ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 16/06/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

الحرب الأهلية التي تشهدها سورية بعض نتائج التواطؤ العالمي على شعب سورية؟

إبراهيم درويش*

kurdishfront@gmail.com

طالبنا منذ الأيام الأولى لثورة شعبنا السوري، أي منذ ما يزيد على سنة من الآن، بملاذات آمنة لحماية المدنيين الذين يواجهون خطر آلة القتل الأسدية الفتاكة، لعلمنا أن حكام سورية يختلفون عن حكام تونس أو مصر أو اليمن، وطالبنا الدول التي تدّعي أنها صديقة للشعب السوري بإيجاد ممرات آمنة لإيصال المساعدات الطبية والغذائية للمناطق المنكوبة، وطالبنا بتسليح المعارضة السورية وذراعها العسكرية الجيش السوري الحر وبفرض حظر الطيران الحربي الأسدي والإسراع في حسم المعركة، توفيراً لأنهار من الدماء والدموع، وللحيلولة دون توسيع وقعة التدمير شبه الشامل للبنية التحتية ولقدرات الشعب في سورية، ولقطع الطريق أمام نظام أسد وحلفائه في إعادة ترتيب أوراقهم وتصدير أزماتهم للدول المجاورة، وطالبنا وطالبنا... وفي كل مرة كنا نواجَه بحجة واهية: ضرورة توحيد صفوف المعارضة السورية، هذه الحجة التي تترس خلفها، أو تذرع بها من لا يريد لتآمره أو خواره وضعفه أن ينكشف. وكنا نردّ عليهم: إنه لا توجد في الدنيا كلها معارضة موحدة، لا في العالم الديمقراطي ولا في غيره، وبالرغم من ذلك فإن ما يزيد على ثمانين بالمئة من المعارضة السورية قد انتظمت في المجلس الوطني السوري، أي أنها موحدة، فأرونا صدق ادعائكم صداقة الشعب السوري!!

وكنا نقول لهم: لنفترض أنه لا توجد معارضة سورية على الإطلاق، أو لاتنوي توحيد صفوفها، فهل هذا يبرر للمجتمع الدولي أن يترك عصابات أسد وشبيحته لتقيم المجازر المروعة للشعب السوري، وأن تفعل ما تشاء تحت سمع العالم المتحضر وبصره؟ أين العدل الدولي وحماية حقوق الإنسان والعمل على السلام العالمي؟؟؟ هل تسمح لكم مبادئكم التي ثقبتم آذاننا صباح مساء بها بأن تتركوا المجرم السفاح يفعل بالعزل المدنيين ما يشاء دون حساب ولا عقاب؟؟

وكنا نقول لهم: لو أن سورية في غير الموقع الجغرافي الذي تشغله الآن، أكنتم تتركونها طوال هذه الفترة تتقلب بين المجازر؟ أم كنتم بادرتم إلى حسم الموقف فيها بعيداً عن مجلس الأمن، كما فعلتم في البوسنة والهرسك، وفي كوسوفو، والعراق، وفي كوريا الجنوبية وغيرها من مناطق العالم؟

لقد توصلنا إلى قناعة، أثبت توالي فصول الثورة والنكبات التي حلت بشعبنا صحتها، وهي أن لاصديق مخلصاً لشعبنا، لا أمريكا وحلفاؤها في مجلس الأمن ولا الروس والصينيون؛ إنهم لجؤوا إلى توزيع الأدوار فحسب، وأعلن الثوار هذه القناعة عبر الشعارات التي رفعوها في تظاهراتهم السلمية: "ما لنا غيرك يا الله"، " هي لله هي لله، لا للسلطة ولا للجاه". وإلا كيف نفسّر التصريحات الصادرة عن المسؤولين الغربيين بمناسبة وبغير مناسبة عن عدم نيتهم التدخل في الشأن السوري خارج مجلس الأمن؟ وكيف نفسر رسائل التطمين التي يرسلها الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي لنظام بشار، بمناسبة وبغير مناسبة أيضاً، أن الحلف لن يتدخل عسكرياً في سورية؟ من كان يرجوه أن يتدخل حتى يؤكد عدم تدخله مرة بعد مرة وطوال أشهر الثورة وأسابيعها وأيامها؟ ألم تكن نتائج هذه المواقف المخزية هي إعطاء بشار وشبيحته الضوء الأخضر بأن يفعلوا ما يشاؤون دون حسيب ولا رقيب؟ ألا يعني كل هذا أن الشرق والغرب، ومعهما أصحاب القلوب السود المتخندقين في خنادق صفين والجمل، قد حسموا موقفهم وقرروا أن يمدّوا في عمر هذا النظام الذي أقسم كل سوري شريف أن لا يعود إلى داره وفيه عرق ينبض قبل ان يخلص البلاد والعباد من شروره، مهما بلغ حجم التضحيات؟!

إن هذه المؤامرة الدنيئة ضد الشعب السوري، التي يشترك فيها الفاعلون الرئيسيون في الساحة الدولية، كل بطريقته، قد أوصلت سورية إلى أتون وليس حافة حرب أهلية، وما مجازر أحياء حمص، مثل بابا عمرو، والخالدية، ومجازر تلبيسة والقبير ودير الزور وتفتناز وكفرعويد وتل رفعت...، والحرب الطاحنة في الحفة منذ ثمانية أيام...وغيرها إلا نذر هذه الحرب اللعينة، التي ما زلنا نأمل في أن يبادر عقلاء الإخوة العلويين، من عسكريين ومدنيين، إلى تفويت الفرصة على بشار وعصابته وإجهاض أحلامهم في تسخير هذا المكوّن السوري الأصيل لنزواتهم الشريرة وتعطشهم للمزيد المزيد من دماء هذا الشعب. كلنا أمل في أن يدرك هؤلاء العقلاء أن هذه الحرب المجنونة ليست حربهم، وإنما حرب هذه العصابة المجرمة التي سخرت إمكانات البلد العسكرية والاقتصادية لأهدافهم وأغراضهم الدنيئة، وأنه لن يخرج من الحرب بين الإخوة أبناء الوطن الواحد أحد منتصراً، بل الكل فيها خاسر.

إن حديث السيد كوفي أنان عن أن سورية ربما انزلقت إلى حرب أهلية يعطي ظلالاً قاتمة لنظرة المجتمع الغربي لمآلات الوضع في سورية، ذلك أن الحكم على بلد معين بأن الحرب الأهلية فيه قد نشبت يعني أن لا سبيل إلى التدخل أو الحسم العسكري الخارجي فيه، وإنما يصار إلى البحث في كيفية إرسال قوات فصل بين طرفي النزاع فيه، الأمر الذي يعني أن الثورة السورية مرشحة لفترة طويلة نسبياً، قد تمتد لسنوات عدة، قبل أن يبادر الغرب والشرق إلى فعل شيىء ملموس إزاءها، ويعني أن الهدف الرئيسي من وراء إطالة أمد الصراع بين الشعب والنظام الفاسد في سورية هو إنهاك سورية وإضعافها إلى درجة الانكفاء على جراحاتها ومشكلاتها لعقود قادمة من السنين، وتحييد وزنها ودورها في الصراعات الإقليمية ووعلى موارد المنطقة وخيراتها والمشاريع التوسعية والاستيطانية من جانب المستعمر الطامع!! فهل أدركنا مرامي تصريحات أنان؟ وهل يبادر شعبنا اليوم قبل غد إلى شدّ الأحزمة أكثر وأخذ جرعة منشطة طويلة الأمد من النضال والجهاد والصبر والمصابرة والمرابطة لمواجهة استحقاقات قادم الأيام، فإن حرية سورية وشعبها تستحق بذل كل غال ونفيس، وإن الضعف الذي مني به بشار ونظامه، وخساراته والانهيارات المتلاحقة في صفوف مؤسساته الأمنية والعسكرية على كل صعيد توحي أن ما بقي من أيامه أقل بكثير مما مضى، وأن النصر صبر ساعة، وأن الثور الهائج بدأ يترنح، ولكن لا بد من الاستعداد للمفاجآت، وحينئذ سيدرك الغرب والشرق أن لو فعلا غير ما فعلا!!.

وكلمة أخيرة نوجهها لإخوتنا ممن تمنعهم الغشاوة التي وضعها بشار على أعينهم، وأوهمهم أن معركته مع الشعب السوري هي معركتهم، نقول لهم:

إن بشار والعصابة المجرمة الحاكمة في دمشق، باستخدامهم لآخر ورقة يملكونها، وهي اللجوء إلى الحرب الأهلية وارتكاب المزيد من المجازر التي يندى لها جبين الإنسانية، إنما يؤكدون أنهم في أيامهم الأخيرة، وأنه لم يبق أمامهم سوى تدمير البلد الذي لم يشعروا يوماً بالانتماء إليه، وقتل الشعب السوري الذي قرر لفظهم وإلقاءهم في مزبلة التاريخ، كما فعل الشعب الليبي البطل بالطاغية المتجبر سيىء الذكر والمصير القذافي.

إن حاكماً يشعر أنه مسؤول عن بلده وتطويره ورفاهية شعبه وأمنه وأنه واحد منهم يستحيل عليه أن يفعل ما يفعله بشار وشبيحته بسورية وشعبها، إنه يلجأ إلى خيار شمشون في أحلك الظروف التي يمر بها، وفي أضعف مراحله، لا سيما بعد ورود أنباء شبه مؤكدة أن أركان النظام السوري قد هلكوا، سواء في حادثة التسميم لأفراد خلية إدارة الأزمة، أو في حوادث أخرى.

 إن الثورة الشعبية المباركة التي أعيت هؤلاء المتجبّرين وأوقعتهم في شر أعمالهم، تشق طريقها نحو النصر المبين بإذن الله، بالرغم من التآمر الدولي المخزي، وإن شعبنا السوري الذي ضرب أروع أمثلة البطولة والفداء والصبر والمصابرة، وسطّر أروع ملاحم الإصرار على استرداد الحق المسلوب، متسلحاً بالإيمان بالله وبحقه في الحياة الحرة الكريمة، وبتجارب نصف قرن مع هذه العصابة التي لا حدّ لطمعها وجشعها ووحشيتها، هذا الشعب يستعدّ الآن لقطف ثمار جهده وجهاده وتضحياته، وصار يلمح تباشير الفجر الذي طالما انتظره طويلاً.

*مسؤول المكتب الإعلامي في جبهة العمل الوطني لكرد سورية، عضو المجلس الوطني السوري.

========================

نداء من الدكتور محمد أحمد الزعبي إلى إخوتنا ورفاقنا من الطائفة العلوية

يرغب مطلق هذا النداء ان يعرف بنفسه على أنه مواطن عربي سوري ، بعيد كل البعد عن كافة الأمراض الإجتماعية المتمثلة بالطائفية والإقليمية والقبلية والشوفينية القومية ، ولقد كان عضواً في حزب علماني يساري تقدمي ، بعيدٍ كل البعد عن هذه الأمراض الإجتماعية السرطانية الخبيثة والقاتلة ، وكان وما يزال أعزأصدقائه هم من مناضلي هذه الطائفة من الذين عمل معهم يداً بيد خلال تواجده معهم في قيادة الحزب ، وفي وزارة الإعلام في ستينات القرن الماضي .

إنه الآن وهو يرى ماتقشعر له الأرواح والأبدان ، من ذبح للأطفال ، واغتصاب للنساء ، وإتلاف للشجر والحجر ، وللزرع والضرع ، على يد عصابة بشار وماهر الأسد التي ينتمي العنصر الضارب فيها إلى الطائفة العلوية ، التي بت شخصياً أعجب لصمت مشايخها وشيوخها ومثقفيها وضباطها وحتى تقدمييها ويسارييها ، عما يفعله أبناؤهم الذين شاءت ظروف تاريخية معروفة ، وفي غياب كامل للديموقراطية وحرية الرأي ، ان تضع بين أيديهم ، كافة القدرات العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية لسوريا ، قلب العروبة النابض ، تلك القدرات التي بات نظام عائلة الأسد ، المتمترس خلف هذا البعد الطائفي المؤسف لهذا النظام ، يوظفها اليوم ، ضد أبناء الشعب السوري العظيم ، الذي كان يمكن أن يرتضي به رئيساً بالرغم من كل ماصاحب وصوله ووصول والده من قبله إلى سدة الحكم فيما لو استمع جيداً إلى مطالب هذا الشعب ، والتي وصفها هو نفسه بالمشروعة ، وعمل على تحقيقها . وكما تعلمون أيها الإخوة والرفاق ، فإن هذه المطالب لم تزد على مطالبة الشعب بالحرية والكرامة ، التي تعرفون جيداً أنهما كانا غائبين ومغيبين عن سياسة النظام ( قبل حافظ وبعده ) منذ قرابة نصف القرن .

إن شعب سوريا ، يذبح هذه الأيام ، أيها الإخوة العلويون ، من الوريد إلى الوريد ، على يد فرق وكتائب وألوية عسكرية تعرفونها جيداً ، تجوب شبيحتها ودباباتها وصواريخها ، سوريا من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال ، ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ، تذبح وتدمر وتنتقم وتفعل مالم يفعله هولاكو خان ( ابن جنكيز خان ) المعروف بهمجيته ووحشيته قبلهم !!.

إن تفرج العالم ( أمريكا وأوروبا وروسيا والصين بصورة أساسية ) على مايفعله بشار الأسد بالشعب السوري ، منذ انطلقت ثورته الديموقراطية ، ثورة الحرية والكرامة ، في منتصف آذار 2011 ، ليس تفرجاً عفوياً أو عاجزاً ، ولكنه تفرج مدروس ومقصود وهادف ، يقف وراءه خوف هذا ( العالم ) من ان تأتي لهم الديموقراطية السورية بما لايشتهون . لقد وضع هذا( العالم ) كل مبادئه وقيمه ، على الرف ، وقرروا أن يقفوا إلى جانب نظام ديكتاتوري فاشي ، كانت فضيلته الوحيدة بالنسبة إليهم هي، الصمت المطبق على احتلال إسرائيل لهضبة الجولان ، منذ 1967 ( حرب 1973 كانت حرب تحريك لاحرب تحرير ) وحتى هذه اللحظة .

إن صاحب هذا النداء الأخوي ، يعلم علم اليقين ، أن أبناء الطائفة العلوية لايمكن أن يقبلوا بمثل هذه المذابح والمجازر التي ترتكبها عائلة الأسد باسمهم في سورية ، ولذلك فإن شعبهم السوري ينتظر منهم موقفاً وطنياً وقومياً يضعهم في خندق واحد مع إخوانهم في درعا ودمشق وحمص وحماه وإدلب واللاذقية وحلب ودير الزور والرقة والحسكة والقامشلي ، وبالتالي مع الغالبية الساحقة من أبناء هذا الشعب ، المطالبة بالحرية والكرامة . ولنردد جميعاً قول المقنع الكندي :

 وإن الذي بين وبين بني أبي    وبين بني عمي لمختلف جدّاً

 فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم     وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا

 أراهم إلى نصري بطاءً وإن هم     دعوني إلى نصر أتيتهم شدّا

 ولا أحمل الحقد القديم عليهم     وليس كريم القوم من يحمل الحقدا

أخوكم : الدكتورمحمد أحمد الزعبي ، المقيم قسراً في ألمانيا .

=====================

وفاة رجاء غارودي

هشام ساقه الله

توفي يوم الأربعاء 13/6/2012م المفكر الإسلامي رجا غارودي، عن عمر يناهز الثمانية والتسعين عامًا، قضاها يمارس قناعاته من شيوعي في أقصى اليسار إلى مسلم، مقتنع بدينه يحارب العالم من أجل هذا الدين الإسلامي القويم، ومؤلف يكتب الكتب الإسلاميه، وينال عليها أرفع الجوائز، ورجل يقارع الصهيونية العالمية وينتصر عليها ويفضح زيف المحرقه التي يتغنى بها الصهاينة.

عدو الصهيونيه الأول في أوربا وأول من انبرى ليكشف زيف ماروجوه بوجود ستة ملايين قتيل في النازيه استطاع أن يدحضه بالأرقام والمعلومات الصحيحة. وكان من أهم مفكري العالم الذين تضامنوا مع شعبنا الفلسطيني ووقف بشراسة مدافعًا عنه، وخاصه بعد مذبحة صبرا وشاتيلا عام 1982 وما ارتكبته العصابات الصهيونية ضد أبناء شعبنا من مجازر وفي 2 يوليو 1982 أشهر غارودي إسلامه، في المركز الإسلامي في جنيف.

بعد مجازر صبرا وشاتيلا في لبنان أصدر غارودي بيانًا احتل الصفحة الثانية عشرة من عدد 17 حزيران 1982 من جريدة اللوموند الفرنسية بعنوان (معنى العدوان الإسرائيلي بعد مجازر لبنان). وقد وقع البيان مع غارودي كل من الأب ميشيل لولون والقس إيتان ماتيو. وكان هذا البيان بداية صدام غارودي مع المنظمات الصهيونية التي شنت حملة ضده في فرنسا والعالم.

في عام 1998 حكمت محكمة فرنسية على غارودي بتهمة التشكيك في محرقة اليهود في كتابه الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل، حيث شكك في الأرقام الشائعة حول إبادة يهود أوروبا في غرف الغاز على أيدي النازيين.

ظلّ ملتزمًا بقيم العدالة الاجتماعية التي آمن بها في الحزب الشيوعي، ووجد أن الإسلام ينسجم مع ذلك ويطبقه. ظلّ على عدائه للإمبريالية والرأسمالية، وبالذات لأمريكا.

وفي كتاب «الإسلام دين المستقبل» يقول غارودي عن شمولية الإسلام: (أظهر الإسلام شمولية كبرى عن استيعابه لسائر الشعوب ذات الديانات المختلفة، فقد كان أكثر الأديان شمولية في استقباله للناس الذين يؤمنون بالتوحيد، وكان في قبوله لأتباع هذه الديانات في داره منفتحًا على ثقافاتهم وحضاراتهم. والمثير للدهشة أنه في إطار توجهات الإسلام استطاع العرب آنذاك ليس فقط إعطاء إمكانية تعايش وتمازج لهذه الحضارات، بل أيضا إعطاء زخم قوي للإيمان الجديد: الإسلام. فقد تمكن المسلمون في ذلك الوقت من تقبل معظم الحضارات والثقافات الكبرى في الشرق وأفريقيا والغرب، وكانت هذه قوة كبيرة وعظيمة له. وأعتقد أن هذا الانفتاح هو الذي جعل الإسلام قويًا ومنيعًا).

ولد في فرنسا 17/7/1913م، من أم كاثوليكية وأب ملحد. دخل الجامعة في مرسيليا وفي إيكس آن بروفانس. اعتنق البروتستانتية وهو في سن الرابعة عشرة، وانضم إلى صفوف الحزب الشيوعي الفرنسي. وفي عام 1937 عين أستاذًا للفلسفة في مدرسة الليسيه من ألبي.

خلال الحرب العالمية الثانية أُخذ كأسير حرب لفرنسا الفيشية في الجلفة بالجزائر بين 1940 و1942. وفي عام 1945 انتخب نائبًا في البرلمان، وصدر أول مؤلفاته عام 1946. حصل غارودي على درجة الدكتوراه الأولى سنة 1953 من جامعة السوربون عن النظرية المادية في المعرفة، ثم حصل على درجة الدكتوراه الثانية عن الحرية عام 1954 من موسكو.

طرد من الحزب الشيوعي الفرنسي سنة 1970م، وذلك لانتقاداته المستمرة للاتحاد السوفياتي، وفي نفس السنة أسس مركز الدراسات والبحوث الماركسية، وبقي مديرًا له لمدة عشر سنوات.

 

اعتناقه للإسلام

وبما أنه كان عضواً في الحوار المسيحي الشيوعي في الستينيات، فقد وجد نفسه منجذبًا للدين، وحاول أن يجمع الكاثوليكية مع الشيوعية خلال عقد السبعينيات. وبدأ يميل ويقترب إلى الإسلام في هذه الفترة.

نال جائزة الملك فيصل العالمية سنة 1985 عن خدمة الإسلام، وذلك عن كتابيه

 Promesses de l’Islam وعود الإسلام ، و

L’Islam habite notre avenir الإسلام يسكن مستقبلنا،

وكذلك لدفاعه عن القضية الفلسطينية.

الى رحمة الله أيها المفكر الإسلامي العظيم أنت الذي أثريت المكتبة الإسلامية، ومارست قناعاتك باتجاهات مختلفة، حتى رسوت على شاطىء الإسلام العظيم، راجين من الله العلي القدير أن يتقبلك مع النببين والصالحين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا.

=========================

الحقيقة الغائبة

 بقلم: الدكتور عثمان قدري مكانسي

يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون:

تخاصم كل نسَمَة وتحاج عن نفسها ; جاء في الخبر أن كل واحد يقول يوم القيامة : نفسي نفسي ! من شدة هول يوم القيمة سوى المبعوث رحمة للعالمين محمد صلى الله عليه وسلم فإنه يسأل في أمته، فيقول : اللهم أمتي أمتي. وفي حديث عمر أنه قال لكعب الأحبار : يا كعب , خوفْنا هيجْنا حدثْنا نبهْنا . فقال له كعب : يا أمير المؤمنين , والذي نفسي بيده لو وافيْتَ يوم القيامة بمثل عمل سبعين نبيا لأتت عليك تاراتٌ لا يهمك إلا نفسك , وإن لجهنم زفرةً لا يبقى ملك مقرب ولا نبي منتخبٌ إلا وقع جاثيا على ركبتيه , حتى إن إبراهيم الخليل ليدلي بالخُلة فيقول : يا ربِّ , أنا خليلك إبراهيم , لا أسألك اليوم إلا نفسي ! قال الفاروق عمر: يا كعب , أين تجد ذلك في كتاب الله ؟ . قال كعبٌ: إنّه في قوله تعالى: " يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون". وقال ابن عباس في هذه الآية : ما تزال الخصومة بالناس يوم القيامة حتى تخاصم الروحُ الجسد ; فتقول الروح : رب , الروحُ منك أنت خلقته , لم تكن لي يد أبطش بها , ولا رجل أمشي بها , ولا عين أبصر بها , ولا أذن أسمع بها ولا عقل أعقل به , حتى جئت فدخلت في هذا الجسد , فضعّفْ عليه أنواع العذاب ونجني ; فيقول الجسد : رب , أنت خلقتني بيدك فكنتُ كالخشبة , ليس لي يد أبطش بها , ولا قدم أسعى به , ولا بصر أبصر به , ولا سمع أسمع به , فجاء هذا كشعاع النور , فبه نطق لساني , وبه أبصرتْ عيني , وبه مشتْ رجلي , وبه سمعتْ أذني , فضعّفْ عليه أنواع العذاب ونجني منه . قال ابن عباس: فيضرب الله لهما مثلا أعمى ومقعداً دخلا بستانا فيه ثمار , فالأعمى لا يبصر الثمرة ، والمقعد لا ينالها, فنادى المقعد الأعمى ايتني فاحملني آكلْ وأطعمْك , فدنا منه فحمله , فأصابوا من الثمرة ; فعلى من يكون العذاب ؟ قال : عليكما جميعا العذاب ; .......ذكره الثعلبي ( تفسير القرطبي).

أقول : فإذا كانت الرسل الكرامُ والملائكة المقربون تخشى هذا اليوم ، وتخافه حتى إنهم – وهم الذين لا يحاسبون ولا يأخذون كتبهم فهم في علّيين ولأن الله تعالى ذكر مرات عديدة أن أجرهم في تبليغ الرسالة يؤهلهم لدخول المقامات العليّة وهم أوائل من يدخل الجنة دون حساب ولا عذاب – يخافون وتَوْجل قلوبُهم ، فأين نحن منهم وما ترتيبنا بعدهم؟! ولماذا يَرين على قلوبنا الذنب والأخطاء حتى ننسى هذا الموقف الذي يزلزل الأركان ويعصف بالقلوب والحنايا؟!

اللهم إليك المشتكى وعليك التكلان ، وأنت الرحيم بعبادك فنجّنا من عذاب الآخرة ، واغفر لنا زلاتنا

يا أرحم الراحمين.

======================

سوريا وسيناريو البوسنة

دإبراهيم حمّامي

DrHamami@Hotmail.com

ما أشبه اليوم بالبارحة!

تصريحات وبيانات وتحذيرات وقلق وتوتر وموجات من الاتصالات بين العواصم الكبرى صاحبة القرار، وليونة واضحة في الموقف الروسي، بل تخلي عن حليفهم بشار الأسد، مع صراخ وضجيج عن حرب أهلية باتت قاب قوسين أو أدنى في سوريا، وتسريبا صحفية عن تدخل عسكري وشيك.

نفس السيناريو بحذافيره يتكرر، ذات الاخراج الذي شهدناه إبان حرب البوسنة والهرسك، تغير الزمان والمكان لكن بقيت اللعبة هي ذاتها.

بقي العالم "الحر" يتفرج على مذابح الشعب البوسني قرابة الأربع سنوات، لا يحرك ساكناً إلا التنديد والتهديد المدروس، قصف وذبح وتدمير وضحايا بالآلاف، والأمم المتحدة والغرب وروسيا تقول ولا تفعل، تهدد ولا تنفذ.

وبعد أن شد مسلمو البوسنة من عضدهم، وبعد أن تحولوا من موقع من يتلقى الضربات، إلى موقع المدافع الشرعي عن النفس وبدأوا بتسجيل الانتصارات الميدانية، تذكر العالم فجأة أن هناك إبادة في قلب أوروبا، تدخلوا وفصلوا بين الأطراف ليس دفاعاً عن مسلمي البوسنة كما يتغنون، بل منعاً لهم من تحقيق أي انتصار.

يومها ترك الروس أبناء قوميتهم من الصرب، ظن الناس أنه تخلٍ عنهم، لكن الحقيقة أنها كانت حماية وإبقاء لهم كلاعب رئيسي في البوسنة والبلقان، بدلاًُ من الحاق الهزيمة بهم.

السيناريو يتكرر في سوريا نصاً وحرفاً:

- مطالب بالاصلاح عبر النظام في سوريا، ولنتذكر أن الولايات المتحدة سارعت وبعد اشهر من الثورة السورية للنأي بنفسها عن تصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بأن الأسد فقد شرعيته

- جولات وزيارات مكوكية من وإلى دمشق مع تصعيد إعلامي ناعم

- مهلة تتبعها أخرى لا تتم الاستجابة لها

- خطة ثم مبادرة ثم مبادرات ولا من مجيب

- مراقبون – عشرات منهم فقط لا غير، وللتذكير كانت البوسنة تخضع لنظام الجيوب أو المناطق الآمنة وبوجود آلاف المراقبين الدوليين بحماية طيران الناتو، ولم يستطيعوا منع مجزرة سربرنيتسا

- المراقبون عاجزون عن فعل أي شيء حتى إرسال التقارير

- الخطوة الأخيرة في البوسنة كانت اختطاف المراقبين وربطهم بالمناطق والجسور الحيوية، ويبدو أن النظام في دمشق بات قاب قوسين أو أدنى من فعل ذلك بعد استهدافه المباشر للمراقبين ومنعهم من التحرك

أما الفصل الأخير في البوسنة فكان التدخل الخارجي بعد أن بدأ مسلمو البوسنة تحديداً تحقيق انتصارات ميدانية ضد الصرب.

اليوم نسمع ونقرأ تصريحات عن الشأن السوري وكأنها قص ولصق من البوسنة والهرسك، بل أن وزير الخارجية البريطاني قالها بصراحة ووضوح: الوضع في سويا اليوم يشبه الوضع في البوسنة في تسعينيات القرن الماضي.

حقيقة الأمر أن الوضع في سوريا لا يشبه الوضع في البوسنة بأي صورة أو شكل، إلا من ناحية اقتراب التدخل الخارجي بحجة حماية المدنيين بعد أن تركوهم وتفرجوا عليهم لأشهر طويلة.

من يرسم ملامح المنطقة اليوم هم أبناء الشعب السوري البطل الثائر في وجه الظلم، والعالم الظالم المنحاز للطغيان لا يتحرك اليوم إلا على وقع فقدان نظام الاجرام للسيطرة في سوريا، وعلى وقع الضربات المتتالية والموجعة لهذا النظام في قلب دمشق وفي كل مدينة وقرية سورية.

من يريد الدفاع عن الشعب السوري فخياراته كثيرة وليس أقلها عزل النظام وقطع العلاقات معه، وهو الأمر الذي لم تفعله حتى الدول العربية – طرد السفراء ليس قطعاً للعلاقات – ومنها دعم الجيش الحر وتمكين السوريين من الدفاع عن أنفسهم، لا إغلاق الحدود في وجوههم ومنع جمع التبرعات لهم.

التدخل الخارجي اقترب، لكن ليس لحماية السوريين، إنما لحماية أعداء السوريين، التدخل اقترب لإجهاض الثورة وسرقتها ولإبقاء ذيول النظام حامي الحمى، وفهمكم كفاية!!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ