ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الثورة السورية وجهاً لوجه أمام
المقاومين والممانعين بدرالدين حسن قربي لم يكن موضوع الثورة السورية في انطلاقتها
وشعاراتها وامتداداتها سياسة
النظام الخارجيه أو تحالفاته
الإقليمية والحزبية، ولا حتى
شأنه الطائفي أو مقاومته
وممانعته، بل كانت محصورة
باسترداد حرية سليبة وكرامة
مغتصبة في مقابل القمع
والاستعباد والنهب والفساد في
عموم الوطن، بما مفاده أن
موضوعها كان متعلّقاً بسياسة
النظام الداخلية لاغير. ورغم وضوح مطالب الثورة وموضوعها، فإن
النظام تعاطى معها من الأيام
الأولى بمثابة مؤامرة خارجية
تستهدف نظامه المقاوم
والممانع، وواجهها بالقمع
والقتل. حلفاء
النظام المقاومون إيران وحزب
الله ماعدا حماس ثنّوا على
مقولات النظام وأكدوا وقوفهم
ودعمهم الكامل على كافة الصعد
لمنع سقوطه مهما كان، حتى تحول
حسن نصرالله في خطاباته إلى
ناطق إعلامي رسمي باسم النظام،
وغدا خروجه على فضائية المنار
أكثر من المسؤولين السوريين
أنفسهم ومروّجاً لوجهة نظرهم. وعليه، ففي مواجهته للثورة أوغل النظام في
حلوله الأمنية المعتادة قتلاً
بالآلاف واعتقالاً وتعذيباً
بعشرات الآلاف، وظهر الدعم
الواضح والجلي للحليف الإيراني
له ومعه حزب الله في تقديم
الأسلحة والمستشارين والخدمات
اللوجستية مما بات معه الطرفان
شركاء حقيقيين في الممارسات
المتوحشة. ومن
ثم، فلم يمض علي بداية الثورة
السورية غير ثلاثة أشهر إلا
وانقطع شك الناس الثائرين بالذي
عرفوه واكتشفوه عن حليفَي
النظام من الدعم القميء
المُشين، فباتوا يهتفون في
تظاهراتهم مع حرق الأعلام
بالحليفين العتيدين منددين،
وظهرت المواقف المعادية لمواقف
إيران وحزب الله اللذَين قامت
قيامتهما، باعتبار أن المعارضة
والمعارضين صارت من وجهة نظرهم
في خانة العداء للمقاومة
والممانعة من خلال موقفهم
المستجد تجاه المقاوم والممانع
الإيراني ومعه حزب الله، رغم أن
موقفهما لم يكن إعلامياً فحسب
كما كان موقف المعارضة ومعها
الثائرون بل دخلوا إلى سوريا،
وفرضوا بأعمالهم وأوجدوا
بمشاركاتهم موقف ثوار الشارع
السوري تجاههم الذي لم يكن أكثر
من موقف إعلامي لا أكثر،
فالسورييون معارضين وثوّاراً
لم يذهبوا لا إلى إيران ولا إلى
لبنان ليمارسوا الإثم والقنص
والتشبيح والعدوان. وعلى طريقة لا تخلوا من البروباغندا، عندما
قال المقاومون ابتداءً عن ثورة
الشعب السوري السلمية ومطالبه
بأنها مؤامرة أمريكية
إسرائلية، لأن مرادها إسقاط
النظام. ثم
تالياً قولهم عن مبادلة
المحتجين الثائرين والمعارضين
لمواقف الدعم والقنص والتشبيح
لإيران وحزب الله بموقف إعلامي
لاغير، أن ذلك معناه القطيعة مع
مقاومة حزب الله وفك التحالف مع
إيران. ثم
لم يلبثوا ومعهم حلفاؤهم
وأنصارهم في إطلاق اتهاماتهم
ومجادلاتهم لنا: لماذا لا
تطمئنون هؤلاء على مقاومتهم
وممانعتهم؟ وهي فيما تعني
بلاهةً مطالبة الضحية بضمانات
تُعطى وضمانات تُقدم للجلّاد،
ولو أنهم أنصفوا قليل الإنصاف
لنصحوا المعتدي بتوقفه عن العون
والدعم والتشبيح قليلاً، ولو
على طريقة التقاط الأنفاس ريثما
يأخذ مثل هذه الضمانات والوعود. وعليه، فلئن درجت عادة النظام السوري أن
يقدم لنا المقاومة ودعوى التصدي
للمؤامرات الصهيونية
والأمريكية بمثابة أفيون
ليمارس علينا استبداده وفساده
وأبشع قباحاته، فإن جهابذه
المقاومة اليوم، وأذكياء
الممانعة وأساطينها من حلفائه
وأنصاره وشبيحته من أحزاب
ومنظمات وكتاب ومفكّرين ورجال
دين، يريدون منّا وعصابات القتل
والخراب والدمار من أحفاد
المغول والتتار تعيث بين
أطفالنا ونسائنا وشبابنا،
تمارس حقداً لايوصف، وممّا
لايخطر على قلب بشر، على شعب
مضطهد مقهور من عشرات السنين،
يريدون له ثورة وثواراً وممثلين
عنهم توضيح الموقف من مقاومة
حزب الله والحلف الإيراني،
وكأنه يراد لنا أن نوقّع لهم
صاغرين: اقتلوا من شعبنا السوري
مع عصابات النظام ماشئتم بدعوى
الحرص على مقاومتكم وممانعتكم،
وسنبقى لكم الحلفاء الأوفياء،
ولا تثريب عليكم، ومن حقكم أن
تفعلوا بنا ماشئتم فنحن خُلقنا
أرقّاء مقاومتكم وعبيد
ممانعتكم. قد تكون تلك هي أماني إيران وحزب الله ومعهم
النظام وشبيحته، وإنما
بالتأكيد فإن للشعب السوري
الوطني القومي المقاوم الممانع
الشريف المخلص الصادق حسب وصف
حسن نصرالله للسوريين في حزيران/يونيو
الماضي، شأناً آخر مع قاتليهم
وقامعيهم وجزّاريهم. http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=nnmAv1VoGmw http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=GBw6E8NtA0A http://www.youtube.com/watch?v=p8zUvsTPi_4&feature=player_embedded ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |