ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 10/01/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

مشاركات

الجامعة العربية والملف السوري ...أبعد من فشل !

د.نصر حسن

مرة ً أخرى ،مضى على الثورة السورية عشرة أشهر ، الفاعل الدموي الوحيد فيها هو النظام الذي استباح الشعب السوري وأمعن فيه قتلاً وذبحاً واعتقالاً وتشريداً وإهانة ً لا مثيل لها ، في النصف الأول من الأحداث الدامية بقيت الجامعة متفرجة على جرائم النظام في طول سورية وعرضها دون أن تحرك ساكناً ، دخلت الجامعة على خط الأحداث في النصف الثاني خجلاً ، مضطرةً مترددةً منقسمة ً بين تيارين ،الأول يعكس النظام العربي وضعفه وهوانه وعجزه عن فعل شيء ينقذ قلب العروبة النابض الذي يفتك فيه النظام بشكل وحشي بدون رادع، والثاني لنقل محايداً يعمل على بلورة موقف ما يساعد على خروج سورية من محنة دموية حصرها فيها النظام المجرم .

ومع ما رافق تحرك الجامعة في الثلاثة أشهر الأخيرة من بطء وريبة في محصلته العامة لم ينتج شيء ملموس يوقف القتل ،بل كان بمثابة زمن مفتوح للنظام لسفك المزيد من الدم وإشاعة الرعب على أمل حسم الموضوع ووقف الثورة ، ورغم أن النظام في تعامله مع الجامعة كان بمنتهى قلة الاحترام بل يكيل التهم والشتائم لها علانيةً ورفضه أي دور لها ،سوى الذي يتطابق مع موقفه ونهجه الغوغائي في أن وراء الأحداث عصابات مسلحة وقاعدة وارتفاع إرهابيين هدفهم هو التآمر على النظام المقاوم الممانع ،وللأسف كان لهذا التسويق الرخيص صدى لدى الجامعة العربية التي تعلم علم اليقين أن كل مقاربات النظام كاذبة مخادعة دموية هدفها سحق الثورة في سورية .

ومع وضوح المشهد الدموي وممارسات النظام وعصاباته ضد المدنيين الأبرياء ، راوغت الجامعة لشهور وخضعت لابتزاز النظام السوري ورفضه توقيع المبادرة العربية في البداية ، والتعامل البطيء معها لتمرير الوقت ،وأيضاً للأسف انساقت الجامعة وراء تضليل النظام وألاعيبه وتعامله المخادع مع المبادرة، عبر موافقته على بنود معينة ورفض أخرى طمعاً في إدخال الجامعة في متاهة البنود والفقرات وإطالة الوقت ، استغرق شهرين سفك فيها النظام آلاف أرواح السوريين ،مع ذلك رفض المبادرة ، تبرعت الجامعة وأعطته مهلة أخرى زادت فيها وحشيته ووتيرة قتل المدنيين ،وبعد أن تيقن النظام على أن دور الجامعة سيكون لصالحه، وقع على بروتوكول الجامعة الذي ينص على ، الوقف الفوري للقتل وسحب الجيش والمظاهر المسلحة من المدن ، والإفراج الفوري عن المعتقلين ، والسماح بالتظاهر السلمي ،والسماح لوسائل الاعلام الحر بدخول سورية وتغطية الأحداث بحرية، وسمح لمن وافق عليه من أعضاء اللجنة بدخول سورية!، فماذا فعل النظام مع البروتوكول ولجنته العتيدة ؟! وماذا فعلت لجنة المراقبة في الشوط الأول ؟! وماذا فعلت الجامعة بعد تقديم اللجنة تقريرها الأول ؟!.وهل هناك من حاجة لشوط دموي ثاني للجنة المراقبة العربية ؟!.

إنها الفرجة المأساوية على نظام دموي وحشي يقتل ويذبح ويغتصب ويدمر ويفجر ويمارس كل شذوذه وعنفه ضد المدنيين العزل السلميين ، لم ينفذ من بنود البروتوكول شيئاً ، لا هو أوقف القتل ،ولا هو سحب جيشه من المدن ،وأطلق سراح عدد من المعتقلين واعتقل أضعافهم بنفس الوقت، ولم يسمح سوى لإعلامه المشروخ وضباط أمنه وشبيحته بمرافقة أعضاء اللجنة ، فماذا على الحيادية والمهنية والأخلاق أن تقول ؟ّ!.

 إنها الشراكة مع هذا النظام القاتل الذي يتصدى بكل آلته العسكرية والأمنية وفجوره وانحطاطه وممارسة القتل المكشوف ضد ثورة شعبية مدنية سلمية عمدت طريقها وأهدافها بأنهار الدم وألوف الشهداء ،ومابرحت تصدح بالحرية والكرامة والسلمية ، استخدم النظام وأعوانه الإقليميين والدوليين كل وسائل القتل والترهيب والتفتيت والشعارات الكاذبة والفبركات البائسة والمحاولات الفاشلة لجر الثورة وسورية إلى الفتنة الطائفية والحرب الأهلية وفشل في ذلك فشلاً ذريعاً .

إنه العار ، أن يدمن الجميع على رؤية صور الذبح والقتل والتدمير والإهانة ، تمارس ضد أطفال ونساء وشيوخ وشباب أبطال يريدون الحرية والكرامة ، إنه البؤس الوطني والقومي والإنساني عندما تقرر الجامعة العربية في اجتماعها بتاريخ الثامن من كانون الثاني بتكرار دعوتها للجلاد بضرورة الرأفة ووقف العنف ، إنه العمى الأخلاقي في مساواة الضحية بالقاتل ، إنه العبث والملهاة ، إنه العمل المتهور غير المسؤول الذي يشبه سكب البنزين على الحريق لتكبر مساحته وتنفلت مفاعيله إلى حيث تدري ولا تدري الجامعة العتيدة.!.

أكثرمن ذلك ، ليكن واضحاً للجميع ، أن الشعب السوري عندما قرر القيام بثورة الحرية والكرامة ، كان يدرك جيداً من هو هذا النظام ، وما هي بنيته ونهجه وطريقة عمله وتعامله مع الشعب وهو خبير في طقوس الدولة البوليسية ، و يدرك جيداً هزال الوضع العربي الرسمي وجامعته العتيدة ، ويعرف ماذا يمكن أن تقدم للشعب السوري ، ويلم قليلاً من التاريخ القريب ودور الجامعة وقدرتها على حل الأزمات العربية ، وبالتالي يدرك أن معركته مع هذا النظام الشاذ صعبة وطويلة وسوف يخوضها وحيداً ، ولم يعول على العوامل العربية والخارجية كثيراً ، بل كان حرصه على الحل الوطني الذي أسقطه النظام أولاً ، وعلى الدور العربي الذي أجهضه النظام ثانياً، وعلى احترام دور الجامعة غير المفهوم البتة أخيراً .

أخيراً نقول بمنتهى الاطمئنان ،بان الشعب السوري البطل سوف ينتصر على القتلة الطغاة ، وأن النظام وعصاباته وأعوانه وأصدقائه وكل المترددين والصامتين والمشاركين في استباحة الدم السوري هم واهمون في حساباتهم ، وأن الثورة التي مضى عليها سلمية عشرة شهور، كانت تراهن قليلاً على قدرة الجامعة العربية على حقن الدماء وعلى الحفاظ على بعض دورها ومصداقيتها وسمعتها الأخلاقية ، لكن اليوم وبعد عروض أعضاء اللجنة على الإعلام ورؤية قتل النظام وجيشه وشبيحته لايحتاج إلى توثيق والعالم كله يعرف ذلك .

 الشعب السوري يقول : على الجامعة العربية أن ترفع يدها مشكورة عن الملف السوري، وتستمر في ممارسة هواية الفرجة على نظامها الذي يتفنن في قتل الشعب واستباحة حرمته !.

سورية جزء من هذا العالم الذي تحكمه قوانين وشرائع كونية ، والشعب السوري وحده من يقرر ويشرع حماية الروح البشرية والكرامة الإنسانية عبر كل الوسائل من عبث النظام القاتل ، وليس هناك من عار ورذيلة أكبر من القتل والإهانة وتمزيق المواطن والوطن إلى أشلاء أمام المتفرجين والصامتين والمشاركين أعداء الحرية والإنسان في كل مكان ، سورية في مرحلة جديدة ، والثورة في طور جديد , وكل الأطراف أصبحت عارية ومكشوفة ، وحرمة الدم السوري أكبر من الجميع ...وكل الطرق إلى حمايتها شرعية .

========================

الجامعة العربية في الوقت المستقطع ..

عقاب يحيى

 شبّه المناضل الوطني الكبير مصطفى رستم دور الجامعة العربية بأنه تماماً كالوقت المستقطع، ولا نريد القول : الوقت الضائع لأن شعبنا يدفع دماً كل لحظة لأجل حريته وكرامته، ولأنه لا وقت يضيع في الثورة التي تسابق زمن القتل المفتوح لانتزاع النصر لبلدنا وشعبنا كله ..

الحق أن التوصيف "مبهبطّ " قليلاً على الجامعة العربية (المسكينة) التي ليس بمقدورها أن تكون لاعباً، أو طرفاً في لعبة القوى الدولية حتى تُمنح وقتاً مستقطعاً تتسلى، أو تلعب به بطريقتها، فقد ركلوها مرغمة كي تقوم بدور يبدو خطيراً وحيوياً لما يشبه ملء الفراغ، وربما أن تجعل مما تقوم به جسراً لقادم ما ما زال على قائمة الانتظار، أو التهيئة في المطبخ الأمريكي والدولي ..لأن الجميع يدرك حال الجامعة، ويعلم بالوقائع أنها حتى لو أرادت فعل شيء، ولو كانت مُجمعة على أمر واحد فإنها، بواقعها، ومن خلفها النظام العربي المهلهل، والمفكك، والمشغول قسم منه بأوضاعه الذاتية.. فإنها لا تملك قدرة الفعل، ناهيك عن تعقّد الوضع السوري وجبروت الطغمة الذي يستحيل أن تستجيب للحد الأدنى من الأماني والاتفاقات.. أو أن تخضع لمشيئة عربية حتى لو تدرّعت، وتسلحت بقوات عسكرية كبيرة، إن كان لجهة الخلل في موازين القوى في هذا المجال، أو لجهة الاعتبارات التي يستند إليها نظام الطغمة في مواجهته لأي مشروع عربي يتجاوز الحيادية إلى الاصطفاف صراحة مع الشعب السوري، أو يحاول إيقاف عمليات القتل والجرائم اليومية التي يرتكبها بتخطيط منهّج هو خياره الوحيد، ونتاجه الشرعي.. لذلك فعلاً يبدو الدور العربي شبيهاً تماماً بالتوصيف الذي أشار إليه المناضل الكبير مصطفى رستم، وربما دون وجود كرة يتلهون بها أثناء الفرجة على الدماء السورية وهي تتهاطل غزيرة، فتضطر بعضهم إلى وضع كوفيته على عينيه، أو الالتفات جانبا كمن لا يرى، بينما يمكن لآذان البعض أن تلتقط ما يهمس لها من ضباط الأمن، ومن شبيحة يرتدون مناصب معلقين سياسيين وخبراء معلومات لكي يضعوا القاتل والحق في كفتي ميزانهم فيدونها تقريرهم على ورق غير رسمي تبدو عليه بصمات النظام .

ـ الوقت المُستقطع يعني باللغة السياسية أن أصحاب القرار في الدوائر الغربية لم يقرروا بعد حسم أمرهم وبلورة موقف بالتدخل المباشر في الشأن السوري، والأسباب كثيرة وإن تبرقعت بقصة ضعف المعارضة، أو عدم وحدتها، أو هذا الشرط المعلن وذاك، ولأنه ببساطة ما زال يستخدم منطق (الدحرجة) الذي سبق وكتبت فيه أكثر من مرة، والذي يقضي بأن يغرق النظام أكثر وأكثر في الدماء والقتل، والأزمة حتى التعفن، وأن تتهدّم الكثير من أركان مملكة الرعب، ومعها مؤسسات الدولة السورية، وأن يصبح الدفاع عن النفس، وعن الروح والعرض والكرامة والحقوق والممتلكات ردّ فعل طبيعي للشعب السوري يتغلب على الطابع السلمي الذي حرصت عليه الثورة السورية أشهرها الطوال، وصولاً إلى أن يصبح التدخل ـ بكل أشكاله ـ مطلباً شعبياً عارماً، ومن موقع الانهيار والضعف الذي لا يقف عند أية شروط وأثمان له... وقتها قد يفكر أصحاب القرار بطريقة ما لتدخلهم، ومعها تلبية ما يخططون، وما يبغون ..وحينها قد يتحوّل دور الجامعة من بيدق إلى غطاء، أو أنبوب تمرير .

ـ من هنا، ومن وعي اللوحة الدولية بكل مركباتها : وقوفاً عند الموقف التركي وتماوجاته، والموقف الفرنسي وخفوت فعاليته، وحال الدول الأوربية جميعها، وجوهر وملابسات الموقف الروسي وحدوده وثمنه، والحالة الإيرانية وغيرها... فإن الصراخ اليومي ب"رفض التدخل العسكري الخارجي" يبدو وكأنه ردة فعل مَرَضية على ضغوط مباشرة وغير مباشرة من نظام الطغمة، وكأنّ أصحابه يخافون الاتهام من فقدان المناعة الوطنية فيهم، ويريدون التأكيد لأنفسهم، وللنظام بأنهم وطنيون عن حق وحقيق، وأنهم لذلك يرفعون وتيرة رفع الشعارعلى الطالع والنازل، ويخاصمون حوله، ويتنابزون لتكريسه شرطاً لازباً في أية صيغة مبروزة ..

ـ ومن هنا أيضاً فإن المطالبات التي لا تخلو من البكائيات، والمناشدات متعددة الخلفيات، والمستوى بطلب التدخل الدولي العسكري، وتلك الهيصة الكبيرة من التفاعلات والصراعات حول السقف والمضامين والكيفيات، ومحاولة كثير أن يدلو بدلوله في هذا التكرار حتى وإن لم يك يدري ابعاده وظروفه وتداعياته.. تبدو أيضاً صرخات في وادٍ عميق يردد صداها بعض من أدمنوا رفض رؤية الوقائع، وخط تفاصيل اللوحة الدولية، ومعاني التدخل العسكري الخارجي، وخلفياته، وشروطه، ومدى نضجه عند أهله.. وكأن عديد أطياف المعارضة تتقاتل حول الوهم، وحول من يريد بيع الأحلام فيرفضها آخرون.. بنفس المنهج، ويحصد نتيجتها الشارع السوري الحائر والمبلبل من هذه الخالطوات، ومن نسبة الوقائع والحقائق فيها..

ـ في جميع الحالات.. وكما تؤكد الثورة السورية في جوهرها وأصالتها وخط الحياة فيها.. أنها ثورة سورية خالصة من صناعة شباب سوري متعطش للحرية والكرامة، رافض للإذلال والمهانة والتغييب، وأنه عندما قرر أن ينتفض، وعندما قرر بوعي تقديم المُهج فداء لها كان يدرك أنه يعتمد على نفسه ـ بعد الله ـ وأنه يضحي من أجل حرية وسيادة سورية وشعبها، وليس في سبيل رهنها لأية جهة داخلية أو خارجية، وأن طلب العون من الأشقاء،أو من الخارج ـ إن حدث ـ هو لحماية الحياة من الإبادة، وبحثاً عن وسائل دعم مشروعة هي حقه على أخوته العرب، وعلى الهيئة الأممية التي كانت بلادنا عضواً مؤسساً لها، وبالحدود التي لا تمسّ شعرة من كرامة وسيادة بلادنا وقرارها المستقل، ووحدتها الجغرافية والكيانية السياسية .

ـ الثورة وهي تلج شهرها العاشر بثبات واتساع تدرك طبيعة المعادلة، وتعقيدات اللوحة السورية، إن كان لجهة طبيعة نظام الطغمة ومرتزاته الفئوية، القمعية، الإبادية، وما يملكه من قدرات على الفتك لم يستخدمها بعد، أو من محاولات خلبية لفتح ما يعتقده جهنم الحرب الطائفية، وطبيعة الثمن الذي يجب دفعه للنصر، أو لجهة ما يحرك الخارج من مصالح واستراتيجيات وشروط لها علاقة بالوطن وقضاياه ومستقبله، ولهذا، ورغم اضطرارها لطلب الحماية الدولية للمدنيين كمطلب حق ومشروع، فإنها تعي جيداً ان عمادها الرئيس على شعبها وشبابها، وعلى اتساع رقعتها لتشمل الأغلبية الساحقة من المدن وفئات المجتمع، وهي تملك عديد الخيارات التي تضعها ضمن جدول عملها وتصعيد وتيرتها .

ـ وعلى هذه القاعدة من الفهم للوحة الداخلية والعربية والدولية.. فإن عنعنة مجلس الجامعة العربية، وتمديده فترة المراقبين، وما ورد في تقاريرهم من إجحاف يدل على ضعف وعيهم لطبيعة ما يجري، خصوصاً تأكيدهم على وجود عنف وآخر مضاد له، وكأن القاتل يتساوى مع الشعب، وكأن المجرم مضطر للإبادة في مواجهة(عنف مضاد) لا يخرج عن كونه حالات معزولة، ورد فعل محدود الأثر، والوجود، وأنه بدأ بعد أشهر من الصمود بالصدر العاري، وبعد نهر الدماء، وآلاف آلاف المعتقلين والمفقودين، وعمليات التدمير والاغتصاب ..وغيرها كثير..

مع ذلك، ولأننا ـ في هذا الجانب ـ ضمن الوقت المستقطع فعلاً فيجب أن نحوّل وجود هؤلاء المراقبين (رغم قلة عددهم، وضعف حرفيتهم وخبرتهم وقدراتهم، وربما مهنية وحيادية عديد فيهم) إلى عامل إيجابي لصالح الثورة من خلال مزيد من الضغوط على الجامعة العربية لوضع بنود(البروتوكول) موضع التنفيذ خاصة ما يتعلق منه ب : سحب الجيش وقوات الأمن من المدن ـ إيقاف القتل وعمليات العنف ـ إطلاق سراح جميع المعتقلين، وحينها، بل وحتى لمجرد وجودهم سيمتلك شعبنا هامشاً ما من حرية الحركة للتظاهر بقوة أكبر كي يستعيد أمسه في بانياس وحماة ودير الزور وحمص وحوران وغيرها عندما خرج الشعب بأغلبيته الساحقة معرباً عن موقفه، ومطالبته بإسقاط النظام.. وهو جاهز اليوم للخروج بمئات الآلاف في المدن السورية كقاعدة تثبت أن الشعب اتخذ قراره، وأنه جاهز لأشكال أخرى من العمل : الإضراب ـ الاعتصام حتى انهيار الطغمة وتكنيسها ..

لن نعتب على الجامعة العربية لأنها أعجز من أن تلام، ولأن بعض دولها تخاف وهج الثورة أن يصلها، لذلك تتباطأ ويمكن أن تتواطأ، وهي لا حول ولا قوة .. إلا أن تكون جسر الوصول للأمم المتحدة، وبوابة الجسر مقفولة حتى اليوم، والمفتاح ليس عندها، بل عند أصحاب القرار ..

الشيء الرئيس الذي نعوّل عليه : قدرات شعبنا التي لا حدود لها.. فهي الرهان، وهي العامل الحسم..

==========================

في أنظمة القمع لاصوت يعلو على صوت المعركة

بدرالدين حسن قربي

على مقعده في مدرسته في بَرْزَة الثائرة منذ عشرة أشهر حسوماً في وجه أعتى أنظمة القمع توحشاً في العالم، وبين يديه ورقة امتحان اللغة العربية وفيها مطلوب منه أن يكتب موضوعاً في الإنشاء عن صمود أهل غزة.

سأل المعلمةَ التي كانت تراقب: آنسة ..!! هل مايمنع أن أكتب عن صمود أهلي في برزة..!؟

ارتبكت المعلمة ومعها المراقبات الأخريات وهنّ يتطلعن إلى بعض، ونظرات الجميع تقول: إي لعنة الله على هيك نظام مقاوم وممانع.

قالت المعلمة: بس الإنشاء المطلوب عن أهل غزة، ولن يعطوك علامة إذا كتبت عن صمود ناس غير أهل غزة..! الله يرضى عليك ياابني..!! اكتب عن الصمود كما هم يريدون، حتى لا تقع في مشكلة التآمر والخيانة فيعتقلوك أنت أو أحداً من أهلك..! ليش أنت نسيت ياابني، إيش صار بأطفال درعا ..!؟

دمعت عينا الطفل ببراءة مؤكداً أنه لم ينس، وإنما هو ساكن ببرزة، مضيفاً: والشبيحة ( تبعوت) عش الورور قتلوا أبي الصيف الماضي، وأخي معتقل بعد وفاة أبي، وأنا أخذوني منذ يومين وعذبوني لأعترف إن كان أحد يرسل لنا مساعدات من أمريكا أو اسرائيل.

ياآنسة..!! مو معقووول أن أترك استشهاد أبي وصمود أمي وإخواني وأخواتي وأهلي في الشام، وأقطع مئات الكيلومترات لأكتب عن صمود أهل غزة....!!؟

قالت له المعلمة: ياابني..!! هو (هيك الصامدين والمقاومين والممانعين) الله خالقهم، ساعتهم معيّرة على فلسطين ورَبَطْها مربوط على غزة. ليش أنت ماسمعت ياابني عن تعيين ميرو – رئيس مجلس الوزراء الأسبق – رئيساً للجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني مع أول ايام العام الجديد باعتبار لاصوت يعلو على صوت المعركة، لأن مَنْ قَبْله اهترى وتَخْتَخْ من كثرة الدعم والمقاومة...!؟

كتب الطالب البرزاوي موضوعه وسلّم الورقة. ولم تك إلا لحظات لتقرأ المعلمة فيها:

ياأهل برزة..!!

ياأهل الصمود الصامدين منذ عشرة أشهر، وياأهل الكبرياء..!!

أنتم الأهل والعشيرة والقرابة والجيرة، أنتم الصمود والكبرياء والعزة والشموخ، بوركت ثورتكم وبوركت دماؤكم، رفعتم رؤوس أهل سوريا عالياً.

الله معنا الله معنا، الله مولانا، والأسد ساقط ساقط ساقط.

صحيح أنهم قتلوا منّا حتى اليوم أكثر من 400 طفل. وإنما نشد على أيديكم نحن الأطفال ونصرخ بأعلى صوتنا:

نحنا معكم. نحنا أعلنّا العصيان، الشعب السوري مابينهان، نحنا أعلنا العصيان

وأنا سوري والله أكبر، وكل واحد فينا عنتر ، ومنّا نشيلو هالأزعر، ونحنا أعلنّا العصيان.

نحن الأطفال، من درعا في الجنوب إلى ادلب في أقصى الشمال، ومن الشرق إلى الغرب في الصحاري والسهول والجبال، لسوف نؤكد للعالم أننا أحرار أبناء أحرار، وأننا من طيّر بشّار قاتل الأطفال.

عاشت برزة وعاشت سوريا الوطن والحرية والكرامة والبلد، لأنها لنا ومش مزرعة لبيت الأسد.

http://www.youtube.com/watch?v=9XB9E9eCEJE&feature=share&mid=57461

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ