ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
عقاب يحيى فرض صمود الثورة
السورية على الجميع التعاطي
معها كأمر واقع لا يمكن التهرب
منه، وإن كان الهروب من
الالتزامات العربية والدولية
مر بأطوار وتعاريج مختلفة، وعبر
مهل، إثر مهل كان النظام يوظفها
لمزيد من القتل وعمليات
الإبادة، ومما يزال طور
الانتظار هو السمة الغالبة في
مواقف أصحاب القرار الذين لم
يطوروا مواقفهم إلى المتوقع
والمطلوب . البعض يضع اللوم
على( سنة الانتخابات) في كل من
الولايات المتحدة وفرنسا،
وحسابات المصالح الشخصية
للمرشحين، والبعض يذهب أبعد من
ذلك إلى وجود أجندات ومشاريع
تطبخ على نيران هادئة.. حتى إذا
ما نضجت شروطها جميعا يقررون
وقتها بطريقتهم، وأسلوبهم،
ومستوى الأهداف التي يريدون
تحقيقها . لا شكّ أن حسابات
الانتخابات مهمة لأوباما
المثقلة إدارته بالمشاكل
الاقتصادية والداخلية، ومن
خلفها نتائج المغامرات
العسكرية(الاستباقية) لسلفه بوش
في أفغانستان والعراق،
وبالتالي تحفظ دوائر القرار في
الإدارة الحالية، ومن خلفها رأي
عام عن القيام ب(مغامرت) جديدة..
مهمما كان نوعها، ولذلك تعيش
هذه الإدارة على لائحة الانتظار
للانتخابات دون القيامم بأي
خطوات يمكن أن تؤثر على
مجرياتها لصالح المرشح أوباما.
دون أن نغفل أن اتجاهات كثيرة في
الإدارة متأثرة بالضغط
الصهيوني الذي يسير باتجاهين
متكاملين : اتجاه المزيد من
تدمير البنى التحتية السورية .
المزيد من الخراب والقتل .
المزيد من التوترات الطائفية
المهددة بأشكال مختلفة من الحرب
الأهلية . المزيد من المثقلات
التي ستواجه النظام الديمقراطي
القادم إثر ما سيواجهه من تركات
متلتلة في عموم الميادين،
وبالوقت نفسه محاولة الحفاظ على
نظام الطغمة أكثر هلهلة وضعفاً،
وقابليثة للانصياع للشروط
الصهيونية . في هذا المجال لا
يمكن إغفال وجود مخططات شريرة
تستهدف بلدنا لتدميره، وشعبنا
لإيصاله إلى مستوى الاستغاثة
بطلب النجدة من الخارج، كسبيل
وحيد للخلاص من الموت وعمليات
الإبادة، حين يصبح كالغريق الذي
يتعلق بأية قشة يجدها، وحينها
لن يكون بقدرة التمسّك بأية
شروط، أو بموقع الحفاظ على
سيادته وقراره الوطني
واستقلاليته.. وهي حالة مختلطة
يشارك بالدفع فيها وإليها نظام
الطغمة القاتل ويتلقفها عديد من
المستفيدين، وأصحاب الأجندات
الخاصة . الأوربيون، وإن
أبدى بعضهم حماساً أكبر من
الأمريكان، أو من بعضهم، كما هو
حال الموقف الفرنسي ممثلاً
بوزير الخارجية بشكل خاص، فإنهم
لا يمكن لهم أن يذهبوا وحيدين
باتجاه قرارات حاسمة دون دعم
أمريكي.. لذلك تتباين المواقف في
مروحة من التقدمات والتراجعات..
بينما يحكم الموقف التركي عديد
الاعتبارات الداخلية
والإقليمية والدولية . الموقف
التركي يتصف حتى الآن بعدم
الاندفاع، وبوجود تصريحات قوية
لا تجسدها مواقف على الأرض .
هناك من يتحدث عن المركبات
الداخلية التركية ودورها(
الأكراد وإمكانية تحريكهم
العلويون الأتراك وقابلية
اللعب بهم..)، وحسابات منسوب
الاندفاع الدولي وحقيقة
قراراته بحيث لا تكون تركيا
وحيدة . بنما يذهب الموقف القطري إلى مدى أبعد في
إعلان وقوفه الصريح إلى جانب
الشعب السوري والاستعداد
لتقديم كل أشكال العون، بما في
ذلك السلاح، في وقت يريد البعض
أن يقول : أن الرهان القطري
ينحصر بالدرجة الأساس على
الإخوان المسلمين خصوصاً،
والإسلاميين عموماً، الذين ترى
فيهم الحليف الأفضل، والقوة
الأضمن لقادم سورية، بينما تصبح
المواقف السعودية الأجرأ محط
ترحيب وتساؤل..خاصة حول خلفيات
التشديد على تسليح المعارضة .
البعض يريد أن يصطاد في الموقف
السعودي باتجاهين : اتجاه تصفية
الحساب مع الخطر الإيراني على
الساحة السورية، حيث أن قطع هذه
الحلقة في السلسة الإيرانية
ستعني ضربة قاصمة تمتد من
العراق إلى لبنان وعموم
المنطقة، بما فيها التركيبة
السكانية في بلدان الخليج
ومحاولات اللعب بالنسيج
المذهبي فيها، وبالتالي : إجهاض
المشروع الإيراني عبر سورية،
واتجاه آخر يعتبر أن سرّ الموقف
السعودي يكمن في الخوف من
امتداد شرارة التعبئات
المذهبية إليه، حيث تتواجد في
السعودية نسب عالية من الشيعة
تصل الثلاثين في المائة(وإن
كانت الدراسات تتحدث عن توازعهم
في عدد من الفرق التي لا يتبع
بعضها للإثني عشرية، ولا يخضع
لتأثيرات التعبئة الإيرانية )،
ويتحدث هؤلاء عن دعم السعودية
للاتجاهات الليبرالية السورية،
وحتى اليسارية والقومية
تحاشياً لتقوية الإسلاميين وما
يحمله ذلك من مخاطر قادمة
عليهم، وعلى عموم بلدان الخليج . الحصيلة، وبغض
النظر عن الدوافع والاحتمالات،
ان تقدماً ملحوظاً، بل وكبيراً
حدث في المواقف العربية
والدولية باتجاه مناصرة ودعم
الشعب السوري ... صحيح أن معظمها
لم يصل الحد المطلوب في تلبية
مطالب الثورة : حماية المدنيين
الممرات الآمنية المناطق
العازلة وصولاً للحظر الجوي
واعتماد الجيش السوري الحر
وتسليحه، لكن الأمور تتطور
باتجاه الحشد الأكبر والضغط على
نظام الطغمة لتلبية الشروط
المحددة في مبادرة عنان، وإلا
الذهاب للفصل السابع، ومستوى
الحشد الذي حضر، والقرارات التي
اتخذت بشأن قابلية إيجاد
المناطق العازلة، والاعتراف
بالمجلس الوطني، وما يقال عن
دعم مالي مهم، وعن اتفاقات
شهدتها الجلسات الخاصة
الثنائية وغيرها . في كل ذلك يجب
الاعتراف بأن بطولات الشعب
السوري، وصمود الثورة المعمّدة
بشلالات الدماء، وحجم جرائم
الإبادة والقتل والاغتصاب
والاستهتار بالحياة البشرية
التي يمارسها نظامم الطغمة
الفئوي.. هو الذي يقف خلف تلك
التطورات، وهو الذي يصنعها،
ويدفع بها نحو مواقف أكثر
وضوحاً . بقي أن نقول أن
كرات عديدة في الملعب السوري..
وبشكل خاص في ملعب المعارضة على
العموةم، والمجلس الوطني
والحراك الثوري على وجه الخصوص . إن ومحدة عمل
المعارضة في إطار جمعي واحد،
ولو عبر صيغ من التحالف
والتنسيق، والابتعاد عن لغة
الأنا والفردية والاتهام
والتمزيق والتشتت والبعثرة، أو
محاولات التطهر والتمايز،
ومبادرات المجلس الوطني
المدروسة لتحويل مواقف الدعم
إلى واقع، وممارسته حقه المشروع
في الضغط على أصحاب القرار كي
يرتقوا بمواقفهم نحو تلبية
مطالب الشعب السوري، ووحدة أطر،
أو عمل، أو صيغ التنسيق بين قوى
الحراك الثوري، وضبط عمليات
التسلح الفوضوي وربط كل تسليح،
وكل عمل بالجيش السوري الحر،
وما يتطلبه ذلك من استحقاقات
راهنة لدعم الجيش السوري الحر
بكل الوسائل المتاحة، وتنظيم
مهماته وعلاقته بالمجلس الوطني
وبالحراك الثوري، ووضه برناكج
عمل له يحدد الوسائل التي
ستعتمدها الثورة لإسقاط نظام
الطغمة الفئوي.. كلها كهمات
ترتقي إلى مصاف عاجلة، وتتطلب
من المعنيين جميعاً الارتقاء
إليها بعيداً عن الحسابات
الذاتية، والعنعنات
والتبريرات، أو الرضا عن
الأوضاع القائمة في المجلس
الوطني، أو في واقع المعارضة
وخندقاتها . الثورة السورية
العظيمة تطالب جميع المؤمنين
بها فعلاً لا تبجحاً وركوباً
لوضعها نصب أعينهم في حركتهم
ومواقفهم وتضحياتهم، وواجب
تنازلهمم عن كل ما يعيق ويؤخر
توحدهم، والقيام بالواجب
المناط بهم . ========================== عريب الرنتاوي لم تحصل المعارضة السورية، على ما كل
أرادت من مؤتمر "أصدقاء سوريا"،
لكنها لم تخرج من "مولد
اسطنبول بلا حمص"...وبخلاف ما
تروج له "بروباغندا"
النظام، فإن مؤتمر اسطنبول لم
يكن نسخة مكررة عن مؤتمر تونس،
وهو بالتأكيد، لم "يُفرج"
عن النظام، بل أضاف إلى أطواق
العزلة والحصار التي تحيط به،
أطواقاً جديدة. المعارضة وحلفاؤها العرب والإقليميون،
ذهبوا إلى اسطنبول على أمل
الحصول على قرارات أكثر وضوحاً
وحزماً و"اقتصاداً" من
ناحية الزمن والآجال والمهل
الزمنية...طالبوا بالاعتراف
بالمجلس الوطني السوري ممثلاً
شرعياً وحيداً للشعب السوري،
حصلوا على "ممثل شرعي"...أرادوا
"قطع الطريق على مهمة عنان"
التي انتقدوها في العلن بوصفها
"فرصة إضافية للقتل"،
لكنهم نجحوا فقط في "تكبيل
الموفد العربي/الأممي"
بجداول زمنية...أرادوا تسليح
الجيش السوري الحر، فحصلوا على
رواتب لأفراده ومرتباته...أرادوا
مناطق آمنة وممرات إنسانية،
فحصلوا على مزيد من الإغاثة، أو
الوعد بها...أرادوا تقديم مبادرة
"التنحي" فخرج البيان بحث
النظام على "استغلال آخر
الفرص". في المقابل، يُدهش من يتابع الإعلام
السوري، وبالأخص، الإعلام
اللبناني الحليف لدمشق، وهو
يوصّف "مؤتمر اسطنبول"
بالفشل والخيبة والعجز، إلى غير
ما هنالك...صحيح أن المؤتمر لم
يدعُ لتنحي الأسد أو إسقاطه،
لكنه منحه ما يُعتقد أنه "آخر
الفرص"...وصحيح أن المؤتمر لم
يسقط مهمة كوفي، بل دعمها وأثنى
عليها، بيد أنه كبّلها بجداول
زمنية، ستصدر عن مجلس الأمن،
وعلى الأغلب بالتنسيق مع روسيا
والصين اللتان ضاقتا ذرعاً
بمماطلة النظام وتلكوئه في
إنجاز ما وعد بإنجازه من
إصلاحات...صحيح أن المؤتمر لم
يقرر منح تركيا غطاء لفرض مناطق
آمنة أو فتح ممرات إنسانية، لكن
الملف لم يغلق، بل تأجّل،
والكرة الآن في ملعب كوفي عنان...صحيح
أن المؤتمر لم ينجح في توحيد
المعارضة التي اعترف بمجلسها
ممثلاً شرعياً للشعب السوري،
لكن النظام في المقابل، لم يسكب
معارضة الداخل، بل نجح في عل
حياتها صعبة للغاية...ومن يتتبع
نبرة معارضة الداخل، يرى أنها
تقترب وإن بخطى بطيئة، من خطاب
معارضة الخارج، خصوصاً لجهة
المطالبة بإسقاط النظام بكل
رموزه وهياكله، والمقاربة
الجديدة من الجيش السوري الحر،
فضلا بالطبع عن المطالبة بحكومة
تخضع لها كافة الأجهزة المدنية
والعسكرية، وتتمتع بالولاية
الكاملة، وهو مطلب "أعلى
سقفاً" من طلب تفويض الرئيس
بعض صلاحياته لنائبه. على أية حال، لم يبق في الساحة إلا مبادرة
كوفي عنان...وفي ظني، وليس كل
الظن إثم، أن هذه المبادرة تشكل
الفرصة الأخيرة، لا للنظام
فحسب، بل وللمعارضة كذلك...إنها
فرصة أخيرة لسوريا، وهذا هو
الأهم كما ذهبنا للقول منذ
اليوم الأول لإعلان المبادرة...هي
فرصة للنظام للخروج من مأزق
الحل الأمني/ العسكري المأزوم
حتماً، وقد دللت التجربة أن هذا
الطريق مسدود وليس نافذاً،
وبرهن النظام أنه أعجز من أن
يكسب الحرب حتى وإن ربح بعض
معاركها وجولاتها...وهي فرصة
كذلك للمعارضة، لتمكينها من
الهبوط من على شجرة "العسكرة"
و"التسلح" و"التدخل
العسكري"، فالقادرون على
التدخل العسكري لا يريدونه،
والمطالبون به عاجزون عن تنفيذه...هي
فرصة لحل سياسي يفرض على النظام
(وعلى بعض متطرفي المعارضة كذلك)،
ودائماً تحت الضغط الشديد،
لتحقيق أهداف التحول
الديمقراطي في سوريا، من خلال
عدة قفزات، بعد أن تعذر إنجاز
المهمة بقفزة واحدة. وهي فرصة لسوريا لتفادي الإنزلاق في أتون
حرب أهلية مدمرة، أطلت برأسها
البشع من حمص...فتقارير الصحافة
الغربية (لا تقارير النظام ولا
المعارضة) تتحدث عن جرائم قتل
مذهبية وطائفية الطابع وواسعة
النطاق، ولم يعد من الممكن
مواصلة "حالة الإنكار"
سواء من قبل المعارضة (التي
تكتفي بإدانة جرائم النظام) أو
من قبل النظام (الذي يحمل
المعارضة وزر كل الجرائم
المرتكبة)...تقارير الصحافة
الغربية، تؤكد وقوع أسوأ ما في
كوابيسنا، والمذبحة ما زالت
مستمرة. لن يصغي النظام طائعاً لبنود عنان الست...سيفعلها
كارهاً ومرغماً، خصوصاً إن نجحت
"الدبلوماسية الدولية"
تحديداً (لا دبلوماسية عند
المعارضة)، في إقناع روسيا
بالإنضمام للجهود الدولي
المؤيد لمبادرة عنان...وثمة
دلائل تشير على أن أمراً كهذا
بات ممكناً اليوم، وبالذات بعد
قمة سيئول بين أوباما وميدفيدف...وأبواب
طهران ليست مغلقة تماماً أمام
تسويات وصفقات، يتعين إبرامها
إن أردنا للأزمة أن تنتهي "على
خير"، وأن تنتهي سريعاً، سيما
وأن إيران أطلقت عدة إشارات
دالة على استعدادها للبحث في
أمر كهذا، بعيداً عن التدخل
العسكري المباشر، وهي رحبت
بمبادرة كوفي عنان، وقد تستقبل
الموفد الأممي قريباً. بالنسبة للأطراف العربية التي تستعجل "تسوية
الحساب" مع إيران في سوريا
وعلى حسابها، هذا ليس خياراً...لقد
عبّروا عن ذلك صراحة...لقد
اجتاحتهم حُمّى التسليح
والتدخل العسكري...لقد حرقوا
سفنهم وقطعوا خطوطهم مع "الديبلوماسية"،
تساندهم في ذلك تركيا التي باتت
ترى في عنان ومبادرته، جزءا من
المشكلة وليس جزءاً من الحل...لكن
خطاب هذه الأطراف، لم يجد
رواجاً بعد على الساحتين
الإقليمية والدولية...وأخطر ما
يمكن أن تواجهه المعارضة
السورية، هو أن ترهن نفسها
وقرارها لهذه الأطراف...لهؤلاء
حساباتهم وأجنداتهم، التي نخشى
على المعارضة وسوريا منها،
خصوصاَ الجانب العربي من
المعادلة. ثمة أفق لمخرج سياسي، بعد أن استعصى الحسم
الأمني والعسكري على النظام
والمعارضة على حد سواء، وهذا
الأفق فتحته مبادرة كوفي عنان،
وأحسب أن بديلها حتى إشعار آخر،
لن يكون سوى الفوضى والتوتر
الإقليمي والحرب المفتوحة في
سوريا، والتي قد تتطاير
شراراتها لتطال الإقليم
المنقسم على نفسه. على المعارضة أن تختبر فرصة عنان الأخيرة...وأن
تتقدم بمبادرات ومقترحات، تجعل
حياة النظام صعبة للغاية...يقولون
أن تمكين السوريين من ممارسة
حقهم في التظاهر السلمي (حسب
عنان)، سيخرج طوفاناً بشرياً
يحاصر الأسد في قصره الجمهوري...لا
بأس، لماذا لا يجري العمل على
هذه النقطة بالذات...لماذا لا
يطلب إلى عنان ضمان هذا البند من
مبادرته فحسب، مستغلاً مزاعم
النظام عن التفاف ملايين
السوريين من حوله...دعونا نحتكم
للشارع توطئة للاحتكام إلى
صناديق الاقتراع. أخشى على المعارضة من "الصناديق"
التي أقرها مؤتمر اسطنبول...نحن
نعرف من سيملأها بالمال...ونحن
نعرف أن "من يدفع للزمار يسمع
ما يروقه"...والمرشحون للقيام
بهذه المهمة، هم جزء من الثورة
المضادة في سوريا، وليسوا جزءا
من الثورة، فالحذر الحذر من
الارتهان لأجندات هؤلاء
ومشاريعهم...لقد رأينها في كل
ساحات الربيع العربي، ورأينا
رؤيا العين، كيف أنها لم تجلب
سوى الخراب وفقهاء الظلام وخطاب
العصور "القروسطية". ========================== حقائق بدهية.. في قضايا
الثورات الشعبية : أعداء
الأمة – ورائدهم الموساد -
يخشونها ويحاولون التشكيك فيها عبدالله خليل شبيب ثورات "الربيع العربي" كلها شعبية
عفوية صادقة : 1- الثورات العربية ضد نظم الطغيان
والفساد - والتي أُطلِق عليها
اسم ( الربيع العربي ) ثورات
شعبية عفوية دفع إليها تجاوز
نظم العمالة والموساد .. في
ظلمها للشعوب ..ونهبها
لمقدراتها ..واستهتارها
بالإنسان والوطن ومعظم القيم ..وتصرفها
كأن الأوطان ملك لها ..وسكانها
مجرد عبيد لا إرادة لهم ولا
كرامة ولا حقوق.. وما عليهم إلا
الانصياع لإرادة الطاغوت ..وأجهزته
الفاسدة المدارة [ مباشرة ] من
الموساد والسي آي إيه
والماسونية ..وأضرابها من أجهزة
التآمر على أوطاننا من زمان
يبعيد- كما تؤكد بعض شهاداتهم-
ويثبت الواقع المشهود ! ..وسلوك
تلك النظم المستلَبة المرتهنة
للأعداء - مع الشعوب هو كالسلوك
الفرعوني [ ما أريكم إلا ما أرى
– وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ]
– وهو نفس السلوك الإذعاني ..من
تلك النظم نحو أسيادها الذين
غالبا ما يكون لهم الفضل في
إيجادها أو تثبيتها ..ولذلك
اتخذتهم أربابا من دون الله ..وباعت
شعوبها وحقوقها ورضاها في سبيل
الأسياد والموساد !!وأذعنت له
ولهم أيما إذعان ! ثورات مفاجئة فجرتها أوضاع غاشمة ! 2- لقد كانت تلك الثورات الشعبية مفاجأة
للكثيرين – أوعلى الأقل كان
كذلك المدى الذي وصلت إليه من
الاستعداد لتقديم التضحيات ..والاستيئاس
[ الاستبياع ] فقد كانت قرينا
بالموت ..حيث وصلت الأوضاع إلى
حد تساوت فيه مع الموت أو زادت
عليه ..فلم يعد لأكثر الناس ما
يفقدون ..!..وهذه الحقائق تشمل
جميع الثورات بلا استثناء أو
تمييز..أو قياس أو ميل مختلف
أومتحيز ! توجس الصهاينة وشركاؤهم من تلك الثورات
وتوجهاتها 3- لا شك أن الأعداء – وخصوصا الصهاينة
وشركاؤهم ..توجسوا من تلك
الثورات شرا ..وارتعدت فرائصهم ..وبدأوا
يعدون العد التنازلي لزوال
باطلهم المصطنع والمفروض ضد
طبائع الأشياء والعدالة ..وخصوصا
حين رأوا الطابع الغالب للرغبات
الشعبية – التي ترفض بالفطرة
والتجربة – وبشكل قطعي وجماعي -
باطلهم ووجود بؤرتهم الغاصبة ..ورأوا
تصدر التوجهات الإسلامية ..لشعب
مسلم بطبيعته ..وهتاف ( ألله أكبر
) طبيعي في سلوكه ..وإعجابه ..ومظاهراته
..وجنائزه ..إلخ ..فهل يريدون
للشعوب الانسلاخ عن دينها الذي
يمثل ذروة مقدساتها منذ 14 قرنا
– حتى يرضواعنها ؟.." ولن ترضى
عنك اليهود ولا النصارى حتى
تتبع ملتهم "!! تآمر الأعداء على الشعوب وثوراتها
ومكاسبها : 4- ليس من الرجم بالغيب – أو التخيل ..أن
نقول إن أعداءنا يقظون .. وأنهم
لا يضيعون وقتا ولا جهدا .. في
سيل تعويق أي نشاط يزعجهم ..أو
يجدون فيه احتمال أي خطر عليهم
أوعلى مخططاتهم لاستمرار فرض
السيطرة والإذلال والنهب علينا
وعلى مقدراتنا وبلادنا .وهو ما
قامت الثورات الشعبية لزحزحته
!.. ولذا فنتوقع الكثير منهم.. ولا
يجوز أن نغفل ..بل يجب أن نقف
لمؤامراتهم ومحاولاتهم
بالمرصاد ..والوعي والكشف .. –
وقد رأينا [ الجواسيس
والمتآمرين ] ..وكيف انكشفت
ألاعيبهم في مصر ..وأجبروا
جهاتها المتنفذة –والتي تعتبر
– في جانب كبير منها – استمرارا
وامتدادا للعهد السابق ..وتربطها
بأمريكا روابط والتزامات
متشابكة يصعب التخلص منها
بسهولة ! ولذا اضطروا للرضوخ
لأوامرها ..وإطلاق جواسيسها –
الأمريكان والأجانب على الأقل
– وربما التعهد بمحاولة تخليص
عملائهم الضالعين من المواطنين
المخدوعين أوالمتكسبين ..إلخ !!
وجهودهم وشبكاتهم الظاهرة
والخفية لا يكاد يخطؤها البصر
والبصيرة ..- لأصحاب البصائر ..وأساليبهم
غاية في الكيد والمكر والدهاء
والتنوع والتلون والتوهيم ..وقلب
الحقائق ..والمغالطة [ تماما كما
فُرِض الكيان الصهيوني ..وحولوا
المعتدي إلى ضحية ..وصاحب الحق
المدافع عن حقه ووطنه إلى
إرهابي تحاربه الدنيا .. وتناصر
المعتدي مهما تعسف وعربد وأفسد
– وهذا هو الواقع المشهود في
فلسطين لكل ذي عينين ]!.. ويكفي –
وفي المسألة المصرية خصوصا –
وهي الأخطر الآن – والأكثر
أهمية وحساسية =وعلى مفترق خطير
مصيري – يكفي أن نذكر بتصريحات
خطيرة أدلى بها – قبل قيام ثورة
25 يناير المصرية بزمن - اللواء
عاموس يادلين، الرئيس السابق
للاستخبارات الحربية
الإسرائيلية "أمان"، حيث
ذكر أن: "مصر هى الملعب الأكبر
لنشاطات جهاز المخابرات
الحربية الإسرائيلى، وأن العمل
فى مصر تطور حسب الخطط المرسومة
منذ عام 1979" وأضاف اللواء يادلين: "لقد أحدثنا
الاختراقات السياسية والأمنية
والاقتصادية والعسكرية فى أكثر
من موقع، ونجحنا فى تصعيد
التوتر والاحتقان الطائفى
والاجتماعى، لتوليد بيئة
متصارعة متوترة دائماً،
ومنقسمة إلى أكثر من شطر في سبيل
تعميق حالة الاهتراء داخل
البنية والمجتمع والدولة
المصرية، لكى يعجز أى نظام يأتى
بعد حسنى مبارك في معالجة
الانقسام والتخلف والوهن
المتفشى في مصر.." .. نكتفي بهذا القدر من تصريحات [ الإرهابي
يادلين] – دون أن نطيل التعليق
عليها –فهي واضحة– وتطبيقاتها
التي تلتها- والتي نعيش جزءا
منها – أوضح وأظهر للعيان !!! .. المهم أن على الشعب المصري وجميع الشعوب
المستهدفة ..أن تعي واقعها ..وتحاول
تجنب الوقوع في [ شباك الأعداء
المعقدة ] ..وأن تصر على التمسك
بحقوقها ومكاسبها . المشككون في الثورات وتوجهاتها يصدرون عن
أوامر الأعداء!: 5- كل من يشكك في الثورات الشعبية ..وفي
طلائعها المخلصة المجاهدة –
والتي خبرتها الشعوب واختارتها
– عن تجارب نضالية طويلة ..ومواقف
مبدأية ملتزمة تنحاز للوطن
والمواطن والحق والحقيقة – ولا
تساوم ولا تُشترَى - .. كل من يشكك
في هؤلاء وفي اختيارات الشعوب
وعفويتها وعقيدتها ..إنما يصدر
عن تعليمات مباشرة-أو غير
مباشرة من أعداء الأمة أعداء
العرب والإسلام والمسلمين
وخصوم الخير والحق المبين !! ..وينحاز
– بصراحة – لعهود الظلم
والظلام والنهب والفساد ..ورموزه
المهترئة !..أو على الأقل –
يتساوق مع الموساد والمخابرات
الأمريكية والأجنبية التي تريد
[ تطويع ] أية أوضاع لصالحها –
وحين تفشل ..تطلق على المخلصين [
كلابها ] ينبحونها ويحاولون
نهشها – من كل حدب وصوب ..وصنف
وجنس – وانتماء واتجاه –ولو
تعارضت الاتجاهات النابحة
ظاهريا ..لكن يجمعها الحقد على
الإسلام وأهله ..ورفض عدالته
التي تكشف انحرافاتهم..وتمنع
تجاوزاتهم..وتحاول أن تعيد
للأمة حقوقها وكرامتها
ومكانتها !! ------------------- علما بأن كاتب هذا الكلام لا ينتمي لأي
حزب أو تجمع ..لكنه كاتب ومفكر
ينتمي للعرب والإسلام ..وفلسطين
ويعيش ما تعيشه الجماهير وتهمه
همومها..وينظر بنظرها .. نظرة
موضوعية غير منحازة – في طرحها
.. وإن كنت لا أنكر انتمائي لديني وعقيدتي
وعروبتي ..ورفضي أي مساس بها أو
بالأمة وأوطانها وقضاياها
المقدسة .. والمقصود بالثورات - جميع الثورات
العربية بدون استثناء ========================== محمد علوش تعد الوثيقة الأخيرة التي أطلقتها جماعة
الإخوان المسلمين في سوريا في 25
مارس/آذار في تركيا من أبرز ما
تقدمت به تيارات الإسلام
السياسي في العالم العربي منذ
تأسيسها على الصعيدين الفقهي
والسياسي. وقد جاءت متفوقة في
نضجها السياسي على طروحات حركة
النهضة التونسية وحزب العدالة
والتنمية المغربي، خلافا لما
كان يشاع عن تقدم الفكر
الإخواني في المغرب العربي على
نظيره في المشرق. ويتملكني الشك حيال قدرة الأحزاب
الليبرالية وغيرها على مجاراة
هذه الوثيقة في كل بند من
بنودها، إذ تتقدم في مضمونها،
إذا ما طبقت يوما، على أرقى ما
تطرحه الأحزاب السياسية في
العالم العربي حتى إن البيان
الختامي للمعارضة السورية فيما
عرف بوثيقة "العهد الوطني
لسوريا المستقبل" لم يأت
بأفضل مما قدمته جماعة الإخوان. ولعل ابتعادهم القسري -أي إخوان سوريا- عن
المجالين الاجتماعي والسياسي
في الداخل السوري، وتفرقهم بين
دول العالم واحتكاكهم بمجتمعات
وأفكار مختلفة ومتنوعة، منحهم
وقتا كافيا للمراجعة والنقد
الذاتي، ما ساعدهم على تطوير
طروحاتهم الأيديولوجية بما
يجمع بين الحداثة والهوية
الإسلامية. وإذا كانت العبرة تكمن في الالتزام
والتطبيق فيما بعد فإن المنصف
لا يسعه إلا النظر بعين التقدير
للوثيقة لما تحمله من أهمية على
صعيد التطور لأحزاب الإسلام
السياسي. إخوان سوريا ودورهم تأتي أهمية الوثيقة لصدورها عن جماعة
إخوان سوريا، حيث إن الجماعة،
وإن كانت توافق على أنها مكون
واحد فقط من مكونات المجلس
الوطني السوري، ولا وجود
تنظيميا لها على الأرض في
سوريا، فإنها تمثل لاعبا أساسيا
ومحوريا في الحدث السوري، أو
قدر لها أن تكون كذلك، سواء من
قبل النظام السوري الذي بادر
منذ الأيام الأولى لاندلاع
الثورة إلى اتهام الإخوان
بتشكيل عصابات مسلحة مع تنظيمات
أصولية سلفية برعاية خليجية
تعيث فسادا في حاضرة الأمويين،
أو من قبل دول الغرب التي تنظر
بعين القلق بعد اجتياح تسونامي
الإخوان البلدان التي شهدت
ثورات شعبية في المنطقة، حيث
بات من الأهمية بمكان معرفة ما
الذي تخبئه جماعة إخوان سوريا
في جيبها لسوريا ما بعد الأسد،
وتزايد القلق مع تعثر بناء
الثقة بإخوان مصر المتهمين
بمحاولة الهيمنة على كل مفاصل
الدولة المصرية. يضاف لذلك أن إخوان سوريا ربما هم الفصيل
الوحيد المؤطر حزبيا بين كل
أطياف المعارضة السورية، اللهم
إذا استثنينا الأحزاب الكردية
التي في الأصل ينصب هدفها
الأساسي على حماية الهوية
الكردية والدفاع عن حامليها
داخل الدولة والمجتمع. وبسبب تنظيمها وحضورها التاريخي في نسيج
المجتمع السوري المتألم لأحداث
حماة عام 1982، هي قادرة على جمع
غالبية الشخصيات الإسلامية
المستقلة في برنامجها، لأن ما
تحمله من فكر معتدل ينسجم تماما
مع تدين الشعب السوري الغالب
عليه الاعتدال والرغبة في
التعايش مع الآخر. ومن هنا يمكن القول إنه بعد طرح وثيقتها
التي يلتقي عليها الجميع، من
المرجح أن تستقطب الجماعة
غالبية الشرائح الشبابية
المعارضة على الأرض، وتحد من
انتشار التطرف والتشدد
الإسلامي في بلد تحولت أرضه إلى
تربة خصبة لانتشار الفكر
القاعدي بفعل آلة القتل الممنهج
والطائفي أحيانا. ماهية الوثيقة وأهميتها الفكرية اعتبرت الجماعة الوثيقة أساسا لعقد
اجتماعي جديد يكون الشعب فيه
"سيد نفسه وصاحب قراره من دون
وصاية من حاكم مستبد" في "دولة
مدنية حديثة، تقوم على دستور
مدني... يحمي الحقوق الأساسية
للأفراد والجماعات، ويضمن
التمثيل العادل لكل مكونات
المجتمع... دولة ديمقراطية
تعددية تداولية، ذات نظام حكم
جمهوري نيابي، يختار فيها الشعب
من يمثله ومن يحكمه، عبر صناديق
الاقتراع، في انتخابات حرة
نزيهة شفافة". دولة يكفل فيها
"حرية التفكير والتعبير،
وحرية الاعتقاد والعبادة،
وحرية الإعلام، والمشاركة
السياسية، وتكافؤ الفرص،
والعدالة الاجتماعية". وتتحدث الوثيقة عن دولة "تحترم
المؤسسات وتقوم على فصل السلطات...
دولة مواطنة ومساواة، يتساوى
فيها المواطنون جميعا، على
اختلاف أعراقهم وأديانهم
ومذاهبهم واتجاهاتهم، يحق لأي
مواطن فيها الوصول إلى أعلى
المناصب، استنادا إلى قاعدتي
الانتخاب أو الكفاءة. كما
يتساوى فيها الرجال والنساء، في
الكرامة الإنسانية، والأهلية،
وتتمتع فيها المرأة بحقوقها
الكاملة". وفي هذه الفقرة خاصة نكاد نجزم بأن جماعة
إخوان سوريا تقدمت في أدبياتها
بأشواط على نظيراتها حين ساندت
وصول غير مسلم إلى الرئاسة في
بلد 90% من سكانه مسلمون، متقدمة
في ذلك حتى على الدستور الجديد
الذي أجري الاستفتاء عليه قبل
أيام، ونص على وجوب أن يكون
الرئيس مسلما. والحقيقة أن هذا الرأي ليس جديدا على
إخوان سوريا، إذ إن مؤسس
الجماعة الدكتور مصطفى السباعي
كان قد اقترح على الدستور الذي
كتب عام 1959 مادة "مفادها أنه
لا يجوز أن يحال بين أي مواطن
والوصول إلى أعلى المناصب بسبب
دينه أو عرقه أو جنسه"، وفقا
لما يورد عنه القيادي في الحركة
صدر الدين البيانوني. وما تقدمه جماعة إخوان سوريا في خاصيتي
الجنس والدين لرئيس الدولة في
بلد مسلم يعد فهما جديدا للنص
الديني ومناطه وظروف تطبيقه،
خلافا لكل الاجتهادات الفقهية
التي تقول بوجوب أن يكون الإمام
(الرئيس) ذكرا عاقلا مسلما عالما
عدلا، التي هي واردة في كتاب
الإمام الماوردي حول الإمام
والإمامة. واللافت أكثر في الوثيقة أنها لم تتحدث عن
دولة مدنية بمرجعية إسلامية،
ولم تشر من قريب أو بعيد إلى
وجوب أن يكون دين الدولة
الإسلام، أو أن يكون الإسلام
المصدر الأساسي للتشريع، وهي
بهذا الطرح تكون أقرب ما تكون
إلى طروحات حزب العدالة
والتنمية التركي رغم الخلافات
والظروف بين الوضع التركي
المحكوم بسياقات تاريخية
وعلمانية متعصبة والوضع السوري. ويزداد الأمر غرابة حين نعلم أن مجلس شورى
الإخوان قد اطلع عليها وبارك ما
جاء فيها، وهذا ما أشار إليه
لصحيفة الشرق الأوسط في عددها
الصادر في 27 مارس/آذار مسؤول
التنظيم العالمي للإخوان في
الغرب إبراهيم منير من أن
الوثيقة لم تكن مفاجئة، "وقد
جاءت في رؤية إخوان سوريا التي
صدرت عام 2004، ووافق عليها مجلس
شورى الإخوان". وإذا ما أخذنا في الاعتبار حسم حركة
النهضة موضوع مدنية الدولة
التونسية، وأن الإسلام لن يكون
المصدر الأساسي للتشريع في
الدستور الجديد وفقا لما صرح به
القيادي في الحركة عامر العريض
فإننا نتساءل إذا ما كنا أمام
نقض إخواني جذري لكل أدبياتهم
السابقة، بدأ في سوريا ومر بكل
من تونس والمغرب، ولا ندري متى
ينزل بأرض الكنانة! الوثيقة على المستوى السياسي من نافلة القول إن الوثيقة سددت ضربة
للنظام السوري الذي سوق، عبر
عقود من حكمه، أن حركة الإخوان
في سوريا هي جماعة أصولية تنتهج
العنف، وأنه في حال وصولها إلى
الحكم فإنها ستحول سوريا إلى
دولة دينية متشددة لا مكان فيها
لحرية المعتقد والفكر، وأن أقل
ما سيصيب الأقليات الدينية
والعرقية فيها هو التنكيل
والتهجير. ومنذ الأيام الأولى لاندلاع الثورة أخذ
النظام زمام المبادرة، وأعاد
إنتاج خطابه القديم خطاب
الثمانينيات، من أنه يواجه
الإرهاب الإخواني، وأنه بفضل ما
قام به في حماة عام 1982، فإنه حمى
الأقليات الدينية والعرقية في
سوريا وخارجها من الاندثار
والتهجير، وقد وجد هذا الخطاب
آذانا صاغية لدى بعض القيادات
في هذه الأقليات التي ما فتئت
تظهر مخاوف غير مبررة على
هويتها في حال تغير الحكم في
سوريا. ومع صدور هذه الوثيقة تكون جماعة إخوان
سوريا قدمت ردا واضحا ومباشرا
على منطق النظام التخويفي من
الإسلاميين، كما قدمت رسالة
تطمين للداخل السوري بما فيها
الأقليات الدينية والعرقية. وعلى الصعيد الدبلوماسي تطرقت الوثيقة
باقتضاب إلى ورقتين أحسن النظام
استعمالهما على خطين، خط
التفاهم مع القوى الدولية على
مصالحه وطموحاته، وخط كسب
الشرعية الداخلية في الشارع
السوري، وتمثل خط الشرعية
الداخلية برفع شعار المقاومة
والممانعة وحماية القضية
الفلسطينية، في حين كان خط
التفاوض الدولي من نصيب الورقة
اللبنانية. وبتأكيد الوثيقة على حق الدولة في "استرجاع
أرضها المحتلة بكل الوسائل
المشروعة، ودعم الحقوق
المشروعة للشعب الفلسطيني
الشقيق" وهو ما يحمل ضمنا حق
استخدام "المقاومة المسلحة"،
تكون بددت كل الأراجيف التي
يسوقها بعض المنظرين من أن
تفاهما أميركيا تركيا إخوانيا
يفضي إلى إيصال الإخوان إلى
السلطة مقابل الترويج لإسلام
سياسي مطبع مع الاحتلال
الإسرائيلي منزوع عنه دسم
المقاومة العسكرية على شاكلة
إسلام حزب العدالة والتنمية
التركي، ذاك الإسلام النقيض
للإسلام المقاوم الذي ترفعه
ايران في المنطقة، إسلام تركي
متماه مع التوجهات الغربية في
المنطقة مثل قبول الحل السياسي
للقضية الفلسطينية وتقبل
إسرائيل كيانا بين أضلاع العالم
العربي وتقبل القيم الغربية على
ما فيها من علات. في الشق اللبناني تسلط الوثيقة الضوء على
الجرح النازف وقصة الحب القسري
بين النظام السوري ولبنان،
ولتصحيح مسار العلاقة
التاريخية بين الجارين فإنها
تعد بأن تقيم الدولة الحديثة
"أفضل العلاقات الندية مع
أشقائها، وفي مقدمهم الجارة
لبنان". ومعلوم أثر إخوان
سوريا تاريخيا على الوضع الحركي
في لبنان، حيث تمأسس على يديهم
العمل الإسلامي حين قدم إلى
طرابلس وبيروت مؤسس الجماعة
ومراقبها العام المرحوم
الدكتور مصطفى السباعي. ولعل
التحول القادم في سوريا سيكون
من أبرز تداعياته الخارجية
إعادة رسم الخريطة السياسية في
لبنان، وهذا يثير قلق القوى
والأقليات المؤيدة للنظام
السوري في لبنان. وفي المحصلة يؤخذ على الوثيقة أنها لم تشر
إلى النهج أو المذهب الاقتصادي
في الدولة الحديثة إذا ما أصبح
الإخوان فيها أكثرية سياسية،
ولعل الهواجس التي تنتاب الدول
الغربية والأقليات على أنواعها
في المنطقة والأحزاب السياسية
على مذاهبها في سوريا وخارجها
من الإسلام السياسي كانت السبب
في ولادة الوثيقة على هذا النحو
الذي تتحدث فيه الجماعة عن
مفهوم الدولة وشكلها ودورها
وطبيعة السلطات داخلها ومفهوم
المواطنة وحق المواطن وواجباته. ========================== نوري المالكي يرى القذى
في عيون الآخرين ولا يرى خشبة
الهاتف في عينه محمد فاروق الإمام من سخريات القدر ان نسمع رجلاً مثل
المالكي الذي دخل العراق على
ظهر دبابة أمريكية نصّبته
حاكماً في بغداد، وأجلسته على
كرسي حكم يجثم على جماجم ما يزيد
على مليون عراقي، قضوا ضحية
للغزو الثلاثيني الذي قادته
الولايات المتحدة الأمريكية
وشاركت فيه وحدات من كتائب
الأسد الأب، بهدف إسقاط النظام
في بغداد كونه نظام ديكتاتوري..
أقول من سخريات القدر أن نسمع من
هذا الرجل الذي يقود حزباً
طائفياً متشدداً تلوثت يد
أعضائه بدماء آلاف العراقيين
قتلهم على الهوية الطائفية، في
سلسلة مجازر بشعة كتلك التي
يقوم بها النظام الطائفي في
سورية اليوم.. أقول من سخريات
القدر أن نسمع من هذا الرجل الذي
يرى القذى في عيون الآخرين ولا
يرى خشبة الهاتف في عينه وهو
يحذر من مغبة تسليح المعارضة
السورية، بهدف الدفاع عن أنفسهم
وأبنائهم ونسائهم وأطفالهم
وحرائرهم وأعراضهم وبيوتهم
وأموالهم، مدعياً أن من شأن مثل
هذه الخطوة تصعيد الصراع في
المنطقة ولن تؤدي إلى إسقاط
النظام في سورية في نهاية
المطاف، وكان العراق لا يقل
أهمية عن سورية إن لم يتفوق
عليها بما في باطن أرضه من مخزون
نفطي هو الثاني في العالم، لم
نشهد أي تصعيد للصراع في
المنطقة بعد سقوط النظام فيه!! ففي مؤتمر صحفي عقده هذا الرجل في بغداد
الأحد الأول من نيسان، قال فيه:
"نرفض أي تسليح للمعارضة
ونرفض إسقاط النظام بالقوة
لأنها ستخلف أزمة تراكمية في
المنطقة". هذا الرجل الذي سوغ لنفسه الاستعانة
بالدبابات الأمريكية لإسقاط
النظام في العراق بحجة أنه نظام
ديكتاتوري شمولي، بهدف تمكين
الشعب العراقي من إقامة حكم
ديمقراطي تعددي في بغداد، يعز
عليه أن ينتفض الشعب السوري
لإسقاط نظام سادي فاشي مستبد
يحكمه منذ ما يزيد على أربعين
سنة، بهدف إقامة حكم مدني
ديمقراطي تعددي في سورية، وموقف
المالكي هذا يجعلنا نضع ألف
علامة استفهام حول دوافعه في
اتخاذ مثل هذا الموقف المستهجن
والغريب والمضحك، وهو نفسه كان
إلى الأمس القريب يهدد بالذهاب
إلى مجلس الأمن مشتكياً من
النظام السوري الذي يصدر إلى
العراق السيارات المفخخة
والانتحاريين. وموقف المالكي الذي يتقاطع وينسجم مع
موقف محمود أحمدي نجاد وحسن نصر
اللات، في الوقوف إلى جانب
الأسد الصغير، يقدمون له الدعم
بكل أشكاله العسكرية والسياسية
والمادية واللوجستية
والمخابراتية، وكل هؤلاء
يدينون بالولاء لفقيه قم
ويأتمرون بتوجيهاته الطائفية
والمذهبية في ظاهر الأمر، وفي
الخفاء هدفها تنفيذ أجندة
فارسية حاقدة على العرب
والمسلمين، ومطامع بعيدة المدى
في الأرض العربية، سعياً لتحقيق
حلم طهران في إقامة دولة فارسية
تمتد من الهند شرقاً حتى البحر
المتوسط غرباً ومن بحر قزوين
شمالاً وحتى بحر العرب جنوباً،
وهؤلاء الثلاثة يخشون من تبدد
المخطط الفارسي إذا ما سقط
حليفهم الأسد الصغير في دمشق،
لأن انتصار الثورة في سورية
تعني تبخر هذا الحلم الذي سعت
إليه قم منذ سنوات طويلة كلفتها
العديد من العداوات والخصومات
والحروب والتضحيات ومليارات
الدولارات، وهذا الأمر سيدفع
الشعب الإيراني إلى انتفاضة
شعبية كتلك التي تحدث في سورية
لإزاحة هذا الكابوس المظلم عن
صدرهم وإسقاط نظام ولاية
الفقيه، وبسقوط النظام السوري
ستنقلب الطاولة على الحليفين
حسن نصر اللات ونوري المالكي
اللذان لن يجدا أمامهما بعد
انكشاف ظهرهما بسقوط الأسد
الصغير إلا الإنكفاء وتحسس
رأسيهما والاستسلام للمصير
الأسود الذي ينتظرهما. وجاءت تصريحات المالكي في الوقت الذي كان
يجتمع فيه وزراء خارجية 83 دولة
في اسطنبول، هزتهم مشاهد
المجازر والمذابح المرعبة التي
يرتكبها النظام السوري بحق
شعبه، للاتفاق على أفضل السبل
لنصرة هذا الشعب الذبيح
وإغاثته، والعمل على وقف شلال
الدم الذي فجره النظام السوري
في طول البلاد وعرضها منذ أكثر
من سنة، استباح خلالها المدن
والبلدات والقرى السورية،
وخلفت جرائمه ما يزيد على أحد
عشر ألف شهيد وأضعافهم من
المفقودين والجرحى والنازحين
والمهجرين، وتدمير أحياء كاملة
في كثير من المدن والبلدات
والقرى، حتى وصل به الإجرام إلى
اتباع طريقة الأرض المحروقة،
التي لم تسلم من نيران أسلحته
الفتاكة الثقيلة مدينة أو بلدة
أو قرية من شمال سورية حتى
جنوبها ومن شرقها حتى غربها
ليقضي المئات صرعى تحت انقاض
منازلهم. موقف المالكي هذا يتناقض وما أعلن في
البيان الختامي للقمة العربية
التي عقدت في بغداد الأسبوع
الماضي، الذي دعا إلى دعم كوفي
أنان لوقف العنف وحقن الدماء
وإغاثة الشعب السوري والالتزام
بالمبادرة العربية التي أقرها
وزراء الخارجية العربية ومنهم
وزير خارجية العراق، والتي
تدعو، فيما تدعو، إلى تسليم
الأسد الصغير سلطاته إلى نائبه
والتفاوض مع المعارضة على كيفية
انتقال السلطة بشكل سلمي وسلس،
وتحول البلاد من النظام
الديكتاتوري إلى نظام ديمقراطي
تعددي يتساوى فيه كل الناس بغض
النظر عن العرق أو الدين أو
الطائفة أو المذهب أو المعتقد. ========================== مجاهد مأمون ديرانية عشت نصف قرن حافلاً بالثورات فلم أرَ ثورة
خَلَتْ من أنصار، فهذه ثورةٌ في
الشرق نصرها الغربُ وهذه ثورةٌ
في الغرب نصرها الشرق، إلا
ثورتَكم يا أهل سوريا، فإنها
الثورة الغريبة في الثورات؛
الثورة التي تخلى عنها الشرق
والغرب، وخذلها القريب
والبعيد، وتنكّر لها العدو
والصديق… ثورة الغرباء. ثورة الغرباء في سوريا تخلّت عنها دول
الغرب ودول الشرق، وخذلها قادة
العرب وقادة المسلمين، ووقفت
ضدّها الهيئاتُ والمنظمات
الوطنية والثورية في طول العالم
العربي وعرضه، وهي التي زعمت -زوراً-
على الدوام أنها تدعم خيارات
الشعوب وتدافع عن استقلالها
وحريتها، وروّجت تلك الأكاذيب
يوماً بعد يوم وعاماً بعد عام. ثورة الغرباء في سوريا تخلى عنها محور
الغرب ودول الغرب وحلفاء الغرب،
وتخلى عنها محور الشرق ودول
الشرق وحلفاء الشرق، ولم يحصل
ذلك مع ثورة قبلها من الثورات.
واجتمع على خذلانها ودَعْم
عدوّها المجرم إسرائيلُ
وأصدقاء إسرائيل وأعداء
إسرائيل، وإيرانُ وأصدقاءُ
إيران وأعداء إيران، ولم يحصل
ذلك مع ثورة قبلها من الثورات. ثورة الغرباء في سوريا ساوى العالَمُ
الظالم فيها بين القاتل
والمقتول وبين المجرم والضحية،
بل إنه تجاوز المساواة إلى
الانحياز الفاجر إلى الطرف
المعتدي، فلم يقل للقاتل لِمَ
قتلت قَتيلك، بل قال للمقتول
لِمَ دافعت قاتلك؟! العالَم
الظالم لم يجد غضاضة في مرور
السفن أمام عينيه ملأى بالسلاح،
مدداً للقاتل وتعويضاً عمّا
أفرغه في أجسام خمسين ألف شهيد
ومصاب من ذخيرة ورصاص، ولكنه
يُغيظه أن تصل إلى أيدي الضحايا
بندقيةُ صيد أو صندوقٌ من
الذخيرة ومئةُ طلقة من الرصاص! * * * أمَا لقد لقيت ثورة الأحرار في سوريا من
الخذلان ما لم تلقَه ثورةٌ
قبلها لا في الشرق ولا في الغرب،
ولا في الماضي ولا في الحاضر،
ولو كان اعتمادهم على شرق أو غرب
أو عرب أو عجم أو قريب أو بعيد
لرفعوا الراية منذ دهر وسجدوا
لطاغوت العصر في سوريا، ولكنهم
لم يعتمدوا على أحد إلا على الله
ولا يسجدون لأحد إلا لله. لقد
حسموا الخيار ومضوا في الطريق
غيرَ معتمدين إلا على الله
القادر القهّار، هتفوا “الله
معنا” فهو عنوان ثورتهم وهو
الشعار، نِعْمَ العنوان ونعم
الشعار لثورة الأبرار الأخيار
الأحرار. لقد اعتمدوا على الله وحده لمّا فقدوا
المُعين واستنصروه حين فقدوا
النصير، وصبروا صبر الجبال
الراسيات وثبتوا ثباتاً عجيباً
أذهل الدنيا، ومضوا في ثورتهم
لا يضرهم آلافٌ يتساقطون بين
أيدهم من الشهداء، ولا عشراتُ
آلاف يُتخَطّفون من بينهم من
الأسرى والمعتقَلين، ولن يزال
أولئك الأبطال ثابتين لا
يَهِنون ولا يضعفون -بإذن الله-
حتى يأتيهم وعد الله، ولن يخلف
الله الميعاد. يا أيها الغرباء: إن تكن أبواب الأرض
أُغلقت في وجوهكم فإن باب
السماء مفتوح أبداً، ولئن
خَذَلكم وتخلى عنكم الناسُ فإن
معكم ربّ الناس، ولسوف يسخّر
لكم -بإذنه تعالى- من عباده من
يشاء حين يشاء. ألا لقد خاب من
اتكل على الناس، ألا لقد أنجح
وأفلح من اتكل على الله رب
العالمين. طوبى لكم بمعيّة رب العالمين، وسلامٌ
عليكم يا أيها الغرباء. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |