ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مجاهد
مأمون ديرانية دخلنا
منذ أيام في شهر الثورة الحادي
عشر، ولا يبدو في الأفق المنظور
حل حاسم يمكن أن يُسقط النظام في
وقت قريب. أنا نفسي كنت متفائلاً
في بدايات الثورة وتوقعت أن
ينهار النظام في شهور قلائل،
ويؤسفني أن أعلن لكم أني كنت
مخطئاً. ليس المؤسف أن أعترف
بذلك، فما العيبُ في أن يخطئ في
التقدير واحدٌ مثلي من عامة
الناس أو من الهواة الطارئين
على عالم السياسة؟ الذي يؤسفني
في الحقيقة هو أن النظام لم يسقط
حتى الآن. ثم
لاحظت أن التطورات الدولية
تتصاعد وتتسارع باتجاه الحسم
العسكري فتوقعت حرباً وشيكة، بل
قلت إن الحرب صارت عملياً وراء
الباب وليس بيننا وبينها إلا
أسابيع. ولكن الأسابيع مضت ولم
تظهر أي أدلة على تدخل قريب، فلا
كتائبَ تُحشَد ولا أساطيل
تُحرّك ولا مطارات تُهيّأ،
وأعترف بأني كنت مخطئاً وأن أي
تدخل خارجي لا يبدو قريباً (بغضّ
النظر عن طبيعة التدخل وأنواعه
ورأيي في كل منها، فإنما وصفت -حينما
كتبت عن الحرب المنتظَرة- ما
توقعته اعتماداً على التقارير
المنشورة والتسريبات المستترة،
لا ما أُحبّه وأرجوه). إذن
فنحن ما نزال في الشهر الحادي
عشر كما كنا في الشهر الأول: ما
تزال الثورة تقف وحدَها في
مواجهة النظام. بل لقد صار الأمر
أسوأ، فبينما لم تقدم لنا أي
دولة من دول العالم سوى الكلام
كان حلفاء النظام يمدونه
بالسلاح والمال والرجال في جسر
بري بحري جوي لم يتوقف منذ عشرة
أشهر، وليست بعيدةً قصةُ
السفينة التي احتجزها القبارصة
ساعات ثم أطلقوها لترسو في
طرسوس وعلى متنها ستون طناً من
الذخائر. لو أن النظام خصص لكل
سوري عشرة كيلوغرامات منها لقتل
بحمولة تلك السفينة ستة آلاف
نَفْس… ومع ذلك تركها العالم
لتكمل طريقها وتصل إلى يد
النظام القاتل، مع كثير من
عبارات الشجب والاستنكار. يا
دول العالم المتحضر: لا تتعبوا
أنفسكم بعد الآن، رُدّوا عليكم
شجبكم واستنكاركم، أو انقعوه في
باردِ الماء ثم اشربوه إن
استطعتم أن تُسيغوه، ، أما نحن
فلا حاجة لنا به منذ اليوم. * * * سألتكم
في المقالة الماضية: لماذا لا
نكمل الطريق وحدنا؟ أليس قد
قطعنا وحدنا عشرة أشهر كانت
حافلة بالتضحيات والمرارات
والآلام، فصبرنا عليها ونجحنا
في اجتيازها؟ عشرة أشهر عجاف
كانت الثورة في أكثرها وحيدة
بلا ناصر ولا معين إلا الله،
فلماذا نيأس اليوم وقد سخّر لها
الله لها من نفسها الناصرَ
والمعين، فصار لها جناحان
قويان، وغدت الثورة السلمية
واحدة من ثلاثة أركان تشكل معاً
قوة ضاربة قد لا يصمد النظام في
وجهها طويلاً إذا أحسنَت
التدبير وأتقنت العمل وتوكلت
على الله؟ الركن
الأول فيها والأهم والأعظم
حجماً وقَدْراً هو الثورة
الشعبية التي اتسع جمهورها حتى
لَيبلغ الملايينَ ذات العدد
وانتشر حتى لَيغطي الأرض
السورية كلها. الثاني في
الأهمية والحجم والقدرة على
الحسم هو جيش سوريا الحر الذي
وُلد من رحم الثورة الشعبية،
والذي يتمدد ويكبر يوماً بعد
يوم بحمد الله. الثالث هو المجلس
الوطني الذي يمثل الثورة وينطق
باسمها في المحافل الدولية. هذه
الأطراف الثلاثة يحتاج بعضها
إلى بعض ويمدّ أحدُها الآخَرَ
بالقوة، وهي تشبه في العلاقة
بينها المثلثَ المشهور الذي
يرمزون به إلى إعادة التدوير،
حيث تجتمع ثلاثة أسهم على أضلاع
مثلث فيدخل رأس كل واحد منها في
ذيل واحد أمامه، مع الاختلاف
بأن أحجام الأسهم في حالتنا
السورية ليست متساوية الحجم كما
هي في ذلك الرسم الرمزي. إن
الأطراف الثلاثة هذه تتنوع في
الوظيفة وتتكامل في الجهد، وهي
قادرة معاً على إسقاط النظام إن
شاء الله: (أ)
الثورة تحتاج إلى الجيش الحر
ليوفر لها الحماية ويدافع عن
المدنيين، وتحتاج إليه
ليساعدها في إضعاف النظام عن
طريق استهداف مراكز قوته
وتجمعاته الأمنية والشبيحية.
وتحتاج الثورة إلى المجلس
الوطني لينطق باسمها ويصل إلى
حيث لا تستطيع هي أن تصل، إلى
الدول والحكومات والقوى
الدولية والهيئات العالمية،
ليدفعها إلى تبنّي المواقف
الداعمة والمساندة للثورة. (ب)
الجيش الحر يحتاج إلى الثورة
الشعبية لأنها توفر له الحاضنة
التي يتحرك ضمنها ويعيش وسطها،
ويحتاج إلى دعم ومساعدة
المدنيين الذين يقدمون له
المأوى والرعاية. وهو يحتاج إلى
دعم ومساعدة المجلس الوطني
لتقديمه إلى العالم الخارجي في
صورة جيش التحرير الوطني،
والسعي إلى انتزاع الاعتراف به،
وتوفير ما يحتاج إليه من مال
وسلاح. (ج)
المجلس الوطني يحتاج إلى الثورة
الشعبية لأنها تقدم له الاعتراف
الذي يغدو بلا قيمة لو فقده، فكم
من معارضة هائمة تسبح على وجهها
على غير هدى ولا تدري ما تفعل
لأنها مفصولة عن جسم الثورة ولا
تحظى بقبول الثوار واعترافهم. * * * القوى
الثلاث تتكامل في وظائفها ويدعم
بعضها بعضاً وتقوّي كل واحدة
منها القوّتين الأُخرَيَين،
واجتماعها معاً هو الطريق
الوحيد الذي نستطيع أن نسلكه
بأنفسنا وهو السلاح الوحيد الذي
يبدو أننا نملكه حالياً لإسقاط
النظام دون التفكير في المساعدة
الخارجية والتدخل الخارجي الذي
ألحّ الناس في استجدائه منذ
شهور بلا طائل. ولكي نحقق النصر -بأمر
الله وبإذنه وتوفيقه- يجب على كل
فريق أن يقوم بوظيفته كاملة على
خير وجه: الثورة
الشعبية (1)
عليها أن تستمر في زخمها
وعنفوانها وأن تحافظ على
سلميّتها، فإنها هي الأصل في
المشروع كله ولولاها لما كان
جيشٌ حر ولا كان مجلسٌ وطني،
ولولا سلميتها لسحقها النظام
منذ الأيام الأولى غيرَ عابئ
بالعالم الذي لن يبالي بسحق “تمرد
مسلح” كما كان الأمر سيبدو
حينها، لولا لطف الله وجميل
تقديره لهذه الثورة المباركة. (2)
وعليها أن تستمر في دعم الجيش
الحر وتقديم الرعاية الكاملة
ضمن الحدود الممكنة، وأن تمدّه
بالرجال حينما يحتاج إلى المدد
من الرجال للقتال. (3)
وعليها أن تستمر في دعم المجلس
الوطني والاعتراف به ممثلاً
لها، مع تقويم خطئه إذا أخطأ
وتصويب مساره إذا اعْوَجّ
المسار؛ لا أقول هذا طعناً في
المجلس الوطني ولا تعريضاً
بأحد، ولكن لأني أدرك أنه يتعرض
على الدوام إلى ضغوط وإملاءات
من أطراف أجنبية كثيرة، وهو لن
ينجح في مقاومة تلك الضغوط إلا
إذا استمدّ القوةَ من الموقف
المعلَن الواضح للثورة على
الأرض. الجيش
الحر (1)
عليه أن يستمر في توفير الحماية
للمناطق المدنية وفي حماية
الحراك الثوري السلمي. (2) وأن
يضع الخطط المناسبة لتوسيع
الجيش واستيعاب المتطوعين
الذين ينتظرون النفير، وهم
بالآلاف، استعداداً لحرب
التحرير الوشيكة بإذن الله. (3) وأن
يسعى إلى توحيد فصائله جميعاً
ضمن هيكل تنظيمي عسكري موحّد،
يضم أيضاً المجموعات المسلحة
المحلية المنتشرة في بعض المدن
والتي تتولى مهمة الدفاع عن
الأحياء السكنية (وهي تتكوّن
غالباً من جماعات المتطوعين غير
العسكريين)، وسوف أناقش هذه
النقطة في مقالة لاحقة بإذن
الله نظراً إلى أهميتها الكبيرة. المجلس
الوطني قولنا
إننا سنكمل الطريق بأنفسنا لا
يعني أننا لا نحتاج إلى مساعدة
من الآخرين. الذي لا نريده هو أن
يقاتل العالم بالنيابة عنا أو
أن نكون عالة على جيوش العالم.
لا نريد في سوريا تدخلاً
عسكرياً أجنبياً يقدّم النجدة
بيد ويسلب الكرامة والحرية
باليد الأخرى؛ إننا نريد السلاح
لنقاتل به عدونا بأيدينا، على
أن نشتري السلاح من حرّ مالنا لا
نأخذه منّةً أو تفضلاً من أحد.
هذا يشبه قول الفقير الضعيف إنه
يريد أن يعتمد على نفسه ولا يكون
عالة على الناس يعيش بإحسانهم
وصدقاتهم، يريد أن يعمل ويتكسب
ليشتري الغذاء لأسرته من كَدّ
يده وعرق جبينه، فهو يتعب ويكسب
ثم يحتاج إلى بائع يبيعه الطعام
بما كسبه من المال الحلال. إن من
أهم ما نريده من مجلسنا الوطني
أن يتحرك في المحافل الدولية
ويلتقي بالقوى والمنظمات
العالمية للوصول إلى اعتراف
كامل بالثورة الشعبية، اعتراف
يمنحها الحق القانوني لإسقاط
النظام اللاشرعي بكل الوسائل،
ويمنح جيشها الحرّ الحق
القانوني للحصول على الأسلحة
التي تساعده على تحقيق ذلك
الهدف. وكما حصل مع إخواننا
الثوار الليبيين فإن على مجلسنا
الوطني أن يرتب صفقات السلاح -بالتنسيق
مع قيادات الجيش الحر-
باعتمادات مؤجّلة بحيث يتم
تسديد القيمة من ميزانية الدولة
بعد التحرير، لأن كلفة الحرب
أعلى بكثير مما يمكن جمعه من
تبرعات الأفراد والمحسنين من
السوريين ومن عامة المسلمين. * * * إذا
قام كل طرف من الأطراف الثلاثة
بواجبه وأحسنت ثلاثتُها
التنسيقَ فيما بينها، مع الأخذ
بكل الأسباب المادية الممكنة
وبذل غاية الجهد البشري المتاح،
من بعد الاتكال الكامل على الله
والتوجّه الصادق إليه، إذا حصل
ذلك كله فإني أرجو أن يكون هلاك
النظام وسقوطه ممّا يُعَدّ
بالأسابيع لا بالشهور والسنين،
بأمر الله رب العالمين. ==================== إذا
أردت تعرف ماذا يجري في سوريا...
؟! عريب
الرنتاوي إذا
أردت أن تعرف ماذا يجري في
سوريا، فعليك أن تعرف ماذا يجري
في سوريا، وليس في البرازيل
وفقا للقول الساخر الشائع
للفنان السوري ذائع الصيت دريد
لحام...وليس عليك كذلك، أن ترى
إلى ما يجري في القاهرة وجامعة
الدول العربية...فمستقبل الأزمة
السورية، يبدو أنه سيحسم على
الأرض السورية، وربما بغير ما
تنبأ وأسرع مما تكهن كثيرون،
ومن بينهم كاتب هذه السطور هذه
نفسه. خلال
أيام قلائل فقط، بدا أن قبضة
النظام الأمنية قد وهنت...فقد
بدأت قواته المسلحة تخلي مناطق
بأسرها...بل وتدير مفاوضات مع
قوى محلية، (مسلحة بالطبع وليست
عزلاء كما يقول بعض المعارضة)
لوقف إطلاق النار، وترتيب سحب
الجش والأمن والشبيحة...مدخل
دمشق الشمالي، شريان اتصالها مع
محافظات الشمال والساحل
والجزيرة، سقط بيد قوى المعارضة
(دوما وجوارها)....ومدخل دمشق
الغربي، الموصل للبنان وبيروت،
سقط عند تقاطع الزبداني، التي
تحوّلت بدورها إلى منطقة "محررة"...لم
تبق مداخل كثيرة للعاصمة آمنة
ومستقرة وسالكة في الاتجاهين. النظام
يسيطر على مراكز بعض المدن،
وليس جميعها...فيما الأرياف
السورية تكاد تكون خارج قبضة
النظام، ويتتالى سقوط السلطة
ورموزها فيها، الواحد تلو الآخر...أما
المدن الكبرى، فلا تخلو ضواحيها
وعشوائياتها وأحزمة الفقر
المحيطة من مظاهر إخلال بسلطة
الدولة...وتنتنشر فيها ظاهرة "المظاهرات
الطيّارة" التي تذكر ب"الحواجز
الطيّارة" زمن الحرب الأهلية
في لبنان. المستوى
السياسي في سوريا، يكاد يكون
مغلوباً على أمره....المصادر
تتحدث عن حالة إحباط يعيشها
نائب الرئيس (فاروق الشرع) ووزير
خارجيته (وليد المعلم)...الأول
بعد استخدامه كواجهة للحوار
الوطني المُجهض الذي عقد لجلسة
واحدة يتيمة فقط...والثاني بعد
أن تلقى صفعة في مؤتمره الصحفي
الشهير، من صنف ما واجه كولن
باول في مجلس الأمن عشية الحرب
على العراق، بعد أن نجحت
المخابرات في كلا البلدين في
تضليل المستوى السياسي
بمعلومات كاذبة، من الألف إلى
الياء...سلطة القرار تكاد تكون
محصورة بحفنة من الجنرالات
والأقارب والأصهار، محكومة
بنظرة أمنية لا يجاريها في
ضيقها (وضيق أفقها) سوى طابعها
العائلي والطائفي. ليس
ثمة في الأفق ما يشي إلى أن
النظام قد أدرك بعد مرور عشرة
أشهر على الانتفاضة، وستة آلاف
قتيل وشهيد، بأن الحل الأمني/
العسكري قد سقط...ليست في جعبة
النظام خيارات سياسية يمكن أن
تشق أفقاً بديلاً للأزمة
الطاحنة المفتوحة على شتى
الاحتمالات وأكثر السيناريوهات
إثارة للقشعريرة....النظام ما
يزال على خياره الأمني، وهو
يلوذ بحلفائه الذين طالما "استصغرهم"
من أجل تزويده ولو ب"بصورة
تذكارية" تعيد إليه بعضاً من
بريقه المُطفأ. وفي
المعلومات القادمة من دمشق، أن
السلطة تسعى في ترتيب "صورة
تذكارية" للرئيس مع رموز
المقاومات العربية في فلسطين
ولبنان...الهدف واضح بالطبع،
النظام يريد الاستثمار في موقفه
"المُمانع" للتعويض عن بؤس
موقفه "الديمقراطي"...النظام
الذي لم يُصغ إلى نصائح أصدقائه
الأكثر صدقاً وصدقية، الذين
حثّوه حتى قبل أن تندلع ثورة
الخامس عشر من آذار،على إتخاذ
خطوات إصلاحية (خالد مشعل
وقيادة حماس)، وأغلق أبوابه
وآذانه في وجه نصائحهم الصديقة
والأخوية النابعة من عميق
العرفان بجميل سوريا على
المقاومة الفلسطينية، هذا
النظام يبحث اليوم عن "صور
تذكارية" لتوظيفها في ماكينة
إعلامه الغبيّة، التي تأكل من
رصيده يومياً، ومن دون كلل أو
ملل. ليس
المهم أن تقرر الجامعة أو
لجنتها الوزارية أو وزراء
الخارجية العرب فرادى
ومجتمعين، ما الذي يتعين فعله
بخصوص فريق المراقبين العرب...السؤال
الأهم: ما الذي سيحصل بعد شهر أو
حتى إثنين...وما الأثر الذي
سيترتب على مضاعفة أعدادهم أو
بقائه على حاله...بل وماذا إن
خرجوا بما يصادق على رواية
النظام عن وجود "خلايا
وعصابات مسلحة"...هل يمكن
اختصار حركة الشارع السورية
بهذه الخلايا والعصابات ؟!....هل
يمكن الركون إلى "مشروع إصلاح
وطني" لا نسمع عنه غير
الإشادات الصادرة عن نعيم قاسم
وقاسم سليماني وبعض المواطنيين
"الغلابى" الذين يستنطقهم
التلفزيون السوري وقناة "دنيا"؟!....أين
هو المشروع الذي سيخرج سوريا من
عنق أزمتها؟!...وهل ننتظر "الخطاب
الأربعين" لكي نتعرف على
ملامح هذه الأزمة، بعد أن عجزت
الخطابات الأربع عن فعل ذلك؟!. أزمة
سوريا، سوريّة المنشأ برغم
التدخلات والتداخلات المرافقة
والمصاحبة لها...ومفاتيح الحل في
"جيوب" الرئيس وحفنة
الجنرالات والأقارب المحيطين
به....هؤلاء هم الذين قادوا
الأزمة نحو الإنفجار ونقطة "اللاعودة"...وهؤلاء
هم من بمقدوره اختصار "درب
الجلجلة" على الشعب السوري أو
المقامرة بمصائر شبيهة بما آل
إليه رؤساء وحكام سبقوهم على
دروب المنافي والسجون والقبور =================== احمد
النعيمي تمهيد: خمدت
المعركة الكلامية بين إيران
والغرب في منتصف الثورة
السورية، وتلاشت نذرها وتبددت
بعد أن زعم الصهاينة والأمريكان
أنهم في صدد شن هجوم عسكري على
المنشات النووية الإيرانية،
وان إيران سترد بضرب المصالح
الأمريكية في الخليج وإسرائيل
إذا وقع مثل هذا الهجوم، إضافة
إلى إعلان تركيا استضافتها
لنظام رادار للإنذار المبكر
تابع لحلف شمال الأطلسي يساعد
في رصد أي تهديدات صاروخية من
خارج أوروبا بما في ذلك تهديد
محتمل من جانب إيران، فكان الرد
الإيراني أن بوسع إيران إرسال
سفن حربية قرب سواحل الولايات
المتحدة على المحيط الأطلسي،
وذلك في حديث لقائد البحرية
الإيراني الجنرال "حبيب الله
سياري" أثناء إحياء الذكرى
السنوية الواحد والثلاثون لبدء
الحرب مع العراق، قوله: " مثل
قوى الغطرسة والمتواجدة قرب
حدودنا البحرية سيكون لنا وجود
قوي قرب الحدود البحرية
الأمريكية" وذلك يوم
الثلاثاء السابع والعشرون من
أيلول العام الماضي حسبما نقلته
وكالة أنباء الجمهورية
الإسلامية الإيرانية، وكان
الإعلام يروج لهذه المعركة بكل
ضراوة والتحليلات تملا الصحف
والقنوات، مما كان يوحي للعيان
بأن نذر الحرب قادمة لا محالة،
كحال الحرب الكلامية الماضية
والمستمرة قدماً ومنذ استلام
الآيات الحكم في طهران، فذهبت
كل التهديدات أدراج الريح، ومرت
الأيام دون أي يحرك أحدا قطعة من
مكانها، وسميت المعركة الدون
كيشيوتية معركة ولو كانت
بالكلام. إيران
تشعل معركة كلامية جديدة، وتهدد
بإغلاق مضيق هرمز: حتى
عادت إيران لتشعل حرباً كلامية
جديدة بينها وبين الدول
الغربية، بالتهديد بإغلاق مضيق
هرمز أمام الملاحة العالمية،
ومنع السفن الأمريكية
والبريطانية من التجول بحرية في
الخليج العربي، في حال تم فرض
عقوبات عليها، لإجبارها على
إيقاف العمل ببرنامجها النووي،
حيث حذر نائب الرئيس الإيراني
"محمد رضا رحيمي" يوم
الثلاثاء السابع والعشرين من
شهر كانون الأول الماضي الدول
الغربية بإغلاق مضيق هرمز
بوجوههم، بقوله إن:" نقطة نفط
واحدة لن تمر عبر مضيق هرمز"،
مضيفاً في تصريح نقلته وكالة
الأنباء الإيرانية الرسمية:"
إن الأعداء لن يتخلوا عن
مؤامراتهم حتى نضعهم في مكانهم
الطبيعي" ويوم الأربعاء الذي
تلاه أعلن قائد البحرية
الإيرانية "حبيب الله سياري"
قوله بأن:" إغلاق مضيق هرمز
يعتبر أمراً يسيراً بالنسبة
للقوات المسلحة الإيرانية، فهو
وكما يقول المثل الإيراني: أبسط
من ارتشاف قدح من الماء" في
الوقت الذي كانت تقوم به القوات
البحرية بمناورات حربية في
الخليج العربي حملت اسم "الولاية90"
استمرت لعشرة أيام بدأت يوم
السبت الرابع والعشرين من الشهر
نفسه، وانتهت يوم الاثنين
الثاني من كانون الثاني بداية
العام الجديد 2012م، شملت اطلاق
صواريخ وصفتها إيران بأنها
متطورة، وجرت شرق مضيق هرمز
وبحر عمان وشمال المحيط الهني،
ووصف "سياري" الغرض منها
بأنها استعراض لمدى سيطرة إيران
على مضيق هرمز. حيث
أعلن مسئول عسكري إيراني أن
طائرة إيرانية تعرفت إلى حاملة
طائرات أمريكية في منطقة
المناورات التي تقوم بها
البحرية في منطقة حساسة من مضيق
هرمز، حسب ما أفادت به وكالة
الأنباء الإيرانية الرسمية
نقلاً على لسان الجنرال "محمود
موسوي" قوله:" هذا يثبت أن
البحرية الإيرانية تراقب
تحركات القوات الأجنبية في
المنطقة". وأما
الرد الأمريكي والبريطاني على
التهديد الإيراني فقد جاء على
لسان "مارك تونر" النطاق
باسم وزارة الخارجية في واشنطن،
بقوله: " اعتقد أن التهديد
الإيراني محاولة جديدة من جانب
إيران لتحويل الأنظار عن القضية
الأساسية، وهي انتهاكهم
المستمر لالتزاماتهم النووية
الدولية"، بينما كان رد
الأسطول الأمريكي الخامس
المتمركز في البحرين، بعد تصريح
"سياري" وفي اليوم نفسه عبر
رسالة وصلت بالبريد
الالكتروني، بأن: " كل من يهدد
بتعطيل حرية الملاحة في مضيق
دولي يقف بوضوح خارج المجتمع
الدولي ولن نقبل بأي تعطيل"
وفي تصريح ل"رويترز" أعلن
متحدث باسم الأسطول الخامس بأن
الأسطول:" يحتفظ بوجود قوي في
المنطقة لردع أو مواجهة أي
أنشطة تخل بالاستقرار" بينما
وصف متحدث باسم وزارة الخارجية
البريطانية التهديد الإيراني
بأنه "كلام أجوف". تراجع
عن التهديد: مما
دفع إيران إلى أن تعلن وقبل
إنهائها مناوراتها البحرية يوم
الأحد الأول من كانون الثاني 2012م
بأنها لن تغلق مضيق هرمز ما لم
تجير على فعل ذلك، حيث تمر عبر
هذا المعبر 40% من السفن العالمية
التي تحمل النفط الخام، ونقلت
وكالة أنباء الطلبة الإيرانية
"إسنا" عن نائب قائد
البحرية الجنرال "محمود
موسوي" قوله: " نحن نسعى
للسلم والأمن وحرية الملاحة ولا
نسعى لإغلاق مضيق هرمز" مضيفا:
" لكن لدينا حصة في المضيق،
وإذا تعرضت مصالحنا للخطر،
فحينها ستتعرض مصالح آخرين (دول
الخليج) للخطر أيضاً". عودة
للتهديد من جديد: وفي
يوم الأربعاء الرابع من كانون
الثاني صرح أحد المشرعين
الإيرانيين بأن كل السفن
الحربية الأجنبية سوف يتعين
عليها الحصول على إذن إيراني
للمرور عبر مضيق هرمز، وفقاً
لما ذكرته وكالة "فارس" شبه
الرسمية للأنباء، على لسان
المشرع "نادر قاضي بور"
بقوله:" إذا رغبت السفن
والبوارج البحرية من أية دولة
في المرور عبر مضيق هرمز دون
تنسيق وإذن من القوات البحرية،
فإنه يجب أن توقفها القوات
المسلحة الإيرانية" وذلك قبل
يوم واحد من تهديد قائد الجيش
الإيراني "عطا الله صالحي"
لحاملة الطائرات من عودتها إلى
الخليج بعد أن غادرته إلى بحر
عُمان خلال مناورات البحرية
الإيرانية في مضيق هرمز، بقوله:
" إننا نوجه النصح لحاملة
الطائرات الأمريكية بعدم
العودة إلى الخليج لأننا لن
نتوقف بمجرد العلم" مضيفاً
بأن:" إيران لا تنوي تكرار
تنبيهها وتحذيرها بهذا الصدد". ولكن
الرد الأمريكي على تصريحات
القائد الإيراني جاء على لسان
وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"
في نفس يوم تصريح الإيراني بأن:"
الولايات المتحدة سوف تواصل
إرسال حاملات الطائرات إلى
المنطقة بالرغم من تحذير إيران"
وقال المتحدث باسم "البنتاجون"
"جورج ليتل" في بيان جاء
فيه:" إن نشر السفن العسكرية
الأمريكية في منطقة الخليج سوف
يستمر مثل ما كان عليه الحال منذ
عقود" مضيفاً:" إن نشر
المجموعة القتالية للحاملة
ضروري لتحقيق الاستمرارية
والدعم العملياتي للمهام
الحالية". حاملة
الطائرات تستخف بالتهديد
إيراني وتنقذ سفينة صيد إيرانية: وعادت
حاملة الطائرات "ستينس"
بعد يومين من التهديد الإيراني
لها بعدم العودة مجدداً،
والتحذير بأن ايران لن تكرر
تحذيرها، أي يوم الخميس الخامس
من كانون الثاني دون أي يحرك
الجانب الايراني ساكنا بعد
التحدي الامريكي السافر
واستخفافه بالتهديد الايراني،
لتنقذ إحدى السفن التابعة لها
والمسماة " يو أس أس كيد"
سفينة صيد إيرانية كان قراصنة
قد احتجزوهم كرهائن منذ عدة
أسبابيع، وقد كان رد أحد
البحارة الايرانيين المحتجزين
الذي يدعى "فاضل الرحمن"
حسب ما نقلت صحيفة "نيويورك
تايمز" والتي تمكن أحد
صحفييها ومصوريها من الصعود إلى
السفينة المحتجزة، أن قال
للجنود الأمريكيين:"كما لو أن
الله أرسلكم"، ومن ثم قامت
حاملة الطائرات باطلاق سراح
البحارة الايرانيين يوم الجمعة
بعد أن زودتهم بالماء والطعام
والوقود. وللتغطية
على عجز الايرانيين في مواجهة
حاملة الطائرات التي استخفت
بتهديدهم لها، وعادت لدخول مياه
الخليج، نقل موقع العالم
الإيراني يوم الجمعة السادس من
كانون الثاني عن المتحدث باسم
الخارجية الإيرانية "رامين
مهما نباراست" قوله:" بأن
هذا العمل الذي قامت به البحرية
الأمريكية كان إنسانياً ونحن
نرحب به" مضيفاً:" يجب أن
تكون محاربة القرصنة بالبحر
واجبة على جميع البلدان"،
والاسخف ما نقلته وكالة أنباء
فارس القريبة من الحرس الثوري
بأنها تشكك في عملية الافراج
وتعتبرها "فلماً هوليوودياً"
متهمة واشنطن بالسعي إلى تبرير
انتشار حاملة طائراتها في مياه
الخليج"، وكان الرد الأمريكي
على ترحيب إيران بإنقاذ
بحاراتها، على لسان "تومي
فيتور" المتحدث باسم مجلس
الامن القومي الأمريكي:" لقد
اخذنا علماً باقرار إيران
بالطابع الانساني لتحرك
البحرية الأمريكية". تناقضات
التصريحات الإيرانية: وفي
هذه التصريحات تغطية للعجز
الإيراني عن الرد على عودة
الحاملة الأمريكية إلى مياه
الخليج، ما لبث ان عاد الجانب
الإيراني بعدها إلى التحذير
مجدداً من التواجد الغربي في
الخليج، بدون أي حياء أو خجل،
كما جاء على لسان وزير الدفاع
الإيراني "احمد وحيدي"
قوله بأن:" قيام البحرية
الأمريكية بإنقاذ 13 بحاراً
ايرانياً لا يعتبر سبباً لاضفاء
الشرعية على تواجدها في منطقة
الخليج" معتبرا أن قرار
بريطانيا إرسال أكبر مدمرة لها
إلى منطقة الخليج بأنه "عديم
الاهمية"، فطالما أن هذه
الحاملات ووجودها عديم
الاهمية، فلماذا ارتعدت فرائص
الجانب الإيراني قبل ان يقطع
خوفها انقاذ سفينة صيدهم
وبحارتها، لتعود إيران إلى
تناقضها ودجلها. وجاء
الرد هذه المرة من الجانب
الأمريكي على لسان وزرير الدفاع
الأمريكي "ليون بانيتا"
بعد تهديد وزرير الدفاع
الإيراني الأحد الثامن من كانون
الثاني بأن:" الولايات
المتحدة سترد إذا ما سعت إيران
إلى إغلاق مضيق هرمز، الممر
البحري الاستراتيجي لنقل
النفط، وأنه خط احمر لا ينبغي
تخطيه" واعلن المتحدث
المتحدث باسم وزارة الدفاع "
جورج ليتل" الاثنين التاسع من
كانون الثاني بأنه لم تسجل أية
إشارة من إيران توحي بأنها تسعى
إلى إغلاق مضيق هرمز. إيران
تؤكد أنها لن تغلق المضيق،
وتغرق سفينة جديدة: بعد
فشل التهديدات الإيرانية،
وتخبط تصريحاتها، عادت إيران من
جديد إلى الحضن التركي، في
زيارة قام بها وزير الخارجية
الإيراني "علي أكبر صالحي"
إلى تركيا يوم الخميس التاسع
عشر من شهر كانون الثاني، ليعلن
من هناك استعداد إيران بالعودة
إلى المفاوضات مع الغرب بشأن
الملف النووي، والتأكيد بأن
إيران لم تحاول يوماً إغلاق
مضيق هرمز الذي يعبر من خلاله
قسم كبير من النفط العالمي،
وقال صالحي في مقابلة مع شبكة
"إن تي في" التركية:"
بتاريخها، لم تحاول إيران يوماً
وضع عراقيل أمام هذه الطريق
البحرية المهمة"، ويبدو أن
لوصول قطع بحرية أمريكية
وفرنسية وبرطانية سبب كبير في
تراجع طهران عن تهديداتها
جميعاً. وليس
هذا فحسب بل عمدت إيران إلى وضع
سفينة جديدة أمام السفن
الأمريكية مستدرة العطف، حتى
يقوم الأمريكان بإنقاذ طواقهم،
ثم تعمل الآيات في إيران على
تقديم آيات الشكر لهذه الخطوة
الطيبة من قبل الجانب الأمريكي،
وهو ما اعلنت عنه البحرية
الأمريكية يوم الخميس – وقت
زيارة صالحي لتركيا– قيامها
بعملية إنقاذ لمساعدة طاقم
سفينة صيد إيرانية كانت تغرق في
الخليج، وقد قدمت لهم البحرية
الأمريكية 68 كغماً من الطعام. فأي
عار هذا الذي لصق بكم يا من ضربت
عليكم الذلة والمسكنة، فتحولتم
من سوبر شيطان إلى أشخاص
يستدرون العطف من عدوهم،
ويمرغون أنفسهم بالتراب أمامه
كي يمسح على رؤوسهم، ويزيل
خوفهم، هذا إذا لم تكن قد فعلتم
الكبيرة بداخل سراويلكم!! ومن
السخيف كذلك وبعد تصريحات "صالحي"
أن يعود مندوب إيران لدى الامم
المتحدة "محمد خزاعي"
للتهديد مجدداً بإغلاق المضيق،
بقوله:" إن استراتيجية إيران
ليست إغلاق مضيق هرمز بل أن أي
شعب يتعرض إلى تهديد جاد من قبل
القوى الخارجية فسيدافع عن نفسه
بشكل طبيعي، وستكون جميع
الخيارات مطروحة على الطاولة"
وذلك في مقابلة اجرتها معه
قناني "بي بي أس" و"بلومبرغ"
الامريكتين. خاتمة
معركة هرمز الكلامية: وكعادة
كل الحروب الكلامية التي جرت
بين الآيات في طهران والغرب،
فقد مرت الحرب كلاماً دون أن
تتحرك قطعة من مكانها، او أن
تطلق رصاصة، وذلك كما ختمها
قائد الحرس الثوري الإيراني "حسين
سلامي" كما نقلت وكالة
الأنباء الإيرانية "إرنا"
في تصريح له يوم السبت 21 كانون
الثاني، جاء فيه: " إن السفن
الحربية والقوات العسكرية
الأمريكية تتواجد في الخليج
العربي ومنطقة الشرق الاوسط منذ
زمن بعيد، ومن هذا المنطلق، فإن
قرار إرسال سفن جديدة إلى
المنطقة ليس موضوعا ًجديداً، إن
هذا الاجراء ينظر اليه في اطار
التواجد الأمريكي المستمر في
المنطقة"، والغريب أن إيران
التي فقدت كل أنواع الحياء لا
زالت تتحدث عن مناورات جديدة. لماذا
هذه المعركة الكلامية الجديدة: في
الوقت الذي كانت تجري فيه هذه
المعركة الكلامية الجديدة بين
المجرمين الأمريكي وحليفه
الإيراني، الذي تمرغ أمام سيده
وأغرق سفنه استجداءً وتعطفاً،
بعد أن مرغ سيدهم أنوفهم
بالتراب وأجبرهم على سحب كل
تهديداتهم؛ كان الطرفان
يشتركان بمحاولة وأد الثورة
السورية ولفت الانظار عن
الجرائم التي يرتكبها الأسد بحق
الشعب السوري الاعزل، من خلال
معركة دون كيشيوتية. فقد
أعلن الأمريكان عبر تقرير تم
تسريبه إلى الإعلام ونشر في
منتصف الشهر الماضي عبر مصادر
دبلوماسية متواجدة في لبنان،
جاء فيه أن واشنطن أبلغت
حلفائها من الأطراف المعنية
التي تورطت في مشروعها الرامي
لإسقاط سوريا وضرب موقفها
الداعم للمقاومة في المنطقة،
بأن الاهداف التي كانت تسعى
لتحقيقها قد تجمدت في ضوء فشلها
بالتوصل لها، وأنها باتت تبحث
عن طرية لحل ما تورطت به بحيث
تتمكن من إعادة العلاقة مع
الرئيس الأسد، وهو ما فسره عودة
السفير الأمريكي إلى دمشق قبل
هذا التقرير بأسبوع، في محاولة
من الأمريكان إثبات مقولة الأسد
بأن الثورة السورية مؤامرة تقف
خلفها دول الغرب، وفي نفس الوقت
تفت في عضد الشعب السوري وترفع
معنويات المجرم الأسد، لكي يكون
مستعداً لإعلان خطاب النصر الذي
كان مقرراً أن يلقيه رأس هذه
السنة. بينما
كن الإيرانيون – الذي اركعتهم
واشنطن تحتها بسطارها- يرسلون
نفس النوتة الامريكية مبشرين
بانتصار الاسد، وذلك كما صرح به
"محسن رضائي" قائد الحرس
الثوري السابق وأمين عام مجلس
تشخيص ل"عربي بريس" يوم
الثالث والعشرين من شهر كانون
الأول، بأن:" أمريكا والكيان
الصهيوني والناتو وتركيا كانوا
يعدون لحملة مشتركة اريد لها أن
تكون قاضية ضد سوريا في كانون
الثاني المقبل، ينهون فيها نظام
الأسد خلال أسبوع واحد من
العمليات العسكرية، إلا أن
المعلومات المتوافرة لدينا
تؤكد أنهم شدوا الفرامل وألغوا
الخطة لأسباب عديدة، أقواها
قدرة القوات المسلحة السورية
على إيذاء الغزاة وفي الوقت
عينه قدرتها على تحطيم كيان
إسرائيل" مضيفاً:" اعتقادي
الراسخ بأنه خلال شهر كانون
الثاني ستكون الأمور في سوريا
قد استقرت على معادلة قناعة
العالم أجمع بقوة الأسد
واستحالة إسقاطه، وسيخرج
الرئيس السوري قوياً جداً من
الازمة الراهنة وسيحكم لسنين
دون ان تتمكن أي قوة إقليمية أو
دولية من إيذائه أو إحداث صدع
جدي في حكمه"، وهو نفس ما
استمر يحلم به المجرم الاسد
طيلة شهور الثورة السورية،
والتي كان يامل ان يكون خطاب راس
السنة تحقيقاً لهذه الاحلام،
ولكن الشعب السوري الأبي كشف
هذه المؤامرة الدنيئة وفضحها من
جديد، وفضح تؤاطوا المجرمين
الأمريكي والحلف الإيراني مع
القاتل الأسد. وعندما
فضح النظام الايراني وظهر ذله
امام سيده الامريكي عاد "الخامنئي"
للإستقواء مجدداً على الشعب
السوري، الذي ما أنفك يواصل دعم
حليفه الأسد ضد شعبه بالمال
والسلاح والرجال، وذلك في تصريح
جديد لمستشاره يحلمون فيه
بانتصار الأسد وواأد ثورة الشعب
السوري. هذه
الثورة: وهكذا
كانت إرادة الله – عز وجل– أن
يمتحن أهل الشام بكل هذه
الإجرام، بعد أن أنزل عليهم
أضعافها صبراً ونزع الخوف من
قلوبهم، لكي يفضح بثورتهم كل
الخونة ويعيريهم، وإن أناسا
يتحدون جلاديهم بالتكبير
والتهليل وهم يعذبون أشد
العذاب، ويبصقون على صور المجرم
الاسد وهم يأمرون بالسجود له،
فلن يخذلهم الله أبداً، وإن جند
الله هم الغالبون، والعاقبة
للمتقين. ========================= التدخل
الأجنبي في سورية .. مسار الثورة
بين عسكرتها.. وسلميتها..
والتدخل الأجنبي
نبيل
شبيب قد
يفيد لتكوين موقف متوازن وقويم
حول التدخل الأجنبي دون تثبيت
هذا الموقف مسبقا، ذكر بعض
الأسس ذات العلاقة بهذا
الاحتمال، ولا داعي هنا لذكر
الأرضية الفقهية أو النظريات
الحديثة، من وراء هذه الأسس،
تجنبا للإطالة فقط: 1-
سلمية الثورة: لا تعني الكلمة
عدم استخدام القوة إطلاقا.. بل
تعني أن "جماهير المتظاهرين
المدنيين" باعتبار المظاهرات
أحد أركان فعاليات الثورة، لا
يحملون سلاحا، ولا يستخدمون
القوة المسلّحة، ولا بد إذن من
التمييز بين من يدعو إلى سلمية
الثورة بصيغة مثالية (عدم
استخدام القوة إطلاقا) وبين من
يدعو إلى سلمية الثورة في حدود
عدم انتشار استخدام السلاح على
صعيد المدنيين المتظاهرين
تخصيصا.. ولا ينفي ذلك حق الدفاع
عن النفس كما في حالة مداهمة
البيوت الآمنة، وحالات أخرى. 2-
عسكرة الثورة: لا تعني تسليح كل
مدني.. أو تأمين السلاح
للمدنيين، ولكن تعني اصطلاحا
وجود فئة أو فئات شعبية تتسلّح
وتستخدم السلاح، فتتحول إلى
مجموعات مسلحة، وليست هذه مسألة
بسيطة.. فلا تصحّ بصددها المواقف
المتسرّعة دون التفكير
بالأبعاد الموضوعية، فليس
توافر السلاح هو الشرط الوحيد
لخوض مواجهة مسلّحة، بل لا بد من
أن يوضع في الحسبان، تأمين
أسلحة فعالة مناسبة لساحة
المعركة، وتأمين التدريب
الكافي لاستخدامها، وتأمين
الموقف السياسي المسوّغ لها،
وتأمين المممارسة الإعلامية
لمواكبتها، وتأمين القيادة
القادرة على توجيه مجراها،
وتأمين الوعي الكافي لضمان
تحقيق الأهداف بأقل قدر ممكن من
الخسائر.. ففي هذا الإطار تزداد
قيمة تحريم قتل النفس التي حرم
الله إلا بالحق. 3-
الحرب الأهلية: ما يتردّد تحت
هذا العنوان بشأن الثورة
السورية حاليا لا يحمل قيمة
موضوعية إلا نادرا، فالحرب
الاهلية عبارة عن سلسلة مواجهات
مسلّحة بين فئات متمايزة، وأبرز
خصائصها: القتل على الهوية أو
الاتجاه السياسي أو للانتقام،
وهذا في مقدمة المحظورات بجميع
المعايير، بينما كان -ويجب أن
يبقى- ما يميّز ثورة شعب سورية،
أنها ثورة شعب ضد تسلّط
استبدادي قمعي، بغض النظر عن
النسبة المئوية لكل فئة من فئات
الشعب الواحد، في جبهة الثورة
وفي جبهة الاستبداد، ولا علاقة
للثورة إطلاقا بحرب أهلية، ولا
باستهداف فئة بعينها، وإذا
تحوّلت لأي سبب في هذا الاتجاه،
فقدت مشروعيتها كثورة، مهما
كانت الأسباب الأولى لاندلاعها
مشروعة. 4-
الجيش الوطني الحر: لا تندرج
عمليات الجيش الوطني الحر في
سورية تحت أي عنوان من العناوين
السابقة، إنما يمثل ظاهرة ولدت
أثناء الثورة نتيجة الشذوذ
البعيد المدى في نوعية الهيكلية
التي يقوم عليها الاستبداد
القمعي، والتي جعلت "الجيش
السوري" معتقلا ومضطهدا في
قبضة حكم الميليشيات
الاستخباراتية المسلّحة، ويجب
تحريره.. كتحرير الشعب الذي يتبع
الجيش له في الأصل. وهنا تبدو
كلمة "انشقاق" بحدّ ذاتها
شاذة وإن انتشر استخدامها، فمن
تحرّر من الضباط والجنود من "المعتقل
الاستبدادي" شأنهم شأن
المدنيين الثائرين، وهم يملكون
السلاح وإن كان قليلا والتدريب
وإن احتاج لمتابعة، كما أنهم هم
أنفسهم يواجهون خطر القتل
والتصفية، فالحدّ الأدنى ممّا
يسري عليهم هو حق الدفاع عن
النفس، والحدّ الأوجب هو الدفاع
عن الشعب الثائر الذي ينتمون
إليه في الأصل، أما نوعية
العمليات وكيفيتها فيجب أن يبقى
قرارا في أيديهم، فهم الأعلم
بواقع ظروفهم وقدراتهم وواقع ما
يستهدفونه من الآلة
الاستبدادية القمعية غير
المشروعة. 5-
السياسيون.. والجيش الوطني الحر:
صحيح أنّ مستقبل سورية لا يستقر
دون أن تكون القوات العسكرية
خاضعة للقيادات السياسية، ولكن
لا يمكن تطبيق هذه القاعدة إلا
بعد قيام سورية المستقبل كما
يرجى لها أن تكون، أما في
المرحلة الحالية من مسار
الثورة، فلا تملك جهة سياسية
ما، مشروعية جهة سياسية "حاكمة"..
فهي ناشئة دون انتخابات، بل وفق
ضرورات الثورة، ولدعمها، وليس
للوصاية عليها، فلا تتجاوز
مهمتها المشروعة حدود العمل
للانتقال من الوضع الراهن إلى
بداية مرحلة انتقالية لتكوين
الدولة، وإلى ذلك الحين لا
ينبغي أن تكون علاقتها بالجيش
الحر أكثر من علاقة تنسيق
وتفاهم، باعتبار الطرفين من
أجنحة الثورة، التي تمثل
الفعاليات الشعبية الميدانية
عمودها الفقري ومصدر مشروعيتها. 6-
التدخل الأجنبي: انطلاقا من
الواقع "القطري" لتكوين
دول العالم بما في ذلك سورية
يعتبر أي تحرك سياسي أو عسكري أو
اقتصادي من جانب أي دولة تجاه ما
يجري على أي صعيد داخل دولة
أخرى، تدخلا في شؤونها، وهذا ما
ينضوي تحت تعريف سيادة الدولة.
وليست سيادة الدولة مطلقة، فكل
توقيع على معاهدة دولية ينطوي
على التخلي عن "قسط" من هذه
السيادة في إطار اتفاق جماعي
بين الدول، ودخل في هذا الإطار
حديثا ترسيخ قاعدة التدخل
لأغراض إنسانية، أي لمواجهة
ارتكاب جرائم ضد الإنسانية،
كالإبادة الجماعية، وممارسات
التعذيب الممنهج، وغيرها. وفي
حالة سورية يجب التمييز بين
تدخل أجنبي عربي، أو إقليمي (بمشاركة
تركيا مثلا)، أو غربي، عبر
مجموعة دول غربية أو منظمة كحلف
شمال الأطلسي، أو دولي أي بقرار
من مجلس الأمن الدولي.. وفي جميع
الأحوال يبقى ثابتا أنّ "قرار"
التدخل، يقوم على المصالح
الذاتية للدول ذات العلاقة
وموازين القوى، وليس على
الالتزام الفعلي بنصوص قانونية
دولية. 7-
المراقبون: تحت أي عنوان من
عنوان التدخل، تعني الكلمة وجود
أفراد.. أو منظمات.. أجنبية، على
أرض الدولة المعنية، يمارسون
الرقابة دون عمل عسكري، ولكن
يعتبرون تحت حماية أجنبية، فإذا
تعرّضوا لعدوان ما، يمكن أن
يتحوّل التدخل عبر المراقبين
إلى تدخل عسكري. 8- حظر
الطيران: صورة من صور التدخل
العسكري الأجنبي، أن تضمن قوة
عسكرية جوية أجنبية منع تحليق
الطائرات العسكرية غالبا، فوق
مساحة جغرافية جزئية أو شاملة
لأرض الدولة المعنية، ولا تخوض
عمليات قتالية إلا في حالتين:
تحليق طائرات عسكرية، أو تشغيل
محطات راداد استكشافية على
الأرض مما يعتبر مقدمة لإطلاق
سلاح أرضي مضاد (صواريخ ونحوها)
ضد الطائرات الأجنبية. 9-
الحظر الجوي: صورة أوسع من حظر
الطيران، ويبدأ تنفيذها عادة
بتوجيه ضربات جوية مباشرة لجميع
الأسلحة الدفاعية المضادة
للطائرات والصواريخ الأجنبية،
لتعطيلها، وتمكين الطائرات
الأجنبية من التحليق دون أن
تتعرّض لخطر ما. 10-
التشويش الألكتروني: وهو صيغة
أحدث من سواها لتدخل أجنبي،
ويستهدف شلّ تقينيات التواصل
العسكري وشبه العسكرية، بين
مراكز القيادة ومواقع انتشار
الأسلحة، ويشمل توجيهها للقيام
بعمليات ما، فيمكن عن طريق شل
قدرة الأسلحة الجوية والبرية
والبحرية عن التحرك، ويمكن
اعتباره الأقرب إلى تحقيق الهدف
العسكري في مثل حالة سورية، إذا
صدقت نوايا صانعي قرار التدخل،
دون أن يقترن ذلك بأغراض أخرى
كضرب الطاقة العسكرية الدفاعية
والهجومية، وبالتالي إضعاف
دولة المستقبل، وليس إسقاط
الاستبداد القمعي فحسب. 11-
المنطقة العازلة: حظر العمليات
العسكرية في مساحة من الأرض على
الحدود غالبا، مع استخدام القوة
عند الضرورة لتنفيذ ذلك، والقصد
منها تأمين مأوى آمن للمدنيين،
و/أو قواعد انطلاق آمنة لصالح
القوة الوطنية المسلّحة ضدّ
القوة المسلحة (ميليشيات.. أو
جيش نظامي) تابعة لنظام حاكم
كالاستبداد القائم في سورية. 12-
الممرات الآمنة: تفرض عادة كطرق
بين المناطق العازلة وسواها،
بغرض تأمين المساعدات المدنية
والحركة للمدنيين ولمنظمات
الإغاثة والرقابة الخارجية. 13-
التدخل العسكري الشامل: حرب
شاملة، يمكن أن تطال جميع
المنشآت العسكرية والتموينية
الحساسة بما فيها المصانع
والطرقات ومراكز القيادات
وغيرها، وتخضع للقوانين
الدولية أثناء الحرب، ويمكن أن
تفضي عبر نزول قوات برية إلى "احتلال
أجنبي".
========================= كيف
يموت النظام السوري جوعاً؟! فاتح
الشيخ كاتب
سوري مقيم في ألمانيا هناك
أسطورة صينية من القرن الرابع
عشر الميلادي لمؤلفها (ليو جي)،
ترمز إلى قدرة الشعوب على إسقاط
الأنظمة الاستبدادية من خلال
حصارها ، وسلوك سبيل التحدي
السياسي والاقتصادي والاجتماعي
معها بطريقة عملية ، حيث تقول
الأسطورة: كان
رجل عجوز يعيش في ولاية تشو
الريفية، يُطلق عليه لقب (سيد
القرود) الذي استطاع البقاء على
قيد الحياة، من خلال احتفاظه
بقطيع من القرود لخدمته. وكان
الرجل يجمع القرود كل صباح في
ساحة بيته، ويأمرها بالتوجه إلى
الجبال لجمع الفاكهة من
الأشجار، وكان يفرض على كل قرد
أن يقدم له عُشر ما جمع ، وكل من
لم يلتزم بذلك يُعاقَب بالجَلد
أمام الجميع، وبقيت معاناة
القرود مستمرة لفترة طويلة،
لكنها لم تجرؤ على التذمر
والشكوى. في أحد
الأيام وجه قرد صغير السؤال
للقرود الأخرى قائلاً: (هل زرع
الرجل العجوز جميع أشجار
الفاكهة؟ ) فأجابوه: ( لا، إنها
تنمو وحدها )، ثم وجه القرد
الصغير سؤالاً آخر فقال: (ألا
نستطيع أن نأخد الفاكهة دون إذن
من الرجل العجوز؟) فأجابوه: (نعم،
نستطيع ذلك)، فقال القرد الصغير:
(لماذا إذاً نعتمد على الرجل
العجوز؟ ولماذا يجب علينا أن
نخدمه؟) فهمت
القرَدة جميعاً ما كان يشير
إليه القرد الصغير، فقامت
القرَدة فوراً بتحطيم أقفاصها ،
واستولت على الفاكهة التي خزنها
الرجل في بيته، ولم تعد القرَدة
إلى المكان بعد ذلك أبداَ. وفي
النهاية: مات الرجل العجوز
جوعاَ لتخلي القردة عنه. إن
العبرة المستخلصة من الأسطورة
أعلاه تشير إلى أن المستبدين
يحكمون شعوبهم بالخدع، لا وفقاَ
للشرعية الدستورية والمبادئ
الأخلاقية ، وهؤلاء الحكام
يسلكون سبيل سيد القرَدة، فهم
لا يدركون أنه في اللحظة التي
يعي الشعب فيها أمرهم ينتهي
مفعول خدعهم، مما يترتب عليه
إلزامية نزولهم عن المسرح
الوطني. إن
الشعب السوري العظيم قادرٌ على
إماتة النظام السوري جوعاً من
خلال تجفيف موارده المالية
والمعنوية، التي تغذي حُكمه،
وتبَني استراتيجية العصيان
المدني- السلمي- (1)، باستخدام
الأدوات التي يملكها الشعب
بيديه وهي : - اللاتعاون
السياسي اللاتعاون الاقتصادي
اللاتعاون الاجتماعي اللاتعاون
الاحتجاجي ________________ (1)
استراتيجية العصيان المدني
طريق الشعب السوري لتفكيك
النظام ( فاتح الشيخ - جوجل-) ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |