ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 05/02/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

عُذراً حَمَاة .. سامحينَا .. وفَجرُ النَّصر قد بَانَا

بقلم: الليث السوري

مجزرةُ حَمَاة فريدةٌ بآلامِهَا .. تاريخيةٌ لا مثيلَ لهَا في ذلكَ القَرن .. مَلأت صرخاتُهَا أرجَاء الكَون .. .. وسالَت دمَاء الأبريَاء في أحيَاء حَمَاة ومَلأت السَّاحَات في كُل رُكن .. وشَربَ حَافظ الأسَدُ دراكُولا العصر الدمَاءَ بكُل حِقد لَعِين .. بشَراهَةِ مَصاصي الدمَاء هُو وأخِيهِ وزوجتهِ أنيسَة أمُّ أربَعٍ وأربعِين .. وعِصابَة ضُباط القُوات الخَاصة وقَائدُهم. عَلي حيدَر وعَلي دِيب ويَحيى زيدَان و أبَاظَة وبقيَّة السَّفَلة مِن الضُباط الخونَة وسَرايَا الدفَاع الجُبنَاء المُجرمِين .

وصَمَتَ العَربُ والعَالم أجمَعِين .. على مجزَرة حمَاة في القَرن العشرين .. والساكِتُ عَن الحَق شيطَانٌ أخرسٌ لعين .. لَم يَهتَز لهُم جَفْن .. ولَم تَدمَع لهُم عَين .. عَلى أطفَال مثلَ البراعمِ ذُبحَت تحتَ مَرأى البَصَر والعَين .. ونِساءٌ حوامِلٌ بُقِرتْ بُطُونَهُنَّ .. واغتُصبَت وقُتلَت بَنَاتُهن .. وأُعدمَ الشَّبَاب والشُّيوخ في البيُوت والساحَات بكُل هَمجيّةٍ وسَفالَةٍ وإجرَام .. إنِّي واللهِ لأخجَلُ من نَفسي وأنَا الشابُّ المغترب في تلك الفترة كيف سَكتنَا وصَمتنَا وقَبِلنَا بِهَذا الذُّل والهَوان .. وأنَا لا أملِكُ آنَذاك أيّ نَوع مِن القُدرة في ذلك الزمَان .

وهَا هيَ الدول العَربيَّة المجَاورة .. التي جَبُنَت وصمَتَت وقَبِلَت وغَطَّت عَلى هَذه المجزرة .. هاهِي الآن تَندمُ على صمتهَا .. بَعدَ أنْ تَعَرضَ أمنهَا للخَطَر مِنْ هَذا النِّظَام .. وحَليفِهِ مَلالي المجُوس في إيرَان .. وعَرفُوا أنَّ صَمتهُم وسُكوتَهُم عَن مجزرةِ حَمَاة عَام 82 .. أدَّىْ إلى امتِدادِ طَمَعِ وغَدرِ الأخطَبُوط الفَارسِي إلى دُول الخَليج وسورية ولبنان ومصر العَربية .. وإضعافَهِم و زرعِ الفِتَنِ بين أفرَاد الشَّعب العَربي .

كَوكبَةٌ مِنَ الشُّهدَاء الأبريَاء ذُبِحَتْ في حَمَاةَ .. والدمَاء سَالَت أنهَاراً كالمِيَاه والعالَمُ الذي يَدعي الحُريّة .. أغمَضَ عَينيهِ وطَمَرَ رأسَهُ كالنِّعَامَةِ في أنحَاء الكُرةِ الأرضِيَّة .. ولَديهِ الأدلَة مُصورة بالأقمَار الصناعِيَّة .. لا يَجرؤُ عَلى عَرضهَا كَي لا يُدانَ بصمتِهِ وتَغطيتهِ وتَعَامِيهِ .

والآنَ .. الآنَ أيُّهَا السَّادة .. تُعَادُ الكَرةُ .. على يَد الجَزّار الابنِ .. فمَن شَابهَ أبًاه مَا ظَلَم .. والأفعَى أنيسَة أمُّ أربَعٍ وأربَِعين .. ولَدَت ثُعبَانَاً اسمُهُ بشار اللعين .. رضِعَ السُّم مِن أمِّهِ الأفعَى ... وتَربَّى على الخسة والنّذالَة والخيَانَة .. والكُفر والزّندقَة والضلالة .. قَاتِلٌ مُجرمٌ من سُلالة الأسد ومخلُوف القَذِرة .. سََليلُ الُعهر والخَنزَرَة .. لديهِ جُوعٌ مُزمنٌ رغم نَهبِهِ وسَلبهِ المِليَارات من الدولارات مِن أموالِ الشعبِ السوري .. وخَيراتِ بلاد الشام المُباركَة ... لانعدَام أصلِهِ وخُلقِه .. ومَن لم يشبَع عِند أهلِه .. ولَم تتربى نفسُهُ على الأنفَة والكبريَاء .. وغِنَى النفسِ والخُلقِ والإبَاء .. لَن يشبَع أبَداً في حَيَاتِه ولو سكنَ القُصور ورفَعَ أنفَه للسمَاء .. و يَبقَى ذليلاً مُنكسرَ النفس خانعَاً للمَالِ وقُوةِ الظُلم معدومَ الحَياء .. جَائعَاً جاحِداً لنِعَمِ اللهِ في الأرضِ والسَّمَاء .

ومَا يَلفتُ الانتبَاه .. ويُؤكدُ استخدَام قَاتِل الأطفَال السَّفاح بشّار .. لِنَفس الأسَاليب في مجزرة حمَاة .. مَا يُصرحُ به ويقُول كمَا قَال أبُوه من قبل حَافظ الأسد لعَنَ الله روحَه .. وهوَ الآنَ يَذوقُ العَذاب في قَبرهِ : أنَّهُ سَيضربُ بيدٍ من حَديد الجَمَاعَات المسلحّة .. والخَارجين عَن القَانُون .. ويَقصدُ هُنَا المتظاهرين .. ولِمَ لا فَالمُستشَارةُ واحِدَة .. وهي حَيَّة تَسعَى .. أُمُّه أنيسة الأفعَى .. لا زالت هي المُحرضة .. جَعَلهَا الله قَريباً ثَكلَى بِبَقِيّةِ أولادهَا بشار ومَاهِر وأحفادهَا وبناتهَا .. كَي تَشعُرَ بآلام الأمَّهَات البَريئَات .. اللاتي قُتِلَ أطفَالهُن وأولادهُن وآزواجهُن وآبَاءهُن أمَام أعينهُن .. ومَا الله بغافل عما يعملون:

* وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ *

ولَكِنَّكِ أيُتُهَا المُستَشارةُ الخَبيثَة .. أنيثَة كَمَا يٓقرِطُهَا ويَلفِظُهَا بَشار .. أنتِ يَا أنيسَة الخسيسَة .. خَسئتِ فاللهُ يُمهِل ولا يُهمِل .. والأيَّام تَبَدلت .. وأنتِ الآنَ أمَام شَبابٍ ثَائرٍ واعٍ مُتَّحِد .. أبيٍ كريمٍ من فِتيان سيد الخلقِ مُحمَّد صلى الله عليه وسلم .. وحَواري نبي الله عيسى عليه السلام .. إنهم أحفادُ عُمر بن الخطاب .. مُتمثلينَ قولَه لما خَرج مُهاجراً إلى المدينة لمناصرة دين الله ونبيّه فقَال: من أرادَ أنْ تَثكَله أمُّه فَليتبعني خَلفَ ذلك الوادي .. وأنتِ يا أنيسة الإبليسَة .. وعائلَة الأسد ومخلوف الخَسيسة .. ستُواجهُون أحفَادَ عبقري الأمة عُمَر الفاروق رضي الله عنه .. وصلاح الدين .. وخَالد بن الوليد .. وكَتائب الجَيش الحُّر في كُلِّ مُدنِ وأحيَاء سُوريَّة ..

فَمَنْ أنتُم أيُّهَا السفَلَةُ يَا مَاهر .. ومَنْ أنتَ يَا بشار الجَائر .. هلا رجعتُم إلى نسبكُم الفَاجر .. والدُكُم حَافظ ذلك القٓاتلُ الغَادِر .. ماعَرفنَا عَنهُ سوى الخيانَةَ والظّلمَ والقَتلَ والمجَازر .. والسَرقَةَ واللصُّوصية والنّهب السّافِر .. إنَّكُم حُثَالَةٌ من صِنف مَاكر .. وسُلالَةٌ من عِرقٍ نَادر .. إيرانيةٌ صفَويَةٌ صُهيونيةُ الهَوى والخَاطِر .. وعبثَاً أن تكونَ عَربية .. أنتُم فَجَرَة .. لا أخلاقَ أو نَخوَة .. ولاتَعرفُونَ مٓعنىً للشهَامَة والنَّجدة .. أنتُم طُغمٓةٌ نجسةٌ .. تَربَّت عَلى العُهر والسَّرقَة .. ومَِا هَذه مِن صفَاتِ العٓرب والمِلَّة .. ولا تَنتمُونَ لسورية الحُرّة .. إنّكُم عَارٌ على الأمَّة .. وتَعبدونَ الأسد وصنمَه .. وسَنَقضِي عَليكُم لا مَحالَة

قَدْ دَارت الأيَّام .. وآَن أوانُ مُحَاسبَة كُلَّ فَردٍ فيكُم قَتَلَ وسَفَكَ .. وَأذى وظَلَم .. وعَذَّبَ وحَقَد .. وسَرَقَ ونَهَبَ .. ولَكَأني أرَى هَزيمتَكُم أمَام عيني .. وتَجَلى الانتصار مثل مَا قَالَ سَيدنا عُمَر خَلفَ هَذا الوَادي .. فَخُزِلتُم وهُزِمتُم في مَضَايَا و وادي الزّبَداني .. والرَّستَن وحِمصَ وجُل أحيَاءهَا .. وإدلب وجَبَل الزّاويَة .. وكَثيرٍ من المناطِق المُحَررة .

والشبابُ في الثّورة ماضُونَ للنهَايَة .. بكُل شَجَاعَة ونَخوَة .. وإصرارٍ وعَزيمٓة .. لا ينتظرون كَلمَةً من هُنَا أو تَصريحَاً لِلَجنَة .. أو تقرير الدابي المُرتشي الذي باعَ ضميره .. إنهُم مُعتَمِدونَ عَلَى الله والسواعد الفَتيَّة .. وكتائب الجيش الحر الأبية .. قَد اقتَرب قِطَافُ الثّمَرة .. والثَمَنُ هو الحُرية .. حُرية وبس حُرية .. قَدْ نَمَتْ وعَشعَشَتْ في كُلِّ نفسٍ حُرة .. وَقَد اكتَمَلَ نُمُوهَا وامتَلأَت الشّجَرة .. وعَمَّتْ فِي كُل المُدن والبَادِيَة .. وفِي كُلِّ حَيٍ وزَاويَة ..

سوريّة .. عَربيةٌ أُمَويَّةٌ .. عَبَّاسِيةٌ أيُّوبيةٌ. .. غَصبَاً عَن نَجَاد وإيرَان والمالكِي ونَصرُ اللّات .. ومَهمَا امتَلكتُم من أسلحَة .. واستعمَلتُم القَنابِل المُحَرمَة .. ستسقُطُونَ مِثلَ كُلِّ العِصابَات القَذِرة .. فأنتُم سُلالات عَفِنَة .. مُهتَرئة نَتِنَة ..

ومَا افتخرتُ في حَيَاتي .. بِطُفُولتي وشبَابي .. وسُوريتي وعُروبتي .. وأمُويتي وعباسيتيَ .. بُحريتي وكرامتي .. وحُبي وهَيَامِي .. لمَآذن الشام .. و ليَاسمينَةٍ تَتَدلى من الجُدران .. وعَنَاقِيد الحُصرم ثريَّات تُزَين الحَدائِقَ والليوان ... كَما أنَا الآن ..

أشعُرُ بِأنَفَة الثَّائرين .. شَامخَةً مثل شَجَر السنديَان .. مُخلصين للوطَن مِثل حُب العاشقين .. ولمسيرة البطَل حَسن الخَراط في بساتين الغُوطَة مُكملين .. إنّٓكم عِشقُ الوطن .. وعِشقُ الأرض للمطَر .. وقَطَرات النّدى للزهر .. أنتمُ يا سادتي .. أصحَاب الوطَن .

أفخَرُ بكُم أيُّهَا الأحبَّة في كُلِّ الُمُدن والميَادين .. بأصَالَة الأمُويين في أحيَاء الشَّام في الميدان وسُوق الحَميدية .. وقَصر العضم بَين حَنَايَا الأحيَاء العَتيقَة .. والقَلعَةِ القَديمَة ... مِثلَ أشجَارِ النَّارِنج تُزين الأركَان بثمَارهَا البَديعَة .

===========================

هوامش على دفتر النكسة .. رد نزار القباني على بشار الحعفري

محمد أحمد الزعبي

إذا خسرنا الحرب لاغرابة

لأننا ندخلها

بكل مايملكه الشرقي من مواهب الخطابة

بالعنتريات التي ماقتلت ذبابة

ما دخل اليهود من حدودنا

لكنهم تسربوا كالنمل من عيوبنا

كلفنا انتصارنا

خمسين ألف خيمة جديدة

الخاطرة السابعة من  " خواطر شاهد عيان ": ( من وحي خطاب بشار الجعفري  ممثل النظام السوري في مجلس الأمن يوم 31.01.2012 )

عندما قرأت  قصيدة نزار: هوامش على دفتر النكسة  ، والتي كانت أبياتها تقطر دما ودموعا  كما هي حال المقتطفات أعلاه   حيث كنا مانزال على بعد خطوات من هزيمة حرب 1967، قررت أن أبدأ رحلة  التغريد خارج السرب ، (كوزير للإعلام آنذاك)  وأن أعمد إلى نشر هذه القصيدة في الصفحة الأولى من جريدة البعث  ، علها تلعب دور الدومري  في إيقاظ النائمين من "الرفاق "  .

 نعم  لقد استيقظوا من نومهم  صبيحة اليوم التالي لنشر القصيدة ، ولكن ليس ليعيدوا النظر في  حساباتهم الخاطئة التي أثمرت هذه الكارثة القومية ، وإنما ليمطروني بوابل من  ال : لماذا ؟ وكيف ؟ وألا تعلم  يارفيق ... ؟  الخ من التساؤلات المتعلقة بالقصيدة والشاعر والاستعمار والإمبريالية والحزب القائد ... الخ ، وأن نشري للقصيدة في "جريدة الحزب " وهي ( أي القصيدة ) ضد الحزب ، كان خطاً كبيراً !.

إننا الآن في شهر فبراير من عام 2012 ، وهو مايعني أن عمر احتلال اسرائيل لهضبة الجولان التي بكاها نزار  في قصيدته " هوامش على دفتر النكسة " عام 1967 شارف على الخمسة والأربعين عاما    ( وهو مايمثل عمر جيل كامل من أجيال الدولة الثلاث ، كما يراها عبد الرحمن بن خلدون ) دون  أن يتمكن ذلك الدومري من إيقاظ هؤلاء الذين مايزالون يغطون في نومهم  العميق ،منذ صيحة نزار ، وحتى هذه اللحظة من عام 2012 ،  ترى ألا يسمح هذا لنا الآن بأن  نوقظ نزار القباني  من سباته الأبدي لنخبره

والألم يعصر قلوبنا  :

لقد أسمعت إذ ناديت حياً     ولكن لاحياة لمن تنا دي

أكثر من هذا يانزار ، فإن ممثل من انتقدتهم في قصيدتك ، بشار الجعفري ، وصلت به قلة المعرفة بك

وبمواقفك السياسية والأخلاقية ضد كل " عناتر " العرب ، وعل رأسهم عناتر عائلة الأسد ، أن اقتطع بيتي شعر من إحدى قصائدك  الجميلة ، ليخرجهما من سياقهما الفني والأدبي والسياسي في القصيدة ويستشهد بهما بما يخدم سيده " عنترة " ، ناسيا ،أو متناسياً أن نزاراً قد قال في نفس القصيدة :

يا شام إن جراحي لا ضفاف لها فمسحي عن جبيني الحزن والتعبا                  

يا شام أين هما عينا معاوية وأين من زحموا بالمنكب الشهبا

فلا خيول بني حمدان راقصه زهواً ولا المتنبي مالئ حلبا          

وقبر خالد في حمص نلامسه فيرجف القبر من زواره غضبا     

يا رب حي رخام القبر مسكنه ورب ميت على أقدامه انتصبا        

يا ابن الوليد ألا سيف تؤجره فكل أسيافنا قد أصبحت خشبا      

وما دمنا بصدد النكسة ونزارالقباني ، فقد قفزت إلى ذاكرتي الآن صورة معبرة نشرتُها  في جريدة 

البعث  على أبواب الخامس من حزيران  عام 1967  ،  وأيضا في صفحتها الأولى ، كانت ا لصورة عبارة عن مربعين متجاورين ومتساويين ، احتوى أحدهما على صورة للملك عبد الله الأول كتب تحتها  عام 1948  واحتوى المربع الثاني على إشارة استفهام كبيرة ( كإشارة إلى : من سيكون ياترى بطل الهزيمة الجديدة ؟ ) كتبت تحتها عام  2/1 1967   (كإشارة إلى أن شهر حزيران يقع في منتصف العام) . ولما  كانت المسافة الزمنية بين التاريخين ( 1948 و 1967 )هي عشرين عاما فقد عمد ت إلى الإستعانة مرة أخرى بنزارالقباني ،  وكتبت تحت المربعين المذكورين أعلاه بيتي الشعر التاليين لنزار

 ( رغم عدم تعلقهما  بموضوع النكسة ) : 

عشرون عاما يادروب الهوى     وما يزال الدرب  مجهولا

عشرون عاما ياكتاب الهوى      ولم أزل في الصفحة الأولى

لقد بتنا اليوم  ، على مايبدو ، بحاجة إلى ألف دومري ودومري ، لكي يذكروا أمثال بشار الأسد وبشار الجعفري  وكافة  المتخاذلين والصامتين والمتآمرين  من العرب والعجم ، من ذوي الياقات البيضاء والزرقاء والكاكي ، إضافة إلى ماذكرناه من قول نزار ،  بقول عمر أبو ريشة عام نكبة 1948 :

رب وامعتصماه انطلقت        ملء أفواه البنات اليتّم  

لامست أسماعهم لكنها        لم تلامس نخوة المعتصم 

 

وقول أحمد مطر عام نكبة 2011 / 2012  :    

مقاومٌ بالثرثرة  ،

 ممانع بالثرثرة ،

له لسانُ مُدَّعٍ

 يصولُ في شوارعِ الشَّامِ كسيفِ عنترة

 يكادُ يلتَّفُ على الجولانِ والقنيطرة

 مقاومٌ لم يرفعِ السِّلاحَ

 ولمْ يهبْ جَولاننا دبابةً أو طائرةْ

 لم يطلقِ النّار على العدوِ

 لكنْ حينما تكلَّمَ الشّعبُ

 صحا من نومهِ ،

 وصاح في رجاله ،

 مؤامرة ، مؤامرة

 و أعلنَ الحربَ على الشَّعبِ

 و كانَ ردُّهُ على الكلامِ

 مَجزرةْ

===========================

ضعوا حداً لمأساة هذا الشعب

جان كورد

ما يجري في أروقة مجلس الأمن الدولي الآن بصدد سوريا هو "بازار" مبتذل، يحاول بعض تجار السياسة الدولية الاستمرار فيه بكل قذارة، والأشنع من ذلك أن يدافع عرب ومسلمون عن نظامٍ قتل الكثيرين من أبناء وبنات شعبه، بوحشية لامثيل لها، ومرتكبٍ للمجازر ضد مواطنين عزل لايريدون سوى حريتهم والعيش بكرامة في أمن واستقرار على أرض وطنهم.

يبدو واضحاً من مناقشات ومداخلات هؤلاء التجار الذين لاضمير ولا رادع خلقي لهم، وبخاصة هؤلاء الروس الذين يقيسون كل شيء بمقاييس مصالحهم الاقتصادية والاستراتيجية، ولا يأبهون لما يراق من دماء سورية على أيدي زمرة موغلة في الإرهاب والاجرام السياسي، أن السياسة الدولية تتحول في أيديهم إلى أداة لتكريس مصالح مادية وتوسيع دوائر نفوذهم الدولي، بذرائع مختلفة يتم إلباسها ثوب الحمائم المحلقة في عالم السلام، وكأن تجار السياسة الدولية هذه مهتمون حقاً بالسلام بين الشعوب والبلدان، ولكنهم في الحقيقة تجار سلاح وقاطفو ثمار الحروب وتدمير البلدان

الأوضاع السياسية والاقتصادية  في سوريا مأساوية  بكل معنى كلمة "مأساة"، والزاوية تنفرج باستمرار بين النظام الذي يسفك دماء الشعب دون تردد وبين الشعب الذي يصر على اعدام هذا النظام ورأسه، ومؤيدو كلٍ من الضلعين متحيرون وغير قادرين على ايقاف النزيف بنداءاتهم المتتالية، والعيون متجهة صوب مجلس الأمن الدولي وتدويل القضية السورية، بعد أن فشلت الجامعة العربية في اقناع النظام بأنه يسير سيراً حثيثاً صوب النهاية البشعة له، وبعد أن أثبت العرب عدم قدرتهم على لجم فرسٍ لهم داخل سور بيتهم الكبير. والأخطار المحدقة بسوريا ستصبح واقعاً، فيما إذا فشل مجلس الأمن الدولي في التوصل إلى قرارات حازمة وحاسمة لوقف العدوان الأسدي عند حده، إذ سيفقد السوريون أملهم في كل أنواع المنظمات العربية والدولية، وعندها سيصبح اللجوء إلى العنف خياراً لابد منه، والانتقال من مرحلة التظاهر السلمي المصحوب بالكثير من التضحيات إلى مرحلة الكثير من العنف المصحوب بقليل من التظاهر، لأن التظاهر سيصبح أشد دمويةً مما هو عليه الآن، والناس ستفضل الدفاع عن النفس بشتى الأسلحة المتوفرة في أيديهم، بعد أن فشلوا في تحقيق أ÷دافهم العادلة سلمياً.

إلا أن بعض تجار السياسة الدولية، وعلى رأسهم التجار الروس في مجلس الأمن الدولي وفي الإعلام الموالي لبوتين والأسد السوري، لايهمهم إلى أين تسير الأحداث القاتمة في سوريا، ولهؤلاء نقول بصوتٍ سوري عالٍ: "ضعوا حداً لمأساة هذا الشعب، عوضاً عن اختلاق الأعذار لمواقفكم الشائنة وترددكم المريب!"

إن ليلاً كالح السواد يكاد يطبق بجناحيه على سوريا، وها نحن نرى العنف يصل إلى أقصى زواياها في الشمال الكوردي، إلى مدينة عفرين الجميلة التي حاولت البقاء قدر الممكن خارج دائرة النار، ومع الأسف فإن ما جرى اليوم، مرعب ومثير للسؤال عن مدى توغل أجهزة النظام وشبيحته ومرتزقته في الشارع السياسي الكوردي، وهذه بداية سيئة  لمأساة كوردية جديدة تعرض في أردأ صور  وأشكال المسرحيات المخزية في مناطقنا التي اعتقد البعض أنها ملك لهم، يتصرفون به كيفما شاؤوا، ولكن الشعب الكوردي أوعى من أن ينجرف إلى معارك جانبية، وهو في معمعة كفاحه السياسي السلمي إلى جانب سائر المكونات السورية الأخرى من أجل الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان.

==========================

بين خضر عدنان وجلعاد شاليط

بقلم : أ . تحسين يحيى أبو عاصي

كاتب مستقل

tahsen-aboase@hotmail.com

من اجل شاليط وصل عدد الدول التي تدخلت بشكل مباشر أو غير مباشر إلى سبعة وعشرين دولة ، وقابل والد شاليط زعماء ثمانية من تلك الدول ، منها فرتسا والولايات المتحدة الأمريكية ، وبريطانيا وألمانيا وروسيا ، كما قابل أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون ، ووضعت كل تلك الدول كامل طاقاتها من أجل شاليط ، وجندت إعلامها وسياستها وبرلماناتها وقادتها لتحقيق ذلك الهدف ، وتدخلت منظمة الصليب الأحمر ومنظمة حقوق الإنسان التابعتين للأمم المتحدة ، وخرج المئات بمسيرات في كثير من دول العالم تنادي بإطلاق سراح جلعاد شاليط ، ونجحت حكومة شاليط في توظيف قضية أسره بأحسن الأساليب ، وتمكنت من حصولها على تعاطف دول العالم .

يبدو أن جلعاد شاليط هو الذي أسس وبنى السامية في نظر زعماء العالم ، وان اليهود بهذه الصفة هم أعظم أعراق الأرض ، وأنهم جديرون بان تكون مكانتهم في المقل وعلى الجباه ... هكذا نجح الإعلام الصهيوني في غرس هذا الوعي عند كثير من دول العالم ، وهو بذلك ناجح بامتياز بفعل تخطيطه الدقيق ومنهجيته في العمل .

أما نحن الفلسطينيون فيبدو أننا من الأم الثانية الجارية السوداء ، والمجهولة نسبا وحسبا وهوية ، كما صرح من قبل المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية "نيوت غينغريتش" بأن الشعب الفلسطيني تم اختراعه ، فإضراب الشيخ الأسير خضر عدنان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في سجون إسرائيل سبعة وأربعين يوما ، واعتقاله مع ألوف الفلسطينيين في سجون الاحتلال ، وعدم تمكن أهل خضر عدنان من لقاء زعيم واحد في جميع أنحاء العالم ، على الرغم من أن خضر عدنان يعيش الموت البطيء بسبب إضرابه عن الطعام ، ولم تتدخل من أجله حكومة واحده من حكومات العالم ، ولم تقف منظمات العالم الإنسانية والحقوقية مع الأسير عدنان المناضل من أجل الحرية ، مثلما وقفت مع شاليط الذي تم أسره من دبابة تقذف بحممها على الآمنين من أهل غزة ... ولعل في ذلك رسالة غير مقروءة من قِبل العالم بمن فيه إسرائيل إلى جميع العرب والفلسطينيين ، لعلهم يدركوا حجم النظرة الدونية تجاهنا ، ويدركوا أيضا هلامية موقف قادتنا تجاه أسرانا ، وضعف الإعلام العربي أمام الإعلام الغربي والصهيوني ، وضعف أداء مؤسساتنا الإنسانية قاطبة .

لقد تغيب الكثيرون عن مناصرة الأسير خضر عدنان في فلسطين وخارج فلسطين ، وكان ضعف أداء القوى الوطنية والإسلامية في قضية خضر عدنان ضعيفا بشكل ملموس ، فتنظيم واحد من تنظيماتنا الفلسطينية كان بإمكانه أن يُجِّير المئات إن لم يكن الألوف من اجل مناصرته من خلال فعاليات واسعة وكثيرة ، فكيف بباقي القوى والتنظيمات الفلسطينية؟.

لقد شكلت القوى الفلسطينية لجنة لفك الحصار على غزة منذ بدايته ، وتمكنت من تحقيق أهداف ملموسة من خلال إبداعها في ابتكار أساليب من أجل تحقيق هدفها ، فلماذا لا يتم تشكيل لجنة على غرار تلك اللجنة من أجل أسير ينتظر الموت إن لم نعمل على إنقاذه ، بحيث تبدع هذه اللجنة في إيجاد الوسائل الكفيلة بإنقاذ حياته ، وتنسجم مع عظمة هذا القائد وتضحياته ؟ .

إن الصمت واللامبالاة شعبيا ومؤسساتيا مؤشرا سلبيا لا يبشر بخير ، يجب الوقوف عنده وتحليله ، والعمل على تحجيمه ، من خلال وضع آليات حراك جديدة ، بحيث يتحول الصمت إلى قوة ضاغطة تضاهي قوة وتأثير حكومة الاحتلال من أجل شاليط ، فهل سنشهد ذلك قريبا ؟ .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ