ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 11/06/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

شكرا للدكتور محمد الزعبي وشكرا للأستاذ عبد الله قوجة

شباب سورية بحاجة إلى معرفة التاريخ الأسود لهذا النظام لا يهم أين كان موقعي حيث نجد بعض الناس يحاولون أن يدافعوا عن الجريمة الكبرى لأنهم كانوا جزءا منهم بكل بساطة نحن كشعب سوري نفهم ونتفهم ...

قد يكون المرء في لحظة مخدوعا أو قد يكون مخطئا

المهم الآن أن يعرف الشعب السوري من أي مختبر خرج هؤلاء الذين ينفذون الحولة والقبير وكرم الزيتون ..

أصدقائي الدكتور محمد الزعبي والأستاذ عبد الله قوجة أستشعر معهم كلما قرأت لهم حرقة الألم على الوطن وعلى مستقبله ..

وقل اعملوا ..

لنكتب جميعا ما يفك اللغز الذي بات يحير العالم .. زهير سالم

خواطر شاهد عيان - الخاطرة العاشرة - بمناسبة الخامس من حزيران 1967 .. شذرات من الماضي

د. محمد أحمد الزعبي

مدخل : ( حول خواطر " شاهد عيان " عامة ) :

أرغب أن أشير بداية وهذا توخياً للدقة والأمانة والموضوعية إلى أن ما سأسرده هنا من وقائع ومعلومات ، إن هو إلاّ من قبيل استعادة الحدث على مستوى الذاكرة ، الأمر الذي يعني أن هذه الوقائع والمعلومات تعتبر صحيحة ومؤكدة فقط في خطها العريض والعام ، ولكن ليس على مستوى التفاصيل الدقيقة للزمان والمكان . إنني

 وانطلاقاً من بعد قيمي في مسلكي الحزبي والسياسي العام لم أكن أحمل ورقة وقلماً لأسجل تفاصيل كل مايدور أمامي ، حتى في حالة عدم اقتناعي به ، فالجميع كانوا في حينها موضع ثقتي ، وما كان يخطر ببالي يومها ، أن الأمر بيني وبين الآخرين في قيادة الحزب والدولة يتعدى مجرد " الاختلاف في وجهات النظر " .

إنني أقول اليوم ، وبالفم الملآن ، نعم إن الخلاف والاختلاف بين أجنحة الحزب وتياراته المختلفة ، ولا سيما العسكرية منها ، ومنذ الثامن من آذار 1963 وحتى هذه اللحظة ، كان يتعدى الاختلاف في وجهات النظر، ليصل إلى تدميربابا عمرو ومذبحة أطفال الحولة ، بل وإلى مالا حاجة إلى تعداده ، مما تشمئز حتى من ذكره النفوس ، لأنه بات معروفاً وموثقاً في الداخل والخارج ، وليس طرد عدد كبير من الدول الأوروبية لسفراء النظام السوري يوم 29 ماي 2012 سوى شهادة صريحة وإن كانت متأخرة من هذه الدول ضد نظام عائلة الأسد الفاشي .

 

1. ( حول تكليف كل من الدكتور نورالدين الأتاسي وصلاح جديد بالإشراف على وسائل الإعلام إلى جانب

 وزيرالإعلام محمد الزعبي ، قبيل الخامس من حزيران 1967 ، ) :

في أحد الاجتماعات المشتركة بين القيادتين القومية والقطرية للحزب ( حزب البعث العربي الاشتراكي القطر السوري ) ، وكان ذلك على أبواب الخامس من حزيران 1967 ، وجه عدد من أعضاء هذا الاجتماع ، اللوم لوزير الإعلام محمد الزعبي ، من جهة ، بسبب ان وسائل الإعلام تشير إلى المحاولة الإنقلابية لفهد الشاعر وسليم حاطوم على قيادة حركة 23 شباط 1966 ، بوصفها مجرد صراع أيديولوجي بين اليمين واليسار في الحزب ، أي ليس بوصفها "خيانة " للحزب ، ومن جهة أخرى ، أن مستوى التحريض والتعبئة الإعلامية للجماهير في سورية ، لاتعكس الحالة الحماسية العامة للجماهير العربية التي أفرزها قرار الرئيس جمال عبد الناصر بإزاحة قوات الفصل الدولية في سيناء ، وكانت المقارنة المطروحة بين إذاعة " صوت العرب " ، وإذاعة دمشق . وبعد أن تأكدت القيادة من عدم اعتراضي على إشراف كل من الدكتور نور الدين الأتاسي واللواء صلاح جديد ( إضافة إلى وزير الإعلام وليس بديلاً عنه ) ، اتخذت قرارها بذلك . وقمت على الفور إلى جهاز الهاتف القريب ، واتصلت على مسمع من الجميع بكل من محمد الجندي ( مسؤول جريدة الثورة ) وعبد الله الحوراني ( مدير الإذاعة والتلفزيون ) والدكتور ناجي الدراوشة ( رئيس تحرير جريدة البعث ) وأبلغتهم أن عليهم أن يتلقوا تعليماتهم اعتباراً من الآن من كل من الدكتور الأتاسي وصلاح جديد ، وأن عليهم أن يرفعوا من وتيرة وحرارة الضخ الإعلامي للتوافق مع وتيرة ودرجة حرارة " صوت العرب " ، وعدت إلى مقعدي .

 

 2. ( حول الإستعانة في حرب حزيران 1967 بالضباط السوريين القدامى ) :

كنت في أحد أيام الحرب في القصر الجمهوري ، حيث يتواجد معظم أعضاء القيادتين ، وحيث كانت القوات الإسرائيلية تجتاح هضبة الجولان ( وكان هذا قبل صدور البلاغ العسكري 66 المتعلق بإعلان سقوط القنيطرة قبل سقوطها الفعلي ) . لقد تقدم كل من عبد الكريم الجندي ، ومحد عيد عشاوي ، ومحمد رباح الطويل ، باقتراح مشترك لاستداء عدد من الضباط الكبار القدامى ، ممن يعرفون هضبة الجولان معرفة دقيقة وتامة ( على سبيل المثال لاالحصر : أحمد العبد الكريم ، أمين نفوري ، فهد الشاعر ، السجين أمين الحافظ ... ) . لقد كان هذا الإقتراح مفاجئاً للواء صلاح جديد ( لم يكن حافظ الأسد موجودا بين الحاضرين ) ، الذي سكت قليلاً ، ثم أجاب بلغة حازمة ، إن أي ضابط صغير في الجيش السوري يفهم من الناحية العسكرية أكثر من هؤلاء المقترحين ، وذلك بسبب انقطاعهم الطويل عن الجيش ، وبسبب تطور العلوم العسكرية ، ولقد كان هذا الجواب من ابي أسامة كافياً لطي هذا الموضوع .

 3. ( حافظ الأسد والجبهة الوطنية ) :

بعد أن توقفت الحرب ( حرب الأيام الستة ) ، التي انتهت بهزيمة جيوش مصر وسورية والأردن أمام الجيش الإسرائيلي ( المدعوم أمريكياً وأوربياً ) في الحادي عشرمن حزيران 1967 ، ذهبت إلى قبوالعمليا ت الذي يتواجد فيه وزير الدفاع ( حافظ الأسد ) ، واقترحت عليه أن يبدأ الحزب بالتفكير الجدي بإشراك الآخرين معه في الحكم ، وذلك بتشكيل " جبهة وطنية عريضة " من كافة القوى السياسية والحزبية الوطنية . وكان جواب حافظ الأسد على اقتراحي هو التالي : إن تشكيل مثل هذه الجبهة يارفيق محمد يجب أن يتم بعد تحرير الجولان ، وذلك كي لايقال مستقبلاً أن حزب البعث قد أضاع الجولان ، وأن الجبهة الوطنية هي التي استعادته " !! .

إن الدلالة التي تنطوي عليها هذه الواقعة ، تشير إلى أن حافظ الأسد ، كان يخطط منذ ذلك الحين ( 1967 ) للانفراد بالسلطة ، وأنه يريد أن يقوم هو بنفسه بتشكيل هذه الجبهة الوطنية ، وألاّ يتركها ليوسف زعين ونور الدين الأتاسي ، ولا لعدد كبير من أعضاء القيادتين ، الذين بات تشكيل هذه الجبهة الوطنية العريضة يمثل هاجساً وطنياً بالنسبة إليهم . وعندما قام حافظ الأسد بانقلابه العسكري على رفاقه في حركة 23 شباط 1966 ( الحركة التصحيحية !! ) ، وزجهم جميعاً في سجن المزة العسكري ، لم ينتظر تحرير الجولان حتى يعلن عن تشكيل هذه الجبهة ، كما سبق أن ذكر لي ، وإنما أعلن على الفور تشكيله لهذه الجبهة " المسخ " التي لاعلاقة لها بما كان يفكر به كل من نور الدين الأتاسي ويوسف زعين وصلاح جديد ورفاقهم الآخرين ، موحياً بذلك للشعب السوري أن مابات معروفاً ب " مجموعة صلاح جديد " هي التي كانت تحول دون تشكيل هذه الجبهة !! .

 

 4. ( حول الإفراج عن الفريق أمين الحافظ وزملائه وإبعادهم إلى لبنان ) :

تقدم كل من محمد عيد عشاوي ، ومحمد رباح الطويل ، وعبد الكريم الجندي ( وربما معهم آخرون لاأذكرهم ) إلى القيادة السياسية الميدانية المتواجدة في القصر الجمهوري ، اقتراحاً بضرورة الإفراج عن المساجين السياسيين ( الفريق أمين الحافظ ، اللواء محمد عمران ، منصور الأطرش ...الخ ) في سجن المزة ، وذلك لأن قوانين الحرب تفترض مثل هذا الإجراء ، إذ أن يمكن أن يدمر السجن على من فيه خلال العمليات الحربية ، ويموت هؤلاء داخل السجن . لم يكن بإمكان أحد أن يرفض مثل هذا الاقتراح ، نظراً لطابعه القانوني والانساني والمنطقي ولكن أولي الأمر والنهي في القيادتين ، اقترحوا إبعادهم إلى لبنان ، فور خروجهم من السجن ، وهذا ماكان .

 

 5. ( حول استقالة أحمد سويداني من رئاسة الأركان ) :

أذكر أنه في أحد اجتماعات القيادتين ، بعيد حرب / هزيمة / نكسة حزيران عام 1967 ، وكان ذلك في مقر القيادة القطرية السورية ، عرض اللواء أحمد سويداني استقالته من منصبه كرئيس للأركان ، وذلك في ضوء النتائج السلبية لحرب حزيران . وقام حافظ الأسد مباشرة ، بعد أن سمع ماقاله أحمد سويداني ، بعرض استقالته بدوره من وزارة الدفاع . ولما كان البديل المطروح لكل من حافظ الأسد وأحمد سويدامي هو : مصطفى طلاس

لوزارة الدفاع ، وعزت جدبد لرئاسة الأركان ، أي أن الأمر سيظل في إطارالتوزيع الطائفي في الجيش ، ذكرت لهم أن استقالة الرفيقين حافظ وأحمد لاتعتبر حلاًّ للموضوع . إن الأمر لايتعلق باستبدال شخص بآخر ، ولكن بإصلاحات جوهرية في الجيش . وهنا سألني أحدهم ( وكان يريد دفعي إلى الكلام في المسألة الطائفية ) ماذا تقصد بكلامك يارفيق محمد ، فأجبته : لقد قلت ماأردت قوله ، ولا أرغب في أن أزيد على ماقلت . وهنا تدخل الرفيق صلاح جديد ( أو ربما حافظ الأسد لاأذكر ) قائلاً : لقد قال الرفيق محمد رأيه الخاص ، ولا يجوز أن نطلب منه أن يقول أكثر مما يريد قوله .

واقع الحال أن القيادة المشتركة ، رفضت استقالة الإثنين ( حافظ الأسد وأحمد سويداني ) وطالبتهما بالاستمرار في منصبيهما . في اليوم التالي ، أعاد أحمد سويداني تقديم استقالته مجدداً ، بينما لم يفعل حافظ مثل ذلك .

 قبلت استقالة أحمد سويداني ، وهكذا خرج أحمد سويداني من الجيش وبقي حافظ الأسد .

 

 6. ( حول البلاغ رقم 66 المتعلق بإعلان سقوط القنيطرة من قبل حافظ الأسد قبل أن تسقط فعلياً ):

[ حول هذا البلاغ أنظر : الخاطرة الثاثة لمحمد الزعبي في : الحوار المتمدن ( 22.8.11 ) ، الرأي ( 23.8.11 ) ، الشرق العربي(23.8.11 ) ، القدس العربي ( 23.8.11 ) ].

 

7. حل القيادة القطرية السورية وانقلاب 23 شباط 1966 :

عندما قامت القيادة القومية ( ق/ ق ) بحل القيادة القطرية السورية ( ق / قط ) في أواخر سنة 1965 ، وتبعها مباشرة استقالة وزارة الكتور يوسف زعين ، اعتبرت القيادة القطرية أن هذا الحل إنما يمثل هجوماً يمينياً من الجناح العفلقي |( جناح ميشيل عفلق ومنيف الرزاز ) على يسار الحزب ، ولذلك وبعد عدد من اللقاءات الجانبية ، شبه السرية قررت القيادة القطرية المنحلّة ، رفض قرار القيادة القومية ، واعتبار نفسها القيادة الشرعية للحزب في سورية واستمرت تتابع اجتماعاتها السرية في بيوت بعض أعضاء القيادة .

واقع الحال ، فإن هذه القيادة بدأت عملياً ، منذ حلّها في ديسمبر 1965 ، بالإعداد لانقلاب 23 شباط 1966 العسكري على القيادة القومية . كانت هناك حسب معرفتي الخاصة ثلاث مجموعات قيادية تقوم بالإعداد لهذا الإنقلاب ( حركة 23 شباط ) هي :

 القيادة القطرية بكامل أعضائها ، وقد كنت واحداً منهم ،

 قيادة ميدانية مصغّرة ( صلاح جديد ، حافظ الأسد ، ابراهيم ماخوس ، نور الدين الأتاسي ، يوسف زعين ،

 عبد الكريم الجندي ، مصلح سالم ، وربما آخرون لاأتذكرهم ) ،

 القيادة الفعلية ، والتي هي قيادة قيادة علوية صرفة ، مكونة من مدنيين وعسكريين .

هذا مع العلم أن حافظ الأسد كان عضواً في القيادة القومية ، وكان ينقل للقيادة القطرية المنحلة والسرية ، كل ماكان يدور في اجتماعات القيادة القومية ، وكان يحول دون اتخاذ القيادة القومية التي كانت على علم بأن القيادة القطرية تعد لانقلاب عسكري عليها إجرارات عقابية احترازية ، ولا سيما في صفوف العسكريين المحسوبين على القيادة القطرية لمنع هذا الانقلاب ، الذي كان يتم الإعداد له بصورة شبه علنية .

في ليل 22/23 شباط 1966 ، اجتمعت القيادة القطرية الموسّعة في بيت جميل الشيّا ، وبدأت تناقش الإجراءات العملية لتنفيذ الانقلاب العسكري ، واستمر النقاش حتى منتصف الليل . ولقد كان كل من يوسف زعين ومحمد الزعبي مترددين في الموافقة على هذا الانقلاب ، وفي هذه الأثناء اتصل مصطفى طلاس من حمص ، وطلب بضرورة أن تستعجل القيادة باتخاذ قرار الانقلاب ، وذلك حتى يتمكن العسكريون ( الرفاق !!) أخذ مواقعهم ،

وهنا قال اللواء صلاح جديد ، دعونا نوقع على محضر الإجتماع ( قرار الإنقلاب العسكري ) ونترك للرفيقين محمد الزعبي ويوسف زعين حرية عدم التوقيع . وفعلاً فإنه قد تم تحريرقرار القيادة القطرية ، وقام جميع أعضاء القيادة بتوقيعه ، بمن فيهم محمد الزعبي ويوسف زعين اللذين قررا أخيراً البقاء مع الآخرين . وكلف حافظ الأسد وصلاح جديد بإعطاء الأوامر للعسكريين الموالين للقيادة القطرية للبدء بالتنفيذ . وكانت حركة 23 شباط 1966 .

......

إنني بعد الذي جرى عام 1967 ، وبعد قصة البلاغ 66 ( أنظر الفقرة السادسة أعلاه ) ، وبعد موقف حافظ الأسد من أحداث إيلول الأسود عام 1970 ، وبعد ماسمي بالحركة التصحيحية ( نوفمبر 1970 ) ، وبعد دخول الجيش السوري إلى لبنان بموافقة إسرائيلية أمريكية 1976 ، وبعد تصفية الأسد للحركة الوطنية اللبنانية وقتل قائدها كمال جنبلاط ( مارس 1977 ) ، وبعد تخلي الأب والإبن عن القضية الفلسطينية بعد عام 1967 ، و سكوتهما المخجل والمشبوه عن احتلال إسرائيل لهضبة الجولان منذ 1967 وحتى هذه الساعة ( كانت حرب 1973 حرب تحريك لاحرب تحرير ) ، وبعد اشتراك حافظ الأسد في العدوان الثلاثيني على العراق الشقيق عام 1991، أقول بعد كل هذا الذي جرى ويجري في السر والعلن ، لابد من أن أعلن عن قناعتي الكبيرة ، في أن حركة 23 شباط 1966 ، كانت الجسر الذي عبر عليه حافظ الأسد إلى الحركة التصحيحية (!! )عام 1970 ، والتي كانت حركة طائفية بامتياز ، وأن كلاًّ من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والرجعية العربية هم من دفعوا بحافظ الأسد إلى واجهة الأحداث ، لكي يقوم بهذا الدور المشبوه ، ( حماية إسرائيل والتطبيع معها ) الذي ورّثه لولده بشار ، الذي نراه اليوم يستقتل في الحفاظ على هذا الموروث السرطاني الخبيث ، ولو على حساب تدمير المدن والقرى السورية ، وقتل عشرات الألوف من رجالها ونسائها وأطفالها .

 أكثر من هذا ، إنني أعتقد أن انقلاب 1961 الإنفصالي في سورية ، وتصفية مئات الضباط الناصريين من الجيش السوري إثر أحداث 18 تموز 1963 ، وموقف روسيا وإيران والصين ، من ثورة 15 آذار / مارس 2011 في السورية ، إنما تصب جميعها في طاحونة الولايات المتحدة الأمريكية ، وبالتالي في طاحونة إسرائيل . والله أعلم .

___________

تعليق

أخي العزيز ورفيق الدرب ابو فراس.

اطيب التحيات لكم راجيا ان تكون دائم الشباب المتجدد.

اطلعت على الخاطرة التي كتبها وختم بها مذكراته الأخ والصديق الدكتور محمد الزعبي وابلغتكم ان لي ملاحظات عليها ولن اتطرق للفقرات المتعددة التي وردت بها الا اذا اضطررت الى ذلك . وانما ساعلق على الفقرة الرابعة مع التوضيح حولها, آملا ان يتسع صدر الأخ الدكتور محمد لقراءتها.

الأخ العزيز الدكتور محمد الزعبي المحترم.....تحية طيبة وبعد

 قرأت في خاطرتكم العاشرة ما تفضلتم بكتابته عن مجريات بعض الأحداث التي رافقت انقلاب الثالث والعشرين من شباط عام 1966 على القيادة الشرعية للحزب في سورية واستوقفتني المعلومات التي وردت في الفقرة الرابعة المتعلقة بالأفراج عن الرئيس الراحل عضو القيادتين القومية والقطرية آنذاك الفريق محمد امين الحافظ وزملائه وابعادهم الى لبنان حيث لدي معلومات اكثر واهم اجتزيء بعضها لعلها تفيد القاريء الكريم , وان كنت اعتقد انكم تعرفونها جيدا بحكم موقعكم القيادي الحزبي والحكومي كوزير للأعلام آنذاك.

 بالنسبة للفقرات الأخرى وما حوته من معلومات انتم ادرى بها بحكم موقعكم ولهذا ساقتصر تعليقي على الفقرة الرابعة باعتباري كنت احد المعنيين بها.

1=انتم تعرفون اخي الدكتور محمد ان المساجين السياسيين وخاصة منهم الرفاق الذين البعثيون الذين رفضوا تاييد الحركة الأنقلابية العسكرية على الحزب وقيادتيه القومية والقطرية صبيحة الثالث والعشرين من شباط1966,كانوا قد اودعوا في عدد من السجون والمعتقلات ومنها سجن المزة وسجن الشيخ حسن وسجن القلعة وسجن تدمر الصحراوي, فضلا عن سجون المحافظات الأخرى.لقد اودع في سجن تدمر الصحراوي خيرة شباب وقادة البعث اضافة الى عدد كبير من السياسيين السوريين, وكان ايداعهم هناك قد تم بطلب من رفعت اسد الذي قال حينئذ سنخضّر الصحراء بهم ونجعل الناس ينسوهم.وبحسب قول محمد عيد عشاوي وزير الداخلية آنذاك لمن جاء يطالبه باطلاق سراح المعتقلين:: انسوا الموضوع لقد دخلوا بارجلهم ولن يخرجوا الا على ظهورهم...اي امواتا

الرئيس الراحل الفريق محمد امين الحافظ اودع احد سجون دمشق مع الراحل محمد عمران وبعض الضباط الآخرين من البعثيين الذين رفضوا تاييد الأنقلابيين.

 لقد كنت احد مساجين سجن تدمر الصحراوي ومعي في هذا السجن الرهيب المنعزل وسط الصحراء كل من:الرفيق طارق عزيز نائب رئيس جمهورية العراق حتى الأحتلال والمعتقل حاليا لدى عملاء امريكا بالعراق.فك الله اسره وشل ايدي محتجزيه والمهندس سعاد اديب وهما من العراق طبعا والسيد زكي خوري من الأردن والدكتور زيد حيدر والمرحوم فهمي العاشوري والسيد جميل حداد والسيد سليم حبي والدكتور احمد بدر الدين ومحمود الجيوش وعادل السعدي وعبدالقادر قدورة وعبد القادر النيال وفؤاد رميح ونصري كساب وجابر الخير وكمال عكاري وبرهان اطوز ونجم يوسف وشعيب شعبان وسليمان سليمان و محي الدين الجردي واحمد رمو وطارق حسن وفهيم مريم وحمود الجاني وآخرين من البعثيين الذين خانتني الذاكرة بتذكرهم,وكان هناك عدد آخر من رجالات سورية وفي مقدمتهم المرحوم الأستاذ جلال السيد والشيخ المرحوم عبد الفتاح ابوغدة ورشدي الكيخيا وعادل كيخيا والشيخ عبد العزيز المسلط والشيخ النوري بن مهيد وفيصل الهويدي واحمد قنبر وعبدالرزاق الطحان وبشير قضماني وشفيق ابراهيم الكنج والشيوخ المرحومين مروان حديد ومصطفى الأعسر وفرزت المملوك وحيدر الكزبري وغيرهم كثيرون.

لقد تقدمنا من سجن تدمر بمذكرة للسماح لنا باداء الأمتحانات النهائية في الجامعة ورفض طلبنا وفي الأمتحانات التالية تقدمنا بطلب جديد وايضا رفض الطلب بعبارات مقززة تضمنها جواب الرفض:::لماذا يحتاجون للأمتحانات والشهادة, انهم هناك- اي في السجن-وسيبقون حتى يموتون, فاعلنا الأضراب عن الطعام حتى الموت وتم تسريب خبر الأضراب عن طريق حراس السجن من المتعاطفين معنا,وبعد مدة من الأضراب وقد ساءت احوالنا قدم الدكتور عبدالرحمن طبيب السجن تقريرا لأدارة السجن بان المضربين عن الطعام سيموتون خلال يومين على الأكثر ان لم يفكوا الأضراب,وارسل المرجوم جلال السيد برقية للقيادة بدمشق كانت قاسية حول الموضوع وهنا تمت الموافقة على نقلنا الى سجن القلعة بدمشق ومعي كل من المرحوم اليون نخلة فرح وهو شقيق الدكتور الياس فرح والمرحوم الشيخ مروان حديد وعادل يونس وبديع اسماعيل وكانا نائبين عن صافيتا ومنطقتها آنذاك.

 بعد وصولنا الى سجن القلعة التقينا بعدد كبير من الرفاق البعثيين هناك منهم:الأستاذ احمد ابو صالح والمرحوم عقل قربان(الذي اختطفته المخابرات السورية من لبنان فيما بعد لكشفه الرقم السري لحافظ اسد لدى المخابرات البريطانية ومات بالسجن بعد ان وضع في زنزانة منفردة حتى توفي رحمه الله واخزى حافظ في قبره(,والمرحومين احمد عبدالقادر برادعي وفائز موسى وخالد الجندي ومحمد قبة وحسن عبدالعظيم وسركيس سركيس شفاه الله من مرضه ومصطفى وجيه استانبولي وزكي خضور والمرحوم عبدالله الحكيم وجان فرح ومحمد علي شلا وعبدالقادر الحاج صالح وياسر ابو النصر ومجموعة من جماعة المرحوم الدكتور جمال الأتاسي وسيء الذكر والأخلاق والصيت المدعو فائز نوري القاسم الذي باع ضميره وقيمه ومبادئه واخلاقه وصار رئيسا لمحكمة امن الدولة واخذ يحاكم رفاقه الذين رعوه وساعدوه بالسجن .اضافة الى

.مجموعة كبيرة جدا .من جماعة الشيخ حسن حبنكي وجماعة المرحوم اكرم الحوراني وعصام المحايري

 بعد اندلاع حرب حزيران عام 1967 تقدم البعثيون المعتقلون بمذكرة عن طريق ادارة السجن للقيادة بدمشق وكان مدير سجن القلعة المرحوم العقيد مصطفى الشقفة يطلبون نقلهم الى الجبهة مباشرة وفي الخطوط الأمامية بعد تسليحهم فرفض الطلب بالقول نحن لانحتاجهم وجيشنا كفيل برد العدوان الصهيوني ودحره وازالة اسرائيل من الوجود.تقدمنا بطلب جديد

للتبرع بالدم لأنقاذ الجرحى والمصابين وكان الجواب الوقح::ان دمهم فاسد ولا يصلح لجرحانا.

بعد هاتين المذكرتين جاءتنا عناصر المخابرات وحرس السجن وجمعونا في مهجع واحد,فاستغربنا الأمر وسرعان ما عرفنا ان الغاية من التجميع هو التخلص منا دفعة واحدة فيما لو اقدم العدو الصهيوني على قصف السجن وترتاح قيادة الشباطيين منا دفعة واحدة.ولكن الله اكبر وسلمنا جميعا.

مساء التاسع من حزيران وبعد ان اصبحت القوات الصهيونية على مشارف دمشق بعد اعلان سقوط القنيطرة قبل سقوطها فعلا بالبيان 66 الشهير والذي تحدثت عنه سابقا موضحا ملابساته وموقفك منه علمنا من ادارة السجن وبعض ضباطه ان القيادة السياسية قد هربت الى حمص وحلب مع ضباط القيادة وامرت مدير السجون العام العميد خضور باطلاق سراحنا الساعة الرا بعة من فجر يوم العاشر من حزيران عام 1967 وقام مدير السجن العقيد مصطفى الشقفة باطلاق سراحنا.

 بعد توقف القتال

وانتهاء العمليات العسكرية بعد موافقة القيادة السورية على قرار مجلس الأمن بوقف القتال واكتفاء العدو الصهيوني بالقنيطرة والجولان اللتين باعهما حافظ اسد له عادت القيادة الى دمشق منتفخة الأوداج لتتغنى بالنصر على العدو الذي

 اراد اسقاط النظام باحتلال دمشق ولكنه فشل.

في الثامن والعشرين من حزيران اي بعد ثمانية عشر يوما من الأفراج عنا عادت القيادة وامرت باعادة اعتقال العديدين منا وبقينا في السجن حتى اواخر شهر كانون الأول من عاك 1969, عام الخلاف بين حافظ ورفاقه الذي انتهى بالمصالحة في اجتماع المسرح العسكري بدمشق كما هو معروف.

اما المرحومين الفريق محمد امين الحافظ والعقيد محمد عمران فقد وضعتهما القيادة بناقلة جند مدرعة(بيتي ار( ونقلتهما الى الحدود اللبنانية حيث انزلا هناك ودخلا لبنان حيث قرر حافظ اسد فيما بعد التخلص من محمد عمران فكلف شقيقه رفعت بتنفيذ المهمة ومن ثم قام رفعت بقتل المنفذ الرئيسي واسمه احمد عبدالهادي.

ارجو ان يكون صدر اخي الدكتور محمد رحبا لتقبل ما سردته من امور عايشتها بنفسي وكثير غيرها لاداعي لذكرها الآن وان اكون قد اوضحت للقاريء الكريم بعضا مما يجب ان يعرفه عن تلك الحقبة والله من وراء القصد.

السجين السياسي السابق في سجني تدمر والقلعة وغيرهما من السجون السورية

المحامي عبدالله قوجة

 

======================

أخلاقيات الثورة والمعاملة بالمثل

محمد زهير الخطيب

قام الثوار في سورية يطالبون بالحرية والكرامة والعدالة، فحري بهم أن يتحلوا بالشجاعة والصدق والصبر والرفق، فانهم إن كانوا يألمون فأعداؤهم يألمون كما يألمون ولكنهم يرجون النصر وعدوهم سيبوء بالخذلان. ولئن كانت شيمة عدوهم الكذب فلتكن شيمتهم الصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وعليهم بالصبر فما اوتي أحد خيراً من الصبر، ورغم بطش العدو فعليهم بالرفق فما كان الرفق في شيء إلا زانه، وليكن ديدنهم أن يوطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن يحسنوا وإن أساؤوا فلا يظلموا.

ومن جانب آخر نهانا الله عز وجل عن السب فقال (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) الانعام 108

وقال (ادع إلى سبيل ربك بالحكم والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هو أحسن) النحل 125

فليكن كلامنا نقداً بناءً مفيداً وليكن حيادياً (قل لا تُسألون عما أجرمنا ولا نُسأل عما تعملون) سبأ 25

هذه أخلاقيات الثواروالباحثين عن الحرية الابطال، ولكن هل تنفع هذه الاخلاق مع عصابات الشر الحاكمة في سورية؟!!! إن كثيراً من الناس بدؤوا يشكون في إمكانية تطبيق هذه الاخلاق في مواجهة حثالة من الوحوش التي لا تعرف الاخلاق ولم تسمع بالرحمة، حثالة من الوحوش والشبيحة تقوم بمجازر جماعية وحالات حرق واغتصاب ودفن أحياء... بينما المجتمع الدولي يقف متفرجاً ومتلكئاً لا يحسن إلا الادانة اللفظية والشجب.

لقد بدأت تظهر بين بعض الثوار رغبة باللجوء إلى المعاملة بالمثل لردع البادئين بالاعتداء، أو لفرض ما يسمى بتوازن الرعب، وهذا أمر يحتاج إلى نظرة متأنية لانه قد يفسد الثورة ويفتح أبواب الشر ويوقع مزيداً من الضحايا من المدنيين والمسالمين والنساء والشيوخ والاطفال، ووجب التنبيه لوقف هذا الاتجاه من التفكير وضبطه بالقواعد الاخلاقية والقانونية والشرعية.

فقتل المدنيين مرفوض عالمياً وقانوناً وشرعاً، والاعتداء على أهل وأقارب وأصدقاء المحاربين مرفوض، ولا تزر وازرة وزر اخرى، وكل إنسان مسؤول عن عمله، وأخذ الرهائن المدنيين مرفوض ويجب إدانته من الجميع.

وإذا قتل مجرمون نساءً دون وجه حق فليس القصاص أن نقتل نساءهم بل أن نجلب القتلة إلى العدالة ونقتص منهم دون أهلهم، فكل شخص مسؤول وحده عن أفعاله وإجرامه.

ولكن عندما يتعذر القصاص من الفاعل الذي يعتدي على النساء والاطفال لسطوته واحتمائه بآلته العسكرية وعتاده، وأمكن الاعتداء على أهله ونسائه وأطفاله بمثل ما اعتدى على الآخرين، فهنا تُطرح قضية المعاملة بالمثل، وهو باب شر أجارنا الله منه، لانه معاقبة لمن لم يجرم نيابة عن مجرم لم نقدر عليه، ولا شك أننا لا يجب أن نبدأ به ونسنّ سنته، ولو بدَأنا به العدو فعلينا أن نصبر ونحتسب ونعمل بالصبر الذي وجهتنا إليه الآية الكريمة، (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ). فالله عز وجل حثنا على الصبر فلا شك أنه خير لنا، وعلينا أن نستعين بقوى الخير والمنظمات الانسانية والدولية التي تحرّم هذه الاعمال لتساعدنا في حماية أنفسنا ومعاقبة المعتدين علينا، ولايزال في الناس بقية من خير نأمل عونها.

إن منظر النساء المغتصبات والاطفال المذبوحين والاشلاء المتناثرة في مجازر الحولة وحمص والقبير تجعل الحليم حيران وتكاد تذهب بالعقل.

فهل ستترك لنا عصابات الاسد بقية من عقل نحافظ بها على أخلاقيات الثورة؟

===================

سوريا اليوم والمستقبل

د. ضرغام الدباغ

اليوم قرأت رسالة وجهها إلى الرئيس الأسد معارض سوري كان قد عمل لوقت قريب بموقع قيادي في النظام، ويعود تاريخ الرسالة إلى ما قبل احداث الثورة أو إلى ما بعدها بقليل، واللافت أن هذه الشخصية تنبه الرئيس وتلفت نظره إلى مزالق خطرة وتحذره منها، كما تتضمن رسالة الشخصية أنها قد تنبأت بأحداث الثورة قبل حدوثها بسنوات عديدة، منبهة إلى الاحتقان الهائل في المجتمع والشارع وعلى أصعدة كثيرة، سياسية واقتصادية واجتماعية، ويصف الموقف بأنها كومة قش جاهزة للاندلاع السريع بأي عود كبريت، والحكمة تكمن في تجنب الحرائق والزلازل، وهو الواجب الاول لكل من يشعر بالمسؤولية الكبيرة المتمثلة بإدارة بلاد وليس مصالح وشؤون عائلة أو عشيرة.

العبرة في كل ذلك هو أن الرئيس يدرك تمام الإدراك منذ اليوم الأول أن الخطب كبير، بل وأكبر من أن تعالجه المدرعات والشبيحة، نعم قد تحدث هذه الأدوات الحديدية والنارية بعض التأثيرات وتلقي شيئ من الرعب، وتقتل بعض من الناس، لكن سرعان ما يألف الناس مواجهة الحديد والنار، ويعتادون تقديم الضحايا يومياً، فذلك يصبح كما حدث فعلاً من الأحداث اليومية الاعتيادية، بل قد تؤدي مفعولاً عكسياً، فكلما أسرفت الأجهزة في القتل، تطرح أيضاً مبررات اقتلاعها أكثر فأكثر، وتتجذر حالة الثورة وتتسع لتشمل المزيد من الناس وتتعمق القناعة بضرورة التبديل، فهذا نظام أصبح اليوم بفحواه ومحتواه خارج الزمن والتاريخ، واليوم أصبح اقتلاعه ضرورة تاريخية أكثر من الأمس.

قرأت أيضاً، وإن كان هذا أمر معروف وكامن بالوعي لدى الإنسان، أن العقبة الأولى تكمن في ذات الإنسان نفسه، فتعتمل في اعماقه عوامل كثيرة ونوازع، في مقدمتها الثقة بنفسه والخوف والتردد وهي عناصر ثقيلة حقاً، ولكن ما أن يحسم أمره ويقرر التغير ومواجهة الخطر ولو بدرجة الموت، يصبح منذ تلك اللحظة حراً وعملاقاً أكبر من المشكلة المطروحة، وإرادته تصبح شيئاً لا يمكن تدميره.

ربما يقدر النظام أن يزج بالحديد وبالمزيد منه لواجهة الشعب، وهو يعلم علم اليقين أنه يواجه الشعب، ولكن هيهات له أن يقمع شيئ أسمه الإرادة، فهذه تكمن في طبقات ومديات لا تصلها مدافع الدبابة ولا الراجمات، فما يصنع النظام حيال هذا الكائن الخرافي الذي يواجهه، في مثل حالة النظام السوري يتمسك بنظرية أن الشعب مسكين ولكن هناك من يحرضه ويدفع له، مؤامرة خارجية، خونة وحشرات ومجرمين. لا يحق له إلا أن يقبل ما يقدم له، لا يحق له التغير مثل شعوب العالم، فيما يحق لمخابرات النظام وأجهزته القمعية أن تقتل وتسجن وتغتصب النساء وتقيم المجاز، دون رادع أو وازع، وللعلم فإن هذه جرائم قد تم توثيقها رسمياً من قبل هيئات دولية. الشعب دفع الكثير من التضحيات، وهو مستعد لدفع المزيد، ولكن النظام سيدفع بالمقابل الكثير بما يتناسب وما يقوم به من أفعال.

النظام أخطأ كثيراً، وأقل من هذا بكثير يستحق عليه الرحيل، مبادرة كوفي عنان هي لصالح النظام، فهي على الأقل تضمن له انسحاب آمن وإفلات من الحساب الذي اكتملت ملفاته الجنائية، فما فعله الرئيس المصري الذي حاكمته محاكم وطنية لا يعد شيئاً أما مآثر النظام السوري، وما فعله الرئيس الليبري تشارلز تايلور الذي حكمت عليه محكمة الجنايات الدولية في لاهاي بخمسين سنة سجن، ليست سوى ألعاب صغار أمام أفعال النظام السوري.

أقول: إن من ما تبقى من الوقت للحكمة قليل وقليل جداً، وحتى أصدقاء النظام صاروا يدركون عبء الصداقة، أبصار النظام شاخصة صوب موسكو وبكين، ولا أدري من بعد، فكلمة واحدة من هناك تعني الكثير، وها قد بدأ يتسرب القليل من هذا الكثير.

المقالة جزء من مقابلة تلفازية مع إحدى الفضائيات العربية بتاريخ 5 / حزيران / 2012.

========================

قصص قصيرة جدا

بقلم : يوسف فضل

 

مسجد الثورة

التفت الإمام لتسوية الصفوف للصلاة . كانت نفس وجوه(أولو العزم الثورية) تحتل الصف الأول .فقال: استقيييييلوا (يرحمممممكم) الله ........

 

قيء

أنا وقاتلة أطفال فلسطين شجبنا المجزرة.

صغرت كلماتي أمام حدث كبير

وكبرت كلماتها أمام حدث صغير

والعار يبتسم ويسقينا قيء كلب في قحف خنزير.

 

شموخ حرف

أبت حروفي العربية أن تخط نفسها .رأيت ملامحها تحكي اعتذارا عن عجزنا وشقائنا . دوزنة نفسها بشجاعة الرفض أن تكتب المستقبل بصيغة الماضي . اختزلت آلامها ولاذت بصمت الحب لتبدد قلقها الطارف والتليد بانتظار صحوة تطهري بحروف من مزن والحركة من جديد.

 

طي صفحة

عند الخروج أصر الباب على عزف لحن بكائية الصرير.

يا لحيرتي !

كم بابا أتذكر يصدر صرير نحيبه حينما أغلقه ولم أودع معه المشكلة .

 

سر

استودعه السر . أكد له أن سره في بئر عميقة . شربوا ماء سره من دلو السقاة .

===================

مجموعة الاتصال والمهلة الجديدة!!

احمد النعيمي

Ahmeeed_asd@hotmail.com

جرت مجزرة مزرعة "القبير" مساء يوم الأربعاء السادس من حزيران، وذهب ضحيتها كل أفراد المزرعة المائة، ما خلا أربعة منهم، وقام المجرم الأسد بمنع فريق المراقبين الدوليين من الوصول إلى المزرعة المنكوبة، ومتابعة ما حدث فيها وتوثيقه، وذلك كما صرح به رئيس بعثة المراقبين الجنرال "روبرت مود" يوم الخميس السابع من حزيران، من أن: "سلطات البلاد منعتهم من الوصول إلى البلدة، وأنه تم إيقاف سيارات البعثة في بعض نقاط التفتيش التابعة للجيش السوري على طريق مؤدية إليها، مما اضطر أفراد البعثة للتراجع"، مضيفاً: "لم يقتصر الأمر على نقاط التفتيش التابعة للجيش السوري، وإنما كان هناك بعض المدنيين يعملون على التصدي لدوريات بعثة المراقبة في منطقة تقع قرب مدينة حماة من ناحية الغرب"، ثم تمكنت البعثة من الدخول إلى المزرعة المنكوبة يوم الجمعة الثامن من حزيران، بعد يوم واحد من تصريح مود واجتماع الهيئة العامة ومجلس الأمن لمناقشة الوضع بعد مجزرة "القبير"، كما ذكر مراسل "بي بي سي" الذي تمكن من دخول البلدة برفقة المراقبين الدوليين، واصفاً الوضع فيها بأنه مزري للغاية، ويبعث على الخوف.

وما آثار الحفيظة أن المنظومة الدولية سمحت لسفير الأسد "بشار الجعفري" بأن يتبجح بكل وقاحة أمام الهيئة العامة، وقوات الأسد حاولت جهدها أن تمنع مراقبي المنظومة من الوصول إلى المزرعة، لكي لا تنكشف حقيقة الوضع، بينما كان المفروض فيها، أن تعمل على طرد الجعفري من مقر الجمعية العامة، وكان يكفيها أن تستدل من منع الأسد للمراقبين الدوليين، بأنه هو الفاعل والمرتكب لهذه الجريمة النكراء، وان تسقط شرعية هذا النظام المجرم من فورها.

ولكن المنظومة الدولية واصلت تشويه الحقائق، والتستر على الجرائم المرتكبة، وعملت على إعطاء مهلة جديدة للمجرم بشار، من خلال الإعلان عن مجموعة اتصال، ستضم دول الجوار لسوريا، والتي من شانها أن تضغط على الأسد لكي تذهب الأمور إلى عملية سياسية تفضي إلى تسليم الأسد للسلطة، وسط ضغط روسيا والصين إلى إشراك إيران في مهلة القتل الدموية الجديدة، وبكل وضوح.

ورغم مزاعم الجانب الأمريكي واعتراضه، وصراخه، إلا أن إيران ستكون طرفاً أساسياً في مجموعة الاتصال، وستعطى فرصة علنية لتظهر متحدية للعالم بكل استخفاف، ويديها ملطخة بالدماء التي أراقتها بالاشتراك مع الأمريكان، في كل مكان، وستكون لاعباً مهماً في مهل القتل الدموية، وكلمات اللواء "إسماعيل قائاني" القائد العام لفيلق القدس يوم الثامن والعشرين من أيار الماضي، بأنه: "لولا وجود الجمهورية الإيرانية في سوريا لأصبحت دائرة المجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري أوسع" تلطخ العالم كله بالدماء.

=======================

عوامل إنفجار الثورة

بقلم الصحفي أحمد الأحمد

وصلت موجة الثورات العربية، التي اندلعت في تونس وامتدت إلى عدد من الدول العربية، إلى سورية في منتصف شهر آذار واستمرت بالتصاعد رغم تزايد قمع النظام للمتظاهرين السلميين،بكل الوسائل الممكنة وبكافة الأسلحة والطرق القمعية الوحشية حيث يواجه النظام السوري لأول مرة تحدياً سيقضي على استمراره بالسلطة.

ثمة عوامل عدة أدت إلى تراكم عوامل الأزمة وانفجارها ومنها:

• عوامل سياسة واقتصادية واجتماعية: نشأ النظام السوري الحالي في فترة الحرب الباردة بعد وصول حزب البعث إلى السلطة في آذار 1963، وإقامته لنظام شمولي شكل نسخة سورية للنظام السوفيتي بسيطرته على كل نواحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، معتمداً على القمع والمحسوبية. وقام بإجراءات اقتصادية واجتماعية في الستينات كونت له قاعدة سياسية واجتماعية (تحالف العمال والفلاحين وفقراء المدن والطبقات الوسطى بقيادة الجيش)،

• عدد من العناصر الداخلية: على مدى العقود اللاحقة تآكلت عناصر عديدة للتحالفات الداخلية للنظام بما في ذلك ضيق دائرة إعادة توزيع الثروة وتصاعد التمييز الطائفي. ثم تحول هذا التحالف تدريجياً، وتحولت طبيعة النظام، إلى حكم عائلي لعائلة الأسد يقوم على تحالف بين كبار الضباط ورجال الأعمال.

• فشل الخطط الانمائية التي وعد بها بشار الأسد: مع وصول بشار الأسد إلى السلطة، جرت عدة تحولات نجمت عن تقليص دعم الزراعة وتقليص دعم الأسعار والتراجع الكبير في شبكة الضمان الاجتماعي، بينما لم ينجح في تعزيز مواقع قوى الإنتاج بل توجه لدعم رأس المال الريعي والتجاري ومشاريع الأبهة على حساب قطاعي الزراعة والصناعة المنتجين.

• تعمق الممارسات الطائفية للنظام مما أثار ويثير جزء كبير من السخط: وقد برزت الميول الطائفية بشكل أوضح منذ تولي حافظ الأسد للحكم في 16 تشرين الثاني 1970 الذي قام بشخصنة النظام ومنحه طابعاً عائلياً. وقام الأسد باستخدام الطائفية لخدمة حكمه. ومع تقلص القاعدة الاجتماعية للنظام في السنوات الأخيرة مال النظام أكثر للاتكاء على العصبية الطائفية.

• كان استخدام النظام للطائفية دافعاً له لمغازلة الإسلاميين. وقد كان المنطق الذي اعتمده النظام في النظر للقوى الإسلامية يقوم على المحاكمة التالية:

- إن سورية لا يمكن أخذها من الخارج، فليس ثمة إمكانية لاحتلال أمريكي من جهة، كما أن النظام قد تعمد تجنب الاحتكاك بإسرائيل رغم استفزازها له لمرات ومرات بلغ حد قصف الأراضي السورية دون أن يتجرأ على الرد مبتلعاً الإهانة الوطنية،

- إن القوى الوحيدة التي يمكن أن تأخذ سورية من الداخل هي القوى الإسلامية، لذا لجأ لسياسة مثلثة تجاهها، 1) ترك هامش واسع نسبياً للنشاط الإسلامي غير السياسي، 2) استمرار القمع العنيف لأية تنظيم إسلامي داخل سورية، وكان يقال حتى لو اقام حزب الله تنظيماً في سورية لتم اعتقال منتسبيه، 3) إقامة تحالفات مع العديد من القوى الإسلامية خارج سورية مثل حماس والجهاد الإسلامي في غزة وحزب الله في لبنان وأقام علاقات حسنة مع الأخوان المسلمين في البلدان العربية.

• غير أن تعمق موجة الشعور الديني وميل النظام لممارسة انعزالية زبائنية طائفية عمق الشعور بالتمييز والظلم لدى فئات اجتماعية واسعة همشت وخرجت من دوائر إعادة توزيع الثروة.

• تصاعد الاستياء في أوساط رجال الأعمال: في الوقت الذي تراجعت فيه موارد النظام الريعية تزايدت النقمة لدى فئات واسعة من رجال الأعمال في القطاعات الإنتاجية ضد استئثار مجموعة صغيرة من كبار رجال الأعمال على الفرص الاستثمارية والمشاريع الرئيسية في ظل أزمة اقتصادية متصاعدة.

• تراجع دور الجيش لصالح دور أجهزة الأمن: وخاصة في عهد بشار الأسد، إذ تم إضعاف الدور السياسي للجيش في السلطة. فقد اختفت أسماء عسكرية مثل حكمت الشهابي وعلي حيدر وابراهيم صافي ومحمد ابراهيم العلي (الذي كان له مركز قوة رمزي أكثر منه مركز قوة فعلي) وعلي دوبا وشفيق فياض و محمد الخولي و غازي كنعان وغيرهم، بينما زاد دور أجهزة الأمن دون أن يكون لهذه الأجهزة قيادات ذات شأن، فقد اختارهم بشار الأسد من الشخصيات الضعيفة التي تدين بالولاء له ولا تشكل عليه أي خطر، ولكن زادت أجهزة الأمن من غطرستها وازداد ازدراء المواطنين وتجاهل مصالحهم.

• توسع ظاهرة الفساد: توسع استخدم الفساد منذ تولي حافظ أسد للحكم في 1970، وقد أصبح الاستخدام ممنهجاً بعد حرب تشرين الأول 1973، ثم اتخذ طابعا تمييزياً شديداً مرتبطا بالولاء الشخصي وتحول إلى جزء من الممارسة اليومية في حياة المواطن.

• تفكك دور مؤسسات الدولة: على مستوى الوحدات الأساسية التي لها علاقة بالحياة اليومية للمواطن (الإدارة المحلية، الشرطة، البلديات الخ..) وانهيار مؤسسات المجتمع المدني الحكومية (الصفراء). وتدهور قدرة مؤسسات الدولة على المستوى الأدنى على إدارة الحياة اليومية سواء على مستوى الخدمات أو حل النزاعات (حوادث السويداء ومصياف) بحيث لم يعد هناك إمكانية لمعالجة الأزمات المحلية إلا بتدخل المركز وبالعنف.

• تراجع الشعور بالخطر من الخارج ودخول الصراع العربي الإسرائيلي في حالة ركود، وفقدان النظام لإمكانيات استخدام ورقة الصراع للفت انتباه المواطنين نحو الخارج بل انكشف أن النظام يستخدم القضية الفلسطينية والجولان كأداة تساعد في تثبيت الحكم أكثر مما يرغب بإنهاء احتلال الجولان والأراضي الفلسطينية من قبل إسرائيل..

====================

نصائح رئاسـية

طريف يوسـف آغا*

ما أن ألقى رئيس النظام السوري خطابه الخامس قبل أيام وأنكر ارتكابه وأعوانه مجزرة (الحولة) المروعة في محافظة حمص، حتى عاد وارتكب مجزرة جديدة في مزرعة (القبير) في ريف حماة، دافعاً بنفسه وبنظامه خطوة إضافية باتجاه الهاوية التي ماعادت بعيدة عنه.

يامنْ تسمي نفسكَ رئيساً

يأتي الرئيسُ بانتخابٍ

وليسَ باسـتفتاءْ

وإذا كنتَ بمعنى الانتخابِ جاهلاً

فهوَ أنْ ينافِسَكَ

على المنصبِ غُرَماءْ

فقطْ في الممالكِ والسَلطناتِ

يرثُ الأبناءُ الحكمَ

عنِ الآباءْ

أمّا صناديقُ الاقتراعِ التي تتبجحُ بها

فهي وعدمها

سَـواءٌ بسَـواءْ

وربما عدمُها أفضلُ مِنْ وجودها

سَـتوفرُ علينا إضاعةَ الوقتِ

وعليكمُ الرياءْ

والتصويتُ بنعمٍ أو بلا

إنما أشـبهُ مايكونُ

بأكلِ الهواءْ

ونسبةُ فوزِكَ التي تعودنا عليها

صارتْ نكتةٌ يتندرُ بها الناس

صباحَ مساءْ

وتصويركَ بأنكَ حبيبُ الملايينِ

إنما هيَ خدعةٌ لاتنطلي إلا

على الأغبياءْ

وإذا صدَّقتَ بأنكَ القائدُ الأعلى

فأيضاً تحتاجُ لقيادةٍ

قطعانُ السُفهاء

أما أعظمُ إنجازاتِكَ فهيَ أنكَ

جعلتَ الوطنَ مزرعتَكَ

والشَّـعبَ أرقّاءْ

ثمَ دمَّرتَ الوطنَ على رؤوسِ أهلهِ

واتخذتَ مِنْ أعدائِه

لكَ حلفاءْ

إذا أردتَ رأيَ الشَـعبِ بكَ

فليسَ لكَ مكانٌ

بينَ العقلاءْ

وإذا أردتَ تقييماً محايداً لك

فلا فرقَ بينكَ

وبينَ الوباءْ

المقربونَ منكَ بحاجة لحجرٍ صحيٍ

وأنتَ بحاجة

لمصَحَّةٍ ودواءْ

***

*كاتب وشـاعر عربي سوري مغترب

عضو رابطة كتاب الثورة السورية

هيوسـتن / تكسـاس

جمعة (ثوار وتجار، يداً بيد حتى الانتصار) 18 رجب 1433 / 8 حزيران،جون 2012

====================

المجلس الوطني السوري.. وشرط بقائه

المجلس وسيلة لنصرة الثورة والسياسة أداة لهذه النصرة فقط

نبيل شبيب

(انظر أيضا: مبادرة إصلاح المجلس الوطني السوري إصلاحا جذريا)

الثوار والمجلس - سلحفاة الإصلاح - ثمن التسامح - مجلس سوري أم أممي؟ - المجلس المطلوب بقاؤه

أربعة عناوين تمثل المعالم الرئيسية الحالية لمسار الثورة السورية: (1) المذابح الجماعية المروّعة كناية عن بقايا ما كان يسمّى نظاما، و(2) صمود الشعب الثائر كناية عن حتمية الانتصار بإذن الله، و(3) غياب الساسة التقليديين كناية عن انخفاض مستوى ما يصنعون أو انشغالهم بما لا يقدّم ولا يؤخر في صناعة الحدث والقرار، و(4) مخاطر المساومات الدولية كناية عن عقم ما يوصف علنا بجهود "دعم" الشعب الثائر ووجود ما يدبّر واقعيا لصناعة وضع جديد قد يختطف ثورة الشعب جملة وتفصيلا وليس ثمار تضحياته وبطولاته في هذه الثورة التاريخية فقط.

 

في هذا الإطار العام للوضع الراهن، وعند متابعة بعض الجهود التي انطلقت مؤخرا من خارج المجلس الوطني السوري مع المطالبة بإصلاحه إصلاحا جذريا، يطرح كثير من الثوار المخلصين السؤال بحق:

- علام الإصرار على إصلاح المجلس الوطني السوري، بدلا من التركيز على ما ينبغي التركيز عليه من عمل فعال، كدعم كتائب الجيش الحر، وفرض الانتصار المنتظر على أرض الواقع؟..

لا يوجد في الأصل أيّ تناقض بين هذا وذاك.. ولكن هذا التساؤل المرير على ألسنة الثوار يطرح تلقائيا السؤال الأهمّ بالنسبة إلى أصل وجود المجلس الوطني السوري:

- أين موقع هذا المجلس أو موقع إصلاحه في المسار الحالي لثورة شعب سورية؟..

بعض الثوار يغضب بحق ويرفض بمرارة مجرّد الحديث عن "إصلاح المجلس" فهو في نظر كثير منهم غير موجود واقعيا، أو بتعبير آخر وفق رؤيتهم:

المجلس الوطني السوري (1) مضطرب تنظيميا (2) عاجز (بل يوجد من يقول بانحرافه) سياسيا (3) عاطل عمليا إذ يصدر بيانات وتصريحات إعلامية ويعقد لقاءات ومحادثات لا نهائية، وجميع ذلك دون أثر فعال على صعيد صناعة الحدث أو صناعة القرار، ولكن (4) له "اسم كبير مضخّم" ويوجد من يريد بقاء هذا الاسم الكبير على هذا النحو السلبي، لأغراض ما، قد يكون منها أنّ مجرّد وجوده يمثل مانعا تلقائيا من نشأة ما ينبغي في الأصل أن يوجد على الصعيد السياسي السوري، من جهاز سياسي فعال، يكمل العمل الشعبي الثوري الحقيقي في الميدان.

هل يمكن القبول بهذه الاتهامات؟..

 

لا بديل عن المجلس؟..

في المجلس الوطني السوري نفسه وفي الأوساط السورية الأقرب إليه أو الأقرب إلى العمل السياسي عموما، من يتساءل مقابل تساؤلات الثوار:

1- هل من بديل؟..

القصد من السؤال هو تجنّب أمور قد تؤدي إلى انهيار المجلس وفراغ سياسي على صعيد المعارضة، والجواب:

- كلا لا يوجد بديل حاليا.. وليس المطلوب محاولة إيجاده عبر السير على ذات الطريق المضنية التي أدّت من قبل إلى ظهور المجلس الوطني السوري بعد صعوبات كبيرة، ولكن المطلوب أن يكون المجلس الوطني السوري نفسه (سياسيا) على مستوى الثورة وأبعادها التغييرية بمنظور تاريخي ومستقبلي، ولا يتحقق ذلك دون إصلاحه -وليس ترقيعه- إصلاحا (جذريا)، فإن لم يصنع ذلك ينطبق عليه قول من يقول: إنه غير قابل للإصلاح.. وآنذاك لا يمكن تجنّب العمل لإيجاد بديل، ولا ريب أنّ الطاقة الكبيرة الكامنة في الاستياء والألم من أداء المجلس الحالي، داخل نطاقه وخارج نطاقه، ستتحوّل إلى طاقة فعّالة من وراء إيجاد البديل.

 

ثمن التسامح

ويوجد من يتساءل:

2- ألا ترصدون الخطوات الجارية في طريق الإصلاح فعلام لا تقدّرونها وتنتظرون حصيلتها؟..

والجواب:

- ربّما كان ينبغي الانتظار و(التسامح) في الأيام (أو الأسابيع) الأولى بعد نشأة المجلس، (1) مراعاة لذرائع من كان يعتذر بأن السوريين معذورون والأخطاء محتمة إذ يتحرّكون سياسيا بعد نصف قرن من الحظر السياسي والقهر القمعي، أو (2) مراعاةً للقاعدة التقليدية القائلة إنّ كلّ بداية تنطوي على ثغرات ونواقص ولا بد من الانتظار بعض الوقت لتجاوزها.. ولكنّ ما يواجهه العمل الثوري الحقيقي في الميدان - أي ما يواجهه شعب سورية- لم يعد يبيح (الانتظار) ولا يجيز (التسامح). وبتعبير آخر: لا يمكن (اليوم) القبول بأن يتعامل المجلس الوطني السوري مع إصلاح نفسه، بالأسلوب المعتاد من قبل، والذي أثبت عدم جدواه على كل حال، وهو يعايش عن بعد ما يعايشه شعب صورية الثائر في الوطن.

لقد وصل قنوط العصابات الإرهابية المتسلّطة من إمكانية البقاء إلى مداه.. ولهذا:

(1) لم يعد القمع الإجرامي قمعا "موضعيا" متنقلا من بلدة إلى بلدة ومن معتقل إلى معتقل ومن محافظة إلى محافظة.. بل أصبح يجري بصيغة مذابح جماعية همجية متتابعة بين شمال البلاد وجنوبها..

(2) وتحوّلت المداهمات والاعتقالات والتعذيب حتى الموت في الأقبية.. إلى عمليات اغتصاب ممنهجة وقتل أطفال بالخناجر والسكاكين وحرق الأحياء وجثث الشهداء بالنار..

(3) وانفجر مسلسل الهجمات بالأسلحة الثقيلة على الأحياء السكنية.. فأصبح حربا ضارية شاملة لسائر القرى والمدن السورية..

إنّ قدرا أعظم ممّا مضى من الدماء الطاهرة وقدرا أعظم ممّا مضى من الآلام والمعاناة الكبرى، هو الآن ثمن (التسامح) مع (بطء خطوات الإصلاح أو محدوديتها)، ولهذا لا بدّ أن يكون الإصلاح (المفروض) وليس المطلوب فحسب، إصلاحا جذريا شاملا وفوريا.

وليس رفض الثوار مجرّد الحديث عن (المجلس وإصلاحه) إلا تعبيرا مريرا عن (القنوط) من قابلية إصلاحه (إصلاحا جذريا حقيقيا).. وإذا حلّ هذا القنوط مكان الأمل، لم يعد يفيد وجود المجلس أو عدم وجوده.

 

سلحفاة الإصلاح

ويوجد من يتساءل:

3- ألا ينبغي التصرّف بواقعية مع المجلس وإصلاحه الذي يتطلب جهودا كبيرة؟..

والجواب:

- الواقعية الكامنة في هذا التساؤل هي الإصرار على "أساليب تقليدية" لا تصلح للتعامل مع احتياجات "ثورة تغييرية"، ويشهد على ذلك قصور الخطوات الحالية عبر تجاوز الهيئة العامة، والاكتفاء بتعديلات شكلية في نطاق المكتب التنفيذي والأمانة العامة، كما لو كان المطلوب هو السيطرة على "إعادة الهيكلة" بحيث تبقى على ما هي عليه، فتفقد الكلمة مضمونها ويفقد الإصلاح مغزاه.

ما أصبح يوصف بالربيع العربي لا يعبّر عن حالة (سياسية تقليدية) بل عن حالة (ثورية تغييرية)، وثورات الربيع العربي عموما والثورة الشعبية في سورية تخصيصا لا تتحرّك ولن تتحرّك ولا تغيّر ولن تغيّر شيئا وفق (المعايير والأساليب التقليدية المعتادة) ولا يمكن لمن يتعامل سياسيا معها أن يواكبها ولا أن يرتفع إلى مستواها ولا أن يكون له دور في المستقبل الجديد الذي أشرق فجره من خلالها، إلاّ من خلال (معايير تغييرية غير تقليدية وأساليب مبدعة غير اعتيادية).

 

مجلس سوري أم أممي؟

ويوجد من يتساءل:

4- ألا تقدّرون قيمة الاعتراف الدولي بالمجلس والتعامل معه ، ألا يوجب ذلك دعمه بدلا من نقده علنا؟..

والجواب:

- نعم.. للاعتراف الدولي قيمة، تتبيّن عند وضعها في موضعها بمنظور الثورة وليس بمنظور القوى الدولية، والنقد ضروري ما دام هدفه أن يمكّن المجلس من فرض وجوده ودوره (الأصلي) دوليا.

لدى القوى الدولية (مجلس الأمن الدولي) ومنظمات لا حصر لها.. أما (المجلس الوطني السوري) فلا يحمل هذا الاسم بجدارة إلا بمقدار ارتباطه المباشر بالوطن والشعب وثورته.. بسورية.

ليس الاعتراف الدولي بالمجلس، والتعامل معه، واحتضانه أمميا، (هدفا) بحدّ ذاته بل (وسيلة) لا تكتسب قيمة وطنية إلا بمقدار توظيفها من أجل تحقيق أهداف شعب سورية وثورته، سواء كان ذلك (رغما) عن أهداف دولية مناقضة، أو كان بالتلاقي سياسيا على بعض القواسم المشتركة.. وما أقلّها.

إنّ الإصلاح الجذري للمجلس الوطني السوري يعني في هذا الإطار بالذات، أن تزداد قوّته الذاتية بمقدار ما يزداد قدرة على التعبير عن شعب سورية، كله، بمختلف مكوّناته التي وجدت طريقا والتي لم تجد حتى الآن طريقا إلى أن يعبر المجلس عنها، هي القوّة التي تتحقق عندما تتمكّن تلك المكوّنات من أن تعبّر هي عن نفسها من خلال آليات صناعة القرار في المجلس.

ولئن استخدمت القوى الدولية ذريعة (انقسام المعارضة التقليدية) وجعلت توحيد فصائلها مطلبا أو شرطا تعجيزيا، فإن الثورة الشعبية تفرض على المجلس الوطني السوري أن يكون جوابه على تلك الذريعة هو العمل على (توحيد تمثيل مكوّنات الشعب) وليس (فصائل المعارضة التقليدية) وأن يجعل من توحيد تمثيلها على قواسم مشتركة وآليات عمل مشترك في صناعة القرار بحيث (تخضع لها المعارضة التقليدية) مصدرَ قوّة لفرض إرادة شعب سورية المتحررة عبر الثورة الشعبية، على ساسة المعارضة السوريين أنفسهم، ولفرضها عربيا وإقليميا ودوليا أيضا.

لئن صحّت مقولة (السياسة فنّ الممكن) ففنّ الممكن هنا هو قدرة المجلس الوطني (السوري) على إبداع الوسائل من أجل تمكين الثورة (الشعبية السورية) من فرض رؤاها السياسية دوليا وليس تمكين القوى الدولية من فرض رؤاها السياسية على الثورة والشعب السوري الثائر.

 

المجلس المطلوب بقاؤه

سؤال أخير يتردّد أـحيانا مباشرة أو غير مباشرة:

- من أنتم؟.. بمعنى ما هو وزنكم السياسي لتطالبوا بتغيير المجلس "الكبير"؟..

والجواب: نحن مواطنون سوريون، ونرجو ألاّ ينزلق أحد في اتجاه يذكر بنوعيّة من يطرح مثل هذا السؤال من موقع "التسلّط" ويخاطب به الشعب الثائر.

و"نحن" نقول: بناء على ما سبق لا ينبغي العمل الآن للاستغناء عن المجلس الوطني السوري، هكذا ببساطة، ولكن يجب القول -مع العمل- بصورة حاسمة:

يجب أن يتحقق إصلاح المجلس إصلاحا جذريا شاملا وفوريا.. كي يبقى، كيلا يقضي على نفسه، كيلا يكون سببا من أسباب تأخير انتصار الثورة، وسببا من أسباب مزيد من الدماء والآلام، بدلا من أن يكون سببا من أسباب تعجيل النصر.

المطلوب:

أن يكون هذا المجلس، الذي أعطته الثورة مشروعية وجوده، مجلسا وطنيا سورياً للثورة وشعبها الثائر، كما يقتضي الواجب، وتفرض المصلحة العليا، وتتطلّبه مصداقيّة الحرص الحقيقي على بقاء المجلس.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ