ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 17/01/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

إسرائيل : عندما يحل الفيروس محل الصاروخ

صالح النعامي

على مدى الأسبوع الماضي، عجزت غرفة الطوارئ في البنك المركزي الإسرائيلي عن استقبال سيل الاتصالات التي انهمرت عليها من عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين استبد بهم الفزع في أعقاب الكشف عن اختراق بطاقات الائتمان الخاصة بهم من قبل هاكرز ادعى أنه عربي سعودي يقيم في المكسيك. حسابات الإسرائيليين الفزعين التي باتت مهدة تقدر بمئات الملايين من الدولارات، وهو ما يمثل فاجعة حقيقية لقطاع واسع من الإسرائيليين داخل إسرائيل وخارجها. لكن ما أثار قلق صناع القرار في إسرائيل ليس إمكانية خسارة هؤلاء الإسرائيليين مدخراتهم المالية، بل الخوف من أن يكون هذا الاختراق الواسع جزء من حرب إلكترونية تشنها جهة معادية ذات مصلحة حقيقية في إلحاق أقصى قدر من الأذى بالأمن القومي الإسرائيلي. لم تتعامل المحافل الرسمية الإسرائيلية بجدية مع ادعاء الجهة التي اخترقت بطاقات الائتمان بأنها مجرد " هاكرز سعودي "، بل إنها تعتقد أن هناك ما يدفع للاعتقاد أن الطرف الذي يقف وراء هذا الهجوم هو إيران.

 

مصلحة إيران

وينقل بن كاسبيت، كبير المعلقين في صحيفة " معاريف " عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها أن لإيران مصلحة واضحة في شن حرب إلكترونية ذات أبعاد استراتيجية ضد إسرائيل، وذلك رداً على الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها مؤخراً، واتهمت إسرائيل بالوقوف خلفها، وتحديداً توظيف فيروس Stuxnet في تعطيل أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم في المنشآت النووية الإيرانية، علاوة على شن عدد من الهجمات التي استهدفت مخازن صواريخ في أنحاء متفرقة من إيران. ويضيف بن كاسبيت: " لقد اختارت إسرائيل أن تشن حرب إلكترونية على إيران، وعليها أن تواجه نفس الحرب، يتوجب عليها ألا تلوم سوى نفسها ".

 

أضرار استراتيجية

وتجمع كل الجهات ذات العلاقة بقضايا الأمن القومي الإسرائيلي على إن أية حرب إلكترونية تشن على إسرائيل يمكن أن تحدث أضرار استراتيجية أخطر بكثير من مجرد المس ببطاقات الائتمان. ويقول متان فلنائي، وزير الجبهة الداخلية الإسرائيلي إنه نظراً لأن المؤسسات المدنية والعسكرية في إسرائيل توظف أكثر التقنيات الحديثة تقدماً، فإن منظوماتها تكون أكثر عرضة للاختراق من قبل الأطراف المعادية. ويقول شموئيل منتسور، مدير إحدى شركات الحماية الإلكترونية في إسرائيل، إن أية حرب إلكترونية تشنها أطراف معادية ستصيب مرافق الدولة بالشلل الكامل. ويشير منتسور إلى إن حرب إلكترونية يمكن أن تؤدي إلى تعطل العمل في المطارات، ويمكن أن تؤدي إلى توقف الانتاج في المرافق الاقتصادية، علاوة على الإضرار بالمؤسسات الخاصة. ويوضح أن الجهات المعادية يمكنها أن توظف التقنيات الإلكترونية في اختراق شبكات الاتصال العامة والعسكرية وليس فقط الحصول على معلومات سرية بالغة الأهمية والحساسية، بل إن مثل هذا الاختراق يمنح الجهات المعادية القدرة على تزويد صناع القرار في تل أبيب بمعلومات مضللة، يمكن أن تؤدي إلى أضرار بالغة.

ذنب إسرائيل

لكن من الواضح أن إسرائيل ليس بإمكانها أن توجه اللوم لأي طرف معادي في حال قام باستهدافها باستخدام الحرب الإلكترونية الإلكترونية، لأنها تجاهر بتوظيفها الحرب الإلكترونية في استهداف كل طرف يقع تحت دائرة " الأعداء ". فقد أعلن عاموس يادلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق أن الجيش الإسرائيلي قد أقام بالفعل هيئة عسكرية خاصة بشن الهجمات الإلكترونية على الأطراف المعادية. ونقلت صحيفة معاريف عن يادلين قوله: " تقوم الحرب الإلكترونية على ثلاث مركبات أساسية، وهي: جمع المعلومات الاستخبارية، وتنفيذ الهجمات، وتوفير الحماية ". وتطبيقاً لهذا التوجه، فقد تم تدشين قيادة خاصة بالحرب الإلكترونية داخل ما يعرف ب " وحدة 8200 "، وهي وحدة التنصت الإلكتروني في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، بحيث يرأس القيادة الجديدة ضابط كبير برتبة بريغادر جنرال، حيث يعمل في هذه القيادة خبراء في مجال الفضاء الإلكتروني ورجال استخبارات. وتختص القيادة الجديدة بتوفير حماية للشبكات التي يستند إليها عمل المؤسسات العسكرية والمؤسسات المدنية الحساسة، مثل شركة الكهرباء القطرية والمطارات وغيرها من مرافق، علاوة على إنها تبادر إلى شن هجمات إلكترونية على أطراف معادية حسب توجيهات هيئة أركان الجيش. وتنقل صحيفة معاريف عن ضابط خدم في هذه القيادة قوله أن الفضاء الإلكتروني يتطور بشكل سريع جداً وبالتالي يتوجب توفير حماية للمنظومات الإلكترونية بشكل يتلائم مع هذا التطور، حتى لا تتعرض للاختراق. ولم يكتف الجيش الإسرائيلي بهذه الإجراءات، فقد أعلن عن نيته تجنيد 300 من " الهاكرز " الإسرائيليين، وذلك لتوظيفهم في مجال مواجهة الهجمات التي يمكن أن تتعرض لها المرافق الحيوية التابعة للمؤسسة العسكرية. وقد أمر رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي بني غانز بتعديل الخطة الخمسية التي أقرت في الجيش مؤخرا،ً بحيث يتم تخصيص بضع مئات الملايين من الدولارات في مجال تحصين المنظومات الحساسة في الجيش. ليس هذا فحسب، بل إن الجيش الإسرائيلي افتتح هذا الأسبوع -ولأول مرة - في معهد لتخريح من وصفهم الجيش ب "مقاتلي السايبر"، حيث إن المهمة الرئيسة لهؤلاء الجنود ستكون العمل دون اختراق المنظومات المحوسبة في الجيش من قبل فيروسات تصممها أطراف معادية.

 

سوابق إيرانية

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا تعتبر إيران في نظر الإسرائيليين الطرف المرشح للعب الدور الأساسي في الحرب الإلكترونية ضد الدولة العبرية، وهل قدرات إيران تسمح بتنفيذ هجمات إلكترونية ذات بعد استراتيجي على إسرائيل؟.

إليكس فيشمان، كبير المعلقين العسكريين في صحيفة " يديعوت أحرنوت "، يرى أن التجربة قد دللت على إن لدى الإيرانيين القدرة على تنفيذ هجمات إلكترونية بالغة الخطورة، لذا فهو يبدو أكثر حزماً في نسب الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها إسرائيل مؤخراً لإيران. ويتساءل: " إن كانت إيران قد تمكنت مؤخراً من السيطرة على أهم وأكثر الطائرات الأمريكية بدون طيار سرية وأعظمها كلفة عبر توظيف تقنيات متقدمة، فهل من المستهجن أن يتمكن الإيرانيون من اختراق بطاقات الائتمان لعشرات الآلاف من الإسرائيليين ". ويشير فيشمان إلى أن الإيرانيين يملكون سجلاً من الانجازات في مجال الحرب الإلكترونية، حيث تمكنوا من تحقيق انجاز " مذهل "، تمثل في إبطال عمل هيئة القيادة التي تتحكم في تشغيل وتوجيه الطائرات بدون طيار الأمريكية العاملة في العراق، مع العلم أن مقر هذه الهيئة موجود في قاعدة عسكرية داخل الولايات المتحدة. وأشار فيشمان إلى أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة تستخدم 14 ألف خبير في مجال الحرب الإلكترونية، وتستثمر عدة مليارات من الدولارات في مجال تحصين شبكاتها الإلكترونية، إلا إنها لم تتمكن من الصمود أمام الهجمات الإيرانية. ويرى فيشمان أن هناك أساس للاعتقاد أنه بإمكان الإيرانيين اختراق المنظومات العملياتية للجيش الأمريكي في جميع أرجاء العالم. وأوضح فيشمان إن الإيرانيين تمكنوا في أواخر ثمانينيات القرن الماضي من فك شيفرة طائرات الاستطلاع الإسرائيلية التي كانت تستخدم في عمليات الرصد فوق سماء جنوب لبنان، وتمكنوا من خلالها من مد مقاتلي حزب الله بالمعلومات التي أسهمت في تعقب أنشطة الوحدات الخاصة الإسرائيلية التي كانت تعمل في جنوب لبنان الذي كان يخضع للاحتلال الإسرائيلي وهو ما أسفر في حينه عن استدراج وحدة النخبة في سلاح البحرية الإسرائيلية، المعروفة ب " القوة 13 "، وقتل 12 من عناصرها وجرح عدد آخر. وفي شهر آب الماضي، أعلنت شركة " ديجينوتار "، المختصة بتوفير الأمان لمواقع الإنترنت في إسرائيل إفلاسها، بعدما تمكن الإيرانيون من اختراق موقعي جهازي الاستخبارات: " الموساد "، و" الشاباك "، وموقع " وللا "، أهم المواقع الإخبارية على الشبكة. وتحذر المحافل العسكرية الإسرائيلية من أن أية حرب تكون إسرائيل طرفاً فيها ستتأثر بالحرب الإلكترونية. وتشير هذه المحافل إلى أن سر تفوق الجيش الإسرائيلي التقني الهائل مقارنة مع الجيوش الأخرى في المنطقة يمثل في الوقت نفسه نقطة ضعف قاتلة في حال تم استثمارها من قبل " الأعداء ". وتنقل " يديعوت أحرنوت " عن هذه المحافل قولها أن توظيف التقنيات المتقدمة في زيادة فاعلية التنسيق بين أذرع الجيش الإسرائيلي وأسلحته المختلفة، يمكن أن ينغرس كسهم مرتد في جسم الجيش الإسرائيلي، لأن توظيف التقنيات المتقدمة يسهم في تمكين " العدو " من اختراق المنظومات العسكرية المشغلة لآلة الحرب الإسرائيلية وشلها، أو لتوجيهها لتضرب العمق الإسرائيلي.

لقد دق اختراق بطاقات الإئتمان على هذا النطاق الواسع ناقوس الخطر لدى الإسرائيليين، حيث أنه من المتوقع أن تعقد الكنيست جلسة عاجلة للتباحث حول سبل مواجهة " الحرب الالكترونية ".من ناحيته هدد نائب وزير الخارجية داني ايالون بان أي مساس بالسيادة الاسرائيلية في الفضاء الالكتروني يعتبر بمثابة اعلان حرب وأن كل مَن يفعل ذلك يعرّض نفسه لرد اسرائيلي. وفي ندوة عقدت الجمعة الماضي في مدينة بئر السبع، تطرق أيالون الى الهجمات الإلكترونية الأخيرة أنه ينبغي لاسرائيل ان تقتدي بالولايات المتحدة التي أوضحت أن أي استهداف لفضائها الالكتروني سيكون بمثابة اعلان حرب وأنها سترد عليه حتى باطلاق صواريخ اذا اقتضت الضرورة ذلك.

في أعقاب نجاح إسرائيل في إعطاب أجهزة الطرد المركزي في البرنامج النووي الإيراني باستخدام فيروسات محوسبة، تباهى أحد ضباط الجيش الإسرائيلي، قائلاً: " بدلاً من سلاح الجو بالإمكان استخدام الفضاء الإلكتروني، وبدلاً من الصاروخ بالإمكان استخدام الفيروس ".

لكن يبدو إن إسرائيل ستعاني من فيروسات الآخرين.

saleh1000@hotmail.com

========================

الثورات العربية.... دور الجماهير أم دور الأحزاب

علاء الخطيب – لندن

ثمة ظاهرة أفرزتها ثورات الربيع العربي, هي بروز دور الجماهير وتراجع دور الأحزاب, ففي كل الثورات العربية غابت الأيديولوجيا الحزبية و انقادت للجماهير, فلعقود خلت كانت الأحزاب هي من تمتلك ناصية التغيير وتفرض الايديولوجيات و تقود الشعوب, وليس العكس, فقد حصل العكس تماماً في حركات التغيير العربية .

لقد فشلت كل الأحزاب في تثوير الشعوب العربية وكانت في سبات عميق و فقدت زمام المبادرة ولربما أستسلمت لواقعها ودب اليأس في تشكيلاتها ونخر الزمن قادتها.

فالمتابع للثورات العربية اليوم يرى بوضوح هذه الظاهرة التي أبتدات بالشعارات التي رفعتها الشعوب والتي أكدت على العدل والكرامة ونبذ الدكتاتورية ولم يكن هناك أي شعار حزبي أو أي أيديولوجي في الشارع وكانت اهم الشعارات هي ( الشعب يريد إسقاط النظام) من أجل الكرامة والخبز والعدالة, وهذا الشعار لا يمكن معرفة إتجاهه الفكري , لذا فهو شعار شعبي بحت لا ينتمي الى أي ايدولوجية.

 هذه الظاهرة الملفتة للمتابع تستحق الوقوف والدراسة , فهي تنبئ عن واقع فكري جديد يلحقه واقع ثقافي وإجتماعي وإقتصادي, فلن تتمكن الاحزاب بعد اليوم من فرض أيديولجياتها على الجماهير, فقد رأيناها تلهث وراء الجماهير وتستجدي رضائها, فقد تحول الواقع السياسي من الواقع الحزبي الى واقع التيارات الشعبية, وبعد أن فقدت الأحزاب مصداقيتها وافلست شعاراتها وأصيبت الجماهير بخيبة أمل عظيمة جراء برامجها الفضفاضة .

 وان ما نراه من صعود التيارات الراديكالية الى الحكم لم يكن إلا غفلة شعبية أو نزوة على الحكم من قبل الأحزاب التي استغلت العواطف الدينية, ولا أظنها ستستمر أو تستقر هذه الحالات إذا ما استمرت الأحزاب بفرض إرادتها وفكرها على الشارع. ولعل بوادر الصراع بدت واضحة في مصر وتونس وليبيا.

وهناك من يقول أن الاحزاب الدينية هي الأخرى تحمل أيدولوجيا وقد إنتخبتها الجماهير بملء إرادتها, فهذا القول لا يخلو من صحة, ولكن هذه الاحزاب لم تقدم برنامجاً إنتخابياً يقنع الجماهير حتى تُنتحب على أساسه, فالجماهير لم تنتحب الأحزاب الدينية على اساس العقيدة أو ان الجماهير مؤمنة ببرامجها الانتخابية التي لم تقدم اصلاً كما اسلفنا, ولكن الجماهير إنساقت نحو العواطف الدينية فكان الإنتخاب عاطفياً , فالشارع العربي تتملكه عواطف دينية وليس عقيدة دينية والفرق بين الأثين كبير.

لكن الجماهير ستنتظم باحزاب (مستجدة) في النهاية على انقاض الأحزاب البائدة , ولكنها مختلفة عنها تماماً , فالاحزاب البائدة كانت أولويتها السياسة الخارجية والسيطرة الأقليمية لفرض ايدولوجيتها, فهي تُسَخر كل إمكانيات البلد لهذا الغرض, وكان هذا هو السبب الرئيس للقمع والاستبداد فكلما تكلم المعارضون كان العذر بالمؤامرة الخارجية , فالايديلوجيات تصطنع أعداءً وهميين.فهي شبيهة بدونكيشوت تحارب الطواحين وتتحدث عن الإنتصارات وتُضخِّم ذاتها.

 بينما الأحزاب المستجدة ستكون اولويتها الخدمات والسياسة الداخلية التي تقوم على إرضاء الشعوب والواقعية السياسية, وهذا هو التحول الجوهري في العقل السياسي العربي, وسيترتب على هذا الأمر مغادرة العقل السياسي العربي الوعي القومي الى الوعي الوطني وسيكون الشعارالأول هو ( البلد ... أولاً) وهذه هي الخطوة الأولى في طريق الديمقراطية الحقيقية, فالديمقراطية تعني حكم الشعب ودولة المواطن والمواطنة. وستصبح مصلحة المواطن هي أولى الأوليات لدى الأحزاب المستجدة.

هذا التغيير البنوي في الفكر السياسي سينقل المجتمعات العربية الى واقع جديد على كل الأصعدة . وستنتقل الشعوب تبعاً لذلك من الرعية الى المواطنة.

 لقد رأينا الأنظمة البائدة كيف كانت سخية مع الشعوب الأخرى وبخيلة على شعوبها الى حد الحرمان, وكان هذا هو أحد الأسباب التي أدت الى هذا التغيير الكبير.

لقد زالت بعض الأنظمة ذات التوجه الأيديولوجي الثوري والبقية في طريقها الى الزوال, حيث لا مكان للاحزاب والسياسات المؤدلجة التي لا تراعي مصالح الشعوب. فالأوطان هي اكذوبة مالم تمنحنا العزة و الكرامة, فخير البلدان ما حملتنا.

=========================

في الذكرى الأولى لثورة الياسمين الشعوب العربية تريد عدالة الاجتماعية

بقلم: يسر حجازي

باحثة تونسية- مقيمة بغزة

albaitalsaid96@hotmail.com

أولا نحيي بجداره الشعب التونسي الذي نجح في كسر جدار الخوف في العالم العربي ، واثبات ايدولوجيا أن لا شيء يمكن أن يقمع الشعب في إرادته للمطالبة بحقوقه وبان يتمتع بحياة كريمة ، وفضح التصرفات المشينة التي تقوم بها بعض الحكومات العربية الدكتاتورية .

المجد والخلود لشهدائنا الأبطال في تونس والذين سقطوا من أجل أعادة كرامة المواطن التونسي .

لقد مات بوعزيزي الذي كان يكافح من أجل قوته اليومي ، وكان أول شعلة هذه الانتفاضة الشعبية التي خرجت من كل شوارع تونس ، تطالب بإسقاط النظام الظالم . وإنهاء الفساد الأخلاقي والاجتماعي ، ووضع حل بصفة نهائية لانتهاكات حقوق المواطن التونسي .

ولأول مرة في تاريخ تونس ، وبإقبال هائل من الناخبين التونسيين تم انتخاب مجلس تأسيسي ديمقراطي وتم ترشيح الرئيس التونسي السيد منصف المرزوقي رئيسا لجمهورية تونس وقيل له خلال توليه منصب الرئاسة بأنه سوف يكون تحت المجهر من قبل المجلس التأسيسي والشعب التونسي .

تؤكد نظرية فريت جوف كابرا في كتابه الايدولوجيا التي تضم الحياة البيولوجية لذكاء الإنسان والقياس الاجتماعي سنة 2002 بأن الإنسان بطبيعته يتحرك بخمول ويشغل القليل من طاقته وذكائه .

وإنما إذا طفح الكيل فيتحول الإنسان إلى آلة أوتوماتيكية تعمل بسرعة وعنف بحيث انه لا يمكن لأي جيش في العالم توقيفه ، ويقول كابرا كذلك انه إذا أرادت الشعوب التغيير الاجتماعي فهي تتحرك بمجموعات سريعة والسبب تعرضها للضرر .

وهذا المشهد أصبح في الحقيقة يتكرر مع مرور الزمن والتاريخ يعيد نفسه منذ أيام سقوط إمبراطورية انجلترا سنة 1536 بعهد الملكة أن بوليين ، وكذلك إمبراطورية فرنسا سنة 1793 بعهد الملكة ماري أنطوانيت ، في تلك الحقبة من الزمن كان الشعب اقوي بكثير من أي عاصفة رعدية وفي نهاية المطاف أدى إلى قطع الرؤوس لولائك الملوك .

أصبح هذا درسا مفيدا لجميع من يريدون الحكم وللذين سقطوا بسبب أفعالهم وللذين على وشك أن ينهاروا .

=======================

اعداء الشعب السوري هم الأخسرون

جان كورد

ليس في السياسة عداوات أو صداقات، وإنما هناك مصالح فقط، ولكن العقلاء في كل مكان يدركون جيداً أن هناك عداوات و صداقات لاتذبل، بين الشعوب خاصةً، رغم اختلاف الأزمنة وتغير رياح المصالح المادية أو السياسية، وهي تؤثر بعمق في وعي الشعوب لأجيال وأجيال، ولايمكن لأي سياسي ناجح أو اقتصادي باهر اهمالها لدى قيامه بمهامه المنوطة به من قبل قيادة بلاده. والأذكياء هم الذين يسارعون إلى تقديم الاعتذار للشعوب الأخرى، عما بدر من أسلافهم تجاهها من إجرام. وهنا نتذكر موقف المستشار الألماني الأسبق، الزعيم الاشتراكي – الديموقراطي الشهير، ويلي براندت، حين خر على ركبتيه، أمام قبر الجندي المجهول في وارسو، معتذراً للشعب البولوني عما لحق به على أيدي النازيين الألمان من أذى أثناء الحرب العالمية الثانية، فأزاح بذلك ستاراً أسوداً كان قد أسدل على العلاقات الألمانية – البولونية، إلا أن الجرح التاريخي ذاك لن يندمل، رغم اختفاء الحدود بين البلدين وشراكتهما ضمن الاتحاد الأوروبي الواسع.

وهناك أمثلة عديدة شبيهة في التاريخ، بين الأتراك والبلغار، بين اليابانيين والصينيين، بين الأمريكان والفييتناميين، بين الاسرائيليين والعرب، بين الانجليز والفرنسيين وسائر مستعمراتهم في آسيا وأفريقيا، بين الأتراك والأرمن، وبين الكورد وأعدائهم الذين سفكوا الدم الكوردي في العديد من المجازر البشعة في تاريخ صراعهم الطويل من أجل الحرية.

والشعب السوري، الذي يتعرض اليوم إلى أشرس حملة إرهابية في تاريخه الحديث، تذكرنا بأيام هلاكو وتيمورلنك والغزاة الصليبيين، لايمكن أن ينسى أبداً هذه المواقف النكراء المؤيدة لروسيا والصين وايران تجاه النظام الاسدي في سوريا، رغم إيغاله في ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية. ولن ينسى أيضاً توالي الشحنات الضخمة من الأسلحة الروسية والأموال الايرانية التي تصل إلى أيدي النظام الارهابي للاستمرار في تقتيله أبناء وبنات السوريين، وبخاصة أولئك المدنيين الذين يمارسون حقهم المشروع في التظاهر السلمي والمطالبة بتغيير نظامهم السياسي الفاسد هذا... كما لن ينسى الحملات المسعورة لزعيم حزب الله الشيعي في لبنان، هذا الذي أثبت للعالم كله، بما ينشره من كلامٍ تافه وما يمارسه من سياسة حمقاء، أنه لايتخلى عن الطاغوت الاسدي، على الرغم من مزاعمه بأنه مع ثورات الربيع العربي ومع حق الشعوب المضطهدة والمظلومة.

الشعب السوري لاتهمه المصالح المادية التي قد يجنيها من خلال علاقاته بهذه الدولة أو بتلك، وإنما تهمه حريته ووقف سفك الدماء البريئة لمواطني بلاده المنكوبة اليوم. كما أنه لاينخدع بالمزاعم التي يطلقها الروس أو الحزب الشيعي في ايران ولبنان عن "ضرورة الحوار" مع أعتى المجرمين المستبدين به، وإنما يكتب هذا الشعب في دفتر الذكريات أسماء من خذله في أصعب أيام تاريخه، من دولٍ وأحزابٍ وشخصياتٍ، أياً كانت جنسياتها وكيفما كانت مزاعمها وذرائعها... ولابد لهذا الليل الطويل أن ينجلي، وعندها سيكتشف الذين وقفوا موقف العداء له أنهم هم الأخسرون في تجارتهم، وسيدفعون الثمن باهظاً بأن لايرد الشعب السوري على توسلاتهم بعقد علاقاتهم مع نظامه الجديد، الحر، الذي سيقوم على أشلاء الدكتاتورية، مثلما قامت أنظمة ديموقراطية في مختلف أنحاء العالم، بعد التخلص من كثير من الأنظمة والدكتاتوريات، عنصرية كانت أو استعمارية، نازية أو فاشية، شيوعية أو عسكرية... وكان آخرها سقوط أنظمة عربية في شمال أفريقيا كانت لها علاقات أوسع من علاقات النظام الاسدي في العالم.

نعم، أعداء الشعب السوري هم الأخسرون، وإن غداً لناظره قريب. 

=========================

جدوى المفاوضات مع إسرائيل

بقلم/ حسام الدجني

على الرغم من استمرار الاستيطان وتهويد القدس وما تقوم به الآلة الإسرائيلية من تجريف قرى بأكملها في منطقة النقب، وما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي ومليشيات مستوطنيه من استهداف للمواطنين على الحواجز، ومن حرق للمساجد، وتجريف للمزارع، ورزمة القوانين العنصرية التي تستهدف الوجود الفلسطيني، ومن استمرار حصار غزة، ذهب المفاوض الفلسطيني إلى العاصمة الأردنية عمان من أجل استئناف لقاءات استكشافية مع الجانب الإسرائيلي تحت رعاية الرباعية الدولية، وعقد ثلاث لقاءات مباشرة بين السيد صائب عريقات ومبعوث الحكومة الإسرائيلية اسحق مولوخو، حيث قدم السيد عريقات ورقة عمل حول الأمن والحدود وينتظر اللقاء الحاسم يوم 26/1/2012م، لمعرفة موقف إسرائيل من هذه الورقة، مع العلم أن يوم 26/1/2012م هو تقريباً موعد ولادة الحكومة الفلسطينية الجديدة، وهذا سوف يطرح ماذا لو وافقت إسرائيل على تلك الورقة التي لا يعلم أحد عن فحواها...؟ هل ستتوقف عجلة المصالحة لتتقدم عجلة المفاوضات وتبدأ بالدوران من جديد...؟

 لقد استثمرت إسرائيل تلك اللقاءات من أجل الخروج من عزلتها وأزمتها السياسية، وتركت لتلك اللقاءات أن تنعكس سلباً على مسار المصالحة الفلسطينية كونها تجاوزت الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولكن لابد من طرح بعض الأسئلة على السيد الدكتور صائب عريقات، وخصوصاً بعد إعلان السلطة الفلسطينية مبرراتها في الذهاب إلى مفاوضات عمان والتي تقوم على إحراج إسرائيل أمام الرباعية الدولية ...

ما هي أهداف السلطة الفلسطينية في الذهاب إلى المفاوضات؟ ولماذا تجاوزتم الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية؟ وما هي خيارات السلطة الفلسطينية البديلة عن المفاوضات؟ وهل خيار المصالحة استراتيجي أم تكتيكي؟

 

ننتظر الإجابة من السيد عريقات، ولكن نتمنى أن تنسجم الإجابة مع السلوك السياسي على الأرض، فالشخصية الإسرائيلية لا تريد السلام ولا تؤمن به، فهي شخصية انعزالية عبر التاريخ، لها طقوسها الدينية وعقليتها الأمنية وثقافتها تجاه العرب، وترغب في أن تعيش في جيتو، وبذلك هي تقيم الحواجز والجدران كي تعزل نفسها عن العالم الخارجي، وتطالب بيهودية الدولة كي تهجر فلسطينيو عام 1948م من أراضيهم من أجل صفاء العرق اليهودي، فهم شعب الله المختار كما جاء في تلمودهم، ويمتلكون مشروعاً استيطانياً توسعياً، ومجتمعاً متفسخاً يتوحد عندما يشعر بتهديد خارجي، وهذا أكبر دليل على أن إسرائيل تصنع الأحداث في منطقة الشرق الأوسط من أجل أن يبقى المواطن الإسرائيلي في حالة حرب واستنفار، فلا يلتفت حوله لقضاياه المجتمعية...

 

ومن هنا أعتقد أنه بات من الضروري على قيادة السلطة الفلسطينية، ومنظمة التحرير بإطارها المؤقت الجديد أن تبحث في خيارات بديلة، مثل التلويح بورقة أخرى أمام العالم وهي تبني مشروع الدولة ثنائية القومية، لأن هذا المشروع كفيل في الحفاظ على فلسطين التاريخية، ويصب في المصلحة الوطنية الفلسطينية، وينهي أزمة اللاجئين، ويحرج إسرائيل أمام الرأي العام الدولي، التي لا يستطيع رعاياها أن يعيشوا في كنف دولة ديمقراطية مدنية لكل مواطنيها، لأن الغلبة الديموغرافية للعرب، ولأنهم لا يمتلكون ثقافة العيش المشترك لأنهم انعزاليون....

Hossam555@hotmail.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ