ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مجاهد
مأمون ديرانية من
المَشاهد المبكرة التي أدهشتني
في هذه الثورة المباركة صورُ
شهداء الثورة وهم يجودون
بأنفسهم ويلفظون آخر أنفاسهم،
وحولَهم إخوانُهم يلحّون عليهم
لتكون كلمات الشهادة هي آخر ما
يودّعون به الحياة. بعد ذلك صارت
الجوامع هي قلاع الثورة، وصارت
الشعارات الربّانية جزءاً لا
يتجزأ من سمفونيتها، ثم صرنا
نرى الناس حشوداً محتشدة في
صفوف متراصة تؤدي الصلوات
جماعات في ساحات الحرية في درعا
وحمص وحماة وإدلب وغيرها…
ولكننا رأينا أيضاً إلى جانب
أولئك المصلين من وقف موقف
المتفرج، ورأينا في بعض أفلام
الثورة ثواراً استقبلوا مراسلة
أجنبية في يوم من أيام رمضان وهم
يشربون القهوة والشاي ويأكلون
ويدخنون. لم
يدهشني أولئك الذين وقفوا بغير
صلاة أو الذين جاهروا بالفطر في
نهار رمضان، الآخرون هم الذين
أدهشوني؛ من أين جاؤوا؟ ألم
يلبث حزب البعث أولاً ثم عصابة
الأسد ثانياً، ألم يلبثوا نصف
قرن من الزمن وهم يحاربون الله
ويجهدون لتقويض تديّن الناس
ولصرف شعب سوريا المسلم عن
الإسلام؟ ولكن
لا، ليس للدهشة في مثل هذا
المقام مكان. ما كان لعصابة
طارئة على التاريخ أن تمسح
تاريخ ألف عام ونصف ألف عام، ولا
ينبغي لجماعة من مهازيل البشر
أن يهزم مكرُها وعدَ الله ووعد
رسول الله. لقد اصطفى الله مَن
يحب من عباده لعمارة الشام التي
يحب، كما قال نبينا وحبيبنا
محمد عليه صلوات الله: “الشام
صفوة الله عز وجل من بلاده وإليه
يَحشر صفوتَه من عباده”. الحمد
لله الذي أبطل كيد الكائدين
وردّ الأمة إلى الدين. إن قلبي
ليفرح ويطمئن حين أرى الإيمان
في وجوه الرجال إذا نظرت إلى
وجوه الرجال، وحين أسمعه في
الكلام الذي ينطقه ثوار الشام
وأقرؤه في السطور التي يكتبون؛
اللهم لك الحمد. ويا أيها
المؤمنون المجاهدون المرابطون
في ساحات البطولات والمَكرمات
في أرض الشام: لقد عدتم إلى الله
فرفعكم الله على عدوه وعدوكم،
فإنّ جند الله هم الأعلَون،
وإنه ناصركم عما قريب بإذنه
تعالى، فإن جنده هم المنصورون،
فاعتصموا بالله وتوكلوا عليه،
وضعوا فيه الأمل وأخلصوا له
العمل، فإنه لا مُعينَ لكم سواه
ولا ناصرَ إلاّه. أما
رأيتم كيف تخلى عنكم الآخرون
وتباطؤوا عن نصرتكم؟ لقد خذلكم
المجتمع الدولي فترككم
لمصيركم، ولعله تمنى في سرّه أن
لا يمر شهر إلا والنظام منتصر
عليكم، لكن الله ربط على قلوبكم
وثَبّت أقدامكم فصبرتم الشهرَ
بعد الشهر حتى اضطَرَرتم أولئك
القومَ إلى تغيير مواقفهم، وحتى
انقلبوا على عدوكم من بعد ما
ساعدوه، وهاجموه من بعد ما
ساندوه، فإن يكونوا غيّروا
موقفهم بأَخَرة فما صنعوا ذلك
حباً بكم فإنهم لا يحبون، ولا
شفقةً عليكم فإنهم لا يشفقون،
وإنما هو تدبير الله لهذه
الثورة المباركة، إنه قَدَر
الله وأمر الله وفضل الله
علينا، فله الحمد أولاً وله
الحمد آخِراً. ربما
جاء الفرج على يد مراقبي جامعة
العرب وربما سقط النظام بسبب
تدخل خارجي، ولكن لا تظنوا أن
هؤلاء أو أولئك هم مَن نصركم،
فإنما هم أدواتٌ حرّكها الله
وأسبابٌ سَبّبها ليدفع بها
غيرَها من الأسباب، فإن الواحد
فينا يمرض فيراجع الطبيب
ويتناول الدواء، ويعلم أن
الطبيب أداة تعالج بأمر الله
وأن الشافي هو الله. ويحتاج
الموظف فيراجع المدير ويطلب
سلفة أو علاوة، ويعلم أن المدير
أداة تنفق بأمر الله وأن الرازق
هو الله. والشعب السوري يطالب
العرب ويطالب تركيا ويطالب
الغرب بالانتصار له الدفاع عنه،
ولكنه يعلم أن قوى الأرض كلها
أدوات تتحرك بأمر الله وأن
الناصر هو الله. * * * يا
أيها المؤمنون: لقد عرفتم
الوجهة فلا تضلّوا السبيل بعد
اليوم. إنكم تدركون الآن أن
النظام البائد لم يترك في سوريا
خيراً إلا وقَلَبه شراً، فأراد
أن يستبدل بحرّية الناس عبودية،
وبعزتهم ذلة، وبغناهم فقراً،
وبفضائلهم رذائل، وبهداهم
ضلالاً، وبقربهم من الله بعداً
عنه وجهلاً به… فإن أردتم أن
تغلبوه فانقضوا خطته جملة،
استرجعوا حريتكم التي سلب،
واستعيدوا مالكم الذي نهب،
وأحيوا من عِزّكم ما ذهب،
وتمسكوا بالفضائل ومكارم
الأخلاق، وعودوا إلى الله، فليس
شيءٌ يغيظ النظام أكثرَ من
عودتكم إلى الله. يا
أيها المؤمنون: إن استبطأتم
النصر فاستجلبوه بالتوبة
والاستغفار، واستعجلوه
بالابتهال والدعاء. لقد كان
السلف الصالح من هذه الأمة إذا
حُبس عنهم قَطْر السماء لجؤوا
إلى التوبة والاستغفار، التوبة
الحقيقية التي يندم المرء فيها
على ما اقترف من ذنب وينقطع عنه
ويعزم العزيمةَ الصادقة على أنه
لا يعود إليه، ثم يجتمعون في
صعيد واحد فيصلّون صلاة
الاستسقاء ويَدْعون بأخلص
الدعاء، فلا ينصرفون من موقفهم
حتى تجود عليهم بالبركات السماء
ولا يعودون إلا خائضين في الماء. إن
الله الذي أجرى السحاب هو الله
الذي هزم الأحزاب، وكما يأتي
الدعاء بالقَطْر من السماء
فكذلك يأتي بالنصر على الأعداء؛
فاجعلوا هذا الأسبوع أسبوع
الدعاء، واجعلوا جمعتكم الآتية
جمعةً تطرقون فيها باب السماء.
دعوا عنكم في هذه الجمعة كل هتاف
وكل نشيد إلا هتافاً ونشيداً
تدعون به الله وتستعينون فيه
بالله، اطرقوا الباب وألحّوا
بالطرق، فلعلكم توافقون ساعة
إجابة، ثم اصنعوا ذلك في
الأسابيع الآتيات، فإني لأرجو
أن يتنزّل النصر قريباً إن
ألححتم بالدعاء وثابرتم على
الطاعات وتمسكتم بالتوبة
والاستغفار، فإنه ما طُرق باب
السماء بمثل هذا الصدق وبكل ذلك
الإلحاح إلاّ أوشك أن يُفتَح
للطارقين بابُ السماء. ======================= في
ذكرى الحرب "شعب يأبى النسيان"
محمد
فايز الافرنجي حرب
ضروس استخدم بها الاحتلال
الغاشم كل ألوان الموت ضد شعب
أعزل إلا من الكرامة؛ ومن إرادة
فاقت قوتها وصلابتها فولاذ
دباباته وحمم قذائفها , شعب
أراد العيش حراً أبيا، ورفض أن
يخنع ويرفع راية بيضاء أمام
جحافل جيش بربري لم يترك الأرض
ولا السماء ولا البحر إلا وأرسل
من خلالها كل ما يمتلك من سلاح
قاتل بشع، حتى تلك الأسلحة التي
تم تصنيعها وتطويرها ولم تجرب
بعد ضد البشر. ذكرى
أليمة تطل علينا لا تنسى مع مرور
الزمن، ستبقى حاضرة في أذهان
الشعب الفلسطيني عامة وفي ذهن
أهالي غزة خاصة، لأنهم
هم من عايشوا هذه المجزرة
الوحشية بكل ما فيها على مدار
اثنين وعشرون يوما كانت كأنها
الدهر كله. أفرغ
جيش الاحتلال معظم مخزونه من
السلاح الفتاك ضد الإنسان
الفلسطيني، ولم يترك له حجراً أو
شجراً إلا ودمره تدميرا, جاوز
عدد الشهداء الألف وخمس مائة
شهيد، وآلاف الجرحى والمعاقين،
وعاث في الأرض فساداً وتنكيلاً,
لم يترك مسجداً ولا بيت ولا مشفى
إلا وجعل أسفله أعلاه؛ حقداً
وسواد قلب يزيد في صفحات تاريخه
الإجرامي، جريمة إنسانية يندى
لها جبين كل من عايشها وكل من
يدعي الإنسانية والعدل ويسعى
إلى تطبيقه على الأرض. شهداء
من الأطفال لم يعرفوا سببا
لقتلهم بل لتمزيق أشلائهم
وتناثرها تحت الركام، شيوخ
ونساء تقتل بدم بارد، حتى إن
عائلات أبيدت بجبروت جيش إرهابي
تقوده عصابات إجرامية؛ تلقى
الدعم من دول تدعي الديمقراطية
وتنشر في أرجاء الكون سياسة
تسميها عدل ومحاربة الإرهاب؛ ضد
من أراد التحرر من محتل هو من
يستخدم الإرهاب بكافة أشكاله
ليبني دولته على أنقاض تاريخ
شعب عريق تضرب جذوره في الأرض
عميقا كالجبال الرواسي، لن
يستطيع هذا المحتل ومعه كل من
يسانده من قوى الشر أن ينتزعه من
أرضه أو يمحو تاريخه. هي
الحرب على غزة" الرصاص
المصبوب" حسب التسمية التي
أطلقها المحتل البربري، و"
الفرقان" حسب ما سمتها رجالات
المقاومة التي تصدت لهذا المحتل
فزلزلت أركانه وأجبرته برغم كل
ما يملك من قوة وآلة حرب أن يعود
محملاً بعار الفشل والهزيمة
التي لم يحقق هدفاً واحداً
معلناً كان أم خفيا. شعب
يأبى نسيان ذكرى حرب شاب خلالها
الولدان لهول ما رئته عيونهم من
دماء تنهمر، وأشلاء تتطاير،
وبنيان يهدم، وحرق أرض كانت
دوماً للعزة والصمود رمزاً،
وستبقى كذلك رغم انف المحتل
الإرهابي، ورغم
أنف المتخاذلين وأنصاف الرجال
من امتنا العربية والإسلامية،
التي وقفت موقف المتفرج، إن لم
يكن المساند إلا الذين لديهم
نخوة من عروبة وإسلام وهم أقلاء.
إرهاب
دولة قامت بقرار أممي، ساندها
في إنشاء مؤسساتها على أنقاض أرض
شعب له من التاريخ والحضارة ما
تشهد لها الأزمان منذ القدم،
ودائما كانت أرضاً للسلام،
ومهداً للأنبياء من كافة
الديانات السماوية التي
احتضنتها هذه الأرض وانتشرت من
خلالها إلى أرجاء الكون, أرض
كانت بوابة للسماء ترسخ الحب
والسلام بها، وحفظت حقوق كل
البشر الذين قطنوا فيها وإن
كانوا من غير أهلها, هي فلسطين
أرض الشام المباركة. أعانت
كثيرمن دول العالم الحاقد هذا
الاحتلال على أن تكون له دولة
وأن يكون أهلها عبيداً لهم،
يطردون ويقتلون ويسجنون, أهل
فلسطين العزل من كل سلاح رفضوا
الذل والمهانة، وعاهدوا فلسطين
أن يكونوا لها وقوداً ينير درب
حريتها ويزيل رجس محتل غاشم ,
استمرأ القتل والإجرام
والإرهاب لكي يرفع علم دولته
المزعومة فوق القدس قلب فلسطين
النابض؛ بل قلب الأمة العربية
والإسلامية. حرب
غزة مرحلة من التاريخ؛ لن
ينساها ولن يغفرها لهؤلاء
الإرهابيين، بل لكل من ساندهم
وعاونهم ولو وقف صامتاً، فهو
شريك معهم في هذه الدماء التي
سالت مدراراً، وهذه الأشلاء
التي دائما ستلعنهم عبر
التاريخ، لتكون وصمة عار على
جبينهم تلاحقهم أينما كانوا. تغيرت
معالم غزة، واختفت مناطق منها،
وكانت كأنها لم تكن بفعل آلة
الحرب الهوجاء . معاقين
فقدوا أطرافهم، فقدوا عيونهم،
يسيرون في أحياء غزة لتبقى
إصاباتهم وأطرافهم
المقطعة شاهداً على جرائم هذا
المحتل ما بقوا أحياء. مآذن
مساجد تهاوت، وبيوت
أصبحت كومة حجارة تمر عليها
كأنها الأطلال، ولازالت شاهدا
على هذا المحتل وإرهابه، ويوم
أن تعود كما كانت؛ سيبقى العقل
يستحضر هذه الحرب بكل ما فيها من
آلم وحسرة على من فقدناهم من
أطفالنا وأبنائنا نسائنا
وشيوخنا . ستبقى
حرب "الفرقان" علامة فارقة
في تاريخ فلسطين وفي تاريخ غزة،
التي طالما عرفها التاريخ أنها
دائما كانت وستبقى مقبرة
للغزاة، على الرغم
من أنها تلك المدينة والبقعة
الصغيرة من أرض فلسطين
المباركة، التي لم يكن لها
يوماً جيشاً نظامياً يدافع عنها
ضد أطماع الإرهابيين على مر
العصور، وما دولة الاحتلال إلا
جيش إرهاب مارق سيزول كما زال من
سبقه، وفاقه قوة، وستبقى غزة
صامدة وقاهرة لكل إرهابي وسيبقى
رجالها، مقاومتها، أبطالها،
أطفالها، نساءها، وشيوخها
سلاحاً ماضياً لن تقوى عليه
عصابات الإرهاب، وإن تمترست خلف
أعتى الأسلحة وأقواها، فلن تكون
يوماً بقوة وصلابة هذا الشعب
الفلسطيني، الذي سيبقى حامياً
وحارساً للأمة العربية
والإسلامية ضد أطماع الإرهاب
الإسرائيلي، حتى وإن تخلى
الجميع عنه . غزة
اليوم تعود إلى حياتها، إلى
حريتها، تضغط على جراحها وتمضي
سائرة إلى مسح آثار الإرهاب
الذي خلفه الاحتلال الإسرائيلي
من العدم. أعادت
بناء نفسها من رغم حصار غاشم لا
يقل عن الحرب التي شنت عليها،
تعاهد غزة شعبها ومقاوميها
لتبقى واقفة بصمود وشموخ وعزة،
تقول للمحتل أنت هزمت على أبواب
غزة، وتحطم جبروتك وانهار فوق
أرضها، لأن لغزة ربا يحميها,
ورجال يفدونها بأرواحهم
ودمائهم، ولن يبخلوا عليها
بأبنائهم وفلذات أكبادهم،
ودوماً ستكون أيها المحتل
مقهوراً مدحوراً كلما سولت لك
نفسك الشريرة الإرهابية أن
تعبث بغزة أرض النصر والعزة. =========================== فاتح
الشيخ (كاتب
سوري مقيم في ألمانيا) إن من
يستقرى التاريخ السياسي
العالمي سيجد أن قدرة الشعوب
على التغيير السياسي وإسقاط
أنظمة الاستبداد المتقادمة
ترتبط بعاملين اثنين : العامل
الموضوعي / المتعين بوصول
الاجتماع السياسي في البلد حد
الانسداد التام وانقطاع
التواصل ، والجدل النازل أو
الصاعد بين النظام السياسي
والقاعدة الشعبية . العامل
الذاتي / المتمثل بإدراك وشعور
أفراد الشعب أنهم مصدر القوة
والتأثير ، من حيث قدرتهم على
إبقاء النظام السياسي أو إسقاطه
مجسداً بشعار (الشعب يريد ....
الشعب قرر ....). ومن
هنا كان الانسداد السياسي
للحالة الوطنية هو ما دفع الشعب
السوري للثورة والعمل على كسر
المسار السياسي برمته ، وضرورة
إيجاد مسار سياسي جديد يحقق
الانفراج في الحالة الوطنية ،
ويفتح طريق المستقبل أمام تقدم
الأوطان ، من خلال إسقاط النظام
الاستبدادي السوري ، وبناء نظام
سياسي ديمقراطي تعددي ،تمهيداً
لبناء الدولة الوطنية
الديمقراطية المدنية ( لا دينية
ولا عسكرية ولا بروليتارية). ومن
الطبيعي أن يكون لكل ثورة شعبية
خصائصها المميزة ، ممثلة
بفئاتها وأدواتها وعمق تغييرها
وغاياتها وتوقيتها وطول فترتها
الزمنية ، والتي تختلف من تجربة
ثورية لأخرى ، ومن مرحلة لأخرى . وعليه
نرى أن الخصائص الأساسية التي
تميز الثورة الديمقراطية
السورية التي فجرها شعبنا
العظيم في 15/3/2011 هي : •
النفس الطويل للثورة من حيث
طول مدتها الزمنية التي قاربت
العشرة أشهر ، والتضحيات الجسام
التي قدمها الشعب السوري
الثائر، وفشل النظام في إخمادها
. •
استمرار مدنية وسلمية
الثورة ، ورفض العسكرة ،
والاحتراب الأهلي والإصرار
الشعبي على استخدام القوة
الناعمة المتوجة بالعصيان
المدني السلمي ،رغم استخدام
النظام لفائض القوة ضد أفراد
الشعب الأعزل . •
اعتماد الشعب على قواه
الوطنية – الذاتية – في الثورة
باعتبارها قوام الثورة وأساسها
، وجميع القوى العربية
والإقليمية والدولية هي عوامل
تابعة وثانوية بل ومترددة خوفاً
على مصالحها أو مصالح حلفائها
في المنطقة. •
عدم تمكن أي طرف داخلي أو
خارجي من اختراق الثورة ، وركوب
موجتها وتحريفها عن مسارها
المدني – السلمي – حتى الآن . •
تطور أهداف الثورة من
المطالبة بإصلاح النظام كمرحلة
أولى ، إلى المطالبة بفترة
انتقالية على قاعدة رحيله
كمرحلة ثانية ، إلى المطالبة
بإسقاطه من خلال تبني
استراتيجية العصيان المدني
كمرحلة ثالثة . •
الشباب هم المحرك الرئيسي
للثورة ، والمكونين من الطلاب ،
وخريجي الجامعات ، والعاطلين عن
العمل منهم . •
توظيف الشباب لوسائل
الاتصالات الحديثة ، واستعمال
مواقع التواصل الاجتماعي (التويتر
– الفيسبوك) بروح إبداعية عالية
، من أجل الحوار والتعبئة
الشعبية ، وحشد المظاهرات ،
وتحديد أماكن انطلاقها ، وتحديد
شعاراتها . •
الثوريون الجُدُد من الشباب
الاحتجاجي لا يعيرون أدني
اهتمام للأيديولوجيا (والتي هي
مجموعة الأفكار والنظريات
والقيم الكلية التي يحملها كل
تيار أيديولوجي ولا يتخلى عن أي
جزء منها - كاملة وغير منقوصة -
وكأنها نصوصاً منزلة تؤخذ كلها
أو ترفض كلها )حيث أن شعارات
الشباب تطغى عليها الصفة
الملموسة و البراغماتية –
العملية – فهم قوميون
وإسلاميون ويساريون ، لكنهم لا
ينادون بالأيديولوجيات القومية
والإسلامية واليسارية في
المرحلة الحالية على الأقل ،
وعند محاولة البعض الانتصار
لتيار أيديولوجي أو فصيل سياسي
ضد أيديولوجية أوفصيل آخر ، لا
يمكننا اعتبار ذلك إلا عملاً
تخريبياً ولؤماً سياسياً
حاقداً يتوجب التحجيم والإدانة
، حيث أننا نعيش مرحلة ثورية بكل
معنى الكلمة ، ونعتبر الحقد
مُوجهاً سيئاً للسياسة ،وجميع
من يُثيرون المعارك
الأيديولوجية في المرحلة
الحالية هم من يشعرون بصغر
حجمهم أمام المد الثوري الشعبي
الجارف ، ويريدون إثبات وجودهم
، وتذكير الآخرين بماضيهم
النضالي غير الديمقراطي
والمنسي، حيث أن توقف عقلهم عن
فهم ما يجري خلال هذه المرحلة
يدفعهم إلى استذكار الماضي
وأحقاده ، (عندما يتوقف العقل
تعمل الذاكرة). •
إن ثورة الشعب السوري هي
ثورة غير إيديولوجية ، حيث لا
يستطيع أي تيار فكري أيديولوجي
الادعاء أنه صانع الثورة
ومفجرها ، كونها أتت نتيجة
لمساهمة الفاعلين اللا منتمين (
بداية ) ، والإسلاميين
واليساريين والقوميين
والليبراليين ( لاحقاً ). •
الثورة لم تفجرها البرامج
الحزبية المتصحرة
وأيديولوجياتها الفكرية
الهامدة والمطالب الخارجية
وآلتها الدعائية الكاذبة ،
وإنما فجرتها المطالب الشعبية
الداخلية ، التي هي وليدة
الأزمات السياسية والاقتصادية
والاجتماعية العيانية
والملموسة التي يعيشها الشعب ،
وبناءً عليه كان انفجار الثورة
السورية خياراً عملياً وليس
خياراً أيديولوجياً مختزناً في
صحائف الكهان. •
انبثاق طريق الشعب باعتباره
الطريق الثالث ، وسقوط الثنائية
الفاسدة للنظام السوري ، المدعي
أن سقوطه لا يعني سوى استيلاء
الإسلاميين على الحكم !!! وتركيز
خطابه الإعلامي المتهافت على
الفزّاعة الإسلامية !!! (إما
النظام القائم !!...وإما الإسلام
السياسي !! )، وكأن البلد مقتصراً
عليهما فقط ولا توجد فيه أديان
وأعراق وطوائف ومذاهب وتيارات
وقوى سياسية متعددة ومتباينة في
طوله وعرضه. •
إن دور الإسلاميين في
الثورة لم يكن دوراً وحيداً أو
محورياً (كما يدعي النظام) بل
كان دوراً من ضمن الأدوار
اللاحقة ، باعتباره أحد أضلاع
المربع الوطني (اليساري –
القومي – الإسلامي – الليبرالي
) ، حيث أن الإسلاميين أنفسهم
يقرون بذلك ، سواء فيما يتعلق
بالمرحلة الثورية الحالية ، أو
فيما يتعلق بالمراحل
الديمقراطية السابقة التي
عاشتها سورية ، خلال فترة
الأربعينات والخمسينيات وأوائل
الستينيات من القرن الماضي ،
فقد كانوا تياراً من ضمن
التيارات ، وقوة من بين القوى
ولوناً من بين الألوان . •
إن ثورة الشعب السوري كانت
المفاجأة التي أربكت المعارضات
السياسية التقليدية داخل القطر
وخارجه ، حيث أن الجماهير
المنتفضة قد سبقت قادة هذه
المعارضات حدساً وحراكاً
ومطلباً ونفساً وتضحية ، وهي
القيادات التي ركضت وراء
المحتجين لمعرفة ما يجري وتفسير
معناه ، قبل أن تلتحق بالشارع
الاحتجاجي ، بل إن الجماهير
الغاضبة هي من دفعت بقيادات
المعارضة إلى واجهة الأحداث
ووسائل الإعلام ، وهم العاجزون
حتى الآن عن بناء كتلة وطنية
ديمقراطية كبرى بين جميع
التيارات والقوى والمكونات
المجتمعية (1) ، أو الجرأة في
إبداء أية ملاحظات حول فعاليات
الشارع الاحتجاجي. •
ما زال أنصار الثورة
الوطنية الديمقراطية يناشدون
حماة الديار ، أن انضموا إلينا
لنعمل سويةً على إسقاط النظام
الفاجر ، وبناء نظام سياسي
ديمقراطي يضمن للمواطن حريته
وكرامته . •
بقاء المؤسسة الدينية
الرسمية تحت هيمنة السلطة ،
وجهازاً من أجهزتها
الأيديولوجية ، والتي تستثمر
الدين ممثلاً بوعاظ السلاطين
لتبرير وجودها وقمعها في الوقت
الذي تدعي فيه ضرورة الفصل ما
بين الدين والسياسة!! •
يبدو أن الثورة السورية ما
زالت حتى الآن ثورة الطلاب
والمهمشين والفقراء من العمال
والفلاحين والعاطلين عن العمل
وذوي الدخل المحدود ، والحرفيين
وأصحاب المتاجر الصغيرة ،
والفئات الدنيا من الطبقة
الوسطى من مهندسين وأساتذة
ومحاميين وأطباء ، وما زالت
الثورة تكسب المزيد من الفئات
الاجتماعية وتتوسع أفقياً
وعمودياً ، مع تردد البرجوازية
السورية التقليدية في الانضمام
للثورة ، وتحديداً في كل من دمشق
وحلب ، واستمرار تحالف
البرجوازية الطفيلية
والبيروقراطية والكمبرادورية
مع النظام (تزاوج السلطة
والثروة) •
ضعف مشاركة الأقليات
الدينية والعرقية والطائفية
بكتلها الأساسية في خوض المعركة
الديمقراطية مع النظام القائم ،
رغم أن الاستبداد يقمع جميع
مكونات المجتمع ويهمشهم ، حيث
أن النظام ما زال يدعي انه
نظاماً علمانياً !!! وحامي
الأقليات(2) !!! ، وهذا ما يتطلب من
المعارضات السورية التي تتصدر
المشهد السياسي الحالي دراسة
أسباب ضعف المشاركة ، ووضع
البرامج المحددة الكفيلة بدفع
المشاركة إلى حدها الأقصى ،
ونعتقد أن مرد ضعف المشاركة
يعود إلى تأخر المعارضات في
إنجاز كتلة وطنية كبرى على
قاعدة الديمقراطية من جهة ،
وإخافة النظام للأقليات
بالفزاعة الإسلامية من جهة أخرى
، وهو ما يتطلب من الإسلاميين
العمل على تبديد هذه المخاوف
وإظهار قيمة التسامح الوطني بين
المكونات المجتمعية المتعددة
للماضي والحاضر والمستقبل
كشرطً لابد منه للعملية
الديمقراطية. •
استمرار التردد والضعف في
المواقف العربية والإقليمية
والدولية تجاه ما يجري في سورية
من أعمال قتل وقمع وتدمير ،
ويبدو أن المطالبة بتحسين سلوك
النظام السوري مازالت تفوق
المطالبة بإسقاطه حتى الآن !!! •
وتبقى الثورة العارمة للريف
من أهم خصائص الثورة السورية ،
وهي المفاجأة الكبرى للنظام ،
الذي دأب على إثارة الفرقة بين
الريف والمدينة ، والمدعي
الدفاع عن حقوق الفلاحين
ومكتسباتهم السابقة ، ولكن
الواقع أثبت أن معاناة أهل
الأرياف لا تقل عن معاناة أهل
المدن بل قد تكون أكثر شدة ،
ولعل ثورة الريف السوري البطل
تحتاج الكثير من الدراسة والبحث
لمعرفة أسباب انتصار الفلاحين
للديمقراطية والنظر للأفق
البعيد ، عوضاً عن النظر تحت
أقدامهم والالتفات إلى المطالب
الفئوية الضيقة ، وهي الفرادة
التي ستكتب للفلاح السوري بأحرف
من نور . وتبقى
إرادة الشعب أقوى من تشاؤم
العقل _____________ -
للمزيد مراجعة بحثنا المعنون /
نداء من أجل كتلة وطنية على
قاعدة الديمقراطية (فاتح الشيخ -
جوجل ) 2 -
لدحض الادعاء أعلاه يرجى مراجعة
مقالنا المعنون : هل النظام
السوري حامي الأقليات أو حامي
العصبيات ؟! (فاتح الشيخ - جوجل) ================== الوجه
الآخر للأزمة السورية..."صراع
الأصوليات" عريب
الرنتاوي ثمة
طبقات متراكبة للصراع في سوريا
وعليها...فهو من جهة أولى، صراع
بين قوى الإصلاح والحرية
والديمقراطية وخصومها...وهو من
جهة ثانية، "تسوية حساب"
بين معسكري "الاعتدال" و"الممانعة"...وهو
صراع على النفوذ الإقليمي
والدولي في المشرق والخليج
الأعلى من جهة ثالثة...وهو "صراع
أصوليات" لا تخطئه العين من
جهة رابعة، سنخصص له مقالة
اليوم. لم يعد
لبنان وحده، ساحة الاختبار
الحقيقي للصراع على تخوم "الفالق
الزلزالي" السنّي الشيعي،
فقد أصبح العراق ساحة ثانية،
أشد احتداماً، لهذا الصراع
وتجلياته....وامتد الأمر ليشمل
بأشكال مختلفة، ولأسباب
مختلفة، ساحات عربية وإقليمية
أخرى عديدة. لم
يُخفِ فريقا الانقسام اللبناني
إنحيازهما المطلق للنظام أو
المعارضة السوريين...فريق 14 آذار
يسبق المعارضة السورية في
أطروحاتها، حتى أن الرئيس سعد
الحريري يرهن عودته لبيروت
بسقوط الأسد في دمشق، ويتهم
النظام بالمسؤولية عن
التفجيرين قبل أن يفعل المجلس
الوطني السوري وجماعة الإخوان
المسلمين ذلك، وتتحول بعض مناطق
شمال لبنان وشرقه، إلى ملاذات
آمنة لتهريب الرجال والسلاح،
وإيواء مقاتلي الجيش السوري
الحر (المنشق)....فيما فريق 8
آذار، يتولى دور الوكيل السياسي
والإعلامي والأمني للنظام
السوري، يتبنى مفرداته وخطابه،
ويجييش أنصاره لدعمه، ويضع
الخطط – ربما – لقلب الطاولة
على الرؤوس، إذا ما ازفت لحظة
السقوط الكبير في دمشق...باختصار،
فإن لبنان يتحول إلى ما يشبه "حمص
ثانية"، حيث تنخرط الفسيفساء
الديموغرافية السورية /
المشرقية، في صراع ضارٍ، ينذر
بأكل الأخضر واليابس. في
العراق، جاءت ارتدادات الزلزال
عنيفة للغاية، ومن سوء طالع
العراقيين، أن انفجار الأزمة
السورية، تزامن مع إتمام انسحاب
القوات الأمريكية من العراق...الكتل
الشيعية الرئيسة التي ناصب
معظمها، النظام السوري أشد
العداء، حتى أنها اتهمته
بتفجيرات بغداد 2009 وطالبت
بتحويل قادة النظام إلى محكمة
الجنايات الدولية، تصطف اليوم
خلف النظام السوري، وتنظر
للمشهد السوري من عدسة إقليمية
أوسع، ترى في سوريا حلقة في
الصراع لإسقاط "الهلال
الشيعي"، لهذا نراها تنبري
لتقديم كل عون مالي واقتصادي
ونفطي وتجاري وسياحي متاح
للنظام...بل ويعتبر بعضها سقوطه
"خطاً أحمر"...وهي مستعدة
للذهاب حتى آخر أشواط المعركة. في
المقابل، نقلت القائمة
العراقية، الممثل الرئيس للعرب
السنة في العراق، بندقيتها من
كتف إلى كتف...إياد علّاوي كان
صديقاً لنظام الأسد، ومرشحه
لرئاسة الحكومة بدلاً عن نوري
المالكي، وصالح المطلق لم
أشاهده شخصياً إلا في "شيراتون
دمشق"، والبعثيون المحسوبين
عليها اتخذوا من دمشق مقراً لهم...لكن
الصورة اختلفت تماماً هذه
الأيام...القائمة تحتفظ بأوثق
الرابط مع المعارضة السورية،
وهي تتبنى أطروحاتها، وتدعو
لتغيير النظام...وهذا ما شهدنا
انعكاسا وخيماً له في العلاقة
بين قطبي العملية السياسية في
العراق، القائمة والتحالف، من
دون أن نقلل بالطبع من الأسباب
الأخرى للخلاف بين الفريقين. الإسلام
السني، الليبرالي التركي، قاد
مسيرة التقارب مع سوريا، وانفتح
عليها...لكن سياقات الأزمة
السورية باعدته عن نظام الأسد،
وجعلت من "العدالة والتنمية"
رأس حربة في الجهود الإقليمية
والدولية الرامية لإسقاط
النظام في سوريا، فيما علمانيو
تركيا وقوميّوها، الذين تضرروا
كثيراً من موجة الإسلام السياسي
الصاعد في بلادهم، والذين طالما
ناصبوا النظام السوري أشد
العداء، يتقربون من دمشق اليوم،
ويقودون المعارضة ضد حكومتهم،
بل ويتهمون أنقرة بأنها تقود
تركيا لحرب أمريكية بالوكالة،
ضد سوريا. الإسلام
السني، غير الليبرالي، الذي رفع
رايات المقاومة والممانعة، في
عمان والقاهرة وغيرهما، لم نعد
نعثر في أدبياته على أي أثر لهذا
المفردات...لم يعد التدخل الدولي
استعماراً و"الناتو" بات
مشروع حليف، ولم لا طالما أن
الهدف الأول والأخير هو إسقاط
النظام وإحلال "الإخوان"
محله، حتى وإن تم ذلك على ظهر
دبابة أمريكية، رغم أنها
الدبابة ذاتها، التي أقاموا
الدنيا ولم يقعدوها ضدها عندما
تحركت صوب بغداد، علماً بأن "إخواناً"
لهم كانوا على متنها تلك الأيام....وحدهم
إخوان فلسطين (حماس) لم يفقدوا
بوصلتهم، وحفظوا توازن خطابهم
واتزانه حيال الأزمة السورية،
ولم يتدحرجوا إلى قعر الفالق
المذهبي. هو
الإنقسام المذهبي على امتداد
خطوط العرض والطول في الإقليم
برمته، وقد جرف إلى صفوف تيارات
وحركات من خارجه، فاليساريون
والقوميون، معظمهم على الأقل،
اصطفوا خلف النظام السوري، تارة
تحت مسمى الممانعة وأخرى نكاية
بالإسلام السياسي الصاعد في
دولهم، والليبراليون الذين
ناصبوا الإسلاميين أشد العداء،
يصطفون اليوم معهم في الخندق
ذاته، تارة تحت مبرر الاعتدال،
وأخرى تحت تأثيرات المشهد
الدولي الضاغط، وللبحث صلة. ====================== رشا
العدنان في
التاسع عشر من هذا الشهر, وقبل
عملية التفجير التي شهدتها دمشق
بخمسة أيام,قال وليد المعلم
وزير الخارجية السوري في أخر
مؤتمر صحفي له(أي عمل إرهابي
مسلح أمام المراقبين الدوليين
لن يكون إحراج لنا بل سوف يزيد
من مصداقيتنا بوجود العصابات
المسلحة) و رافق تصريحاته
تصريحات أخرى على الإعلام
السوري حيث نشر خبر مفاده دخول
عناصر من القاعدة من لبنان,و
يترافق كل هذا مع ما قاله الأسد
أمام زواره من اللبنانيين في 9
أوكتوبر «بأن المرحلة المقبلة
قد تشهد اغتيالات وسيارات مفخخة» وبانفجار
السيارتين المفخختين في
العاصمة السورية يوم الجمعة صحت
تلميحات الأسد، وسط مصادفة
لافتة تمثلت في تزامن هذا الحدث
الذي توقعه النظام،غداة وصول
طلائع المراقبين . وبدل
متابعة القمع الوحشي للمظاهرات
التي خرجت في الرستن أو جبل
الزاوية أو حمص المنكوبة أو
درعا أو في الميدان بدمشق ,يفتتح
وفد مراقبي الجامعة العربية
مهماته بزيارة مواقع التفجيرات
, ألم يكن على المراقبين الذهاب
فورا إلى بابا عمرو المحاصرة في
حمص لمعاينة الوضع على الأرض و
لمنع حدوث مجزرة فيها . تفجيري
دمشق وقعا في شارعين لا يبعدان
عن ساحة الأمويين حيث قرر
المتظاهرون أن يصلوا هناك ,
الانفجار الأول وقع في مجمع
أمني كبير و يعد الوصول إلى هناك
بسيارة مفخخة أمر أشبه
بالمستحيل و كسوريين نعلم تماما
بأننا عندما نجبر على المرور من
أمامه ندير رؤسنا و نقود
السيارات مسرعين لأن أي حركة
عادية سيكون الرد عليها مرعب من
قبل من في, أما التفجير الثاني
فوقع أيضا في منطقة أمنية يشتد
فيها الحذر حتى من الهواء لذلك
فإن ما حدث اليوم أشبه بما حدث
في الثمانينات من تفجيرات قام
بها النظام نفسه و طالت مراكز
أمنية و عسكرية و مدنية . قد
يستغرب البعض من فكرة اتهام
النظام بقيامه بهذا العمل
الإرهابي لكن هذا يبدو طبيعيا
لمن عاشر هذا النظام الذي اعتاد
على قتل شركائه و عملائه و
معارضيه و مؤيديه و يمسح خارطة
العالم ليستمر هو . و رغم
التاريخ الأسود لنظام الأسد في
التفجيرات و الإغتيالات و القتل
و السفك إلا أنه و في قضية
التفجيرات هذه ثمة ثغرات كبيرة
تدعم فكرة ضرب النظام لنفسه
فالإعلام السوري الذي اعتاد على
التعتيم الأمني الكامل المحكم
حول أي خبر مهما صغر أو كبر قام
بالنقل المباشر لصور أشلاء
الضحايا والخراب بشكل مغاير لما
اعتدناه منه و حين تم بث الصور
ظهر احتراق الطابق الاخير من
مبنى فرع المنطقة وليست الطوابق
الاولى رغم أن الحادث كان نتيجة
انفجار سيارة مفخخة . كما
أعلن التلفزيون السوري و بعد
عشرة دقائق من التفجير أن
القاعدة هي التي قامت بهذه
الجريمة، فكيف تم التعرف على
الجهة المنفذة للانفجار قبل
إجراء اي تحقيق. و بذات
السرعة أعلن التلفزيون السوري
خلال الربع الساعة التي تلت
الانفجار أن الأمن قبض على أحد
المتورطين في هذه التفجيرات فإن
كان التفجير انتحارياً كما اعلن
إعلام النظام فكيف تم القبض على
أحد المتورطين الذي و حتما تحول
إلى أشلاء وإن كان من تم إلقاء
القبض عليه هو من شركاء
المجرمين فهل من المعقول أن
يبقى متواجداً في المنطقة
المحيطة بساحة الجريمة منتظراً
إلقاء القبض عليه. و
بسؤال سريع لخبراء بمواد
التفجير,و بحسب الضغط و الصوت
الناتج من جراء الأنفجار قُدرت
كمية المتفجرات المستخدمة بما
تتجاوز 600 كغ من المواد
البلاستيكية TNT وبحسب
كمية المتفجرات المستخدمة يجب
أن تتشكل حفرة بعمق يصل بين
المتر و المتران و بطول يترواح
بحسب المكان لحوالي 8 إلى 10
أمتار و عرض من 5 إلى 6 أمتار لكن
الحفرة اللتي عرضها التلفزيون
السوري لا تتجاوز عمق 80 سم و طول
3 أمتار مما يدل على أن كمية
المتفجرات المستخدمة في
التفجير أصغر بكثير من الكمية
المطلوبة لأصدار هكذا صوت و ضغط
... مما يثير الشكوك في أن جزء من
الأنفجار هو عبارة عن قنبلة
صوتية أستخدمت للتمويه ,كما أن
الشخص الأنتحاري يفجر نفسه
لوحده حيث لم نرى و لم نسمع أن
سيارة مفخخة تحوي 3 أنتحاريين
بنفس الوقت و ليس من المعقول أن
تنفجر سيارة مفخخة و تبقى جثة
منفذ العملية سليمة لأن الضغط
الناتج عن الأنفجار سيحول الجثة
إلى أشلاء لكن التلفزيون السوري
عرض السيارة و بداخلها ثلاث جثث
عليها أثار حروق بالغة متفحمة و
هذا الأمر غير منطقي بعملية
تفجير. ثم نصل
إلى الشهداء و كما زعم إعلام
النظام فهنالك 70 شهيد مدني ..من
أين أتو و لماذا يقف 70 مدني على
باب أمن الدولة في يوم العطلة و
هل هم معتقلون ضحى بهم النظام
ليبقى و يبقى ...ألم يخجل إعلامهم
من قول أن هناك جثة لطفل ذاهب
إلى المدرسة و قد حدث التفجير في
العاشرة و النصف صباحا من يوم
الجمعة . ويبقى
تشييع الشهداء السريع هو الفصل
الأخير في هذه المسرحية البشعة
ففي أكثر البلاد تطورا يستغرق
التعرف على جثث الضحايا أياما
فكيف تعرف نظام الأسد على هؤلاء
الشهداء ؟ وجثث من ستشيع ؟ أين
قائمة الأسماء ؟ أين تقرير فحص
الجثث ؟ على من ستبكي الأمهات
المفجوعات ؟ و ماذا سنقول
لأمهات المُغيبين ؟ ما حصل
في دمشق هو عمل إرهابي بفعل
النظام وحده والكل يعرف ألاعيب
النظام و بأنه يضرب نفسه ليبقى
إلى الأبد ,فالنظام يخشى من كشف
حقيقة مايجري في سوريا من
عمليات إبادة وإذا كانت لجنة
المراقبة تريد العمل على حماية
المدنيين فلتطالب نظام الأسد
بعرض صور لهذه السيارات قبل أن
تنفجر حيث و كما الجميع يعلم
بوجود كاميرات مراقبة مزروعة
بكثافة في منطقتي التفجيرين و
التسجيل يتم على الأقراص الصلبة
الموجودة في أبنية لم تتضرر كما
على المراقبين أخذ صور بأنفسهم
لجثث الضحايا و عينات من
أجسادهم التي كان واضحا
انتفاخها نتيجة الموت في وقت
سابق ولون الدماء القانية دليل
أخر على أنها لم تتعرض لضغط أو
حرارة أي تفجير فكيف قتل هؤلاء
الشهداء و متى ؟؟؟ . الشعب
السوري بحاجة للحماية الفورية و
التي ينص عليها القانون الدولي
من قاعدة استلمت الحكم منذ أكثر
من أربعين عاما و إن وفد مراقبي
الجامعة العربية سيواجه الفشل ،
لان النظام لن يسهل مهمته، وقبل
ببروتوكوله لكسب الوقت لا أكثر,و
ترك السوريين وحيدين في مواجهة
القمع و التنكيل سوف يقضي على
مصداقية الجامعة العربية و
سيتحول بروتوكول الجامعة إلى
غطاء لإستمرار النظام بإجرامه
بدل أن يكون دوره بالوقوف جانب
شعب تراق دمائه بسكين شيطان. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |