ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الشعور
الوطني السوري من تزييف التسلّط
الأسدي إلى الأصالة الثورية د.محمد
الشمالي - فرنسا بواتييه بين كل
صرخة و صرخة “ واسوريتاه “ أكتب
حرفا ؛ بين عقل مشدود إلى حيث
الأحبة إلى حيث البرد والرعب
والموت وبين قلب مليىء بالإيمان
بالفرج وبالبنصر القريب أكتب
كلمة أحمِّلها كل آمالي . و بكل
ما مكنني الله من حيلة ،انتقي
الفكرة الطيبة والهادفة إلى
التنوير والمتوخية لقول الحق .
من المحتمل أن أكتب ألما ومن
المحتمل أن أكتب لأحارب الخوف
ولكن الشيء الذي أنا متأكد منه
هو أنني لا أكتب طرباً ولا
انسلاخا عن مأساة وطني ، مأساة
أهلي ، مأساة جذوري ! هناك
دوما من يريد أن يرضي غروره
بتقمص دور الضمير الحي دور الأب
المطلق ليغدق على أعز مقربيه
التأنيب والزجر والتوبيخ محملا
إياهم آلاما قد يعجز الضمير
نفسه على تسببها. ماهي هذه
الألية وهذه الدوافع التي تحمل
شخصا ما للعب هذا الدور ؟ إذا
كان الضمير هذا السيف الداخلي
الذي سلطه الله على أفعالنا
ليراقبها ويحد من حريتها فمن
أعطى للإنسان الحق لينصّب نفسه
كسيف الله على الأرض و ليتسلط
على الإنسان الأخر وليلعب دور
الضمير الشمولي ؟ إنه
التسلّط ! إنه هذا المرض الذي من
خلاله حطّم الأسد التوازن في
شخصية المواطن السوري . من أعطى
الأسد الحق ليتسلّط على شعب
راشد عمره عمر الحضارة وعقله
تشهد على رجاحته أول كتابة في
التاريخ؟ من أعطاه هذا الحق
ليصبح الأب ذو السلطة الأبدية
على ابنه الراشد . انها القوة .
أنها القوة ذاتها التي حملت كل
من سبقه من دكتاتوري مابعد
الإستقلال إلى فرض الهيمنة وقهر
ارادة الفرد وملكاته العقلية
الراشده. أربعة
عقود من التسلط . الآثار النفسية
أقوى من أن تمحى مع سقوط النظام .
آثار التسلّط الأسدي المدمر
ستلاحق السوريين في جميع جوانب
حياتهم اليومية . انها متعددة
الجوانب وكم من الصعب حصرها في
مجلد ! ما يهمني الآن هو هذا
الجانب المتعلق بالشعور الوطني
وما عانى من تشويه وتزييف في ظل
التسلط والهيمنة الأسدية على
المواطن وعلى مشاعره لتجنيدها
في خدمة كذبه وسياسته التضليلية
. هل الوطنية محصورة بفئة دون
فئة أخرى ممن يعيشون أو ممن
تربوا على نفس التراب؟ هل هناك
مواطن يملك مشاعر وطنية أكبر(
كما ونوعا ) من مواطن آخر كما
حاول النظام الأسدي ايهام من
يعيشون تحت سيطرة إعلامه أو
داخل مؤسساته ؟ إن
كان العالم والفيلسوف ديكارت
قال بأن “ العقل هومن أكثر
الهبات التي وزعها الله على
عباده بالتساوي “ فإنني والله
لأميل إلى الجزم بأن حب الوطن هو
من أكبر النعم التي وزعها الله
على قلوب عباده بالتساوي .“ وهذه
الملايين التي تتحرك تحت وابل
من الرصاص متحدية الموت ؟ هل
تلقت دروسا في الوطنية لكي تعرف
كيف تلبي نداء الضمير والواجب
المقدس؟ فليقل لي هؤلاء الذين
يعتقدون بأنهم القطب الشمالي
الذي لا تتحرك ذبذبات الضمير
والحميّة إلّا نحوهم . هل هم
تعلموا في مدارس الصمود والتصدي
كيف ومتى وكم يجب أن يحبوا وطنهم
؟ لا أظن
أن هناك أي معيار مسبق ومجرب
يمكنه أن يقنعنا بانه هناك فرق
بين انسان وانسان آخر في كمية
ونوعية الشعور الوطني طالما أن
هذان الشخصان ولدا وتربيا على
نفس الأرض حتى ولو تمايزت
دياناتهم حتى ولو اختلفت لغاتهم
حتى ولوتباينت مستوياتهم
المعيشية. ان كان هناك تمايز او
تغاير في شكل التعبير عن حبهم
لوطنهم فهذا لا يعني نفي
للقاعدة . « من منا لا يحب بيتا
بناه؟ من منا لا تربطه ببلده
وبقريته ذكريات حلوة أو مرة ؟”
يقول لنا رونان. هناك
أوهام وتهيؤات جعلتنا نعتقد
تحت ضغط الدعاية الأسدية
بأن عَمر أكثر وطنية من زيد .
وبالتالي فالشواذ أصبح قاعدة
والقاعدة أصبحت شواذا . النظام
السوري ، كأي نظام ديكتاتوري ،
اعتمد لتحقيق غايته ، المغالاة
والرومانتيكية المرضية عندما
كان يتحدث عن الوطن والشهادة :
خطاب مشحون بالجمل الرنانة تسمع
من خلالها صهيل الخيل وقرع
الطبول . وعلى العكس كان يغدق
على كل من لم يدور في فلكه أشنع
حملات التخوين التي كانت كانت
تنتهي بالضحية على أبواب الوطن
أو على هامش الوطنية والمواطنة .
فبدل
أن يكون الرئيس مثل أعلى يحتذى
في الوطنية والمواطنة جعل من
نفسه إيقونة خالدة ورمزا مفرغا
من أية شحنة وطنية حرة . وبدل أن
يكون مثلا في تعبئة نفسه لتحرير
الوطن أصبح
هو بائع الوطن
ليس فقط رمزا للوطن وانما
الشخصيه الروحية التي تجسد
الضمير و الواجب المقدس . هذا
التشويه للقيم الوطنية
وللمفاهيم الأخلاقية هو عينه
الذي خلق في أجوائنا اليومية
هذه الميول للتخوين الرخيص
والظا لم و هذا التفنن في
التشكيك في وطنية الآخر لمجرد
أنه الآخر. عندما
يهب المرء المسلم للدفاع عن
الوطن فهو يجيب بشكل عفوي
وطبيعي لنداء الضمير أو الواجب
الوطني الذي غذاه الإسلام
بمفهومه الفلسفي للأمة
وبتعاليمه التربوية في التآخي
والتحابب والتعاضد . عندما يلبي
العلماني نداء الوطن فإنه ينفذ
بنود ميثاق أو عقد اجتماعي كان
قد أبرمه مع المجتمع والدولة
اللذان أعطياه حق وشرف المواطنة
. تلبية نداء الوطن هو واجب .والواجب
لا يُكافأ عليه المرء لاسيما
وأن الله وعد الجنة لمن مات في
سبيل الوطن. هذه
الموضوعية في مفهوم الشعور
الوطني الحر المتجذرة في عادات
وتقاليد العرب والمسلمين
يقابلها هذه المزايدات وهذه
الديماغوجية في السياسة
الأسدية . ديماغوجية حذت با لأسد
الأب الى رفع سناء المحيدلي
التي كانت تناضل في صف القوميين
السوريين إلى مرتبة الرمز
الوطني وهي التي استشهدت في
لبنان . وهذه الديماغوجية نفسها(
او المغالاة )هي التي جعلت من
باسل الأسد “ شهيد الوطن “ الذي
لم يفلت من اسمه أسم ساحة أو
شارع أو مؤسسة حكومية كانت أم
خاصة . الشعور
الوطني وخلجاته الشخصية
الرائعة تفلت من حت الزمان وبعد
المكان لتصبح أقوى وأكثر حضورا
في الضمير والأحاسيس اليومية
العابرة . أخطأ من يقول “ بعيد
عن العين بعيد عن القلب “ عندما
تتعلق الأمور بالوطن وبكل ما ما
يذكرنا به. قد يكون لكل قاعدة
شواذ. كيف
نعيش مأساة سوريتنا ، نحن الذين
التزمنا منذ البداية مع إخوتنا
في العمق السوري ؟هل أتحدث عن
هؤلاء الذين يواصلون الليل
بالنهار لدعم الثوار عن بعد : إن
كان من خلال فضح النظام وكشف
أوراقه على الفضائيات أو من
خلال المقالات وتنشيط المواقع
وصفحات التنسيقيات او من خلال
تفعيل لجان الإغاثة ودعمها .
هكذا و بعد غياب أو نفي طويل
وقاس وجائر في الشتات أصبح
هؤلاء المنسيين هؤلاء المعذبين
في نار الغربة والتغريب نجوما
وطنية ومثلا يحتذى في العطاء
والتضحية ليس بالجعجعة والعويل
والصراخ ولكن بالعمل . لقد لبوا
نداء وطن أحبوه وتركوا فيه
تاريخهم وعواطفهم وأحلى أيامهم
وأصعبها . لم تستصرخهم الطموحات
أكثر مما استصرختهم رغبة التشفي
من ظالم وحبا لوطن طالما تأملوا
العودة ألى أحضانه والموت على
أرضه. في
الأمس كنت أتحدث مع طالبة سورية
شابة تسكن مدينة شارلستون في
الولايات المتحدة . كانت تقول لي
: لم أعد أتحمل العيش بعيدا عن
أبناء وطني. أريد أن أكون معهم.
وحالما أنهيت هذه السنة
الدراسية سأعود لأعيش مأساتهم
لأناضل معهم ...أي قوة تشدها إلى
بلد الموت غير صوت الوطن القادم
عبر البحار والمحيطات ليخطفها
من بلد الإ لدورادو إلى بلد
الطاعون الأسدي ! ===================== لا
ترعبونا بشيطان الطائفية...فأنتم
من باع الشيطان روحه د.
سماح هدايا شيطانٌ
هي الطائفيّة...وقد عذبتنا في
وطننا، عذابا شديدا لزمن طويل
كنا قد عايشنا فيه المحن
والشدائد. ثمّ يأتي الإعلام
وهيئات السّياسة الدوليّة ، بعد
عشرات السنين من عربدة الشيطان
الطائفي، وبعد أن انقلب السحر
على الساحر لتحذرنا من حروب
أهلية وطائفيّة دامية طاحنة،
ولينتقد بعضها الجيش الحرّ
كأنّه حالة إرهاب وطائفيّة
وعصاباتيّة؟ كان
المستفيد من الطائفيّة، بعد
أنظمة السياسة العالميّة
الاستعماريّة، أقليّة سياسيّة
مستبدة حاكمة، جعلت الولاء
للطائفة أكبر من الولاء الأعظم
للوطن، وأوجدت مع الزمن إرثا
فكريّا عنصريّاً وحقدا
طائفيّا، ومجموعة كتائب قتال
طائفيّة وعنصريّة، كانت تبرز
واضحة، بين الحين والآخر، أمام
مرأى الغرب والشرق، وأمام عين
العالّم كلّه الذي صمت وتواطأ
معها ومع شيطان الطائفيّة من
أجل حفظ عولمته ومكانته ونفوذه
وسيطرته داخل شرنقة الصراع
الحضاري التاريخي بين العالم
العربي والغرب. وبين العالم
العربي والشرق. صحيح أنّ لتخلّف
الفكر السياسي والدّيني أثراً
كبيراً في سيطرة النهج الطائفي
علينا، وأنّ لحالة التّردي
المعرفي والثقافي والعلمي
والاجتماعي، دورها في تفاقم
المد الطائفي. لكن للعالم
الخارجي الذي يحذر من حرب أهلية
في بلادنا، ويدعي القلق والخوف
على أمننا يده الكبرى في حالة
الاقنتتال والفوضى والتجزئة
والتمذهب والتفرقة السائدة؛
فلماذا لا نسترجع قليلا بعض
أحداث التاريخ، من باب الإشارة
لا الحصر: أليست
فرنسا الراعي الأكبر للدويلات
الطائفية والدينية في
بلادنا؟؟؟ مابالنا ننسى؟؟؟ ومن
الذي أوجد الكيان الدّيني
العنصري الإرهابي إسرائيل في
بلادنا أليست بريطانيا والغرب...؟
كيف ننسى؟ ومن
الذي جاء إلى بلادنا عبر
التاريخ في حملات متواصلة
عدوانية طائفية ودينية؟؟؟ أليس
الفرنجة الصليبيون تحت اسم
المسيحيّة وإنقاذ المسيحيين؟
ومن الذي أحكم السيطرة علينا
وحكمنا بالبطش تحت اسم الخلافة
الإسلامية وإنقاذ المسلمين؟؟
أليس العثمانيون القادمون من
الشرق؟؟؟ ومن
الذي أوجد متصرفية جبل لبنان
الطائفية؟ ومن الذي دعم استقلال
الدويلة العلوية في الساحل
السوري والجبل؟ أليس الفرنسيون
والغرب ومن
الذي يحارب العرب والمسلمين تحت
مسمى حرب الإرهاب؟ أليس أمريكا
الأنجلو سكسون والغرب؟؟؟ ومن
الذي كان يرعى حركات الفكر
التكفيري ويخترع الصور
النمطيّة لأتباع ابن لادن،
وأتباع القاعدة وغيرها من
مسميات؟ لكي يحارب أعداءه من
الشيوعيين أولا ومن القوميين
النهضويين العرب والمسلمين
ثانيا. أليس الغرب الاستعماري
ودويلات النفط الاستبدادية
الرجعيّة المدعومة بقوة هائلة
من أمريكا والغرب؟ ومن
الذي دمر العراق بحرب عنيقة
طاحنة، وأوجد في احتلاله له
أبشع اقتتال طائفي وعرقي وأعلن،
بزلة لسان، استمرار الحرب
الصليبية الغربيّة في خطابه؟
أليست أمريكا والغرب
الاستعماري؟ ومن الذي أعلن
الحرب من أجل الإمام والمهدي،
وقاتل الشعب المقاوم للاحتلال
أليس إيران الشعوبية وحلفاؤها
العنصريون؟ ألم يبارك النظام
القومي الديني الإيراني إنهاء
حكم صدام واحتلال أمريكا
للعراق، ويشارك في معركة تدمير
العراق وتكريس الفتن؟ أين
ومتى جرى تهجير المسيحيين
العراقيين من العراق، وهم جزء
من النسيج العربي العراقي، ومن
ثم تمكين العرقية الكردية
الانعزالية في ممارسة التطهير
والعزل؟ أليس مع الاحتلال
الأمريكي، وتحت مرأى عينيه
وبدعم منه ومن مخابراته؟ أليس
ذلك كلّه من أجل تكريس الفكر
الطائفي؟؟؟ ومن
الذي استغلّ الدروز في الجيش
الإسرائيلي واستغل البدو لكي
يقتلوا إخوانهم الفلسطينيين؟
أليست إسرائيل العنصرية
الإرهابية المدعومة بفكر
الحروب الصليبية ومنطق الهيمنة
الغربية الاستعماريّة؟ ومن
الذي كان يدعم بناء دولة قبطية
داخل دولة مصر، واستعمل الفكر
القبطي السياسي لمحاربة مصر.
واستغل كهنوت الأزهر لتسويغ
الاستبداد والتطبيع مع إسرائيل.
أليس نظام مبارك المدعوم من
أمريكا وإسرائيل والغرب قبل أن
يسقطه الشعب المصري؟؟؟ ومن
الذي يهاجم في أدبياته وإعلامه
وأفلامه وفنونه العرب والإسلام
وينحت صورة قبيحة بشعة لهما،
امتد تأثيرها السلبي التفريقي
إلى عقول السائرين في موكب
العبودية للفكر الاستعماري
الغربي من بعض الأقليات وغير
الأقليات في بلادنا؟ أليس الغرب
العنصري وإيران الشعوبية؟
للذين لا يعرفون هذا: هناك قوائم
كثيرة بأفلام غربية وإيرانية في
غاية العنصرية والطائفيّة. أليس
حزب الله الذي أقلق إسرائيل
وشكل نوعا من الردع، هو جزء من
المنظومة التابعة للرؤية
الاستعمارية الإيرانية..؟؟ ألم
يصبح قوة في مواجهة المقاومة
العربية، وارتدى زي المقاومة
الفارسية، التي تعتدي على
الشعور القومي العربي وعلى
كبرياء الهوية العربيّة؟؟؟ كلمة
الأقليّات كلمة بشعة، لكنها من
إنتاج القاموس السياسي
الاستعماري العنصري، وللأسف
أصبحت حالة سياسية توجه الهجوم
تلو الهجوم على الثورات
العربية، تحت مسمى الخوف من
الإسلام الإرهابي الظلامي،
والخوف من التعصب القومي
العربي؛ وكأن العروبة والإسلام
ليسا من ثقافة هذه الأمة
العريقة. وكأنهما ما أوجدا عبر
القرون الطويلة حضارة العرب
والإسلام قبل أن يجري تفتيتها
وتقزيمها تحت أقدام الغزو
والاحتلال والهيمنة لقوى
المغول والفرس والفرنجة والترك
وأوربا الاستعماريّة وأمريكا.
كأن العرب المسلمين عدو الحضارة
والإنسانيّة. فماذا عن المعتدي
والغازي والمحتل لبلادنا
والداعم لأنظمة الاستبداد
ولمنظومة الإسلام النفطي
الرجعي...؟؟ إن
من الحقوق المصونة أن يمارس
الإنسان معتقده وألا يجري
التمييز ضده بسبب معتقده،
وبالتالي من الحق لمئات ملايين
المسلمين العرب أن يمارسوا
دينهم وعقيدتهم في دولهم وأن
يجري احترام معتقداتهم، وألا
يجري قتلهم؛ فلماذا يصبح ملايين
المسلمين العرب متخلفين
ومجرمين ومنحطين وإرهابيين إذا
أعلنوا انتماءهم لمظلة
الإسلام، بينما لا يصبح اليهودي
والمسيحي والبوذي والزرادشتي
والهندوسي و...و...و.. إرهابيين
كذلك؟؟؟ ولماذا يصبحون طائفيين
وعنصريين، بينما لا يصبح
الآخرون كذلك؟؟؟لماذا يكون
العربي والمسلم مقبولا عندما
يكون عبدا للاستبداد، مطيعا
صامتا، يمارس التدجيل الديني
والأخلاقي والفكري، ويمارس
التبعية والعبودية والتذلل؟؟ نعم
من الطّبيعي أن يخاف أصحاب
مواقف فكر الأقليات
والانعزاليين في كلّ المواقع
الفكريّة والثقافيّة
والسياسيّة، من الثورة السورية
ذات الطابع العام العربي
الإسلامي في إطار الوطن؛ لأنّ
الثورة السوريّة، التي خرجت في
مواجهة الظلم السياسي والفكري
والاجتماعي الذي مثله
بالمصادفة التاريخيّة، الحكم
السياسي لجزء من الطائفة
العلويّة، تطالب بحرية الوطن
الأكبر من الطائفة، وتطالب
بحقوقها الإنسانيّة والوطنيّة
والشرعيّة والأخلاقيّة
كأغلبيّة مضطهدة ومظلومة
ومذلولة، وتواجه في مطالبها
نظاما طائفيا إقصائيا. ليست
الثورة السّورية، منذ بدايتها،
وفي جلّ إعلاناتها، على صراع مع
العلويين كأفراد ومواطنين،
ويجب ألا تكون كذلك، وليست
الثورة دمية بيد أحزاب القاعدة
والتكفيريين يحركونها كما
يريدون، ويجب ألا تكون كذلك. ولل
يدير الثورة مجموعة شيوخ، بل قد
أسقطت الثورة كثيرا من الرمزز
الدينية السنية؛ مثل البوطي
وحسون، وغيرهما. ليست الثورة ضد
المسيحيين الشركاء في الوطن،
ويجب ألا تكون كذلك؛ لكنّها
ثورة أغلبيّة الشعب، وسوف تحارب
المنطق السلطوي الإرهابي لفكر
الأقليّات العنصري الذي وقف في
موقع الهجوم، لمحاربة حرية عموم
الشعب الثائر الباحث عن الحق
والعدالة، ومحاربة هويته
القومية والدينيّة. ويجب ألا
تكون إلا ثورة من أجل الحرية
والعدل والكرامة، ومن أجل الوطن.
ويجب ان تكون ثورة لتطوير الفكر
الديني والتنويري ولبناء. فلا
ترعبونا بشيطان الطائفيّة. لسنا
الذين نبيع الشيطان أرواحنا. ======================= "إسرائيل"
والعرب .. وإشكاليات المواقف د.
عيدة المطلق قناة في عز
الربيع العربي و انشغالات
الشارع العربي بهموم التغيير
والإصلاح الوطني وبروز إرادة
الشعوب على التحرر ..ظن الكثيرون
بأن قضية فلسطين لم تعد قضية
عربية ولم تعد تعني الكثيرين من
المنتفضين والثائرين في
الساحات والشوارع العربية .. إلا
أن الممارسات الإسرائيلية تكشف
عن عبث واستهتار شديدين وانتهاك
صارخ للأعراف والنظم والشرعيات
... خاصة وأن هذه السلوكيات قد
شهدت تصاعداً نوعياً خلال "شهر
يناير /2012" وهو الشهر الذي شهد
ما يسمى ب(هجوم المفاوضات
الأردني) .. فخلال هذا الشهر نفذت
سلطات الاحتلال: *
سلسلة من الغارات الجوية على
قطاع غزة وقتلت العديد من
الأشخاص .. *
اعتقالات واختطافات شملت رموز
قيادية للشعب الفلسطيني كان
منها: اختطاف الدكتور عزيز دويك
والحكم عليه بالتوقيف الإداري
لمدة ستة أشهر بتهمة "التورط
مع مجموعات إرهابية"...
واعتقال النائبين حسن يوسف ،
وخالد طافش ..فضلا عن اعتقال
العديد من الشباب في الضفة
الغربية ومنطقة الجليل .. ولعل
أشدها استهانة بالقوانين
الدولية ما تم من مداهمة لمبنى
الصليب الأحمر بمدينة القدس
واختطاف النائبين محمد طوطح
وخالد أبو عرفة .. *
مصادرة (76 دونماً - من أكثر
الأراضي الزراعية خصوبة ) من
أراضي قرية الخاص شرق بيت لحم
بحجة أنها "أملاك غائبين"..
وضمتها إلى حدود البلدية "الإسرائيلية"
للقدس، إن
قراءة معمقة لهذا المشهد
السياسي وما يطرح من أفكار
وتصورات تجاه القضايا الأساسية
التي تشكل العمود الفقري للقضية
الفلسطينية يضعنا أمام مواقف
متناقضة وإشكالية من أمثلتها : أولاً
: إشكالية الاستيطان والتفاوض :
فبينما يلح الجانب الفلسطيني
على خطورة الاستيطان .. ويرددون
ضرورة ربط المفاوضات بمرجعية
"تستند إلى حدود عام 1967، وإلى
وقف شامل للاستيطان، والقبول
بالشرعية الدولية" .. إلا أن
الجانب الفلسطيني سرعان ما هرول
للمشاركة في لقاءات "عمان"
؛ رغم أن إسرائيل ماضية في تكثيف
الاستيطان مما دفع "الحكومة
البريطانية" و على لسان نائب
رئيس الوزراء ( نك كليغ- 16 /1/ 2012 )
إلى إدانة الاستيطان ووصفه بأنه
"تخريب متعمد" للجهود
الهادفة إلى إقامة الدولة
الفلسطينية .. أما قضايا الحدود
فقد أكد رئيس الوزراء
الإسرائيلي "نتنياهو" أمام
لجنة الخارجية والأمن التابعة
للكنيست على أن إسرائيل قدمت
للفلسطينيين خلال محادثات عمان
وثيقة مؤلفة من 21 بندا أحدها ينص
على "بقاء وجود إسرائيل في
منطقة غور الأردن في أي اتفاق
مستقبلي بين الجانبين" ( وهو
ما يرفضه الفلسطينيون بشكل مطلق(..
كما شدد نتنياهو على أن "الأمن
أهم من السلام" وحمل
الفلسطينيين مسؤولية فشل
المفاوضات .. ثانيا:
إشكالية الأرض والسلام: بتاريخ
20/1/2012م نشرت "صحيفة الشروق
المصرية"تقريراً عن كتاب
ألفه الخبير القانوني "زياد
كلوت" عضو "فريق الخبراء
التفاوضي الفلسطيني" يلخص
خبرة أربع سنوات من العمل
كمستشار لفريق التفاوض.. إذ يقول
بأن [عملية السلام هي في نهاية
الأمر "مسرحية هزلية".. وها
أنا أصبح على مضض أحد الممثلين
المشاركين في هذه المأساة .. كسب
الإسرائيليون معركة الأرض.. لكن
الفلسطينيين لا يزالون متشبثين
بهذه الأرض التي تسرق من تحت
أقدامهم" ] .. ولكن رغم كل هذه
الاستعصاءات فإنه لا يبدو أن
أحداً في السلطة الفلسطينية
مستعد لاتخاذ قرار حاسم على
صعيد العلاقة مع إسرائيل !! ثالثاً
: إشكالية مفهوم الإرهاب : فبحجة
ملاحقة الإرهابيين تكثف "إسرائيل"
القصف والاعتداءات على قطاع غزة
كما تكثف حملات المداهمة
والاعتقالات ضد الفلسطينيين في
الضفة الغربية .. في حين أن "الحكومة
الإسرائيلية" تظل "الراعي
الحصري" لجميع العمليات
الإرهابية التي يشنها
المستوطنون اليهود ضد
المواطنين الفلسطينيين والتي
تشمل الاعتداءات الجسدية
واقتحام البلدات والقرى وتحطيم
الممتلكات واقتلاع الأشجار
وتسميم الآبار.. وحرق المساجد
وخاصة في مناطق 1948.. فالحكومة
الإسرائيلية – كائنا من كان على
رأسها - لم ولن تتخذ أي إجراء
رادع ضد الإرهابيين من
المستوطنين والعسكريين .. بل على
العكس فإن "نتنياهو" نجح في
إرغام السلطة على مواصلة
التنسيق الأمني وتعقب
المقاومين الفلسطينيين في
الضفة الغربية.. فضلا عن أنه لا
يتورع عن توبيخ كل من يجرؤ على
وصف هؤلاء المستوطنين ب"الإرهاب". رابعاً
: إشكالية النفاق الأمريكي : ويبرز
في هذه الإشكالية الموقف
الأمريكي من قضية الاستيطان
فبينما قامت "واشنطن"
بإسقاط قرار في الأمم المتحدة
يدعو لوقف الاستيطان... فإنها
تبيع "الوهم" للفلسطينيين
بالزعم بأنها ضد الاستيطان..
وبالمقابل ففي الوقت الذي يتم
فيه التضييق على قطاع غزة
والتضييق على الناشطين
الدوليين لفك حصارها فإن رئيس
الأركان الأمريكي الجنرال "مارتن
ديمبسي" يتعهد بالعمل ضد
عمليات التهريب لغزة عبر سيناء
وبدعم الجهود الإسرائيلية في
هذا المجال ومن المفارقة أن
يصدر هذا التعهد (في 22/1/2012- أي
بعد أيام معدودات على اختطاف
رئيس المجلس التشريعي وزملائه
من النواب) خامساً
: إشكالية الموقف الصهيوني من
الدولة الأردنية : ففي
حين تنشغل "الحكومة الأردنية"
بلعب دور "العراب"
لاستعادة الزخم لعملية
المفاوضات العبثية بين
الفلسطينيين والإسرائيليين ..
تتواصل الممارسات الاستفزازية
الإسرائيلية ضد الدولة
الأردنية .. ولعل آخر أشكالها ما
جاء في الرسالة التي وجهها رئيس
الكنيست الصهيوني لرئيس مجلس
الأعيان الأردني .. إذ بدأها
بعبارة استفزازية نصها "من
مدينة القدس المباركة، عاصمة
إسرائيل". كما تتضمن هذه
الرسالة " جملة من المواقف
الإسرائيلية العنصرية التي
تروج لمفاهيم وقناعات
إسرائيلية، باعتبارها حقائق
يتوجب على الآخرين الإيمان بها"
(بحسب طاهر المصري/ رئيس مجلس
الأعيان). ما
تقدم يكفي للاستدلال على درجة
الاستهتار بالمعايير
والأخلاقيات الدولية والشرعيات
التي يتدثر بها الساسة العرب ..
فالقارئ للمشهد يمكنه إدراك
الفوارق البينة في سلوك الأطراف
المختلفة ؛ وشتان ما بين مواقف
وممارسات تنطلق من مبادئ
واستراتيجيات كبرى، وما
يقابلها من مواقف تنطلق من
مصالح ضيقة وأهواء وأمزجة شخصية
. "إسرائيل
" ماضية في تحقيق أهدافها
وإنجاز مشروعها الاستراتيجي،
بكل الوسائل .. ولا بأس في سبيل
ذلك من مشاغلة العرب وتوريطهم
بالمزيد من التنازلات والتفريط..
أما الطرف العربي فخسائره
تتوالى بل هو الطرف الخاسر
الوحيد في هذه الميلودراما !! * فهل
المفاوضات باتت غاية لا وسيلة ؟ * ألا
ينبغي أن تكف كل حكوماتنا عن
عبثها بمستقبل القضية
الفلسطينية بمسلسل تفاوضي بائس
؟ * أما
آن الأوان للتوقف عن توفير
الغطاء لجرائم الاحتلال ؟؟ إن أقل
رد على اختطاف النواب يجب أن
يبدأ من "تحريم" الحديث عن
لقاءات مع هذا الكيان ..
واستكمال المصالحة .. وتفعيل
المجلس التشريعي .. ومن ثم تركيز
الجهود على الملاحقة القانونية
والقضائية لقادة الاحتلال
ومحاسبتهم على جرائمهم وما
أكثرها!! ======================= روسيا
و سياسة الدفاع عن دمشق للحصول
على أثمان غالية ...!!! الجزء
الثاني د.
خالد ممدوح العزي* في
برنامج الرئيس "فلاديمير
بوتين" الانتخابي بتاريخ 21يناير"كانون
الثاني "2012 والذي توعد فيه
بصراحة بان أي عمليات أحادية
ينفذها الغربيون على الساحة
الدولية ،إذا لم تأخذ فيها
مصالح روسيا سيكون رد موسكو
قاصا عليها.لان قواعد اللعبة
الدولية السياسية والاقتصادية،
لا يمكن أن تتخذ على حساب روسيا
أو بالالتفاف على مصالحها. اسلوب
روسي جديد في التصعيد وسورية
مسرحه : من
المؤكد بان وصول السفن البحرية
الروسية إلى الموانئ السورية
القريب حسب تصريح "الجنرال
المتقاعد ليونيد إيفاشوف
بتاريخ 7 ديسمبر"كانون الأول"2011"بان
موسكو سترسل حاملة الطائرات "الأميرال
كوزنيتسوفا" وعلى متنها
مقاتلات "سوخوي" و"ميغ"
برفقة بارجة "الأمير
التشابانينكو" إلى البحر
المتوسط، وهذا ما أكدته وزارة
الخارجية الروسية، وهذه
العملية لها أهمية خاصة بالنسبة
لموسكو ذات الطابع الاستعراضي
والذي تستخدمه روسيا في حربها
الباردة الجديدة، قد بدأت
معالمها تظهر ،فان وصول السفن
التابعة لسلاح البحرية الروسية
تحمل أمرين: 1-
أسلحة مضادة للطائرات،من
صواريخ بحر- جو ومعدات متطورة
لرصد التحركات الجوية
والبحرية، 2- وهو
الأهم، أنها تحمل رسالة روسية
حاسمة إلى كل من يعنيه الأمر
مفادها أننا قررنا أن معركة
سوريا هي معركة روسيا، وأن
قرارنا الواضح والأكيد هو
الدفاع عن دمشق. بالرغم
من أن المتحدث باسم الخارجية
الروسية"ألكسندر لوكاشيفيتش"عبر
عن امتعاضه من الخطوات
الأمريكية :"بان إرسال السفن
الحربية الأمريكية إلى السواحل
السورية "لا يساعد في إيجاد
تسوية سلمية للمشكلة السورية". اسباب
موسكو الخاصة التي تدفعها
للتصعيد : ترى
الأوساط الدبلوماسية الروسية
أسبابها الخاصة التي تجعلها
تخوض معركة ضروس في سورية ضد
أمريكا تحديدا للحفاظ على
مصالحها والتي نعرض بعض
أسبابها، إن موسكو حسب وصفها
ترى نفسها معنية باتخاذ هذا
الموقف المتشدد في سورية نظرا
للأمور التالية : 1-
لموسكو أسبابها التاريخية
المتعلقة بعلاقاتها القديمة
والوثيقة بسوريا وحكمها
وسياساتها في المنطقة منذ عقود
طويلة، وروسيا تلتزم بمبادئها
ولا تحيد عنها. 2-
لموسكو قراءتها الخاصة للواقع
الجيو- استراتيجي العالمي، و
هذا الحصار الذي تفرضه واشنطن
وتضربه حولها،ابتدأ من قلب
أوروبا الشرقي حتى آسيا
الوسطى،على مدار الحدود
الحيوية لها من خلال مواجهة
فعلية عبرا شبكة صواريخ . 3-
لموسكو مصالحها الإستراتيجية
والسياسية والاقتصادية في
المتوسط، لم يعد لديها موطئ قدم
ألا في سورية الجزائر،وحسب توجه
موسكو، من الخطأ الفادح التفريط
بأي منهما، خصوصاً سوريا الدولة
المركزية المحاذية لكل قضايا
الشرق الأوسط والمشرق
العربي،فضلاً عن القضايا
الملامسة للأبعاد الإستراتيجية
في أراسيا والحدود الجنوبية
الإسلامية . -4
لموسك وقراءة خاصة مرتبطة
مباشرة بأولوياتها
الأمنية،المعركة المباشرة مع
الأصوليات الدينية "الإسلامية"
الإرهابية المتطرفة ،والسعي
إلى الحؤول دون وصولها إلى
الحكم في الدول التي تقع في
حديقة روسيا الخلفية، أو التي
تحيط بها. لأن في ذلك خطراً
جسيما على أمنها القومي، لان
المواجهة مع هذه الحركات ،هو
شأنا روسيا قوميا داخليا، لا
يمكن التساهل به وخاصة حيال
مخاطره أو لاتجاهل تداعياته. 5-
موسكو التي تتخوف من حالة
الفراغ الدستوري في أفغانستان
بعد الخروج الأمريكي منها في
العام 2014،واحلال الفوضى
فيها،والتي تعكس نفسها على
روسيا، من خلال التمدد نحو
مواقعها الحيوية ، وموسكو تعرف
جيدا خطورة هذا المستنقع الذي
دفعت فيه الغالي والرخيص، مما
أدى إلى انهيار الاتحاد
السوفياتي وانتصار المجاهدين
الأفغان، "الدوشمان
بالأفغانية "، وبالتالي فان
الانسحاب ستملئه حركة طالبان
التي تحاول فرض سيطرتها على
أفغانستان والتمدد الى
الجمهوريات الإسلامية المجاورة
لروسيا مما يدخلها في حرب
مباشرة مع التشدد الإسلامي التي
تعاني روسيا أوزاره حتى اليوم
في القوقاز الروسي . -الثورات
العربية التي استطاعت إسقاط
الحكومات الدكتاتورية مما ساهم
بوصول الأحزاب الإسلامية إلى
السلطة وتولي سدة القيادة فيها
عن طريق الديمقراطية والشفافية
،مما سينعكس الحال على المسلمين
الروس الذين سوف يجودون قوة
جديدة في حربهم على سلطة
الكريمين من خلال تشجيع حركة
الإخوان المسلمين العالمية
التي أضحت تشكل خطرا حقيقيا على
سياسة موسكو. 6-
الوضع الداخلي الروسي والتي
تحاول واشنطن تأجيجه من التشكيك
بالانتخابات البرلمانية التي
اضعفت قدرة حزب بوتين بالرغم من
فوزها ،\تحت شعارات مثل "الديمقراطية
والحرية وسيطرة الحزب
الواحد،وانعكاس الوضع
الاقتصادي الداخلي على حياة
المواطنين الروسي المتذمرة من
سياسة الحزب الحاكم بسبب الفساد
والرشوة المسيطرة على روسيا
والروس . التخوف
الروسي من التطورات الدولية : كل هذه
الأسباب كانت مدار بحث طوال
الفترة الماضية في
موسكو،وخصوصا ًبعد "الخطأ"
الذي وقعوا فيه في ليبيا حسب
رأيهم من خلال تسليمها للغرب
دون الأخذ بمصالحهم الخاصة .
وهذا الخطأ الذي وقع فيه الرئيس
ديمتري ميدفيديف حسب التقديرات
الروسية،لان المسألة الليبية
كانت في عهدته المباشرة
والحصرية، وهذا ما جعل الرئيس
بوتين أن يستخلص العبر والدروس
والعودة إلى التاريخ الماضي
عندما تم توحيد ألمانيا والتعهد
الشفوي لروسيا بعدما تمدد
الأطلسي نحو الدول التي تحيط
بروسيا، فكان العكس تماما،
فالرئيس بوتين حذر سابقا من تلك
السياسة الروسية التي استخدمت
في طرابلس الغرب، فهذه الهجمة
الغربية دفعت بوتين، إلى اخذ
الدروس والعبر من مهندس السياسة
الروسية وبطريركها في الشرق
الأوسط، يفغيني بريماكوف،والتي
اتخذ القرار سريعا بالدفاع عن
سوريا. وحسب
طرح الخارجية الروسية والتي
تقول فيها:"بأننا أبلغنا
أصدقاءنا في دمشق أن المطلوب هو
الصمود، ربما مع بعض "التضحيات"،لكننا
سندافع عنهم، وكل روسيا مجنّدة
لذلك. حتى زيارة بطريرك موسكو
"كيريل" الأخيرة للمنطقة
كانت في هذا السياق، وكذلك
إرسال 60 طن من السلاح وبيع 36
طائرة حربية ضمن هذه الخطة وعدم
مناقشة المشروع الروسي المقدم
لمجلس الأمن في ظل رئاسة روسيا
للمجلس .وللذكر فان موسكو
استقبلت أربعة وفود سورية
معارضة، تباحث معهم في طرح
سياسة واضحة لمستقبل سورية
للخروج من نفق الأزمة "من
خلال ربطها بالإصلاحاتالتي
تنفذها دمشق، والاصرار على
ضرورة الحوار مع النظام لا نه
السبيلالوحيدللخروج من الازمة .
وكذلك أبلغتهم بما تعتبره موسكو
خطوط اًحمرا ًبالنسبة لها، وعدم
المساس بها" لا للتدخل
الخارجي في سوريا،لا لاستعمال
العنف من أي طرف كان،لا لبقاء
الوضع على ما هو عليه". وهذا
ما أكده د.برهان غليون رئيس
المجلس الانتقالي في زيارته
الاخيرة لموسكو والذي اجتمع مع
وزير خارجية روسيا سرغي لافروف
بقوله :"لم يقنعن الروس ولم
نقنعهم، لكن الوقت سيساعدنا على
تقريب وجهات النظر.إضافة إلى
وجهة نظر موسكو الثابتة التي
توكدها دوما الخارجية الروسية
بشخص وزيرها لافروف القائمة على
أن " الأهم الآن هو الكف عن
التحرك بواسطة الإنذار ،و
محاولة إعادة الوضع إلى العمل
السياسي" ،وضررت ايجاد تسوية
سلمية للنزاع على غرار ما حصل في
اليمن، لافروف يتهم المجموعات
المسلحة باستثارة الاضطرابات
في سورية واضعا بذلك الضحية
والجلاد في مرتبة واحدة . فالمسألة
تبدو بالنسبة لروسيا هي استعادة
أميركية للأجواء التي كانت
سائدة سابقا والدخول في حرب
باردة جديدة وإعادة سباق تسلح
في القارة البيضاء ،لمجرد أن
واشنطن أدركت فقدانها لأحادية
قطبيّتها العالمية ،التي غطرسة
به على العالم طوال الفترة التي
تلت انهيارا لاتحاد السوفياتي
السابق. روسيا
ترفع سقف المطالب لتحسين شروطها
الخاصة: روسيا
التي ترفع سقف المطالب وتهدد
بأنها سوف تتجه نحو كوبا
وفيتنام وكوريا بموافقة الصين
وتهدد تركيا بان الزعيم
لكردستاني كان متواجد في موسكو
قبل أن يتم تسليمه إلى
المخابرات التركية بواسطة
الموساد الاسرائيل، ومشاركة
السياسي الروسي وزعيم حزب
الليبرالي الديمقراطي وصديق
العرب "فلاديمير جيرينوفسكي"،
وكذلك التهديد بعودة الرئيس
بوتين إلى السلطة الذي يستطيع
ممارسة سياسة مختلفة وقاسية
لكونه مدعوم من الشعب ،فروسيا
تحاول الحصول من تصعيدها هذا
على ثلاثة مسائل مهمة: 1-
إدخالها في منظمة التجارة
العالمية دون شروط وقيود . 2- عدم
التدخل في شأنها الخاص والسكوت
عن الفساد الإداري التي عانت
منه موسكو طوال فترة حقبة
الرئيس بوتين. 3
–السماح لموسكو بإعادة السيطرة
على جورجيا والإطاحة بنظام "سكاشفيلي"
الذي سبب لموسكو مصدر قلق حقيقي
في القوقاز. إضافة
للتفاهم على بعض الملفات التي
تعني موسكو مباشرة كنشر الدرع
الصاروخية في مناطق اوروبا
الشرقية،وتركيا،الانسحاب من
أفغانستان، والجمهوريات
الإسلامية في وسط أسيا،ومشروع
إيران النووي. المصالح
الدولية الخاصة تضع الملف
السوري رهينة: اذا
فالمعركة ضروسة بين روسيا
وامريكا ، بسبب تفاقم الملفات
التي تسيطر على المباحثات
السياسية بين البلدين، ولكن
تبقى سورية بانتظار قدرة
ابناءها الثائرين الذين هم
وحدهم من يفرضون قوانين وسياسة
المعادلة الدولية ، التي
يتفقدها كل من " اوباما
وبوتين واو ردغان ونجاد". لكن
السؤال المهم الذي يطرح نفسه هل
تستطيع موسكو بهذا التعنت
والغطرسة التي تمارسها في
التعاطي مع الملف السوري والذي
لا يساعدها في ادارة سياسة
عالمية متعددة الاقطاب كم تحاول
روسيا تسويق نفسها كلاعب اقليمي
في عالم متعدد الاقطاب . سوف
تحصل موسكو على مكاسب مادية
معينة في للأفراج عن الملف
السوري اذا اعاد ادراجه في مجلس
الامن، لكنها خسرت سورية ودول
عربية اخرى، ودخلت في مواجها
حقيقية الاسلامين الصاعدين
للسلطة في الدول العربية
والمحميين بانتخابات حرة
وديمقراطية شفافة لأنها اعتبرت
بان الاسلام الساسي هو عدوها
روسيا، ولم تستطيع التكيف مع
هذا التغير العربي، بالوقت التي
تعتبر روسيا ليست غريبة عن
الاسلام والمسلمين الذين
يشكلون فيها نسبة 20%، اضافة الى
دول اسلامية تقع داخل فضائها
الاستراتيجي، والجيو-سياسي ،
والجيو- اقتصادي . *باحث
إعلامي وخبير بالشؤون الروسية
ودول الكومنولث ====================== العمل
المسلّح: الوَحدة أو إجهاض
الثورة (3) .. أخلاق السلاح قبل
حمل السلاح مجاهد
مأمون ديرانية إذا
انتشر السلاح في أيدي الناس ولم
تجمعهم جامعةٌ واحدة تنظّم
أمرَهم وتضع لهم القوانين فلا
مفرّ من الوقوع في هاوية “فوضى
السلاح”، وإنها لَهاوية بعيدة
القرار. جرّبَها غيرنا فدفع
للخروج منها الثمنَ الثمين ولبث
يتجرع مُرّها العددَ من السنين،
فاحذروها؛ إياكم والوقوع فيها
فإنكم إذا وقعتم فيها لا تعرفون
كم تدفعون ولا تعرفون متى
تخرجون. إن
الوقاية خيرٌ من العلاج كما
يقول العارفون، فاعتبروا بمن
مضى ولا تكرروا المأساة،
واعلموا أنه كلما مرّ يوم
والسلاحُ في أيدي الناس
المتفرقين زادت صعوبة اجتماع
كلمتهم وتوحيد سلاحهم، فاجعلوا
-يا عقلاء الأمة- هذه المسألة من
أهم المهمات ومن أوجب الواجبات،
وليَسْعَ فيها أهلُ الرأي
والجاه وأهل العلم والدين وأهل
القوة والسلاح، كلٌ بقدر نفوذه
وطاقته. إننا
نسمع منذ بعض الوقت عن حوادث
جِسام يمكن لواحدة منها أن
تلوّث الثورة كما تلوث نقطةُ
الحبر بياضَ الثوب، أو تفسدها
كما تفسد قطرة النفط برميل
الحليب، فكيف لو اجتمعت إلى
الحادثة حوادثُ وصار هذا النوع
من الممارسات والمخالفات
منهجاً عاماً لا سمح الله: مسلّح
يسلب الآمنين؟ أو يستولي على
سيارة مواطن بريء؟ أو يحتل
بيتاً هجره ساكنوه؟ أو يخطف
شخصاً ويشترط لإطلاقه فديةً من
مال؟ وشرٌ من ذلك كله أن يرفع
مسلّحٌ سلاحَه في وجه رفيقه أو
يهدده برفع السلاح! أما
سمع بقول النبي عليه الصلاة
والسلام: “من أشار بحديدة إلى
أحد من المسلمين يريد قتله فقد
وجب دمه”، وقوله: “من أشار إلى
أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه
حتى يدعه، وإن كان أخاه لأبيه
وأمه”؟ لقد
نُهي المسلم أن يشهر سلاحه على
المسلم مهما يكن السبب، حتى ولو
كان مازحاً؛ قال صلى الله عليه
وسلم: “لا يشيرُ أحدكم إلى أخيه
بالسلاح، فإنه لا يدري أحدُكم
لعل الشيطان ينزِغ في يده فيقع
في حفرة من النار”. وإذا حمل
المسلم السلاحَ وتنقل به فإن
عليه أن يحتاط ويوجهه بعيداً عن
المسلمين لئلا يؤذيهم سهواً بلا
قصد، قال النبي صلى الله عليه
وسلم: “إذا مرّ أحدكم في مجلس أو
سوق وبيده نَبْل فليأخذ
بنصالها، ثم ليأخذ بنصالها، ثم
ليأخذ بنصالها”. أرأيتم كيف
يكررها ثلاثاً، وليس ذلك إلا
لشدّة أهميتها وخطورة نتائجها؟
وفي رواية: “فليمسك على نصالها
بكفّه”، أو قال: “ليقبض على
نصالها أن يصيبَ أحداً من
المسلمين منها بشيء”. * * * إذا
حمل السلاحَ من لم يتعلم
الانضباط ولم يتخلّق بأخلاق
السلاح فإنه لا يُؤمَن أن
يستعمله في غير حق: أن يعتدي على
شخص بريء، أو ينتقم من خصم قديم،
أو يستولي على ما ليس له… وقد
يقع الخلاف بين رفاق السلاح فلا
يجدون لحله أقربَ وأهون من
السلاح، فيرتدّ سلاحُنا عن
عدونا إلى صدورنا، وننتقل من
بلاءٍ يقتل فيه العدوّ أبناءنا
إلى بلاءٍ هو شرٌ منه، يقتل فيه
أولادُنا بعضُهم بعضاً لا قدّر
الله. إن
الطغيان لا يعرف الحق والعدل
ولا يفرّق بين قريب وبعيد، وهو
ممارسة تبدأ داخل النفس قبل أن
تظهر في أعمال الجوارح. ولا يكاد
يوجد طغيان إلا مع قوة، فإنّ مَن
استغنى بقوّته عن الناس طغى،
أليس ربنا تبارك وتعالى يقول: {كلا
إن الإنسان لَيطغى أن رآه
استغنى}؟ أي رأى نفسه استغنى.
والاستغناء يكون بامتلاك القوة
المادية من مال وسلاح، أو
المعنوية من جاه وسلطان. تذكّروا
دائماً هذه القاعدة: “إن القوة
تُطغي”، لا يكاد يَسلم من هذا
المصير أحدٌ من الناس إلا
الصدّيقون. وليس يَزَعُ النفسَ
أن تطغى إلا وازعان، وازعٌ من
داخلها ووازع من خارجها، فأما
الذي من داخلها فمجاهدتها
وتخويفها من الله وتهذيبها
بالعبادات والطاعات، وأما الذي
من خارجها فليس سوى القانون
الذي يضبط ويضع الحدود، وقوة
القانون التي تحاسب المعتدي
وتمنعه من العدوان. حينما
كنت شاباً في الجامعة جاءنا
مدرب كوري أسلم وتسمّى باسم
عربي (عبد القوي رو)، وأنشأ
فريقاً لتعليم التايكوندو،
فصحبته أربع سنين وتدرجت في
الأحزمة وصولاً إلى الحزام
الأسود من الدرجة الأولى، وكان
هو يحمل الحزام الأسود دان 6 (الدرجة
السادسة، من أصل تسع درجات). كان
يعلمنا الحركات والقتال
ويعلمنا معها الانضباط
والتواضع، فيمنع أيّ واحد من
إظهار مهارته أو التباهي بقوته
أمام الناس، ولو وصل التهور بأي
متدرّب إلى استعمال قدرته
القتالية في مكان عام -خارج ساحة
التدريب- أو ضد شخص عادي من
العامة فإن الجزاءَ حاسمٌ ولا
يمكن التراجع عنه: الفصل
النهائي من الفريق. إن
الذين يحملون الأحزمة السوداء
في الرياضات القتالية في العالم
يُعَدّون بعشرات الملايين،
ولكن من النادر أو من أندر
النادر أن يُسمَع عن أحد منهم
اشتبك مع شخص من العامة بقتال،
بل يكاد يكون ذلك من
المستحيلات، وحتى لو حصلت حادثة
من هذا النوع فلا بد أن تكون
حالةَ دفاع عن شخص ضعيف. إنهم
يُلَقّنون الصبر وضبط النفس كما
يُلَقّنون الحركات الفنية
والمهارات القتالية، وهم
يعلمون أنهم “أدوات قتل متنقلة”،
حيث يمكن لأحدهم أن يقتل غيره
بلا سلاح سوى يديه. كل من
حمل سلاحاً قاتلاً عليه أن
يتخلق بمثل تلك الأخلاق قبل أن
يحمل السلاح، بل ينبغي أن يكون
الأقوياء جميعاً على تلك الدرجة
العالية من الانضباط، ولو لم
يكونوا كذلك لصارت الدنيا غابة
يفترس فيها الأقوياء الضعفاء. * * * الضمان
الأكبر، وقد يكون الوحيد، من
الوصول إلى هذه النهاية المؤلمة
هو أن نبدأ بداية صحيحة؛ أن لا
يحمل السلاحَ إلا من ينتمي إلى
جماعة السلاح الرسمية، وهي
الجيش الحر، فإن هذه الجماعة
ستهتم -كأي مؤسسة عسكرية- بتدريب
المقاتلين على استعمال السلاح
وعلى آداب وأخلاق وقوانين حمل
السلاح. وسوف تهتم بوضع الضوابط
وتطبيق القوانين بحيث يصبح من
المستحيل أو من شبه المستحيل أن
يتفلّت أي عضو من أعضائها أو
يتجاوز الحدود، لأنها سوف تضبطه
وتعاقبه، وبحيث يصبح من
المستحيل أو من شبه المستحيل أن
يندسّ فيها من ليس منها ومن لا
يؤمن بقوانينها ويلتزم بها،
لأنها سوف تَلفظه وتُخرجه،
وبحيث يصبح من المستحيل أو من
شبه المستحيل أن يوجد في
مناطقها من يحمل السلاح
للاعتداء على الآمنين، لأنها
سوف تمنعه وتلاحقه. لقد
أنذرتكم، وإنما أنا نذير ليس لي
من الأمر شيء؛ عالجوا هذا الأمر
اليوم ولا تتركوه حتى يستفحل
ويستعصي على العلاج، إياكم أن
تتهاونوا أو تتأخّروا فتفلت
الأمور وتسود بيننا فوضى السلاح
لا سمح الله. إني أحذّركم يوماً
يأتي على الناس يقولون فيه: ألا
ليست عهد الأسود يعود! إياكم أن
توصلوا الناس إلى نطق هذه
الكلمة، لو فعلتم وفعلوا فلن
يسامحكم الناس ولن يسامحكم
التاريخ. هذا نداء لكل عاقل ولكل
شخص حمل السلاح، أرجو أن يُسمَع
وأن يُعمَل به قبل فوات الأوان.
اللهمّ إني قد بلّغت. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |