ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 11/03/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

جمعة الوفاء للانتفاضة الكردية...وحدة وطنية حقيقية تتشكل

إبراهيم درويش*

 من يبدي تخوفاً من مستقبل مجهول يتهدد سورية بعد سقوط نظام أسد نرى أن تخوفه في غير محله، بل بالعكس نرى أن بقاء هذا النظام يهدد جدياً مستقبل سورية أرضاً وشعباً، حاضراً ومستقبلاً، بل إن نظام آل أسد يعيش على تناقضات المنطقة ومشكلاتها من جهة، وتغذية النعرات الطائفية والعرقية في سورية نفسها، وضرب المكونات السورية وتجييشها ضد بعضها بعضاً من جهة أخرى.

 وفي مواجهة هذه السياسة التدميرية كان التحرك الشعبي في سورية بين فترة وأخرى،فضلاً عن محاولات انقلاب لم تكلل بالنجاح، على طريق إعادة الحق إلى نصابه. من هنا ننظر إلى أحداث أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن الماضي في سورية، وكذلك الانتفاضة الكردية قبل نحو ثمانية أعوام في سورية، على أنها حلقات في سلسلة ثورية نضالية شريفة خاضتها أطراف سورية وطنية ساءتها وتسوؤها الممارسات الدكتاتورية الطائفية الإرهابية والسياسات التمييزية والإقصائية تجاه قطاعات واسعة من الشعب السوري من جانب النظام الأسدي. ثم جاءت الثورة السورية المباركة الشاملة، التي أكملت عامها الأول وتدخل عامها الثاني، وهي أشد عنفواناً وقوة واتساعاً وتصميماً على تحقيق أهدافها، والتي انخرط فيها الشعب السوري بكل أطيافه ومكوناته في جميع مناطقه، بعدما طفح الكيل واكتوى الجميع بنار هذه العصابة الفاسدة المفسدة المارقة، الخارجة على كل القيم والمبادىء الشريفة.

 ومن هنا نقرأ تسمية هذه الجمعة(9آذار 2012م) بجمعة الوفاء للانتفاضة الكردية، وقبل ذلك جمعة"آزادي"، وجمعة "عفواً حماة سامحينا"، وجمعة" صالح العلي"...إلخ... إننا نقرأ في هذه التسميات وعياً سورياً جديداً يتشكل، هذا الوعي الذي أبرز معالمه التعرف على مكونات الشعب السوري، وتحسس مشكلاتها ومعاناتها، وتقدير ظروفها وأوضاعها، والانطلاق من ذلك إلى بناء وحدة وطنية حقيقية، يشعر فيها الجميع بالأمن والأمان والسلم والسلام، والحرية والكرامة والمساواة في الحقوق والواجبات والأمل بالغد الأفضل المشرق.

 جمعة الوفاء للانتفاضة الكردية، شعار يرفعه اليوم الشعب السوري بأغلبيته العربية، فضلاً عن الكرد وغيرهم، تقديراً منهم لنضال المكون الكردي السوري في انتفاضته قبل ثمانية أعوام، وتقريراً واعترافاً بالحقوق والمطالب الكردية العادلة التي من أجلها كانت الانتفاضة الكردية التي انطلقت في 12آذار 2004م.

 إن الشعب السوري بدأ في بناء وحدة وطنية قوية متينة بين مكوناته، وصار يضع الأساس المكين المتين لهذه الوحدة، بعدما اكتشف زيف ادعاءات نظام آل أسد وكذبه ولعبه على حبل التناقضات ودق إسفين التخريب للعلاقات الاجتماعية بين هذه المكونات، وبالتالي بدأ عهد هذا النظام المجرم بالأفول والانحدار إلى هاوية سحيقة لا قرار لها ولا خروج منها. تلك سنّة الله في الذين ظلموا، ولن تجد لسنّته تبديلاً.

*القيادي في جبهة العمل الوطني لكرد سورية

==========================

بشار أصبح معزولا هو و شبيحته و نظامه !

بقلم: رضا سالم الصامت*

منذ بدء الثورة السورية في شباط/ فبراير 2011 اعتقلت قوات الأمن السورية في درعا 16 تلميذاً، ذكرت وسائل الإعلام أنهم أطفال قصر، بتهمة كتابة شعارات على الجدران تطالب بسقوط النظام السوري وذلك تأثراً بما كان يحدث في كل من تونس ومصر... كانت الانطلاقة الحقيقية من درعا ثم مظاهرات في حلب و دير الزور و الشام و في الحميدية وسط دمشق تنادي " الشعب السوري ما بنذل و بالروح بالدم نفدي سوريا "

 اعتقالات بالجملة لتجمعات شبابية وعمليات كر وفر بين رجال حفظ النظام وشباب في مدينة درعا تجمعوا وقدموا من جميع قرى درعا و التجمعات في أمام ساحة السراية و انطلقوا الشباب من بداية شارع هنانو مرددين شعاراتهم الشعب السوري " ما بينذل يا مخلوع اطلاع برا "

و الكثير من الشعارات ، وتم قطع المواصلات بين مدينة نوى ودرعا وبلدة الطيبة و مدينة درعا الخ ....هكذا كان الوضع في سوريا و ازداد تطورا ....

فأصبح وضعا لا يحتمل مترديا و كارثيا ، بل قل مخيفا جدا جدا ، و هذا لا يخفى على أحد .

 فنظام بشار ما يزال مصرا على ضرب الثوار و قمع الاحتجاجات بالحديد و النار و هو ما يدفع باتجاه حرب أهلية تأتي على كل شيء .....

المجلس الوطني السوري اكتسب شرعيته من الثوار الذين اعتبروه ممثلا لهم، وبالتالي فهو يمثل الشعب السوري الحر ، يمثلهم لدى المجتمع الدولي، ثم إن هذا الشعب يحتاج إلى حماية دولية و إنسانية .

لكن الخوف و كل الخوف من نشوب حرب أهلية ، وإذا ما نشبت هذه الحرب ، فإن سببها سيكون النظام ذاته ، لأنه نظام متعجرف لا يفقه شيئا غير حصد المزيد من الأرواح البريئة ويدعم بالسلاح طائفة دون أخرى، ويشجع أبناء طائفته على قتل إخوانهم في الوطن.

الجيش السوري يقوم بقمع المدنيين العزل، ومن المتوقع أن يوجد قريبا نوع من التوازن في الميدان في وقت يحاول النظام إشعال فتيل حرب أهلية في الشارع السوري ،و لعل ما يحصل في حمص من جرائم حرب يندى لها الجبين و تقشعر لها الأبدان ، لدليل واضح على بشاعة هذا النظام لما يرتكبه من حماقات و مجازر فظيعة .

فالنظام السوري ثبت مع الأيام و منذ أكثر من تسعة أو عشرة أشهر انه نظام قمعي على كافة الأصعدة، حيث تأكدت من أنه نظام مراوغ يريد فقط كسب المزيد من الوقت ليبقى على التلة و لكن تردي الأوضاع الاقتصادية إضافة إلى آلة القتل المدمرة التي يستعملها النظام ضد شعب أعزل تجعل جرائمة مكشوفة و مدانا بل و حتى مطلوبا للعدالة الدولية ، لأن هذا النظام ارتكب جرائم حرب شنيعة و بشعة في حق الشباب و الأطفال السوريين و ما زاد الطين بلة ، ارتفاع عمليات التصعيد ومستوى قتل الأبرياء العزل في سورية ، فالوضع في سوريا سيئ للغاية ونظام بشار أصبح معزولا وأيامه باتت معدودة.

لذا فالمطلوب دعوة المجتمع الدولي لوضع حد لجرائم نظام بشار و ضمان الحماية للمدنيين من اجل حقن دماء الناس خصوصا بعد ممارسات النظام القمعية وقيامه بعمليات التعذيب في المعتقلات و السجون. ان توفير الحماية للمدنيين ليس بالضرورة بقبول التدخل العسكري الأجنبي مثلما حصل في الثورة الليبية ، و لكن بأساليب الحوار و توقيف او تعطيل الآلة العسكرية التابع للنظام حتى يتم توقيف النزيف من الدماء والدمار، ويبقى الشعب على تحركه السلمي يطالب حقوقه المشروعة و هذا من حقه . لكن قريبا أن بشار الأسد لن يستطيع البقاء في السلطة أكثر لأنه أصبح معزولا هو و شبيحته و نظامه القذر.

* رضا سالم الصامت مستشار اخباري متعاون و كاتب صحفي

========================

الشهيد الحاضر الغائب في مؤتمر تونس .. حصيلة هزيلة.. والثورة الشعبية في سورية ماضية

نبيل شبيب

 (1) رفض التدخل العسكري الذي طالب به المجلس الوطني السوري..

(2) فتح مزيد من أبواب "الانتظار" عبر مبعوث دولي/ عربي اسمه "عنان"..

(3) طرح النموذج اليمني على لسان "مناضل سابق"، هو رئيس تونس، "الدولة الوليدة من رحم الثورة"، التي تفاوض حكومتها الحكومة السعودية على "ملف بن علي"، واسمه: المرزوقي.

(4) تكرار المناشدة للمرة (؟؟) الموجهة إلى من يسمّونه "رئيسا سوريا"، أن يلبّي مطالب سياسية مضى على طرحها شهران تقريبا.. أو: زهاء 1800 شهيد، وجاءت المناشدة على لسان أمين عام جامعة حكومات الدول العربية، اسمه "العربي"..

(5) المطالبة الصادرة من كل حدب وصوب والموجّهة إلى المجلس الوطني السوري تحديدا، بما يسمونه: توحيد المعارضة..

ذاك ما طغى على مؤتمر تونس، وإن تجاوزه (1) ممثلو قطر بالدعوة إلى قوة سلام عربية/ دولية، حوّلها "أصدقاء الشعب السوري" إلى ساحة مجلس الأمن الدولي، حيث يملك تعطيل الدعوة الطرف الروسي الرافض بغيابه شبهة تصنيفه في تونس بين "أصدقاء الشعب السوري".. و(2) ممثلو السعودية بإطلاق وصف "فكرة ممتازة" على تسليح "المعارضة السورية"!..

. . .

إلى جميع "الأصدقاء" في مؤتمر تونس:

إن الحاضر الغائب في مؤتمر تونس هو المواطن الشهيد في سورية، الذي يقول لكم:

أثناء مؤتمركم.. أو على هامش مؤتمركم، سقط عشرات الشهداء في باباعمرو والإنشاءات والخالدية من أحياء حمص، وأمثالها في الرستن واللاذقية وحماة وحلب ودمشق ودير الزور.. وسواها، رحلوا بإذن الله إلى جنة عرضها السموات والأرض، وأصبح جميع من خلّفوا من ورائهم على يقين بأن النصر لا يصنعه إلا الثوار.

. . .

وإلى من يرفض التدخل العسكري الذي طالب به المجلس الوطني السوري:

يذكركم الشهيد الحاضر الغائب كيف تحركت مظاهرات سلمية كانت ترفع لافتات "لا للتدخل العسكري"، واقتحمت الدبابات سلميتها فرفعت لافتة "نعم للتدخل العسكري"، ثم عادت إلى الهتافات واللافتات التي تتحدث عن المقاومة الشعبية، والجيش الحر، وإلى هتافات: "حسبنا الله.. ونعم الوكيل"..

أنتم تريدون تدخلا عسكريا يحقق أغراضكم، ولم يسبق أن تدخلتم عسكريا في أي موقع من مواقع العالم إلا لتحقيق أغراضكم، ولن تتحقق أغراضكم في سورية، سواء تدخلتم أم لم تتدخلوا عسكريا.. ولهذا سيكون انتصار الشعب الأعزل على الطاغوت الذي أصبحتم تطمئنونه بتصريحاتكم بشأن عدم تدخلكم، انتصارا تاريخيا غير مسبوق، وقد يكون من أعظم نتائجه أنه لن تتحقق أغراضكم غير المشروعة بعد اليوم، لا في سورية ولا في أي أرض تتحرر إرادة شعبها من كل شكل من أشكال الاستبداد الداخلي أو الدولي..

لم يعد يفيد الحديث عن تدخلكم العسكري المرفوض أو المطلوب -سيان- مع إدراك ما ينطوي عليه من أغراض، إلا أولئك الذين يعملون للوقيعة بين دم فلسطيني ودم سوري ودم لبناني.. فيتخذون من طبيعة تدخلكم العسكري المعتادة ذريعة بشعة للتآمر مع الاستبداد الهمجي في سورية على ثورة الحرية والكرامة في سورية، ولرفض حق شعب سورية بالتحرّر بعد عشرات السنين من الاستبعاد داخليا والمتاجرة بشعارات الممانعة والمقاومة عربيا وإقليميا.

. . .

وإلى من فتح في مؤتمر تونس مزيدا من أبواب "الانتظار" عبر مبعوث دولي/ عربي اسمه "عنان":

يقول لكم الشهيد الحاضر الغائب إن قوافل شهداء الثورة الشعبية البطولية في سورية لا تنتظر -كما تعلمون- مبعوثيكم، ولا مراقبي منظماتكم، ولا بياناتكم ووعودكم.. إنما تمضي طلبا لنصر الله وإن نصر الله لقريب، ولئن دفعنا الثمن من دماء أطفالنا فأنتم تدفعون الثمن -لو علمتم- من ماء وجوهكم، ولهذا لن يكون لكم -وليتكم استوعبتم- مكان في عالم الغد، مهما غرّكم ما أنتم فيه -حتى الآن- في هذا العالم المعاصر، الذي أدمنتم فيه بيع الإنسان بثمن سياسي ومادي بخس.. أدمنتم سلوكا أصبح وعي صغار الأطفال كافيا لإعطائه -وهم يستشهدون- أوصافا من قبيل "مهل الجامعة العربية"!..

. . .

وإلى "المرزوقي" الذي يطرح النموذج اليمني ويقول إن "الدماء.. أغلى حتى من العدالة":

يقول الشهيد الحاضر الغائب بكل قوة ووضوح، إن للثورة لغة سياسية أخرى، فإن نسيتها بعد العزف عليها سنوات عديدة، فلن ينساها ذوو بوعزيزي ومَن استشهد من بعده في تونس، وينبغي أن تعلم أن ذوي بوعزيزي ليسوا في تونس وحدها بل هم في كل مكان استنشق عبير الربيع العربي وفي كل مكان يستبشر بمزيد من العطاء عبر الربيع العربي، كذلك ينبغي أن تعلم أنّ شهداء سورية ليسوا شهداءها وحدها وأنّ عناوين ذويهم ليست في أحياء سورية المدمّرة فقط، بل هم في تونس نفسها أيضا وفي أخواتها، في أحضان الشعوب "الشقيقة" حقا لشعب سورية، والتي كانت -مثل شهداء سورية- حاضرة غائبة في مؤتمر تونس.. الذي نرفض أن يصبح شاهدا على ما تعنيه فترة "اختطاف الثورات" التي نعيشها، فلن تستمر طويلا.. لا في تونس ولا في سواها، بل ستكون فترة عابرة، عثرة.. على طريق صناعة مستقبل آخر، لا تتجرّد فيه السياسة من القيم، ولا تقايض العدالة بالدماء..

. . .

وإلى "العربي" الذي يناشد قاتل الشهداء أن يلبّي مطالب سياسية إصلاحية طال انتظارها:

إنّ الشهيد الحاضر الغائب يتساءل مستنكرا ما تتجرّأ عليه بين يدي الثورة الشعبية السورية.. يتساءل عمّن فوّضك أن تتحدّث باسم الثكالى والأرامل واليتامى في حمص ودرعا وحماة واللاذقية وحلب ودمشق ودير الزور والقامشلي.. وغيرها وغيرها، وأو باسم أولئك الذين يحملون العاهات الدائمة شاهدا على همجية مخالب أتباع ذاك الذي تناشده وتعتبره "رئيسا"؟.. ومن الذي أوهمك أن أحدا يصدّق أن تكون أنت أحرص على ثورة شعب سورية من شعب سورية الذي ينادي: الشعب يريد إسقاط النظام، وليس إصلاح ما لا يمكن إصلاحه، ولا مهادنة من فقد أي أثر للإنسانية في عروقه، ولا الحوار مع من تحوّل لسانه إلى مدفع حربي، وعيناه إلى قنابل مسمارية، ووجهه إلى شبيح همجي، وكرسي سلطته إلى معتقل تلطّخ جدرانه الدماء؟..

. . .

أما أولئك الذين يزعمون أنهم يفتقدون انضواء جميع أطياف المعارضة تحت مظلة المجلس الوطني السوري الذي يتعاملون معه، وهم يعلمون حق العلم أنّه لا يمكن أن يتصرف بصورة فعالة.. إلا في حدود ما تقرّره إرادة الثورة الشعبية السورية، ويعلمون أنه إن حاد عنها، فلا قيمة لحديث رجالاته ونسائه مع أي مسؤول عربي أو إقليمي أو دولي من هؤلاء.. فليعلموا جيدا أيضا، أنّ شعب سورية يدرك بما فيه الكفاية:

أنتم لا تمارسون الضغوط على المجلس الوطني السوري ومن فيه.. بل تحاولون ممارستها من خلاله على شعب سورية الثائر

أنتم لا تريدون توحيد المعارضة السورية بمعنى الكلمة، أي أيّا كان لونها ومذهبها وحقيقة موقعها التاريخي أو الحالي، بل تريدون أن تفرضوا على شعب سورية الثائر "زعامات بعينها" تحمل وصف معارضة، وهي على مقاس ما تريدون أنتم من وضع سياسي لسورية بعد الثورة..

تريدون معارضين أقرب إلى فكركم.. وسياساتكم.. وأغراضكم.. والتفاهم معكم.. وتلبية مطامعكم.. ولن يكون لكم ذلك، فشعب سورية الثائر يعرض على "الشعوب" الأخرى علاقات الأخوة والصداقة.. ولا يعرض على من يتحدّثون باسم "أصدقاء سورية" شيئا ما دامت "صداقتهم" تتحدث وتتصرف بمنظور من يريدون إخضاع "شعب سورية" لإرادتهم وهم يلوّحون له باحتمال تخليصه -آنذاك فقط- ممّن يعاني من خضوعه لاستبداد عبر خمسة عقود مضت..

كلا.. شعب سورية لا يستبدل خضوعا بخضوع.. ولا ذلّة بذلّة، ما دام فيه طفل يهتف وهو يتألم: الموت ولا المذلّة..

إن العهد الاستبدادي إنما بقي رابضا لعدة عقود على كاهل سورية وأخواتها.. لأنه جزء من أفاعيل المطامع الاستعمارية، وليدة "سايكس بيكو"، وآن أوان زواله مع بزوغ شمس الربيع العربي، مع زوال جذوره وفرواعه الأخطبوطية في كل مكان وعلى كل صعيد.

الاستبداد كان وما يزال ثمرة فاسدة من ثمار تلاقي من تلاقى معكم، على سياساتكم ومذاهبكم واتجاهاتكم ومطامعكم، ولن تكون ثمرات الربيع العربي "نسخة" قميئة تكرّر ما كان بالأمس القريب.. فقد كان الثمن أكبر حتى ممّا تسدّده الشعوب الثائرة اليوم من أجل تحررها واستقلالها للمرة الثانية، وقد بدأ دفع ذلك الثمن في قضية فلسطين، ولم ينقطع دفع الثمن عبر أوبئة التجزئة والتخلف والفقر والاستبداد والفساد.. وها هو مستمرّ حتى اللحظة الأخيرة من عهد "الاستعمار الاستبدادي الحديث"، فهو لا يرحل راغما إلا بعد سفك أقصى ما يستطيع سفكه من الدماء بلا حساب.

لن يتكرّر ذلك مرة أخرى.. لن تُختطف ثورات الربيع العربي، لا سيما ثورة شعب سورية، كما اختطف الاستقلال فأنجب مختطفوه الاستبداد الفاسد المتخلف.

لن يبقى أي طرف معارض في موقع تمثيل سورية وشعبها، ولن يستقر على "كرسي" تمثيل سورية وشعبها، إلا وفق إرادة ثورة سورية وشعبها.

إن ثورة شعب سورية ماضية على طريق آخر.. تصنع فيه مستقبلا آخر، وبإذن الله.. -الذي نسأله العون لشعبها الثائر- لن ينحرف أحد بشعب سورية عن ذلك الطريق عبر القبول بمساومات على أهداف ثورته المشروعة الثابتة الجليلة، على العدالة والحرية والكرامة، مهما كان شأن تلك المساومات، وسيّان عمن تصدر.. وما الثمن الذي تجري المساومات حوله.

إن الضغوط التي تمارسونها على شعب سورية، وهو يبذل الدماء عبر ثورته ليلا ونهارا منذ أحد عشر شهرا ونيف، ضغوط فاشلة، سواء كانت تحت عنوان "توحيد المعارضة" أو بذريعة "ضمان مصير الأقليات" أو عبر تزييفها بمسميات "حلول سياسية" أو تحت أي عنوان آخر، وهي ضغوط تضعكم أنتم مع العصابات الإجرامية الهمجية المتسلّطة في سورية في جبهة واحدة.. فليس شعب سورية هو المطالَب بالخروج من جلده والانحراف بثورته، بل أنتم من ينبغي أن تخرجوا من تلك الجبهة، فلا مكان لمن يبقى فيها سوى الدرك الأسفل من صفحة سوداء في سجل التاريخ، يندى لها جبين الإنسانية التي لا ينقطع حديثكم عنها.. فأين مواقفكم وسياساتكم منها؟..

سينتصر شعب سورية بإذن الله.. وستنتصر إرادة الشعوب بإذن الله.. وسيعلم الظالمون من كل صنف من الأصناف أي منقلب ينقلبون.

اللهم يا قاصم جبروت الجبابرة وفرعنة الفراعنة، قد اجتبيت من شهداء شعب سورية من اجتبيت، ومحّصت من أهل سورية من محّصت، فامحق كل من يريد بالشام وأهلها شرّا، وانصر الشام وأهلها، واجعل من ثورتهم مشعل الهداية والحرية والعدالة والكرامة لعبادك.. إنك سميع مجيب، وإنك على كل شيء لقدير.

==================

كالصباحات ابتساما

فراس حج محمد/ فلسطين

يا أيها النجم الذي قد وطد الأحلاما.

وبه تفجر نار ثورتنا اشتدادا واحتداما.

وله تنظم كون مجد من حكايات القدامى

من ليله، من سحره ، طابت به سحرا كلاما.

وتغنت الأيام قد نشدت له الأنغاما

تلك الأديبة تنظم النثر اعتزازا واحتكاما.

أو شئت فانظر ذلك الشعر المحلى قد أهاما

أو شئت فانظر في الميادين العراض تر احتداما.

أنثى تهز صقيل سيف عاد فجرا قد تنامى

أو شئت فانظر للردى فاحت به ريح الخزامى.

من كل أنثى عابق مسحت به دمع اليتامى

هي كل أرض الله بل هي كل أحلام النشامى.

تلك النساء بواهر مجد البطولة قد تسامى.

في السجن تنمو زهرة لا يطفئ السجن الهياما.

تزداد شوقا كلما زاد النضال فلن ترامى.

هي أمنا كالأرض تبقى كالصباحات ابتساما

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ