ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 22/05/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

فخامة الرئيس...بعد ارتكاب جريمة اغتيال الشيخ أحمد، لماذا يتم إرهاب الشعب اللبناني بذريعة مكافحة تنظيم القاعدة..؟؟

حسان القطب

مدير المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات

لماذا تم اغتيال الشيخ الشهيد احمد عبد الواحد في منطقة عكار وعلى يد جهاز امني رسمي يفترض انه موجود لحماية المواطنين والسلم الأهلي، وكيف يملك ضابط وعناصر الحاجز من الجرأة ما يسمح لهم باتخاذ قرار إطلاق النار بشكل مباشر وبهدف القتل مهما كانت الأسباب والمسببات والظروف..؟ سؤال برسم فخامة الرئيس ورئيس الحكومة والمؤسسة العسكرية...؟ لأنه وفي أماكن أخرى من لبنان (ولنتكلم بصراحة لماذا المراوغة)، حيث يتواجد جمهور حزب الله وحركة أمل يعجز الجيش حتى عن مصادرة بندقية أو منع مخالفة بناء، فهل السلطة قوية على فريق وضعيفة أمام أخر..؟؟ إرهاب الشعب اللبناني أو بالأحرى فريق من الشعب اللبناني أصبح يتجاوز كل حدود ومنطق وعقل وسلوك ويهدد الاستقرار والسلم الأهلي وثقة المواطن بالأجهزة الأمنية الرسمية قد اهتزت بالتأكيد.. والمسؤول عن هذا الأمر والواقع، هو سلوك وأسلوب القتل والاعتقال الذي نشاهده ونلمسه ونعيش تداعياته....

 لذا نخاطب فخامة الرئيس فنقول له وهو المؤتمن على الوطن والدستور والمؤسسات إلى متى يا فخامة الرئيس سيبقى المواطن اللبناني ومن فريق معين بالتحديد ضحية الاستدعاء من قبل جهاز امني نتيجة وشايات وتلفيق ودون مسوغٍ قانوني..؟؟ وكيف اتفق أن اعتقل شيخ من مدينة طرابلس منذ أيام بطريقة معيبة ومخزية ونتيجة اتهامات واهية...على يد جهاز امني رسمي نتيجة وشاية من نظام سوريا كما ذكرت الصحف والتقارير المتعددة ؟ وكيف اعتقل مواطن قطري بقرار قضائي عسكري ثم تم الإفراج عنه من نفس الجهاز بسرعة قياسية بعد القرار القطري بسحب الرعايا..؟؟

وكيف اتفق أن تم بعد أيام اغتيال شيخ من منطقة عكار على يد عناصر حاجز للجيش اللبناني ..؟ في منطقة لا تبعد كثيراً عن الحدود الشمالية التي يتجاوزها الجيش السوري التابع للأسد مراراً وتكراراً لإرهاب المواطنين اللبنانيين واللاجئين السوريين دون أن يحرك هذا الجيش ساكناً أو يطلق رصاصة واحدة لحماية شعب اعزل.. اللهم إلا لحماية النظام السوري من الشعب السوري..؟؟ كما جرى في بلدة عرسال ووادي خالد وبلدة القاع..؟؟ هل أصبح دم فريق من الشعب اللبناني رخيص إلى هذا الحد فيقتل المواطن على طرفي الحدود..من قبل حلفاء الأمس واليوم..؟؟

وهل يظن من أعلن تشكيل لجنة تحقيق عسكرية لمتابعة أسباب الجريمة بان المواطن اللبناني سيقتنع بحلٍ كهذا..؟؟ خاصةً بعد الإفراج عن عميل إسرائيلي بسرعة تجاوزت كل الحدود دون أن يمسه سوء...؟؟ ومجرمٍ قتل طيار في الجيش اللبناني أثناء الخدمة فخرج بعد عشرة أشهر..؟؟؟ ولماذا تم تجاهل ما جرى مع دورية للجيش منعت من دخول بلدة في البقاع الشمالي كما ذكرت صحيفة النهار دون أن تصدر قيادة الجيش بياناً بهذا الشأن أو تبادر لتطبيق القانون بالقوة... ؟؟

 هل صحيح أن من يؤيد الشعب السوري في محنته إرهابي ومجرم ومرتبط بتنظيم القاعدة ومصيره القتل؟؟ وهل صحيح أن من يؤازر أتباع إيران في نظام سوريا ودولة البحرين هم من أشرف الناس ويستحقون التقدير..؟؟ كيف نطمئن على حياتنا ومستقبل أبنائنا واستقرار وطننا ومن ارتكب جرائم القتل وسرقة السيارات وترويج المخدرات يعيش آمنا مطمئناً، واحدهم يعلن بصوتٍ عالٍ بان لا سلطة أو جيش يستطيع اعتقال أتباعه ولو بعد 300 سنة..؟؟

يا فخامة الرئيس....إما سلطة لكل اللبنانيين وعلى كل اللبنانيين وإما الفوضى..منذ العام 2005، والشعب اللبناني يتعرض للإرهاب والقمع والإساءة والتحريض على يد فريق مسلح طغى على البلاد والعبادوأكثر فيها الفساد، وهيمن على المؤسسات الرسمية بفعل الوصاية السورية واستمراراً إلى اليوم بقوة الأمر الواقع.. ونحن المضطهدين والمستهدفين من أبناء هذا الوطن لا زلنا نمني النفس بعودة سلطة القانون وننتظر أن تمارس المؤسسات دورها.. ولكن.. إلى متى... نتحمل استمرار إرهاب فريق من اللبنانيين تحت ذريعة مكافحة تنظيم القاعدة من قبل أجهزة رسمية متعاطفة مع هذا الفريق ولا داعي للمداورة أو لإخفاء هذا الواقع لأننا مع الأسف لم نعد نثق بها ولا بدورها؟؟؟

رحم الله الشهيد الشيخ أحمد وكافة الشهداء ولا نقول لمن يسعى للفتنة والإفساد في الأرض إلا بالقول قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار.. وحسبنا الله ونعم الوكيل..

=====================

المالكي دكتاتورا !

محمد الياسين

Moh.alyassin@yahoo.ca

لم يعد المالكي كما عهدناه سابقا بإرتداءه قناع ديمقراطية مزيف قبل ان يصل رئاسة الوزراء ، إنفراد المالكي بالسلطة يعود بذاكرتنا إلى الوراء نستحضر فيها معاناة شعبنا من نهج دكتاتوري نهجته الانظمة التي حكمت العراق بحديد ونار، وعود السيد المالكي ومن معه وعلى شاكلته قبل تمكنهم من سلب مقاليد حكم العراق بقوة الاجنبي المحتل دحضتها افعالهم وسياساتهم الاقصائية العدائية ، التي عادت بالعراق إلى عقدة دكتاتورية السلطة وإنفراد حاكم بصناعة القرار .

وضف المالكي ميزانية العراق في شراء ذمم ساسة وشيوخ عشائر ورجال دين و وجهاء وأنشئ قوة ضاربة عبر تكوين أجهزة أمنية قمعية مهمتها تثبيت دعائم سلطة بوليسية يقودها وترتبط مباشرة بمكتبه يلجأ إلى استخدامها بضرب خصومه ومنافسيه السياسيين ، كما حدث بقضية الهاشمي وسيحدث مع أخرين ، طالما أستمر المالكي بالسلطة ، وتسييسه علنا للقضاء في تلفيق قضايا جنائيه وفساد ضد خصومه ومطاردتهم بذريعة القانون!. تحييد المالكي مفوضية الانتخابات عن القيام بمهامها الدستورية عبر فبركة نال بها من رئيس مفوضية الانتخابات ونائبه من اجل " تجنيد" المفوضية لصالحه في الانتخابات القادمة! ليستكمل بولاية ثالثه مشروعه في بناء دولة "خوف وفساد " يحكم بها العراق .

تلميحات المالكي بتجميد الدستور تُعبر عن رغبته في القيام بتصفيات سياسية جديدة عبر اطلاق يد اجهزته الامنية والاتجاه اكثر نحو تصعيد الازمة وعسكرة الصراع السياسي .

====================

الاستيطان جوهر الصهيونية ومصيره إلى الزوال

د.غازي حسين

لا يجوز لدولة الاحتلال أن ترحّل أو تنقل جزءاً من سكانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها" اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 المادة /49/‏

الاستيطان هو أن يقوم غرباء باستيطان أرض لا تخصهم وطرد سكانها الأصليين أو إبادتهم أو استعبادهم بتأييد من دول أوروبا الاستعمارية والصهيونية العالمية. فالمستوطنون غرباء جاؤوا من وراء البحار، واستولوا على أراض ليست لهم، وهدفهم زيادة الهجرة والأراضي المغتصبة وترحيل السكان الأصليين وكسر إرادتهم وإخضاعهم بالقوة والإرهاب والإبادة.‏

ظهر الاستعمار الاستيطاني في أوروبا لنهب ثروات شعوب آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية واستراليا لفرض الهيمنة الأوروبية عليها والحضارة الغربية وخدمة مصالح الدول الأوروبية والأغنياء اليهود في البلدان العربية والإسلامية وبقية دول العالم .‏

وينكر المستوطنون تاريخ السكان الأصليين في الأرض التي يهاجرون إليها ويستوطنون فيها.‏

ويروجون الأكاذيب حولها فهم يستوطنون في أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، أو في أرض عذارء، غير مأهولة بالسكان، وتزداد الأراضي المغتصبة كلما زاد عدد المستوطنين، ويعمل الاستعمار الاستيطاني الاحتلالي الاجلائي على التخلص من السكان الأصليين عن طريق الترحيل والإبادة حتى يُفرِّغ الأرض منهم ويحل قطعان المستوطنين محلهم.‏

ففي الولايات المتحدة كان المستوطنون البيوريتان يهدفون إلى الحصول على الأرض فكان طرد أو إبادة الهنود الحمر (السكان الأصليين) والحلول محلهم أمراً لا بد منه.‏

أمّا في أمريكا اللاتينية فقد كان هدف الاستعمار الاستيطاني هو استغلال الأرض وسكانها وإقامة المزارع الكبيرة التي يقوم السكان الأصليون بزراعتها.‏

واستولى النظام العنصري في جنوب إفريقيا قبل انهياره على الأرض وطرد السكان الأصليين منها وطبق الفصل العنصري ومارس العنصرية و التمييز العنصري .‏

وقام الاستعمار الاستيطاني اليهودي الاحلالي والإجلائي على تهجير اليهود إلى فلسطين، واغتصاب الأرض العربية وترحيل العرب والاستيطان فيها. ويقوم باستمرار بتنفيذ الهجرة اليهودية وزيادة مساحة الأراضي العربية المصادرة وتهويدها وإبادة الشعب الفلسطيني وترحيله وحمل بعض الأطراف العربية والدولية على المساعدة في إجباره على التوطين في بلدان الشتات. وبالتالي قام الاستعمار الاستيطاني اليهودي على أسس استعمارية وعنصرية تخالف مبادئ القانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهود والمواثيق الدولية. وقام على الأعمدة التالية:‏

أولاً: تهجير اليهود إلى فلسطين بمساعدة الدول الاستعمارية "الحركات اللاسامية و ألمانيا النازية" وألمانيا الاتحادية.‏

ثانياً: ترحيل العرب عن طريق الإرهاب والإبادة والحروب العدوانية والعنصرية في القوانين الإسرائيلية.‏

ثالثاً: إقامة المستعمرات اليهودية على أنقاض المزارع والقرى والأحياء والمدن العربية.‏

وقادت الهجرة المستمرة وترحيل العرب و إبادتهم وبناء المستعمرات إلى إقامة أكبر غيتو يهودي عنصري في العالم.‏

يجّسد الاستيطان اليهودي جوهر الأيديولوجية الصهيونية القائمة على تهجير أكبر عدد ممكن من يهود العالم إلى فلسطين العربية واستيطانهم فيها وفي بعض الأراضي العربية المجاورة، وترحيل العرب واضطهادهم وفرض الإذلال والخضوع عليهم وعرقلة تطورهم وتدمير منجزاتهم .‏

ويستند الاستيطان إلى بُعد توراتي وتلمودي وصهيوني واستعماري، حيث رفعه الحاخامات وقادة الصهيونية إلى مستوى القداسة الدينية. ويجري استغلاله سياسياً وعملياً لتحقيق مصالحهم ومصالح اليهود المادية، بإحلال شعب مكان شعب آخر واقامة "اسرائيل" على انقاض المجتمع و الشعب الفلسطيني .‏

كيف يسمح المستوطن اليهودي لنفسه، كعضو في المجتمع الإنساني أن يطردني من منزلي ومن قريتي ومن وطني ويحل محلي وهو قادم من روسيا أو بولندا ولا يمت لفلسطين بصلة ؟ .‏

كيف يعمل المستوطنون على نزع الأرض و العقارات و الثروات العربية من أصحابها الشرعيين ويدمِّرون القرى والأحياء العربية ويقيمون المستعمرات على أنقاضها؟ فأي نوع من البشر هؤلاء؟ وهل يقبل المجتمع العالمي بهذه الممارسات؟‏

تعتبر الهجرة "الاستيطان وطرد العرب وتهويد الأرض والمقدسات أهم المرتكزات الأساسية لإقامة المشروع الصهيوني في المنطقة والهيمنة على العالم. فالهجرة والاستيطان هما من أهم المشاكل الاستراتيجية في الصراع العربي الصهيوني، ولا يمكن للأمن والاستقرار والازدهار والسلام أنْ يتحقق إلاّ بوقف الهجرة اليهودية وتفكيك المستعمرات والتخلي عن الاستعمار الاستيطاني, وعن ممارسة العنصرية و التمييز العنصري .‏

إن قادة الحركة الصهيونية والكيان الصهيوني والمجتمع الإسرائيلي يزعمون أن الهجرة والاستيطان حق ديني لهم في أرض كنعان التي وهبهم إياها يهوه من النيل إلى الفرات وبالتالي رفعوا أطماعهم بالأرض والمياه والثروات العربية إلى مستوى القداسة الدينية لتحقيق أطماعهم الدنيوية.‏

وتحتل الهجرة والاستيطان والترانسفير مكانة أساسية في الإيديولوجية والحركة الصهيونية، وتأتي في أولوية البرامج والمخططات للأحزاب والمنظمات اليهودية والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وتشكل برنامج الاجماع للشعب الاسرائيلي .‏

عمدت سلطات الاحتلال الإسرائيلية منذ حرب حزيران العدوانية عام 1967 إلى تفريغ الأراضي الفلسطينية والسورية المملوكة للدولة في الضفة والقطاع والجولان المحتل، ثمّ لجأت إلى مختلف الأساليب والتحايل والتمويه والتضليل والتزوير لمصادرة الأملاك الخاصة. وأصدرت العديد من القوانين والأوامر العسكرية وطبقت قوانين الطوارئ التي سنتها حكومة الانتداب البريطاني الاستعمارية عام 1945 وقوانين الأراضي و القوانين العنصرية الأخرى التي سنتها للاستيلاء على أراضي المواطنين العرب وإقامة المستعمرات اليهودية عليها.‏

وصمد الشعب العربي الفلسطيني في وجه موجات الهجرة والاستيطان وممارسات "إسرائيل" الإرهابية والعنصرية والإبادة الجماعية ومحاولات تهويد الأرض وصهينة الإنسان وإذلاله وإخضاعه وتجويعه، وتدمير مورد رزقه, وفرض العقوبات الجماعية و الحصار الجائر واغلاق جميع المعابر كما يجري حاليا في قطاع غزة. وجاء جدار الفصل العنصري ليجسد الطبيعة العنصرية لإسرائيل ولإظهار الوجه العنصري الاستعماري القبيح للاحتلال الإسرائيلي. وظهر بجلاء أن "إسرائيل تبحث عن جميع السبل والوسائل للتخلص نهائياً من وجود الشعب العربي الفلسطيني في وطنه فلسطين".‏

وتعمل "إسرائيل" على تقليص عدد سكان فلسطين الأصليين بالاستمرار في جلب قطعان المستوطنين من أثيوبيا وغيرها وربما من الهند في المستقبل بعد أن اعتنق حوالي (23) مليون من القبائل الهندية الديانة اليهودية.‏

وتعمل حكومة نتنياهو على تصعيد الاستيطان في القدس الشرقية المحتتلة بشكل غير مسبوق , كي تحقق تهويد القدس بشطريها المحتلين . وقررت في 23/7/2009 منح منظمة العاد الاستيطانية , التي تنشط من اجل تعزيز الوجود الاستيطاني اليهودي في الاحياء العربية في مدينة الاسراء و المعراج , تفويضا لتهويد حي سلوان .

ويعتبر حي سلوان حجر الزاوية في مشروع كبير يهدف الى السيطرة على الاراضي الفلسطينية المحيطة بالمدينة القديمة , وعزل المدينة القديمة على القدس الشرقية ووصلها بالمستعمرات اليهودية الاخرى في القدس . وحصلت منظمة العاد على بعض المباني التي كانت ملكا للفلسطينيين في الحي المذكور بطرق مشبوهة وبتزوير للوثائق .

وتعمل بلدية الاحتلال في القدس في الوقت نفسه على هدم حي البستان , الذي يعد جزءا من حي سلوان وتحويله الى حديقة اثرية , و السماح للمحتلين اليهود فقط بالبناء في محيط تلك المنطقة .

وتشن سلطات الاحتلال حرب استنزاف مستمرة على المقدسيين لاكمال تهويد المدينة . وتسخر حكومة نتنياهو العنصرية كل ما لديها من مؤسسات واجهزة رسمية وغير رسمية , لتهويد القدس من خلال تهويد حي سلوان من الجهة الجنوبية , وحي الشيخ جراح من الجهة الشمالية , ورأس العمود من الجهة الشرقية , وداخل المدينة القديمة . وتلاحق المقدسيين في المحاكم في قضايا مفبركة مزورة للاستيلاء على املاكهم .

ويترافق ذلك بهدم آلاف المنازل للمقدسيين وفرض غرامات باهظة عليهم , لجعل المدينة العربية الاسلامية بشطريها المحتلين الغربي و الشرقي عاصمة للكيان الصهيوني , وذلك تحت انظار وسمع السلطة الفلسطينية و الملوك و الرؤساء والامراء العرب .

وانجز المستعمرون اليهود تشييد مبان حديثة في حي سلوان , وكتبوا على احد مداخلها بالعبرية "عير دافيد" أي مدينة داوود , وقال رئيس لجنة حي البستان فخري ابو دياب " ان المستوطنين يقومون بالحفر وفتح الانفاق والبناء, ولانعرف ماذا يحدث . نشعر بالحفر تحت بيوتنا " .

واستولى المستعمرون اليهود في 24/7 على اكثر من اربعين دونما في جنوب نابلس بالضفة الغربية تحت انظار وبمساعدة قوات الاحتلال المتواجدة في حاجز حوارة , وقاموا بتسييج الاراضي الواقعة بين قريتي كفر قليل وبورين , وذلك مقدمة لبناء المنازل عليها .

وشهدت منطقتي المثلث و النقب في الداخل الفلسطيني تصاعدا كبيرا في وتيرة هدم المنازل بذريعة البناء غير المرخص , وذلك للمساس الجدي بالوجود الفلسطيني وتهويد هذه المناطق . واقر الكنيست في 22/7 قانون النكبة , كما وضعت وزارة المعارف الاسرائيلية برامج تهدف الى محو ذاكرة الشعب الفلسطيني وروايته للتاريخ من اذهان الطلاب الفلسطينيين .

وتسير "إسرائيل" في طريق تعزيز نقاء دولة اليهود أي فرض الاعتراف الفلسطيني و العربي بيهودية الدولة، أي تعزيز عنصرية الكيان الصهيوني عن طريق الترانسفير وقوانين الاحتلال وممارساته والإصرار على رفض تطبيق حق العودة، ومطالبة الدول العربية بتوطين اللاجئين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم، والعمل على توطين أكبر عدد ممكن من أبناء الشعب العربي الفلسطيني في جنوب العراق.‏

أدانت الأمم المتحدة وتكرر باستمرار إدانتها لسياسة الاستيطان الإسرائيلية وطلبت من "إسرائيل" أن تتوقف عن نقل المستوطنين إلى المناطق العربية المحتلة. واعتبرت أن التغييرات التي قام بها الكيان الصهيوني باطلة ولاغية وطالبت بتفكيك جميع المستوطنات اليهودية في الاراضي العربية المحتلة .‏

واعتبر مجلس الأمن الدولي في العديد من قراراته أن المستوطنات غير شرعية واعتبرها باطلة ولاغية وطالب بإزالتها.‏

خلاصة القول إن الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومبادئ القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 تعتبر أن المستوطنات غير شرعية ويجب تفكيكها، لأن "إسرائيل" هي النظام الوحيد النموذجي للاستعمار الاستيطاني المتبقي في العالم.‏

إن الاستعمار الاستيطاني اليهودي يتعارض مع مبادئ القانون الدولي ومع جميع العهود والمواثيق والقرارات الدولية التي تؤكد على ضرورة إنهاء الاستعمار بكافة أشكاله وفي المقدمة الاستعمار الاستيطاني الذي يشكل أبشع وأخطر أنواع الاستعمار.‏

ويعترف القانون الدولي والأمم المتحدة بشرعية كفاح الشعوب ضد الاحتلال والسيطرة الأجنبية، وبشرعية الكفاح المسلح لكنس الاحتلال والاستعمار الاستيطاني ونيل الحرية والسيادة والاستقلال.

إن الاستمرار في إرهاب وإبادة وترحيل الشعب العربي الفلسطيني وعدم السماح له بالعودة إلى وطنه وتوطينه في بلدان الشتات، وبناء جدار الفصل العنصري والمحافظة على عنصرية "إسرائيل"، وفرض الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة يهدد الأمن والسلام في المنطقة وفي العالم وينذر باندلاع حروب جديدة ربما تقود إلى اندلاع الحرب العالمية الثالثة.‏ ويشكل بقاء المستوطنات مكافأة لإسرائيل المعتدية على عدوانها وعلى انتهاكها لقرارات الشرعية الدولية وسيادة الدولة الفلسطينية المزمع إقامتها. وسوف يتيح لإسرائيل التدخل في شؤونها الداخلية لدعم المستوطنين. ولذلك فإن بقاءها يجسّد برميل بارود قابل للانفجار في أية لحظة.

أثبت التاريخ البشري أن مصير الاستعمار التقليدي والاستيطاني والنظم العنصرية إلى الزوال. زالت النازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا وإسبانيا والعنصرية وفي روديسيا والبرتغال والابارتايد في جنوب إفريقيا، وسيكون مصير الاستعمار الاستيطاني اليهودي في فلسطين والجولان إلى الزوال.‏

=======================

ثورة آذار السورية بين إشكاليتين: إشكالية التاريخ وإشكالية الجغرافيا

د. محمد أحمد الزعبي

1.بلغت العناصرالمتعلقة في هذا الموضوع ، خلال إعدادي لمخطط هذه المقالة ، أكثرمن عشرين عنصراً إشكالياً ، موزعين على الجوانب الأساسية المتعلقة في موضوع مابات معروفاً بثورة 15 آذار 2011 السورية ، وذلك في كل من : سورية نفسها ، جامعة الدول العربية ، دول الجوار الإقليمي غير العربي (ولاسيما : إيران ، تركيا ، إسرائيل ) ، دول الفيتو الخمس ،( ولاسيما روسيا وأمريكا ) . هذا وتدور مجمل هذه العناصر، من الناحيتين النظرية والعملية ، حول :

أولاً : خوف كل من أمريكا والدول الغربية وروسيا ( والصين إلى حد ما ) ، على إسرائيل من البديل الديموقراطي السوري ، لنظام عائلة الأسد ،( فوبيا الديموقراطية ) ، وذلك لأن إسرائيل إنما أنشأتها هذه الدول الكبرى عام 1948 ، كجسر قار تعبر من خلاله بصورة آمنة نحو مصالحها الاقتصادية في الوطن العربي، ولاسيما النفطية منها .

إن الجغرافيا التي جعلت من إسرائيل " دولة !" مجاورة لسورية هي من جعل الدول الحريصة على بقاء وحماية إسرائيل ، حريصة على بقاء حكم عائلة الأسد في دمشق ، بعد أن أثبتت هذه العائلة نجاحها في السكوت المطلق على احتلال اسرائيل لهضبة الجولان طوال أربعة عقود ، وأيضاً تخليها المطلق أيضاً عن قضية العرب الأولى ، القضية الفلسطينية ، كما هو معروف لدى الجميع .

 

ثانياً : خوف الغرب ، وبعض الدول الإقليمية ، وبعض الدول العربية ، على الطابع العلماني الذي طبع الحياة السياسة السورية بعد الإستقلال 1946 ، والذي ارتكز بصورة أساسية على أولوية الفكر القومي العلماني ، ( المقبول من لأقليات) ، على الفكر الديني ، وذلك إذا ماجاءت الديموقراطية السورية ببديل إسلامي ( غير علماني ) لنظام عائلة الأسد المحسوبة زوراً على العلمانية ( فوبيا الإسلام ) ،

2.

لقد ترتب على هذين الخوفين ، جملة من الإشكالات ، السورية ، والعربية ، والإسلامية ، والدولية ، التي انعكست سلباً على مسيرة ثورة آذار 2011 ، وزاد ت في خسائرها البشرية والمادية ، وحالت دون وصولها إلى أهدافها ( الحرية والكرامة ) بسرعة و بأقل الخسائر ، أبرز هذه الإشكالات :

 التناقضى بين القول والفعل ، عند الدول الكبرى المعنية بالوضع السوري ، والتي تم ذكرها أعلاه ، ذلك أنهم لايستطيعون أن يفصحوا عن مواقفهم الحقيقية ، سواء فيما يتعلق بالخوف على إسرائيل من البديل الديموقراطي السوري ، أو بالخوف من خسارتهم لورقة " الأقليات" في سورية ، وفي المنطقة العربية ككل ، وذلك علي يد البديل الإسلامي ، ولاسيما أن الثورة السورية الراهنة ، لم تطرح كأهداف نهائية لها سوى " الحرية والكرامة " ، وذلك عبر إسقاط النظام الديكتاتوري الشمولي الوراثي لعائلة الأسد ، واستبداله بنظام مدني ديموقراطي تعددي وتداولي ، وهو أمر لايستطيع حاكم عاقل في الشرق أو الغرب، أن ينكره أو يتنكر له بصورة مكشوفة ، لأن مثل هذا الموقف إنما يعني الوقوف إلى جانب الديكتاتورية ضد الديموقراطية ، وأيضاً ضد حقوق الإنسان ، وهو مالا تقبله الشعوب والجماهيرالتي يحكمونها ، ناهيك عن الشعب السوري نفسه وهو المعني الأول والأخير بالوصول إلى شاطئ الحرية والديموقراطية والكرامة عبر هذه الثورة الشعبية المباركة .

 الجمهورية الوراثية : ونرغب أن نستشهد في إطار هذه الفقرة ، بالحكاية التالية ، التي حدثت معنا شخصياً ، ألا وهي : أنني كنت في طريقي من مدينة لايبزغ الألمانية إلى مدينة أخرى لزيارة أحد الأصدقاء ، عندما رن جرس هاتفي ، لينقل لي أحدهم نبأ وفاة حافظ الأسد في دمشق . لاأنكرأنني قد سررت بهذا الخبر، وتصورت أن النظام الديكتاتوري في سورية قد انتهى مع نهاية صاحبه. وعندما وصلت بيت الصديق الذي كنت في طريقي إليه ، وهو مواطن سوري علماني وديموقراطي وتقدمي أخبرته بوفاة الديكتاتور ، وبوجهة نظري حول إمكانية انتهاء الديكتاتورية في سورية ، ولكني فوجئت بموقف آخر منه مختلف عن موقفي حول هذا الموضوع ، حيث أبلغني بأنه على علم تام بأن "عائلة الأسد" ليست بصدد التخلي عن الحكم ، وأن الأب قد هيّأ لنظامه ( ولأسباب تاريخية ) "وريثاً " سوف يكون أشد حرصاً منه على استمرار " العائلة " في الحكم ، ألا وهو ابنه " بشار " ، وبالتالي فإن الشعب السوري سوف ينتقل عمليّاً " من تحت الدلفة لتحت المزراب " !! ، وأن " الجمهورية العربية السورية " سوف تتحول على

يد بشار إلى جملكية ( جمهورية وراثية ) تحكمها وتتحكم بها "عائلة الأسد " إلى أجل غير مسمى !! . وهو ماحصل فعلاً بعد وفاة حافظ الأسد ( الأب). إنها إشكالية الماضي التي مازال البعض يعيش على ذكراها التي أكل عليها الدهر وشرب ، ويحاول توظيفها لخدمة مآربه ومخططاته المشبوهة والمكشوفة ، سواء في الحاضر أوفي المستقبل إذا أمكن .

3.

ثورة 15 / 18 آذار 2011 في سورية ( ربيع دمشق الثاني ) :

نتفق مع لينين على ضرورة عدم اللعب بالثورة وبالانتفاضة المسلّحة ، وعدم استعجالهما ، حيث أنه لن يختفي نظام إجتماعي سياسي قبل أن تكون قد نضجت جميع القوى التي يتضمنها ، والتي تؤذن بقرب انتهائه ، كما أننا نتفق معه أيضاً في استبعاد كل من تصدير أو استيراد الثورة . وفي أن الثورة مستحيلة من دون أزمة وطنية عامة تلف جميع فئات الشعب ، وتوقع الارتباك واليأس والهلع في صفوف الفئة الحاكمة ، وتؤذن بدنو النضج الثوري . ويلخص لينين الأعراض التي تنذر بوجود هذا النضج ، وبالتالي تؤذن بالانفجار الثوري ب : الطبقات الدنيا ترفض والطبقات العليا لاتستطيع ، تزايد البؤس والشقاء ، نشاط وغليان خارق للعادة .

إن اندلاع الثورة ، في سوريا ، في النصف الثاني من شهرمارس 2011 هو بحد ذاته البرهان العلمي والعملي على أن الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية قد بلغت أعلى درجات النضج الثوري وأن الشعب السوري بكل فئاته ومكوناته ، بات جاهزاً للدفاع عن حريته وكرامته ، مهما كلفه ذلك من تضحيات لقد حاول بشار الأسد ، ان يحتوي هذه الثورة من خلال طعم الإصلاح الكاذب ، ظانّا أنه بضحكته ال.. ، المعروفة ، يستطيع أن يغري هذا الشعب بابتلاع هذا الطعم ، ولكن الشعب السوري كان أكثر وعياً مما تصوره " سيادته !! " ، ورد عليه بكل جدية ووضوح إلعب غيرها ياسيادة الوريث !! .

هذا مع العلم أن هناك فرقاً بين " الإصلاح " كدرجة من درجات النضج الثوري ، والإصلاح كأيديولوجية مكتفية ذاتيّاً ، والإصلاح كنوع من " الضحك على الذقون " بحيث يمكن القول بوجود علاقة تكامل بين الإصلاح والثورة في الفهم الأول ، بينما هناك علاقة تعارض وتناقض بينهما في الفهم الثاني والثالث .

وتبين لنا من العودة إلى وعود وخطب بشارالأسد ،المفارقات العجيبة التي سمعناها في تلك " الخطابات " والتي يمكن تلخيصها وتجسيدها في عبارة " نعم .. ولكن " ، أو بتعبير آخر، أخذه بالشمال مايعطيه باليمين ، وبالتالي فإن الحصيلة العامة لخطبه ، ولوعوده الإصلاحية الشكلية الكاذبة ، كانت دائماً " تيتي تيتي مثل مارحتي مثل ماجيتي !! " .اللهم إلاً الاستمرا ر المتواصل ودون هوادة بسفك دماء المتظاهرين السلميين ، ومن بينهم ، بل وفي مقدمتهم ، الأطفال والنساء والشيوخ ، وبمختلف الطرق والأساليب غير الإنسانية وغير الأخلاقية ، بدءاً من القنص المنظم ، وانتهاءً بالقتل تحت التعذيب النفسي والجسدي ، مروراً بكل مايمكن أن يخطر على بال بشرمن أنواع التنكيل والقتل واغتصاب النساء، والمقابر الجماعية ، ودفن الثوار وهم أحياء تحت التراب ..الخ !!.

يخيل إليّ أن الغالبية الساحقة من شباب ثورة آذار السورية ، بل مئات الألوف الذين تغص بهم صباح مساء شوارع حمص وحماه ودرعا وإدلب وحلب ودمشق ودير الزور ، بل وكافة المدن والقرى السورية ، لم يقرؤوا نصائح لينين التي أوردناها أعلاه ، ولكنهم قد ابتكروا خطة طريقهم بأنفسهم ولأنفسهم ، وباتوا يستحقون عن جدارة أن يطلق عليهم اسم " قادة الربيع العربي ".

 إن هتافاتهم الوطنية والقومية والديموقراطية لم تتغير ولم تضمر منذ 15آذار 2011 وحتى اليوم ( سلمية ، سلمية / واحد ، واحد ، واحد ، الشعب السوري واحد / الشعب يريد إسقاط النظام / سورية بدها حرية / الموت ولا المذلّة / الله أكبر .. الخ . ) ، ولم يكونوا بحاجة إلى منابر " الأفندية " ( وأنا مع الأسف واحد منهم ) ، لكي يقولوا لهم ماذا عليهم أن يفعلوا أو لايفعلوا ! .

إن مطلب الحرية والكرامة كغاية ، والديموقراطية والمواطنة والعدالة الاجتماعية كوسيلة ، باتت هي الخبز اليومي لشباب سورية وشاباتها ، لرجالها ونسائها ، لأطفالها وشيوخها ، بل ولأبطال الجيش السوري الحر الذي رفض جنوده وضباط صفه وضباطه إطلاق النارعلى إخوتهم وأخواتهم في المظاهرات السلمية والمشروعة ، وقرروا أن ينشقوا عن " كتائب عائلة الأسد " ، وينضموا إلى إخوانهم وأخواتهم في ثورة آذار المجيدة ، ويقوموا بواجبهم الوطني والقومي والإنساني في الدفاع عن هؤلاء المتظاهرين السلميين .

إن أحداً ما عاد بإمكانه أن يوقف عجلة هذه الثورة ، قبل وصولها إلى برالأمان ، برّ الحرية والكرامة والديموقراطية ، برّ إسقاط نظام عائلة الأسد بكل عناصره ورموزه ، واستبداله بنظام مدني ديموقراطي تعددي وتداولي ، يتجسد في مثلث متساوي الأضلاع ، قاعدته المواطنة المتساوية لجميع فئات ومكونات الشعب السوري ، وضلعاه الآخران هما الدستور الموضوع من قبل هيئة منتخبة ، و صندوق الاقتراع النزيه والشفاف .

====================

الثابت والمتغير في الحكومة الإسرائيلية الجديدة

د. مصطفى يوسف اللداوي

ليس هناك أدنى شك في أن الحكومات الإسرائيلية مهما تغيرت فهي واحدة، وأن سياساتها معها تبدلت فإنها تبقى هي نفس السياسة الإسرائيلية الرسمية المعتمدة، وأن التغيير في الوجوه والأحزاب هو تغيير شكلي، لا يمس الجوهر، ولا يؤثر على الثوابت والمنطلقات، ولا يلغي الأولويات ولا يشطب الأساسيات، ولا يتنازل عن الثوابت والمعتقدات والقناعات، فلا يعني غياب وزيرٍ متشدد أن آخر معتدل حل مكانه، أو أن الحكومة التي غاب عنها اليمينيون قد أصبحت حكومة معتدلة، بل إن التشدد نفسه يتدافع، والتطرف الإسرائيلي يتنافس.

الإسرائيليون جميعاً يتفقون في الأهداف والرؤى، ولا يتناقضون في الغايات والمصالح، ولهذا تتشكل الأحلاف، وتبنى التكتلات لتحقيق ذات الأهداف التي يتوارثونها ويتواصون عليها، ويحرص الإسرائيليون على أن يتابعوا القرارات القديمة، وأن ينفذوا التوصيات السابقة، بما يعطي عمل حكوماتهم شكل المؤسسات التي تعمل وفق برامج ومخططات، فالجديد يتابع عمل القديم، والقديم يرسم الخطط ويضع الاستراتيجيات ليتمكن من يأتي بعده من الاستكمال والمتابعة، الأمر الذي يجعل من درجة التغيير في سياسة الحكومات الإسرائيلية محدودة إن لم تكن معدومة، وذلك فيما يمس صراعها مع العرب والفلسطينيين، وفيما يتعلق بأمنها وسلامة وجودها ومستقبل بقائها، وكل ما يتعلق بمدينة القدس لجهة وحدتها ونقائها وكونها العاصمة الأبدية الموحدة للكيان الإسرائيلي، بل إن الحكومات الإسرائيلية تتنافس فيما بينها أيهم يخدم المفاهيم التلمودية ويحقق الأحلام اليهودية في عودة "شعب الله المختار" إلى مدينة "أورشليم" التي أرادها "الرب" لهم مدينة بوابةً لملكهم، وعاصمة لكيانهم.

بقاء الحكومات الإسرائيلية واستمرارها منوطٌ بتمسكها بالثوابت، وحفاظها على الأصول والموروثات العقدية والتاريخية لليهود، ولكن قد ينتج عن بعض الحكومات الإسرائيلية والائتلافات الحزبية بعض التغيير في الشكل العام للحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بما لا يعرض الثوابت الإسرائيلية لأي خطر، وبما لا يثير حولها أي شك أو ظن، أو يتسبب لها بأدنى ضرر، وذلك فقط فيما يتعلق بالمواطن الإسرائيلي نفسه، وبما ينعكس على حياته ومكتسباته، ولهذا فإن الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الكبير الذي تشكل بين الأقطاب الحزبية الثلاثة، الليكود وكاديما والعمل، من شأنه أن يحدث تغييرات في بعض جوانب الحياة الإسرائيلية الخاصة، في الوقت الذي سيعزز فيه الثوابت الإسرائيلية التاريخية والمستجدة، إذ أن في الثوابت بقاؤهم وفي المتغيرات تكتيكاتهم واجتهاداتهم.

فعلى المستوى الداخلي الإسرائيلي فإن من شأن هذا الائتلاف أن يضعف دور وتأثير حزب "إسرائيل بيتنا" الذي يرأسه وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغودور ليبرمان، ولعل نتنياهو يرغب في إقصاء ليبرمان وحزبه، ويتمنى أن يتخلص من تأثيره ونفوذه، فهو يدرك أن ليبرمان كان انتهازياً في تحالفه معه، وقد استطاع أن يملي عليه وعلى حزب الليكود شروطه الخاصة، لأنه يدرك أنه الضامن الرئيس لاستقرار الحكومة، وأنه بدونه فإن نتنياهو لن يتمكن من تشكيل حكومته، وقد كان من الممكن أن يعيد الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس تكليف زعيمة حزب كاديما في حينه تسيفني ليفني لتشكل الحكومة، إذ أن حزبها كان الأكثر تمثيلاً في الكنيست الإسرائيلي، ولكن اصطفاف ليبرمان إلى جانب نتنياهو، مكن الأخير من تشكيل أطول حكومة له، وأكثرها استقراراً من بين دوراته السابقة، ولكن الائتلاف الأخير قد يضعف ورقة ليرمان، ويفقده دوره وتأثيره، وقد يتسبب هذا التحالف في حرمانه من وزارة الخارجية التي أدارها قرابة ثلاث سنوات، مسبباً لرئيسه وبلاده أزماتٍ سياسية ودبلوماسية كبيرة مع الكثير من دول العالم الصديقة والحليفة.

ومن المتوقع أن يتراجع نفوذ الأحزاب اليمينية الدينية المتشددة، وكذلك الأصوات المتشددة في داخل حزب الليكود نفسه، لإدراكها أنها لن تتمكن من إضعاف الائتلاف الحاكم في حال خروجها من صفوف الحزب، وتشكيلها لأحزابٍ جديدة، نظراً لأن عدد المؤيدين لهذا الائتلاف سيكون أكبر وأقوى من أن يؤثر عليه انسحاب عضوٍ أو أكثر، وانتقاله إلى مربعات المعارضة الضعيفة والصغيرة.

وستتشدد الحكومة الإسرائيلية القادمة في قوانينها مع مطالب الأحزاب الدينية التي تطالب بإعفائها من الخدمة العسكرية، وستجد الحكومة نفسها حرة في إعادة صياغة القوانين الخاصة بهذا الشأن، بما يفرض على المتدينين اليهود الخدمة الإلزامية، ويحرمهم من إمكانية الإعفاء من الخدمة في الجيش، وهو ما كانت تتطلع إليه الأحزاب الدينية المتشددة، التي كانت ترى أنها من القوة والنفوذ ما يجعل رئيس الحكومة الإسرائيلية يخضع لهم ويستجيب إلى طلباتهم.

كما سيتمكن الائتلاف الجديد ذي الصبغة العلمانية من تمرير قانون انتخابي جديد، يغير قواعد النظام النسبي الذي يخلق حالة حزبية فسيفسائية كبيرة وعديدة، يكون لها شروطها وعقباتها، تجبر رئيس الحكومة وحزبه على الخضوع لشروطهم، والنزول عن رغباتهم، وتنفيذ أجنداتهم، وتلبية طلباتهم، وإن كانت مكلفة ومرهقة وتؤثر على فعالية أداء الحكومة، وتكبل يديها، وقد تكون سبباً في قصر عمرها، أو سوء أدائها، ولهذا فإن من شأن هذا الائتلاف أن يضع قانون انتخابٍ جديد، يتجاوز النسبية، ويقوم على أساسٍ من الانتخاب المباشر، ما يمكن الأحزاب الكبيرة من زيادة نسبة تمثيلها في الكنيست الإسرائيلي، ويقلص عدد أعضاء ممثلي الأحزاب الدينية، علماً أن الأحزاب الدينية هي التي حملت حزب الليكود قديماً لأول مرة في العام 1977 إلى سدة الحكومة الإسرائيلية، كما مكنت نتنياهو في حكومته الحالية والحكومات السابقة من الحفاظ على استقرار حكومته، وإن كانت أغلبيته البرلمانية في أغلب الفترات ضعيفة.

قد ينجح الائتلاف الإسرائيلي الجديد في القفز على بعض التحديات الاقتصادية التي سببت لنتنياهو أرقاً كبيراً، وأخرجت الجمهور الإسرائيلي إلى الشوارع والميادين للاحتجاج على برامج حكومته الاقتصادية القائمة على التقشف وزيادة الضرائب، وكادت أن تتشابه الاحتجاجات الشعبية الإسرائيلية بثورات الربيع العربي، ومنها المطالبة بإسقاط حكومة نتنياهو، وتخليه عن منصبه، ورحيله وحكومته، فقد تقر الحكومة الائتلافية بعض القوانين والإجراءات الإسعافية التي من شأنها حقن وإنعاش الاقتصاد الإسرائيلي، واستعادة الثقة به، ولكن من المؤكد أنها ستكون واحدة من أشد الحكومات الإسرائيلية تطرفاً وتشدداً، ولعل أركانها الثلاثة يؤكدون هذا الوصف وينفون أي نقيضٍ له، فهي حكومة عسكر وإئتلاف أحلامِ قتلة، وأمجادُ وخيالاتُ جنرالات حرب.

moustafa.leddawi@gmail.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ