ـ |
ـ |
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مئة
وثلاثون أسلوباً لإسقاط النظام
السوري فاتح
الشيخ كاتب
سوري مقيم في ألمانيا من
المعلوم أن الثورة الوطنية
الديمقراطية التي أشعلها
الشباب الديمقراطي السوري في
15/3/2011 ، والتي توفرت كافة
اشتراطاتها الموضوعية وشرارتها
الذاتية ،و المعبرة عن ضمير
الشعب، قد أتت تلبية لحاجات
وطنية داخلية صرفة، ومعتمدة على
قواها الوطنية الذاتية،
باعتبارها قوام الثورة وأساسها
، والتي تجسدت بشعار إسقاط
النظام الدكتاتوري ، وبناء نظام
ديمقراطي تداولي ، يقيم دولة
وطنية مدنية تسودها الحرية
والعدالة الاجتماعية، وجميع
المؤثرات الإقليمية والعربية
والدولية الضاغطة على الشأن
السوري تبقى مؤثرات محدودة
الأهمية، ولا تخدم سوى مصالحها،
وترتفع وتنخفض مواقفها تبعاً
للحراك الثوري الداخلي
المستقل، وعليه لا يكون الخارج
سوى انعكاساً للداخل الوطني
وخادماً له. إن
الطريقة العملية المناسبة
لتفكيك النظام السوري لا يمكن
أن تأتي إلا من خلال تصميم الشعب
السوري نفسه، وثقته بقدراته
المحلية ، وخلق و تنمية
المقاومة الذاتية
والمناعةالداخلية لديه ، وبناء
وتمتين مؤسسات وسلطات وطنية
ثورية بديلة ، ووضع خطة
إستراتيجية للعصيان المدني ،
بتكتيكات تنفيذية وبرامج عمل
محددة. إن
الأسلوب التنفيذي الذي يمتلكه
الشعب السوري صاحب المصلحة
الحقيقية في التغيير السياسي ،
هو سلوك سبيل النضال السلمي (اللا
عنفي) ، الهادف إلى ضرب النقاط
الضعيفة التي يرتكز إليها
النظام في ( السياسة، الاقتصاد،
المالية، الإعلام، الاجتماع،
الثقافة، الأيديولوجيا ... )،
والتي لا يستطيع العيش بدونها و
التي يمكن التركيز فيها على ضرب
نقطة محددة أو نقاط متعددة
معاً، وتجنب محاولة استهداف
النقتطين القويتين العسكرية
والأمنية، والتي يتمتع فيهما
النظام بفائض القوة، باستثناء
الحالات الدفاعية التي يقوم بها
الجيش الوطني الحر تجاه
المدنيين العزل. إن
تدمير النظام السوري ليس أمرا
سهلا ، حيث من المتوقع أن يكون
هناك العديد من التضحيات التي
يدفعها الشعب أثناء سريان
العصيان، لإجباره على الخضوع و
التعاون و الطاعة، مع بيان أن
سلوك سبيل العصيان المدني ليس
بالأسلوب الأمثل ، لكنه الأسلوب
الأقل سوءاً ( دون الشهد إبر
النحل ) ، مع تأكيدنا أن النضال
السلمي (اللاعنفي) المستهدف
نقاط ضعف النظام توفر فرصة أكبر
للنجاح من اتباع سبيل النضال
الهجومي العنفي، المستهدف نقاط
قوة النظام (جيش السلطة...). لقد
أصبح النظام السوري عقب قيام
الاتحاد الأوربي بحظر شراء نفطه
(بالإضافة إلى إيران ) - لا يمتلك
قوة اقتصادية ذاتية ريعية ، بل
يعتمد في مصادر قوته على تعاون
وطاعة أبناء الشعب ومواردهم
المحلية فقط ، لذا كانت
المقاطعة السياسية والاقتصادية
والاجتماعية الشاملة من قبل
المواطنين هي الكفيلة لقطع
مصادر هذه القوة وإصابته بالشلل
والإفقار ، من خلال اتباع
القاعدة العصيانية الذهبية
التي تقول للشعب : ارفض ما يريده
النظام ، وقم بما يرفضه النظام . إن
استراتيجية العصيان المدني
السلمي هي الخيار الشعبي
التطبيقي (الإجرائي) التي
يمتلكها الشعب بيديه ، وهي
الأكثر تنويعاً وتحديداً ، وأقل
كلفة مقارنة بأسلوب العنف، و
القادرة على استخدام كافة أسلحة
الشعب النفسية السياسية
والاقتصادية والاجتماعية ، في
حصار النظام . ومن
المعروف أن استراتيجية العصيان
المدني قد أثبتت نجاحها في
إسقاط العديد من الأنظمة
الدكتاتورية في (رومانيا و
بولندا و هنغاريا و ألبانيا و
ألمانيا الشرقية وبلغاريا و
تشيكوسلوفاكيا وبوليفيا و
تشيلي و مالي ومدغشقر و تونس و
مصر...)، مع تذرع كل شعب من شعوبها
قبل سقوط نظامه الاستبدادي أن
حالته خاصة ومختلفة عن الشعوب
الأخرى !!! ومن بينهم الشعب
السوري المجاهد. ومن
الجدير بالذكر أن استراتيجية
العصيان المدني تتصف بالآتي :- * أن
الشعب هو من يحدد استراتيجية
النضال لمعرفته بنقاط قوته ،
ونقاط ضعف النظام *
امتلاك الشعب زمام المبادرة ،
من حيث التوقيت والتكتيك
والمجال . *
امكانية تركيزها على أكثر من
مجال ، مع مرونة التركيز على
مجال محدد . *
مساهمة أغلب المواطنين فيها . *
تعليم الشعب الاعتماد على نفسه
في تحصيل حقوقه ومكتسباته . *
ضامنة بناء نظام ديمقراطي
مستقبلي . * إن
إمكانات الشعب دائماً وأبداً
أقوى من إمكانات النظام. * تؤسس
لبناء منظمات مجتمعية جديدة، أو
إحياء منظمات قديمة من خلال
تفعيلها. لقد
بات من الضرورة القصوى العمل
على تحقيق نقلة نوعية في النضال
الثوري الديمقراطي، من خلال
تطويرشكل المجابهة مع النظام
السوري من التحدي السياسي إلى
التحدي الاقتصادي والاجتماعي ،
وعدم الاكتفاء بالإضرابات
والمظاهرات الاحتجاجية (إضراب
الكرامة) ، والانتقال الفوري من
المرحلة الاحتجاجية
التظاهراتية إلى المرحلة
العصيانية التمردية . إن
تطور المعركة مع النظام يفرض
علينا عدم الاقتصار على الأسلوب
الأُحادي ، والعمل على استخدام
الأساليب المتقدمة والمتنوعة
التي يقدحها العقل الجمعي
للشعب، باستخدام الأساليب
الاحتجاجية واللا تعاون
الاقتصادي واللا تعاون
الاجتماعي واللا تعاون السياسي
، وأساليب التدخل السلمي ذات
النفس الطويل ، التي تتوافق
والحالة السياسية والاقتصادية
والاجتماعية التي وصلت إليها
الحالة الوطنية ، والنضج الثوري
، وتطبيقها بشكل واسع ومدروس في
سياق عصيان مدني شامل وبرامج
عمل محددة ومفصلة لتفكيك النظام
، وأخذ البلد باتجاه نظام
ديمقراطي تعددي. ويمتلك
الشعب السوري بيديه أكثر من (130)
أسلوبا لحصار النظام وإضعافه
تمهيدا لدفنه، و الهادفة إلى
قطع مصادر قوته و ارتزاقه
وتجفيف الموارد التي تغذي حكمه
و آلته العسكرية و القمعية من
موارد بشرية و اقتصادية و مالية
و خدمية (1) ... حيث أن النظام
يعتاش على الشعب ، و هي: أساليب احتجاجية
أساليب اللا تعاون الاقتصادي
أساليب اللا تعاون السياسي
أساليب التدخل السلمي
أيها
الثوار : أنتم
من أشعل الثورة ، وأنتم من اختار
أسلوب النضال السلمي وأنتم
من قرر موت النظام جوعاً _______________ (1)
للمزيد : استراتيجية العصيان
المدني طريق الشعب السوري
لتفكيك النظام (فاتح الشيخ –
جوجل) ========================== بقلم
: مصطفى منيغ* هو نفس
الإحساس .. مهما انتشر الناس .. من
حمص فدمشق إلى الرباط فمدينة
فاس . ذاته الشعور بالأسى والحزن
ورئيس دولة على ثورة شعبه
المباركة يجور . كانت سوريا قبلة
لحضارة عرب شرفاء فضلاء ..
وأردناها أن تظل كذلك ممدودة
لها بالود والخير كل الجسور . ما
وقع فيها وَحَّدَ وما فَرَّق..
رغم ذاك الرئيس الذي لنواقيس
الحرب على أمته قرع ، مانحا (كما
أشار إليه من أشار: افعل هذا يا
حليفنا "بشار".. نحن خلفك
نورثك حكم الديار .. امعن الفتك
بسوريا ألحق بها ما استطعت من
خراب وقهر ودمار . الحق وحده
أعلم بالنهاية ، وقد حط بالصبر
على الصمود داخل عقول وأفئدة
وضمائر المؤمنين الأصفياء بأن
سوريا - وبالرغم مما هي عليه
بسبب تعنت وغور هؤلاء وذاك -ستتحرر
) مانحا الدليل (دون أن يدري) أن
لكل ختام مقدمة استهتار صادرة
عن طيش حاكم غَيََّبَهُ التكبر
والإمساك لدرجة الجنون بكرسي ما
دام لجلوس مَنْ كان على شاكلته
لا يستحق شكلا ومضمونا ، وبعدها
يبقى السقوط في منحدر مؤدي حتما
للانهيار بشدة انفجار جماهيري
عير مسبوق في سوريا العزة
والفخار.. يَقِي ويحفظ الأحرار
ممن علا صوته على أصوات تنادي
الثوار .. بأن الله أكبر .. من
يحرثون على أرض الأطهار.. مصير
سوريا المشرق . وغدا سيتيقن "بشار"
من مصداقية هذا الخبر . ... أي
خطاب نتبادله في هذا المضمار
والألآف تُذْبَحُ أمام أعين
سكان الأرض على امتداد القارات
الخمس ، من مختلف الأعمار ، ومن
الجنسين ، تُذبح من طرف نظام لم
يعد يعبأ لا بإنسان ،ولا بحقوق
هذا الانسان، ولا بتعاليم الدين
الإسلامي الحنيف بعدم قتل نفوس
بريئة ، بل أصبح يرى جلوسا دائما
على كرسي لو قُدَِّرَ له أن
يتحدث لتبرأ من ذاك الجسد الذي
ماتت في جنباته كل ذرات الرحمة
والأخذ بالتي هي أحسن ؟. أنتحدث
سياسيا والطرف المُخاطب
يَضِْربُ بكل حوار من هذا
القبيل عرض الحائط لدرجة أن
وزير الخارجية السوري أعلن
مستهزءا بالجامعة العربية : أن
يذهب العرب إلى الأمم المتحدة
أو إلى القمر ؟؟؟. كيف نتحدث
بدبلوماسية سياسة "حزبية"
والنظام السوري ذي الحزب الوحيد
يحرم الاختلاف في الرأي والرضوخ
لتعاليمه لا غير حتى وإن كانت
خاطئة أو تجاوزها الزمن ؟ ، كيف
نُعَبّرُ وجها لوجه مع نظام
يقتل خيرة أفراد شعبية لا لشيء
وإنما لمواجهته من طرفهم "أن
يرحل ، إذ لم يعد في سوريا
لطواغيت مثله محل " . ... سوريا
الإِعْمَار ستتزكي فيها
الأعمار ، وتلمع من جديد كما
يُذَكِّرُنَا تاريخ المناضلين
الأبرار ، الذين تجاوزوا المحن
وما تخلوا عن مبادئهم ولو
قابلوا بصدور عارية حكاما مثل
"بشار" ليحصد منهم ستة ألاف
من أطيب وأنبل سكان سوريا
الأخيار . لكل هذا وما سيأتي
ذكره مستقبلا إن شاء الحي
القيوم الناصر لكل مظلوم ، لا
يمكن لنا أن نكون إلا بجانب
سوريا النضال على أمل أكيد أن
يضمنا احتفال .. بيوم الفرحة فيه
تُكْتَمل .. بما قلناه (في هذا
الصدد) وتصورناه وضحينا من أجله
قد حصل. وللحديث
صلة *مدير
النشر ورئيس تحرير جريدة الأمل
المغربية =========================== مجزرة
حماة 1982 ....... ونصرنا القريب بإذن
الله . بقلم
: الدكتور عثمان قدري مكانسي أسباب
اندلاع الأحداث جاءت
تلك الأحداث الأليمة في حماة
قبل ثلاثين سنة في سياق صراع
عنيف بين نظام الرئيس حافظ
الأسد والإسلاميين وعلى رأسهم
جماعة الإخوان المسلمين التي
كانت في تلك الفترة من أقوى
وأنشط قوى المعارضة في البلاد. واتهم
النظام حينها جماعة الإخوان
بتسليح عدد من كوادرها وتنفيذ
اغتيالات وأعمال عنف في سوريا
من بينها قتل مجموعة من طلاب
مدرسة المدفعية في يونيو/حزيران
1979 م في مدينة حلب شمال سوريا. ورغم
بُعد الإخوان عن تلك التهم
وتبرّئهم من أحداث مدرسة
المدفعية فإن النظام آنذاك
اغتنم الحادثة وشن حملة تصفية
واسعة في صفوفهم، وأصدر القانون
49 عام 1980 م الذي يعاقب بالإعدام
كل من ينتمي لجماعة الإخوان . أحداث
المجزرة دامت
المجزرة 27 يوماً بدءاً من 2 شباط/فبراير
1982 م. وقد قام النظام السوري
بحشد: سرايا
الدّفاع. واللواء
47/دبابات. واللواء
21/ميكانيك. والفوج
21/إنزال جوّي (قوات خاصّة). فضلاً
عن مجموعات القمع من مخابرات
وفصائل حزبية مسلّحة. سقط
ضحية هذه العملية الأمنية
العسكرية قرابة أربعين ألفاً
وفق تقديرات اللجنة السورية
لحقوق الإنسان، وهدمت أحياء
بكاملها على رؤوس أصحابها كما
هدم 88 مسجداً وثلاث كنائس، فيما
هاجر عشرات الآلاف من سكّان
المدينة هرباً من القتل والذّبح
والتنكيل. تشير
التقارير التي نشرتها الصحافة
الأجنبية عن تلك المجزرة إلى أن
النظام السوري منح القوات
العسكرية كامل الصلاحيات لضرب
المعارضة وتأديب المتعاطفين
معها. ولتفادي الاحتجاجات
الشعبية والإدانة الخارجية
فرضت السلطات تعتيماً على
الأخبار، وقطعت طرق المواصلات
التي كانت تؤدي إلى المدينة،
ولم تسمح لأحد بالخروج منها،
وخلال تلك الفترة كانت حماة
عرضة لعملية عسكرية واسعة
النطاق شاركت فيها قوات من
الجيش والوحدات الخاصة وسرايا
الدفاع والاستخبارات العسكرية
ووحدات من المخابرات العامة
والمليشيات التابعة لحزب البعث.
وقاد تلك الحملة العقيد رفعت
الأسد الشقيق الأصغر للرئيس
السوري حافظ الأسد الذي عين قبل
المجزرة بشهرين مسؤولاً عن
الحكم العرفي في مناطق وسط
سوريا وشمالها ووضعت تحت إمرته
قوة تضم 12 ألف عسكري مدربين
تدريباً خاصاً على حرب المدن. وبدلاً
من أن تتخذ السلطات السورية
الإجراءات الكفيلة بالحد من
آثار المجزرة وتداعياتها على
سكان المدينة المنكوبة
والمجتمع السوري بشكل عام،
والتحقيق في أعمال التنكيل
والعنف التي وقعت ضد الأهالي
وأبيدت خلالها أسر بكاملها، فقد
عمدت إلى مكافأة العسكريين
المشتبه في تورطهم فيها والذين
كان لهم ضلع مباشر في أعمال
القمع، ومن بين هؤلاء العقيد
رفعت الأسد الذي عين نائباً
لرئيس الجمهورية لشؤون الأمن
القومي، وضباط كبار في الجيش
والمخابرات جرى منحهم رتباً
أعلى، كما تم تعيين محافظ حماة
آنذاك محمد حربة في منصب وزير
الداخلية، وكانت تلك الإجراءات
بمثابة استهتار بالمشاعر
العامة غير مسوغ أبداه النظام
الدموي الكاره للشعب ودينه،
وتأكيداً واضحاً على استمرار
منهجية القوة بدلاً من الحوار
في التعاطي مع الشؤون الداخلية.
وهذه طبيعة كل نظام ديكتاتوري
ظالم. لقد
عكست مجزرة حماة تحولاً واضحاً
في السياسة التي اتبعها النظام
السوري في حينه تمثل في
الاستعانة بالجيش والقوات
المسلحة على نطاق واسع لإخماد
العنف السياسي الذي اندلع بين
عامي 1979 م و 1982 م، والزج
بالمدنيين في معترك الصراع مع
المعارضة، وقد كان هؤلاء
المدنيون هم الضحية الأبرز في
هذه المجزرة المروعة، حتى إن
سوريا بعد تلك الوحشية التي
استخدمها النظام لم تشهد أي
احتجاجات شعبية على السياسات
التي ينتهجها النظام إلى عام 2011
م عندما اندلعت الثورة السورية المباركة
طاردة الخوف من قلوب الشعب الذي
هب بكل فئاته يطالب بحقه
المغصوب .مظهراً بطولة رائعة
بهرت الأمم جميعاً قاصيها
ودانيها . وظن
الجزار بشار ابن الجزار حافظ أن
القمع والقتل كفيلان دائماً
بقمع الشعب وإرهابه ، ولكن
هيهات هيهات ، فالحرية دقت
أبواب الأمة ،وشعبنا يزداد
تصميمه يوماً بعد يوم على نيل
حريته والقضاء على النظام
المجرم وأركان الفساد في ربوع
وطننا الحبيب ، وهو يبذل الغالي
من دماء أبنائه وشبابه في سبيل
انتزاع حقه من طغمة الحاكم
النذل بشار ومن يسانده . إن
بشائر الحرية تلوح في أفق بلدنا
الحبيب ، والصبر والثبات
والاتكال على الله تعالى أقوى
سلاح في أيدينا ، وسوف ننال ما
نسعى إليه ونعمل له بإذن الله ،
وإن غداً لناظره قريب . ======================== سورية
أمام مفترق المصالح الإقليمية
والدولية د.
أميمة أحمد دخلت
انتفاضة الشعب السوري شهرها
الحادي عشر،وقد بلغ عدد الشهداء
6875 شهيد من بينهم 450 طفلا و 320
امرأة و415 معتقل ماتوا تحت
التعذيب، إلى جانب 35 ألف جريح ،
و65 ألف مفقود ، و212 ألف معتقل،
ونحو 20 ألف لاجيء في دول الجوار
تركيا والأردن ولبنان– حسب
منظمات حقوقية سورية. ويبدو
أن الطرفين الثوار والنظام أحرق
مراكب العودة ، فلا الثوار
يتراجعون رغم كل القمع الوحشي
الذي يتلقونه بصدور عارية كل
يوم ويسقط منهم عشرات الشهداء
يوميا ، ولا النظام ينوي
التراجع بل أمعن في القتل ،
وتفنن في إذلال السوريين ، مما
يعطي دلالة أن النظام لايمتلك
استراتيجية للخروج من الأزمة
الطاحنة التي تجتاح سورية منذ
منتصف مارس من العام الماضي. وما
يروج له إعلام النظام من مراسيم
للإصلاح ليس لها أثر في الواقع ،
فقد صدر عفو رئاسي عن المعتقلين
على خلفية الأحداث الأخيرة، شمل
نحو سبعة آلاف حسب الفريق أول
محمد الدابي رئيس بعثة مراقبي
الجامعة العربية ، بينما العدد
الفعلي للمعتقلين زهاء 212 ألف
معتقل. يجري
كل هذا القمع الوحشي جهارا
نهارا ، وعلى مسمع ومرأى من
الرأي العام العربي والدولي ،
ولم تتجاوز المواقف لحد الآن
تصريحات محتشمة ، كأنها لرفع
العتب ، لذا لم يصغ لها الرئيس
الأسد. وهذه التصريحات منحت
النظام السوري فرصة لمزيد من
القتل الأشبه بحرب إبادة ضد
المدنيين في سورية ، وبالتالي
لاترقى تلك المواقف إلى مستوى
مسؤولية المجتمع الدولي
المفترضة لوقف هذه المجازر
المروعة التي يتعرض لها الشعب
السوري يوميا . . وهو ما
يثير التساؤل: لماذا لم يتخذ
المجتمع الدولي موقفا حازما حتى
اليوم مما يجري في سورية، بينما
تداعى حلف الناتو إلى ليبيا بعد
عشرة أيام من اندلاع الاحتجاج
في بني غازي ؟ عندما
نتمعن في مبادرة الجامعة
العربية لحل الأزمة السورية ،
وهي تصدير المبادرة الخليجية
لحل أزمة اليمن ، ندرك أن النظام
الرسمي العربي لايملك حلا
واقعيا، بل يملأ فراغا في غياب
المواقف الدولية . عدم
واقعية الحل العربي لأن الجامعة
العربية لاتملك آليات تنفيذ
قراراتها، ولا نتفاءل كثيرا
بطرح المبادرة في مجلس الأمن
فهناك أطراف ( روسيا والصين )
تعرقل أي قرار يدين النظام
السوري، الذي رفض المبادرة جملة
وتفصيلا ، واعتبرها خرقا لميثاق
الجامعة ، وهو محق، فميثاق
الجامعة لايتضمن " إلزامية
تطبيق القرار حتى لو اتخذ
بالاجماع فلكل دولة الحرية في
تطبيقه " فالمبادرة كانت ضربا
من الخيال ، واللعب بالوقت
الضائع لا أكثر ولا أقل، وإن
وافق النظام على تمديد بعثة
المراقبين فالأمر لايعدو
مراوغة ، ولن يضيره ذلك طالما
تقرير الفريق أول السوداني محمد
الدابي كان " شهادة زور" ،
والذي لم يرف له جفن وهو يقول
"إن المراقبين سجلوا
ماشاهدوه في الواقع، فلم نر
قوات الجيش والأمن تضرب
المتظاهرين" ولكن الدابي لم
يذكر ولو بالإشارة إلى إصابة
أحد عشر مراقبا برصاص قوات
الجيش والأمن ، ولم يوضح لماذا
استقال الجزائري أنور مالك من
بعثة المراقبين وهو الذي صرح
" أنه رأى بعينه القناصين على
أسطح المباني تضرب المتظاهرين
" ، واللافت أن تقرير الدابي
بقدر ما أشاد بتجاوب السلطات
السورية لطلبات بعثة المراقبين
بقدر ما انتقد بيان مجلس وزراء
الخارجية العرب الذي عين الدابي
وفريقه ، عدم استجابة النظام
السوري لبرتوكول الجامعة
العربية وتضمن: سحب الاليات
العسكرية والمظاهر المسلحة من
المدن وعودتها إلى الثكنات ،
وإطلاق سراح المعتقلين على
خلفية الأحداث ، والسماح لوسائل
الإعلام الدولية بالدخول إلى
سورية لتغطية الأحداث بحرية .
شيئا من هذا لم يحصل، ولعل رسالة
النظام السوري واضحة للجامعة
العربية عندما قتل 120 مدنيا
بينهم أطفال عشية انعقاد مجلس
وزراء الخارجية العرب الذي أقر
مبادرة جديدة " تطبيقها خيالي"،
ورسالة النظام بذلك واضحة "
لاتهمني قراراتكم ، فلا تساوي
الحبر الذي كتبت به " لذا
رفضها بقلب مطمئن إلى الدعم
الروسي والصيني دوليا ، والدعم
الإيراني إقليميا،.وهو مايطرح
التساؤل عن خلفية مواقف تلك
الدول . * -
إيران أبرمت تحالفا استراتيجيا
مع الأسد الأب قبل 30 عاما سورية
، تهدف منه تحقيق مشروعها في
المنطقة ، بسط نفوذ لها عبر
الهلال الشيعي: لبنان سورية
العراق ، في مواجهة دول الخليج
السنة ، بتأجيج البؤر الشيعية
فيها، مثل الحوثيين في اليمن ،
وانتفاضة البحرين ، ونتوقف عند
البحرين، فمطالب المحتجين
البحرينيين مشروعة لكن إيران
جيرتها لولاية الفقية ، وهذا
ليس مناسبا بحق الثورة
البحرينية، واللافت هنا أن حزب
الله يؤيد انتفاضة البحرين
ويكرس إعلامه لنصرتها ويهاجم
الانتفاضة السورية التي لها نفس
المطالب ، ويتهمها بالعمالة
والخيانة والعمل لمخطط أمريكي
صهيوني لضرب" قلعة المقاومة
في سورية " وهو يعلم كما يعلم
السوريون واللبنانيون وكافة
العرب والعالم بما فيها إسرائيل
، أن النظام السوري لم يكن يوما
معنيا بالمقاومة إلا بالشعارات
الفارغة ، بل جعل سورية معبرا
للسلاح بين إيران وحزب الله ،
الذي أظهر موالاة لإيران أكثر
من ولائه لدولته لبنان . لهذا
لانستغرب أن يستميت السيد حسن
نصر الله في الدفاع عن النظام
السوري ، ولا يدهشنا وجود عناصر
لحزب الله وإيران يقاتلون جنبا
إلى جنب مع قوات النظام السوري
في قمع المظاهرات السلمية في
المدن والبلدات السورية ،
فالمعركة " كسر عظم " لأنهم
يدركون أن سقوط نظام بشار الأسد
هو قطع حلقة الوصل بين إيران
وحزب الله ، وانكفاء الدور
الإيراني في المنطقة . *
تركيا، الجارة الأخرى، عادت مع
حزب العدالة والتنمية حاملة
معها طموح " العثمانيون الجدد
" على ظهير الانتماء الديني
كحامية للإسلام ، وحزب العدالة
والتنمية من تنظيم الأخوان
المسلمين العالمي، الذي تنتمي
إليه الحركات الإسلامية في
العالم العربي من المحيط إلى
الخليج، لذا لاغرو أن تتصدر
تركيا قيادة هذا التيار الذي
فاز في تونس ومصر وليبيا ، وأثبت
قوته في المغرب وموريتانية
واليمن . ولعل زيارة رجب طيب
أردوعان إلى ليبيا كأول رئيس
أجنبي يزورليبيا بعد سقوط نظام
العقيد القذافي لدليل على هذا
الدور الذي تتطلع إليه تركيا .
لكن في سورية الوضع معقد جدا لذا
كانت مواقفها صعودا وهبوطا
وأحيانا خافتا ، بحكم تشابه
النسيج الاجتماعي بين البلدين،
فالقضية الكردية تقض مضجع تركيا
منذ 30 عاما ، وفي سورية أكراد ،
يوظف النظام السوري ورقة
الأكراد سياسيا حين تتوتر
العلاقات مع تركيا، ولاحظنا
العمليات التي نفذتها منظمة
الأكراد التركية وتسببت بمقتل
عشرات العسكريين الأتراك غرب
وشرق تركيا . إلى جانب ذلك يشكل
تعداد الطائفة العلوية بتركيا
نحو 25 مليون نسمة ، كانوا أساس
جمهورية أتاتورك العلمانية ،
ولهم امتدادهم في سوريا عبر
جبال العلويين على الساحل
السوري ، فتحسب تركيا ألف حساب
لتأليب العلويين الأتراك عليها
فيما لو وقفت ضد علويي سورية ،
وبالتالي ضد الرئيس بشار الأسد
الذي ينحدر من نفس الطائفة،
التي أصبحت بيده كالطائرة
المختطفة ، زرع الخوف في قلوبها
في حال استلم آخرون السلطة في
سورية . *
روسيا تبني موقفها على انحسار
نفوذها بالشرق الأوسط، ولم يبق
لها سوى قاعدة عسكرية صغيرة في
طرطوس السورية، حيث يرسو
أسطولها الذي يدعم النظام
السوري بالسلاح والخبراء ، وقد
بلغت صادرات السلاح الروسي إلى
سورية عام 2010 زهاء ملياري دولار
أمريكي ، وقال سيرغي تشيميزوف
مدير عام شركة روس تكنولوجيا في
حديثه لصحيفة أنترفاكس –
العسكرية " يجب التمسك بسورية
كي لاتفقد روسيا سوق السلاح في
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"
وأشار إلى أن بلاده تلتزم بسلوك
" الشريك المضمون " وتنفذ
كل الالتزامات والعقود الموقعه
ومستعدة للتفاوض على عقود جديدة
،و تبقى روسيا في ظل الأوضاع
الحالية المنفذ الوحيد لحصول
سورية على الأسلحة ". وكانت
روسيا قد وافقت الغرب على ضرب
العراق عام 2003 وليبيا 2011 ، لم
تحصل على شيء من غنائم الحرب
التي توزعت بين أمريكا وأوربا،
فلا تريد الآن تكرار الموقف
إزاء سورية الحليف الوحيد لها
بالمنطقة، فقال مسؤول في القطاع
العسكري الروسي " إن حظر
تصدير السلاح إلى ليبيا إبان
الاضطرابات كبّد روسيا خسارة
تربو عن أربعة مليارات دولار
أمريكي من مبيعات السلاح ،
وأشار إلى عقود مع ليبيا بأزيد
من ملياري دولار ، وكانت عقود
بالأفق على طائرات عسكرية
وصواريخ بقيمة 1.8 مليار دولار
". الندم
الروسي على موقفها من ليبيا لن
تكرره في سورية إلا إذا حصلت على
تعويض لخسارتها، وهو موقف
المساومة الراهن بين روسيا
وأمريكا من خلال زيارات مسؤولين
أمريكيين كبار لموسكو ، لهذا
نرى دعم روسيا للرئيس بشار ليس
لعيونه الزرق بل لمصالحها فقط ،
وإن أعطيت ضمانات لمصالحا
ستتخلى عنه كما تخلت من قبل في
العراق وليبيا . ولا
تختلف دوافع الموقف الصيني عن
نظيرتها روسيا ، حيث بلغ
الاستثمار الصيني في سورية زهاء
ثلاثة مليارات دولار، معظمه في
قطاع الطاقة ، ولكن موقفها تابع
للموقف الروسي ويمكن عند تضرر
مصالحها أن تتخلى عن تأييد موقف
موسكو. أمريكا
تختبيء خلف " تعنت " روسيا ،
فلم تحسم موقفها من الأزمة
السورية ،وأمريكا لديها محددات
لاتخاذ موقف يناسب استراتيجتها
في المنطقة ، أولها أمن إسرائيل
، وهو موقف استراتيجي في
السياسة الخارجية الأمريكية ،
وفي نفس الوقت لم يتشكل البديل
بعد الأسد ، نتيجة خلافات
المعارضة وانقسامها، يجعل
أمريكا لاتغامر بموقف غير
مضمون، فبقي الموقف الأمريكي
لحد الآن حذرا، بل نأت بنفسها عن
الفعل ، وهي تتفرج على القتل
اليومي في سورية ، وتنتظر إلى أن
ينهك الطرفان النظام و الثوار،
حينها تقدم أمريكا الحل على
أرضية " أي شيء يقبله المنهك
" ، فتكون حزمة الطلبات
الأمريكية جاهزة، اتفاق سلام
نهائي مع إسرائيل ، قواعد
أمريكية في سورية ، نظام حكم على
المقاس الأمريكي ، يكون امتدادا
لنفوذ تركيا في المنطقة مقابل
نفوذ إيران في العراق، لتحقيق
التوازن أو لنقل تقسيم الكعكة
لحلفاء مضمونين ، وكلاهما حلفاء
أمريكا وإن ادعت إيران الحالية
عكس ذلك ووصفتها " الشيطان
الأكبر"، فأمريكا تخطط لما
بعد النظام الإيراني الحالي. ويلتقي
الموقف الأوربي مع الموقف
الأمريكي في أمن إسرائيل وإنهاك
سورية ، حيث يتقاسم الأصدقاء
الكعة السورية ،ذات الموقع
الجيوسياسي الذي قلما تحظى به
دولة أخرى، ملتقى الشرق والغرب
، وعلى نقاط التماس الدولية
الخطرة . من هذه
المواقف ندرك أن حل الأزمة
السورية تفرضه الأحداث على
أرضها وليس من الخارج، الذي
يبحث عن مصالحه فقط. عند
التدخل الخارجي نتوقف، حيث
لايمكن مقارنة الثورة السورية
بالوضع الليبي لأن التدخل
الخارجي في ليبيا كان صفقة
اقتصادية رابحة لحلف الناتو،
تقاسموا النفط الليبي فيما
بينهم، وأخذوا أجورهم على
تدخلهم لإسقاط نظام عائلة
العقيد معمر القذافي، ثم ليبيا
ليست دولة متاخمة لإسرائيل،
وليس لها الموقع الجيوسياسي
الذي تتمتع به سورية ، لهذا
الغرب لايجد نفسه في عجل من أمره
" لنصرة " الشعب السوري . والحالة
هذه مالعمل ؟ لقد بينت الأحداث
أن حسم معركة الحرية يكون داخل
سورية وليس بالتدخل الخارجي
المرفض جملة وتفصيلا من الشعب
السوري، ومن يدعو للتدخل
العسكري الخارجي فهو يريد السوء
لسورية بقصد أو عن جهل ، فهل
نقبل كسوريين أن نستأجر
الاستعمار بذريعة " حماية
المدنيين" ؟ لاشك هناك آليات
في الأمم المتحدة لحماية
المدنيين بدون تدخل عسكري ،
وسورية عضو في الأمم المتحدة من
حق شعبها مطالبة هيئاتها
لحمايته من بطش النظام ، وهو
ماينبغي السعي إليه، ولريثما
يتحقق ذلك يبقى الاعتماد على
صمود الشعب السوري الذي ضرب
مثلا في البطولة أذهلت العالم
لأجل حريته . هذا
الشعب العظيم التواق للحرية ،
عليه أن ينتفض بكافة مكوناته
الدينية والمذهبية والعرقية
والاجتماعية ، وأطيافه
السياسية في وجه طغيان وظلم
وبطش النظام الذي لايرى غير
وجهه في مرآة سورية ، اليد باليد
من أجل استراداد الحرية
والكرامة في سورية الجديدة،
فنظام عائلة الأسد ليس قدرا على
سورية، يكفيها أربعة عقود ونيف
وهي تذل الشعب السوري بقمع غير
مسبوق باسم شعارات فارغة من
مضمونها " المقاومة والتحرير
" ،التي أوضحها ابن خال
الرئيس بشار رامي مخلوف المتصرف
المالي للعائلة في حديثه لصحيفة
نيويورك تايمز في 10 مايو 2011 "
بأن أمن إسرائيل من أمن سورية
" وهو محق بذلك ، فبعد حرب 1973
لم تطلق سورية طلقة واحدة
لتحرير الجولان المحتل منذ
هزيمة 1967 . أجل ،
إن حسم معركة الحرية بيد الشعب
السوري بكل مكوناته الدينية
والمذهبية والعرقية والأثنية ،
ومن يتحدث عن الطائفة العلوية
في سوء فهو يخطيء بحق الشعب
السوري برمته ، ويخدم النظام
خدمة جليلة الذي يجيش طائفيا في
محاولة لإقناع الطائفة العلوية
" بأن مصيرها مرهون ببقاء
نظام الأسد في الحكم " وكلنا
يعرف أن المعارضين من هذه
الطائفة الكريمة تعرضوا لأشد
أنواع القمع ، وصل حد القتل كما
حصل للواء صلاح جديد ( أبو أسامة
رجل سورية الأول قبل انقلاب
حافظ أسد عليه) ، لم يكفهم سجنه
نحو ربع قرن، بل قتلوه في سجنه ،
وأيضا قتلوا الضابط محمد عمران
، وحتى من كان معهم مجرد الشبه
يقتلونه " كانتحار وزير
الداخلية غازي كنعان " و"
الأزمة القلبية للواء علي حبيب
وزير الدفاع " وكثيرون غيرهم
من خيرة ابناء الطائفة العلوية
لقوا حتفهم على أيدي نظام الأسد. لذا
يخطيء من يرى نظام الأسد "
طائفيا " ، فهو نظام
استبدادي، اشترى ذمم الكثيرين
من كافة طوائف الشعب السوري ،
وتشكلت حولة فئة منتفعين ،
تشاركت مع العائلة الحاكمة على
اقتسام ثروات البلد، ونهب أموال
الشعب السوري، الذي يعيش 40% منه
تحت خط الفقر، فيما تركز 80% من
ثروات سورية بأيدي العائلة
الحاكمة و نحو 200 ألف من منتفعين
النظام ، و20% من الثروة هي حصة 22مليون
و800 ألف سوري ، تصوروا هذه
القسمة " العادلة " بين
أبناء سورية التي لم تعرف الفقر
كما عرفته إبان حكم آل الأسد ،
وفوق الفقر الإذلال والإهانة
والتمييز والفساد غير المسبوق،
وتعد سورية من خمس دول الأكثر
فسادا في العالم –حسب منظمة
الشفافية العالمية- ، أبعد هذا
يستغرب الرئيس بشار لماذا انتفض
الشعب عليه ؟ ويصفهم بالعصابات
المسلحة ؟ اليوم
وبعد 42 أسبوعا من سفك الدم
السوري أمام الرئيس بشار طريقان
لاغير، إما أن يكون رجلا ويعلن
بشجاعة استقالته في خطاب رسمي
عبر أمواج الإذاعة والتلفزيون ،
ويسلم مقاليد الحكم لأحد نوابه
الذي يقود مرحلة انتقالية لا
تتجاوز ستة أشهر ويستقيل هو
الآخر بعد انتقال السلطة للشعب
عبر مجلس تأسيسي يضع دستورا
جديدا لدولة مدنية تعددية ،
وانتخابات رئاسية تعددية . والطريق
الآخر ، أن يركب رأسه العناد
ويستمر بالحل الأمني في قتل
الشعب السوري الذي أحرق مراكب
العودة، وهذا يجعل نهايته
لامحالة أكثر مأساوية ، يحسد
العقيد القذافي على نهايته ،
ويتمنى لو كان مكان بن علي هاربا
، أو مبارك متنحيا ، فالعاقل
يتعظ ممن سبقوه ، فلا تجعل سورية
دمارا لأجل السلطة فالتاريخ لن
يرحم أحدا . ============================= جرير
خلف على
مدى عشرة شهور من عمر الثورة
السورية كان النظام يفقد اتزانه
بالتدريج، وبدلا من أن ينتهز
إحدى الفرص المكررة والنداءات
التي كانت اقرب للاستجداء من
العالم كله.. كان يستفحل في
الغرور وتنغمس الحاشية في
التضليل الإعلامي والدجل
السياسي تغطية للمجازر
المكررة، ربما يعود ذلك الى
جشعة الناجم عن كينونته كرأس
حربة للمشروع الفارسي.. ولكن
بالتصعيد الدموي الأخير يكون
النظام السوري قد تدحرج الى آخر
منعطفات السقوط وتكون سوريا قد
دخلت قتامه الليل الذي يسبق
الفجر، فبالرغم من تصعيد وتيرة
القتل والقمع الدموي الذي يقوم
به النظام وتحوله من دور الشرطي
القبيح على شعبه الى العدو
المباشر له.. فقد اسقط النظام
آخر معاقله الافتراضية بيد
مجانين النظام والمرتزقين منه
ليفقدوه أي أسباب للبقاء في رأس
الهرم أو حتى في قاعه وبغض النظر
عن قناعة النظام بقدرته على
تحدي الشعب السوري وقهره وثقته
بحلفائه أصحاب المشاريع
التخريبية في الوطن العربي
بشقيهم الفارسي والغربي. لم
يترك النظام ا لسوري أية مساحة
في الفضاء السوري لملاك سلام
واحد يبشر باقتراب الحل أي كان..،
ومع أن رأس الهرم في سوريا يدرك
أن أي تصعيد امني إضافي سيشكل
مسمارا أخر في نعشه فلم يمنعه
ذلك من أن يقذف بكل أوراقه
السوداء على الطاولة ويخرج
العالم عن طوره ويدفع بالجامعة
الى إيقاف أعمال المراقبون
العرب عن مهمتهم في سوريا
والاتجاه الى خارج الفضاء
العربي. ذلك
يدفعنا للشك بأن النظام كان
يبحث عن الوقت المناسب لخلع
القناع بعد فقدانه الأمل( بتوبة)
الشعب وركونه أو رجوعه الى (المزرعة)،
فبينما يرى العرب خطوة التدويل
كرصاصة الرحمة للنظام الغريب
الأطوار على مدى أربعة عقود..
كان النظام السوري يراها المبرر
للانتقال بلا أقنعة أو تقية (دامت
أربعة عقود) الى المهمة الرسمية
المقدسة للنظام للبقاء من خلال
تخريب المشروع العروبي
الإسلامي، فالجميع كان مدركا
بأن الأمور ما كانت لتستقر حتى
لو استقرت مؤقتا وهدأت البنادق
ظاهريا بعدما اتضح أخيرا أن
النظام السوري هو مجرد نبتة
سامة موسمية لها زمنها وكلما
أسرعت ببث سمومها اقترب اجلها. فالنظام
السوري برمته أعلن عن عجزه في
المحافظة على مكان له حتى بين
أنظمة الجمهوريات القمعية
والديكتاتورية السيئة الصيت..
ليتبوأ مكانا مميزا بدمويته بين
العصابات التي تحكم دول، حيث لا
يمكن تصنيف الحملات المجنونة
على مدن سوريا بالحملات
الأمنية، بل هي أشبه بغارات
المافيا وقطاع الطرق على عباد
الله.. ذلك ما سيدفع الشعب الى
معالجته بالطريقة الحتمية
المؤدية بالنهاية الى عسكرة
الثورة وتصعيد المقاومة
المسلحة والانخراط مع الجيش
السوري الحر لأسباب يفرضها
لزاما الخطر الأقصى والظلم
الأفظع الموضوع على رقاب الشعب
السوري ودون التعويل على أي دعم
خارجي بعدما تيقن الشعب من
العجز العربي والمصالح
الصهيونية والغربية من بقاء
النظام بشخصيته السابقة. ومع أن
النظام السوري يعتمد على الفيتو
الروسي لدرء الخطر المتوقع من
التدويل على نظامه، وقد يكتفي
بالفضاء والحضن الإيراني بديلا
عن الفضاء العربي، ويهيئ نفسه
لإشباع نهمه وإطفاء شوزفرينيته
بهتاف شبيحته .. إلا أنه
بالتأكيد لا يدرك أن كل هذه
الأركان لا تضمن له رجلا واحدة
في كرسي العرش الذي ورثه بواسطة
حفلات الزار التي تمت وقت موت
العرّاب الأكبر طالما بقي طفل
سوري واحد فقط يسري الدم في
عروقه . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |