلا أن
تكون الجنة تحت أقدام من عانت
منها.. ذاك في حياة الفرد، وهو
أيضا في حياة الأمم. هذه
الثورة -في سورية وأخواتها- ليست
إنجازا يتحمّس له المرء أو لا
يتحمّس ويثني عليه أو لا يثني،
بل تسري في جوانح الإنسان السوي
سريان الدماء في عروقه، فلا
يستطيع عنها فكاكا، ولا يمكن أن
يجد طريقه بها ومعها وهو ممّن
يصنعونها انسحابا أو نكوصا أو
استقالة أو قعودا من جديد.. إنها
لحظة التغيير، تغيير النفوس،
والمجتمع، والتاريخ في وقت
واحد، وعندما تبدأ تلك اللحظة..
لا تتوقف عجلة التغيير في
النفوس وعلى أرض الواقع إلا
بحصول التغيير. . . . عندما
رأيت صورة حمزة رحمه الله
وأنساه بالجنة ما ذاق من ويلات
في الدنيا انتابتني مشاعر كالتي
تتحدثين عنها، وغرقت فيها طوال
ليلة كاملة، لم أستطع خلالها
إنجاز شيء، وفي صباح اليوم
التالي رصدت فيما رصدت مظاهرة
لحرائر داريا، وقد خرجن مع
أطفالهن، يتحدّين الطاغوت: لن
ترهبونا بالخوف على أولادنا. أدركت
فجأة أن لكل فرد في هذه الثورة،
حيثما وجد من الأرض، دورا،
أناطه به الله عز وجل، إن أداه
أدّى واجبه، وإن لم يفعل ترك
ثغرة من الثغرات لا يسدّها سواه. لن
تستطيعي أن تصنعي ما تصنع حرائر
داريا وأمثالهن.. فلست في داريا،
ولو كنت لصنعت، ولن أستطيع أن
أصنع ما صنع قاشوش وإخوانه، أو
الصياصنة وأمثاله، فلست في حماة
ولا درعا، ولو كنت لربما صنعت.. ولن
يستطيع أبطال هذه الثورة
الأحرار الأبرار الأطهار في
جميع أنحاء سورية أن يصنع أحدهم
ما تصنعين، ولا يمكن أبدا أن
يستهان به، فلولا هذه القنوات
التي تنقل مشاهد مسار الثورة
إلى كل مكان من العالم، لما تحرك
كثير من السوريين ومن يتضامن
معهم في احتجاجاتهم ومناصرتهم
للثورة في كل أرض، ولا وجدت
القوى المتحكمة في صناعة القرار
في مختلف البلدان نفسها مضطرة
إلى تعديل مواقفها.. وإن بقيت
مماطلة، بقدر انخفاض مستوى
الانتساب إلى الإنسانية في
أعماق الفرد صانع القرار. . . . كلا..
لا أستطيع أن أقول لك: توقفي..
ولا أن أقول: استمري.. وإن قلت
لنفسي أكثر من مرة كلما انتابتي
بعض المشاعر العابرة من هذا
القبيل: يجب أن أستمر في أداء ما
أستطيع حيث قدّر الله لي أن أكون
أثناء هذه الثورة التي ترعاها
يد الله، فلا تتجلّى لنا حكمته
في رؤية ما نرى ومعايشة ما نعايش..
إلا بعد حين، ولا نقول إلى ذلك
الحين ومن بعد سوى: لك العتبى
حتى ترضى، لك الحمد على ما قضيت. بل
أقول أيضا: لئن خبت شعلة هذه
الثورة لسبب من الأسباب في لحظة
من اللحظات -ولا أعتقد ذلك
إطلاقا وفق تقدير موضوعي
لمجراها- فلا يوجد لفرد من
الأفراد مبرر أن يتوقف عن أداء
ما يستطيع من الواجب.. طلبا
لمرضاة الله، ولا بد أن يتحقق
الهدف، فذاك وعد من رب
العالمين، لا يساور المؤمنَ شكّ
فيه إطلاقا.. لا سيما وأنه لا
يمكن أن يجمع قلب المؤمن
الإيمان واليأس قطّ. . . . لا
أستطيع أن أقول استمري ولا
توقفي.. فهذا أمر بينك وبين نفسك..
بينك وبين رب العالمين. ولكن
أستطيع أن أقول: إن المهمة التي
تؤدّينها مع من يشاركك العمل من
أمثالك، أعظم بكثير ممّا
تصوّرنيها ببعض العبارات تحت
تأثير بعض المشاعر العابرة. وأستطيع
أن أقول: ربّما تؤدّينها بجهد
أكبر مما ينبغي.. فلا أعرف في
جميع ما يصلني مما يشابه ما
يصلني منكم، مما يمثل كمّاً من
الجهد والعطاء، كذاك الذي أرصده
عبر موقعكم، وربما يحسن التخفيف
قليلا، ليس لعدم الفائدة، بل من
باب تركيز الفائدة، من خلال
عملية انتقاء وإعطاء الأولوية
لبعض ما تنشرون على بعضه الآخر. إنّما
أعاتبك يا بنيّة أن تقولي ما
يثير العبرات في عيني، إذ
تبدئين بقولك: عذرا لتطفلي..
وتختمين بسامحني. وأقسم
برب العزة -ونادرا ما أقسم- لو
وصلتني منك رسائل من هذه القبيل
يوميا، لما شعرت لحظة واحدة
بتطفل.. ولا إزعاج.. وإن شعرت
بقصور من جانبي. واسمحي
لي أن أقول، إنني يعلم الله -كما
أحب ابنتيّ- أحبك في الله ولا
أعرف اسمك، مثلما أحب شباب هذا
الجيل وفتياته، فقد كنت منذ
عشرين سنة أعلق عليه الآمال،
وقد يجد بعض من أعرف من أقراني
فيما كنت أكتب عن ذلك "مبالغة"
ويتحدّثون عن جيل غرق في اللهو
الحلال والحرام، وفور اندلاع
ثورة مصر بعد تونس، كان بعضهم
يتصل بي ليقول: لقد كنت محقا
فيما تكتب!. إنكم
جيل التغيير.. وستغيّرون، وجيل
الحرية.. وستتحررون، وجيل
الوحدة.. وستتوحدون، وجيل
التقدم.. وستبنون المستقبل
بعقولكم ووجدانكم وعطاءاتكم..
وهذا فقط ما بقي لنا في هذه
الحياة الدنيا، عندما نرحل عنها
مطمئنين إلى قادم الأيام في
حياة أمتنا وبلادنا بل في واقع
البشرية التي تحملون أيضا
المسؤولية عنها.. ولقد وصلت
الآثار الأولى لثورتكم إلى
أعماق بلدان حكمتها المادية
وحكمت العالم من خلالها لعدة
قرون. لا
تستهينوا بما تصنعون.. ولا
بأنفسكم فأنتم قادرون على صناعة
المزيد. ومع ذلك أدعوك إلى حفظ
التوازن فيما تشتغلين فيه، ولا
أعلم هل تدرسين، أو تدرّسين،
وهل لك أسرة وأطفال أم ليس بعد،
إنّما يعطي التوازن -بإعطاء كل
ذي حق حقه، كما ورد في الحديث
الصحيح، طاقة كبرى على مزيد من
العطاء. لك كلّ
تقديري من الأعماق.. وأسأل الله
أن أعايش يوما أتعرف به عليك على
أرض سورية المحررة بإذن الله. والسلام
عليك ورحمة الله. ======================= د.هشام
الشامي عندما
رفع النظام الأمني الحاكم في
سوريا شعار (إلى الأبد يا حافظ
الأسد) ، لم يكن هذا الشعار
عبثياً ، بل كان مدروساً بعناية
فائقة ، و مرفوعاً عن سابق إصرار
و تصميم ، فهم يعرفون أن حافظ
سوف يموت أخيراً ، و لذلك بدؤوا
يحضرون ابنه البكر باسل ، و
عندما قضى باسل نحبه بحادث سير ،
استدعي الطبيب بشار على عجل من
انكلترا حيث كان يختص في طب
العيون و تم إقحامه في عالم
الأمن و الجيش و السياسة ، و
الأمن هو هاجس النظام السوري
الأول ، لأنه لا يوجد في سوريا
سياسة (و لا أي شيء آخر ) بلا أمن
، فالأمن هو أولا وثانيا و ثالثا
في سوريا الأسد. و
عندما توفي الأسد الأب عام 2000م ،
تم لي عنق الدستور السوري
الدائم كما سماه حافظ الأسد
عندما وضعه عام 1973م ، خلال خمس
دقائق داخل مجلس الشعب الصوري ،
ليعدل سن الرئيس من 40 سنة إلى 34سنة
تماماٌ كما هو عمر بشار الأسد
يومئذ، و ليتم تطبيق مبدأ إلى
الأبد المرفوع سلفاً ، و لتتحول
سوريا إلى أول جملوكية عربية 0 أغرت
هذه التجربة بقية الأنظمة
الجمهورية العربية حتى التي
كانت لم تحضَر نفسها لمثل هذه
التجربة كمصر مثلاً ، فبدأت
كافة الأنظمة الجمهورية
العربية الديكتاتورية تقليد
النظام السوري ، و بدأ شعار إلى
الأبد يعم كافة أرجاء الوطن
العربي الكبير00 و لكن
رياح الربيع العربي سارت بغير
ما تشتهي سفن هذه الأنظمة
المهترئة ، فانطلقت شرارة
البوعزيزي من تونس الخضراء و
اتبعتها ثورة مصر المحروسة في 25
يناير ، و من ثم اليمن و ثم ليبيا
في 15 فبراير و ثورة الكرامة
السورية في 15 آذار ولا يزال
الربيع العربي مستمراً00 فسارع
بن علي تونس ليقول فهمتكم و لا
توجد رئاسة للأبد ، و كذلك فعل
حسني مصر حين قال في خطابه
الموجه للشعب المصري بعد اندلاع
الثورة : لم أكن أنوي أن أترشح
لدورة رئاسية جديدة ، و نفى أي
فكرة لتوريث جمال مبارك من بعده
في الحكم ، أما علي اليمن فقالها
صريحة و علنية و في خطاب أمام
الشعب اليمني : لا رئاسة مدى
الحياة ، لا توريث في الرئاسة 0
أما قذافي ليبيا فنفى أي يكون
لديه أي منصب سياسي ، و أنه مجرد
قائد للثورة ، وأنه لو كان لديه
أي منصب لكان رمى استقالته في
وجوه أبناء ليبيا و ذلك في خطاب
علني متلفز و أمام أنصاره أيضاُ
0 أما في
سوريا و بعد تسع أشهر من الثورة
، و بعد كل هذا الدمار و الخراب ،
و بعد آلاف الشهداء و عشرات آلاف
الجرحى و السجناء و المشردين ، و
بعد كل هؤلاء الملايين من الشعب
السوري الذين أسقطوا النظام
بأعلى صوتهم داخل كافة المدن و
القرى السورية ، و الذين هتفوا
أمام الدبابات و المجنزرات و
المصفحات ( ما في للأبد ما في
للأبد عاشت سوريا و يسقط الأسد )،
و بعد أن صرح كل زعماء العالم
تقريباً ( باستثناء ديكتاتور
الصين العظيم ، و مخبري
الشيوعية بوتين و ميدليف الذين
تنكّرا بقناعين ديمقراطيين
ليخفوا حقيقتهما الشمولية و
بدأا مسلسل تبادل الأدوار بين
الرئاسة و رئاسة الوزراء ، و
الحليف الطائفي الفارسي الذي
زوَر الانتخابات الأخيرة وأخمد
ثورة شعبية بعد فشله في
انتخابات الرئاسة ، و كركوز
فنزويلا الذي يتخذ مواقفه من
عقدة محاربة أمريكا و
الإمبريالية ) أن نظام الأسد قد
فقد شرعيته ، بعد كل هذا لم يصدر
عن الرئيس ولا عن نظامه أي تصريح
و لو لذر الرماد في العيون أو قل
للضحك على اللحى أن الرئيس لن
يترشح لرئاسة قادمة ( عداك عن أن
يستقيل الآن )، و حتى عندما تبجح
مفتي النظام أحمد بدر حسون و صرح
لصحيفة دير شبيغل الألمانية أن
الأسد سوف يترك الرئاسة و يعود
لطب العيون بعد ان يطبق
الإصلاحات الموعودة !، عاد
ليلحس كلامه و ينفي هذا التصريح
، و هذا أن دل على شيء فإنه يدل
على حقيقة أن هذا النظام لا يفكر
أيداً بالتخلي عن السلطة ، أو أن
يشاركه فيها أحد ، فسوريا هي
مزرعته و عزبته ، و أبناؤها خدمه
و عبيده، و أي تنديد أو دعم أو
امتعاض أو استنكار من أحد من
العالمين لقتل أو تعذيب أو
إهانة أو سجن أو تشريد لهؤلاء
العبيد هو تدخل فاضح و صريح في
شؤون سوريا الأسد . و يختصر كل
هذا الكلام تصريح الأسد الأخير
في لقائه الصحفي مع صنداي تايمز
البريطانية (و كذلك ما قاله
تلميذه المعلم في مؤتمره الصحفي
الأخير)عن استعداده للقتال حتى
النهاية ، ألا يزالون يرفعون
شعار (الأسد أو لا أحد )0 و لكن
أنَى لهم ..... د.هشام
الشامي: مركز
الدراسات الإستراتيجية لدعم
الثورة السورية =========================== عادل
زعرب صحفي
وكاتب مختص بالشئون
الإسرائيلية-غزة إسرائيل
تنظر بترقب وحذر شديدين للمرحلة
القادمة في الحالة الفلسطينية ،
بعدما أعلن مؤخرا التقارب
الكبير بين مشعل وعباس ولقاءهما
المرتقب الأربعاء القادم الذي
سيتوج بإعلان المصالحة ،
والسؤال هنا لماذا تخشى إسرائيل
المصالحة ؟ رئيس
وزراء العدو بنيامين نتنياهو
أرسل رسالة شديدة اللهجة للجانب
المصري بسبب جهود القاهرة
لإتمام المصالحة الفلسطينية
وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية
بين "فتح"و"حماس". وبحسب
صحيفة "معاريف " العبرية
فان بنيامين نتنياهو نقل رسالة
شديدة اللهجة إلى الجانب المصري
قبل عدة أيام مفادها بأن "إسرائيل"
ستقطع العلاقات مع السلطة
الفلسطينية إذا لم تعترف تلك
الحكومة بشروط اللجنة الرباعية. وقالت
الصحيفة أن الإدارة الأمريكية
تبذل جهدا حثيثا بالتعاون مع
اسرائيل من اجل الضغط على مصر
للحيلولة دون تشكيل حكومة وحدة
وطنية بين حركتي "فتح" و"حماس"
دون الاعتراف بشروط الرباعية
الدولية. واشارت
"معاريف" إلى أن مستشاري
نتنياهو كانوا قد حذروا مسبقا
من تدهور خطير في التنسيق
الأمني بين السلطة الفلسطينية
وإسرائيل إذا لم تقبل الحكومة
الجديدة شروط الرباعية. وهددت
"إسرائيل" أيضا بأن دخول
القوات الإسرائيلية إلى مناطق
الضفة الغربية سيتم دون سابق
إنذار أو تنسيق من أجل ما تسميه
"الحفاظ على أمن إسرائيل". وأعلن
نتنياهو عدة مرات في الماضي بان
دعوته استئناف المفاوضات
المباشرة وبدون شروط مسبقة مع
السلطة لن تكون ذات قيمة اذا ما
اقام ابو مازن حكومة وحدة مع "حماس"،
موضحا "لن نتمكن من ادارة
مفاوضات مع حكومة يدعون فيها
الى ابادتنا". وشدد
نتنياهو "اذا كان "صندوق
واحد" للسلطة ولحماس، فستوقف
"إسرائيل" التحويلات
المالية للفلسطينيين بصورة
دائمة". وبحسب
صحيفة الحياة فانها كشفت عن ما
سمته "تقريرا سريا لوزارة
الخارجية الإسرائيلية،" يقول
إن "المصالحة (بين فتح وحماس)
تقود إلى اعتراف دولي شبه حتمي
بفلسطين." وأضافت
الصحيفة "ما زال التخبط تجاه
كيفية تجرع إسرائيل اتفاق
المصالحة الفلسطينية سيد
الموقف فيها، فمن جهة يتوعد
أقطابها بالاقتصاص من السلطة
الفلسطينية أمنياً واقتصادياً،
وأيضاً الادعاء بأن الاتفاق
يعفي إسرائيل من التفاوض مع
حكومة تشارك فيها حركة «حماس «الإرهابية»،
ومن جهة أخرى تخشى أن يمهد
الاتفاق إلى اعتراف أوروبي
بحكومة الوحدة الفلسطينية، ما
من شأنه أن يمنح الشرعية
الدولية للحركة انتهاءً
باعتراف الأمم المتحدة بفلسطين
دولة مستقلة على أساس حدود عام
1967." ونقلت
الصحيفة عن «معاريف»
الإسرائيلية "تقريرا أعده
قسم البحوث السياسية في وزارة
الخارجية صنف «سرياً»، أن اتفاق
المصالحة ربما يؤدي إلى انهيار
السياسة الأميركية في المنطقة،
ومن شأنه أن يجهض الجهود
الأميركية لاستئناف المفاوضات
بين إسرائيل والسلطة." ووفقاً
للتقرير، فإن "الخطر الأبرز
الكامن في الاتفاق، من وجهة
النظر الإسرائيلية، هو أن تمنح
دول أوروبية الفرصة لحركة حماس،
فتعترف هذه الدول باتفاق
المصالحة وحكومة الوحدة
الفلسطينية، وترى في الاتفاق
فرصة لاستئناف الاتصالات مع
حركة حماس وبحسب
الإعلام الغربي، وتحديداً
البريطاني، فقد ظهر الخوف، من
فشل سياسة فَرِق تَسُد، في
تصريحات رئيس وزراء العدو
بنيامين نتنياهو الذي خرج ليحذر
السلطة الفلسطينية من أن عليها
الاختيار بين السلام مع حماس
والسلام مع إسرائيل، وهي
التصريحات التي لا تعكس فقط رفض
نتنياهو لحركة حماس التي لا
تفوت إسرائيل أي فرصة لإدانتها
ووصفها ب"الجماعة الإرهابية"،
بل تعكس أيضًا خوف إسرائيل من
اتحاد الفلسطينيين تحت قيادة
حكومة واحدة ممثلة لكل أبناء
فلسطين داخلها أو خارجها. فبينما
أعلنت ظاهريًّا عن تأييدها
للمصالحة بين فتح وحماس، وقالت
في البيان نفسه إن حماس "حركة
إرهابية" تستهدف المدنيين،
وإن على أي حكومة فلسطينية
مقبلة أن تعترف بحق إسرائيل في
الوجود. وفي
اطار التضليل الاعلامى قال حسن
كعبية الناطق باسم وزارة
الخارجية الاسرائيلية في
مقابلة مع قناة “روسيا اليوم”
ان اسرائيل لا تخشى المصالحة
بين حركتي “فتح” و”حماس”،
مؤكدا على ان اسرائيل تسعى الى
السلام بين شعوب المنطقة جميعا. واوضح
الناطق ان الحكومة الاسرائيلية
تخشى الارهاب من جهة حركة “حماس”،
مشيرا الى ان “حماس” عبارة عن
منظمة ارهابية باعتراف دولي
تقريبا. واضاف
ان قطاع غزة، الواقع تحت سيطرة
“حماس”، يضم ما يقارب 13 فصيلا
فلسطينيا من بينهم تنظيم تابع
للقاعدة، متسائلا ان كانت
المصالحة ستشمل هذه الفصائل ام
لا. ولفت
كعبية الى قول محمود الزهار،
عضو القيادة السياسية لحركة
المقاومة الإسلامية “حماس”
بان الحركة لن تعترف باسرائيل
ولن تتفاوض معها، معيدا للاذهان
المصالحة السابقة التي تمت بين
الحركتين ومن ثم انقلاب حماس
على السلطة الفلسطينية. وقال
الناطق لا احد يعرف ما الذي
سيحدث في المستقبل. صحيفة
(يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية
ذكرت أن هناك تخوفا إسرائيليا
من أن تصب المصالحة الفلسطينية
فى مصلحة الفلسطينيين ، مشيرة
إلى أن إسرائيل أملت بأن يقلل
اتفاق المصالحة بين فتح وحماس
الضغط الدولى على رئيس وزراء
العدو بنيامين نتنياهو ولكن
الأمر سيأتى خلافا لما يتوقعه
الإسرائيليون. ووفقا
للصحيفة ، فإن الدول الأوروبية
ستطلب من إسرائيل تقديم خطة
ونوايا واضحة فى المجال السياسى
بخصوص الشأن الفلسطينى لا سيما
أنها كانت تتذرع فى السابق بأن
أى اتفاق سيتم التوصل إليه مع
السلطة الفلسطينية سيصطدم
بمعارضة حماس. وأشارت
إلى أن هناك عناصر إسرائيلية
تحدثت عن أن الوقائع على الأرض
لم تتغير إلى الآن وأن الوقت
يسير لصالح الفلسطينيين لإقامة
دولتهم المستقلة ..حيث إنهم
جادون هذه المرة بشأن المصالحة
الفلسطينية وأن الأوروبيين
سيعطون الفرصة للمصالحة
وللحكومة المشتركة الأمر الذى
لن يسهل على إسرائيل. وكان
إيهود باراك وزير الدفاع
الإسرائيلى قد أعرب
خلال اتصال هاتفى أجراه
مؤخرا مع أمين عام الأمم
المتحدة بان كى مون
عن قلق إسرائيل من توقيع
اتفاق المصالحة .. وزعم باراك
"إن حماس منظمة إرهابية تطلق
الصواريخ باتجاه المستوطنات
الإسرائيلية وقال
"إسرائيل تتوقع من زعماء
العالم ومن بينهم الأمين العام
للأمم المتحدة أن يضع شروطا
أمام حكومة الوحدة الفلسطينية
بضرورة الاعتراف بإسرائيل
والاتفاقيات الموقعة ونبذ
العنف". ======================== ثقافتنا
: و إعادة النظر في العلاقة بين
الدولة والمجتمع أ
. محمد بن سعيد الفطيسي* كلنا
يدرك ان اتفاق الكلمة ووحدة
الرأي وتوحد المجتمع قوة للدولة
, وبدون ذلك لا يستطيع أي مجتمع
ان يتقدم بحاضره ومستقبله الى
الأمام , ونحن حينما نتحدث عن
تلك القوة , فنحن نقصد بذلك , تلك
النزعة الفكرية الوحدوية التي
تفضي بالأفراد الى الارتقاء
بمستوى الوعي العام بهدف تحقيق
نهضة المجتمع ومدنيته ورقيه
بالرغم من التناقضات العقلية في
الأفكار والتوجهات والآراء بين
أفراده , وكما يقول برودويل في
كتاب تاريخ وقواعد الحضارة ( ان
القوة بإمكانها بناء حضارة
جديدة , او إصلاح وتعديل الحضارة
القديمة ) , وبردويل هنا يقصد تلك
القوة النابعة من الاتفاق بين
أفراد المجتمع . وبالطبع
فإننا من جهة لا يمكن ان نلغي
مفهوم النزاعات الاجتماعية
التي تنشا جراء التناقضات
الأيديولوجية والثقافية حتى في
ظل وحدة الأمة واتفاق الرأي في
أي مجتمع , وكما يقال فان
الاتفاق المجرد إضرار بالمجتمع
في الوقت ذاته , فالمجتمع
المتحرك هو ذلك المجتمع ( الذي
يحتوي في داخله على جهتين
متضادتين على الأقل , حيث تدعو
كل جهة الى نوع من المبادئ التي
تخالف ما تدعو إليه الجهة
الأخرى ) , وهذا بالطبع لا يعد
أمر غير ايجابي او يمكن ان يؤدي
بالمجتمع الى التفكك والانهيار
, ان أحسن المجتمع والنظام
استغلال ذلك التناقض والتضاد
لصالح الوحدة الوطنية ومصلحة
الأمة . كما
إننا من جهة أخرى لا يمكن ان
نطلق على تلك التناقضات
الأيديولوجية بالصراعات
الاجتماعية والفكرية السلبية ,
فظاهرة الاختلاف والتناقض
الأيديولوجي في أي مجتمع هو أمر
صحي ولابد منه , بشرط ان يهدف في
نهاية المطاف الى خدمة الأمة
ووحدة كلمتها ولم شملها , -
وبمعنى آخر- ان يغلب على تلك
الصراعات النزعة الاجتماعية
العامة وليس النزعة الشخصية . وهو
ما يجب ان يدركه طرفي الحراك
التنموي والنهضوي والحضاري لأي
أمة – واقصد – المجتمع بجميع
طوائفه ومؤسساته والنظام
السياسي او الحكومة , وبدون
الاتفاق على وحدة الكلمة والرأي
, ستدب الخلافات والنزاعات مما
يؤدي في نهاية المطاف الى
انتشار الفوضى والعنف
والانقسام وفقدان الثقة في
حضارة المجتمع والمؤسسات
السياسية في الدولة , فكما هو
معروف ( ان هناك علاقة وطيدة بين
حضارة المجتمع والمؤسسات
السياسية , وان الوظيفة
الأساسية للسلطات العامة هي
تعزيز الثقة المتبادلة السائدة
في قلب الوحدة الاجتماعية , وان
فقدان تلك الثقة في حضارة
المجتمع يخلق عقبات مهمة أمام
إقامة مؤسسات عامة ) . والسؤال
الذي يطرح نفسه هنا , هو : ما هي
الحلول المفروض تبنيها من قبل
السلطة السياسية في حال فقدان
الثقة في حضارة المجتمع , والتي
نتج عنها إضعاف المؤسسات العامة
وهو ما قد يؤدي في نهاية المطاف
الى عجز ومعاناة السلطة والحكم
في الفعالية والاستقرار , والذي
بدوره ينتج – وللأسف الشديد –
في اغلب الأوقات , حضارة تتسم
بالشك والعدائية المستترة او
القائمة فعليا بين طرفي الحراك
في الأمة الواحدة – ونقصد –
المجتمع ومؤسساته المدنية
والسلطة السياسية بمؤسساتها
الرسمية ؟! قد
يكون الجواب على هذا السؤال
بالرغم من تعقيداته بسيط جدا ,
وهو بالطبع موجه الى طرفي
العملية التنموية والحراك
الوطني في أي دولة , - واقصد –
تغليب صوت العقل والحكمة
والمصلحة الوطنية فوق كل
الأصوات والمصالح الشخصية ,
فالساحة العقلية لمجتمع من
المجتمعات , تعكس بوجودها الدور
المستقل للفكر والعقل كوسيلة
توحيد للجماعة تعمل من خلال رفع
مستوى الصراع من مستوى الصراع
العدواني والحرب الأهلية الى
تناقض أيديولوجي يجب حله من
خلال العمل السياسي الشرعي ,
وهذا الأخير بالطبع يتمثل في
المؤسسات البرلمانية والنقابية
والشعبية التي ينتخبها الشعب
لتمثله وتخدم مصالحه لدى السلطة
السياسية ومؤسساتها الرسمية . وبزوال
صوت الحكمة والعقل والفكر
وتغليب المصلحة الوطنية سيسود
صوت الفوضى ويطغى العنف , ويتحول
التناقض الأيديولوجي الصحي الى
صراع عصبي وحرب تفتك بالاستقرار
والأمن والسلام الداخلي بالأمة
والمجتمع , وبزوال الساحة
العقلية كوسيلة فكرية لتوحيد
المجتمع , وفقدان العقل
الاجتماعي ستنجرف الجماعة
وتتحول أزمتها الثقافية من
مستوى الصراع السياسي الى مستوى
الحرب , ( ويترافق العنف الفكري
بصورة دائمة بالعنف السياسي ,
ويعكس ذلك دائما دخول المجتمع
في حالة من الأزمة وعدم
الاستقرار ). والحقيقة
انه ينبغي لتحقيق ذلك من وجود
عملية توازن فكري عقلي ما بين
المجتمع والسلطة السياسية ,
ولابد لتحقيق ذلك من توفر شرطين
أساسين , أولهما : ثقة المجتمع في
مؤسساته السياسية العامة كما
سبق واشرنا , وثانيا : أن تكون
الدولة مع المواطن في تحقيق
الأهداف ومنها الديمقراطية ,
وفقدان احدهما مدعاة لغياب
الآخر , وبالتالي ضعف وتراجع قوة
المجتمع ووحدته وفقدان السلطة
لمكانتها وشرعيتها
الأيديولوجية القائمة على ثقة
المواطن فيها وفي مؤسساتها . وبالتالي
فان الوسيلة الناجعة لتحقيق قوة
الكلمة ووحدة المجتمع وتوازنه
هو في ان تتوحد الآراء والأفكار
والتوجهات الرسمية والشعبية في
إطار ثقافي في ساحة العقل
والحكمة , تدفعها المصلحة
الوطنية نحو تحقيق الهدف العام
وهو الاستقرار الحضاري
والارتقاء بالمجتمع المدني . كما
يجب على السلطة السياسية ( إعادة
بناء مضامين الثقافة السياسية
بالشكل الذي يكرس قيم المشاركة
والولاء والانتماء , وتأثير قوى
المجتمع المدني ومؤسساته في
السياسيات والقرارات التي
تتخذها الدول عبر المجالس
النيابية – والبلدية – ومجالس
الشورى , ووسائل الإعلام ,
وجماعات الضغط والمصالح
المنظمة , الى غير ذلك من
ممارسات منظمة تصب في إطار
تعزيز التنمية السياسية
والاجتماعية , وصيانة البناء
السياسي وتعزيز الوحدة الوطنية
) . ولا
يتحقق التوازن الاجتماعي سوى
بالحد الأدنى من التوازن
السياسي – والاقتصادي والذي
بدوره يعبر عن ميزان قوى
اجتماعي محدد , يستند فيه
المجتمع الى قاعدة سياسية يكون
فيها قد انتقل الى توازن من نوع
جديد أكثر عمقا وثباتا , وهو
التوازن العقلي كما سبق واشرنا ,
والذي تجسده آليات الثقافة
والفكر والمعرفة , والتي هي اقدر
من وجهة نظري على تحقيق تلك
النزعة الفكرية الوحدوية للأمة
والمجتمع , ( لذا لم يبق هناك
مجال لعدم الإقرار بان ثقافتنا
في أمس الحاجة اليوم الى إعادة
النظر في العلاقة بين الدولة
والمجتمع ) . *باحث
في الشؤون السياسية .. رئيس
تحرير مجلة السياسي التابعة
للمعهد العربي للبحوث
والدراسات الاستراتيجية ========================== الموقف
الروسى من الصحوة العربية جودت
هوشيار الموقف
الروسى من ثورات الربيع العربى
، يدعو الى الأستغراب و التساؤل
لدى بعض المتابعين للشأن الروسى
و لكننا نعتقد ان لا جديد فى هذا
الموقف ، فقد وقفت روسيا دائما ،
منذ العهد السوفييتى البائد ،
كما تقف اليوم مع الأنظمة
العربية الشمولية و تدافع عن
الحكام العرب الطغاة . و هذا
الموقف ناجم عن جملة عوامل
داخلية و خارجية ( صفقات الأسلحة
، عقود الطاقة ، النظام العالمى
الجديد ، الأقليات الأثنية و
الدينية فى الأتحاد الروسى و
مدى تأثرها بالأوضاع فى الدول
المجاورة لروسيا.) و
لكننى اود التطرق الى عامل مهم
آخر لم يلتفت اليه المتابعون
للعلاقات العربية – الروسية ، و
هو نظرة الأنظمة الحاكمة
المتعاقبة فى روسيا الى شعوب
البلدان القريبة من حدود روسيا
الجنوبية . فرغم
مرور 95 عاما على سقوط النظام
القيصرى فى روسيا و بصرف النظر
عن تبدل شكل و طبيعة النظام
الحاكم فيها أكثر من مرة ، الا
ان أمرا واحدا ظل كما كان فى
العهد القيصرى و هو النظرة
الأستعلائية الروسية الى شعوب
الشرق عموما و الشعوب العربية
خصوصا . و نظام
فلاديمير بوتين لا يختلف عن
الأنظمة الحاكمة السابقة فى هذه
النظرة ، التى لم تكن مقبولة فى
يوم من الأيام و مرفوضة تماما فى
عصرنا الراهن. نظام
بوتين ( السوفييتى الجديد )
المغلف بديكور ديمقراطى تجند
وسائل اعلامها – وهو اعلام سائر
فى ركاب السلطة عموما - لتجميل
الوجه القبيح للأنظمة العربية
القمعية . نظام بوتين لا يحسب
حسابا للشعوب العربية الثائرة و
يحاول تصوير الثوار كأنهم
مجاميع من الرعاع السلفيين و أن
الشعوب العربية ان هى الا قبائل
بدوية و طوائف متناحرة و الثوار
تحركهم أحزاب و تنظيمات جهادية
، تحاول أنتزاع السلطة من( أنظمة
شرعية ) بالعنف و الأرهاب و
الأستعانة بالأجنبى . وسائل
الأعلام الروسية أمتدحت طوال
الشهور الماضية نظام القذافى
قبل و بعد سقوطه و تصف دكتاتور
ليبيا بأنه بطل قلما يجود به
الزمن ، عاش و قاتل بشرف و شجاعة
نادرة حتى آخر لحظة فى حياته
كالفرسان النبلاء . فعلى سبيل
المثال لا الحصر، تعيد هذه
الوسائل ، المرة تلو المرة ، نشر
المقابلات التى تجريها مع (
ممرضات ) القذافى اللواتى يذرفن
الدموع على الدولارات الضائعة
نتيجة لأضطرارهن العودة الى
بلادهن و حرمانهن من هدايا بابا
قذافى الثمينة .. ! و تقول
يلينا سابونينا (1) : "
ان نظام القذافى كان نظاما (شعبيا
و ديمقراطيا ) حيث كانت القرارات
المصيرية تتخذ من قبل اللجان
الشعبية و كذلك المصادقة على
خطط التنمية و الموازنة العامة
و تضيف دون ان يرف لها جفن " ان
القذافى وفر للشعب الليبى كل
شىء بالمجان (الماء و الكهرباء و
التعليم و الخدمات الصحية . وقدم
منحا و تسهيلات لبناء السكن أو
أقتناء السيارات ) و تتساءل : فى
أى بلد كان بوسع المرء أن يشترى
سبعة ألتار من البنزين بدولار
واحد فى غير ليبيا القذافى . ؟
" أما
السياسى المتقلب ، زيرينوفسكى ،
رئيس الحزب الديمقراطى
الليبرالى الروسى و نائب رئيس
مجلس الدوما ( النواب ) الروسى
الذى أصبح موضع تندر و سخرية
الشعب الروسى لتصريحاته
الغريبة و مقابلاته الأعلامية
المضحكة ، فقد أعتبر نظام
القذافى مثاليا و أفضل نظام فى
العالم ! و
الأعلام الروسى - الذى يدور فى
فلك النظام - يسهب فى هذه الأيام
فى أبراز الطبيعة القبلية
للمجتمع الليبى و فى تضخيم
الخلافات القائمة بين مختلف
الفصائل المسلحة للثورة
الليبية و تعتبر ذلك بداية لحرب
أهلية بين الفصائل و القبائل
المتنازعة . ورغم
خصوصية كل ثورة عربية و اختلاف
ظروفها و أسبابها من بلد عربى
الى آخر ، الا أن الموقف الروسى
الرسمى من ثورات الربيع العربى
ظل موقف المتشكك بنوايا الثوار
و الباحث عن القوى الأجنبية (
الغربية ) التى تقف وراء
التظاهرات العارمة . و
يعتبرالناشطين الشباب ، من
أصحاب المدونات و الصفحات
الألكترونية و بخاصة فى مواقع
التواصل الأجتماعى طابورا
خامسا يعمل لحساب الأجنبى.. و
ويرتكب نظام بوتين بهذا الموقف
الشاذ عن الأجماع العربى و
الأقليمى و الدولى ، أثما لا
يغتفر فى حق الشعوب العربية و
خطئا فادحا فى حق روسيا و
مصالحها الحيوية ، لأن الحكام
زائلون و الشعوب باقية و سوف
يضطر نظام بوتين الى التعامل مع
الأنظمة الثورية العربية
الجديدة . و من مصلحة روسيا
معالجة تداعيات موقفها من
الربيع العربى بأسرع ما يمكن . و
لكن كل الدلائل تشير الى قصر نظر
مستشارى حكومة بوتين من
المستعربين و الباحثين فى معاهد
الأبحاث الستراتيجية الكثيرة
الغرباء عن الواقع العربى و
الذين يزودون الكرملين بتقارير
مضللة عن جهل او نتيجة لنظرتهم
الدونية الى شعوب الشرق العربى .،
أضافة الى أن هؤلاء الباحثين و
المستعربين ينطلقون فى العادة
من علاقات التنافس بين
العملاقين الأميركى و الروسى فى
تقييم القضايا الخارجية ، كل
ذلك يجعل أبحاث هؤلاء السادة
غير موضوعية ، بل غير ذات قيمة
فى كثير من الأحيان . و صفوة
القول ان سياسة الكرملين تجاه
الصحوة العربية لا تخدم المصالح
الروسية فى المنطقة على الأطلاق
، بل تلحق بها أبلغ الأضرار .. البعض
من متابعى الشأن الروسى (2) يعتقد
ان هذا الموقف " مبنى أساسا
على نهج براغماتى بحت يقيم
الوزن لحسابات الربح و الخسارة
، و لذلك ظهرت موسكو ، مستعدة
للأعتراف بالثورات دون التخلى
عن الأنظمة التى قامت ضدها . "
و هذا القول صائب و خاطىء فى آن
واحد . صائب ، لأن موسكو لا تعرف
سوى حسابات الربح و الخسارة فى
تعاملها مع الأنظمة العربية . و
خاطىء لسببين ، اولهما
، أن المواقف الروسية تأتى
متأخرة جدا بعد ان تكون الأحداث
قد تجاوزتها. و هذا ما حصل
بالنسبة الى موقفها من الثورة
الليبية ، حيث أعترفت بالمجلس
الأنتقالى ، بعد أن تبين للقاصى
و الدانى السقوط الحتمى لنظام
القذافى و كان لهذا الموقف ردود
فعل سلبية لدى الشارع العربى
عموما و الشارع الليبى خصوصا . و
يمكن القول ان الموقف الروسى من
الثورات العربية و بخاصة
الثورتين الليبية و السورية "
شكل صدمة لكثير من الشعوب
العربية ، حين أصطفت موسكو الى
جانب النظم العربية ، رافضة
للثورة و الحرية ." و
ثانيهما ، أن روسيا لم تجن من
حساباتها الخاطئة سوى الخسارة .حيث
ذهبت المساعدات الأقتصادية و
التسليحية الضخمة التى قدمتها
الى الأنظمة العربية القمعية
أدراج الرياح ، و خسرت فى الوقت
ذاته تأثيرها و نفوذها فى الوطن
العربى . أى أن الموقف الروسى لا
يمكن وصفه بأى حال من الأحوال
بالبراغماتية ! " و
ربما هذه أول مرة بتأريخ
العلاقات الروسية – العربية ،
تطالب فيها بعض الشعوب العربية
بمقاطعة موسكو أقتصاديا و
سياسيا و عسكريا ، بعد أكثر من
نصف قرن من التقدير العربى
لمواقف روسيا المساندة لقضايا
العرب . " و حسب
وسائل الأعلام الروسية ، فأن
موسكو تنتقد الولايات المتحدة و
الدول الأوروبية و تركيا و
الدول العربية ، بأنها تعد
العدة لتغيير النظام فى سوريا ،
و أن هذا التغيير لن يؤدى الا
الى أثارة الحرب الأهلية فى هذا
البلد . و ترى روسيا ان المجتمع
الدولى ينبغى ان يضغط أيضا على
المعارضة السورية للجلوس وراء
مائدة المفاوضات للتوصل الى حل
يرضى الطرفين ، أى بعبارة أخرى
يضمن بقاء بشار الأسد فى السلطة
. و بذلك فأن روسيا تضع علامة
مساواة بين القاتل ( نظام بشار )
و الضحية ( الشعب السورى و
ممثلها الشرعى ، المجلس الوطنى
السورى ) . و تحاول أنقاذ نظام
بشارالآيل للسقوط . و لا
شك أن الدعوة الروسية للحوار
جاءت متأخرة جدا ،فقد فات أوان
الدعوات ، لأن النظام استخدم
الحوار لكسب الوقت و أراقة مزيد
من الدماء أملا فى قمع الثورة
الشعبية ، لذا فأن المجلس
الوطنى السورى الذى يضم معظم
القوى المعارضة لنظام الأسد ،
قد رفض رفضا قاطعا أى حوار مع
النظام القائم و طالب بتنحى
بشار عن السلطة فورا . و كالعادة
لن يطرأ تغيير جوهرى على الموقف
الروسى الا فى و قت جد متأخر ،
عندما تتيقن موسكو بأن مصير
بشار قد صار قاب قوسين او أدنى
من مصير القذافى . نظام
بشار فقد شرعيته و أصبح نظاما
منبوذا و محاصرا من قبل المجتمع
الدولى و سوف يسقط ان عاجلا أم
آجلا , و لا أمل له بالبقاء ،
مهما حاول و أستنجد بنظام
الملالى فى طهران و تابعه ،
حكومة المالكى . يا
لبؤس نظام بشار ! لم يتبقى له من
نصير فى هذا العالم الواسع ، سوى
نظام الملالى فى طهران و تابعه
المطيع فى بغداد . ______________ (1) "
مواقف روسيا من الثورات العربية"
دراسة نشرها مؤخرا " المركز
العربى للأبحاث و دراسة
السياسات بالدوحة " (2)
محللة سياسية روسية ، درست
اللغة العربية و تعمل فى وكالة
أنباء ( فريميا نوفستى ) و تحمل
لقب بروفيسورة فى معهد
الأستشراق و تعتبر نفسها خبيرة
بالشؤون العربية ، حيث تستضيفها
أحيانا قناة ( روسيا اليوم ) و
بعض القنوات الفضائية العربية. جودت
هوشيار ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |