ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
محمد
فاروق الإمام نعم
صدق أحرار سورية في دعوتهم إلى
الزحف نحو ساحات الحرية..
واستجابت الجماهير لنداء
الأحرار شيباً وشباباً.. نساء
وأطفالاً.. ملأت ساحات الحرية
بمئات الآلاف كالموج الهادر
تصدح حناجرها بأهازيج الحرية
والكرامة والديمقراطية، متحدين
جرذان النظام وجراثيمه ومندسيه
وشبيحته وعصاباته المسلحة
وكتائبه العسكرية ودباباته
ومدرعاته التي ضلت الطريق وخلفت
وراء ظهرها الجولان، مصوبة
فوهات مدافعها إلى صدور الأحرار
في حمص وحماة ودرعا واللاذقية
وإدلب وبانياس ودير الزور وجبل
الزاوية ودوما وحرستا
والمعضمية والقامشلي
والبوكمال، ممزقة صدور الأحرار
العارية إلا من التصميم
والإرادة والشجاعة والثبات
والإقدام، لا يثنيها عن ثورتها
رصاص غادر جبان يقطع الأوصال
ويخترق الأحشاء، وقد عاهدت الله
والشعب على تحرير سورية من قتلة
الحياة ومصادري الحرية
والعابثين بالكرامة والناهبين
لثروات الوطن والفاسدين للدولة
والمجتمع والمستبيحين لمقدسات
الأمة وحرمات البيوت،
والحاقدين على إنسانية الإنسان
ومجففي ينابيع الأمل واستشراف
المستقبل والقادمين من ظلمات
الكهوف الغابرة. شهد
العالم يوم أمس في جمعة الزحف
نحو ساحات الحرية عبر الشاشات
الفضائية العربية والأجنبية
هذه الحشود البشرية الهائلة
تتقدم نحو هذه الساحات كموج
البحر الهادر بكل عنفوان
وكبرياء، فساحات الحرية وجدت
للأحرار وليس لعبيد السلطان من
المصفقين والمطبلين والمزمرين
والصداحين والهتافين
والوصوليين والمتسلقين
والجبناء والإنمعات، الذين
تجمعهم عصا السلطان وتفرقهم كما
تجمع عصا الراعي قطيع الأنعام
وتفرقهم!! جمعة
الأمس كانت مميزة بكل المقاييس
والمعايير فقد كانت بحق جمعة
الأحرار الذين توجهوا إلى ساحات
الحرية ليثبتوا للعالم أن سورية
اليوم ليست سورية الأمس وأن ما
بعد الخامس من آذار ليست ما كانت
عليه قبله، فقد انكسر حاجز
الخوف ودكت قواعده وتحطم بنيانه
وإلى الأبد من صدور السوريين
الزاحفون نحو قصر الفساد والظلم
والاستبداد قريباً، ليقتلعوا
أشباحه ويبددوا ظلمته ويعيدوا
إليه ألقه وتوهجه ليعود بيتاً
للشعب كما كان.. وإن ذلك اليوم
ليس ببعيد.. (إنهم يرونه بعيدا
ونراه قريبا). ======================= جان
كورد قد
يتساءل البعض منا عن الاسباب
التي حالت دون سقوط نظام الأسدي
السوري رغم إيغاله العجيب في
الانتقام الوحشي من شعبنا
البطل، منذ بداية الثورة
السورية الكبرى في آذار 2011 وإلى
الآن، والجواب هو أن هذا النظام
قد بنى له خلال عقودٍ طويلة من
الزمن ترسانة عسكرية – أمنية
عظيمة، وابتكر مختلف الحيل
السياسية والإعلامية لايهام
العالم بأنه لا يزال "عنصر
أمن واستقرار!" في المنطقة،
وكما كتبنا في مقالنا السابق
"المستضعفون في الأرض...والعولمة"
فهناك أسباب عديدة أخرى تتعلق
بأنماط التفكير السياسي
والتبعية النفسية التي تخلقها
النظم الفاسدة والعنفية في نفوس
"التابعين"، مما يعزز
بقاءها واستمرارها... ولكن أحد
أهم هذه الاسباب هو عجز
المعارضة حتى الآن عن انتهاج
أساليب أشد تأثيراً في التصدي
والتحدي للنظام ومن
سمات عجز المعارضة الوطنية
والديموقراطية السورية، هو
تواجد وتوزع رجالاتها على مساحة
الكرة الأرضية كلها، مما جعل
لقاءاتها وتمركزها في نقطة ما
قصيرة الأمد زمنياً ومحدودة
كماً وضعيفة نوعاً، واضطرارها
لقبول "النصائح!" المختلفة
من قبل حكومات الدول المضيفة
لمؤتمراتها، وهذا يعني خضوع
سياسات المعارضة السورية
بمختلف فصائلها ومجالسها
وهيئاتها لضوابط وقيود وإطارات
معينة، ربما لا تريدها أصلاً،
ولكنها مضطرة لقبولها على مضض.
ولا ينفع عقد هذه المؤتمرات في
أماكن مختلفة من العالم،
وانتقال رموزها وقادتها بين
استانبول والقاهرة وتونس،
للايحاء بالاستقلالية
المنشودة، فالشعور العام لدى
السوريين هو أن مجرد التواجد
على مقربة من مبنى الجامعة
العربية في القاهرة يعني
الاقتراب من سياسات هذه المنظمة
التي تنفذ سياسات أنظمة عربية،
منها النظام السوري أيضاً،
وتخضع لتوجهات عربية واقليمية
ودولية معينة، قد تعرقل أي تقدم
حقيقي كان، للمعارضة السورية
على طريق نضالاتها ومن
ذلك الرضا بأن ترسل الجامعة
العربية بعد شهور من التقتيل
والتدمير في سوريا، من قبل
النظام وشبيحته على مرأى العالم
أجمع، بهدف التحقق لشهرٍ كامل،
عما إذا كان السوريون
والمعارضون السياسيون يكذبون
بحق نظامهم السياسي هذا أم لا.
وبمجرد قبول المجلس الوطني
السوري وهيئة التنسيق الوطني
وسواهما من تحالفات المعارضة
هذه الإهانة لها وللشعب السوري،
بدا شعبنا الأبي رغم كل الدم
الذي نزف من جثامين شهدائه،
مشكوكاً في اتهاماته للنظام
المجرم، وتستدعي هذه الاتهامات
التحقق على أرض الواقع، بعد
سقوط ما لايقل عن 6500 إنسان ضحية
القنص والتعذيب حتى الموت في
شوارع مختلف المدن السورية.
وهنا لم يتمكن المجلس الوطني
السوري، المفترض فيه امتلاك
مصداقية كبيرة، اقناع الجامعة
العربية بضرورة الكف عن خطوتها
التفتيشية والتحقيقية
والانتقال مباشرة إلى ممارسة
حقها كمنظمة عربية عليا في ردع
الظالم عن الاستمرار في جرائمه
ضد الإنسانية ومن
سمات العجز الصارخ ل"حكومة
السيد غليون!" حتى الآن، هو
أنها تبدو كهيئة تنسيق مع "الجيش
السوري الحر" الذي يجب خضوعه
بكل مؤسساته وتراتبه العسكري
إلى سلطة المعارضة الغليونية
وليس تحركه وكأنه طرف معارض
آخر، أو رديف نهري آخر، طالما
أقسم اليمين على حيادية الجيش
السوري واعتكافه عن السياسة في
الشارع الثائر لايكفي أن يحمل
المتظاهرون مشكورين لافتات
عريضة تقول بأن "المجلس
الوطني السوري" ممثلهم، بل من
الضروري تصعيد وتيرة التعامل
السياسي والتنظيمي للمجلس مع
الشارع السوري، وايجاد الوسائل
وابتكار الخطط وانتهاج
التاكتيكات التي تصعد من حالة
الثورة الشعبية، فمن الضروري –
مثلاً- تحويل هذه المظاهرات
التي تحدث في مئات النقاط وفي
مختلف المدن إلى مسيرتين
حاشدتين في دمشق وحلب فقط،
لاظهار قوة الشارع السوري في
هاتين النقطتين اللتين يعتمد
عليهما النظام حتى الآن، وذلك
عن طريق التنسيق التام مع اتحاد
التنسيقيات وهيئة قيادة الثورة
وكل الروابط والمجموعات التي
تساهم في بذل دماء أعضائها
ومناصريها بهدف دعم الثورة
وتطويرها، وعدم استثناء أي قوة
مؤمنة بأهداف هذه الثورة حقيقة
وعملياً لابد
من الزحف على دمشق وحلب من
خارجها، فذلك يرغم النظام على
الرحيل المفاجىء والسقوط الحر،
وعدم حدوث مثل هذا الزحف حتى
الآن، مهما كانت العراقيل
والعوائق كبيرة، هو تقصير رموز
المعارضة في إدارة الأحداث،
والاكتفاء بلعب دور المشجع على
الفعل المنتج، كمل لكل فريقٍ
رياضي مناصروه، وهذه نقطة سلبية
كبيرة في سجل المجلس الوطني
السوري قبل غيره آمل أن
يكون الشهر الأول من هذا العام
الجديد، الذي يدخله السوريون
بقلوبٍ ملؤها الحزن والأسى لما
لاقوه من ظلم وإرهاب لنظامهم
السياسي القائم، شهر الزحف
الكبير لدحر النظام في عقر داره
وارغامه على السقوط نهائياً،
وهذا يجب أن يكون أحد أهم أهداف
المعارضة الوطنية
والديموقراطية السورية، وليس
فقط بعث المناشدات على الصعيد
الدولي وترتيب الكراسي داخل
المجلس ========================= سيكون
عام التغيير.. بالتأكيد .. عقاب
يحيى يصعب
علينا عاطفياً أن نودع العام 2011
دون أن نتوقف عنده طويلاً وقد
حفر عميقاً في ذاكرة التاريخ
العربي كمنعطف نوعي سيقتحم ذلك
التاريخ بقوة ليفتح فيه صفحات
جديدات تنبئ بنهاية أحقاب
الاستبداد المكين في عدد من
الأقطار، وتدشين عالم جديد تأخر
قروناً في وطننا : عالم الحريات
الديمقراطية، وحقوق الإنسان،
وعالم كينونة البشر وانطلاق
مَلَكاتهم لتبدع وتنتج بعيداً
عن التسلط والفرض والتعليب
والتدجين، والأرنبة ..فحق له أن
يعلو بقامته على كل الأعوام،
والعقود، والقرون .. قرون
طويلة واحتقان مفاعلات
الاستبداد تصطدم بالقمع
المنهج، والقتل المنظم للأفكار
والآمال، فتتراجع الأمة
ويتقدّم بديلها أفراد يلبسون
القداسة، ويدوسون على أعناق
البشر وحقوقهم وأحلامهم فتسقط
مشاريع النهوض، وتتجوف البرامج
السياسية لمرحلة التحرر، وتداس
بالبساطير السميكة الشعارات
والآمال الجميلة وقد علكت وعجنت
لتناسب الفرد، والأحد، ومطايا
الحزب الواحد، والذهن الشمولي،
وكل ما في تلك الجعبة من قضايا
أثبتت الوقائع أنها مزيفة،
وأنها حمير ركوب للوصول إلى
الحكم، ووسائل لتحويل البشر إلى
قطيع ورعايا، ودجاج مداجن..
ويتسع الفارق بيننا وبين الغرب
إلى درجة سحيقة، وبوتائر تشبه
سريعة جداً تقضي على كل أمل
باللحاق ولو بذيولهم طالما أن
الاستبداد ومفرخاته هو القابض
على الرقاب والرؤوس والأوطان
والمقدرات.. حتى وصلت الأمة قاع
القاع، وتهشّم ذلك المشروع
النهضوي هباء منثوراًن وتهددت
الأقطار بمزيد من التفتيت
والتشظية على أسس عرقية ومذهبية
وكل ما يخطر على البال، وفعست
مشاريع إقامة الدولة المستقلة
لصالح جبروت الطغم الحاكمة
فأجبرت على الدخول قمقم الحاكم
ومزرعته وعائلته وطائفته
وعصاباته، ثم برك فوق الجماجم
لا يحول ولا يزول إلا بالموت.. في
بداية الخمسينات، ومع تلك
التجارب الديمقراطية الوليدة
التي نهضت في أعقاب انتهاء
الاحتلال الأجنبي بدت الفجوة
منظورة بيننا وبين الآخر
المتقدم، ويمكن ردمها، أو
اللحاق بركب الحضارة ليكون لنا
موقعنا، وحين أقحمنا التجزيء
المفروض، وجرى اغتصاب فلسطين(قلب
القلب) بالقوة الجبرية والتآمر..
اعتلت الدبابات السياسة
وتزاحمت للوصول إلى القصر
الجمهوري، وانتفخت المؤسسة
العسكرية وهي تستنزف الموارد
والجزء الكبير من الدخل الوطني،
والراية فلسطين وتحريرها،
والبلاغ رقم واحد ينثر الوعود
بالمنّ والسلوى، والضباط
الكبار ينفذون من ثغرات تلك
التجربة الديمقراطية لإقامة
ممالكهم الخاصة : دكتاتوريات
مصغرة لم يكتب لها الحياة
للموضعة.. حتى كان ما يعرف
بانقلابات شعارات الثورات التي
تمتطي الأحزاب وتصدّرها واجهة
وقاعدة، مستفيدة من سمات
المرحلة، ومن حالة ما يعرف
بحركات التحرر الوطني والقومي
لإحداث انعطافة شاملة في المسار
والعمق والنظام والبلد والدولة
.. وفي
غمار انقسام العالم إلى معسكرين
متناحرين كان الانتماء للمعسكر
الاشتراكي نتاجاً طبيعياً
محمّلاً بأطنان الوعود
والطموحات والمهمات، وفي
الجوهر منها : مشروع النهوض
الوحدوي، التحرري، الاستقلالي
ببعد العدالة الاجتماعية، أو ما
يعرف بالاشتراكية وبحركية تقوم
على خيارات تقدمية، شبه
علمانية، شبه حزبية، شبه ما
يجري هناك في بلدان ذلك المعسكر
مع فوارق كبرى لجهة مستوى نضج
البنى، والأحزاب، ودور وموقع
المؤسسة العسكرية، وتعضدي
التخلف، وفيسفساء التكوينات
المجتمعية الماضوية، والتي
يعيش كثيرها مرحلة ما قبل
الدولة، وما قبل الوطنية
والقومية، وما قبل الحداثة،
وسمات العصر الذي نعيش فيه..
وجاءت أفكار حرق المراحل قفزاً
أمنياتياً لا يراعي قابلية تلك
البنى، ولا إفرازاتها، وطبيعة
الأداة ومدى صلاحياتها،
والوعي، والقيادات، والنخب،
والعسكر وأثرهم، والخاص
والعام، والوطني والقومي
وموقعها، والاجتماعي المهروس
لصالح القومي والوطني، وعلى
حساب ضجيج الشعارات، وفلسطين
الحاضر الغائب الأكبر ..وقد
فرّخت نتاجها المألوف في الحزب
الواحد، والتخطيط الشمولي
والمركزة والفرض، فالقولبة
المنهجة للمجتمع من فوق لتحت
وبالعكس حتى يتمّ إمساكه بقبضة
الحكم وأذرعه الأمنية،
والمنظمات الشعبية : أفرعه
الموضّبة، بينما اختنقت
الديمقراطية واغتيلت آلاف
المرات، ثم حنّطت جثتها
للاستخدام اللفظي ضمن ما يعرف ب"الديمقراطية
الشعبية"... حتى إذا ما انقلب
الطاغية الأسد على رفاقه،
والحزب ركل كل شيء بقدم نرجسيته
وفئويته لإقامة مملكة التوريث
المرعبة، وعمادها الأهل
والعشيرة والطائفة ولفيف
انتهازي يتعشبق على اللهط
والمَظهرة ونهب البلاد، وتعميم
الإفساد بشكل منهجي، وقولبة
المجتمع وقتل روحه وأي اهتمام
بالشأن العام.. والخلط المريع
بين الدولة والسلطة ثم تأميمهما
لصالح الفرد الذي نصّب نفسه
قائداً للأبد تنهال عليه الصفات
كما الصلاحيات، فيتضخم النرجس
فيه وقد بلغ حد المرض النرجس،
ومستوى إبادة كل من يعارض .. كثيرة
بلاوي غياب الديمقراطية
ومفرزات الاستبداد وقد أرجعت
بلادنا قروناً للخلف، فعلا
الركام خراباً صفصفاً تنعق فيه
المافيا الجديدة وترتع بثروات
منهوبة من المال العام، وتعلو
جدران مملكة الرعب بآلاف آلاف
أجهزة الأمن والمخبرين
والشبيحة المأجورين، والطاغية
ينام على جماجم الشعب وأحلامه،
حتى إذا ما فرض التوريث المشوّه
الذي زاد ما بقي من أطلال
الجمهورية نخراً وفحشاً.. انتشى
العته جنوناً بكؤوس القاعدة
الذهبية التي فرضت على الشعب :
الإخضاع والإذلال والقتل
والترويع لكل من يفكر بقول كلمة
لا، أو الخروج عن مألوف التوضيب.. ******** وأحرق
البوعزيزي بجسده عقوداً من
الاستنقاع، وإذ بالبركان
العربي ينبثق من تحت النار..
لهيباً ثائراً بكل احتقان
الأزمان، وعبر شباب جديد أحدث
المفاجأة، وعاكس كل تلك
التوقعات البياتية عن الجيل
الخنوع، والجيل المبتعد عن
السياسة، والجيل الخانع..
وتدفقت الجموع ثورات متنقلة..
لتحطّ في بلدنا الحبيب .. أشهراً
عشرة والثورة السورية تسجل
بصمتها كأهم تلك الثورات : معجزة
الشباب والشعب.. ونهر الدماء
يرويها فما بخل الشباب عن
العطاء..وما زال التصميم أقوى
على تهديم تلك المملكة النتن
وإقامة البديل الذي يليق بسورية
وشعبها ... ويمر
الانتظار والتوقعات كبار
بالنصر الحاسم، وتقف التعقيدات
السورية في حلق العالم والوضع
العربي الرسمي المتآكل،
والمذعور، واليتم عنوان الثورة
وفحواها، والعامل الذاتي يمتشق
يمين القسم : أن لا تراجع إلا
والنصر بين الأيدي .. يودعنا
عام التغيير وما زالت بلادنا
على الجدول، فنستعيد الأشهر
أياماَ وساعات ومعطيات، ونقف
إجلالاً لأرواح الشهداء، نرفع
رايات المجد في المعتقلات،
وننحني إكباراً أمام شبابنا
وشعبنا المكابد، المصمم على
البذل، حامل الحلم والأماني
لسورية كلها : سورية الشعب
والتاريخ والغد، وسورية بكل
فئاتها ومكوناتها.. بما في ذلك (الكتلة
الصامتة)، والمتفرجون،
والمؤيدون، وحتى المشاركين
بدرجاتهم الدنيا في عمليات
التجييش.. لأن شعبنا متسامح،
حضاري، ويدرك أن الدولة المدنية
الديمقراطية المنشودة لا تخص
فئة دون الآخرين، وأن المواطنة
المتساوية للجميع لترتفع سورية
بناء يليق بمكانتها وقدراتها..
تتناغم فيها الأطياف والمكونات
وحدة وطنية قائمة على التعددية،
والتداول السلمي على السلطة .. له
العام 2011 آيات التبجيل والتكريم.. وعام
النصر الأكيد أمنيات الخير،
والحب، والتآلف.. وكل عام وبلدنا
حراً، ديمقراطياً.. ===================== الفلسطينييون
و"المسألة السورية" عريب
الرنتاوي بعد
مصر، تأتي سوريا كثاني أهم ساحة
من ساحات "الربيع العربي"
بالنسبة للفلسطينيين...دولة طوق
ومواجهة، ساحة رئيسة لما كان
يعرف بمحور "المقاومة
والممانعة"، فضلاً عن وجود
أزيد من نصف مليون لاجئ فلسطيني
على أرضها، وهي فوق هذا وذاك،
دولة حاضنة لقيادات عدد من
الفصائل الفلسطينية الأساسية...لذا
كان طبيعياً أن تتجه أنظار
الفلسطينيين إلى هذا البلد
العربي الجار والشقيق، وأن
تُحبس الأنباس بانتظار معرفة
أين يتجه. مسكونون
ب"هواجس" التجربة الكويتية
و"كوابيسها"، جنح
الفلسطينيون ممثلين بفصائلهم
الرئيسة وممثلهم الشرعي
الوحيد، للنأي بأنفسهم عن "التدخل
في الشؤون الداخلية للأزمة
السورية"....المنظمة والسلطة
اللتان تفهمتا حاجة الشعب
السوري للإصلاح والحرية
والكرامة، لم ترغبا في إتخاذ
أية مواقف، قد ترتد وبالاً على
اللاجئين الفلسطينيين في
سوريا، وترتب إضفاء مزيدٍ من
التعقيد في علاقات المنظمة
بالنظام. حتى
حماس، التي تجد نفسها تحت وابل
من الضغوط الإخوانية، القطرية،
التركية وغيرها، التي تستهدف
إقناعها ب"الانسحاب من سوريا"
والتنديد بالنظام والانضمام
لقائمة الداعين لإسقاطه، حتى
هذه الحركة، نجحت في الحفاظ على
مواقف متوازنة، تتبنى من دون
لبس تطلعات الشعب السوري للحرية
والكرامة، و"تحفظ الجميل"
لنظام، تحمّل بدوره أشد الضغوط
لطرد حماس من دمشق وإغلاق
مكاتبها، من دون أن يرضخ لأي
منها. وحدها
فئات على هامش الخريطة السياسية
والفصائلية الفلسطينية، ذهبت
بعيداً في هذا الاتجاه أو ذاك...فصائل
محسوبة على دمشق، وتأتمر
بإمرتها، تتطوع للقيام بدور "الشبيحة"
دفاعاً عن النظام وفي مواجهة
الانتفاضة والثورة السوريتين....ورموز
في رام الله رأت في أحداث الرمل
الجنوبي (مخيم اللاذقية) مدخلاً
ومبرراً لتصفية حساب قديم جديد
متجدد من النظام، وأصدرت من
التصريحات ما يكفي لوضعهم في
خانة واحدة، مع شبيحة المعارضة. في
جوهر المواقف، لا تُظهر معظم
الفصائل الفلسطينية الرئيس
امتناناً عميقاً للنظام
السوري، بل أنها تميل لرفض هذا
النظام ونبذه، ولو كان الأمر
بيدها، لصوتت من دون تردد لصالح
رحيله...فثمة سجل تاريخي من
العداء والاحتراب ونزف الدماء...وثمة
فصول دامية في العلاقة بين دمشق
والقيادة الفلسطينية، لا تسمح
على الإطلاق، بافتراض "علاقات
خاصة ومميزة". كاتب
هذه السطور، شاهد عيان على
ثلاثة من أفظع فصول العلاقة
السورية – الفلسطينية: التدخل
السوري في لبنان ضد المقاومة
الفلسطينية والحركة الوطنية
اللبنانية (مذبحة تل الزعتر
اقترفت بالرعاية السورية)....الانشقاق
في منظمة التحرير والذي انتهى
بمذبحة نهر البارد والبداوي
وطرابلس، بدعم سوري ورعاية
كاملة واشتراك مباشر في الحرب
على ياسر عرفات، حتى إخراجه
للمرة الثانية في غضون عام واحد
إلى البحر (المرة الأولى فعلها
شارون في حرب الاجتياح والحصار)...وحرب
المخيمات التي شنتها حركة أمل
(1985 – 1987)، بدعم سوري مباشر،
وكانت مخيمات برج البراجنة
وصبرا وشاتيلا، من أبرز ضحايا
ذلك الفصل الدامي. الصراع
على منظمة التحرير الفلسطينية،
كان على الدوام واحداً من
محددات العلاقة السورية –
الفلسطينية، وفي مواجهة دمشق،
أكثر من غيرها، أطلق الراحل
ياسر عرفات، شعاره الشهير:
استقلالية القرار الوطني
الفلسطيني...فالنظام السوري، لم
يترك وسيلة إلا واتبعها لإحكام
سيطرته على منظمة التحرير
والحركة الوطنية....والغريب
حقاً، أن هذا الهدف جمع النظام
البعثتيين المختصمين في بغداد
ودمشق، على الرغم من كثرة
خلافاتهما وعمق اختلافاتهما...فأول
ميدان لاختبار التقارب السوري
العراقي في مفتتح ثمانينييات
القرن الفائت، تجلى في فندق
ميريديان – دمشق، عندما حاول
طارق عزيز وعبد الحليم خدام،
إحكام سيطرتهما على المجلس
الوطني الفلسطيني الخامس عشر،
والتحكم بمخرجاته وفرض الهيمنة
المشتركة على هيئاته القيادية
المنتخبة، قبل أن ينجح عرفات
بالإفلات من براثن تلك المحاولة. أما
حماس، التي قيل ما قيل عن
علاقاتها المميزة مع سوريا، فإن
أحداً لا يمكنه أن ينكر حجم
الفجوة التي ظلت قائمة ما بين
الجانبين، والتي تملؤها أنهار
من دماء الإخوان المسلمين
السوريين، منذ حماة وحتى يومنا
هذا، وربما لهذا السبب بالذات،
لم يكن بوسع الحركة أن تصطف إلى
جانب حزب الله، في مهرجانات
الدعم والإسناد للنظام، وفي ظني
أن للمسألة بعد مذهبي، إلى جانب
أبعاده السياسية كذلك. خلاصة
القول، أن معظم الفصائل
الفلسطينية، لن تلطم الخدود أو
تذرف الدموع أسفاً على رحيل
النظام السوري...لكنها معنية
أساساً، بمعرفة هوية النظام
البديل، ومواقفها واتجاهاته من
المسألة الفلسطينية، والأهم من
هذه وذاك، معرفة كيفية إنعكاس
أي موقف تتخذه من الأزمة
السورية، على مستقبل وحياة
ومصالح، نصف مليون لاجئ
فلسطيني، لا أحد يرغب في رؤيتهم
يسجلون سطور "الهجرة الرابعة"
في التاريخ الفلسطيني الحديث،
بعد هجرتي 1948 - 1967 من فلسطين، و1990
- 1991 من الكويت. ====================== بدرالدين
حسن قربي محافظة
ادلب، ليست أرضاً طيبة وليست
تيناً وزيتوناً وكرزاً وفليفلة
حمراء وليست بخضارها وفواكهها
وزعترها وحسب، بل هي بمركزها
وبلداتها وأريافها وجبالها
وسهولها ورجالها وشبابها
ونسائها وصباياها طِيبةً
وطهراً وأصالة وشجاعة وأخلاقاً
ومودة. جاءت ثورة الياسمين
السورية تكشف عن جوهر أصيل في
بنيتها، أكّدت أخوتها ونخوتها
وشهامتها ونصرتها وتسامحها
وشجاعتها. لن أخص مكاناً منها
لأنك حيث كنت، مدينةً أو بلدة أو
قرية أو جبلاً أو سهلاً أو
وعراً، فأنت في محافظة أكّدت
المؤكد وجدّدت القديم مع مدن
سورية أخرى كتابة تاريخ بدم
المئات من شهدائها شيباً
وشباباً وأطفالاً ونساءً. أفخر
بحمص عاصمة ثورتنا فخري بإدلب
التي سيّرت أول قافلة إغاثية من
شاحنات مليئة بالمساعدات
لأهلنا في حمص، وأفخر أني معارض
لنظام هو بالتأكيد أعتى وأفسد
نظام عرفه التاريخ الحديث، ولكن
فخري يزيد يوم يكون أول تجمع
علني للمعارضة عقب الثورة
السورية كان في ادلب. وأنها من
أوائل المحافظات التي انطلقت
تظاهراتها نصرةً لأهلنا في درعا
ودمشق مع بداية انطلاقة ثورة
الياسمين. وأفخر بالثورة
السورية التي عمت سوريا أرضاً
وشعباً وإن تبدّت في مكان دون
آخر، ولكن أزداد فخراً أن
النظام بكل فجره وعهره ورصاصه
مااستطاع أن يجمع من أهل
المدينة مجموعة تخرج هاتفة له
مصفّقةً ومؤيدة مما عرف
بمسيّرات الولاء. أعتزّ أن من
أبطالها ورجالاتها الأحرار
تأسس الجيش الحر ومن قبلهم
الضباط الأحرار. أفاخر أن
سهولها وجبالها تؤوي هاربين من
قمع النظام وقتله جاؤوها يعيشون
في كنف ثوارها وأهلها يشاركونهم
الأمل والألم ويروون معاً
بدمائهم ثراها المبارك والطاهر.
أفاخر أن فيها كانت أول مظاهرة
مصوّرة متحدية تطالب بإسقاط
النظام ورحيله وعلى جنباتها تقف
دبابات القمع وقناصة الشبيحة
والأمن. أفاخر أن رجال حوران
كانوا أول من كسّر تمثالاً
عملاقاً لحافظ الأسد ولكني أذكر
كل من نسي، ومن لايتذكر أن أول
صرماية رميت على حافظ الأسد مع
بداية حركته الانقلابية على
رفاق دربه وأصحابه كانت في
مدينة ادلب. أفاخر بأنها دفعت
ضريبة عالية من شبابها ودماء
أحرارها وحرائرها، وعدد
شهدائها شهادة وشاهد على
تضحياتهم وفدائهم. أفاخر بأنها
في جمعة الزحف إلى ساحات الحرية
أجخرجبت أثقالها فكان قرابة ثلث
المظاهرات السورية عدداً فيها
(107 نقطة). أفاخر بكل مناقب
محافظتي كما أفاخر بمناقب كل
مدينة وبلدة وجبل وسهل في أرض
البطولات السورية، لأن هذه
المدينة المباركة بتينها
وزيتونها وماحولها، هي عينة من
أرض البطولات السورية على
امتداد الشام وماحولها يمناً
وخيراً وبركة. نفاخر ونرفع
رأسنا عالياً بكل شهيد من شهداء
ثورة الحرية والكرامة التي تؤكد
للطغاة على مر العصور أن للحرية
رجال، وأن للكرامة أبطال وأن
للسوريين رايات، وللنخوة
والشهامة قامات. نسأل الله أن
يتقبلهم ويعوّضنا وأهلهم
خيراً، وأن يعافي المصابين
والجرحى، ويحسن خلاص أسرانا
ومعتقلينا، ويذهب بالنظام
القامع والقاتل وقد اقترب أجله
إلى سواء الجحيم. ولئن
كنّا نقول من قبيل التحبب
والتودد ابتسم فأنت في حمص،
فإننا نقول لكل عابر من ديارنا،
ارفع رأسك فأنت في أرض عبق
جبالها الزعتر والكرز، وفي
تربها الأحمر القاني يسكن التين
ويعمّر الزيتون، امتدادر
وأصالة لشجرة يكاد زيتها يضيء
ولو لم تمسسه نار، وأنت في حمى
الشهداء الكرام وأرضهم الطاهرة
ممن عملوا مع أهلهم في كل أنحاء
سوريا للخلاص من أعتى أنظمة
القمع والفساد في العالم،
وسطروا مجداً لاينسى. http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=AHDzO9OBYp0 http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=saMlrsm24T4 http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=r50Y_LoIrO4 http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=rnFzJRboVfM http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=IBobS7whNBY ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |