ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 06/02/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

النظام السوري يحيي الذكرى الثلاثين لمجزرة حماة بمجزرة الخالدية في حمص

د.جهاد عبد العليم الفرا

اللهم إليك نشكو ضعف قوتنا ، وقلةَ حيلتنا، وهواننا على الناس يا أرحم الراحمين . أنت رب المستضعفين وأنت ربنا .. إلى من تكلنا ؟إلى بعيد يتجهمنا .. أم إلى عدوٍ ملكته أمرنا ؟؟إن لم يكن بك علينا غضبٌ فلا نبالي ..

غير أن عافيتك هي أوسعُ لنا...نعوذ بنور وجهك الذي أشرقتْ له الظلمات ، وصلحَ عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحلّ علينا غضبك ، أو أن ينزلّ بنا سخطك .. لك العتبى حتى ترضى ..ولا حول ولا قوة إلا بك .. ولاحول ولاقوة إلى بك.. ولاحول ولاقوة إلابك يا ارحم الرحمين.

مائتان شهيد وخمسمائة جريح في حصيلة اولية لقصف وحشي همجي بربري نازي استخدمت فيه كل انواع الأسلحة الثقيلة والقذائف الصاروخية والمسمارية على حي الاحرار الابطال في الخالدية معقل سيف الله المسلول سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه في حمص الجريحة ليتجاوز عدد شهداء ثورة الحرية في سورية حاجز السبعة آلاف وخمسمائة شهيد وعشرات آلاف أخرى من الجرحى والمفقودين والمعتقلين والمهجرين .

وتتزامن هذه الجرائم الوحشية البشعة على الإنسانية المعذبة في حمص الجريحة وحرب الإبادة عليها مع الذكرى الثلاثين لمجزرة حماة عام 1982 والتي راح ضحيتها أكثر من اربعين الف شهيد ليعود نظام الجلاوزة والجلادين في سوريا ويؤكد في مجازره الجديدة انه هو هو لم يتغير ولم يتبدل، بل ورث الابن فيه عن ابيه الدموية والسادية والإجرام وأمعن في القتل والقصف والتدمير في محاولة يائسة منه للنيل من صلابة وصمود الثوار الأحرار الابطال في سوريا عموما وفي حمص العدية على وجه الخصوص ممن رفضوا تواصل هذا الإجرام وهذا القتل لأكثر من أربعين عاما.

كما تتزامن هذه الجريمة ضد الإنسانية العزلاء في سوريا والتي أضيفت إلى السجل الحافل بالجرائم والمجازر البشعة لنظام الفساد والاستبداد والظلم والقهر بحق المدنيين العزل في سوريا مع سعي حثيث لمجلس الامن الدولي لإقرار مشروع جامعة الدول العربية لإنقاذ سوريا والذي يواجه تعنتا روسيا لعرقلته وعدم تنفيده على الارض وليطيل اجل هذا النظام الفاسد المفسد ويمكنه اكثر فاكثر من التسلط على رقاب السوريين وقهرهم وسلب إرادتهم والنيل من ثباتهم وصمودهم وعزمهم على التغيير والإصلاح الجذري الشامل.

ولكن هيهات هيهات ان تنال كل هذه المجازر الوحشية والجرائم البربرية من عزيمة شعبنا البطل الابي الصابر المصابر المحتسب المعطاء البذول السخي في تضحياته العظيمة من اجل نيل حريته وعزته وكرامته.

فلاتحزنوا يا اهل الخالدية ، ولاتهنوا يا اهل حمص ولاتجزعوا يا اهل سوريا فالله معكم وسيؤيدكم بنصره وتاييده وسيمدكم بمدده ويعينكم بعونه ويهب لكم ماترغبون به من التغيير أليس هو القائل وقوله الحق : " إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بانفسهم" وها انتم يا اهل سوريا الأحبة الابطال الأفذاذ على طريق التغيير وهاأنتم قد نزعتم لباس الخوف والخنوع والاستكانة للظالمين المستبدبن منذ اجل ولبستم درع الشجاعة والإقدام والبطولة والثبات والصمود وحب الاستشهاد دفاعا عن الدين والعرض والحرمات والأوطان لايثنيكم عن هدفكم النبيل في نيل الحرية لاتقتيل ولاتعذيب ولاتهجير ولا تشريد ولاتخريب ولاحتى حرب الإبادة التي تشنها عليكم العصابة الحاكمة المجرمة ..

إنها بشائر النصر تلوح مع ارتقاء ارواح الشهداء العزل الابرياء من النساء والاطفال والشيوخ إلى بارئها تشكو ظلم الطغاة وحقد المستبدين .. إنها ملامح الفجر الجديد تلوح في الافق مع استعار الحملة العسكرية الأمنية على الابطال الثائرين .. إن قلوب الملايين من البشر في كل أطراف الدنيا معكم وإن خذلكم من خذلكم ،،إن ألسنة الملايين من المؤمنين من عباد الله الصالحين تلهج بالدعاء لكم آناء الليل واطراف النهار بالثبات والنصر والتأييد .. وهذا من أعظم الأسلحة التي تمتلكونها . إن مهج وارواح الناس تحيطكم في كل جنبات الدنيا تبكي لمصابكم وتتأثر لآلامكم وتتألم بجراحكم فلاتحسبون انه قد عز النصير فأمة الإسلام بخير وستظل كذلك فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة ".. نعم كل الخيرين معكم .. وكل أصحاب الضمائر الحية معكم وكلها تصرخ وتنادي وتعمل لأجلكم .. ولن يخيب الله رجاءهم ورجاءكم ، فالأمل يبعث في النفوس عند المصاب الجلل والحادث الاليم فكونوا كما كنتم دائما مع الله يكن الله معكم وساعة النصر اقتربت، ونهاية الظالم المستبد أذنت

إن صمودكم الاسطوري، وتضحياتكم العظيمة، وثباتكم وصبركم وفداءكم وتحاببكم وتألفكم وتعاونكم وتآزركم حقائق على الارض قد أذهلت الدنيا بأسرها، وأوقفت العالم بتحية إجلال وإكبار لجهادكم ونضالكم من أجل نيل حريتكم وكرامتكم وعزتكم وستنالونها عاجلا غير آجل بإذن الله الواحد الأحد ويومها يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيزالحكيم.

=========================

ماذا حصل ولماذا وإلى أين نتجه؟

محمد العبدالله

حصلنا على فيتو مزدوج، غير متوقع لحد ما، كانت نسبة إمكانية تمرير القرار مقبولة. أفرغت موسكو القرار من العديد من النقاط المهمة. تذرعت روسيا بالتدخل العسكري، والعقوبات، وإجبار الأسد عن التنحي، فحذفت جميعها من مشروع القرار. بقي سطر واحد لا تستطيع موسكو طلب إزالته: دعم المبادرة العربية كاملة (التي تنص على تنحي الأسد). لذلك صوتت روسيا (والصين) بالفيتو، بسبب هذا السطر تحديداً.

لكن لماذا تغطي موسكو نظاماً متهاوياً وقاب قوسين أو أدنى من السقوط؟

1- تشعر روسيا من خلال الملف السوري أنها عادت إلى الساحة الدولية كلاعب أساسي. تستطيع المنافسة على السياسات الدولية، إبتزاز المجتمع الدولي، فرض أجندتها الخاصة. "كبر رأس" وزير الخارجية الروسي لحد أنه امتنع عن الإجابة على مكالمات وزيرة الخارجية الأميركية. حتى إن دعوة موسكو لحوار يجري على أراضيها لا تهدف لإنهاء الأزمة وحقن دماء السوريين أكثر مما تهدف لإظهار روسيا كلاعب دولي له دور في الساحة الدولية.

 

2- الحملة الإنتخابية لبوتين (الذي يواجه صعوبات كبيرة في حملته) تعتمد على قدرته على إظهار موسكو كطرف دولي قوي، وكقطب ند للولايات المتحدة. هذا ينعكس في الملف السوري. زاد الوضع سوءاً لبوتين أن وزيرة الخارجية الأميركية وصفت انتخاباته الأخيرة بالمشوبة بالعيوب والانتهاكات وهذا أثار جنون موسكو التي بدأت ترى الولايات المتحدة تتدخل حتى في عقر دراها. لا تملك روسيا إلا الرد في السياسة الدولية. الملف السوري مرة أخرى.

 

3- مصالح روسيا مع النظام القائم كبيرة. سوريا هي منطقة النفوذ الروسية الوحيدة التي بقيت في المنطقة، ممثلة بميناء طرطوس العسكري. صفقات السلاح أمر أساسي أيضاً. دعم نظام الأسد يعني بشكل غير مباشر دعم لطهران التي تراها موسكو كخط دفاع أول في وجه أي مد عربي- سني تجاه دول الاتحاد السوفياتي سابقاً والمجاورة لروسيا (الشيشان).

 

4- ثم إن روسيا ليست على حياد في هذه المعركة. هي طرف يقف إلى جانب النظام. حاولت موسكو إجهاض العملية السياسية عبر الفيتو الذي ينتج عنه مباشرة فشل المبادرة العربية وإنهاء دور كل من الجامعة العربية ومجلس الأمن والمجلس الوطني السوري، على اعتبار أن التقدم السياسي اصطدم بجدار وأصبح غير ممكن، وبالتالي إخراج المجلس الوطني السوري من المعادلة كلاعب ونقلها للمنشقين والمسلحين الذين سيكون لهم دور وكلمة أكبر

 

هنا يغدو صوت السلاح مسموعاً أكثر. الشعب السوري سيتسلح للدفاع عن نفسه وسيطلب النظام المزيد من السلاح الروسي لقمع الثورة والمنشقين، فتحصل موسكو على مردود مالي إضافي من صفقات السلاح.

الأسباب السياسية للفيتو كثيرة لا تنتهي. عشرات التحليلات ممكن أن تتناولها. لكن ما سر الفيتو الصيني الذي "ضمنته" المملكة العربية السعودية سابقاً؟

الصين لم تكن لتصوت فيتو (في المرتين وليس فقط هذه المرة) ما لم تصوت روسيا. رأت بكين أن القرار انتهى بفيتو روسي على أي حال وأن مصالحها مع موسكو أكثر فصوتت إلى جانبها، إلا أن دورها ثانوي كونها لا تعاني من "عقدة النقص" الروسية التي تحاول بسببها موسكو إثبات أهميتها عبر الفيتو وعرقلة أي قرار بخصوص سوريا.

لكن هل قامت المجموعة الغربية (الولايات المتحدة تحديداً) ما يكفي من ضغوط لحسر دور موسكو أو حتى إحتواءه؟

للأمانة، لا. الإدارة الأميركية ترفض مبدأ "الإبتزاز الروسي" من وجهة نظرها. ولن تقدم لروسيا شيئاً وستتركها تواجه العزلة الدولية وخسارة الحلفاء والخجل بسبب سياستها تجاه سوريا.

طلبات روسيا أكبر مما تستحق وأكبر مما يمكن لأي طرف أن يقدم. روسيا تطلب من أميركا إيقاف برنامج الدرع الصاروخيي الأميركي في أوروبا والولايات المتحدة لن تقدم لها شيئاً...

أكثر من ذلك، حملة أوباما الإنتخابية تقوم على تعزيز تقدم الولايات المتحدة سياسياً (بعد أن فقدت دورها السياسي وسمعتها بسبب الجمهوريين وحروبهم في المنطقة)، كما تقوم على دعم الحريات والربيع العربي عموماً وهذا يدفع أوباما لرفض المساومة على الملف السوري ورفض التفاوض مع روسيا عليه بإعتبار أن مفاوضات مع روسيا ستوصل لحلول وسط وليس لرحيل النظام.

 

إلى أين نتجه؟ وماذا يمكننا أن نفعل؟

بعيداً عن كل التحليل السابق أعلاه. إلى أين أوصلنا الفيتو الروسي؟

1- إنهاء العملية السياسية وبالتالي إيقاف دور المعارضة السياسية كما أسلفت.

2- إرتفاع وتيرة المطالبة بالسلاح والتسليح ودعم الجيش الحر للإعتماد على الذات.

ماذا سنفعل؟

لعل من إيجابيات الفيتو الروسي هو إنهاء دور مجلس الأمن. ستحول الجامعة العربية دون وأد مبادرتها خلال إجتماعها المزمع عقده الأحد القادم (12 شباط)، لكن دور مجلس الأمن انتهى. وبالتالي أخرجتنا روسيا من حربها الباردة التي زجتنا بها ولعبت دوراً معرقلاً من خلالها. لذلك ما سنقوم به هو التالي:

1- التحرك بالمبادرة العربية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على قرار بدعمها المطلق وتبنيها. لا فيتو في الجمعية العامة وتكفي غالية بسيطة لصدور القرار.

2- دعوة بشار الأسد للاستقالة من قبل الدول العربية وبسحب السفراء من دمشق وطرد سفراء النظام من العواصم العربية، تنفيذاً لقرار الجامعة العربية ذي قضى بمعاقبة النظام، والمضي في العقوبات وحظر الطيران التجاري.

3- إعتماد قرار الجمعية العامة كغطاء سياسي لتشكيل تحالف دولي للدول الصديقة للشعب السوري. "تحالف الراغبين" كما يعرف في السياسة. سيلعب دوراً في ترتيب الأجواء للعب دور جدي وتدخل حقيقي لحماية الشعب السوري. العمود الفقري في هذا التحالف سيكون الدول العربية وتركيا التي قد تكون قواتهما هي المساهم الأساسي في حماية الشعب السوري ومساعدته.

4- يقوم التحالف بتدريب الجيش الحر وتنظيمه وتسليحه بشكل غير مباشر. لن تقوم أي دولة أوربية أو غربية بذلك ولا حتى الولايات المتحدة، لكنها ستغض الطرف عن ذلك وتشجع وتأمن دعماً لوجسيتاً وغطاءً سياسياً (في شهادة مستشار وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلنتون فريدريك هوف أمام الكونغرس، سأله الكونغرس: لماذا لم تسلحوا المعارضة السورية؟). طبعاً هذا يعكس دقة المرحلة ووصولها لمرحلة الحسم بالسلاح.

5- تأمين دعم إغاثي عاجل (مالي وعيني) للشعب السوري يساعده على الصمود في معركته والإستمرار باعتبار أن المعركة قد تطول قليلاً.

هذا يتطلب صموداً كبيراً جداً، واستمراراً في التظاهر. طبعاً لا خوف على معنويات الناس. فبالرغم من كل الدماء والمجازر فإن الشعب يدرك أنه أساس التغيير وانه يجب ان يعتمد على نفسه أولاً وأخيراً.

لم ننطلق في ثورتنا من درعا بانتظار أي قرار دولي. ولم نصمد في حمص معولين عليه! إن أتى القرارفعلى الرحب والسعة، وإن لم يأت، سنعتمد على الله وعلى أنفسنا وعلى جيشنا الحر (الجيش الحر بحاجة ماسة للتنظيم الحقيقي والسلاح، سأكتب عنه مفصلاً على ضوء ما سنصل إليه من قرارات مع الدول الصديقة بدعم وتنظيم وتسليح الجيش الحر).

طريقنا وعرة قليلاً لكنها أصبحت واضحة المعالم. الحرية قاب قوسين أو أدنى...

يرونها بعيدة، ونراها قريبة.

=========================

سوريا: معادلة النظام .. والشعب

د. عيدة المطلق قناة

eidehqanah@yahoo.com

يوماً بعد يوما تكتسب الثورة السورية زخماً ثورياً إضافياً .. وتحقق إنجازاً جديداً على الأرض .. ولعل أهم هذه الانجازات كان تشكيل "الجيش السوري الحر" الذي حمل على عاتقه حماية الثوار من بطش النظام وأجهزته القمعية .. فكان أن حظي بالتفاف الشعب واحتضانه أنى وجد هذه الجيش في المناطق السورية الساخنة على اتساع نطاقها الجغرافي .. لقد أخذ هذا الجيش يكشف عن رجولة وإقدام عاليين فضلاً عن مهارات تنسيقية وقتالية .. وبالمقابل بدأت كتائب النظام تفقد حاضنتها الشعبية الرئيسية ، إلى جانب فقدانها للكثير من عتادها ووسائل اتصالها ، فضلا عن سمعتها وأخلاقياتها، واهتزاز ثقة "النظام" في ولاء أفرادها !!

 

إن ما تحقق للثورة من منجزات نوعية على الأرض والتطورات الميدانية أفقدت النظام صوابه .. وبات فزعاً مرتبكاً متناقضاً فاقداً للخيارات والمنطق والحجة .. فأخذ يرفع – كسابقيه من الأنظمة الساقطة - فزاعات جديدة أهمها "الحرب الأهلية "والدعوات "التقسيمية" و "الفتنة الطائفية".. فأخذ هذا النظام يقود البلاد بسياساته الحمقاء ، وبخياراته الأمنية المغالية بالوحشية والدموية إلى أتون حرب أهلية وتقسيمات طائفية ..!!

 

لقد كشفت هذه الثورة العظيمة عن أن النظام السوري لم يكن يوماً إلا نظام عصابة واستبداد .. نظام يعتقل سوريا الوطن والشعب .. نظام دمر الماضي وشوه الحاضر .. وصادر المستقبل .. بالاستقواء على شعبه بمنظومات استبداد محلية وإقليمية ودولية فأطلقها لتمارس على هذا الشعب العظيم أبشع أشكال الانحدار الأخلاقي "اللفظي والسلوكي"..والوحشية والقمع الهمجي والمنهجي .. فتحولت - سوريا العظيمة - إلى وطن للرعب ومعتقل رهيب كبير.. حتى طفحت الحالة السورية بمفردات الجريمة من : التصفية الجسدية بوسائل القتل والاغتيال والتعذيب الوحشي بتشويه الجثث .. (سلخاً وحرقاً وتقطيعاً ) .. واغتصاب الفتيات والنساء والرجال ( وحتى الأطفال ) .. مروراً باختطاف وابتزاز واعتقال ( الرجال والنساء .. الأطفال والشباب والشيوخ)!! والاقتحامات المتكررة للبيوت .. والهجمات العسكرية - بأعتى ما يملك من آلة عسكرية - على المدن والقرى والأحياء .. وما يترافق مع هذا الهجمات من سلب ونهب وتدمير للممتلكات والمساجد والمدارس أو تحويلها إلى مراكز اعتقال وتعذيب .. وصولاً إلى الكذب والتضليل الإعلامي الذي بلغ قمة مأساوية على قاعدة " لا أريكم إلا ما أرى" .. وكل مفردة فيه تشكل جريمة موصوفة بالجرائم ضد الإنسانية وتستدعي الملاحقة الجنائية في كافة المحاكم المحلية والدولية!!

 

لقد لخص " النائب البريطاني- صديق العرب " (جورج غالاوي ) الحالة السورية - بالحرف [إن الجانب المظلم للنظام السوري يتمثل بطابعه الشمولي ، و عقلية الدولة البوليسية وقبل كل شيء الفساد العميق الجذور والذي في تفاقم خيالي عن طريق التحول الليبرالي الجديد مع الخصخصة المصاحبة له ، واستبدال ملكية الدولة بالملكية الخاصة التي تذهب لفئة بعينها مرتبطة بالنظام ، كان هذا الجزء من الحقيقة مخفيا جزئيا بالطابع المعادي للإمبريالية بالقومية العربية للشعب السوري وحكومته وهذه هي التجربة المعاشة لمعظم السوريين لأكثر من أربعين عاما..هذا ظلام كثيف] !!

 

وعليه فإن كان هناك إرهاب في سوريا فإن النظام هو من يمارس هذا الإرهاب ويبدع بأدواته ووسائله... لقد اجتمع في هذا النظام "الاستبداد والفساد والغدر والكذب" .. فأهان شعبه .. وصبغ تراب سوريا بدماء هذا الشعب بكل مكوناته.. نظام فاقد للحياء إذ لم يعد يضيره ارتكاب الجرائم الفاضحة .. نظام يعاني من "جنون العظمة" حد "التأله" .. نظام حرف مسار التاريخ العربي عن مساره وسيرورته.. إذ ما فتئ يردد منذ أربعين عاماً عبارته الشهيرة " لن نسمح لأحد بأن يجر سوريا إلى معركة .. سوريا هي التي تحدد زمان ومكان المعركة"!!! .. ولكن نصف قرن من هذا الحكم استعصى فيه كل من "الزمان والمكان" على الحضور!!..

 

وحين يشتد الضغط ويضيق الخناق عليه يخرج هذا النظام على العالم بخطابات تؤكد حالة الوهم والغيبوبة التي يعيشها .. فجاءت كل خطاباته متناقضة ومشوشه وخارجة عن سياق "الزمان والمكان" .. خطابات حافلة بالتزوير إذ تؤكد أن النظام فاقد للخيارات.. وأن ليس لديه سوى القتل والتصفية.. واستخدام الشبيحة والقناصة لمواجهة الثورة.. والتمسك باسطوانة مشروخة مفادها أن سوريا تواجه إرهابًا داخليًا من قبل تنظيمات راديكالية ومؤامرة خارجية.. مما يستدعي إعلان حربه الصريحة على شعبه بل والتشديد بالضرب بيد من حديد على "المتآمرين والمخربين" !!

 

غيبوبة رأس النظام وأجهزته ودائرته الضيقة .. يقابلها شعب عظيم صحيح الفطرة يحمل عبئاً عظيماً وحملا ً ثقيلاً .. شعب خرج على أقانيم الخوف والجبن .. ففتن كل شعوب الأرض بما لديه من الصلابة والشجاعة والتصميم والإصرار والقدرة على التضحية رغم تفرد نظامه بوحشية غير مسبوقة ..!!

 

في ظل هذا المعادلة المختلة بين نظام - بما هو عليه من مواصفات- وشعب بما كشفه من قدرات .. فإن الثورة السورية السلمية أذهلت الصديق والعدوّ، ببطولات أطفالها وشيوخها، وشبابها ونسائها.. إنها ثورة شعب عظيم يقدم تضحيات لا يطيقها بشر.. وما زال على مدى عام يتابع طريقه يوما بعد يوم، في الشوارع والساحات ، في القرى والمدن.. زعلى امتداد الرقعة الجغرافية للوطن السوري الواحد.. يواجه القتل والجراح.. بنداء الحرية "التكبير".. ويواجه الآلام – وما أقساها- بالصمود والصبر والمزيد من العطاء !!

إن مثل هذه الثورة الإبداعية تستحق إبداعاً بأشكال الدعم والنصرة .. إنها الثورة التي تزف البشرى ب "ولادة وطن سوري" جديد .. وشعب أذهل العالم بعبقريته وطاقته المبهرة على التضحية..!!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ