ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الدكتور
عثمان قدري مكانسي عن عبد
الله بن الزبير قلت لجابر بن عبد
الله ما انتهى إليكم من شأن
لقمان ؟ قال كان قصيرا أفطس
الأنف من النوبة . وقال يحيى بن
سعيد الأنصاري عن سعيد بن
المسيب قال كان لقمان من سودان
مصر ذا مشافر أعطاه الله الحكمة
ومنعه النبوة . وقال
الأوزاعي حدثني عبد الرحمن بن
حرملة قال جاء رجل أسود إلى سعيد
بن المسيب يذكر ألمه من سواده
فقال له سعيد بن المسيب لا تحزن
من أجل أنك أسود فإنه كان من
أخير الناس ثلاثة من السودان
بلال ومهجع مولى عمر بن الخطاب
ولقمان الحكيم كان أسود نوبيا
ذا مشافر وكان
لقمان عبدا حبشيا نجارا فقال له
مولاه اذبح لنا هذه الشاة
فذبحها قال أخرجْ أطيبَ مضغتين
فيها فأخرج اللسان والقلب، ثم
مكث ما شاء الله ، ثم قال اذبح
لنا هذه الشاة . فذبحها قال
أخرجْ أخبث مضغتين فيها، فأخرج
اللسان والقلب فقال له مولاه :أمرتك
أن تخرج أطيب مضغتين فيها
فأخرجتهما وأمرتك أن تخرج أخبث
مضغتين فيها فأخرجتهما. فقال
لقمان إنه ليس من شيء أطيب منهما
إذا طابا ولا أخبث منهما إذا
خبثا. وكان
لقمان قاضيا على بني إسرائيل في
زمان داود عليه السلام،فأتاه
رجل وهو في مجلس يحدث الناس،
فقال له ألست الذي كنت ترعى معي
الغنم في مكان كذا وكذا ؟ قال
نعم قال فما بلغ بك ما أرى ؟ قال
صدق الحديث والصمت عما لا
يعنيني. وفي رواية قال: قدر الله
وأداء الأمانة وصدق الحديث
وتركي ما لا يعنيني. ولأن كونه
عبدا قد مسه الرق ينافي كونه
نبيا لأن الرسل كانت تبعث في
أحساب قومها. ولهذا كان جمهور
السلف على أنه لم يكن نبيا. ووقف
رجل على لقمان الحكيم فقال:أنت
لقمان أنت عبد بني الحسحاس ؟ قال
نعم قال أنت راعي الغنم ؟ قال
نعم . قال أنت الأسود ؟ قال أما
سوادي فظاهر فما الذي يعجبك من
أمري ؟ قال وطء الناس بساطك
وغشيُهم بابك ورضاهم بقولك قال
يا ابن أخي إن صغيت إلى ما أقول
لك كنت كذلك . ثمّ قال لقمان إنّ
غضي بصري وكفي لساني وعفة طعمتي
وحفظي فرجي وقولي بصدقي ووفائي
بعهدي وتكرمتي ضيفي وحفظي جاري
وتركي ما لا يعنيني هو الذي
صيرني إلى ما ترى . وروي عن أبي
الدرداء أنه قال يوما: ُذكر
لقمان الحكيم فقال ما أوتي عن
أهل ولا مال ولا حسب ولا خصال
ولكنه كان رجلا صمصامة(حازماً)
سِكّيتا طويل التفكر عميق
النظر، وكان لا يعيد منطقا نطقه
إلا أن يقول حكمة يستعيدها إياه
أحدٌ. وكان
قد تزوج وولد له أولاد، وكان
يغشى السلطان ويأتي الحكام
لينظر ويتفكر ويعتبر، فبذلك
أوتي ما أوتي . وعن قتادة قال :
أتاه جبريل وهو نائم فذر عليه
الحكمة أو رش عليه الحكمة قال
فأصبح ينطق بها، قال
تعالى " ولقد آتينا لقمان
الحكمة " وهو الفهم والعلم
والتعبير ووضع الأمور في نصابها
والإحاطة بمجريات الأمور على
قدر كبير لا يقدر عليه إلا الذين
وهبهم الله سبحانه الذكاء
والحكمة والنظر الثاقب . ومن
أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً
كثيراً وكان عليه أن يحمد الله
ويشكره " أن اشكر لله " ومن
شكر الله تعالى ارتقى رتبة
الشاكرين وعاد نفع ذلك وثوابه
على الشاكرين لقوله تعالى "
ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون
ومن شكر فإنما يشكر لنفسه"فالله
تعالى يهب دائم الشكر النعمة
تترى لا تنقطع . " وقوله "
ومن كفر فإن الله غني حميد"
غني عن العباد لا يتضرر بذلك ولو
كفر أهل الأرض كلهم جميعا فإنه
الغني عمن سواه . ومن
ضمّ هذه السمات بلغ من المجد
غايته وشاع ذكره في العالمين
ونال رضا المولى فكان من
الخالدين. =========================== تعلم
الديمقراطية بدون ((معلم))!! د.هشام
الشامي خرج
علينا وليد النظام التشبيحي و
معلم الخارجية الأسدية اليوم
بمؤتمر صحفي جديد ، للرد على
قرار مجلس الجامعة العربية بشأن
حل الأزمة السورية على الطريقة
اليمنية ، و استغل المعلم
الفرصة ليعطينا دروساً جديدة في
صمود سوريا ضد مؤامرة (نصف كونية!!)
، و في استقلالية الفرار السوري
و عدم خضوعه للخارج كائناً من
كان ، و دروساً عن العروبة و
الإسلام ، و عن الوطنية و
القومية ، و عن الحرية و الحوار
الوطني و تعدد الأحزاب و عن
الإعلام الحر و الموضوعي و
تشكيل الدستور المتجدد
والإصلاح الشامل وأخيراً وليس
آخراً عن الديمقراطية.. و قال
المعلم ((بكل شفافية!!)) كعادته :
علمناهم العروبة و الإسلام و
سنعلمهم الديمقراطية و نسي
المعلم – و هو يعطينا دروساُ في
العروبة و الإسلام و
الديمقراطية - أن يحضر معه
كعادته وسائل الإيضاح من صور و
فيديوهات كتلك التي سجلت في
طرابلس و كفرلاتا في لبنان و
أخرى في إطلاق قروية النار
ابتهاجا في عرس في ريف دمشق على
أنها صور لعصابات مسلحة تعيث
فساداً في ديار سوريا الأسد ، و
التي عندما كشف أمرها و فضح
كذبها ، و سأل الوليد بمؤتمر
صحفي لاحق عنها , أقر بوقاحة
فريدة و بدون أن يرف له جفن ( بعد
ان وضع أصبعه في عينه) : أنها
سيئة الإخراج ليس إلا 00 و حتى
يبسط علينا المعلم تعلم دروسه
الإضافية المجانية و تصبح في
متناول الجميع و حرصاً على وقت
السيد الوزير اقترح عليه طباعة
تلك الدروس في كتيب صغير بعنوان
(( تعلم الديمقراطية بدون معلم ))
كتلك الكتب التي تعلم
الإنكليزية و الفرنسية و
الألمانية و غيرها بلا معلم و أرجو
ألا ينس المعلم الوسائل و الصور
الإيضاحية التي تسهل علينا تعلم
الديمقراطية على الطريقة
الأسدية و
أنصحه أن يقدم لكتابه القيم هذا
بملخص يبين كيف علمت سوريا
الأسد العروبة و الإسلام للعرب
المستعربة (حسب توصيف سيده
الأسد الفيلسوف) و ذلك ليشجعنا و
يحمسنا لنتعلم الديمقراطية على
طريقته و لا
ينسى في القسم الخاص عن تعليم
العروبة أن يوضح لنا كيف أن
العروبة تكون بانبطاح سيده
الأسد الابن على أعتاب الملالي
في طهران ؟؟، وكأن فارس
الشعوبية هي منبع و مصدر
العروبة ، تماماُ كما فعل الأسد
الأب عندما كان العربي الوحيد
الذي اصطف مع إيران الفارسية ضد
العراق العربية البعثية و كذلك
كيف تكون العروبة في إرسال جيشه
العربي العقائدي ليدخل العراق
تحت لواء الإمبريالية
الأمريكية و التحالف الغربي في
حرب الخليج الأولى ضد جيش البعث
الصدامي؟؟ و كيف
تكون العروبة بمحاصرة جيشه
العقائدي لياسر عرفات و
المنظمات الفلسطينية و
المتحالفين معها في طرابلس من
البر ، عندما كان جيش الصهاينة
يحاصرهم من البحر و قصف طرابلس و
مخيمات البارد و البداوي حتى
إجبار عرفات و المنظمات على
الانسحاب من لبنان إلى تونس بن
علي على ظهر السفن الفرنسية و كيف
تكون العروبة بقصف جيشه العربي
للمخيمات الفلسطينية في لبنان و
قتل الآلاف من الفلسطينيين في
تل الزعتر بعد حصار خانق و مديد
أجبر أبناء المخيم على أكل
أوراق الأشجار و شرب مياه
المستنقعات و كيف
تكون العروبة بحماية حدود
الصهاينة المحتلين للجولان على
مدى عقود عديدة ، و منع حتى
الطير من التحليق في سماء
الجولان الذي ضمه الصهاينة إلى
دولتهم المصطنعة بشكل نهائي بعد
أن شهد فادتهم أن أأمن حدود
لديهم هي حدود الجولان أما في
القسم الخاص عن تعليم سوريا
الأسد للإسلام فهناك أمثلة
كثيرة يمكن أن يستشهد بها السيد
المعلم فمن
حصار المساجد إلى اقتحامها و
تدنيس حرمتها و تمزيق المصاحف و
الدوس عليها بالبساطير
العسكرية ، إلى فصف المآذن و هدم
بيوت الله فوق المصلين ،و إهانة
العلماء و أئمة المساجد، إلى
اعتقال و إعدام و تشريد الدعاة
إلى منع الكتب الدعوية فهناك
الكثير مما يستطيع أن يقوله
المعلم في هذا المجال و
يستطيع كذلك أن يستشهد بنشر
التشيع و دعمه و فتح الحسينيات و
مزارات آل البيت الوهمية ، و
السماح بحرية اللطم و السلخ و
الجلد و إراقة الدماء الطائفية
في مواكب الحسين الثأرية التي
غزت عاصمة الأمويين و مسجد
الوليد بن عبد الملك بكل حرية و
يستطيع أيضاً أن يستشهد بمواقف
الأسد الأب كيف كان الوحيد بين
الدول الإسلامية الذي دعم الغزو
السوفيتي الشيوعي ضد الأفغان
المسلمين المدافعين عن ديارهم و
عقيدتهم ضد غزو مستعمر ظالم ، و
كذلك كيف كان موقفه مخالفاً لكل
المسلمين عندما وقف مع ذبح
المسلمين في كوسوفو و الشيشان و
في كل مكان ذبح و يذبح فيه
المسلمون و كيف
لا ؟؟ و هو الذي كان يستبيح و
يذبح المسلمين في حماة و حلب و
جسر الشغور و تدمر و طرابلس و تل
الزعتر و البارد و البداوي و برج
البراجنة و كل مكان تصله يده
الآثمة أما عن
الديمقراطية و هي بيت القصيد من
الكتاب فلدى المعلم الكثير
ليقوله و يسترسل فيه فهناك
أكثر من سبعة عشر فرع أمني
ينتشرون في كل مدن و أرياف سوريا
يحصون على الناس أنفاسهم و
يصورون نظراتهم و يحللون
استياءهم و امتعاضهم و يؤولون
كلامهم و يسهرون على تطبيق
الديمقراطية الأسدية المميزة و
الفريدة نعم
إنها فريدة لأنها برائحة
البارود الذي يقصف المدن و
الأرياف السورية و بطعم دم
السوريين الذين بعد أكثر من
أربعين سنة من حكم الأسود خرجوا
يطالبون بالحرية فاقتلعت أظافر
أطفالهم الذين خطوا بأصابعهم
البريئة على جدار الصمت و الخوف
(حرية و بس) ، و سحبت مياه عيونهم
بحفن أطباء طبيب العيون
الطائفيين لأنهم تجرؤوا و نظروا
شذرا في عيون جلاديهم و ديست
رؤوسهم لأنهم رفعوها عالياً في
السماء و هم يقولون : بعد اليوم
ما في خوف علم
يامعلم الديمقراطية للعرب
المستعربة كما علمها لنا
جلادونا و سجانونا في أقبية
السجون الأسدية ، تحت ضرب
السياط و (الكرابيج) و لسع
الكهرباء و صب المياه الساخنة و
المثلجة بالتناوب على أجسادنا
العارية ، و على الكرسي
الألماني و داخل الدولاب الأسدي
و أثناء شد أطراف الأيدي و
الأقدام في حفلة النشبيح
الطائفي الحاقد علمهم
الديمقراطية كيف تكون بتحويل
جيش الوطن من حدود الوطن إلى
بيوت العزل و الآمنين ليقصف
البيوت و المستشفيات و المساجد
و يقتل النساء و الأطفال و يروع
الشيوخ و الحوامل ، و كيف تكون
بقنص المتظاهرين و إهانتهم و
الدوس على كرامتهم ، و بتجييش
الطائفيين الحافدين ليخطفوا
النساء و يغتصبوهم و يقطعوهم
إرباً على مدى أكثر من عشرة شهور
من ثورة الكرامة , تماماً كمجازر
الأسد الأب (فالولد سر أبيه) في
الثمانينات من القرن الماضي في
حلب و تدمر و جسر الشغور و جبل
الزاوية و التي توجت بتدمير و
استباحة حماة من عصابات الأسد
الطائفية في شباط 1982 و قتل أكثر
من أربعين الف من الرجال و
النساء و الشيوخ و الأطفال خلال
أيام معدودة و ظن الأسد الأب
يومها أنه دفن تحت أنقاض حماة
حريتنا للأبد و بنى فوقها مملكة
الخوف و الصمت علمهم
كيف تكون الديمقراطية بفتل آلاف
المتظاهرين السلميين و اعتقال
عشرات الآلاف و تهجير و تشريد
آلاف اللاجئين في المخيمات داخل
و خارج البلاد بتهمة خطيرة و هي
التظاهر و المطالبة بالحرية علمهم
كيف تكون الديمقراطية بحكم
الحزب الواحد بل العائلة
المقدسة الواحدة و بدستور يفصل
على المقاس و عند الطلب و بدقائق
معدودة ، و مجلس شعب للتصفيق و
التهريج و حكومة للتقديس و
التمجيد ، و إعلام للكذب و
التزوير و التحريض و التبرير ، و
اقتصاد للخواص و الفاسدين و
مصاصي دماء الشعب ، و مؤسسات
دولة في خدمة الأسد الفرد الأحد علمهم
معنى الديمقراطية المميز عندما
تكون في خدمة الشعار السامي
الخالد: الأسد للأبد أو لا أحد .
أو الثالوث التشبيحي المقدس :
الله ، سوريا ، بشار و بس و لا
تنس أن تختم كنابك بما قلته عن
العرب ( المستعربة ) و الذي لا
ينطبق إلا على أمثالك من عبيد
الأسد : (إذا لم تستح فأصنع ما
شئت) ، و أيضاً بقولة الحق التي
جرت على لسانك :(فاقد الشيء لا
يعطيه) ، أما (الجبل الذي لا يهزه
ريح) كما قلت فهو الشعب الثائر
الشجاع الذي عض على جرحه و جربكم
طويلا ً لكنه اليوم خرج عن صمته
و أقسم ألا يعود إلا و معه حريته
الغالية المسلوبة كاملة غير
منقوصة ((فانتظر
إنا منتظرون)) مركز
الدراسات الإستراتيجية لدعم
الثورة السورية ======================== هل
بدأت المرحلة ما قبل الأخيرة من
الإستراتيجية الإيرانية في
العراق ؟ د
محمد عياش الكبيسي يبدو
أن الخطة الإيرانية تجري في
العراق وفق مراحلها المرسومة
وبشكل مريح إلى حد ما ، فمنذ كأس
السم الذي تجرعه الخميني والذي
كان يمثل إعلانا رسميا لفشل
إستراتيجية إيران الأولى لضم
العراق تحت خيمة ولاية الفقيه ،
بدأت إيران بوضع الإستراتيجية
الثانية ( البديلة ) والمكونة من
ست مراحل وهي : الأولى
: تنظيم أوراق المعارضة
العراقية ، وجمع شتاتها الممزقة
بين إيران وسوريا والغرب،
وصناعة قياداتها المحورية
الموالية لها، وقد استغلت إيران
بعض هذه القيادات والمقيمين
منهم في أمريكا بشكل خاص لإقناع
بعض القوى المؤثرة داخل المطبخ
الأمريكي لتنفيذ الجزء الأهم من
هذه الإستراتيجية وهو إزاحة
صدام حسين وقوته العسكرية
والأمنية المتفوقة وقد التقت
هذه الإستراتيجية برغبة
إسرائيلية وربما برغبة عربية
أيضا بعد أن أساء صدام حسين
استخدام آلته العسكرية وبشكل
انفعالي غير محسوب ونسي حربه
الطويلة مع إيران ، ثم أكد
نسيانه هذا بتهريبه لطائراته
الحربية إلى إيران إبان معركته
الأولى مع الأمريكان ! وقد أنجزت
إيران هذه المرحلة كما كانت
تتمنى بالضبط . الثانية
: بناء الدولة العراقية بالصورة
التي تناسب المشروع الإيراني ،
بدءا من حل الجيش العراقي،
وانتهاء بالاتفاقية الأمنية ،
ومرورا بالدستور الذي خلا تماما
من الإشارة إلى عروبة العراق
واكتفى بالقول ( إن الشعب العربي
في العراق جزء من الأمة العربية
) ، وقد تم لإيران كل هذا بعد
إبعاد السنة العرب وفق خطة
مدروسة تكونت من : 1-
إقناع الأمريكان والرأي
العام العالمي أن السنة العرب
أقلية في العراق لا يتجاوزون 20%
،وقد انساق خلف هذه الفرية
الكثير من السياسيين والكتاب
العرب أيضا . 2-
الفصل بين السنة العرب
وإخوانهم السنة الكرد ، وتحميل
السنة العرب كل البشاعات التي
ارتكبها صدام حسين بحق الشعب
الكردي . 3-
صناعة الظروف الميدانية
التي تحول بين السنة ومشاركتهم
في بناء الدولة ، كما حصل في
معركة الفلوجة التي تزامنت مع
الانتخابات الأولى ! 4-
إقناع أهل السنة من خلال بعض
الأطراف العربية التي تبين فيما
بعد أنهم على صلة بالنظام
الإيراني ، أن مشاركتهم في
العملية السياسية تتنافى مع
مشروع المقاومة ، بل وتتنافى مع
كل الثوابت الشرعية والوطنية
وحتى الأخلاقية ! وهذا ما يفسر
احتضان النظام السوري لبعض قوى (
المقاومة والممانعة ) وعقد
المؤتمرات المنددة بالعملية
السياسية وكل المشاركين فيها . 5-
إقناع عامة أهل السنة
باللاجدوى ، وأن المشاركة لا
تتعدى إضفاء الشرعية على
العملية السياسية ، وذلك بسبب
الوضع السني المتشظي ، والتنسيق
الواضح بين الإيرانيين
والأمريكان لإبعاد السنة . 6-
شيوع مقولات أشبه بالشعارات
الحالمة أو المخدّرة ، من مثل أن
المقاومة إذا تمكنت من هزيمة
الجيش الأمريكي فإن هزيمة إيران
ستكون تحصيل حاصل !! وأن الذين
جاءوا مع الدبابة الأمريكية
سيخرجون معها ، وهذه حقيقة لم
تكن سوى شعارات تعبوية ثبت
تهافتها اليوم . الثالثة
: تحجيم الدور العربي والتركي (
المنافس التقليدي لإيران ) ، وقد
كانت تركيا من الأيام الأولى
تفكر بجد في أن يكون لها موطئ
قدم في العراق ، وربما بعض الدول
العربية أيضا، لكن إيران لم
تعان كثيرا في مواجهة هذا
التحدي ، فبينما كانت الأحزاب
الشيعية تقود تظاهرات تندد
بالوجود العربي في العراق ، كان
السنة العرب يصدرون البيانات
والفتاوى بحرمة فتح السفارات
العربية لأن هذا يعني الاعتراف
بالحكومة (العميلة) وكانت بعض
الوفود السنية تلح على الحكومات
العربية بتأجيل فتح سفاراتها
إلى حين التحرير! وأنا هنا لا
أريد أن أبرر لضعف الدور العربي
والتركي لكن أهل السنة كانوا
سببا بلا شك في هذا . الرابعة
: إنهاء الوجود العسكري
للأمريكان ، نتيجة لعاملين :
الأول والأهم هو المقاومة
السنية التي تمكنت من إرهاق
الجيش الأمريكي ماديا ومعنويا،
والثاني هو رغبة الحكومة
العراقية المعبرة دون ريب عن
الرغبة الإيرانية ، ومن
المفارقات أن يجد بعض القادة
السنة أنفسهم على سكة القطار
الإيراني فتوقيت الخروج
الأمريكي ، وتحجيم الدور العربي
والتركي ، وإبعاد السنة أنفسهم
عن مؤسسات الدولة ،وهلم جرا كل
هذا أمثلة ونماذج على هذه
المفارقة الغريبة . أما
لماذا يسلّم الأمريكان العراق
بما فيه ومن فيه لإيران ؟ فهذا
هو اللغز الأكثر تعقيدا ، وأيا
ما كان الجواب فلن يغير من
الواقع الملموس شيئا ، فهاهم
الأمريكان ينسحبون وهاهو
المشروع الإيراني ينصب خيمته
بارتياح على الأرض العراقية . الخامسة
: إنهاء الوجود السني في العراق
، وقد بدأت هذه المرحلة بقضية (
طارق الهاشمي ) والتي كشف فيها
المالكي عن ( خطة الملفات ) وهي
الخطة المعدّة لهذه المرحلة ،
فالملفات هي السيف الذي سيطيح
برموز أهل السنة وعزلهم نهائيا
عن الجسد السني ، فالملفات لن
تقتصر على القيادات السياسية ،
حيث ستطال المثقفين بتهمة (
التحريض ) والتجار أيضا بتهمة (
التمويل )، وإشغال الرأس السني
بالدفاع عن نفسه على الأقل
سيترك الجسد مطروحا على منضدة
التشريح لتقطيعه أو طبخه أو
بيعه بالطريقة المناسبة ، وربما
لن يكون صعبا على إيران أن تقنع
عوام السنة بالتنازل عن هويتهم
لقاء تحقيق مصالحهم اليومية (
فرص عمل ، خدمات ، بعثات دراسية )
بعد أن يتم تصفية الرموز بالقتل
أو السجن أو التشريد والمطاردة
، ومما يؤسف له هنا أن بعض
الحالمين لا زالوا يحلمون
باليوم الذي سيتمكنون فيه من
قيادة الشعب العراقي سنة وشيعة
!! وعلى هذا تراهم يروجون
لشعارات ( إخوان سنة وشيعة )
ومعنى هذا كسر الحاجز النفسي
لعوام السنة لتغيير هويتهم إذا
اقتنعوا أن هذه الهوية ستحول
بينهم وبين مصالحهم الحياتية . إن مما
ساعد إيران على سرعة دخولها في
هذه المرحلة أنها لم تلمس أية
ردة فعل من الطرف السني ، حيث أن
السنة لحد هذه اللحظة لا
يتكلمون عن مظلوميتهم كسنّة ،
وإذا انتقدوا السياسة الحالية
فهم لا يركزون إلا على
الإخفاقات العامة التي تشمل كل
العراقيين بالفعل مثل ( الخدمات
البائسة ) و ( الفساد الحكومي )
لكن كم نسبة السنة في أجهزة
السلطة أو الدولة ؟ وكم نسبتهم
في السجون ؟ وكم نسبتهم في
البعثات العلمية ؟ ..الخ هذه لا
يتكلم عنها السنة ، ولا حتى
قنواتهم الفضائية خوفا من
اتهامهم بالطائفية !! السادسة
: إنهاء الوجود العراقي بالكامل
سنة وشيعة ، فالشيعة العراقيون
لا يمثلون في المشروع الإيراني
إلا أداة مرحلية لإزاحة الوجود
السني ، ثم سيكون الوجود الشيعي
غير مرغوب فيه أيضا ، فإيران
تهدف إلى بناء إمبراطوريتها وفق
أحلامها التاريخية ( الفارسية )
، والذي يؤكد هذا وضع الشيعة
العرب اليوم في إيران ، وقصة
هروب حزب الدعوة من إيران إلى
بريطانيا معلومة ، بل لقد كنت
أشاهد من على التلفزيون قبل
الاحتلال محمد باقر الحكيم وهو
يشكو من سوء معاملة الحكومة
الإيرانية لأتباعه مع أنهم شيعة
، ولهذا السبب فإن إيران لن تسمح
لشيعة العراق أن يبنوا عراقهم
القوي إلا بعد إعلان العراق
إقليميا إيرانيا ، ومما يؤسف له
أن المعطيات على الأرض تشجع
إيران في المضي بهذه الخطة ،
وإليكم بعض هذه المعطيات : 1-
قبول الشيعة العراقيين
بمرجعية السيستاني ، وهي مرجعية
دينية وسياسية ، مع أنه لا يملك
الجنسية العراقية ، بل وقد أعلن
عن رفضه للجنسية العراقية بعد
أن تبرع له بها بعض البرلمانيين
الشيعة ، وعلى أقل تقدير إذا كان
أهل البيت – عليهم السلام –
كلهم عربا فلماذا لا تكون
مرجعية عربية للشيعة العرب ؟ 2-
ظهور حالات مماثلة في
المحيط العربي ، فالشيعة
اللبنانيون قد نزعوا بيعتهم
لمحمد حسين فضل الله ليمنحوها
للمرجعيات الإيرانية ( الخميني
ثم الخامنئي ) وقد زرت بنفسي
الضاحية الجنوبية ووجدت في
الشوارع والميادين الرئيسة صور
الخميني والخامنئي أكثر من صور
الزعماء اللبنانيين . إن
المرحلة الأخيرة قادمة لا محالة
إلا في حالة واحدة وهي بروز
إستراتيجية جديدة في المنطقة ،
مثل إستراتيجية ( عربية تركية )
أو(عربية تركية أمريكية ) وفي
هذه الحالة يمكن أن يحدث نوع من
التوازن الذي يحد من الأطماع
الإيرانية المفتوحة ، ليقود
المنطقة ومنها الشعب الإيراني
نفسه إلى حالة من الاستقرار
والتعايش السلمي المطلوب . أما
بغياب الإستراتيجية المقابلة
فإن إيران ستصل إلى المرحلة
الأخيرة بأسرع مما نتصور ،
لتبدأ إستراتيجيتها الثانية
والمكملة وهي الالتفاف على
الجزيرة العربية والتي بدأت
تمهد لها من خلال ( المعارضة
البحرينية ) و ( الثورة الحوثية
المسلحة ) أما
ثورات الربيع العربي إذا
استثنينا الحالة السورية ،
فستكون كلها مسرحا للتنافس
وربما ستجد إيران لنفسها قبل
غيرها موطئ قدم هنا أو هناك ، إن
لم تكن قد وجدت بالفعل . ====================== شعب
سوريا لم يعد يخاف الآلة
العسكرية بقلم:
رضا سالم الصامت* الشعوب
العربية و منهم شعب سوريا الأبي
لم يعد يخاف الآلة العسكرية، بل
يواجهها بصدور عارية ، رغم
تعرضهم لأبشع أساليب القمع ،و
بالرغم من أن احتجاجاتهم سلمية
فإنهم لا يحملون لا سكاكين ،و لا
أسلحة نارية . هم يحملون فقط
أفكارا يريدون بها تغيير حاكم
التصق بكرسي اصبح مهزوزا و نهب
ثروات البلاد و عاث فيها فسادا .
شعب سوريا يحمل مطالب مشروعة،
مطالب من أجل تحسين ظروفهم
الحياتية و المعيشية ... مطلبهم
الوحيد تغيير النظام ، و
استعادة كرامتهم الإنسانية
التي هدرت على مدى سنوات حكم
جائر . لقد
سبق ان نجحت في هذا كل من تونس
عندما أطاحت بنظام بن علي
القمعي ومصر بإطاحة نظام مبارك
الرجعي ، و ليبيا بإطاحة نظام
القذافي المستبد و هاهو الشعب
اليمني و البحريني و السوري
يطالب بنفس المطالب و يسير على
نفس الخطى . فخلال
هذه الثورات يلاحظ المرء
بالملموس تعمد الحكام على قمع
مواطينيهم بأسلحة فتاكة و محرمة
دوليا ، مما أثار سخط المجتمع
الدولي . على سبيل المثال لا
الحصر ، أن ما حدث في تونس و مصر
و ليبيا و اليمن و سوريا و بعض
البلدان الأخرى تقريبا نفس
الشيء ، حدثت اقتحامات متكررة
للمدن والقرى الواحدة تلو
الأخرى من حملات تمشيطية
ومداهمات للمنازل و ترويع
الآمنين من السكان العزل و
استهداف ممنهج للأطفال والنساء
والشيوخ و اقتراف جرائم وحشية
وتعذيب الناس والتنكيل بهم على
مرأى العالم وسمعه....! و هو ما
خلف مآسي و أحزان كان من الممكن
تفاديها ففي
سوريا أصبح بشار كالغول يصول و
يجول و يقتل الشعب الذي خرج في
احتجاجات سلمية يطالب بالتغيير
و الإصلاح و ما كان هذا الشعب
المؤمن، يظن أنه سيجابه بالعتاد
العسكري الرهيب ، الذي لو فلح
الأسد لاسترجع به هضبة الجولان
المحتلة بدلا من قتل شعبه و
تمزيق بلد عظيم في تاريخه و
حضارته و ثقافته . ... و هو الذي
وعد بالإصلاح، و خالف وعده ، قصف
مدنا بأكملها و يتم أطفالا و قتل
نساء و رجالا و اعتقل المئات من
أبناء سوريا الشرفاء .. أبناء
جلدته ...أهذا هو الإصلاح الذي
وعد به شعبه ؟ إن هذا
النظام المتعجرف حكم سوريا
بالحديد و النار و القمع في ظل
خروقات وانتهاكات صارخة لحقوق
الإنسان على مدى أربعة عقود من
الزمن، من أيام أبيه حافظ .. فحتى
المجتمع الدولي ضاق ذرعا
لتصرفات طبيب العيون،و إن قرار
الجامعة العربية جاء ليزيد في
عزلة بشار و أتباعه و نظامه و
شبيحته . لكن
ليعلم بشار و مؤيديه أن شعب
سوريا اختار الموت لأنه رفض و
يرفض الذل و الهوان و حياة
الاستبداد و القمع ، و لم يعد
يرهبه الرصاص و الدبابات و
القنابل ، هذا الشعب الحر يريد
الحرية و الكرامة ليبني سوريا
جديدة تنعم بالحرية و
الديمقراطية . ان
الشعب السوري يُقتل وتُسفك
دماؤه ، و لا حياة لمن تنادي ، و
الأزمة مستفحلة و حلها قد يصعب و
أعمال القتل تتواصل و الأزمة
تتفاقم كحرب داخلية طويلة
الأمد، و سوف تكون كارثيةً ، رغم
الصعوبات الجمّة التي تعترض
طريق السوريين نحو الانتصار و
المجد و الحرّية و الكرامة
الإنسانية . *
كاتب صحفي و مستشار إعلامي ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |