ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
د.نصر حسن مضى على ثورة الحرية والكرامة السورية
أربعة عشر شهراً دامية ، وحيدة
في مواجهة نظام فردي كشر عن
أنيابه وحقده ضد الشعب ، أربعة
عشر شهراً نقلت فيها العصابة
المجرمة سورية إلى حالة غريبة
لم تعرفها في تاريخها ، حالة
تحلل فيها النظام المجرم كلياً
في القتل والجريمة والتدمير
وانتهاك الكرامات والكذب
والتضليل ، والجميع يتفرج وكأنه
أمراً روتينياً في ظل معادلة
عربية إقليمية دولية تشي بأنها
لا ترغب البتة في تغيير
ديمقراطي سلمي في سورية ، حالة
يتنفس فيها السوريون الصعداء
ورائحة الدم والبارود ، و
تتدحرج فيها سورية إلى المجهول
بفعل خيار العصابة " الحرب
المفتوحة على الشعب حتى النهاية"،
حالة فوضى أمنية سياسية ترافقت
مع سلسلة طويلة من القتل وهدر
دماء في حرب همجية وحشية راح
ضحيتها خيرة الشباب والعقول
المستنيرة ،لتصفية الأجواء
الداخلية من موانع استمرار نظام
الحكم الإجرامي إلى الأبد . فالمعطيات الموضوعية تدل على أن سورية
تشهد مرحلة خطيرة تعصف فيها
التجاذبات والتنافرات العربية
والإقليمية والدولية ، سيدها
القتل والتضليل وتأثير عوامل
الموقع الجيو سياسي لسورية ،
مدعوماً بدور عربي دولي سلبي
ساهم في مط زمن القتل وانتهاك
الحقوق على مرأى ومسمع جامعة
الدول العربية والأمم المتحدة
والعالم كله، مرحلة يحاول
النظام المجرم عبر كل طاقته
الأمنية العسكرية، واستثماره
لصمت الصامتين وخوف الخائفين
والنفخ في فوبيا التطرف
والإرهاب ،واختراقه للكثير من
واجهات العمل السياسي المعارض
المدني والعسكري الداخلي
والخارجي، وسيول السجال
والخلافات الطافية على ساحة
المعارضة ، وتراشقات إعلامية
شتائمية من شتى العيارات بين
الأوصياء الداخليين والخارجيين
،بمحصلته حاصر سورية بين حدين
خطيرين الأول ،ثورة بطولية
تصارع النظام المجرم وحيدة
،والثاني سيناريو عربي دولي غير
مسؤول فقد قدرته على المساعدة
في الخروج من الاستعصاء الدموي
المستمر . ففي تناقضات المواقف العربية والدولية
ولبسها وبؤسها ،وبصرف النظر
مؤقتاً عن فقدانها المعايير
الأخلاقية في ممارسة العمل
السياسي ،لابد من الإقرار بأن
هناك رغبة خفية بإعادة إنتاج
النظام المجرم بهذا الشكل أو
ذاك ،والالتفاف على الثورة
والتغيير الديمقراطي ، ولعل ذلك
التخبط والبطء في التعاطي مع
الاحداث من جهة ، والصمت على
سياسة النظام الإجرامية وعدم
الجدية في إلزامه بتنفيذ
المبادرات العربية والدولية من
جهة أخرى ، يمثل مشاركة للنظام
المجرم باللعب الفاجر بدماء
السوريين وبأوراق داخلية
وإقليمية ودولية خطيرة، عبر
تعميم نهج القتل وإشاعة التطرف
والفوضى واعتبارهما وسيلة
وغاية ، وتحويلهما إلى نسقاً
سياسياً ثابتاً لتبرير الحاجة
الدولية إليه وإعادة الاعتبار
له ولدوره ، الأمر الذي يوفر له
عوامل البقاء في حكم سورية
بالقتل والقمع والفساد
والتهديد والوعيد . فالنظام السوري رغم كل ما يظهر فيه
ويمارسه من قتل وانتهاك حقوق
الإنسان وتسلط وفوضى ومشاغبة
دموية وتهديده الأمن
والاستقرار الإقليميي والدولي
،لازال رغم كل الكلام الذي يقال
بين الحين والآخر ،يمثل رغبة
إقليمية دولية على اعتباره حكم
أقلية " علماني " في محيط
أكثرية سنية مقتولة مقموعة
مهمشة وغير مرغوب ديمقراطياً
فيها ! تلك هي إحدى مفارقات
السياسة الدولية التي تمثلها
"لعبة الأمم " الذي تناغم
معها كلياً النظام عبر عشرات
السنين ، وجعل منها ثابتاً سار
عليه الأسد الأب ويسير عليه
مطمئناً الابن، تلك الثوابت
جعلها النظام ركيزة أساسية في
نهجه ، هدفها الأول والأخير هو
المحافظة على استمراره في الحكم
، إذ رغم كل ذلك القتل والتدمير
والعنف المنفلت من كل قيود
والانتهاكات الخطيرة لحقوق
الإنسان ، لازال مرغوباً فيه
وبتجديد دوره في حكم سورية
،إحدى مفارقات السياسة العربية
والدولية أيضاً، هي تغطية أفعال
النظام ودعمه على اعتباره يمثل
حكم أقلية طائفية في سورية ،
بصراحة ووضوح هذا هو بيت القصيد
في استمرار النظام بالقتل
والتدمير دون رادع ، وماعدا ذلك
من تجليات الأحداث وتشعباتها هو
ثانوي يندرج في سياق المتحولات
العربية والدولية ،وما أكثرها
وما أغربها وما أخطرها على
سورية والعالم العربي . إذ مابرح النظام المجرم يؤكد أن رهانه
الثابت الأساسي هو حماية حكمه
من أكثرية على مستوى سورية
ومحيطها من جهة ،ومن ثانية
طمأنة أهل الحل والعقد على
المستوى الإقليمي والدولي ،
والأهم في " إسرائيل " (
بيضة القبان ) السياسي العربي
إلى أن في دمشق شريكاً قوياً
يعتمد عليه عند الحاجة ويعرف
حدوده معها ولا يتجاوزها ،
وهدوء الجولان المحتل مثالاً
صارخاً ، أكثر من ذلك هو قادر
بفاعلية على تغييب وترويض كل
بوادر ومطالب الاصلاح على مستوى
سورية ومحيطها التي تشكل خطراً
على إسرائيل ، تلك رسالة كانت
مشفرة في السابق واليوم باتت
مفتوحة واضحة، مؤداها بأن أمن
الجيران لا يمكن أن يتحقق سوى
عبر سلطة في دمشق قمعية فالتة
مطمئنة مسنودة إقليمياً
ودولياً ،وممسكة بكل أوراق
المنطقة واستقرارها من الحركات
الاصلاحية إلى السلفية ،وقادرة
على ضبطها في طابورها،لهذا
السبب كانت هناك موافقة عربية
وغربية عامة بتفويض النظام
بالوصاية على الشرق العربي
وترسيخ هذا التفويض ،والإقرار
بأهميته على اعتباره دور ثابت
في شرق مضطرب تلفه صواعق التطرف
والعنف والفوضى الخلاقة !. على أن تبني النظام اللفظي الغوغائي
وأحياناً التصعيدي لصياح
الممانعة ، هو في حقيقته أداء
تنفيسي تضليلي ، سمح للنظام كسب
رضا كبير في صفوف الشعوب
العربية البائسة المهمشة
المحبطة من تكرار الهزائم
والعجز عن فعل شيئ يذكر أمام
عدوانية الاحتلال وتدخلات
النظام الفارسي في الشؤون
العربية، ورغم تموضع النظام
المجرم إقليمياً بشكل مكشوف مع
طهران ،ودفع الأمور إلى حالة
التخندق والاستقطاب المذهبي
الحاد بين الشيعية السياسية
ممثلة بإيران ، والسنية
السياسية ممثلة بالسعودية
والخليج ، ورغم احمرار أعين
المجتمع الدولي مؤقتاً على
النظام الفارسي على خلفية
برنامجه النووي ودعم حزب الله ،
راوح المجتمع الدولي في حالة
الإرتباك مراهناً على تطور
الأمور على الأرض وعدم انتشار
الاضطراب إلى خارج سورية ، قد يكون النظام لعب بفجور ومهارة تجعل
إسرائيل" تضحك في عبها" كما
يقال لأنه نفذ في لبنان وفلسطين
والعراق سابقاً واليوم في
سورية، ما لم ولن تستطع إسرائيل
تنفيذه لعشرات السنين ، لهذا لم
تكن إسرائيل قلقة على امتداد
أكثر من نصف قرن من هكذا نظام
،ولا من تحالفه الاستراتيجي
كنظام حكم " قومي عربي علماني
" مع نظام ثيوقراطي مذهبي
فارسي ! الإشكالية هنا أن
إسرائيل والغرب لم يكونا قلقين
البتة من هكذا نظام ، رغم أنه
نظرياً لا يعترف بوجودها
ويسميها في إعلامه الرسمي العدو
الصهيوني! ويجمع كل المشاغبين
الممانعين على حدود فلسطين !ويقرع
كل يوم طبول التحرير ويشتم
المتخاذلين العرب عن حمل السلاح
ضدها !. أكثر من ذلك ، حرصت إسرائيل عبر أصدقائها
الدوليين على إفهام ذوي الأمر
في العواصم الغربية على أن أي
بديل للحكم الفردي الوديع في
دمشق خط أحمر غامق مرفوض وممنوع
، وأنها تتفهم جيداً خطابه
اللفظي ومبررات ممانعته
الصوتية ، ولا تحرجه وأقصى ما
تطلبه منه عندما يذهب بعيداً في
المشاغبة والمزايدة الممانعة
على باقي العرب ، سوى تهذيب
سلوكه وتغييره حسب حرارة المحيط
العربي والدولي ومتطلبات إخراج
فصول جديدة من اللعبة الدنيئة
في الشرق العربي ، هذا ما يتضح
تماماً من الموقف الأمريكي
الدولي بعدم الضغط اللازم على
النظام بوقف جرائمه المستمرة
منذ أكثر من أربعة عشر شهراً ،
بل الضغط على الثورة والمعارضة
على قبول الحوار معه على
اعتباره أحد أهم ركائز السياسة
الأمريكية الإسرائيلية في
العالم العربي ! كل ذلك يعتبر
لدى إسرائيل خيراً على خير، بما
أنه يقضي على إمكانية تحرر
سورية ،ويساهم في وقف التنمية
الديمقراطية ،ولا يخدم سوى
إضعاف سورية والعرب وإثارة
الفتنة المذهبية المطلوبة بين
المسلمين . تخيل النظام ومن يدعمه إقليمياً ودولياً
أن ثبات تلك التوازنات مرهوناً
بوجوده واستمرار حصر الشعب
السوري في سجن مملكة الرعب
والصمت والاستسلام الأبدي له ،
لكنها مفاجآت التاريخ وإرادة
الشعوب وديناميكية الحياة ،
كسرت نمطية الصورة وجاءت ثورة
الحرية والكرامة ، داخلية مدنية
سلمية بهدف جامع في التغيير
وبناء دولة مدنية ديمقراطية
تعددية يتساوى فيها الجميع ،
باختصار هذا الكلام لا يعجب
النظام ولا إسرائيل ولا كل من
يدعمها ولا العرب ولا العجم ،
وفي ذلك يكمن التفسير المباشر
للسؤال : لماذا بقيت الثورة
السورية وحيدة والجميع يتفرج؟!
لماذا استمرت سلمية موحدة رغم
كل ذلك المستوى من العنف
البدائي ؟! لماذا ألف العالم
حالة الاستعصاء الدموي السوري ؟!
. الثورة السورية تدفع ثمن خيار وطني حقيقي
، تدفع ثمن الحرية والكرامة
والديمقراطية للعرب جميعاً
،وتضع أمام شعوب العالم كله
تجربة فريدة ، والنظام المجرم
الذي استخدم كل طاقة عنفه وقمعه
وحقدة وتضليله داخل سورية ،وفشل
في وقف الثورة ،أو حرفها أو دفع
سورية إلى حرب طائفية ، على
العكس أصبحت الثورة في كل مدينة
وقرية وشارع وبيت بظل الشعار
الأيقونة واحد واحد واحد الشعب
السوري واحد ، والشعب يريد
إسقاط النظام ، مصرة على
الاستمرار حتى الانتصار ... فعلى
النظام وأهله أن يفهم أن مشكلته
الأساسية في سورية وليست في
طرابلس أو عكار ...وأن تصدير
العنف والقتل والفتنة إلى
الخارج لن يفيده بشيء سوى
بتسريع لحظة الانهيار... وهي
قريبة رغم كل تناقضات المشهد
وصخب موسيقاه. ====================== د. أبو الضاد سالم السالم بعد خمسة عشر شهراً للثورة السورية لم
تحسم الأمور بعد ، ولم يتوفر
حلاً سياسياً للأزمة، فأصبح
الوضع شديد التعقيد. الحراك الثوري السلمي متمسك بإسقاط
النظام السوري بجميع مكوناته
ممتداً الى جذوره. الجيش السوري الحر وُجد لحماية الثورة
والمظاهرات السلمية ، ودوره يجب
أن يقتصر على هذه الأهداف فقط . المعارضة السورية هدفها تمثيل الحراك
الثوري وتنفيذ مطالبه ، ولكن في
نفس الوقت دورها أيضاً تبني حل
سياسي للأزمة وطرحه على المجتمع
الدولي والحراك الثوري حلفاء المعارضة السورية والحراك الثوري
يرفضون فكرة التدخل العسكري
ويبحثون عن حل سياسي يضمن
مصالحهم ومصالح إسرائيل في
المنطقة ، وعليه تم طرح مبادرة
كوفي عنان المبنية في النهاية
على مبدأ الحوار ، مصير هذه
المبادرة هو الفشل كباقي
المبادرات الأخرى لعدم تطبيق
بنودها من النظام. حلفاء النظام السوري يبحثون عن حل سياسي
لمحاولة إبقاءه أو لإيجاد حل
وسط يرضي الأطراف المتناحرة
ويضمن مصالحهم الأستراتيجية في
المنطقة. النظام السوري اختار الحل الأمني وسياسة
الهروب الى الأمام والأرض
المحروقة ، لأنه عاجز عن إيجاد
حل سياسي ولأن أي حل أخر يؤدي
بالضرورة لزواله. أصبحنا الان في معضلة حقيقية : المجتمع الدولي الرافض للتدخل والذي يبحث
عن حل سياسي مبدأه الحوار . الحراك الثوري المصر على إسقاط النظام
والرافض لمبدأ الحوار ،
والمعارضة السورية التي تمثل
هذا الحراك والملزمة بالتقيد
بمطالب الثورة مع البحث عن
إيجاد حل الحل : ١ تخلي الأسد وكل عائلته عن كل المناصب
السياسية وخروجهم الى غير رجعة
من المشهد السوري . ٢ إستلام نائب الرئيس للسطلة مؤقتاً
لفترة متفق عليها مع كل الأطراف
يجري فيها ترتيب إعادة الدولة
الى مسار مدني ، ديمقراطي ،
تعددي ، مبني على دولة المواطنة
. ٣ إطلاق سراح جميع المعتقلين
السياسيين وناشطي الثورة
المحتجزون منذ بداية الأزمة . ٤ التحضير لدستورعصري يتماشى مع
المبادى الديمقراطية الحديثة . ٥ محاسبة كل من يثبت تورطه في قتل و
أعتقال وتعذيب المواطنين
السوريين بما يضمنه القانون. أعتقد أن هذا الحل يوفر على السوريين
الذهاب الى حلول أكثر تعقيداً
قد تؤدي للحرب الأهلية ، ويتوجب
على المعارضة السورية أن تبحث
عن حلول واقعية تجنب على الشعب
السوري مزيداً من الدماء. =================== تصدير النظام السوري
لأزماته الداخلية وانقلاب
السحر على الساحر علي الرشيد يستمر النظام السوري في تصدير أزمته
الداخلية، من خلال سياسة خلط
الأوراق داخليا وخارجيا في
محاولة منه لسحق الثورة الشعبية
في بلاده، والاستمرار في حكم
شعب كره بقاءه بعد أكثر من أربعة
عقود ، ولعل أهم ألاعيبه في هذا
الصدد : عسكرة الانتفاضة ،
ونسبتها أو نسبة جزء منها إلى
التنظيمات السلفية ، وبخاصة
تنظيم "القاعدة" ، وخلق
القلاقل لنقل الأزمة القائمة في
سوريا من محيطها الداخلي المحلي
إلى أتون صراعات إقليمية
ودولية، وشعاره في كل ما سبق
:" أنا أو الطوفان" . فمنذ الأيام الأولى لقيام الثورة
السورية، ورغم سلمية حراكها مئة
بالمئة، حرص النظام على إسباغ
" العسكرة " عليها ،
ونسبتها إلى جماعات "سلفية"
تارة و"إرهابية" تارة
أخرى،تقوم بعمليات قتل ضباطه
وجنوده ، في محاولة منه لتشويه
صورتها الحضارية، وإيهام
العالم بأنها ليست حركة احتجاج
شعبي، تريد استرداد الحرية
والكرامة لأصحابها، وكان يعتمد
في ذلك وما
يزال على
الدعاية، ومنع وسائل الإعلام
ميدانيا من تقصي الحقيقة عن كثب. ما يؤكد أن الأمر محض اختلاق ومراوغة هو
أن النظام كان يتخبط في البداية
بين نسبة الأعمال العسكرية
المزعومة للثورة إلى جماعات
سلفية أو موالية لإسرائيل، أو
من "الإخوان المسلمون"، ثم
الفضيحة المجلجلة لوزير خارجية
النظام فيما بعد حينما حاول
على حد زعمه
في مؤتمر صحفي إثبات وجود
عمليات إرهابية في الحراك
الثوري، فاتضح أن الصور التي
عرضت كانت في لبنان وليس في
سوريا. وكان مما يلفت الانتباه
في أسطوانة النظام المشروخة
ودعايتها الكاذبة أن مظاهرات
بلغ تعدادها مئات الآلاف كما في
ساحة العاصي بحماة لم يحدث فيها
عنف أو مقتل ، لأيام طوال ،
وكذلك الحال في مدن أخرى كدرعا ،
بينما حدث القتل المختلق في
الزمان والمكان الذي يريده
النظام ، وكان ملحوظا أيضا أن
القتل والعنف لا يقع إلا في صفوف
مظاهرات الحراك الشعبي المعارض
للنظام ، بينما لا يقع ذلك مطلقا
حينما ينظّم النظام المسيرات
المدبّرة، بقصد إظهار الولاء
والتأييد له . تطور الأمر رويدا إلى استخدام السيارات
المفخخة، وكان ذلك أول ما حدث
متزامنا مع أول زيارة للمراقبين
العرب، واستمر هذا المسلسل
واتسع نطاقه مع زيارات
المراقبين الدوليين ، وختمت
القصة بادعاء دخول القاعدة على
خط الثورة ، وتسلسل "
إرهابيين " منهم عبر الحدود ،
وحتى تكون الأمور محبوكة تماما
، فقد حول " جعفري" النظام
السوري طرابلس وشمال لبنان إلى
بؤرة للإرهاب وتصدير السلاح
ومسرحا للقاعدة تصول فيها وتجول
، بالتعاون مع حلفاء النظام
هناك ، ولعب على الوتر الذي يطرب
واشنطن والغرب ، ويظهره بمظهر
الضحية في نفس الوقت ، وهو أثار
انزعاج رئيس الحكومة اللبنانية
القريب من النظام
بسبب ما سببه له ذلك من حرج
بين أبناء منطقته . ويستمر النظام الذي طالما حذّر غير من مرة
بإشعال المنطقة، في هذا الاتجاه
، فيضع لبنان على فوهة بركانه،
هذا ما يشير إليه الاقتتال بين
السنة والعلويين في درب
التبانة، وعملية قتل الشيخين
أحمد عبد الواحد ومحمد حسين
مرعب في عكار، المحاذية للحدود
السورية اللبنانية هذا
الأسبوع، وفلسفته الماكرة
تتلخص بتصدير أزماته ، والسير
على هدى المذهب القاتل " عليّ
وعلى المنطقة " طالما أنه قد
شعر بدنو رحيله . قد يكون النظام السوري منتشيا، وهو يشعر
أن هناك من بدأ بتصديق أكاذيبه ،
على المستوى الدولي ، كما بدا من
تصريحات أمين عام الأمم المتحدة
بان كيمون ، أو لأن عملية تصدير
مشاكله قد باتت تؤتي أكلها في
لبنان،لتريحه ولو لبعض الوقت ،
وتصرف الأنظار عن جرائمه
اليومية ، وقمعه وبطشه الدموي ،
لكن هذا ليس إلا كفعل المسكّن،
الذي يخفف الآلام ولا يعالجها،
وذلك لأكثر من سبب: أن الشعب السوري
وهو "دينمو" الحراك الثوري
، مازال ماض في مشروعه الرامي
إلى إسقاط النظام ، وإنّ كل
اتهامات النظام لحراكه
بالعسكرة والسلفية والإرهاب ،
ومسلسل التفجيرات ، لم يوقف
حراكه السلمي ليوم واحد، أو
يدفعه للنكوص على عقبيه، فضلا
عن أن يصدق ولو لمرة واحدة
أكاذيب دعاية النظام . لجوء النظام إلى
تصدير أزماته علامة مؤكدة على
وضعه الحرج، وعدم قدرته على
التحكم بالوضع الداخلي بنفسه،
وفقدانه السيطرة عليه ، وهو ما
يعني ضمنا بداية نهايته . إشعال الحرائق
في الأجواء المضطربة الهائجة
يصعب التحكم فيها ، والسيطرة
عليها، وغالبا ما تؤذي موقدها ،
دون أن يقتصر خطرها على من حولها
فحسب، فكيف إذا غذّيت بوقود
الطائفية وأضرابها ..فإن خطرها
سيكون أكبر، وضررها أعمّ . تأليب مزيد من
الكارهين له على مستوى الشعوب
والانظمة في المنطقة ضده ، وهو
ما سيستدعي ممارسة مزيد من
الضغوط لمواجهة وبائه الذي قد
يستشري أكثر فأكثر ، في حال عدم
رحيله . لن يجدي النظام السوري الهروب من
استحقاقات ثورة شعبه الذي انتصر
على الخوف بداخله، وبدا مصمما
على انتزاع حريته ، حتى وإن خدع
العالم بماكينة دعايته ، أو نجح
في تصدير أزماته ، وأطال ذلك في
عمره، لبعض الوقت ..فهو راحل لا
محالة، لأنسنة الله في زوال
الظلم ماضية، ولن تجد لسنة الله
تبديلا . ========================= المشاعر الإنسانية ليست
وهما أيها الواهون الموهومون!! فراس حج محمد أتدرون أنه لا معنى للإنسانية من دون أن
تتشارك الأفكار وتتعانق
الأرواح، وتتشابك أنساغ القلوب
عبر حضور أثيري طاغ هو ليس
افتراضيا بالضرورة بل هوَ هو
عين الحقيقة، وإن كانت في خفايا
الأجهزة وزواياها، وإن حدث هذا
في مواقع التواصل الاجتماعي
المتعددة. ستظل هذه الأجهزة باردة صامتة إلا بما
تحدثه عنا من عميق الخفايا
وآمال الحكايا تحملنا نحو ما
نريد، ولا نريد سوى مقاومة
الوهم الذي يلبسه الآخرون لنا،
بدعوى عبثية، وتعميم لتجارب
شخصية، لا أقول فاشلة، ولكنها
تجارب إنسانية وقد تكون حقيقية،
صنعت أفكار أصحابها على عين
مختلفة في نظرتها ورؤاها عن
نظرتنا ورؤانا، فما الذي يصنع
توجهاتك وأفكارك غير تجاربك
الإنسانية المتنوعة في أشكالها
ونتائج معاركها الحادة بين
العقل الطاغي والفكر الحاد؟ أتدرون أن مقاومة الوهم أقسى من الوهم
نفسه، لأنك تحارب بمجهول مجهولا
من نوع خيالي، يسبح في الضياع
ويفر من بين الأنامل، ولكن كل
الذي متيقن منه أن المشاعر
الإنسانية بشكل عام هي قرين
الإنسان والمكون الثاني
لشخصيته، وليست من صنع الخيال،
وهي مع أفكاره تشكل شخصيته،
ويتم الحكم على تلك الشخصية
بمكوناتها جميعا، فنحن لسنا
آلات تحركنا أفكار تبرمجنا دون
أن يكون للمشاعر اتجاه وبوصلة،
والعلاقة بينهما هي بالتأكيد
علاقة جدلية. فكيف تكون المشاعر الإنسانية وهما نحن
صنعناه بمخيلتنا لجلب الرضا
بالواقع؟ كيف يكون ذلك، وقد
احتلت هذه المشاعر مكانتها في
الفكر الديني عند كل ملة أو دين؟
فبغير المشاعر لن تستمر الحياة،
ولن تجد أمّا تعطف على أبنائها
أو زوجة على زوجها، ولحرّمت
العلاقات الإنسانية المبنية
على صدق المشاعر عند الأصدقاء،
فهل كل تاريخ الإنسانية في هذا
وتراثها كان وهما جارحا؟؟ إنه
لمنطق وفكر غريبين، والأغرب أن
يصدرا عمن جرب ولكنه انتكس، ولو
فكر قليلا لعرف أن انتكاساته
ووجعه الممض العاطفي هو دليل
قاطع على وجود تلك المشاعر. ورب سائل يسأل: ما سبب تغير المشاعر تجاه
شخص أو فكرة؟ ففي وقت ما كانت
المشاعر تجاه ذلك الشخص أو تلك
الفكرة في أوج الاشتعال ثم
تتغير، وحينها كنت تظن بأنها
ثابتة ولن تتغير فما سبب تغيرها
أليس الوهم؟ وأقول إجابة عن هذا الوهم الممتقع في
تلابيب السؤال: إن المسؤول عن
ذلك أن تلك المشاعر لم تكن في
يوم من الأيام حقيقية، ولو كانت
حقيقية لما بدلتها الأزمان
ولقهرت كل الصعاب، فمن أحب بكل
طاقته لن تتبدل مشاعره، فهل
يمكن لأم ألا تحب ابنها يوما؟
لعل الجواب بالنفي، أتدرون
لماذا؟ لأن مشاعرها تجاهه
حقيقية وصادقة وثابتة لن يغيرها
كر الدهور وتبدل الأحوال، وهكذا
كل حب حقيقي بين اثنين قد يغضبان
وينفر كل صاحب من صاحبه فترة، أو
قد تعصف بهما وبعلاقتهما أعتى
العواصف، ولكن إن كانت القلوب
قد أحبت بإخلاص ستبقى المحبة
أبدية ولن تتبدل أو تتغير. فلا أدري كيف يتصرفون وهم قد ألغوا
وأهملوا أو حيدوا نصف شخصياتهم،
ألم تمر عليهم لحظات ضعف
إنسانية، كانوا فيها بحاجة إلى
البكاء؟؟ فيا ليت أصحاب الوهم الواهون يدركون ذلك،
وأن لا يصبح وهمهم فكرة وقناعة
فإنها الطامة الكبرى!! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |