ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 23/11/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

هل تلغمنا الطائفية فتفجّرنا ؟؟؟ ..

عقاب يحيى

 أمر ثقيل على العقل والقلب والانتماء والتاريخ والأحلام أن نتحدّث اليوم بلغة طالما حاول كثيرنا تجنبها والارتقاء فوقها، أو بعيداً عنها . كثيرنا(وأقصد عموم النخب، وقطاعات شعبنا المختلفة) كان ينأى عن التلفظ بكلمة طائفة وطائفية، ناهيك عن انتماء لهذه الطائفة أو تلك، والبعض كان يتحاشى الاقتراب من الموضوع خوفاً من الاتهام، والتلوّث، أو من الدخول في حقل ألغام قابل للانفجار، خاصة لمن لا يعرف طبيعته وأفخاخه ، والكثير الكثير من أبناء شعبنا لم يكن يهمه من أي طائفة أو دين يكون الآخر، بينما برزت سنوات الاستبداد أسئلة (من وين) للاطمئنان والتقدير، وهي توغل عميقاً فيما جرى من تحولات ومرْكزات مذهبية، كشفاً لما فعله نظام الطغمة بالبنية المجتمعية..

وأمر مؤسف أيضاً أن ينشغل كثير اليوم بمخاطر تلوح في الأفق، وكأننا أمام حرب طائفية، أو أهلية لمن يريد تخفيف وقع الكلمات بعد أزيد من خمسين عاماً على حكم حمل خطاباً فوق طائفي، وفوق وطني وقطري.. إلى ما اعتبره مشروع التوحيد والتحرر والحداثة والعصرنة، وإذ بمدعيه، ومغتصبيه، ومفترسيه التاليين حملة حقيقيين له، ومستثمرين من النوع الجشع والمتخلف والدموي، والذي لا يقيم أي اعتبار لوحدة وطنية، أو للصدق في أدنى الشعارات التي يضجّ بها حتى التقيؤ، رغم تلك الطبقة الكثيفة من الطلاء الكاذب، والازدواج في الخطاب ..

 لا يتسع المجال لفتح ملف الطائفية وتطورها في بلدنا سورية، لكن الأكيد أن الطاغية الأكبر، مؤسس نظام الطغمة لعب بها، واستثمرها في مشروعه الخاص، وحينما ينزنق داخلياً كان يلجأ إليها وقد قام قبلها بكل عمليات الحقن والتجييش والموضعة، وصنع وتضخيم البعبع من آخر(أكثري) سيقتل على الهوية، وسيعيد تاريخاً طالما عمل أصحاب المصالح الطوائفية على تركيزه وتوريمه، وتقديمه كزاد معرفي في بيئات شعبوية مناسبة لم تفكفك عرى أفكار الملة، والطوائف إلى ما يسمى الوطن، والمواطنة، والمشتركات المجتمعية العامة القائمة على أسس أفقية وليست عمودية، فنامت تلك الثقافة الشعبوية في قاع الذاكرة، حتى إذا ما أخفق المشروع النهضوي عن تحقيق ألف باءاته في إقامة الدولة الحديثة، وفي تأسيس المواطنة المتساوية، أو الشعارات الأكبر في التحرر والتوحيد والحرية، وحتى إذا ما حصل الارتداد الشامل(وهو هنا بنيوي ومنهّج)، وتمّ تشويه وتسميم وقتل تلك الشعارات تحت راياتها، وممارسة عكسها في خطاب ازدواجي منفر، ومفضوح.. انبعثت وانتعشت تلك الموضعات السابقة، محاولة الإطلالة بمشروعية باطنية أو ظاهرة في المجتمع .

ولأن الموضوع متسع، سأحاول التوقف عند بعض المرتكزات والمظاهر التي تلوح اليوم في أفق الواقع السوري، والتي يجري العمل بقوة من قبل الطغمة، وأطراف أخرى لتصديرها ودفعها إلى قلب الثورة السورية، ومحاولات تشويهها، أو إغراقها فيها :

1 إن المذاهب، أو المكونات(كما هي اليوم اللغة الدارجة في الخطاب السياسي) نتاج تاريخي طويل لسلسلة من التباينات والاجتهادات والخلافات السياسية والتفسيرية التي عرفتها الأديان عموماً، والإسلام بوجه الخصوص، وهذا النتاج، وبغض النظر عن رؤية الطرف الآخر له(فقهياً) حقيقة واقعة في المجتمع السوري لا يمكن، ولا يجوز لأحد شطبه، أو تصور اجتثاثه، أو القفز فوقه قسرياً . على العكس من ذلك فإن ألف باءات الحريات الديمقراطية، وأساس التعددية الاعتراف بجميع المكونات القومية والسياسية والدينية والفكرية وغيرها، وتكريس الاعتراف حقوقاً في حرية الاعتقاد وممارسته بالطريقة التي تصون الوحدة الوطنية ولا تشكل اعتداء على حريات الآخرين ومعتقداتهم، ووفق ما ينصّ عليه دستور الدولة المدنية الديمقراطية الذي لا بدّ وأن يكرّس المواطنة أساس الانتماء، وحرية التعبير والاعتقاد(وغيرهما) لحمته وسداه، وبما يعني أن جميع مكونات مجتمعنا الطبقية والفكرية والسياسية والدينية والقومية والإثنية والمذهبية هي على قدم المساواة في ممارسة حقوقها، وأداء واجباتها : مواطنين أحرار في دولة الحريات التعددية .

2 وطالما أن مشروع الحداثة والنهوض، مشروع إقامة الدولة المدنية قد تقوّض على يد من ادعى حمله، ومن قايض به وعليه، وابتزه في عملية إنشاء مملكة الاستبداد المرعبة، الإخضاعية.. فإن نمو الظاهرات الماقبل وطنية وقومية أمر مفهوم، فكيف والحال أن النظام الفئوي قام عامداً وبتنهيج مريض على موضعة واضحة في الطائفة العلوية، ومحاولة استثمار ظرف تاريخي مليء بمشاعر البؤس والاضطهاد، والاستغلال(المركب) لتوظيفه في خدمة مشروع الطغمة الأسدية، وحقنه بالمزيد من التعبئات القديمة الجديدة المصطنعة، وبالوقت نفسه تصديره لتحمل مسؤولية موبقات وجرائم الطغمة، وكأنها حاكمة فعلاً، وكأنها هي التي تقوم بتلك الممارسات، وكأن الوضع (الباطني) حكم، أو فرصة تاريخية لطائفة بعينها، وأن عليها أن تدافع عن النظام كنظام لها خلافاً للحقائق، ونسفاً لتاريخ هذه الطائفة ودور نخبها ومعارضيها الذين كانوا في مقدمة معارضي نظام الطغمة، والذين قدّم الكثير منهم حياته في المعتقلات وعلى مشارح التعذيب، أو في السجون والمنافي، والذين يعون ويعملون على صيانة الوحدة الوطنية القاسم المشترك للجميع، والشرط اللازم للعيش المشترك، ولوحدة الوطن.

3 وبرغم مضي العقود لحكم الطاغية ووريثه، والذي يُفترض(وفقاً للشعارات والخطاب الديماغوجي) أن يكون قد أحدث تطورات مهمة في الارتقاء فوق الطوائفية، وتحديث بنى المجتمع، وصيانة الوحدة الوطنية، وعلى الأقل فكفكة مخاطرها فإن من يعود إلى خطاب الوريث في مجلس التهريج وهو يصف انتفاضة الشعب بالفتنة لا بدّ أن يتوقف طويلاً عند هذا الخزين الفئوي الذي لم يستطع السيطرة عليه، والذي ظهر فجّاً، وخطيراً، ومُشبعاً بالحقد، والتجييش، والدفع نحو مسار معين طالما يكون أصحاب القرار قد درسوه، وأعدّوا عدة دفعه إلى الواجهة لتشويه لبّ ما يحدث، وماهيته كثورة شعب يتوق للحرية والكرامة، وليس حرباً لطائفة ضد طائفة أخرى .

 كان ذلك يعني، والنظام الفئوي يوغل بالحل الأمني الدموي نهجاً وحيداً أن هناك إرادة مصممة على دفع ثورة الشعب نحو مغطس يعتقد أنه الوحيد الذي يسمح له بالقتل والإبادة، وتجييش الأتباع بحمية المهدد بحياته إذا ما سقطت الطغمة، وإذا ما انتصر الشعب الموصوف بالطائفي. ونعرف أن الوجه الآخر لهذه العملة كان المؤامرة الخارجية للقيام بعملية خلط مزدوجة يركب فيها وعليها البعدين : الطائفي والوطني، ثم تطوير الحكاية إلى التهديدات الخارجية التي تستهدف الوطن(دمج النظام بالوطن، بل إسقاط الوطن عبر البقاء على النظام) .

وبناء على ذلك عرفت حالات التشبيح تعبئات ملحوظة لعناصر شعبية بسيطة حقنت بالحقد ضد الثوار، وسُلحت وقذف بكثيرها لتكون رأس الحربة في عمليات القتل والاغتصاب والتدمير، وفي جملة التجييش الذي يحدث، خصوصاً في المناطق التي تتعايش فيها مكونات مذهبية مختلفة، حتى إذا ما حدثت بعض ردود الأفعال، وبعض العمليات الدفاعية من قبل شباب، أو فئات محسوبة على الثورة بهذا الشكل أو ذاك، كبّرت، وضخّمت، وصوّرت على أنها الانتقال إلى العمل الطائفي، أو بدء الحرب الأهلية التي طالما بشّر بها النظام وعمل لها منذ الأيام الأولى للثورة .

4 في هذا الجانب ما من أحد يستطيع إنكار كمّ الاحتقان المذهبي الذي عرفته السنوات الأخيرة بين السنة والشيعة، خاصة بعد احتلال العراق وتدمير دولته، وانفلات مخزون التعبئات المذهبية المتخلفة، والملغومة ، ودور إيران ومشروعها القومي الراكب على إديولوجيا دينية لم تنجح في تسويقه إسلامياً بالنظر إلى غموض الجانب القومي فيه، والتشدد المذهبي الذي يشكل جزءاً صميمياً من عملية التجييش، ودخول عوامل كثيرة على خطه، ومقابلة ذلك بطروحات مذهبية مشابهة، بينما تتضح الاستراتيجية الصهيونية بعيدة المدى القائمة على تفتيت وتدمير كيانات ومجتمعات المنطقة، والتي يأتي العامل العمودي في أساسها، وطبيعة تركيبة نظام الطغمة في هذا المجال، ومحتوى تحالفه مع إيران، وموقعه (بشكل مباشر أو بالنتيجة من تلك الاستراتيجية)، وبالتالي موقف الصهيونية الداعم لوجوده، والرافض لسقوطه(سيضاف إلى هذا العامل موقفه على صعيد جبهة الجولان واحترامه الشديد لاتفاقية الفصل مع إسرائيل) .

 إن مجموعة تلك العوامل النامية في حاضنة استبدادية مغلقة، شديدة الحقد والضراوة على من يعارضها، الشهيرة بإعدامها لكل الهوامش الديمقراطية، وبنهج الإخضاع المذل للشعب، وخطاب النفاق والتبجيل الراكب على واجهية محتقرة وهامشية من قبله.. خلقت مناخات خصبة للاحتقان المذهبي شعبياً، خاصة بوجود قوى داخلية وإقليمية وخارجية تعمل على خطه وصولاً للاحتراب إن أمكن ..

مع ذلك، وعلى طول أيام وأشهر الثورة الثورية العظيمة.. كان المحتوى الجمعي أبرز سماتها، في رفضها لأي طرح طائفي، وتأكيدها على الوحدة الوطنية، وعلى أنها ثورة الحرية لسورية الشعب، وسورية الكيان الموحد، وسورية الدولة المدنية الديمقراطية، وعمل شبابها بكل السبل المتاحة على إجهاض محاولات النظام تشويهها، او حرفها، وقام أهلنا في حمص البطلة، وحمص العدية عاصمة الثورة، وحمص التعايش والتحضر والوسطية مراراَ، وجهاراً بتفويت مخططات النظام، وإدانة أي ردّ فعل على فعل قد يتخذ مظهراً طائفياً يقذف به النظام بعض الشبيحة المجندة من قرى معينة ليكونوا وقود حقده ومحرقته، وقد حدث ذلك مراراً عندما تصدى شعب حمص لكل محاولات الانجرار لهذا المغطس الرهيب، ووقع مشايخ من الطائفتين عديد البيانات المشتركة التي تدين أي مظهر وعمل طائفي، والتأكيد على الوحدة والإخاء، دون إغفال مشاركة عديد الثوار من المناطق العلوية في الحراك الثوري الحمصي وغيره .

 لكن الحرب الشاملة التي يقوم بها النظام ضد المدن السورية عموماً، وحمص عاصمة الثورة خصوصاً، وما عرفته تلك الحرب من انتهاكات فظيعة للأعراض، وعمليات خطف، وقتل وتمثيل، جهد النظام على تصدير بعض أبناء الطائفة العلوية كمسؤولين عنها.. أدّت إلى بعض الانفلاتات من قبل شباب غاضب لم يستطع امتلاك جماح غضبه، أو من قبل جيوب مشبوهة ركبت على خط الثورة، ولعلها تحمل أجندات غريبة عنها.. فتمّت بعض العمليات المكروهة التي استطاع الثوار احتواءها، وتطويقها بالتعاون مع مشايخ الطائفتين، وحفاظاً على نقاء الثورة وجوهرها . وفي جميع الحالات، ورغم التهويل الذي حدث، وهذه الضجة من قبل أبواق النظام، أو من قبل عديد الأصوات الصارخة، ومعها دوائر إقليمية وخارجية عن الحرب الأهلية.. فإن وضع ردّ الفعل المنفرد، والمشتت في ميزان واحد مع النظام الطغمة موقف غير سليم، لأنه يريد أن يغطي جرائم النظام ومسؤوليته الأساس في كل ما يجري، بما في ذلك أفعال طائفية يمارسها بدفع وتجنيد وتأجيج يعرفه القاصي والداني .

5 إن إدانة الفعل الطائفي من أية جهة جاء، مع أنه بديهي، إلا أنه في الحالة الراهنة موقف يصبّ في طاحونة النظام، لأنه، ومع الموافقة على محتواه بالتأكيد، يريد أن يضع الثوار، والشعب الذبيح، والمضطهد على قدم المساواة مع القاتل، المجرم، بينما يمكن أن يؤدي ذلك إلى منح القاتل صكوك المشروعية عما يقوم به من قتل منظم، ومن تأجيج طائفي مبرمج هو جزء من مشروع دفاعه عن بقائه، ولو كان الثمن تلال الجماجم من الشهداء، ولو كان الوطن المعرض للحرب الأهلية هو النتيجة.

 نعم الثورة السورية ضد الفعل الطائفي، وهي الأحرص على الوحدة الوطنية لأنها ليست ثورة دينية، أو مذهبية، وليست لهذه الطائفة ضد الآخر، وإنما هي ثورة شعب يستهدف انتزاع الحرية لجميع المكونات بغض النظر عن مواقعها الآن ومواقفها من النظام، وبعيداً عن وجود فئات شعبية مخدوعة أو محقونة طائفياً، لأن دولة المواطنة والمساواة لا يمكنها أن تكون عرجاء ومشوهة، أو وقفاً على قسم من الشعب دون بقية الفئات .

من جهة أخرى فإن تعزيز نهج التسامح والمصالحة، وإدانة منطق الثأر والانتقام هو نتاج طبيعي للثورة يلد من رحمها الخصب طالما أنها ثورة شعبية للحرية والكرامة .

6 الذي لا شكّ فيه أن جميع أطياف المعارضة، والحراك الثوري بالأساس مدعوون للارتقاء إلى مصاف وعي أخطار الكلمة والتصريح والتصنيف، ووعي موقع الوحدة الوطنية في صلب الحاضر والمستقبل، كما هم مدعوين لمزيد من تفصيح المواقف والعمل الدؤوب لانخراط فئات شعبنا كلها في الثورة بكل مستلزمات وتجسيدات ذلك في الموقف والهيئات والمجلس الوطني، وعموم التحركات والتصريحات، والتركيز على فضح هوية النظام ومحاولاته الإجرامية لجر بلادنا إلى قاع صفصف .

وعلى هذا الأساس فإن الابتعاد عن استخدام كلمات ومصطلحات الأقليات ومماثلها، واستبدالها بالمكونات والأطياف يحمل مداليل تتجاوز الخندقة، وتستلزم تفصيح الرؤى القادمة لمستقبل سورية المنشودة، وأعمدة بناء الدولة المدنية الديمقراطية .

===========================

يحدثني ولدي.. عن مؤامرة المعلم

احمد النعيمي

Ahmeeed_asd@hotmail.com

يحدثني طفلي الصغير، وهو يبدي اندهاشاً كبيراً لم ألحظه فيه من قبل: "أبتاه، تحدث المعلم عن مؤامرة يديرها الغرب للإطاحة بنظام الأسد، وهو نفس الذي اسمعه منذ انطلاق الثورة السورية، فلماذا حرك الغرب – بزعم المعلم– هذه الثورة ثم تخلى عنها؟! ولماذا ترك هؤلاء الذين جندهم لإسقاط الأسد يذبحون ليل نهار، ولم يتدخل بحجة حمايتهم ويسقط هذا النظام، كما وفعل مع القذافي من قبل؟!".

ويحرك طفلي الصغير يديه كما حركها الأليف المعلم بالأمس وهو يستعطف ويستجدي طالباً الرحمة ممن اتخذ من خده لعبة يلطمها في كل وقت، مضيفاً: "وهل يعقل يا أبتاه أن يرى هؤلاء الذين جندهم للتخلص من هذا النظام – الذي يدعي العداء للغرب ولليهود– يذبحون ولا يحرك ساكناً، ولا يتحرك إلا ليطمئن هذا النظام بأنه لن يحدث له مثل ما حدث للقذافي، وإعطائه الفرص تلو الأخرى لكي يتخلص من ثورة الشعب السوري؟!".

ثم يعود طفلي لتقليد وضعية الأليف وهو يهز ذيله ويتابع: "وكأن هذا الوديع نسي أنه ثكل الأمهات ورمل النساء ويتم الأطفال، واعتقل عشرات الآلاف دون أن يعرف مصيرهم، وقتل أكثر من خمسة آلاف شهيد، فكان مثله في هذا مثل إنسان رعديد أسد على الضعفاء من شعبه، وأليف أمام الأعداء، أو نعامة يسرها أن تمد خدها للجميع لكي يتنعم بصفعها".

وواصل ولدي حديثه وأنا صامت متعجب من تحليله العميق: "عار على المعلم الأليف أن يتحدث عن أن نظام الأسد – ابن بائع الجولان وحامي حمى الصهاينة–يتعرض لمؤامرة، والجميع يصرح بأن أمن الأسد من أمن الصهاينة، وإنما المؤامرة تحاك ضد شعب أعزل خذله وتخلى عنه الجميع، ولكنه ما اهتم لهم أو ألقى بالاً لأي إجرام ومضى مصراً على إسقاط هذا الفرعون فعل به ما فعل" ثم عاد طفلي إلى الاستغراق في مداعبة ألعابه من جديد، وساد صمت قاتل بيننا.

==========================

النظام السوري في مواجهة قرارات الجامعة العربية 2/2

بدرالدين حسن قربي

يبدو أن قرارات الجامعة بجملتها كانت مفاجئةً للنظام السوري النائم في عسل الوهم بقدرة استمراره في خداع العرب ومخاتلتهم، ومن ثم مواصلته قمع الانتفاضة الشعبية تحت غطاء من سكوتهم الرسمي. فقوله عنها أنها لاتعني سوريا في شيء ولا قيمة له البتة بل لاتساوي قيمة الحبر الذي كتبت به، لم يستطع التغطية به على حالة هياج هستيرية تجلت في جهات عدة، أصابت غطرسته وصَلَفَه عندما وجد العرب بعموم إجماعهم غير مقتنعين بروايات ضعيفة بل وملفقة.

منها ما قاله صهر آل الأسد وسفيرهم لدى الجامعة، من العبارات النابية والبذيئة وجُمَل الطزطزة، وما كاله من السباب العام والشخصي وبالجملة والمفرّق خلال الاجتماع لرئيس الوزراء القطري والأمين العام للجامعة العربية والوفود الأخرى التي وافقت على القرارات واتهامهم بالعمالة والخيانة والصهينة خروجاً عن كل اللياقات الدبلوماسية المعهودة، والذي يضع العالم وجهاً لوجه أمام طبيعة نظامٍ من خلال سفير يستخدم هذه اللغة السوقية، ويأخذنا إلى طبيعة تعامله وعلاقته مع شعب مغلوب ليس له من أمره شيئا سوى تظاهرات وهتافات وشعارات.

ومنها ماكان في الداخل السوري من تسييرٍ للمظاهرات المعلّبة في العديد من المدن السورية، والاعتداء على العديد من القنصليات والسفارات العربية والأجنبية وحرق أعلامها، ثم خروج العديد من شبيحة إعلام قناة الدنيا والفضائية السورية للمطالبة بقصف مدن سورية رئيسة تكثر فيها التظاهرات والاحتجاجات، وبعضهم طالب بتحريك الخلايا النائمة في دول عربية في المنطقة أو الشيعة في السعودية، ووصل الأمر ببعضهم التوعد بالزلازل وحظر الطيران فوق المتوسط.

إن عموم ردود الفعل يشير إلى تلقي النظام صفعة عربية تعبيراً عن صبر طال ونفد مع كثرة المرواغات والمناورات، أفقدته صوابه فشتم وسبّ وزاد في وتيرة القتل اليومي، بل ووصف الجامعة العربية بالعبرية. فليس سرّاً أن العرب تحملوا من النظام السوري الكثير، وصبروا عليه وجاملوه، وأن النظام بين والدٍ وولدٍ قتل من شعبه عشرات الآلاف واعتقل أضعاف أضعافهم وهجر أضعاف أضعاف المعتقلين. وقد وصل الجميع إلى استحقاقات توجب على العرب أن يُكّفروا عن صمتهم على مجازر النظام وممارساته بحق إخوانهم السوريين بالأخذ على يديه، وتقضي على النظام بالخروج من حياتهم وإلى الأبد.

طبيعة تعامل النظام السوري مع المبادرة العربية وتصريحاته تؤكد أنه ماضٍ بأزمته في اتجاه التدويل لاتأخذه لومة لائم في آلاف من قتل، وعشرات الآلاف ممن اعتَقل، ولايرعبه مصير القذافي. كما تؤكد أنه لم يفهم بعد أن العرب بقراراتهم قد طوّطوووا له بعد أن بقي السورييون يطوّطون لأكثر من ثمانية أشهر تساقطت بفعلها كل أوراق توته، وبانت للعُمي من الناس كل قباحاته، وأن أيامه باتت معدودة وأنه مصرّ على عناده ومستمسك بحلوله الأمنية في وجه المطالبين بحقوقهم المشروعة في التغيير الديمقراطي، واسترداد كرامتهم المفقودة لأكثر من أربعة عقود من الديكتاتورية والقمع وانتهاك حقوق الانسان.

النظام وشبيحته في مواجهة الشعب السوري الأعزل وقرارات الجامعة العربية وعلى إيقاع التطويط والرحيل وانكشاف السوآت يريدون إقناعنا أن النظام باقٍ وأن الراحل هو الشعب المنتفض، فيتوعدوننا بمئات الآلاف من الصورايخ وهم عاجزون عن تأمين بعض المازوت والغاز لطوابير المواطنين بالمئات على محطات الوقود، ، ويتهدوننا بكل وقاحة بعواصف ورعود ودمار، وزلازل وبراكين وخراب ديار، بواسطة فالقهم السوري الحارق والعابر للمنطقةا. قد قال مثل هذا الكلام من قبلهم القذافي الراحل وزاد فيه أنها حرب إلى يوم القيامة. وإنما أين القذافي وأسرته ونظامه، بل وأين المعتبروووون.!!؟

http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=jFWEehJsSoM

http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=U2aVuTbn2-g

http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=08yIb7VuyQE

http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=s9qy5OBBIUQ

http://www.youtube.com/watch?v=mc52vbMuVlQ&feature=related

http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=WT_FH1qjWTU

http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=plmE0ZrPEFo

======================

هل ستقول الجامعة العربية "كفى" للنظام السوري؟!

علي الرشيد

ALIRASHID3@HOTMAIL.COM

ما زال النظام السوري يعتمد أسلوب المراوغة مع الجامعة العربية، وينتهج سياسة المماطلة في التعاطي مع مبادرتها ، فهو رغم إعلانه عن قبوله ببنودها فقد قام بالعمل على النقيض منها، فبدلا إيقاف العنف زاد من وتيرة قتل المحتجين السلميين في الشوارع والساحات والتنكيل بهم، فضلا عن أنه لم يقم بأي إجراء على الأرض لسحب الجيش والمظاهر العسكرية من المدن، وظل على عهده بتجاهل مطالب المعارضة، دون أن يفتح مع أي منها سواء في الداخل أو الخارج حوار جديا.

وعندما طلبت الجامعة زيارة بعثة مراقبين من طرفها لتقييم الوضع السوري، رحب النظام به، وعندما وصل الأمر إلى توقيع البروتوكول الخاص بهذه البعثة حتى تستطيع البعثة ممارسة مهامها فعليا لا شكليا ، طلب النظام تعديلات تعجيزية على هذا البروتوكول تفرغها من مضمونها، وهو ما مسّ جوهر عمل هذه البعثة وغيّر جذريا من طبيعة عملها، وأدى بالتالي لرفض الجامعة لها.

لم يكتف النظام بذلك، بل حاول من خلال وزير خارجيته استباق الأمور ومواصلة ممارسة عملية التضليل الإعلامي عبر المؤتمر الصحفي الذي عقده الأحد الماضي، فأظهر حرصه على الحلول العربية من خلال الجامعة رغم غمزه لها من خلال اتهام أطراف عربية لم يسمّها باستخدامها مطية للوصول بالملفّ السوري إلى مجلس الأمن الدولي، كما حاول التأكيد على تمسك نظامه بالمبادرة العربية، من خلال إشارته بأنه سيردّ على رسالة الأمين العام لجامعة الدول العربية التي رفض فيها الأخير تعديلات بلاده بشأن مهمة بعثة المراقبين وذلك بمجموعة من الاستفسارات "العقلانية" على حد تعبيره تنطلق من ضمان السيادة الوطنية ورغبته في توضيح طبيعة عمل البعثة وضمان أمن أعضائها.

ولأنه يعتبر الوقت يصبّ في صالح نظامه فقد حاول الوزير التقليل من شأن المهلة التي حددتها الجامعة لبلاده للتوقيع على بروتوكول لجنة المراقبين وانتهت السبت الفائت، مؤكدا أن هذا الأمر ما زال في حالة "أخذ ورد" مع الجامعة.

وتتضح المراوغة التي يمارسها رموز النظام أيضا بصورة جلية من خلال التناقض فيما بين تصريحاتهم الإعلامية، وذهاب بعضهم في تصريحاته لنقض بنود المبادرة، ففي نفس يوم المؤتمر الصحفي للوزير المعلم أجرى الرئيس السوري حوارا مع صحيفة " صنداي تايمز" البريطانية قال فيه : إن الحل لا يكمن في سحب قواته من المدن، بل بالتخلص من المسلحين الذين يتهمهم بإطلاق النار، وأعاد اتهام الجامعة بتبرير التدخل الخارجي، وواصل تحذيراته وتهديداته من "زلزال" قد يهز منطقة الشرق الأوسط إذا ما تعرضت بلاده لتدخل عسكري من الخارج.

لقد رحب الشعب السوري بمبادرة الجامعة ولكنه صار يخشى من ممطالة النظام في تنفيذها وتخطيطه لتمييعها ، فالأسبوع قد يجرّ اسبوعا آخر ، والشهر قد يجرّ شهرا آخر، وهو ما يعني وجبة يومية من دماء الأبرياء الذين تزهق أرواجهم ، واستمرار معاناة المدنيين الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة في حراك سلمي هو العنوان الأبرز لثورتهم.

وفي رأينا فإن المطلوب من الجامعة العربية وبشكل واضح وحاسم في اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم غد ما يلي:

 الخروج من دوامة المدد ومنح المهل الزمنية وجولات التفاوض طويل النفس التي قد يدخلها النظام السوري فيها مرة تلو المرة، وهو يظهر حرصه على مظلة الخيمة العربية ظاهرا، ويطعن في نواياها ونوايا أعضائها ويعمل بعكس بنود مبادرتهم باطنا، فبعد طلب "التعديلات" ها هو النظام يريد أن ينتقل مربع "الاستفسارات" ولا نعرف ماهي خطوته التالية لكسب الوقت ، بموازاة مضيه قدما في مخططاته الدموية .

 اتخاذ إجراءات عقابية ضده مباشرة كنتيجة لعدم تنفيذ بنود اتفاقية الجامعة لتؤدي إما لإجباره على التراجع الفوري عن المراوغة التي صار جزءا من تركيبته ومسلكه، أو لتضييق الخناق عليه شيئا فشيئا ومن هذه الاجراءات تجميد عضويته في الجامعة، وتحميله المسؤولية الكاملة أوالأساسية عما يجري في البلاد، والاعتراف بالمجلس الوطني السوري وبممثلي المعارضة، والترتيب لمؤتمر للمرحلة الانتقالية ( مرحلة ما بعد النظام الحالي)، والبحث عن سبل جدية وفعالة لحماية المدنيين بالتعاون مع دول إسلامية وإقليمية .

 في حال عدم قدرة الجامعة على اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة وفاعلة لوقف العنف ولجم طغيان وجبروت وبطش النظام المتواصل بحق شعبه، عليها الاعتراف بذلك علنا، وتسليم الملف لمجلس الأمن والتعاون مع المنظمات الإنسانية والحقوقية لتأمين الحماية الدولية للمدنيين السوريينن رحمة بوضعهم المأساوي.

الجامعة أمام اختبار أخلاقي حقيقي لأول مرة فإما أن تكون على قدر المسؤولية وتنقذ شعبا يموت موتا بطيئا وهو يدافع عن حريته وكرامته أو تقرّ بفشلها، وتنقل الكرة إلى ملعب من يستطيع ذلك على المستوى الإقليمي والدولي.

لقد قلت في مقال سابق إن النظام لا يمكنه أن يقبل بالمبادرة، لأن قبوله بها من شأنه الكشف عن الجرائم التي اقترفها على الأقل منذ ثمانية أشهر وحتى الآن، وإن أعلن قبوله بها فإنه سيعمل على إفراغها من مضمونها ، ويراهن على عامل الوقت الذي يعتبر أنه يصب في مصلحته، وها هو يمشي في هذا الاتجاه ، لذا فإن على الجامعة ألا تترك له مزيدا من الوقت وأن تقول له: كفى ، وتعلن ذلك على الملأ.

=======================

مذبحة التحرير، وكشف المستور

أ.د. ناصر أحمد سنه

كاتب وأكاديمي

nasenna62@hotmail.com

لعدة أيام متتالية.. منذ صباح يوم السبت 19 نوفمبر الجاري، وصبيحة مليونية "المطلب الواحد لتحديد موعد للإنتخابات الرئاسية، وتسليم السلطة للمدنين، ورفض وثيقة السلمي". لا ينبغي أن تمر تلك الإعتداءات المؤسفة بحال دون توقف للتأمل والتدبر والتطلع لما هو آت. التطلع محلياً وإقليمياً ودولياً لسرعة إنهاء هذه الفترة الإنتقالية الحرجة والصعبة من عمر الثورة المصرية ، رغم كثرة اعدائها، دون مزيد من إسالة دماء المصريين، وجرحهم، وإعاقتهم، وإعتقالهم، وتخويفهم، وشل حركة حياتهم.. جنائياً وأقتصادياً.

مهما فقدت كل مصطلحات الإدانة والشجب والإستنكار معناها ومغزاها وتأثيرها فلا محيص عنها من حملة الإقلام مقابل حملة البنادق والسنان. مدان، ومؤسف، ومحزن، ومؤلم، وممنوع قمع وحشي لتجمعات جماهيرية سلمية. مؤسف، ومحزن، ومؤلم، وممنوع، ومدان إطلاق الرصاص الحي وغيره لا علي العدو الحقيقي لآمتنا العربية الإسلامية، القابع هناك في سويداء قلب الأمة "فلسطين" يضحك، ويمرح، ويعيث فسادا وإفساداً، لا يخفي كيداً وهدماً، ولا جريمة ولا تهويداً، ولا تقتيلاً ولا تشريداً.

فبدون سابق انذار، وبعد أيام من اعتصام أهالي الجرحى والشهداء في حديقة أمام مجمع التحرير ثم انتقلوا "لصينية" الميدان، دون إعاقة سير المرور. والحق في التعبير عن الراي والتظاهر والاعتصام السلمي مشروع ومكفول، وليس منة أو هبة من أحد يعطيه متي شاء أو يسلبه متي أراد.

ولماذا الاصرار والشراسة في ضرب "رمز الثورة وروحها" المتمثل في مصابيها وأهالي شهدائها. أم أنه الثار البائت وأستبقاء الأمور علي ما كانت عليه. كي يظل ينعم دهاقنة ذلك النظام ونخاسوه، ومن قتلوا وأعتقلوا شعب مصر في سجن كبير، ونهبوا ثروات البلاد وقهروا العباد. وباعوا كسماسرة حرب مقدراتها ومواردها وغازها.

بأي ذنب قتل شباب وشابات ورجال مصر (ثلاثة وعشرون.. وفق مصادر رسمية بوزارة الصحة، ومن قبلهم أمثالهم أو يزيد في مذبحة ماسبيرو، ومن قبلهم ما يزدي عن ألف شهيد منذ ثورة 25 يناير؟. وباي ذنب أقترفه الآلاف المؤلفة غيرهم فجرحوا، وأعتقلوا، وحوكموا أمام قاضيهم غير الطبيعي؟.

لماذا نري ونشاهد مذابح دامية، وقوة مفرطة، وقمع وحشي. لماذا الرصاص الحي المصبوب، والمطاطي والخرطوش المنثور، والدهس بالسيارات والمصفحات، والخيول والبغال والجمال، والخنق بالغازات، والضرب بالهراوات، والسحل علي الطرقات؟. لحساب من قتل، وفقأ الأعين وأعاقة الأيدي، والأرجل؟. لحساب من يضرب العزل وطريحي الأرض دون أدني مقاومة، ثم يسحل من يسقط منهم، ليتم تجميعه وتكديسه بجانب القمامة؟. فيا اخوتنا في سوريا واليمن لستم وحدكم من تقتلون وتسحلون في الطرقات. "كلنا في الهم شرق". كلنا في الثورة علي هذه الأنظمة الظالمة المستبدة يد واحدة، جسد واحد ، امة واحدة.

ولحساب من إشعال النار شقق سكنية، وفي "دراجة نارية" لعلها كانت تجوب الميدان ليسهل لها نقل الجرحي وإسعافهم، ويسألونك عن تخريب الممتلكات الشخصية والعامة؟.لماذا الاستهداف المباشر للمستشفيات الميدانية بالغازات السامة وبالرصاص المطاطي، وحتى اعتقال الأطباء في ميدان التحرير؟.

يبدو أن ثمة مؤشرات بادية "لعمليات استنزاف"، ليست كالتي أعقبت هزيمة يونيو 67، بل لإحداث أكبر قدر من الاصابات، وثّقت الصور استهداف عيون المتظاهرين. وإلا فما تبرير فض الإعتصام بالميدان والإنسجاب ثم معاودة إقتحامه لثلاثة مرات أو تزيد؟.

 

"موقعة الجمل الثانية"

إنها أبشع ما حدث منذ 25 يناير، وجمعة الغضب 28 يناير، ويوم الأربعاء الدامي "موقعة الجمل"، 2 فبراير، وما تلاها. يقول محللون يرصدون الأحداث (راجع مقال د. إبراهيم حمامي) أهي من قبيل المصادفة البحتة عودة سفير الكيان الصهيوني للقاهرة فجر الأحد – بعدها بوقت قصير جداً بدأ الهجوم بالسلاح على العزل في ميدان التحرير؟

إذا ماكان الإقتصاد غير متعاف فلماذا شراء قنابل مزيد من قنابل الغاز التقليدي وغير التقليدي/ الجديد عديم اللون (من نوع سي آر و÷و أشد ضررا وخطورة، وتبلغ قوته 6 10 أضعاف قوة غاز سي إس أم أنه منحة وهبة لا ترد؟.

 

كشف المستور

منذ ثورة يناير تم أطلاق السجناء الجنائين، وإطلاق يد البلطجة وتزايد معدلات الجرائم الجنائية (فقط مازال التصدي للأمن السياسي قائما علي قدم وساق). تأجيل وتسويف ومماطلة في محاكمة رموز النظام السابق، بل يحضر قتلة المتظاهرين جلسات المحاكمة ثم يعودون للمارسة منصبهم. وراس النظام السابق يحاكم مدنياً، لا عسكرياُ، بينما حوكم المدنيون أمام المحاكم العسكرية. ويبقي في مصحة عالمية يدفع نفقات علاجه دافعي الضرائب المصريين. بل بهذه الإحداث وغيرها يجذب إنتباه الراي العام عن محاكمته؟. بل يطمح أعداء الثورة أن تصل قناعات الشعب لطلب عودته وجلوسه، ما بقي له من عمر، أو من يرثه علي سدة النظام من جديد. فكنف نظامه ومن ينتفع منه ومن يخشي المساءلة عليه وهم كثر أفضل مما هو حادث"؟.

لقد قال البعض أنه: "تلكؤ وتباطؤ". وذهب آخرون إلي أنه "مماطلة وتواطؤ" في كل شيئ. فلا شيئ ذي بال حدث للمصريين منذ قيامهم بثورتهم في 25 يناير ومفرداتها الساسية: كرامة، حرية، عدالة إجتماعية.

إن كل هياكل النظام السابق الذي قامت الثورة لإسقاطة لم يسقط بعد، وظهرت "الكفأءة والإمانة" في تحقيق "تكليف الرئيس المنتحي" بإدارة شئون البلاد. فالمناصب والقيادات الإدارية والجامعية والإحزاب المحسوبة علي ذلك "المنحل" كما هي، وستشارك في الإنتخابات التشريعية، إن حدثت واستمرت دون عراقيل. وجدل حول : الدستور/ الإنتخابات أولاً، ومبادي "فوق دستورية"، و"سلطات وأضاع مميزة لا رقابة للشعب عليها". وإعلام رسمي هو كما هو في سابق عهده.. محرض علي الثورة ومستفز، واجندات ومؤمرات، وقلة مندسة الخ. وأزمة مفتعلة بين جناحي العدالة: القضاة والمحامين، وأزمة في بنزين 80، وأزمة في أنابيب الغاز، فضلاً عن المعضلة الكبري "رغيف الخبز".

ويخرج قائلهم: البورصة تخس، البورصة تنهار!!. والسؤال المطرح: هل يسهم عمليات قتل المتظاهرين وسلحهم وجرحهم في دوران دولاب (طفح بالناس وصارت نكتة: عجلة الإنتاج، وإن كان دولاب تعني معناها) العمل بالبورصة أم يسهم في انهيارها مؤشراتها؟.

ويتم التاكيد ، فقط، علي أن "الانتخابات في موعدهأ" وكانها "غاية المني والأمنيات والأماني، وعايزين أنتخابات هنعملكوا انتخابات كما حدث في غالب الجامغات المصرية وأتت بنفس من كان قد عينّهم النظام السابق". إن الإنتخابات ليست بحال أهم ولا أغلى من قطرة دم أي مصري تسفك علي مذبح تلكم "الوعود" بحياة حرة كريمة مصانة ومغايرة لما كان أيام النظام "غير المنهار، وغير الساقط حتي الآن". فكم يكفيهم من الدماء الزكية لتنزاح تلكم النظم الاستبدادية؟. ولا يظنن أحد من القوي والحزايب السياسية التي أغرتهم " الجزرة" والأكل من الكعكة فكانت لهم مواقف مخزية، فليدركوا موقفهم حتي لا يقولوا:"أكلنا يوم أكل الثور الأبيض"؟.

قد تسرق الثورات أو تجهض أو تجمد أو تضاد في إتجاها، أو يتغير مسارها أو تعيد انتاج ماضيها الذي قامت لتنقضه. لكن رغم كل ذلك.. لن يسرق أحد، كائناً من كان، ولن يختطف أحد ، كائناً من كان ثورة الشعب المصري التي قام بها في 25 يناير من هذا العام. والتي لطالما لقرون متعاقبة حلم بها ونفذها. إنها ثورته الفريدة والمتميزة وهو "لن يقوم كل يوم ثورة".

ولن ترضي هذه الثورة المباركة إلا بكنس النظام السابق ورموزه وأركانه وبنيته التحتية والفوقية. وبناء نظام جديد يحقق أهدافها وأمالها وطموحاتها وريادتها. لا حلول وسط ولا وصاية علي الشعب المصري.. صاحب الحق الوحيد والأصيل في ثورته.

وسيبقي الشعب مصدراً للسلطات، يوظف من شاء، رئيساً أو خفيراً، لخدمته.. ويعزل وينزع الشرعية عمن شاء قبل أن يستفحل شأن مصاصي دمائه ومرتكبي المجازر بحقه:"...وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ" (227).

وستنتصر إرادة الشعب والثورة من ميدان التحرير في وسط العاصمة، وكل ميادين التحرير في مصر من السويس (سيدي بوزيد مصر) والإسماعلية وبورسعيد والأسكندرية ودمياط والمنصورة إلي الفيوم وقنا وإلمانيا واسيوط الخ. وما يجري في ميدان التحرير وغيره من الميادين، سيرسم ملامح الفترة القادمة، والمنطقة العربية بأسرها.

تحية إلي أرواح الشهداء في تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا. وليعلم كلا من النظام السوري واليمني المترنح، أن أحداث مصر لن تغطي على جرائمهم اليومية، والتضامن معهم.

لن تنسي الشعوب العربية، وربيعها المستمر والمثمر بإذن الله تعالي، ما قدمه هؤلاء من الشهداء من تضحيات بأرواحهم.

لن تنسي الشعوب العربية دماء الشهداء، وسيقتص مهما طال الوقت، وما القذافي وابنه "سيف"، ووزير مخابراته "عبد الله السنوسي" عنا ببعيد من هؤلاء القتلة الذين سفكوا الدماء الذكية؟.

لن ينسي التاريخ هؤلاء الذين سطروا بدمائهم أحرف من نور في سجل تاريخ العالم العربي الحديث والقديم في آن.تحية إلي هؤلاء الشهداء، "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (آل عمران: 169-170)

تحية إلي الجرحي والمعتقلين.

تحية إلي شعب مصر الذي انتفض، ونفض عن كاهله حقبا من القهر والظلم والفساد والاستبداد.

تحيا مصر عزيزة غالية نقية من الطغاة والظالمين والفاسدين والمستبدين.

تحيا مصر بشبابها الأشاوس والبواسل، وبشعبها الطيب النبيل الأصيل.

تحيا مصر بوحدتها الوطنية الرائعة.

تحيا مصر "الجديدة" التي تستكمل مسار ثورتها، ولم لا فقد أنكشف المستور.

===========================

من أسماء الثورة السورية العظيمة

محمد جميل جانودي

أولاً: الفاضحة

باغتتْ الثورةُ السوريةُ الجميع بميلادها، وبسرعة نموها، وباستوائها باسقةً على سوقِها.. عميقةُ الجذور، سريعةُ الظهور، ممتدةٌ في عَنان السماء... أغصانها قويةٌ خضراء، تُظلل كلَّ بُقْعة من سورية، متعطشةٍ إلى الحرية، شملَتْها من أقصاها إلى أقصاها، ومن أدناها إلى أعْلاها.. فما من مَفْحصِ قطاةٍٍ من الأرض النّدية.. إلا وحبات ترابه تصرخُ: حرية....حرية....

باغتت الثورة السوريين أنفسهم، على تعدد مشاربهم، كبيرَهم وصغيرَهم... غنيهم وفقيرَهم... ظالمَهم ومظلومَهم... فظالمُهم كان يكابرُ مجاهرًا بأن سورية غيرُ سواها، ولن يُعشب الربيع العربيّ على رُباها.....ومظلومها كانت حاله مع الثورة وكأنه فاقد لشيء نفيس... انتهى إلى يد ظالم خسيس... فأنّى له إدراكا، وقد زاده ذاك الظالم إرهاقًا وإنهاكا... وما زال كذلك حتى فوجئ بأن ضالته بين يديه، وأنها قد آلت أخيرًا إليهْ...

وباغتت الشعوبَ الشقيقة والصديقة... وكشفت إلى شعوب العالم الحقيقة.... حتى إنها باغتت ملاحيها ورُبّانها..فكانت مذهلة لهم بنمائها وانتشارها، وتقدمها وازدهارها....

وباغتت العالم مرةً أُخرى بطريقة التعامل معها... التعامل معها ممّن جاءت لتُزيحه وتُبْعِدَه... أومن جهات زعمت أنها نصيرة ومؤيدة... فإذا بها عدُوة لدودة وحاقدة حسودة... أومن جهات أخرى كان لا يُشك في أنها ستكون لها سندًا وظهرًا، ومنبرًا حرا... وإذا بها تتخذ منها ساحة تدريب لنفاقِها سرًا وجهرا.. أو التعامل بها من قبل أحباء لها مخلصين... فجعلتهم حيالها محتارين... ذلك لأنها كانت أسرع منهم لِمبتغاها فتقدّمتهم، وخلّفتهم وراءها.

نعم لقد باغتت العدو والصديق، والبعيد واللصيق، والمرجف المرتجف، والنصير المحترف... باغتت (الممانع المقاوم) .. و(المستسلم) و(المسالم)... باغتت العالم النحرير... والجاهل الغر الغرير، ...

وباغتت.. وباغتت..وكانت لمن بغتتهم فاضحة... كانتْ لبعضهم فاضحةً لسوء وسوأة...ولخبيئة وخبأة.. وكانت لبعضهم الآخر فاضحةً لعجزٍ وتقصير، وقلةِ حيلة وتدبير...

أجل .. لقد فضحت عليمَ اللسان، منافق القلب والجَنان... وعرّته أمام كل إنسان...فصغر في عين الزمان وعين المكان...وخبا نورُه، وانطفأت ناره... فغدا مرميّا تحت رمادها، ودفنته تحت أقدامها، فازدراه معجب سابق، وصرف النظرَ عنه مغرمٌ وشائق...

أجل..فضحت عمائمَ وعمّات، لأصحابها هامات وقامات...فضحت ربطات عُنقٍ وبزّات... وكُتّابٍ وكاتبات... وصحفيين وصحفيات... كما فضحت (سماحاتٍ) و(آيات)....

نعم فضحت "الممانع المقاوم" أمام من هو مخدوع به وهائم.. حين قال أحد رموزه وصرّح، وعن حقيقة أمره بين وأفصح... فجعل أمنه وأمن عدوه المزعوم متلازمين، وبه يكونان سالمَين مُطْمَئنّيْن، تشهد بذلك أربعة عقود... في وفاء الوعود، وحفظ العهود، بحماية الحدود "للصديق الودود"!!!!

نعم فضحت الثورة مُدّعيًا ودعيّا... طبّلَ وزمّر... ونهى وأمر وتأمّر... وجيّشَ وعسكر، وفي وجْهِ من لا يُجاريه كشّر وزمجر ...رُفعت له ألقاب وصور... وحين شبّت الثورةُ السوريةُ عن الطّوق، وتذوّق نكهتَها كل ذي إحساسٍ وذوق...جزع "سماحتُه" وخاف... وتبدلت في وجهه الأوصاف...حينئذٍ أبرزت فعله الحسن على أنه خضراء الدّمن...وعرّت ما قيل عنه أنه تحرير.. على أنه تلفيق وتزوير...

نعم فضَحَتْ الثورةُ (آيةً عُظمى) ادعَتْ أنها حاميةُ الحِمى، تذودُ عن "زينب" و"رُقيّة" و"سلمى"...فكشفت عنها القناع، وأظهرتْ فيها الكذب والخداع... فقتلت "زينبًا" وخطفت "رُقيّة"" وهتكت عرض "سلمى"...فبُهت الذي بها اغتر فخاب، بعد أن أزالت الثورة عن عينيه الحجاب!!

أجل إن الثورة السورية فَضَحَتْ وعرّتْ....فأعْلنتْ حينًا وحينًا أسَرّت... فضحتْ النصيرَ المزعوم... فإذا به خذول مذموم...

كما أنها فضحت ضعفَ الصديق، وتراجعَ الرفيق، وفرقةَ الأحباب، وريبةَ المرتاب....

فلله درها من فاضحة... ولله درها من ثورة لجُماح عدوها كابحة... ولصديقِها أمينةٌ وناصحَة... وما كان لها أن تكون كذلك... لولا صبرُ أبنائها، وصدقُ شبابها، وعظمةُ قوادها .... وفي ذلك كلّه سر دوامها وبقائها...

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ