ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الأزمة
السورية: أضحت الخبز اليومي
للشعب العربي و"اللبناني"...!!! د.خالد
ممدوح العزي* اثناء
احدى الاعتصامات التقيت بشخص
سياسي قديمة ودار نقاش بيننا :وعرض
مواقف سابقة عن النظام السوري
وكانت مواقف متطورة جدا لتنظيم
يساري طليعي انتهى دوره بعد
العام 1990 ولكن السياسي لا يزال
يتبنى المواقف القديمة ولكن
بصيغة جديدة قد ادهشني جدا :
يقول بانه مع المعارضة السورية
الداخلية وضد معارضة الخارج : ضد
المجلس الوطني وبرهان غليون
الامريكي، مع ميشال كيلو وبس ....الذي
يحاول النظام درب الامثال به
،،،،ولا يعرف من هي المعارضة
الداخلية ولا اسماء شخصياتها في
الخارج والداخل شخصيات
المعارضة السورية الكثير وطبعا
لا يعرف كما بدى طبيعة المعارضة
ومعاناتها ومآسيها ، وهذا كلام
النظام السوري .... بالطبع كما
يحاول دوما ان يروج للحالة
السورية وللمعارضة الذي
يختارها . السياسي لا يريد بروز
اي دور للإخوان في سورية او
سيطرتهم على السلطة ،السلطة
السورية ،كما هو الحال في مصر
بوصول الاخوان اليها . فكان
جوابي صريح جدا بان المعارضة
السورية هي معارضة متنوعة
ومختلفة وشريفة و مناضلة، وانظر
جيد ا الى تاريخ الشخصيات
المعارضة السورية بكل اطيافها
ونوعها ونضالها وفكرها ووطنيها
وقومتيها حتى الاسلامية منها
،وبحال اصر الشعب السوري على
وصول السلفية الى الحكم وليس
الاخوان فقط ، طبعا الى سدة
الحكم، فان هذه هي إرادة الشعب
السوري ونحترم خياره الحر
،فالشعب المصري اراد ان تصل
حركة الاخوان المسلمين الى
السلطة الاولى بكل شفافية
ونزاهة ،فهل نقف بوجه ،، بوجه
ارادة الشعوب الثائرة والهادفة
للتغير والديمقراطية ومحاربة
الفساد والبيروقراطية
والمحسوبية ونظام العائلة
والفساد والمطالبة بالحرية
والخبز ،فكيف ننادي
بالديمقراطية ولا نريد تطبيقها
اذا فالديمقراطية ممارسة
وحقيقية .انا مع الشعب السوري
بكل اطيافه ومع معارضته
الاسلامية والسلفية
والليبرالية والقومية الحضارية
وطينته المتنوعة ،لأنه هو الذي
خرج الى العلن الى الساحات في كل
المدن والنواحي السورية
بمظاهراته السلمية ،السلمية
،السلمية ،بوجه الرصاص والقتل
والبطش ليقول:" المجلس الوطني
يمثلني والجيش الحر يحميني
،والعرب والمسلمين والعالم
خذلني :،اذا انا مع الارادة
الشعبية السورية اذا انتخبت
ميشال كيلو او اخر فان اقبل بهذا
الاختيار والذي لا يعتبر جديدا
على شعب سورية الذي انتخب فارس
الخوري اول رئيسا للوزراء عندما
كن الشعب السوري ينتخب انتخابا
وليس تعينا وكانه مجلس نواب
منتخب واسند له وزارة الاوقاف
الاسلامية ،لم يعجبه كلامي
وموقفي وكانه يريد ان يقول لي
"باني امريكي وخائن ولكن
بطريقة اخرى "، ليتدخل صديق
قديم ليحسم النقاش بيننا ،ويقول
بان وصول الاخوان المسلمين الى
السلطة في سورية افضل من بقاء
هذا النظام الحالي المجرم والذي
يفعله النظام اسواء بكثير من
الذي سوف ترتكبه المعارضة
مستقبلا ،وامريكا تفعل ما تفعله
روسيا بالضبط مع انك ضد الاثنين
،وبالتالي هذه مصالح دولية ونحن
لم نعود بعدين عن هذه المعارك
الدولية .فانت لا تريد 8اذار في
سورية او 14 اذار" لكن صديقي
سأله " ليش النظام ترك مجال
للمقارنة او الوقوف امام اي خيط
رمادي لنحتمي به ". فالسياسي
القديم صديقنا يريد ان يبني
حزبا من جديد في لبنان تحت شعار
الاستقلال السياسي عن قوى الامر
الواقع ولكن الارتباط
الايديولوجي بالقومجية
والعربجية من خلال استخدام
مواقف قديمة وسابقة لتنظيم
يحاول ان يتبنها مع جامعته
ومجموعته الصغيرة وتوظيفها من
جديد في الجو العام والاستفادة
من المواقف المميزة لتاريخ
الحزب القديم وكانه هو الوريث
الشرعي لتلك الافكار والمواقف
النارية الذي يحاول الالتفاف
عليها في تقديم نفسه كمجموعة
جديدة تطرح نفسها كبديل عن
التيار القديم ،ولكنها بغير
المكان السابق وبظل الزمان
الحالي ، الذي تميز به التنظيم
من مواقف سياسية متميزة وقراءة
منطقية للواقع العربي وتحديدا
من النظام السوري والارتباط
بالقضية الفلسطينية وقائدها
التاريخ ياسر عرفات ومشروع
الحركة الوطنية اللبنانية
ومعلمها الشهيد كمال جنبلاط
وطليعة اليسار اللبناني
والعربي من خلال طرح ايديولوجية
صلبة قومية وماركسية ....والتي
دفع ثمنها غاليا بظل التركيبات
الحالية للبلد وخاصة زمن
الوصاية السورية على لبنان
،فالحزب السياسي الجديد الذي
يحاول السياسي "صديقنا
تشكيله يأتي كما يقال المثل
العربي "ذاهب للحج والناس
راجعة ،فالتوظيف للتاريخ
والنضال القديم ليس مل لهذا
السياسي ومجموعته الجديدة لكي
توظف في المكان الغير مناسب
والظرف الغير مناسب نتيجة
حسابات خاصة قومجية عربجية .لكن
اسفي الشديد على هذه الشخصية
التي اعتبرت نفسها قيادية
سياسية في طرف طليعي كان يأمر
وله دوره الطليعي في لبنان
والجوار وهو كان من قيادتها
انتهى الحوار بالنهائية قريبا
تحسم المسائلة ونرى اذا وصلت
المعرضة السورية الخارجية
للحكم او الاخوان نحنا ضدهم
وبحال وصول المعارضة الداخلية
نحن معهم ،طبعا نسى السياسي
المخضرم من هي المعارضة
الداخلية فهل هي المعارضة
المعلبة من قبل المخابرات ،او
معارضة الساحات والحراك الثوري
،على ما يبدو بان السياسي لا
يعرف من هي معارضة الساحات وما
هو قدرتها وما هي شراستها
الصمودية الاسطورية وملاحمها
النضالية اليومية ،التي لم
يستطيع نظام الاسد اخماد صوتها
منذ 14شهرا ،والتي شلته وشلت
قدراته السياسية والاقتصادية
والامنية طبعا صديقنا مسكين جدا
بالرغم من انه يعتبر نفسه من ذو
التاريخ السياسي القديم
والعريق ، لقد عرفته مسكين اكثر
من خلال عدم معرفته بأسماء
المعارضة السورية الخارجية
والداخلية، والذي برر ذلك بانه
لا يتابع الاسماء بل اكتف بذكر
اسم الدكتور برهان غليون وميشال
كيلو ، طبعا مع احترامنا
ومحبتنا لمشال كيلو وتاريخه
ونضاله الطويل وسجنه ومواقفه
وكتاباته. لكن صديقنا السياسي
لم يعرف بالأصل من هو الدكتور
برهان غليون وتاريخه القومي
العربي الناصع، ونضاله ومواقفه
ونضاله المعارض وابعاده قصرا عن
صورية وعن حمص الثورة وعاصمة
العروبة الجديدة ، ولم يعرف من
انتخب برهان لرئاسة المجلس
لدورتين في رئاسة المجلس ،ولم
يشاهد الثوار في الساحات
السورية ترفع اسمه الى جنب علم
الثورة ، ولم يعرف بان كل اخطاء
برهان تبررها قوة الثورة
المستمرة ،لان برهان يعمل ومن
لا يعمل لا يخطئ ابدا، ولم يعرف
بان المجلس قوة سياسية سورية
ركبت على عجل بعد 45 من سيطرة
الحزب البائد على كل مفاصل
الحياة والفكر في سورية، المجلس
لم ينتخب كي نعرف من سوف يفوز
،والمجلس كلف ولم ينتخب وهذا
فرق كبير في العمل السياسي. طبعا
صديقنا كما يبدو بطريقة او
بأخرى قد وضع بيضه في سلة
المقربين من النظام ولذلك يشن
حملة بطريقة ادبية وفقا
لمصطلحات كبيرة يستخدمها
الاعلام والسياسيين والدعاية
،ولكن قد تناسى الشعب، تناسى
الساحات، تناسى كل شيء مسكين
هذا السياسي الذي يظن كما غيره
بانه لا تزال في الجعبة تسوية
معينة تضمن لنظام الاسد بالعود
الى السلطة باي شكل من الاشكل،
بظل حمام الموت والقتل والبطش
والخراب والتهجير . فان من
الاشخاص الذين يقولون بان
الموقف من سورية اساسي وشرط لأي
نقاش مع اي شخص فالمعيار هو ان
تكون مع الثورة السورية لكي
يدور اي حوار في اطار النقد او
اي شيء مشابه .ولا مجال للنقاش
لان الشعب السوري اليوم يقاتل
من اجل العرب جميعا من اجلنا نحن
من جل المستقبل العربي الواعد
بالحرية والكرامة واعادة امجاد
الامة العربية الحضارية
الحقيقية ،الشعب السوري يدفع
ثمن كل الامة العربية من الخليج
الى المحيط الثورة سوف تنتصر
مهما تذكى النظام والى اين ذهب
المعلم ولو اجتمعت قوة روسيا
وايران والعراق ولبنان
واسرائيل والصين ضد الشعب
العربي السوري فان النصر سيكون
حليفا لهم بغض النظر عن الكلفة
الباهظة التي سوف يدفعها الشعب
السوري ثمنا للانتصار ،ليحلم
صديقنا السياسي المخضر كما يحلو
له مع غيره من السياسيين
والمعجبين. *باحث
إعلامي وخبير بالشؤون الروسية
ودول الكومنولث ========================= بقلم
رضا سالم الصامت* مضى
عام كامل على اندلاع ثورة شعب
سوريا الشقيق و الحال كما هو ،
فبالأمس القريب كانت مجازر في
حماه و ادلب و ريف دمشق و حمص حيث
تعرضت أحياء في هذه المدن لقصف
عنيف من طرف قوات الجيش والأمن
وشنها حملة اعتقالات عشوائية هي
الأعنف منذ بدء الاحتجاجات أفضت
إلى اعتقال عدد من الأشخاص و
تكاثر عدد القتلي ، و كذلك أحياء
تمت إبادتها بالكامل في العديد
من المدن، خاصة في مدينة حمص
التي تعرضت وتتعرض لقصف مدفعي
عنيف ، و رغم ذلك فان الشعب
السوري لن يتنازل عن مطالبه ،
وأنه يجب علىالغرب والعالم كله
أن يعي أن الدم السوري ليس رخيصا. لقد
سبق أن نجحت في هذا كل من تونس
عندما أطاحت بنظام بن علي
القمعي ومصر بإطاحة نظام مبارك
الرجعي ، و ليبيا بإطاحة نظام
القذافي المستبد و هاهو الشعب
اليمني قد أطاح بنظام علي عبد
الله صالح و الشعبين البحريني و
السوري يطالبان بنفس المطالب و
يسيران على نفس الخطى . . فخلال
هذه الثورات يلاحظ المرء
بالملموس تعمد الحكام على قمع
مواطينيهم بأسلحة فتاكة و محرمة
دوليا ، مما أثار سخط المجتمع
الدولي . فعلى
سبيل المثال لا الحصر ، أن ما
حدث في تونس و مصر و ليبيا و
اليمن والآن سوريا و بعض
البلدان الأخرى تقريبا نفس
الشيء ، حدثت اقتحامات متكررة
للمدن والقرى الواحدة تلو
الأخرى من حملات تمشيطية
ومداهمات للمنازل و ترويع
الآمنين من السكان العزل و
استهداف ممنهج للأطفال والنساء
والشيوخ و اقتراف جرائم وحشية
وتعذيب الناس والتنكيل بهم على
مرأى العالم وسمعه....! فالشعوب
العربية و منهم شعب سوريا الأبي
الذي تمر على اندلاع ثورته
العام ،لم يعد يخاف الآلة
العسكرية، بل يواجهها بصدور
عارية ، رغم تعرضهم لأبشع
أساليب القمع ،و بالرغم من أن
احتجاجاتهم سلمية فإنهم لا
يحملون لا سكاكين ،و لا أسلحة
نارية و لا عصى . هم
يحملون فقط أفكارا يريدون بها
تغيير حاكم التصق بكرسي أصبح
مهزوزا و نهب ثروات بلادهم و عاث
فيها فسادا . إن
هذا النظام المتعجرف حكم سوريا
بالحديد و النار و القمع في ظل
خروقات وانتهاكات صارخة لحقوق
الإنسان على مدى أربعة عقود من
الزمن، من أيام حافظ الأسد. فحتى
المجتمع الدولي ضاق ذرعا
لتصرفات بشار،و إن قرار الجامعة
العربية جاء ليزيد في عزلة بشار
و أتباعه و نظامه و شبيحته . و
بعد انعقاد مؤتمر أصدقاء سوريا
في تونس ثم في اسطامبول بتركيا و
الآن بباريس بفرنسا و الحال على
ما يبدو لم يتطور و لو قيد أنملة
.. إن
الشعب دفع و ما يزال يدفع فاتورة
باهظة الثمن و العالم يتفرج بل
مكتوف الأيدي و لا يستطيع إيجاد
حل منطقي و سريع يقي أبناء سوريا
و شبابها يد الموت و التنكيل و
التعذيب ... فحتى خطة ارسال
مراقبين دوليين فيها و عليها ...
فحكومة بشار لا تقدر تأمين
سلامتهم و حتى خطة كوفي عنان لم
تنجح لحد الآن و النظام كعادته
مستمر في حصد المزيد و المزيد من
الأرواح .... حرام
عليك يا بشار هكذا رفعت شعارات
جابت مختلف مدن سوريا و في قلب
العاصمة دمشق . *
كاتب صحفي ومستشار إعلامي ========================== محمود
صالح عودة بإمكاننا
اعتبار ما قام به الكاتب
والشاعر الألمانيّ الشهير غنتر
غراس من انتقاد لإسرائيل
وترسانتها النوويّة مجرّد
تعبير عن الرأي، لكنّ الأمر ليس
بهذه البساطة بالنسبة للكاتب
الحاصل على جائزة نوبل للأدب،
إذ يكفيه انتقاده إسرائيل
بتسليط عصا "اللّا - ساميّة"
الغليظة عليه ونعته بأوصاف ليس
آخرها "النازي" من قبل
وسائل الإعلام والسّاسة
الموالين للصّهيونيّين، أو
المتوجّسين منهم خيفة. أبدى
الرجل شعوره بالذنب من خلال
شعره لأنّه لم يعبّر عن موقفه
تجاه ترسانة إسرائيل النوويّة
من قبل، وإضافة إلى ذكره أنّ تلك
الترسانة تشكّل التهديد
الحقيقيّ للسلام العالميّ "المتأرجح
أصلاً"، فقد أبدى استياءه من
بلاده التي أتمّت صفقة باعت
بموجبها غوّاصات نوويّة
لإسرائيل وحذّر من أنّ تلك
الصفقة قد تكون بمثابة تصدير
لجريمة صهيونيّة متوقّعة، لذا
كانت الأبيات البارزة في شعره
"هذا (خطر إسرائيل النوويّ)
يجب أن يُقال فإنّ غدًا قد يكون
متأخّرًا". كما
ذكر في شعره أنّ تهم "اللّا -
ساميّة" ستكون جاهزة كردّ على
انتقاده وانتقادات أخرى
لإسرائيل، بالرغم من اعتباره في
ذات الشعر أنّ ألمانيا قامت
بجرائم لا تخفى على أحد، في
إشارة إلى جرائم نظام هتلر
النازيّ. أضف
إلى ذلك قوله إنّه لم يعد يحتمل
النفاق الغربيّ، في إشارة واضحة
لازدواجيّة المعايير الغربيّة
في التعامل مع ملفّ إيران
النوويّ وحصارها وتهديد أمنها
وسلمها، مقابل عدم طرح النوويّ
الإسرائيليّ على الطاولة أصلاً.
ناهيك عن نوويّ أمريكا، الدولة
الوحيدة التي استعملت الأسلحة
النوويّة بشكل مباشر ضدّ
المدنيّين العزّل في هيروشيما
وناغاساكي وقتلت 280 ألف إنسان
بريء فيهما. أن
يبدي أكبر شاعر ألمانيّ رأيه
تجاه مسألة حسّاسة فهذا أمر
طبيعيّ، لكنّه من غير الطبيعيّ
أن يكتم ذات الرجل بقيمته
ورمزيّته - ألمانيًّا - ذاك
الرأي طوال الوقت خشية من عصا
"اللّا - ساميّة" و"سوْط"
الحركة الصهيونيّة، وفي ذلك
دلالات عميقة على وجود إرهاب
فكريّ ممنهج في الغرب بكلّ ما
يخصّ إسرائيل والصهيونيّة. فلك
الحقّ مثلاً في التشكيك بوجود
الله سبحانه وتعالى، ولكنّك إن
شككت في حدوث "المحرقة" أو
تساءلت عن عدد ضحاياها فقط فأنت
متهم، وعصا "اللّا - ساميّة"
بالمرصاد. المثير
في تهمة "اللّا - ساميّة" هو
استخدامها المكثّف من قبل من هم
ليسوا أهلها، إذ يتذرّع ويتباكى
بها الصهيونيّون وليس غيرهم،
ولا يخفى علينا أنّ هؤلاء جاء
معظمهم من أوروبا الشرقيّة ولا
يمتّون بصلة إلى الساميّة،
ويكفيك النظر إلى أشكالهم. قد
يكون استخدام المصطلح حنكة
صهيونيّة لإيجاد مبرّر تاريخيّ
لوجودهم على أرض الشام، وسبب
آخر ليس أقلّ أهميّة هو إبقاء
"البُعبع" ال"أنتي -
صهيوني" و"أنتي - يهودي"
ذي الحجّة المتينة بعيدًا عن
الأنظار، فحين تكون "لا -
صهيونيًّا" فأنت صاحب موقف
سياسيّ وأيديولوجي محقّ في معظم
الأحيان، نظرًا لجرائم الحركة
الصهيونيّة على مدار التاريخ
وبطلان ادّعاءاتها الزائفة،
أمّا عندما تكون "لا - ساميًّا"
فأنت "عنصريّ". لقد آن
الأوان للعالم أن يفهم أنّ
الذين يتستّرون خلف شعار "اللّا
- ساميّة" هم طفيليّات
الساميّة بل أعداؤها، وأنّهم
يستخدمون هذا الشعار كذبًا
وزورًا، وهروبًا من مواجهة
الحقائق الناصعة التي تكشف
جرائمهم البشعة بحقّ
الإنسانيّة. لقد حان الوقت
لتنقلب عصا "اللّا - ساميّة"
عليهم، لا أن تكون وسيلة
يحتكرونها ظلمًا وعدوانًا
لإرهاب الناس فكريًّا
ومعنويًّا. ========================= صبحي
غندور* تزداد
في المنطقة العربية مشاعر اليأس
من "الهويّة المشتركة" بين
العرب ويصل ببعضهم الأمر إلى
حدّ البراءة من إعلان انتمائهم
العربي، وإلى تحميل العروبة
مسؤولية تردّي أوضاعهم. فهؤلاء
يخلطون بين إيجابيات الانتماء
للأمَّة العربية وبين الظروف
التي تمرّ بها، بين العروبة
والأنظمة، بين الهويّة
والممارسات. فهي مشكلة التعامل
مع الانتماء العربي بالنظرة
الآنية إليه، وليس بمقدار ما هو
قائم موضوعياً. إنّ
الحالة العربية الراهنة هي
مسؤولية الخجولين بانتمائهم
قبل غيرهم، لأنّهم عرفوا أنّ
هناك مشكلةً في أوطانهم فرضت
عليهم "الخجل" بالهويّة
العربية، إلا أنّهم عوضاً عن
حلّ المشكلة أو المساهمة قدر
الإمكان بحلّها، اختاروا
التهرّب من الانتماء المشترك،
فعجزهم أمام مشكلةٍ تعنيهم
دفَعهم للهرب منها إمّا إلى "الأمام"
لانتماءات أممية (بأسماء
تقدّمية أو دينية)، أو إلى "الخلف"
بالعودة إلى القبلية والطائفية
والعشائرية.. بل
ماذا فعل هؤلاء حتى تبقى
أوطانهم واحدةً تتطوّر وتتقدّم
وتتكامل بدلاً من دفعها للعودة
إلى حروب القبائل والطوائف؟! كثيرون
يتنافسون الآن على إشعال فتاوى
"الفقه الديني"، وبعض هذه
الفتاوى يُفرّق ولا يُوحّد، لكن
"فقه التاريخ والجغرافيا"
ما زال عِلماً لم يُدركْه العرب
بعد!. فالشعوب تنتقل خلال مراحل
تطوّرها التاريخي من الأسرة إلى
العشيرة، ثمّ إلى القبيلة
فالوطن والأمم، فلِمَ يريد
البعض أن يعيد دورة الزمن إلى
الوراء؟. لعلّ
أسوأ ما في الواقع العربي
الرّاهن هو حال التمزّق على
المستويات كلّها، بما فيها
القضايا التي لا يجوز الفصل
أصلاً بينها. فشعار
الديمقراطيّة أصبح نقيضاً
لشعار التحرّر الوطني، أو
بالعكس! والولاء الوطني أصبح
يعني تنكّراً للعروبة وللعمل
العربي المشترك! والاهتمامات
الدينيّة أصبحت خطراً على
الوحدة الوطنيّة!. ويرافق
هذا الحال من التمزّق في
القضايا والأهداف، رُؤى خاطئة
عن "المثقّفين العرب" من
حيث تعريفهم أو تحديد دورهم.
فهذه الرؤى تفترض أن "المثقّفين
العرب" هم جماعة واحدة ذات
رؤية موحّدة بينما هم في حقيقة
الأمر جماعات متعدّدة برؤى
فكرية وسياسية مختلفة، قد تبلغ
أحياناً حدَّ التعارض والتناقض.
وتوزيع دور هذه الجماعات لا
يصحّ على أساس جغرافي أو
إقليمي، فالتنوّع حاصل على
معايير فكرية وسياسية. صحيحٌ
أنّ "المثقّفين" هم الجهة
المعنيّة بالإجابة عن سؤال: "ما
العمل" لإصلاح أوضاع الأوطان
والأمّة عموماً، لكن الانطلاق
من فرضيّة أنّهم كتلة عربية
واحدة تعيش واقعاً واحداً وتحمل
فكراً مشتركاً، هي فرضية خاطئة
وتزيد من مشاعر الإحباط والعجز. إنّ
"المثقّف" هو وصف لحالة
فرديّة وليس تعبيراً عن جماعة
مشتركة في الأهداف أو العمل. قد
يكون "المثقّف" منتمياً
لتيّار فكري أو سياسي يناقض من
هو مثقّف في الموقع المضاد لهذا
التيّار، وكلاهما يحملان صفة
"المثقّف"!. فكلمة «المثقف»
يمكن استخدامها ككلمة «اللون»،
إذ هناك حاجة لوضع كلمة أخرى
تُحدّد المعنى المطلوب كالقول «اللون
الأحمر» أو «الأخضر». لذلك من
المهمّ تحديد صفة "المثقف
العربي" المُراد الحديث عن
مسؤوليته. فهو «المثقّف الملتزم
بقضايا وطنه أو أمّته»، أي
الجامع لديه بين هموم وطنه
وهموم الأمة من حوله، كما الجمع
عنده بين العلم أو العمل، وبين
الوعي والمعرفة بمشاكل المجتمع
حوله. أي أنّ "المثقف الملتزم"
هو «طليعة» قد تنتمي إلى أي فئة
أو طبقة من المجتمع، لكن تحاول
الارتقاء بالمجتمع ككل إلى وضعٍ
أفضل ممّا هو عليه. وهناك
عدد لا بأس به من المثقّفين في
المنطقة العربيّة الذين يرفضون
الاعتراف بالانتماء إلى هويّة
عربيّة، وهؤلاء تجوز تسميتهم ب"المثقّفين
العرب" وإن كانوا لا يعتقدون
أصلاً بالعروبة ويناهضونها
فكراً وعملاً! إذن،
إنَّ مسؤولية العرض السليم
للهويّة العربية المشتركة تقع
أولاً على المثقفين العرب الذين
يعتقدون أصلاً بمفاهيم فكريّة
مشتركة حول الانتماء والهويّة،
وحول توصيف الواقع وأسباب
مشاكله، ثمَّ مسؤوليتهم بوضع
رؤية فكريّة مشتركة لمستقبل
عربي أفضل. عند ذلك، يمكن لهذه
الفئة من "المثقّفين العرب"
أن تساهم في عودة العرب للعروبة
بدل هذا الانحدار الخطير الحاصل
في "الهويّة" وفي مصير
الأوطان معاً. أمّا
الحديث بالمطلق عن مسؤولية "المثقّفين
العرب" والتساؤلات عن غياب
دورهم، فهذا غير صحيح وغير
واقعي. فهناك "مثقّفون عرب"
يدافعون الآن عن واقع الحال
القائم، كما هناك من يختلف معهم
ويناقضهم في الفكر والعمل. فالضعف
هو إذن في فئة "المثقّفين"
المعتقدين فعلاً بالهويّة
العربيّة، والرافضين فكريّاً
وعمليّاً للفصل بين أهداف
تحتاجها الأمّة العربيّة
كلّها، كالديمقراطية والعدالة
والتحرّر الوطني والتكامل
العربي. الضعف هو في غياب
التنسيق والعمل المشترك بين من
هم فكريّاً في موقع واحد لكنّهم
عمليّاً وحركيّاً في شتات، بل
في تنافسٍ أحياناً. لكن من
المهمّ أيضاً أن يدرك كلّ
إنسانٍ عربي أنّ في الأمّة
العربية مزيجاً مركّباً من
هويّات "قانونية" (الوطنية)
و"ثقافية" (العروبة) و"حضارية"
(الدين). وهذا واقع حال ملزم لكل
أبناء البلدان العربية حتى لو
رفضوا فكرياً الانتماء لكلّ هذه
الهويّات أو بعضها. فالآن
تعيش المنطقة العربية بمعظمها
مخاطر التهديد للوحدة الوطنية
كمحصّلة لمفاهيم أو ممارسات
خاطئة لكلٍّ من الوطنية
والعروبة والدين. وقد عانى
العديد من الأوطان العربية، وما
يزال، من أزمات تمييز بين
المواطنين، أو نتيجة ضعف بناء
الدولة الوطنية، ممّا أضعف
الولاء الوطني لدى الناس وجعلهم
يبحثون عن أطر فئوية بديلة
لمفهوم المواطنة الواحدة
المشتركة. وقد
اعتقد بعض العرب أنّ إضعاف
الهويّة الثقافية العربية أو
الانتماء للعروبة بشكل عام،
سيؤدّي إلى تعزيز الولاء
الوطني، وكان ذلك كمن أراد
إضعاف التيّارات السياسية
الدينية من خلال الابتعاد عن
الدين نفسه، عوضاً عن الطرح
السليم للعروبة والدين،
وبإفساح المجال أيضاً لحرّية
التعبير السياسي والفكري
للتيّارات كلّها. وهاهي
المنطقة العربية حالياً تشهد
تحدّياتٍ على بلدانها وأرضها
وثرواتها ووحدة مجتمعاتها، دون
أي سياج فكري يحصّن الأوطان أو
يساهم في دفع الأوضاع نحو
مستقبل أفضل. هو
انحطاط فضلاً عن كونه انقساماً
عربياً يحصل الآن بعدما استباحت
القوى الأجنبية (الدولية
والإقليمية)، وبعض الأطراف
العربية، استخدام السلاح
الطائفي والمذهبي والإثني في
حروبها وصراعاتها المتعدّدة
الأمكنة والأزمنة على مدى
العقود الأربعة الماضية. فإذا
بالأمَّة العربية اليوم تعيش
تحوّلاتٍ سياسية خطيرة هي نتاج
طبيعي لتراكم ما حدث من تفاعلات
ومتغيّرات في الأربعين سنة
الماضية، كان "الخارج" و"الداخل"
فيها مسؤوليْن عن عصارة
السلبيات التي تنخر حالياً في
جسد الأمَّة، والتي أدّت إلى
انتفاضاتٍ شعبية عارمة، بعضها
اختار الأسلوب السلمي في حراكه،
والبعض الآخر أخطأ السبيل فسقط
في وحل العنف الدموي الذي يُغرق
أصحابه والوطن كلّه. إنّ
الفهم الصحيح والممارسة
السليمة لكلٍّ من (الوطنية
والعروبة والدين) يتطلّب أصلاً
نبذاً لأسلوب العنف بين أبناء
المجتمع الواحد مهما كانت
الظروف والأسباب، وما يستدعيه
ذلك من توفّر أجواء سليمة
للحوار الوطني الداخلي،
وللتضامن المنشود بين الدول
العربية. هي
مشكلة كبرى حين يوجد حراكٌ
شعبيٌّ هام لكن في اتجاهٍ غير
صحيح أحياناً، أو بتحريف محلي
وتوظيف خارجي له، أحياناً أخرى.
فعسى أن يكون الحراك الشعبي
العربي مستقبلاً حريصاً على
هويّته الثقافيّة العربيّة
ومضمونها الحضاري، ومنطلقاً من
أرضيّة عربيّة ووطنيّة مشتركة
تعتمد مفهوم المواطنة لا
الانتماء الطائفي أو المذهبي أو
الأصول الإثنية، وتستهدف
الوصول - بأساليب ديمقراطيّة لا
عنفيّة - إلى " اتحاد عربي
ديمقراطي" حرّ من التدخّل
الأجنبي، وتتساوى فيه حقوق
الأوطان وواجباتها كما تتساوى
في كلٍّ منها حقوق المواطنين. إنَّ
الصراع على "الهُويّة" في
المنطقة العربية هو جوهر
الصراعات السائدة الآن، وهو
صراع دولي/إقليمي في إطاره
العام الجاري حالياً، ويريد
البعض تحويله في أكثر من مكان
إلى صراعات طائفية ومذهبية. لكن
صمّام الأمان لوحدة الأوطان
والمجتمعات العربية يكون في
التأكيد على الطبيعة السياسية
للصراع وبملء الفراغ الكامن
عربياً من حيث انعدام المرجعية
العربية الفاعلة والمشروع
العربي الواحد لمستقبل الأمَّة
وأوطانها. وهذا المشروع لن تقوم
له قائمة ما لم تكن حاضرةً فيه،
ومعاً، ركائزه الثلاث:
الديمقراطية والتحرّر الوطني
والهويّة العربية. •مدير
"مركز الحوار العربي" في
واشنطن ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |