ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
د.
أكرم حجازي شخصيا؛
فقد عشت حياة صاخبة منذ سنوات
طفولتي الأولى إلى أن صرت كهلا
في الخمسين من العمر .. خبرت دروب
الحياة والعمل السياسي
والعسكري والنقابي والجامعي
والإعلامي .. وقرأت آلاف الكتب
وعشرات آلاف المقالات
والدراسات في شتى العلوم
الإنسانية .. وحصدت من الشهادات
العلمية والخبرات ما حصدت ..
وشهدت، مراقبا ومشاركا، الكثير
من الحروب والمآسي والفواجع
والبطولات .. وعايشت صنوف القهر
والاستبداد والظلم والطغيان
والثورات .. وتابعت الانتفاضات
الفلسطينية بأدق تفاصيلها ..
وكذا أهم نوازل الأمة وقضاياها
الكبرى، وحتى القضايا
العالمية، صغيرها وكبيرها ..
ورصدت السياسات الدولية
والثورات العربية .. وكتبت فيها
بعض الكتب والمئات من المقالات
والدراسات .. لكننا
لم نجد حتى اللحظة تفسيرا قاطعا
لما يتمتع به الشعب السوري من
صلابة وشراسة وعناد يستعص على
كل وصف .. فهو يواجه وحشية نظام
غير مألوف .. ويتحدى منظومات
استبداد محلية وإقليمية ودولية
.. شعب اعتقل النظام أطفاله
ورجاله وشبابه ونساءه وشيوخه ..
وعذبوا وقتلوا.. وسُلخت أجسادهم
.. وشُوى الكثير منها .. وقُطّعت
أوصالهم .. واغتصبت فتياتهم
ونساءهم .. واقتُحمت بيوتهم ..
وهوجمت مدنهم وقراهم وأحياءهم
ومساجدهم عشرات المرات .. شعب
يتآمر عليه العرب والعجم ..
واليهود والصليبيون .. والكفرة
والمشركون .. والوثنيون
والملاحدة .. ويفقد يوميا، على
الأقل، خمسين ضحية .. لكنه يتمتع
بإصرار عجيب، على التضحية مهما
اختلفت صور القتل .. ويدرك أن
وقوع فرد منه بأيدي هؤلاء
المجرمين يعني تعذيبا همجيا ..
أو ضربا هستيريا .. أو قتلا شنيعا
.. أو اغتصابا فظيعا .. أو تقطيعا
مروعا .. أو شيّاً وتحريقا
مجنونا .. أو سلخا مرعبا .. أو ... شعب
يواجه يواجه نظاما طائفيا خبيثا
ملوث الفطرة .. لا يستحي أن يردد
عبارة واحدة طوال أربعين عاما «
لن نسمح لأحد بأن يجر سوريا إلى
معركة .. سوريا هي التي تحدد زمان
ومكان المعركة!!! » .. نظام لا
يضيره أن يرتكب جرائم وحشية
فاضحة لا تحتاج إلى دليل أو
تحليل أو تحقيق أو برهان !!! ..
نظام لا يهمه أن يُقنع أحدا بما
يعتقد لكن على الآخرين أن
يقتنعوا بما يؤمن ويريد، حتى لو
تعلق القول أو الفعل بقتل
الحمير!!! ولسنا ندري ما شأن
الحمير بالمؤامرة على بشار ..
نظام لم يجد ما يدافع به عن نفسه
إلا أفظع آيات الكذب المجلجل،
وأجلى آيات الشرك والكفر المبين
.. نظام من المفترض أنه يواجه
عداء شرسا من شعبه ومحيطه
والعالم بأسره، ومع ذلك يستخف،
بأفعاله وتصريحاته، بعقول كل
الناس، دون أن يأبه لعاقبة
الأمور .. نظام لم يجرؤ عالم نفس
أو سياسة أو اجتماع أو فلسفة أو
شرع أن يقدم تفسيرا لسلوكه .. فما
كان من الكثير إلا الذهول من
سلوك، بدا لهم، وكأنه غباء
مستحكم، يميز عقلية البعثيين، ..
أو غباء بيولوجي !!! أو غباء غبي
!!! أو غباء طائفي .. أو غباء سياسي
.. ولأنه ليس بغباء ولا بدهاء ..
فلا أحد يعلم ماذا يكون!!! ولا
أحد يعلم لأي نوع من البشر ينتمي
!!! ولا أي عقل يحتويه!!! في
الخمسين سنة الماضية من حياتنا
.. شهدنا مذبحة البوسنة والهرسك
والشيشان وأفغانستان وفلسطين
والعراق وغيرها .. لكننا ما
رأينا ولا قرأنا ولا سمعنا ولا
خبِرنا نظيرا لشعب افترسته عديد
المرات وحوش « بشرية» ضارية لا
تمت للسلوك الإنساني بصلة .. كما
هو حال أهل الشام!!! عجبنا
وسألنا واستشرنا وناقشنا
الكثير عن هذه الصلابة والعناد
.. وعن سر الغدر الفظيع الذي
يمارسه النظام .. وعن تمسكه
العجيب بأطروحات لا يستسيغها
أعمى أو مبصر .. ولا أخرس أو فصيح
.. ولا عاقل أو مجنون .. ولا أبله
أو فطين .. ولا أرعن أو حكيم .. ولا
برّ أو فاجر .. ولا رزين أو طائش
ولا ولا ولا ... أهوال
شعب لا يقوى أحد غيره على سماعها
أو مشاهدتها أو معايشتها أو
تلقيها .. شعب لن يلومه أحد لو
انزوي، كسيرا، أمام آلة قمع
غريبة وعجيبة ومميزة في دمويتها
ووحشيتها واستهتارها بالأرواح
.. لكنه بدلا من ذلك راح يقاوم
ويبدع في المقارعة .. ويسخر
وينكت ويهزأ بالنظام وجنوده .. !!!
فكيف يمكن لشعب وديع ومسالم أن
يقهر جلاده .. ويسخر منه ..
وُيسْعِد الأمة .. وهو يتلوى
ألما وظلما وقهرا !!!!؟ حتى أبهر
العدو قبل الصديق .. وأعجز
الناظر إليه .. وأخجل كل مراقب ..
وأرّق كل محلل .. وحيَّر كل دارس
... شعب،
صحيح الفطرة .. فَتَنَ كل الشعوب
.. وأثبت أن رجاله أسود ونساؤه
حقا إناث .. مثل هذا الشعب جدير
بأن تضع الأمة ثقتها فيه .. وتقف
أمامه بكل احترام وتقدير ..
لاسيما وأن عبئه عظيم .. وحمله
ثقيل .. وإصراره عجيب .. فتحية
لأهل الشام .. وتحية لأحفاد
الصحابة .. وتحية للأرض المباركة
.. وتحية لعقر دار الإسلام ..
وتحية لملاذ المؤمنين وأرض
الأبدال والملحمة الكبرى ..
وتحية لمدرسة الثورات في العالم
أجمع. ============================ كَمْ
ذا يكابدُ .. مؤمن ٌ, و يلاقي* "مَلْحمةٌ
شِعريَّة" شعر
: ضياء الجبالي
________________ *من
ديوان .. جنَّات الإسلام (مُعارضةٌ
شعريَّة لِقصيدةِ: كم ذا
يُكابدُ عاشقٌ ويلاقي.. لِشاعر
النيلِ الأستاذ / حافظ إبراهيم ,
يرحمهُ اللَّه) ========================== د.نصر
حسن في
شهرها العاشر تدخل ثورة الحرية
والكرامة طوراً جديداً غاية في
التعقيد والخطورة ومفتوحا على
احتمالات متعددة ، أطرافه
الأساسية أربعة ، أولها ثورة
بدأت واستمرت سلمية مفصحة ًعن
خيار مدني ديمقراطي حقيقي ،أصبح
من المستحيل تراجعها ، قدمت
آلاف الشهداء والمعتقلين
والمشردين، قوامها معظم الشعب
المضطهد المحروم ،الذي عانى من
نظام شمولي أمني من الطراز
الشاذ في بنيته ونهجه ووحشيته ،
ثورة تدفع ضريبة كبيرة لتحررها
من نظام أفرزته خدعة التوازنات
الداخلية والإقليمية والدولية
،التي تقع مصلحة الشعب السوري
في آخر اهتماماتها من جهة ، ومن
أخرى وجود سورية في معطى
جيوسياسي متعدد الثوابت
والمتغيرات والحسابات المرحلية
والإستراتيجية المتعلقة في
الاستقرار، وأخيراً بعد طول
مخاض بلورت الثورة واجهتها
السياسية في المجلس الوطني . وثانيها
،نظام أمني شمولي فائق الخصوصية
، مغلق بإحكام ، شديد المركزية،
متصلب لم يبد أي مرونة تذكر ، لا
يقبل أي شريك في السلطة أو
القرار ، سطى على الدولة
والمجتمع واحتكر عبر نهج منظم
من العنف كل موازين القوى
المادية بين يديه ( الجيش –
الأمن – السلطة - الثروة –
القرار ) ، ألغى دور الشعب
والمجتمع المدني والتعبيرات
السياسية، وحصر سورية في ثنائية
( إما أنا أو الخراب ) عبر دوائر
متعددة متداخلة من القمع والفشل
والفساد والسمسرة والخطاب
الغوغائي الممانع ، وأيضاً عبر
شبكة من التحالفات الإقليمية
والدولية وفرت له غطاء ًوديمومة
للبقاء، استغل دور سورية
التاريخي وموقعها الجيوسياسي
في خدمة بقائه في السلطة ، لعب
على توازنات المنطقة ، وأدخل
عليها الطرف الإيراني بشكله
المذهبي وكل حساباته
الإستراتيجية ومشروعه
الإمبراطوري في غياب أي مشروع
عربي ، مما زاد في تعقيد الصورة
في سورية والشرق العربي . وثالثها
،وضع عربي رسمي منهك هو
الآخر،يرتجف خوفاً على سلطاته
المريضة ، تعصف فيه رياح
الثورات العربية ، تطيحها
الواحدة تلو الأخرى ، حائر في
معظمه من نتائج دومينو التغيير
الديمقراطي الذي أطاح بثلاث
أنظمة عربية إلى الآن والبقية
تترنح على الدور ، وجامعة عربية
تتجاذبها بقايا النظام العربي
القديم ، مسلوبة الإرادة ،غير
قادرة على فعل شيء سوى الفرجة
على دماء السوريين وأشلائهم
وإعطاء النظام القاتل المهلة
تلو الأخرى، علَ الأمور تنتهي
بأهون الشرين! ،أي تمكن النظام
من حسم الأمور والقضاء على
الثورة !. ورابعها
، موقف دولي زكزاكي متردد مرتبك
هو الآخر ، تحكمه عوامل شتى ،
أولها حساب الربح والخسارة من
التدخل ومن التغيير الديمقراطي
في سورية ، وثانيها شكل مستقبل
سورية بعد التغيير, وثالثها أمن
المنطقة واستقرارها الإقليمي
الاستراتيجي ، ورابعها ،
صدقيتها ورصيدها الأخلاقي
ومسؤوليتها في دعم الحريات
والتنمية الديمقراطية واحترام
شرعة حقوق الإنسان في العالم
العربي . أطراف
أربعة مضافاً إليها مخفيات لعبة
الأمم تتفاعل اليوم ، وسورية
تحترق في دوامة عنف منفلت،
يتعمد النظام ممارسته بوقاحة
لإجبار الجميع على الرضوخ إلى
خياره الانتحاري الوحيد ( إما
أنا أو الخراب ) ، الخراب الذي
بشَر فيه بشار أسد أكثر من مرة ،
بما هو خراب عام متدحرج في كل
الاتجاهات ، خراب في دمشق أحد
مظاهرة الإستباقية فبركة
تفجيرين ((قاعديين)) استقبالاً
لوفد الجامعة ، خراب متعدد
المستويات في سورية ومحيطها ،
ليخلط الحابل بالنابل ويشل وفد
الجامعة ويجعله غير قادراً على
رؤية وحشيته ونتائج حربه على
الشعب الأعزل ، ليحصر الجامعة
في دائرته ويمنعها من أداء
دورها المتواضع الذي تأخرت فيه
شهور، سفك خلالها النظام مئات
أرواح السوريين ، خراب يعمل
النظام على أن يكون مدخلاً
للانهيار الكلي في سورية !. الخلاصة
، المشهد السوري في حالة
استعصاء دموي ،هل يسبق انفراجاً
ما ؟!، أم المضي في خيار النظام
المجنون ، خيار الانتحار ؟!، ثمة
جديداً دخل على المشهد وهو
المجلس الوطني بعد انعقاد
مؤتمره الأول في تونس ، نقول
جديداً لأن المجلس حاول في
مؤتمره أن يتجاوز حالة
الاستعصاء الخاصة فيه ، ورغم ما
تخلل مؤتمره من نواقص وقصور ،
لكنه حاول ترتيب أولوياته بما
يخص وحدة المعارضة وتثبيت
هيكليته وتوضيح خطابه السياسي
وتحديد برنامجه وآلية عمله ،
ودون الخوض في التفاصيل
التنظيمية والحوارات الساخنة
وهي كثيرة ، جاء البيان الختامي
متضمناً موقفاً واضحاً من أكثر
القضايا إشكالية التي تواجه
الثورة اليوم ، وهي اعتبار
المجلس ممثلاً للثورة وتبني
برنامجها وتفصيح مفهوم حماية
المدنيين بكل الطرق الممكنة
،وانفتاحه على كافة أطراف
المعارضة وترك بابه مفتوحاً لمن
يتبنى مواقف الثورة بصراحة ودون
مواربة . وحتى
يتمكن المجلس من القيام بدوره
في تمثيل الثورة ودعمها ،
وتقوية موازين قواها على الأرض
تمهيداً للخروج من حالة
الاستعصاء الدموية التي تعيشها
سورية ، يتوجب على المجلس العمل
على تقوية حوامله الداخلية
،والحيلولة دون إجهاض الثورة ،
ورفع كفاءة أدائه السياسي
،والعمل على تغيير شروط
المعادلة الداخلية ، وذلك
بالانتقال السريع إلى حالة
المبادرة وعدم السماح للنظام
إلى جر سورية إلى ساحته، بل
توسيع ساحة الثورة والحفاظ على
مبادئها وأهدافها في الحرية ،
والعمل على أن تكون ساحة عمل
المجلس الرئيسية هي الداخل
وإنضاج ظروف داخلية تجعل الخارج
يسرع في حسم موقفه المتردد من
النظام ،وذلك بتقوية الوحدة
الداخلية والتناغم في عمل
المعارضة والمحافظة على سلمية
الثورة عبر دعمها على كافة
الأصعدة ، وتقوية توازن العمل
الوطني وترتيب الأولويات
والعمل فيها على المستوى
الداخلي والخارجي . كلمة
أخيرة بخصوص سلمية الثورة، وما
يوصف بأنه اقتتال طائفي! الجميع
يعرف أن الثورة بدأت بمطالب
سياسية عادلة ومشروعة وهي
مستمرة كذلك في شهرها العاشر،
لكن النظام المجنون أصم أذنيه
عن سماع رأي الشعب وواجهها
مباشرة بالعنف المطلق، واستمرت
الثورة في خياراتها السلمية رغم
كل ذلك الكم المروع من العنف
والوحشية ، والعالم كله يتفرج
على عصابات همجية تقتل الأبرياء
وتذبح الأطفال وتغتصب النساء
،وتدمر المدن والقرى بدون رادع
وبدون مواقف موازية من العرب
والعالم ، والثورة أبدت قدرة
بطولية خارقة في امتصاص ذلك
العنف المنفلت حفاظاً على
سلميتها وتفوقها الأخلاقي ،
وعدم الانزلاق إلى ما يريده
النظام ، لكن على الجميع أن يدرك
أن صفة "سلمية " ليست أغنية
نرددها مع موسيقى الموت على
أشلاء السوريين الذين يتفنن
النظام المجرم في ذبحهم وتقطيع
أجسامهم وارتكاب المذابح ضد
مكونات معينة من الشعب السوري
لنشر الفتنة وإشعال الحريق
الداخلي ، بل إن سلمية الثورة
ببساطة شديدة لها شروط وعوامل
لابد منها يتطلب من الحريصين
على سلميتها توفيرها على وجه
السرعة باتخاذ المواقف العملية
المناسبة لردع النظام القاتل ،
ودعم الشعب السوري مادياً
ومعنوياً وسياسياً ، حتى لا
ينطبق على المنادين بسلمية
الثورة القول: ((ألقاه
في اليم مكتوفاً ثم قال له ....إياك
إياك أن تبتل بالماء))..!. إن
الخروج من حالة الاستعصاء هو
الخيار الذي يفرض على الجميع
توفير متطلبات نجاحه ، ومقدمة
ذلك إجراءات عملية فورية لحماية
المدنيين بكل الوسائل الضرورية
لردع النظام ووقفه عند حده ،
ودعم الثورة والشعب السوري بكل
ما يساعده على استمرار ثورته
سلمية حتى تحقيق أهدافها
النبيلة . ==================== الحركات
الاسلامية أهي كذبة أم حقيقة
واقعية؟؟ محمد
مصطفى كان
الريع العربي حافلا بالمفاجئات
الكبيرة والتي هتكت ستر كثير من
الانظمة الدكتاتورية وبان
عجزها ونخر السوس في بنائها ،
وكشفت الاحداث في مصر وسوريا
وتونس واليمن وليبيا كثيرا من
المآسي التي كانت تلك الشعوب
تتجرعه وتعانيه ، حتى اذا ذاب
الثلج وبان المرج رأينا أمولا
ضخمة وملايين الدولارات في حساب
القادة وابنائهم بما لا يصدق ،
ولقد تكلم الاعلام عن كثير من
هذه الثروات التي لو استخدمت في
دولهم لأنهت هذه الزعامات
مديونية بلادها وعجزها المالي
السنوي ولكن لنترك ذلك جانبا
ولنعود لأصل موضوعنا .. عن
الحركات الاسلامية التي برزت
على سطح الاحداث وقام الناخب
العربي بتقديم هذه الحركات في
اشارات متعدده طرحها كثيرا من
الكتاب الذين صعقهم هذا الفوز
المدوي فكانت تعليلتهم لذلك
الحدث الصادم نابع من ثقافتهم
التي غردوا بها ردحا من الزمن
وأهم هذه التعليلات : 1. أن
هذه الحركات قبل أن تخوض غمار
الصراع على السياسة
والانتخابات تفاهمت مع
الولايات المتحدة على ذلك وأن
الأخيرة رسمت لها خراطة طريق
إذا ما حادت عنها فإن هذه
الحركات ستلقى نفس مصير الأحزاب
السابقة وحكوماتها ونسى هؤلاء
اصحاب هذا التوجه أن من رشح
وانتخب هذه الحركات شعوبها في
انتخابات نزيه شفافة بالتالي
فإن مصدر قوتها نابع من شعبها
ليس من الخارج مثل تلك القيادات
السقيمة التي نزلت بالبارشوت
على شعوبها .. وإن اصحاب هذا
الرأي لازلوا مأسورين بقوة
الامريكان وكأنها الاله مطلق
الصلاحية في الكون مع العلم أن
كثيرا من قيادات العالم وقفت في
وجه أمريكيا وقالت لا ، ألا يمكن
لهذه الحركات أن تقول لا . 2.
وهناك توجه آخر بأن هذه الحركات
جاءت بناءً على انتخاب المواطن
الغلبان الذي جاء ليعاقب
التيارات السالفة لأنها كانت
ديكتاتورية بمعنى الكلمة وينسى
اصحاب هذا الرأي أن المواطن
العادي يرى الكل بميزان شفاف
واحد ويشاهد من يخدمه ويقتنع به
ومن يجىء لسدة الحكم كي يغلبه
على أمره ويأخذ قوت عياله .. كما
أن أغلب نسب الانتخابات في
البلاد العربية تعدت النسبة
الدالة على اهتمام الشارع
العربي بالانتخابات وجدوى
التغيير . 3. ولقد
اسائنى رؤية تكاد تكون مخالفة
للفهم والرؤية الحقيقية عندما
اتهم بأن الحركات الاسلامية
كذبة في اشارة على أن هناك فاصل
بين الدين والسياسة وأن الدين
يجب أن يهتم بالجانب الفردي أما
الجانب الجمعي فله رجاله الذين
يفقهون ذلك وحكم الدولة يجب أن
يبتعد عنه رجال الحركات
الاسلامية حتى لا يتهموا بالكذب
وهذا ما صرح به سابقا ياسر عبد
ربه عندما قال (أننا نريد رئيس
وزراء ليس امام جامع) في اشارة
لمز لرئيس الوزراء أبو العبد
هنية .وهذا الفهم جاء من منطلق
الثقافة العلمانية السيئة
والتي نأمل أن يتم تصحيحها في
الايام القادمة. 4. ثم
يستشهد البعض بتجربة حماس في
الحكم وفشلها وارتكابها
المحرمات وخاصة في احداث الحسم
التي فككت كثيرا من طلاسم
الفلتان الأمني والتنسيق
الامني وقدمت تجربة شفافة أمام
الناس ومحاسبة المخطئ وتقديم
نموذج بشري راقي في الحكم، أما
اعتقال الناس فليس هناك حصانة
لشخص اذا ما أخطأ سواء كان
فتحاويا أو حمساويا أو أياً من
اتباع أي فصيل ولم تكن تجربة
حماس في الحكم إلا تجربة مريرة
وقفت أمامها جميع قوى الشر
العالمي اضافة لأبناء الجلدة
الواحدة فكان التآمر على هذه
التجربة طوال الخمس سنوات
السابقة وليس أدل على ذلك من حرب
الفرقان حينما أعلنت وزيرة
الخارجية الاسرائيلية بداية
وشرارة الحرب من الأرض المصرية
واضافة لمشاركة سلطة فتح بذلك
ولن ننسى أن عباس حينما رفض
المشاركة في قمة قطر بخصوص
الحرب على غزة حين قال بالحرف
الواحد أتريد أن تذبحنى من
الوريد للوريد. إن
الحركات الاسلامية عندما خاضت
جميع مواجهاتها مع
الدكتاتوريات سواء في مصر
وليبيا وتونس واليمن وسوريا
إنما ذلك من أجل اخراجهم من
التبعيات غير التقليدية للغرب
في اشارة منها لشعار المسلم
ربعي بن عامر لقائد الفرس عندما
قال ( جئنا لنخرج الناس من عبادة
العباد ، لعبادة رب العباد، ومن
ضيق الدنيا ، لسعة الدنيا
والآخرة ) ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |