ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 31/12/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

المستضعفون في الأرض...والعولمة

جان كورد

بعد أربعة أيام من اقامتي الأخيرة تحت رقابة مشددة في مستشفى لمعالجة النوبات القلبية العنيفة، سمح لي الأطباء بقليل من الحركة ومنها رؤية العالم الخارجي عن طريق التلفاز، وكان أول ما رأيته نقلاً حياً على شاشة (سي إن إن) عن مراسيم تشييع الدكتاتور الكوري الشمالي (69 عاماً).

كان المنظر مهيباً ومأساوياً في الوقت ذاته، فالشعب الكوري الشمالي كان في حالة حزنٍ شامل وبكاء حاد، وهو يصطف في يومٍ مثلج شديد البرودة على طرفي طريقٍ واسعٍ تنقل عليه الجنازة المغطاة باللون الأحمر وسط باقات كبيرة من ورودٍ حمراء. وكان يسير على الأقدام إلى جانب العربة الحاملة للنعش نجله الشاب، في حين كان يسير القائد الأعلى للجيش على الطرف الآخر، ووراءهما رجال الدولة والكثير من جنرالات الجيش والأمن في ترتيب وانتظام، وكأنهم أرادوا بذلك التأكيد للعالم بأن نظامهم الشيوعي المتخلف عن ركب الحضارة الإنسانية الحالي باقٍ وراسخ، وأن هذه العائلة الدكتاتورية الفاسدة ستحكم البلاد إلى الأبد، مدعومة بكل أسباب القوة العسكرية والأمنية.

السؤال الذي تبادر إلى ذهني وأنا أتابع تلك المشاهد التي تذكرنا بالاستعراضات العسكرية الضخمة أمام الكرملين إبان الحكم السوفييتي، هو: هل هذه الجموع الغفيرة من النساء والشباب والجنود التي تذرف الدموع الغزيرة تبكي لرحيل الدكتاتور أم لاستمرار الحكم الدكتاتوري في عائلته، جداً وأباً ونجلاً، رغم كل التغيرات العظمى في التاريخ الحديث؟

تعبر رواية "التابع" الشهيرة (عام 1914) للكاتب الألماني هاينريش مان عن حقيقة التفكير السياسي لشرائح واسعة جداً من المجتمعات الأوروبية منذ القرون الوسطى وإلى ما بعد الثورة الصناعية، حيث التبعية المطلقة للنظم الملكية الموغلة في الاستبداد، والقائمة على أساس الولاء الشديد والطاعة التامة من قبل الأتباع لمن فوقهم من السادة المستحكمين بالسلطان والثروات. حيث يجد بطل الرواية ديدريش هيسلينغ، نجل صاحب معملٍ لانتاج الورق، في القيصر الالماني فيلهلم الثاني قدوته التي يحتذي بها في حياته، حتى أنه يقلده في طريقة ترتيب شواربه، ويمارس ذات الأساليب المعهودة لدى النظم العسكرية في القضاء على منافسيه الصناعيين.

بطل الراوية "أونته تان – التابع" التي صارت فيلماً سينمائياً في عام 1951 هو أنموذج للشخصية الأوروبية الكلاسيكية الطامحة في الصعود سياسياً ومادياً إلى أعلى الهرم المستحكم في المجتمع، دون التعرض للحاكمين المستبدين، بل بتقليدهم في الارتقاء والتحكم بمن دونهم من "الأتباع"، حيث للامبراطور ملوك خاضعون له، وللاستقراطيين من دونهم من أصحاب المزارع والأملاك، وهؤلاء بدورهم مستحكمون بمن دونهم من الفلاحين وصغار المنتجين... وهؤلاء يستحكمون بالعمال والمستاجرين للعمل الشاق في المزارع، دون أن يختلفوا في وضعهم الاجتماعي عن وضع العبيد وسواهم من المستضعفين في الارض..

منذ النصف الثاني للقرن الثامن عشر، اي مع بداية الفصل الثالث للثورة الصناعية في أوروبا، ظهرت تشكيلات اجتماعية – قيادية جديدة في العالم المتقدم، كان ديدنها جمع المزيد من الأموال وتطويرالبني السياسية والاقتصادية بما ويتلاءم مع مصالحها... وعلى الرغم من أن العمود الفقري للأنظمة الكلاسيكية قد ظل على حاله، إلا أن التراتب اصبح يضم رؤساء الدول ومن دونهم السياسيين وأدنى منهم بقليل مدراء المعامل والمصانع العاملين على توسيع رقعة نفوذهم في المجتمع. وبدأ المثقفون الكبار من أمثال الفيلسوف عمانوئل كانت بالمطالبة بأن يعدل الناس المستنيرون عن فلسفة الطاعة العمياء للاستقراطية إلى الحكمة في تعاملهم مع ما حولهم من تطورات. وهنا يمكن القول بأن المجتمع الصناعي قد أسس لشرائح طبقية على غرار الارستقراطيات العسكرية التي شرعت في افساح المجال رغماً عنها لمدراء وأصحاب الشركات...

حدثت تطورات عظمى في الولايات المتحد وفرنسا قبل ألمانيا وسواها، فظهرت دساتير واقتيد نبلاء إلى المقصلة، وبدأ الحديث عن "المواطن" وحق "المواطنة" وكذلك المطالبة بمشاركة "المواطن الحر" في الحكم والقرار. إلا أن الأوضاع في ألمانيا اختلفت بسبب التربية البرويسية القاسية للأطفال وتلاميذ المدارس وطلاب الكليات الحربية، هذه التربية التي كانت أسسها الطاعة العمياء للقيصرية، تعظيم أفكار الإخلاص للوطن والجيش والنظام والولاء المدني والعسكري المنضبط والمخلص للدولة وزعيمها، بحيث نعت المفكر الاجتماعي الشهير ماكس فيبر المواطن الألماني بأنه "تابع" بامتياز. وليس لدي حقيقة كلمة أقرب معنىً من "بن ده ست" الكوردية للفظة "أونته تان – التابع" هذه.

ساهمت هذه الأفكار التربوية الألمانية التي تطرقت إليها مختلف النشريات والكتب السياسية منذ عهد الامبراطور فيلهلم الأول في التمهيد لقيام النازية الألمانية بزعامة أدولف هتلر على أنقاض قيصرية فيلهلم الثاني وبعد دفن "جمهورية فايمار" التي لم تدم طويلاً. ومن أهم سمات تلك المرحلة المتسمة بعنف الشرائح الحاكمة الذي أعتبر شيئاً طبيعياً هو الاعتقاد بان الجلد أو الضرب المبرح والمستمر يخلق لدى "التابعين" فكرة القبول التام بسيطرة المسيطرين واعتبارها شرعية وضرورية، لابد منها لحفظ الأمن والنظام ودوام الدولة. والخوف المستمر من العقاب يؤدي إلى التنازل عن الحق في الحرية لدى التابعين، وتحويلهم إلى عبيد يعتقدون بأن زوال النظام المستبد بهم يؤدي بالتأكيد إلى فقدانهم أسباب حياتهم وأمنهم واستقرارهم.

وبفهمنا لهذه النقطة بالذات نفهم الأسباب التي دفعت بالشعب الكوري الشمالي إلى البكاء الجماعي على دكتاتورية هرمة تترك الساحة لدكتاتورية شابة من صلبها.

وبسبب العولمة التي غيرت معالم المجتمعات المتقدمة وأثرت بعمق في ما يتبعها من عالمٍ ثالث ورابع، انتقلت السلطة من أيدي الحاكمين باسم السياسة والديموقراطية والحريات إلى ما هو أخطر من حكم الارستقراطيين العسكريين في الماضي وحكم الحزب الواحد والزعيم الأبدي كما في عهد النازية الألمانية والفاشية، حيث الذي يتخذ القرار الأهم في حياة "التابعين" لم يعد البرلمان المنتخب من قبل الشعب، وانما اجتماع مدراء الشركات، التي صارت معظمها في قبضة مالكين منتمين لمجموعات مالية دولية، والعامل المستضعف في الأرض لم يعد يدري من هو سيده الحقيقي، وهل ستبقى هذه الشركة التي يعمل لديها غداً أم ستزول بقرار مدير من المدراء اجتمع لتوه مع مدير بنك من البنوك العالمية، وهل سيتمكن من التمتع بحقوقه التعاقدية في حال خروجه من العمل لدى الشيخوخة؟

ولذلك فإن العالم الاجتماعي أولريش بيك يصف هذه المرحلة بانها مرحلة انتقال النظام السلطوي من الدولة إلى السيطرة الكونية للمؤسسات المالية والصناعية، مما يثير المخاوف والقلق لدى المستضعفين في الأرض ويتسبب في إحداث القلائل السياسية والاجتماعية بشكل عام.

إن الخوف على مكان العمل وعلى المال الشخصي المودع لدى البنوك وعلى المستقبل التقاعدي للمستضعفين في الأرض في وقت يتقاضى فيه مدير ما راتباً يضاهي رواتب الالاف منهم وتعويضات تفوق مجموع الرواتب التقاعدية لكل عمال المصنع أو المؤسسة التي يخدم فيها، لاتجعل من مواطن الدولة الحر مجرد "المواطن الغاضب" وإنما قد ينتكس الأمر وتدفع به المشاكل والمخاوف للبحث عن زاوية يركن فيها إلى المستبدين والدكتاتوريين والسارقين قوت أولاده، في حين ان الأسياد الذين يعتبرون ملايين البشر المرتبطين بهم بشكل أو بآخر "رأسمالاً بشرياً" وجيوشاً من التابعين، وهنا يكمن الخطر الكبير على ما نعتبره توازناً إجتماعياً..

في ظل العولمة المثيرة والمرعبة هذه، يحاول بعضهم من أقزام السياسة وعشاق السلطة استغلال نزعة الانتكاس لدى المستضعفين في الأرض وإظهار أنفسهم لهم عن طريق تجميع السلطات والثروات في أيديهم كمنقذين إياهم من البطالة وضامنين لوظائفئهم وقادرين على تأمين الركن الذي يركنون إليه، طالما بقي هؤلاء قائمين على السلطة في القمم. وهذا ما نراه في بلادنا مع الأسف، حيث الطغاة الذين جمعوا أسباب القوة وامتلكوا الثروات يتمتعون رغم كل وحشيتهم في التعامل مع المواطنين بكثير من الشعبية ولهم طوابير من العملاء والاعلاميين المستعدين للدفاع عنهم بأكاذيبهم وتحريفاتهم للحقائق دون حياء، فهم القادة المعصومون والوحيدون القادرون على منح الحريات أو انتزاعها، وهم الذين يرتشون الإعلام ويشترون أصحاب القلم كما كان الاستقراطيون يشترون العبيد ويبيعونهم في الماضي، وهم مفاتيح الأمان والاستقرار، كما أنهم منارات الهدى للشعوب "العمياء"...

وهذا يوضح لنا حقيقة ما رأيناه عن طريق "حي مباشر" في بيونغ يانغ الكورية الشمالية منذ أيام قلائل، وما نراه في سوريا الحزينة الجريحة صباح مساء وفي غيرها من بلداننا التي تتبع نظام العولمة ككواكب صغيرة للغاية في الفلك الكبير مع الأسف، ومع ذلك تطبل وتزمر باستمرار للسيادة الوطنية والاستقلالية في القرار الوطني...

==========================

بين حمص ..وغزة

د.جهاد عبد العليم الفرا

شهد العالم في مثل هذه الايام قبل ثلاث سنوات حربا وحشية واعتداء غاشما من قبل قوات الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة حرك ضمير العالم، وهز قلوب الملايين من البشر بدمويته وساديته وفظائعه ومشاهده المؤثرة ومواكب شهدائه اليومية التي لم تستثن طفلا أو شيخا أو امرأة ، ففي السابع والعشرين من شهر يناير من عام 2008 للميلاد، الموافق للتاسع والعشرين من شهر ذي الحجة من عام 1429 للهجرة شرعت القوات الصهيونية بمجزرة جديدة من المجازر التي ارتكبتها بحق الشعب الفلسطيني وأضيفت إلى السجل الحافل للمجازرالتي ارتكبت بحق هذا الشعب الصابر المصابر حيث أغارت قوات الغدر الصهيونية الجوية والبرية والبحرية المزودة بأحدث الأسلحة على قطاع غزة موقعة الهدم والتدمير والقتل في عشرات المؤسسات والمساجد والبيوتات الفلسطينية والآلاف من الشهداء والجرحى وخلفت الآلاف من المعاقين والأرامل والثكالى والايتام .

 وقد كنت من كوبنهاجن عاصمة الدانمرك، شأني شأن الناس في أنحاء الأرض أتابع الإنتهاكات الوحشية على البشر والحجر والشجر في القطاع الجريح من أرض فلسطين السليبة، مسمرا أمام شاشات الفضائيات وما تنقله من فظائع وجرائم دموية تقشعر لها الأبدان. وهي مهما نقلت فلن تستطيع أن تغطي كل الحقيقة بل نبذة عنها، فالحقيقة  كما رأيتها فيما بعد  أمر وأفظع بكثير من الصور والمقاطع التي بثتها وسائل الإعلام. شاركتُ في التجمعات والمظاهرات والاعتصامات التي أقامها العرب والمسلمون في الدانمرك، لكن كل ذلك لم يصل إلى الآذان الصماء في المجتمع الدانمركي أو الإقليمي أو العربي أوالدولي، ولم يكن ليرقى ليقنعني بأني قدمت شيئا لإخواني وأخواتي في غزة العزة يرقى إلى عظيم صبرهم وصمودهم وتصديهم للظلم وتضحياتهم العظام، ولم يكن ليشفي القلب من الشوق إلى أولئك الأحبة الأفذاذ في تصديهم لأعدائهم وفدائهم ودفاعهم عن شرف أمتهم ووطنهم وأهلهم وعقيدتهم ودينهم. فكان لابد من العزم وتلبية نداء الواجب .الواجب الإنساني والواجب القومي والواجب الديني فذهبت إلى هناك وتمكنت مع من تمكن من الطواقم الطبية والقوافل الإغاثية من الدخول إلى قطاع غزة الحبيب بعد رحلة شاقة عسيرة اعترضتها كل عوائق الحصار المطبق الخانق الكثيرة التي تحيط بالقطاع الجريح، وشاركت مع من شارك في إسعاف الجرحى والمصابين ومواساة أهل غزة الصابرين المحتسبين.

ثلاث سنوات مرت ليشهد العالم اليوم اعتداء وحشيا آخر، وقمعا دمويا آخر، وقصفا وقتلا وحصارا آخر من قبل نظام يدعي المقاومة والممانعة والصمود والتصدي ضد شعب ثار ضد ظلم هذا النظام بسبب مانال منه من إجرام وقهر وفساد واستبداد وخلف أكثر من ستة آلاف شهيد وعشرات آلاف أخرى لم تحص إلى الآن من الجرحى والمعتقلين والمهجرين والارامل والثكالى والأيتام والمعاقين ومن فقد المعيل والتي تزداد اعدادهم مع كل ساعة تمضي ومع كل يوم يمر، كل هذا والحصار مطبق أكثر بكثير من حصار غزة، وخانق أكثر بكثير من حصار غزة فلا وسائل إعلامية تغطي فداحة الخطب وعظيم المصاب كما حصل في غزة خلا الهواتف النقالة البسيطة التي يستعملها الثوار الابطال لنقل جزء بسيط مما يجري على الارض، وبث قسط ضئيل من معاناة الناس وصراخاتهم ونداءاتهم واستغاثتهم وآلامهم في حمص بكل أحيائها المنكوبة، ودرعا بكل مناطقها الجريحة، وإدلب وكل مناطقها المحاصرة، ودير الزور وكل قراها المكلومة بل سوريا كلها من القامشلي إلى بانياس ومن الحسكة إلى السويداء من اقصى شمالها إلى اقصى جنوبها ومن أقصى شرقها إلى أقصى غربها تحاصرها الدبابات تقصف مدنها وقراها وتعبث بها قوى النظام من جيش وشبيحة تعتقل رجالها وشبابها وتروع نساءها وأطفالها وشيوخها وتقصف بيوتها ومساجدها وأحياءها وتحاصر كل مناطقها ولا من طواقم طبية ولافرق إسعاف دولية ولا قوافل إغاثية.

وأتحرق على مدينتي الجميلة حمص العدية، حمص البطولة والعزة والفخار والمجد، أتحرق على مرابع الطفولة ومروج الصبا وبساتين الفتوة ،وأتشوق إلى ضفاف العاصي وساقية الري في بابا عمرو كم قضينا عليها من نزه جميلة وسيارين " السيران باللغة الحمصية : الرحلة مع الاصدقاء" ممتعة في بساتينها الخضراء، نتعلم فيها اللغة والأدب ومعاني الاخوة والرجولة والبطولة والفداء ، أتحرق على اهل حمص أرحامي وعشيرتي وأقربائي ماذا حل بهم تحت الحصار والقصف والدمار، وأتحرق على الجرحى المساكين والمصابين المتألمين من يداوي مصابهم ويضمد جراحهم ويواسي مصابهم . أتحرق أن أكون بينهم أداوي جرحاهم وأواسي مرضاهم لكن مامن سبيل وما من طريق.

وتصمد حمص كما صمدت غزة، وستنتصر حمص كما انتصرت غزة، وسيعلو فيها صوت الحق والقوة والحرية كما علا بغزة، وسينتشر فيها العدل والاخوة والمساواة والتسامح بعد أن نشرفيها نظام البغي العداوة والتفرقة والأحقاد، ومن حمص إلى كل سورية ستنتشر الحرية والعزة والكرامة ليعيش السوريون كل السوريين في ظل نظام عدل تعددي مدني ديمقراطي يحقق العدالة الاجتماعية وينشر الخير والرفاه لكل مواطن سوري.

==========================

الشعب السوري كفيل ب"بشار الأسد"، ومليشيات الجنجويد ...!!!

د.خالد ممدوح ألعزي*

الفيتو روسي والمال إيراني والقاتل اسدي:

كل التأكيدات والدلائل تشير بان نظام الأسد لا يزال يسير بنفس الطريقة المعهودة، الكذب وألف والدوران، على خط الدبلوماسية،وقتل وبطش في الداخل،فالقبضة الأمنية والعسكرية هي التي تسيطر على كل مواقف الأسد. فالأسد الذي وقع على برتوكولات الجامعة العربية باليمن ويستخدم السلاح بيده الشمال ،لان الأسد لا يريد وليس عنده أي حجة للرد على الشعب السوري التي تطالب برحيله وإعدامه سوى القتل والنار، متسلحا بالمواقف الدولية التي تحاول تدويل الزوايا مع نظام الأسد نتيجة مواقف ومصالح خاصة ومالية بحثه،فالروس والصين تحميه في مجلس الأمن الدولي ،والعراق لبنان توفر له الغطاء العربي والطرق البرية والبحرية،وإيران وحلفاءها تقدم المال والتكنولوجي والعتاد والخبراء والسد يكمل الباقي هو شبيحته ومليشيات الجنجويد. لذلك الأسد لا يهتم لأحد وعينه تنظر لك ك"العاهرة في السوق"، فالدكتور الرئيس مستعد لإجراء اكبر عدد ممكن من العمليات في مشارح الأسد المجانية.

جمعة جديدة من التظاهر :

خرج الشعب السوري للتظاهر من جديد بجمعة جديدة أطلق عليها اسم "جمعة بروتوكولات الموت" بتاريخ 23ديسمبر"كانون الاول 2011م، فالشعب السوري الذي يلبي نداء لجان التنسيق الثورية في التظاهر ضد المهلة الجدية التي أدت بعد ولادة قيصرية إنجاب بروتوكولات الجامعة التي زادت من قتل النظام للمحتجين بالرغم من المبادرة العربية فالنظام ارتكب المجازر المتعددة في مدن الاحتجاج متحدية الدول العربية والعالم كله ،بالرغم من ارتكاب النظام السوري لارتكابه جرائم ضد الإنسانية وفقا لتقرير لجنة حقوق الإنسان التي تمتلك دلائل ووثاق عديدة مدونة من قبل أهل الضحية والمنظمات الحقوقية. لكن نظام الأسد وعصاباته لا تزال تمارس أبشع أعمال القتل والبطش ضاربا كل الشرائع والحرمات الدولية عرض الحائط.

اتساع رقعة المظاهرات :

لم تبقى المظاهرات محصورة في مناطق الحراك الثوري فهي امتدت إلى مناطق جديدة تلتهب فتيلها تدرجيا، لقد خرجت المظاهرات هذا الأسبوع في أكثر من

فالتظاهر أضحى فعلى يومي ليلا نهارا،فكل ما اشتدا قسوة الأمن والجيش في التعاطي مع الاحتجاجات زاد انتقام الشعب وردة الفعل عنده،بالرغم من تقطيع المناطق والمدن السورية إلى أحياء وأزقة ،فالشعب السوري بدء يتكيف مع هذه الأساليب القمعية ،بالرغم من الحصار واستخدام السلاح الثقيل لإخماد الانتفاضة ،فالأهالي يردون بالتظاهر المختلف ،فأما بتظاهرات سريعة تربك رجال الأمن الشبيحة، أو التظاهر في الحارات والأزقة التي يصعب على رجال الأمن والشبيحة دخولها ،أو بالظهور المفاجئ لا إحدى الشخصيات الثورية التي تعمد لأعطى التظاهر نوع من الزخم المعنوي ،فالتظاهر تعدد من التظاهرات الشعبية الكبيرة حتى الصغيرة مرورا بتظاهرات الأطفال في المدارس وطلاب الجامعات ومشاركة النساء حتى للمشاركات الفردية من قبل المسننين الذين يحاولون أن يعبروا عن سخطهم وغضبهم من هذا النظام ،كما حال الرجل الهرم الذي قام بالتكبير عاليا وسط رجال الأمن السوري في حماة مما أغضبهم هذا الصوت وانهالوا عليه بالضرب المبرح واقتاده في صندوق السيارة كما تم نشر الصور على صفحات "اليوتيوب"، التي تناقلت هذا الخبر.

برتوكولات الدم:

استطاع النظام السوري بواسطة حلفاءه من شراء الوقت مجددا لاستكمال خططه الأمنية والعسكرية بأنها وإخماد الانتفاضة ،لقد وقع على البرتوكولات وكأنه فصل المبادرة وتنفيذها عن البرتوكولات،لقد ادخل الجامعة بأزمة فعلية فالجامعة التي وافقت على توقيع النظام السوري لم تطالبه بتنفيذ بقية بنود المبادرة العربية وان مهمة المراقبين العرب الإشراف أيضا على تنفيذ بنود المبادرة العربية التي وقع عليها النظام التي لا تنفصل عن بعضها البعض.

أرسلت الجامعة العربية مراقبيها الذين وصلوا سورية نهار الجمعة بتاريخ ، بقيادة الجنرال البعثي السوداني محمد مصطفى الدابي ، والمتهم بتنفيذ مجازر إبادة جماعية في دار فور والملاحق للعدالة الدولية بالطبع سوف ينحاز للنظام واليوم الأول أشار لذلك ، بالطبع اختيار غير موفق للجامعة العربية ،إضافة إلى أن فريقها ينقصه الخبرة لممارسة هذه الأعمال.

رسائل النظام السوري :

 لقد سارعت سورية منذ اليوم الأول لوصول البعثة العربية إلى أرسل رسالة دموية للجامعة العربية من خلال تفجير مراكز الأمن في منطقة كفرسوسة جنوب العاصمة السورية دمشق ، وتقتضي الرسالة بان :

 - على اللجنة عدم تخطي الخطوط الحمراء التي ترسمها الدولة السورية ،

-الإقرار من قبل اللجنة العربية بان سورية تتعرض لإرهاب دولي وفق ما تسوق في إعلامها وخطابها السياسي .

-رسالة واضحة للمجتمع الدولي الذي يصر على أن النظام يمارس جرائم ضد الإنسانية ، فالنظام يتعرض لإعمال إجرامية فادحة.

-رسالة قوية للمندوب الروسي في مجلس الأمن لاستخدامها في تعزيز موقفه بإدانة الإطراف المتصارعة في سورية وتحميلها المسؤولية وخاصة الروس يحملون مبادرة لنجلس الأمن.

تفجير المراكز الأمنية في دمشق:

بالطبع أبشع الحروب على الإطلاق في العالم هي حرب المتفجرات العمياء التي تأخذ بطريقها شهداء أبرياء لأنها لا تميز بين احد. ومن المؤسف أن يتعرض الشعب السوري لهذه الطريقة آو لغيرها من القتل البشع.

لكن الملفت للنظر في عملية التفجيرات السورية التي كانت قناة الدنيا والإخبارية السورية السباقة في نقل الخبر الإعلامي وبثه والتشويش على القنوات الفضائية الكبرى من اجل أصال الدعاية المطلوبة ،لأنها بأنها جئت بوصول المراقبين العرب ، ونهار الجمعة يوم الصلاة الإسلامية وخروج المصليين للتظاهر،والعملية التي تم تنفيذها في مكان ليس عادي في سورية يمكن تنفيذها بسهولة ،المكن محصن امن الدولة منطقة الحرس الثوري الإيراني ،مكان جريمة اغتيال عماد مغنية التي لا تزال أثرها غامضة .

فالنظام السوري الذي أعلن فور تنفيذ العملية بان تنظيم القاعدة هو المسؤول عن تنفيذ العملية دون البدء بالتحقيقات الفورية وبسرعة هائلة تم دفن القتلى تغيب الجرحى وحتى الأشلاء التي لم تكشف عنها.

لكن هناك العديد من الأسئلة التي يجب على النظام اضاحها لكي تكون حقائق ثابتة للجميع ،لماذا دفن النظام أشلاء القتلى المتهمين بالتفجير دون إجراء فحص الحامض النووي،على النظام الكشف الكامل عن هويات القتلى الذي شيعهم في توابيت لا احد يعرف ماذا فيها ،الكشف عن الجرحى،على النظام الإفصاح عن الدلائل التي استند عليها في إدانة تنظيم القاعدة ،والذي لم يتبنى العملية والذي يعتبر ارض سورية ارض نصرة وليست ارض جهاد بينما سارع حليف النظام السوري باتهام أمريكا بتدبير التفجيرات ،فإذا تنظيم القاعدة وأمريكا دبروا العملية ليشرح لنا النظام السوري كيف يتم ملاحقة تنظيم القاعدة في العراق واليمن وباكستان وأفغانستان ويعملان سويا في سورية .

لقد استندا النظام السوري في اتهاماته على بعض المصادر اللبنانية والإعلامية منها والى تصريح الوزير اللبناني فايز غصن الذي أعلن في 21 ديسمبر "كانون الأول" بأنه تلقى معلومات بان عددا من رجال من القاعدة تسللوا إلى سورية من بلدة عرسال الحدودية اللبنانية ،لماذا لم يتم القبض عليهم من السلطات اللبنانية التي لم تقر بوجود قاعدة في لبنان ،بالطبع استخدام القاعدة للأراضي السورية ليس صعبا ولا عجيب وليس دفاعا عن تنظيما يمارس الإرهاب ويفتخر به ،فالنظام السوري ادري بعناصر القاعدة الذي كان يرسلها إلى العراق والى لبنان ويهدد بها دول الجوار ،فالقاعدة وفتح الإسلام وجند الشام هم من أبناء هذا النظام فالنظام يجب أن يسال نفسه من هم عناصر القاعدة،ولماذا لم يخبرنا النظام عن السبب الذي قامت به ،هذه العناصر بالتفجير نهار الجمعة ، يوم العطلة الرسمية في سورية حيث لا يتواجد أي ضابط من الضباط العاملون في هذه المراكز الأمنية والتي ارتبطت أسمائهم في أبشع جرائم القتل والتعذيب والاعتقال فهل هذه صدفة عجيب أو رب العالمين ابعد عنهم أولاد الحرام.

النظام الروسي :

 لم تناقش المسودة الروسية في الأمم المتحدة لان الروس لم يحاولوا إجراء أي تعديل فعلي على هذه المسودة التي تحاول روسيا تسويقها وإقناع الدول الغربية بها، بالرغم من المسودة لم تقنع عددا كبيرا من أعضاء الدول في المجلس الأمن،لان الروسي يحاول أجاد مخرج فعلي ينقض النظام السوري من خلال تسويق الحل اليمني القاضي بتنحي الرئيس الأسد والمحافظة على نظامه الذي يضمن لموسكو استقرار لمصالحها الخاصة ، وبالتالي موسكو تحول شراء الوقت للنظام السوري حتى يتمكن النظام من حل مشاكله مع الجامعة العربية وتقديم بعض الإصلاحات التي ترى فيها موسكو انجاز هام لبقاء النظام السوري ،وبالتالي المسودة التي لم تتضمن أي مطالبة للنظام السوري بإطلاق المعتقلين السياسيين ،وعدم الموافقة على تسليح النظام ،وتسوية الجلاد بالضحية بالوقت الذي أدانت لجنة حقوق الإنسان بالأكثرية النظام السوري الذي ارتكب مجاز ضد الإنسانية. ومن هنا فان روسيا حاليا بظل رأستها لدورة مجلس الأمن لن تناقش أي تعديل على مسودتها وسف تعرقل أي قرار ذات مخالب مستقبلية يتم وضع أساسه لمعاقبة سورية لاحقا،

النظام العراقي:

لقد فشل المالكي بتسوية سورية أمريكية تكون لبغداد دورا أساسيا في هذه الصفقة التي تنص على النظام الأسد تسليم قيادات عسكرية وبعثية عراقية متواجدة بحماية نظام الأسد ،والمقابل يحصل نظام الأسد على مساعدات مالية وسياسية ودبلوماسية من العراق الذي يحارب البعث ويصر على مساعدة البعث السوري حليف النظام الإيراني ،لكن مساعي المالكي وحكمتها السياسية أدت إلى فتح نزاع داخلي في العملية السياسية الهشة ،فالشراكة العراقية أضحت على المحك وأمريكا دخلت في معركة خاسرة لنظامها في وقت تستعد أمريكا للانتخابات الرئيسية . ومن هنا تكون المحاولة العراقية – الإيرانية التي تهدف لأنقاض نظام بشار الأسد من خلال قص جوانح القيادات السنية في العراق من خلال رسائل ترسل للعرب بان يكفوا الضغط عن بشار الأسد ،وبالتالي لم يسلم الأسد احد لأنه أضحى غير قادر على تنفيذ هذه المهمة الصعبة والمالكي لم ينجح بواسطته الفاشلة التي تضعه ونظامه على قوب قوسين من معركة لها صدها وتأثيرها ليس على العراق وسرية وإنما على إيران والمنطقة بأكملها.

 مهمة مراقبي الجامعة العربية:

تعتبر مهمة المراقبين في سورية بأنها أخر فرصة تعطى للنظام السوري للدخول في حل فعلي يرضي المتظاهرين الفعلين في سورية وليس إرضاء دول المنطقة وضمانة مصالح آخرين.لكن النظام السوري الذي وقع على البروتوكولات العربية بتاريخ ضن نفسه استطاع أن يفصل بين البروتوكولات والمبادرة العربية الغير معني بتنفيذها ،ومع وصول طلائع وفود البعثة الى سورية حاول النظام أن يمارس دور المشارك في هذه البعثة وباعتبار البعثة جئت لمساعدته هو ضد العصابات الإرهابية ،لم ينفذ النظام أي تعهدات وأي أقوال لا يزال يمارس القتل والبطش.

لقد احتوى النظام السوري البعثة منذ اليوم الأول بزيارتها إلى موقع التفجيرات في كفرسوسة التي منعها الذهاب إلى منطقة الميدان التي كانت تشتعل فيها بركان الثورة في دمشق.

لقد مارس النظام نوع من الممارسة البلطجية التي لا يزال اللجنة "تغير الأسماء للمواقع الجغرافية ،عدم مساعدة المراقبين للوصول إلى أماكن الاحتجاج المحاصرة ،تصريح العديد من أعضاء اللجنة بان النظام يساعد اللجنة ،بالتالي مظاهرة حمص التي انتفضت بوجه المبعوثين وتندت بالرئيس الأسد ،إضافة لرفض الأهالي بمقابلة اللجنة لكون المبعوثين برفقة ضباط الأمن السوري،والشيء الإفظاع إن مهنة القتل في حمص المحاصرة لم يتوقف بظل وجود المراقبين.

لان مهمة المراقبين مراقبة تنفيذ المبادرة العربية التي تنص على سحب المظاهر المسلحة وإطلاق المعتقلين والسماح للإعلام بالعمل.

لكن تبقى مصداقية النظام السوري على المحك بتنفيذ المبادرة والتجاوب مع شروطها،وهل يكون النظام السوري وقع في فخ الجامعة العربية من خلال ارسال المراقبين ،هذا يذكرنا جيدا بفخ الامم المتحدة الذي وقع فيه النظام العراقي في 1998 والذي تم سحبهم لان النظام العراقي لم يتعاون مع المراقبين الدوليين وبالتالي كان مصير النظام العراقي الزوال ،فالمبادرة العربية لسورية تم استنساخها حرفيا عن المبادرة الأممية للعراق.

فالمؤكد بان مهمة المراقبين فاشلة ولن يستطيع النظام السوري التكيف معها مهما حاول احتواء نشاطها والإيعاز بأنه يتكيف معها ويساعدها في تنفيذ ما هو غائب عن التنفيذ من قبله.

فالحركة العربية الدبلوماسية لن تنجح ولن يكتب لها النجاح لان النظام السوري وقوات جنجويده التي ضعت سقفا علنيا للمراقبين ،ام الالتزام بتوجهنا الإعلامي والسياسي وإلا سوف يكون ردنا مختلف .

وبالتالي رد العالم كله سوف يكون الاعتماد على قصر نظر النظام السوري في تعاطيه مع الملف السوري الداخلي، والتوجه العربي والغربي والتركي والأمريكي هو نقل الموضع نحو مجلس الأمن ،وبالتالي إحراج روسيا والصين حلفاء سورية في تعاملهم مع الملف السوري الذي أضحى شوكة جارحة في حناجر العالم كله.

طبعا الخطوة القادمة في مجلس الأمن والنظام السوري أصبح يعد أيامها مهما كان دعم روسيا وإيران له،ومهما كانت وحشيته في قمع الشعب الثائر فان رغبة الشعب السوري هي فوق كل شيء،لان الهدف الاسمي هو التحرر من نظام الأسد وكتائبه الأمنية وفرق موته الذي يقحمها تحت شعارات وطنية وقومجية...

*كاتب صحافي وباحث إعلامي مختص بالشؤون الروسية ودول الكومنولث.

Dr_izzi2007@hotmail.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ