ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ثورة
آذار 2011 في سورية : من أين ؟ وإلى
أين ؟وإلى متى ؟وكيف؟ .. سرد
سيسيو ـ تأريخي
الدكتور
محمد أحمد الزعبي 1.
تيمناً بشعارات ثورتي تونس ومصر
، وبعد رحيل كل من بن علي وحسني
مبارك ، كتب تلاميذ إحدى
المدارس الابتدائية في مدينة
درعا على جدران مدرستهم ،
شعارات مناهضة لبشار الأسد ،
وذلك بتاريخ 27.02.201 ، وسرعان ما
تم اعتقالهم من قبل الأجهزة
الأمنية في درعا ، وإرسالهم إلى
أقبية التعذيب في دمشق . حاول
آباء هؤلاء التلاميذ الصغار،
ومعهم العديد من أعيا ن المدينة
التوسط لدى محافظ درعا ( عاطف
نجيب / أحد أفراد عائلة الأسد
الحاكمة ) ، للإفراج عن هؤلاء
الأطفال ، بيد أن ردة فعل هذا
المحافظ على مطالب هؤلاء الآباء
والأعيان كانت استفزازية ، وغير
أخلاقية ، وغير محتملة
اجتماعيّاً ، الأمر الذي معه
خرجت المظاهرات الشعبية
السلمية في مدينة درعا ، فيما
سمي بـ " جمعة الكرامة " يوم
( 18.03.2011 ) ، حيث جابهتها الأجهزة
الأمنية الأسدية بالرصاص الحي
الذي أوقع أول الشهداء في سفر
هذه الثورة ، والذين كانوا
الصاعق الذي فجر في الأيام
والجمع التالية الثورة السورية
، بداية في محافظة درعا ، ونهاية
في كافة أنحاء سورية . 2.
إن مواجهة المظاهرات الشعبية
السلمية ، بالرصاص الحي ،
واستمرار السقوط اليومي لعشرات
الشهداء في كافة أنحاء سورية ،
قد دفع بشباب الثورة وقادتها
إلى الارتفاع بسقف مطالبهم ، من
الإفراج عن تلاميذ درعا ،
ومطالبة النظام بالقيام بعدد من
الإصلاحات السياسية
والاقتصادية إلى المطلب الذي
بات لاحقاً على كل لسان "
الشعب يريد إسقاط النظام " . لقد
أيقظ الرصاص الحي ، والتنامي
اليومي لأعداد الشهداء ، من
الكبار والصغار ، من الرجال
والنساء ، شعبنا العربي السوري
إذن من سباته الذي زاد على
الأربعة عقود ، وأدرك أنه كان
ضحية حقبة تاريخية سداها
الدبابة والمدفع ، ولحمتها
الكذب والتدليس والضليل
والتعتيم ،وآخراهتمامات حكامها
هو مصلحة وحرية وكرامة المواطن
والشعب . نعم لقد اسيقظ المارد
من سباته الطويل ، وقررألاّ
يعود إلى قمقمه قبل سقوط نظام
بشارالأسد الديكتاتوري الذي
وصفه الثوار بـ "الخائن"(
اللي بيقتل شعبه خاين) . 5.
إن بشار الأسد لم يعد بنظر أبناء
الشعب السوري ، بعد كل ماصنعته
يداه بهم ، يستحق حتى صفة "الرئيس!!"
، وإنما أصبح بنظرهم مجرد "رئيس
عصابة "من الشبيحة ، ورثها عن
أبيه . ونرى
من جهتنا أنه إذا ماكان أبوه
حافظ يفتقر إلى الشرعية ثلاث
مرات ( مرة لأنه جاء على ظهر
دبابة ، وأخرى لأنه دمر مدينة
حماه وقتل عشرات الألوف من
أبنائها عام 1982 ، وثالثة لأنه
انقلب على رفاقه في حركة 23 شباط
1966 ووضعهم في معتقلاته قرابة
ربع قرن ، بل واغتال منهم داخل
السجن رفيقيه وزميليه في الحزب
وفي الحكم ، نور الدين الأتاسي
وصلاح جديد كما لايخفى على أحد )
، فإن الإبن بشار قد أضاف إليها
ثلاث أخر هي : (وصوله إلى السلطة
كأبيه عن طريق المؤسسة العسكرية
المختطفة ( بفتح التاء والطاء ) ،
وفضيحة تعديل الدستورعن طريق
مجلس الدمى من أجل التوريث ،
وأخيراً وليس آخراً مواجهته
الدموية الفاشية والمشبوهة
لثورة آذارالسلمية ، التي توشك
اليوم على طي عامها الأول
وهي أكثر تصميماً على المتابعة
والمثابرة والتضحية بالنفس
والنفيس ، حتى الوصول إلى شاطئ
الحرية والكرامة ، أي حتى سقوط
هذا النظام الديكتاتوري ،إن لم
يكن اليوم فغداً ، وإن غداً
لناظره قريب) 6.
تعاني ثورة آذار السورية من
وقوعها بين المطرقة ( Hamm)
والسندان Ambu )/ Stütze) ، ( المعروفة
وظيفة كل منهما عند الحدادين )
والإشكالية التي يطرحها هذا
التشبيه هي : ـ هل
إن المطرقة هي فقط نظام
بشارالأسد وشبيحته ، أم أن
دولاً أو/ و عناصر خارجية أخرى (
إيران و حزب الله ، مثلاً ) تشارك
مع هذه المطرقة ؟!. ـ
وأيضاً ماهي الدول العربية
والأجنبية التي تقوم بوظيفة
السندان الذي ساند ويساند هذه
المطرقة ( بشار وشبيحته ) على
القيام بوظيفتها الدموية
والهمجية ضد الشعب السوري والتي
وصل عدد ضحاياها عامها الأول
عشرات الألوف من الشهداء
والجرحى والمفقودين ، ومئات
الألوف من المعتقلين
والمطاردين ، هذا إذا لم نعتبر
أن سورية كلها قد تحولت عمليّاً
إلى سجن أسديٍّ كبير ؟!. 7. يدخل
تحت مفهوم " الشبيحة "، وفق
تفسيرنا السوسيولوجي الخاص
لهذا المفهوم ، ما سأطلق عليه
" أسيجة الحكم السبعة " ،
والتي يدخل بعضها في إطار
المطرقة ، بينما يدخل بعضها
الآخر في إطار السندان ، هذه
الأسيجة هي : 1)
الشرعية الشكلية ،المرتكزة
على مثلث : التطييف ، التضليل
،التزوير( التاءات الثلاث)، 2)
الجيش العقائدي (!!) ،
الأجهزة الأمنية السرية
والعلنية ، الحرس الجمهوري ، 3)
الحكومة ومؤسسات الدولة ،
الرسمية وشبه الرسمية (
الاتحادات والنقابات المدجّنة )
4)
المرتزقة من شبيحة السيف ،
وشبيحة القلم ، وشبيحة المال ،
وشبيحة الخوف من البديل
الديموقراطي ( فوبيا
الديموقراطية والإسلام ) ،
وشبيحة " الجبهة التقدمية"
، 5)
التضليل الإعلامي والشعارات
الكاذبة عن التصدي والممانعة ،
ودعم المقاومة ، 6) حزب
البعث ، الذي هو ـ تطبيقياً ـ ،
وبمليونيه (!!) الإسم الحركي
للفئة الحاكمة ،
7)
الدعم الخارجي ، الظاهر
والمستتر ، للنظام من قبل كل
الذين يخشون أن يعود لسوريا بعد
سقوط نظام عائلة الأسد دورها
القومي التقدمي المعروف ،
وبالتالي أن يكون البديل
الديموقراطي لنظام الأسد ،
قادراً على التفريق بين أعداء
الأمة العربية وأصدقائها . 8. لقد
كانت تكلفة وقوع الثورة السورية
بين المطرقة والسندان عالية
جداًّ ، حيث طالت هذه التكلفة
كلاًّ من البشر والشجر والحجر
بل والحيوانات أيضاً ( مذبحة
الحمير) ، ولكي لاأكرر الأرقام
التي باتت معروفة للجميع ، أذكر
فقط ماسمعته في إحدى نشرات
الأخبار مساء هذا اليوم ( 4.3.12 )
من أن ضحايا شهر شباط الماضي
وحده ، بلغت 2000 شهيد ، بينهم 160
طفلاً و150 امرأة معظمهم قتلوا
وذبحوا وصفّوا في معركة حي بابا
عمر في مدينة حمص البطلة في مطلع
هذا الشهر. إنها تصفية عرقية ( liquidierung ) بكل مافي هذه
الكلمة من معني ، بل من معان !! . وإذا
كانت أرقام الضحايا متفاوتة
زيادة و/ أو نقصاناً ، فلأن نظام
نيرون دمشق كان طوال العام الذي
أوشك على الانقضاء من عمر
الثورة ، يحمل البندقية بيد ،
والكذب والتضليل الإعلامي
ومحاولة حجب كل مايجري داخل
سورية من انتهاكات ومذابح
وجرائم ، ولاسيما مايتعلق
بالأطفال والنساء ،عن الرأي
العام العالمي ، باليد الأخرى. 9.
تعاني الثورة السورية داخلياً ،
من تردد بعض الأقليات من
الإلتحاق بالثورة ، وذلك نتيجة لتخويف
بشار الأسد وأعوانه لهم من
إمكانية أن تأتي الديمقراطية
التي تنادي بها الثورة ، ببديل
إسلامي يمكن ألاّ يتعامل معهم
على أساس مبدأ " المواطنة "
الذي يتساوى فيه الجميع أما م
الدستور والقانون . إن
كافة بيانات وأدبيات التيار
الإسلامي المعتدل ،المنخرط في
الثورة وفي المعارضة ، والتي
أمكننا الاطلاع عليها ، تؤكد
بصورة لالبس فيها ولا غموض ، على
الالتزام بقواعد اللعبة
الديموقراطية ، وبمبدأ
المواطنة الذي يساوي بين "
جميع ( الأكثرية والأقلية )
المواطنين أمام الدستور
والقانون . إن
المجتمعات البشرية ، ومنها
مجتمعنا السوري ، ليست كأسنان
المشط ، ولكنها تطبيقيّاً
كأصابع اليد، من حيث تفاوتها في
الطول والعرض والحجم والوزن ،
ولكنها تتضافر عملياً في تأدية
وظيفة بيولوجية واحدة موحدة هي
وظيفة اليد المعروفة للجميع ،
والتي هي خاصية بشرية بصورة
أساسية . إن
مايعنيه هذا التشبيه من الناحية
السوسيولوجية ( من منظور علم
الاجتماع ) ، هو أن كلاًّ من
الأكثرية والأقلية ، لابد وأن
يكون خاضعاً لحكم الدستور
والقانون اللذين يسويان بين
الجميع على أساس المواطنة ،(اليد
الواحدة) وليس على أساس الدين ،
ذلك أن " الدين لله والوطن
للجميع " ، ولذلك فإنه من غير
المقبول ، أن تعلق بعض الأقليات
موقفها من الثورة ، على إقصاء
الآخرين ، حتى في حالة الخلاف
والاختلاف معهم سواء في
الاسترتيجية أوفي التكتيك .
ولنا في قول الإمام الشافعي
لمختلف معه في الرأي ( إن رأيي
صواب يحتمل الخطأ ، ورأيك خطأ
يحتمل الصواب ) ، وأيضاً في قول
الفيلسوف الفرنسي فولتير
لمختلف معه في الرأي ( إنني
أخالفك الرأي ، ولكني مستعد أن
أضحي بحياتي من أجل أن تقول رأيك
بحرية ) ، أسوة حسنة . إن كل
من يرهن موافقته على
الديموقراطية ، بهذا الشرط أو
ذاك ، لايمكن أن يكون منطقيّاً
وتطبيقيّاً ديموقراطياً
حقيقياً ، ولا مناضلاً ثوريّاً
، ولا مؤمناً بحق الشعب في
اختيار من يحكمه ، إنه ببساطة
إقصائي ، والإقصائية بكل صورها
تعتبرـ بنظرنا ـ نقيضاً
للديموقراطية ، بل إنها بصورة
أو بأخرى شكل من أشكال
الديكتاتورية !! . 10.
تعاني المعارضة السورية لنظام
بشار الأسد ، سواء في علاقاتها
البينية ، أو في علاقاتها الداخلية
( داخل المجموعة ذاتها ) ، من خلل
بنيوي ، أضعف فعالياتها
ومواقفها سواء أمام النظام
السوري الذي تعارضه ، أو أمام
الرأي العام السوري والعربي
والعالمي الذي من المفروض أن
يحتضنها ويقف إلى جانبها ضد
النظام الذي تعارضه . ويتلخص هذا
الخلل النيوي ـ برأينا ـ
بالتالي : ـ
الطابع التراكمي الكمي والكيفي
لتشكل ولمواقف هذه المعارضة ،
والذي يبدأ بمرحلة الاستقلال
الأولي ، في ثلاثينات القرن
الماضي ( الكتلة الوطنية ، وعصبة
العمل القومي ) ثم يستمر في
مرحلة الاستقلال الثانية ، بعد
1946 ( جلاء الاستعمار الفرنسي ) ،
وصولاً إلى حكم عائلة الأسد
الذي بدأ رسميّاَ عام 1970 ، والذي
ما يزال مستمرّاً حتى هذه
اللحظة ( 5.3.12 ) ، ولقد ترتب على
هذا الطابع التراكمي ، جملة من
السلبيات أبرزها : ـ وجود
" أزمة ثقة " مزمنة بين
مختلف أطراف وأجنحة هذه
المعارضة ، ويرجع السبب في ذلك
إلى أن بعض هذه الأطراف
والأجنحة كان ذات يوم إما في
السلطة ،أوجزءاً من السلطة ،
ومارس إما بصورة مباشرة ، أو غير
مباشرة اضهاد وإقصاء من كان
معارضاً له آنذاك ، والذي هو
الآن شريكه وزميله في معارضة
نظام عائلة الأسد ، وبالتالي
فإن جميع أطراف وأجنحة هذه
المعارضة تختزن في داخلها عدداً
كبيراً من إشارات الاستفهام
والتعجب والتوجس ، حيال بعضها
بعضاً ، وبالتالي الخوف من أن
" تعود حليمة لعادتها القديمة
" بعد سقوط نظام عائلة الأسد ،
ـ غياب
التناظر والتناسب بين بنية
المجتمع ، وبنية الأحزاب
السياسية التي تشكلت في
ثلاثينات وأربعينات القرن
الماضي ، الأمر الذي جعل من هذه
الأحزاب ، وبالتالي المعارضة
التي تمثلها هذه الأحزاب
انعكاسا بهذه الدرجة أو تلك ،
هذه الصورة أو تلك ، للتركيب
الغالب على المجتمع السوري
والذي يغلب عليه الطابع القبلي
والعشائري والمذهبي والطائفي . هذا مع
العلم أن الطابع " الأقلياتي
" هو الطابع الغالب على
الأحزاب العلمانية ، سواء على
مستوى القيادات أوعلى مستوى
القواعد ، وهو مايعتبر بنظرنا
أمراً طبيعيّاً ومبرراً ، ذلك
أن برامج هذه الأحزاب ،
وأيديولوجياتها غالباً ما تشدد
على مبدأ " المواطنة " الذي
تتساوى فيه هذه الأقليات مع
الأكثرية . إن التفاف واتفاق
كافة اطراف المعارضة السورية
حول / على مبدا " المواطنة "
إنما يمثل (من وجهة نظرنا)
الطريق الأقصر والأسلم لانتصار
ثورة الحرية والكرامة ،
وبالتالي المعارضة
على نظام بشارالأسد
الديكتاتوري ، ـ إن
" الأقليات " ، فيما نعتبره
قانوناً سوسيولوجيّاً ، يمكن في
كثير من الحالات ، أن تلعب دوراً
إيجابيّاً عندما تكون في
المعارضة ، ولكنها إذا ماوصلت
إلى السلطة عن غير طريق
الديموقراطية وصندوق الاقتراع
، فإنها لاتستطيع الاحتفاظ بهذه
السلطة إلاّ بإلغاء
الديموقراطية وصندوق الإقتراع
، تماماً كما حدث ويحدث في سورية
منذ الثامن من آذار عام 1963 بصورة
عامة ، ومنذ 1970 على وجه الخصوص . ـ إن
التداخل والتعارض بين العوامل
الموضوعية والذاتية ، في عملية
التغير الاجتماعي ، عادة
مايترتب عليه تباين وتعارض في
الرؤى السياسية والأيديولوجية
سواء بين الأفراد أو بين
الجماعات ، بما في ذلك بين
الأكثرية والأقلية وذلك بسبب
التباين في زوايا النظر إلى
الظواهر الاجتماعية ، الأمر
الذي سيؤدي
عملياً إلى " التعددية " في
الرؤى والمواقف ، وبالتالي
الاجتهادات المتعلقة بماضي
وحاضر ومستقبل
المجتمع . ولذلك فإن مانراه من
" فوضى" البيانات
والمؤتمرات والتصريحات
والكتابات والمواقف ينبغي ألاّ
تخيفنا ، ولا سيما ، ان شعبنا ،
وأن أحزابنا ، وبالتالي
المعارضة السورية ، إنما عانت
على مدى نصف قرن ، من الحكم
الفردي الشمولي الذي لم يكن فيه
مكان حتى للتنفس بحرية . إنه
لأمر طبيعي ، ان نشهد مثل هذه
الفوضى السياسية والفكرية
والاجتماعية ، بعد أن فتحت ثورة
آذار المجيدة ، أمام الشعب
السوري في الداخل والخارج أبواب
الحرية على مصراعيها ، والتي
نأمل ألاّ تطول ، وأن تكون مجرد
سحابة صيف . ـ
تتكون المعارضة السورية لنظام
عائلة الأسد ، من خمسة تيارات هي
: التيار الديني ، التيار
القومي ، التيار الإشتراكي ،
التيار الليبرالي ، وتيار ثورة
15ـ 18 آذار . وهي تنقسم في موقفها
من نظام بشار الأسد ( وفق رؤيتنا
الخاصة ) إلى ثلاثة اتجاهات
رئيسية هي : + تيار
" الشعب يريد إسقاط النظام
" وهو التيار السائد والغالب
، سواء في الداخل أو الخارج ،
وهو يرفض الحوار مع النظام ،
ولكنه مستعد للتفاوض فقط على
رحيل بشاروإعادة السلطة لأصحابها
الشرعيين ( الشعب السوري ) ، +
تيار " الشعب يريد تصحيح
المسار" ، وذلك عبر الحوار
والتعاون مع النظام ، من أجل أن
يقوم النظام نفسه بإصلاحات
سياسية ، تؤدي مستقبلا إلى
إقامة مجتمع مدني ديموقراطي
تعددي وتداولي ، ( تيار : نعم ..
ولكن ) +
تيار يطالب بشار بأن يجري
إصلاحات سياسية ، تحول دون سقوط
النظام ، ( تيار: لا.. ولكن ) ـ ولكن
الحدود والأبواب مفتوحة بين هذه
التيارات ، وهي تسمح بالتنقل
والتحرك من تيار إلى آخر
بدون أية عوائق او إشكالات ،
ولا سيما أن لكلٍّ من هذه
التيارات الثلاث ، ظاهر يتفق
فيه مع الآخرين ، وباطن يحتفظ
فيه لنفسه ، بل ويحاول إخفاءه عن
الآخرين ولذلك فإن هذا الحراك
بين التيارات
الثلاث ، لايؤثر كثيراً على
الموقف الحقيقي لكل منها . هذا
مع العلم أنها جميعاً تعترف ،
بأنهم ليسوا هم من فجر الثورة ،
ولكنهم من بين جنودها ، أو
المؤيدين لها . 11. لقد
كانت استراتيجية النظام ( عائلة
الأسد ) ، هي جر الثورة السورية ،
من جهة نحو التخلي عن طابعها
السلمي ، ومن جهة اخرى ، دفعها
نحو " الطائفية " ، بيد أن
وعي شباب الثورة ورجالها كان
لتلك الاستراتيجية الخبيثة
بالمرصاد ، واخذت هتافاتهم
تتعالى أكثر فأكثر : " سلمية ،
سلمية " ، " واحد واحد واحد
، الشعب السوري واحد " ، وباءت
أطروحات بشار وشبيحته عن "
العصابات المسلحة " وعن "
القاعدة " ، بالفشل الذريع ،
بل وتحولت إلى نكتة للتسلية
والضحك ، 12.
وعندما بدات انشقات الجيش
السوري الحر ، وجد بشار الأسد
ضالّته ، في استمرا ر الحديث
الممجوج والمضحك عن العصابات
المسلحة ، ناسياً أو متناسياً ،
ان هذه العصابات المسلحة إن هي
إلاّ تلك التي بلغت ضحا ياها
أكثر من عشرة آلاف شهيد وشهيدة ،
ومئات الأطفال ، وعشرات آلاف
الجرحى والمعوقين والمفقودين ،
ومئات آلاف المعتقلين من كل
الأعمار والأجناس ، نعم إنها يا
سيادة الرئيس غير الشرعي : فرقة
أخيك الرابعة ، شبيحتك ،
دباباتك ، جيشك " العقائدي!!"
، حرسك الجمهوري ، أجهزتك
الأمنية التي لاتعد ولا تحصى ،
مدفعيتك التي دمرت باباعمرو، بل
ودمرت البشر والشجر والحجر ، بل
والحيوانات أيضاً ( موقعة
الحمير ) في كل أنحاء سورية من
درعا إلى القامشلي إلى ديرالزور!!
، مروراً بكافة المدن والقرى
والأرياف السورية ، التي من
المفروض أن تكون ( لو كنت رئيساً
حقيقياً ) معها وليس عليها . إن
الجندي أو ضابط الصف أو الضابط
المنشق ، هو المواطن السوري
الشريف الذي رفض إطلاق النار
على أخيه وعلى أمه وأبيه ، إنه
النقيض الحقيقي للعصابات
المسلحة التي يطنطن بها كذباً
وتدليساً بشار الأسد وأعوانه من
العرب والعجم ، ومن الغرب
والشرق على حد سواء . 13.
قرأت قبل قليل مقالاً مؤثرا
للأستاذ زهير سالم ، بعنوان "
كلام يجب ان يتحمل مسؤوليته أحد
، دعوة إلى الهجرة إلى الوطن "
. لقد جعلني هذا المقال أشعر
بالخجل من نفسي ، ذلك أنني اكتب
مطمئناً في غرفة دافئة ، بينما
يذبح أهلي وإخوتي في باب عمرو
وفي درعا ذبح النعاج ، من قبل
" حماة الديار" ومن قبل
شبيحة بشار الأسد . كتبت لزهير
سالم أنني على استعداد أن أكون
أول من يعود إلى الوطن للاشتراك
المباشر في الثورة ، إذا كان
هناك من يقول لي كيف ؟ . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |