ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مجاهد مأمون ديرانية يوم حزين جديد من أيام ثورة الحرية
والكرامة في بلاد الشام، يوم
الأطفال. تسعة من أطفال سوريا
الذين شهدوا شروقَ شمس يوم
الجمعة لم يشهدوا غروبَها؛ لقد
غادروا دنيانا قبل أن يغادر
قرصُ الشمس سماءها في ذلك اليوم
الحزين. تسعة أطفال في يوم واحد، ستة صبيان وثلاث
بنات، اغتالهم المجرمون
الجبناء برصاصات غادرة وهم بين
نائم في بيته وخارج من مسجده
وراكب في سيارة أهله. تسعة أطفال
لم يَجْترحوا ذنباً ولا اقترفوا
خطيئة، ولا بلغوا في السن مبلغ
اجتراح الذنوب واقتراف
الخطيئات، إلا أنهم وُلدوا في
زمن سطت فيه على بلادهم عصابةٌ
من المجرمين واللصوص وقطّاع
الطرق، عصابة من قَتَلة الأطفال. إن طفلاً واحداً يَألَم أو يُكلَم يهزم
قوة قلبي ويسفح دمع عيني
مدراراً، فكيف بتسعة؟ تسعة
أطفال يُصرَعون في يوم واحد؟
تسعة أطفال يُحصَدون برصاص
الغدر الجبان، كالطير يصطاده
اللاهون فيسّاقط من جو السماء،
أو كالزهر يقصفه العابثون ثم
يسفحونه على الأرض، لا لغرض إلا
لتزجية الوقت وإرواء غريزة
القتل والقطع والإيذاء. إن طفلاً واحداً اخترقت رأسَه رصاصةٌ
مجرمة فانكبّت عليه أمه
المفجوعة تبكيه وتودعه الوداع
الأخير، طفلاً كان في لحظة ملء
الدنيا نشاطاً وحماسة ثم هوى
وذوى في لحظة بعدها، إن طفلاً
واحداً من هؤلاء يكفي لتوزيع
الأحزان على الأمة كلها، فكيف
بتسعة في يوم واحد؟ إن القَتَلة في الناس كثير، أولئك
نسمّيهم مجرمين ونقتصّ منهم
القصاص العادل، النفس بالنفس،
أما الذين يقتلون الأطفال فماذا
نسميهم؟ أقسم إن القتلة
والمجرمين لَيخجلون من الذين
يقتلون الأطفال ويتبرؤون منهم
ويشمئزون من أفعالهم. ليس شجاعاً من يقتل غيلةً من وراء منظار
بندقية، هذه فرغنا منها من زمن،
وليس شجاعاً من يقتل إنساناً
أعزل، هذه أيضاً فرغنا منها من
زمن. ولكن ماذا نقول فيمن يقتل
غيلةً طفلاً بريئاً أعزل؟ وماذا
نقول قبل ذلك فيمن يعذب طفلاً
صغيراً حتى الموت، يخلع أظافره
ويقلع أسنانه ويقطع أطرافه، ثم
يكسر عنقه؟ أنسمّيه وحشاً؟ الوحوش تتبرأ من هذه
الفعلة. أنسميه نذلاً؟ النذالة
تخجل أن تُنسَب هذه الجريمة
إليها. هل هو خسيس؟ جبان؟ ما هو؟
لا والله لا أجد له في لغتنا
وصفاً يليق به ولا في غيرها من
لغات البشر؛ أحسب أن البشر لمّا
وضعوا لغاتهم لم يظنوا أنه
سيكون منهم من يفعل هذه
الموبقات فلم يضعوا له لفظاً
يناسبه. يا أيها القتلة: لقد هممت أن أدعو على
أولادكم، ولكن ليس هذا من العدل
ولا من شيم المؤمنين، فإنها لا
تزر وازرة وزر أخرى، ولكني
سأدعو عليكم بدعوة في الدنيا
ودعوة في الآخرة؛ فأما الأولى
فأسأل الله أن يقطع نسلكم فلا
يرى أحفادُنا أمثالَكم، أو أن
يُخرج من أصلابكم من هو عدو لكم،
فذلك خير لنا وشر عليكم. وأما
الثانية فأسأل الله أن يقذف بكم
في قعر جهنم وأن يعذبكم عذاباً
لا يعذبه أحداً من العالمين،
وأن يُشهدنا عذابكم في ذلك
اليوم العظيم، فإنها لن تسكن
نفوسُنا المضطربة ولن تنطفئ
نيران قلوبنا حتى نرى فيكم وعد
الله. يا أيها المجرمون: إنكم اليوم تقتلون
أطفالنا ولا تبالون، فأرونا ما
تصنعون غداً حينما تَغُلّكم
ملائكة العذاب ثم تلقيكم في
نيران الجحيم. ==================== عندما تكثر المبادرات..
ما هو موقفنا ؟.. عقاب يحيى نتزاحم كثيراً
نحن شعب سورية الذي استفاق على
الحرية حديثاً فانهمر فيضاً
يملأ الدنيا الواسعة كلاماً،
ونقداً، واستعراضات يختلط فيها
ويتداخل الحرص والعشق والإيثار
والخوف والقلق والبراءة وأول
كلمات النطق السياسي مع الرغبة
بتراشق الاقتراحات، والنقد
والتوصيف والترصيف، وتزاحماً
للحصول على (نتفة) من غنيمة
موهومة، أو رجل كرسي لم يكتمل
بعد، ولا أحد يعرف مقره ومستقره
ونهايته..وعلينا فوق ذلك أن
نستوعب، ونفهم، ونتحلى بالصدر
الرحب.. لأنها مرحلة ثورة،
ومرحلة مخاض كبير ينتظر ولادة
بمليون عيون، وملايين الأفكار
والتشخيصات والتوقعات .. قليلة هي
النقاشات حسب علمي التي تتناول
السياسي الراهن والآفاق
والاحتمالات، وأقل منها تلك
التي تتفاعل مع جملة من
التداولات التي يجري التسويق
لها فوق وتحت الطاولات، وبأيدٍ
خبيرة واختصاصية، لا تخلو من
الخبث والقدرة على التمرير، أو
جسّ النبض للتغرير والتفوير .. اليوم.. وعلى مرأى الدم المراق شلالاً
شبابياً غزيراً نحسّ بشيء يطبخ
على أكثر من نار، ومن قبل
طبّاخين محترفين، وآخرين هواة
وأدوات.. والكل يمرر علينا
الوقت، ويسعى إلى قطع الطريق
على المدى الطبيعي الذي يجب أن
تصله الثورة باعتبارها ثورة
تغيير جذري، وليست هبة لتغيير
وجه بآخر ، أو ممراً للشقلبة
والمردغة تجهض الأصيل في
الثورة، وتعوّم البازاريين
الراكبين على موجها .. والذين
يتفتقون معارضة ملتبسة التاريخ
والخلفية والهدف .. اليوم تلهج الألسن التسووية بتسوية "للوضع
السوري" تحت شعار : حقن
الدماء، وقطع الطريق على
التدويل وما يمكن أن ينجرّ عنه..
وتتولى حكومة العراق الموصوفة
واجهة التمرير، بينما تساندها
عديد الدول، وأولها روسيا
الاتحادية، وأطراف عربية أخرى
تبحث تحت عنوان" انتقال سلس"
من الأحد القاتل، وريث عته
الحقد وفيض نهج الدموية، إلى
مرحلة انتقالية يتولاها ربما
نائب الوريث ضمن تشكيلة نص نص من
المعتدلين والوسطيين
والمستقلين، وربما من بعض "
المعارضين" الذين فصلوا
ألبسة معارضتهم أمساً، وعلى
مقاس المطلوب، وقد أطلوا
برؤوسهم من أمعاء النظام
الغليظة والدقيقة، وغيرها..
وكثيرهم يصرخ في بكائية "
الحرص" على سورية المهددة
بالتدويل..و .... ركاب الدبابات
الأمريكية البارحة وأدوات
المشروع الإيراني المتلاحق
يعلنون عن اتصالهم وتواصلهم،
ولقاءاتهم بأطراف من المعارضة
السورية التي لا يعرف أحد من
المعارضة التاريخية والشبانية
أية معارضة تلك، وما هو نوعها،
وتصنيفها من مدلول المعارضة،
وأنهم قطعوا خطوات على طريق
بلورة مبادرة .. يكون تصريح
الوريث المتلفز، والذي يجري
الالتفاف عليه لترقيعه، كنوع من
" ممانعة" بمثابة الإشارة
إلى قبول الصفحة الأولى في
العروض المطروحة .. ولأن احتمالات
تطور الوضع السوري هي اليوم بيت
القصيد.. فإن المعارضة السورية
بكل أطيافها الحقيقية، خاصة تلك
المنضوية في المجلس الوطني، أو
في الحراك الثوري، أو في هيئة
التنسيق الوطني.. مطالبة بأن
تولي هذه المسألة الأهمية
اللازمة بديلاً عن نقاشات كثيرة
تبدو خارج النص، حتى وإن جرى
النقاش في حلقات ضيّقة
استعداداً لأي تطور محتمل، أو
صيغة تريد أطراف متعددة طرحها،
وربما فرضها على الحالة السورية
. وبمعنى واضح : هل يمكن للثورة
السورية أن تقبل حلاً وسطاً
مثلاً لما يسمى مرحلة انتقالية
يتخلى فيها وريث القتل عن منصبه
لصالح نائبه، أو أية شخصية أخرى
فيما يمكن اعتباره" مصالحة"
تفتح الطريق لمرحلة انتقالية ؟؟..
بل هل يمكن قبول الفكرة قبل
الدخول في التفاوض عليها؟؟.. وهل
هي حقيقية أم مجرد مناورة لمنح
نظام الطغمة مزيداً من الوقت
للقتل، أو التقاط الأنفاس، أو
محاولة تصدير أزمة لأطراف
المعارضة الحقيقية، وربما
الرهان على تمزيقها، أو بلبلة
الحراك الثوري بطعم يبدو ظاهره
مغرياً بينما يصعب تبيان
خلفياته ومآله ؟؟.. وقبل إصدار المواقف الانفعالية التي درج
كثير على البوح بها.. فإن المجلس
الوطني مطالب، ضمن هيئاته
المعنية، المختصة بأن يدرس
الحالة السورية في جلسات مغلقة
يناقش فيها شتى الاحتمالات ويضع
أجوبته ورؤاه وتكتيكه(بالتنسيق
مع الحراك الثوري) كي يقدر على
التعامل مع كل المستجدات بروحية
الفريق وليس كما هو حاله حتى
الآن . المجلس الوطني،
وانعقاد هيئته العامة على
الأبواب، مطالب أن ينتقل إلى
المأسسة، وتفعيل اللجان
المختصة، وحشد الإمكانات
المتنوعة فيه باتجاه القضايا
الرئيس، ضمن برنامج واضح ترتسم
فيه الخطوط التفصيلية للمرحلة،
ووحدة الخطاب الإعلامي
والسياسي، وحتى التحركات
الخارجية التي تبدو اليوم
وكأنها التعويض عن حال الإمساك
بالأساسي من المهام، ومن
الاهتمام بالبيت الداخلي قاعدة
ومنطلقاً للتالي من المهام . وبالوقت نفسه على الحراك الثوري أن يكثف
الجهود باتجاهين : اتجاه توحيد
الأداة، وأقلها : توحيد الخطاب
والجهود، وفتح نقاشات واضحة
داخلة حول الاحتمالات
المطروحة، وتعميق السياسي فيه
لأنه معني به، ومطالب بأن يحدد
مواقفاً صريحة في مسائل كثيرة
يفرزها تطور الثورة السورية،
والموج المحيط بها .. ================== د. مصطفى يوسف اللداوي إنها الذكرى الرابعة والعشرين لانتفاضة
الشعب الفلسطيني العظيمة،
الانتفاضة التي عرفها الكون
كله، وتعلمت منها البشرية
بأسرها، ودخلت قواميس الكون
مفردةً مستقلةً بذاتها، يعرفها
العرب والعجم، ويدرك معناها
الغرب والشرق معاً، خشيها العدو
وخاف جنوده من مواجهة جنودها،
وملاقاة أبطالها، الرجال
والنساء والأطفال، الذين كانوا
يتربصون بهم في كل مكان،
ويخرجون لهم من كل زقاقٍ وحارة،
ويتربصون بهم عند كل منعطفٍ
وجادة، كان حجرها المقدس هو
سلاحها الفتاك، وآلتها
المقاومة التي لا تضعف ولا
تفتر، وكانت الأرض الفلسطينية
كريمةً بحجارتها، وسخيةً
بسلاحها، ومعطاءةً برجالها،
وجوادةً بصور مقاومتها. إنها الانتفاضة الشعبية الأولى التي غاض
غمارها كل الشعب الفلسطيني، بكل
فئاته وطوائفه، وبكل طبقاته
وأجناسه، وتنافست فيها مناطقه
ومدنه، وتبارت مخيماته
وبلداته، أيها يقدم أكثر، وأيها
يمتاز في مواجهة الاحتلال أكثر،
وأيهم يوجعه ويؤلمه أكثر، خاضوا
جميعاً صفاً واحداً معركة العزة
والكرامة ضد قوى الاحتلال
الإسرائيلي، فما أخافتهم آلته
العسكرية، ولا أضعفتهم
تهديداته المتوالية، ولا فتت في
عزيمتهم قدرته العسكرية
الجبارة، ولم تجبره على التراجع
تحالفاته الدولية الكثيرة. إنها الذكرى الرابعة والعشرين لانتفاضة
الشعب الفلسطيني العظيمة التي
أثبتت بكل قوةٍ واقتدار أن
العين تناطح المخرز، وأن الكف
يواجه المدفع والدبابة، وأن
الشعب الفلسطيني عظيمٌ برجاله،
جبارٌ بنسائه، قويٌ بحقه،
مقاتلٌ بطبعه، مقاومٌ في أصله،
لا يسكت عن حقه، ولا يسلم لعدوه،
ولا يخضع لبطشه، مهما كانت
التضحيات كبيرة، والدماء
غزيرة، ففيها فتح العدو النار
بغزارةٍ على الشعب كله، ونثر
الموت في كل مكان، ووزعه بلا
انتظامٍ على كل فئات الشعب
الفلسطيني، ولكنه وحدهم من حيث
لا يدري، وشد بطشه من عزيمتهم،
وشحذ الدم المنساح من أجسادهم
هممهم العالية، وصنع من أطفالهم
أمثولة ونموذج يحتذى بها
الثائرون، وتسير على نهجها
الأمم والشعوب، تقلد ثورته،
وتحاكي انتفاضته، تستلهم منها
العبر والدروس، وتتعلم منها كيف
يكون بأس الشعوب وعزم الأمم
عندما تقرر وتريد. إنها الانتفاضة الشعبية الفلسطينية
العملاقة التي رسم خطوطها قبل
أربعٍ وعشرين سنة حاتم السيسي
ابن مخيم جباليا ليكون أول
شهدائها، ورائد فرسانها، ليرسم
بدمه بعد حادثة الحافلة حدود
الثورة ومدى الانتفاضة وجنود
المقاومة، وتلاه من مخيمه شهيدٌ
سكن الثرى أشهراً قبل أن ينبش
أهله قبره ليسووه، فوجدوا
شهيدهم خالد أبو طاقية مازال
مسجىً وكأنه حي، جرحه جديدٌ
ينعب دماً، وساعته في يده تعمل،
وثيابه يرطبها الدم المسفوح،
ورائحة مسكٍ وعنبر تتضوع في
المكان، وتفوح في الأرجاء، ملأ
الفلسطينيون صدورهم منها،
وعبقوا نفوسهم بأريجها، وتلاه
شهداءٌ كالنجوم الزاهرة،
وتبعته كواكب أخرى من الشهداء
العظام الذين لن ننساهم ما مضى
الزمان وتوالت الأيام. إنها انتفاضة الصبي الفلسطيني فارس عودة،
الذي تحدى بصدره العاري وجسده
النحيل وقامته التي تشامخت نحو
العلياء، ورأسه المرفوع قبلة
السماء، ويده التي تقبض بعزمٍ
على حجرٍ قُدَّ من صخر فلسطين
الأصم، فوقف بكبرياء عالٍ وجرأة
لا تعرف الخوف، وثباتٍ لا يعرف
التردد، ويقين بالنصر لا يعرف
الهزيمة، فتحدى دبابة الجيش
الإسرائيلي الجبارة، الميركافا
التي يتحدون بها الكون، ويهددون
بجبروتها دول الجوار، ولكن فارس
عودة أبى إلا أن تكون وقفته
أمامها وقفة عز وثباتٍ ويقينٍ
بالنصر، فأوقف زحف الدبابة،
وأصاب جنازيرها بالشلل، وطأطأ
بكبريائه فوهة مدفعها، وأذهل
بجرأته جنودها، فكانت صورته
عنوناً للشعب الفلسطيني كله،
الذي لا تخيفه قوة، ولا تسكته عن
حقه دبابة. أربعٌ وعشرون عاماً تعود بنا الذكريات
إلى أيام الانتفاضة العظيمة،
التي صنعت الرجال، وصقلت
الخبرات، وميزت بين الناس،
وفاضلت بين المقاومين، إذ لم
يكن فيها مكانٌ لقاعد، ولا
متسعٌ لمتسلق، ولا رفعة
لطالبها، ولا مكانة لساعٍ لها،
وإنما كانت أيام محنةٍ وابتلاء،
وفترات مقاومةٍ ونضال، أبلى
فيها الفلسطينيون بلاءاً
حسناً، وفرزوا خلالها قيادتهم
الرشيدة الرائدة، التي أحسنت
القرار، وصدقت النصح، وأخلصت
لله وحده، وعملت من أجل الشعب
والوطن، لا تنتظر من غير الله
مثوبة، ولا تتوقع من سواه أجراً
وجزاءاً، فأكرمها الله رفعةً في
الدنيا، وشهادةً عنده خالدةً
إلى يوم القيامة. إنها انتفاضة الشعب الفلسطيني العظيم
تعانق اليوم في ذكراها الرابعة
والعشرين ثورات الشعوب، وتطل
على ربيع الأمم، تبشر الشعوب
بأن الغد لها، والمستقبل
لأجيالها، فلا مكان في الأرض
لظلمٍ، ولا سيادة لجورٍ، ولا
ديمومة لغير الحق والعدل مهما
طال الزمن، والخيرون هم الذين
سيبقون وشرار الأرض مهما امتلأت
بهم فسيزولون وسيذهبون، ولن يبق
من ذكرهم إلا ما هو عبرة ودرس
لمن جاء من بعدهم، لئلا يكون
مصيره مثلهم، ولتكون خاتمته
خيراً من خاتمتهم. أيها الفلسطينيون في ذكرى مجدكم الرابع
والعشرين، لا تستسلموا لقيادةٍ
تقودكم إلى الردى، وتسوقكم إلى
الضياع، وتبدي استعداها
للتنازل والتفريط، ولا تمانع أن
تستبدل الأهداف بأخرى تناسبهم
وتخدم أغراضهم الخاصة ليبقوا في
مناصبهم، ويحافظوا على
مواقعهم، ولا تقبلوا بقيادةٍ لا
تخرج من صفوفكم، ولا تكون من
بينكم، ولا تعيش همومكم، ولا
تفكر في أحزانكم، ولا تهمها
جراحاتكم، ولا تسأل عن
معاناتكم، ولا يهمها غير
مصلحتها، ولا تقلق إلا على
نفسها وسلامة أسرتها، ولا
يضيرها شتات الشعب ما دام
مكانها محفوظاً، ولا يقلقها
اضطراب المواطنين ما دام الملوك
يخفون لاستقبالها، ويستعدون
لملاقاتها، ويهيئون المكان
لإقامتها، ويضمنون امتيازاتها،
ويحافظون على شكلها وهيبتها
والصورة الوضيئة التي اعتادوا
عليها، ويبدون استعدادهم لشطب
الماضي، والتراجع عن قراراته،
والبدء ما استقاموا على نهجه
بعهدٍ جديدٍ معهم، يتفقون معه
ولا يختلفون، ويلتزمون بسياسته
ولا يحيدون، ويبرونه في مواقفه
ولا يحرجونه، ويكونون له عوناً
ومعه جنداً، والأمراء يضمنون
الوفاء ويتعهدون الالتزام،
ويكفلون أمانة التنفيذ وسلامة
الحياة. ====================== الدكتور عثمان قدري مكانسي بدأنا نسمع همسات خافتة ممن يُظهرون الحب
لأمتهم والشفقة على مستقبل
شعوبهم – بعد نجاح الثورات في
العالم العربي وظهور الوجه
الإسلامي للثائرين – يقول
هؤلاء المشفقون! إنهم يخافون من
الإسلاميين الذي يصلون إلى سدة
الحكم ثم يعمدون إلى استبعاد
غيرهم وإقصائهم ثم الحكم بما
يخالف الديموقراطية التي
ينادون بها . ثم علت الأصوات وصرح كثير من هؤلاء
المشفقين الخائفين !: إن نجاح
الإسلاميين ( كارثة) ، ولماذا
كان مشاركة الحركات الإسلامية
غيرهم في حكم أنفسهم – وهذا حق
إنساني يسعى إليه جميع الشعوب
الحرة – كارثة ؟ فهذا يشرحه
هؤلاء المشفقون ! : إنهم –
الإسلاميين- سوف يمنعون السياحة
ويقيدون حريات الناس في طرق
معيشتهم وسيفرضون نظاماً
صارماً على المواطنين !! ... وقلْ
كثيراً من هذه الادعاءات التي
ما أنزل الله بها من سلطان . ونسي هؤلاء المشفقون الخائفون على
الحريات أن حكامنا كانوا وما
يزالون يضيقون على شعوبهم
ويعتبرونهم عبيداً في دولهم
وخولاً لهم يفعلون ما يشاءون ،
وما على شعوبهم سوى الهتاف
بحياتهم والإعجاب بأعمالهم ولو
كانت خرقاء بعيدة عن العقل
والمنطق ومضادة لمصلحة شعوبهم ،
وتخدم أجندة شخصية أو ليس لها
علاقة بأمتهم. وترى هؤلاء
المشفقين راضين بهؤلاء ساكتين ،
أو راضين يعملون تحت رايتهم دون
كلال. وإذا سألنا الإسلاميين سبب اهتمامهم
بالسياسة والعمل لها والنشاط
الدائب فيها لقالوا بكل بساطة
وأريحية : إنها الحرية التي
نطالب بها ونعمل لها ، والرغبة
في العيش الكريم بعيداً عن
الظلم وعيشة العبيد ، فنحن بشر
وللبشر حقوق نادى بها الإسلام
وربّى اتباعه عليها ، ولأننا
مسلمون فهدفنا أن تكون حياتنا
مستقيمة على شرع ربنا ، فهو الذي
خلقنا وأرسل رسله وأنزل شرعه
القويم لنسير على هديه ، ولغير
المسلمين أن يحيَوا حياة كريمة
تليق بالآدميين يقاسمون
المسلمين حياتهم بما يكفل لهم
حريتهم المالية والاقتصادية
والفكرية والدينية . وقد أمرنا
نبينا الكريم أن نحسن إليهم ففي
رواية السيوطي في الجامع الصغير
عن عبد الله بن مسعود رضي الله
عنه قال : من آذى ذميا فأنا خصمه،
و من كنت خصمه خصمته يوم القيامة
..(حديث حسن) . وهل يرضى أحدنا أن
يكون حبيبه المصطفى خصيمه يوم
الحساب ؟. وقد عاش غير المسلمين
في رحاب المسلمين عشرات القرون
مطمئنين سالمين ، فما الذي غيّر
وبدّل؟! . ولِمَ هذا الادّعاءُ
الجائر؟ وللمسلمين حقهم أن يحيَوا حياة الطهر
والعفاف فيلتزمون شرع ربهم وسنة
نبيهم ، فيعملون بما أمر
وينتهون عما نهى ، فهم مقبلون
بعد حياتهم الدنيا إلى لقاء
ربهم حيث يُسألون عما فعلوا وهم
حريصون على إرضاء ربهم وامتثال
شرعه القويم ، ولهم رضاه والجنة
إن التزموا ولهم العقاب إن
أخلّوا . واقرأ معي قوله تعالى
:" ومن يشاقق الرسول من بعد ما
تبين له الهدى ويتبع غير سبيل
المؤمنين نوله ما تولى ونصله
جهنم وساءت مصيرا فمن يشاقق الرسول فيسلك غير طريق الشريعة
التي جاء بها الرسول صلى الله
عليه وسلم عن عمد منه بعدما ظهر
له الحق وتبين له واتضح له "
ويتبع غير سبيل المؤمنين "
وسبيل المؤمنين سبيل نبيهم وهم
يرغبون أن يلقوا ربهم مع من
سبقهم فلا يبتعدون عنهم قيد
أنملة . وغير ذلك هذا ملازم لصفة
الشقاق ، وما أدراك ما الشقاق .
إنه وعيد الله تعالى لمن خالف
شرعه وتولى غيره فالعقوبة
عقوبتان : إحداها في الدنيا بأن
يضله ويُحسّن الضلال في قلبه
وعقله ويزينه له ويستدرجه ،
واقرأ معي قوله تعالى " نولّه
ما تولّى .." ألم يقل الله
تعالى في أمثال هؤلاء " "
فذرني ومن يكذب بهذا الحديث
سنستدرجهم من حيث لا يعلمون "
وقال تعالى فلما زاغوا أزاغ
الله قلوبهم" وقوله : "
ونذرهم في طغيانهم يعمهون "
والثانية في الآخرة – وهي نار
تلظى ، نعوذ بالله منها ونسأله
تعالى العافية ، قال " ..
ونُصلِه جهنّم وساءت مصيراً "
فجعل النار مصيره في الآخرة لأن
من خرج عن الهدى لم يكن له طريق
إلا إلى النار يوم القيامة كما
قال تعالى " احشروا الذين
ظلموا وأزواجهم " . وقال تعالى
: " ورأى المجرمون النار فظنوا
أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها
مصرفا ". إن للإسلاميين أجندتهم الواضحة التي
يعملون لها في شمس الظهيرة
ورابعة النهار . وقد أثبتوا أنهم
العنصر الأصيل في الثورات وأنهم
يقولون ما يفعلون ويفعلون ما
يقولون ، . وغيرهم يقول ما لا
يفعل ، ويكذب ويدلّس حتى إذا وصل
لهدفه انكشف وظهرت حقيقته. ولعل
هؤلاء يحكمون على الإسلاميين
كما يحكمون على أنفسهم .. وشتان ما بين
الفريقين في الهُدى يزيدِ صَدوق
ٍ والخئونِ المخادعِ مع الاعتذار للشاعر في تغيير شيء من البيت
والقافية . =========================== محمد جميل جانودي لقد كشفتْ الثورة كنوزًا وكنوزًا، ورفعت
أعيانًا ورمُوزا، وتركتْ
الفضاء واسعًا أمام الأدباء
لينظموا شعرًا ونثرًا، عما
كشفته صبحًا وعصرًا، أو مساءً
وفجرًا... وأيضًا تركت الفضاء
واسعًا أمام المؤرخين
ليسطِّروا ملاحمَ عن التضحية
والفداء، والعزة والإباء،
والصبرِ على كل بلاء، وأعطتْهم
الشاهدَ والدّليل، عمّا فعلَه
الطُّغاةُ من وحشية وتنكيل...
وعما قابله الأحرار والشرفاء،
من شموخ ومضاء، وعِزّةٍ وإباء،
وصبر طويل... كما تركت الفضاء
أمام الفنانين ليقدموا أجمل
اللوحات، وأنصعَ الصفَحَات،
تنطقُ بالبيّنَاتِ الواضحَاتِ
عن ثورةٍ مباركة وشعب ثائر نبيل... نعم إنها الكاشفَةْ... وأنعِْم به من اسمٍ
جميل لمُسمّى فضيل...
=================== حسام مقلد * في مقابلة تليفزيونية مع شبكة (ABC) الأمريكية نفى بشار الأسد مسئوليته عن
مقتل نحو خمسة آلاف سوري
واعتقال وتشريد عشرات الآلاف
الآخرين، وعلل ذلك بأنه مجرد
رئيس لسوريا وليس مسئولا عن
أجهزتها الأمنية!! وقال: إنه
مرتاح الضمير، ولا يشعر بالذنب
تجاه آلاف الأرواح التي أزهقها
هو ونظامه، وأضاف: أنه غير مقتنع
بالأمم المتحدة، وأنها مجرد
لعبة يلعبها ولا يؤمن بها!! وإذا كان هذا هو رأي بشار في الأمم
المتحدة، فمؤكد أن رأيه ورأي
نظامه في الجامعة العربية سيكون
أكثر استخفافا وسخرية!! ولعلنا
نفهم الآن سر تلاعب النظام
السوري بقرارات وزراء الخارجية
العرب، وتعامله المهين مع (المهل
العربية) فهو يراها مجرد كلام
فارغ وجعجعة بلا طحن؛ وبالتالي
فلا غرابة أن يرتكب بشار ونظامه
بضمير مرتاح كل هذه الجرائم
المتوحشة والمجازر البشعة
يوميا بحق الشعب السوري الأعزل،
فهو يأمن العقاب وطبيعي جدا أن
يسيء الأدب، ولسان حاله يقول:
شعبي وأنا حر فيه، وأعلى ما في
خيلكم يا عرب اركبوه!! والغريب أن هناك من بين الزعماء
والسياسيين العرب من لا يزال
يأمل أن يستجيب نظام البعث
السوري لخطة جامعة الدول
العربية لحل الأزمة السورية
عربيا بأقل الخسائر الممكنة،
ويتأكد كل يوم للجميع أن هذه
مجرد أوهام، وأن النظام الطائفي
في سوريا أسقط العرب وجامعتهم
من حساباته نهائيا وأن له
حساباته الخاصة التي تراهن على
مواقف أطراف دولية تدعمه بقوة
كروسيا وإيران. وقد ذهب الكاتب البريطاني (ديفد هيرست)
بصحيفة الجارديان إلى أن الدعم
الروسي للنظام السوري دعم
استراتيجي، ودلل على ذلك بمجمل
المواقف الروسية من الأزمة
السورية كمعارضة وزير خارجية
روسيا فرض حظر على بيع الأسلحة
لسوريا، مبررا ذلك بأن الجماعات
المسلحة هي التي تستفز السلطات
السورية، وذكرت قناة (روسيا
اليوم) أن موسكو سترسل حاملة
الطائرات أدميرال كوزنيتسوف،
ترافقها سفينتان حربيتان في
جولة لمدة شهرين بالبحر الأبيض
المتوسط، وستتوقف في ميناء
طرطوس السوري. ولا يخفى على أحد أن روسيا لا يهمها في
النهاية سوى مصالحها
الاقتصادية والسياسية الكبيرة
مع النظام السوري، وقد ذكرت
صحيفة (موسكو تايمز) أن
الاستثمارات الروسية في البنية
التحتية والطاقة والسياحة
السورية بلغت (19.4) مليار دولار
عام 2009م، وهناك عقود مبرمة بين
الجانبين بصفقة سلاح روسي
لسوريا قيمتها أربعة مليارات
دولار، وتتحدث الأنباء عن نحو
(600) خبير وفني روسي يعملون حاليا
لتجديد ميناء طرطوس السوري
لاستخدامه كقاعدة للسفن
الروسية. كل هذا الدعم الروسي جعل بشار الأسد يظن
أن موقف روسيا مع نظامه موقف
استراتيجي لن تتراجع عنه، ولن
تضحي به، وسبب ذلك في رأيه أنه
لا ثمن يمكن تقديمه لروسيا
يوازي خسارتها لسوريا؛ فذلك كما
يرى يعني خروج روسيا الاتحادية
نهائياً من الشرق الأوسط، إضافة
لمخاوفها الجيوإستراتيجية من
انتقال عدوى الربيع العربي
إليها. ويهدد بشار الأسد بإشعال حرب طائفية
طاحنة في المنطقة العربية تمتد
آثارها المدمرة للعالم أجمع،
ويراهن على ضعف الأميركيين في
العراق، وإنهاكهم الشديد في
أفغانستان، وهو متأكد من عدم
حدوث أي تغير جوهري في مواقف
أغلب الدول العربية نحو نظامه
رغم صدور قرار العقوبات ضده،
وهو مقتنع تماما بأن تركيا لا
يمكنها أن تتدخل على الأرض في
سوريا لأن ذلك سيفتح عليها
أبواب الشرور! كل ذلك قطعا من شأنه نظريا أن يسكِّن
خواطر الأسد ويعزز من ثقته
بمستقبله ومستقبل نظامه، لكن
هذا مجرد وهم لن يمكث طويلا،
وعلى المعارضة السورية ألا
يضعفها هذا الوضع الزائف، فبشار
في الحقيقة مرعوب رغم كل
ادعاءاته، والخوف والفزع من
المصير المحتوم بدأ يدب في
أوصاله وأوصال نظامه، ويجمع
المحللون على أن ساعته قد
اقتربت، فسنة الله ماضية وما
جرى على كل الطغاة عبر التاريخ
سيجري حتما على بشار الأسد
ونظامه القمعي المتوحش، ولن
تختلف نهاية طغاة سوريا عن
نهاية القذافي ونيكولاي
تشاوتشيسكو وغيرهما من الطغاة
المستبدين. وينبغي للمعارضة السورية أن تبعث برسائل
الطمأنة لكافة الأطراف المحلية
والإقليمية والدولية، وأن تسير
في أكثر من اتجاه بحثا عن سبل
عملية ناجزة لإزاحة هذا النظام
الفاسد المستبد عن كاهل
السوريين، والشعب السوري البطل
أمانة في عنق كل فرد في المجلس
الوطني الانتقالي السوري، بل إن
الدفاع عن هذا الشعب الأبي
أمانة في عنق كل إنسان حر في هذا
العالم، وإذا كان بشار الأسد
يزعم أنه ينام قرير العين مرتاح
الضمير رغم كل هذه الفظائع
والجرائم البشعة التي ترتكبها
زبانيته يوميا بحق السوريين،
ورغم حمامات الدماء النازفة منذ
تسعة أشهر، فهذا يدل على انتكاس
وارتكاس في الفطرة الإنسانية
التي فطر الله الناس عليها، ولا
غرابة في ذلك فمن يوافق على أن
يسجد له الناس من دون الله تعالى
لن يشعر بوخز الضمير وهو يرى جثث
آلاف الأشخاص من الرجال والنساء
والأطفال تتكدس أمام ناظريه،
وتتناثر أشلاؤها حوله من كل
جانب دون أن تطرف له عين!! * كاتب مصري. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |