ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الثورة
في سورية أكبر من محرقة جنيف ..
لا جواب سوى أن يتلاقى
السياسيون مع الثوار على أرضية
الثورة نبيل
شبيب من
العبث الحديث عن دور دولي يخدم
الشعب السوري وأهداف ثورته
التحررية الكبرى.. هكذا دون ثمن،
ولا يمكن للشعب الثائر في سورية
أن يقبل بإسقاط الاستبداد
الهمجي في الداخل ليقبل بوضع
جديد ينطوي على تبعية أجنبية
لأي قوّة خارجية، فكل تبعية
أجنبية نوع من أنواع الاستبداد
الخارجي، يقيّد الحق السيادي
الحاسم: صناعة القرار. ما جرى
في جنيف يمثل توافقا ناقصا بين
قوى دولية، لكل منها أهدافها في
التعامل مع الثورة الشعبية في
سورية، ولا تتحرك هذه القوى
الدولية، منفردة أو مجتمعة، إلا
بالسرعة التي تقررها لنفسها،
والقرار خاضع للمصالح الذاتية..
ولكنه خاضع أيضا لما يحدث على
الأرض، وهذا ما يملك الثوار
صنعه، وهو ما ينبغي أن يكون محور
الاهتمام لديهم. لا
علاقة لقرار جنيف.. بأهداف شعب
سورية الثائر. قرار جنيف.. قرار
يعبر عن مواطن النزاع فيما بين
صانعي القرار، وليس عن واقع "النزاع"
بين شعب ثائر وعصابات متسلّطة
بالحديد والنار والإجرام
الهمجي على الوطن وأهله. يمكن
لمن يريد أن يخوض في عالم
السياسة -مهما كانت دوافعه
ومهما كان حجمه الحقيقي- أن
يتعامل مع قرار جنيف بصورة ما،
فيرفض أو يقبل، ويطالب أو
يتجاهل، ويساوم أو يترفّع عن
المساومة، وجميع ذلك لا يعفيه
من السؤال: أين موقعه هو من
الثورة الشعبية بمقياس "دعمها"
ليكون له قسط من "تمثيلها"؟.. . . . لم
يتفق المؤتمرون في جنيف حتى على
تفسير مشترك لما صدر عنهم تحت
عنوان حكومة انتقالية شاملة
لجميع الأطراف، ولكن حتى في
حالة من يقول بحكومة انتقالية
مع "تنحّي" المتسلّط على
السلطة دون مشروعية من اللحظة
الأولى لتسلّطه، ماذا يعني
القرار على أرض الواقع بالنسبة
إلى مسار الثورة؟.. - فترة
زمنية أولى لنقل نتائج القرار
إلى مجلس الأمن.. - فترة
زمنية ثانية لمشاورات المجلس
على صياغة قرار.. - فترة
زمنية ثالثة للقبول والرفض
والمساومات والتعديل.. - فترة
زمنية رابعة -إذا صدر قرار عن
المجلس- للتفاوض مع الطرف الذي
يواصل ارتكاب جرائمه الهمجية.. - فترة
زمنية خامسة.. وسادسة.. وسابعة.. وعند
مقارنة وسطي عدد الشهداء في
بداية الثورة في حدود العشرات
أسبوعيا مع وسطي عددهم الآن في
حدود العشرات يوميا.. يمكن أن
ندرك ما تعنيه هذه الفترات
الزمنية على أرض الواقع في
سورية. . . . يجب أن
يدع الثوار الأحرار الانشغال
بذلك القرار دون جدوى ولا فائدة
ولا سقف زمني، لأولئك الذين
يحبون أن يشغلوا أنفسهم به،
باسم السياسة، سواء اعتبروها
"سياسة واقعية" أو فنّ
الممكن" أو مهنة من المهن. وليشتغل
من يريد أن يشتغل بالعمل على "توحيد
المعارضة".. شريطة أن يكون
توحيدها تحت لواء الثورة
والثوار والوطن والأحرار وليس
تحت لواء "التوافق مع ما
يريده مجتمع القوى الدولية أو
بعضها". قد لا
يملك الثوار سلاح الأقلام
والأوراق والمؤتمرات واللقاءات
الرسمية، وقد يحتاجون إلى من
يملك هذا السلاح.. ولكن على أن
يكون سلاح معايير التغيير التي
صنعتها الثورة وفرضتها، وليس
سلاح "سياسات ومعايير
وأساليب تقليدية" من حقبة ما
قبل الثورة. الثوار
هم من يملكون صناعة الواقع على
الأرض.. وهم يصنعونه، وسلاحهم
فيه دماء طاهرة وآلام لا حدّ لها..
وسلاحهم أيضا تصميم وعزيمة،
وصمود وإقدام، وتضحيات
وبطولات، ممّا لا يكاد يصدّق
وجوده ولا مفعوله كثير ممّن
يشتغلون بالأقلام والأوراق
والمؤتمرات. لقد
وصل إنجاز الثورة حتى الآن إلى
مرحلة تشهد فيما تشهد في الوقت
الحاضر: -
تحوّل الهمجية القمعية
الإجرامية إلى جنون شامل.. بعد
أن كانت في حدود جنون متنقل من
بلدة إلى بلدة.. -
تحوّل الإجرام من المواجهة
بالقتل "واللقاءات مع
الوجهاء" إلى القتل الأرعن
المتواصل دون انقطاع.. -
تحوّل الهمجية الاستبدادية
لأساليب "الحرب" الصهيونية
والأمريكية العدوانية بالقصف
عن بعد فقط.. -
تحوّل نوعية الانشقاقات عن
الهمجية الاستبدادية بما تجاوز
الأطراف إلى محاور أساسية في
بنيتها الهيكلية.. -
تحوّل الجناح العسكري الحرّ
للثورة الشعبية من عمليات
انشقاق ودفاع إلى عمليات نوعية
فاعلة.. -
تحوّل مسار الثورة إلى إنجازات
"جغرافية" على الأرض لصالح
كتائب الأحرار في المواجهات
المباشرة.. - وصول
الثورة إلى قطاعات شعبية أوسع
ممّا مضى بدأت تعبّر عن نفسها
قدر المستطاع رغم حجم المخاطر
والتضحيات.. . . . صحيح
أنّ الثورة في حاجة إلى السياسة..
وهذه عبارة طالما ردّدها كثير
ممّن يقولون إنهم يشتغلون في
عالم السياسة. فليكن..
شريطة أن تكون "سياسة الثورة"،
أي الانطلاق من أهداف الثورة
لفرضها عالميا، مثلما يفرض
الثوار واقعا جديدا على الأرض. لا
يكفي رفض قرارات ومساومات
عالمية من قبيل ما صدر عن جنيف،
ما لم يقترن الرفض بمطالب
يكتبها الثوار بدمائهم، وطرحها
عالميا.. أنّها ليست مادة
للمفاوضات والمؤتمرات. لا
يكفي رفض مشروع حكومة انتقالية
تضمّ القاتل والضحية.. بل ينبغي
تشكيل "حكومة انتقالية ثورية"
لا تضم أحدا سوى من يثق الثوار
بهم ويقبلون بهم. لا
يكفي رفض برنامج لتوحيد
المعارضة تضع بنوده قوى سياسية
عربية ودولية، بل ينبغي وضع
برنامج لتوحيد المعارضة على أرض
الثورة بما يتلاقى مع إرادة
الثوار.. واقعا لا زعما. =========================== فراس
حج محمد/فلسطين كثيرة
هي التنظيرات التي يشبع منها
الناس ويلوكها أصحابها متباهين
فيها في كل محفل وندوة، ولكنها
في حقيقة أمرها سراب بلقع، لا
طائل من ورائها ولا تشفي أنة
موجوع ولا تبل غلة صديان، في كل
منحى من مناحي حياتنا التي
ملأها الخراب، ونخر في أساساها
الداء الاجتماعي والثقافي قبل
الداء السياسي. ومن
المجالات التي أصابها العفن في
هذه البقع الجغرافية اليائسة
مجالات البحث العلمي، فكثيرا ما
نسمع عن أرقام وإحصائيات توثق
لحجم ميزانية البحث العلمي،
لتكون نفقات القصر الجمهوري أو
الملكي أعلى بكثير من مخصصات
وزارة أو وزارتين بما فيهما
وزارة التربية والتعليم أو
التعليم العالي أو وزارة
الثقافة. إن دولة ونظاما لا
يهتمون بهذه المجالات لهي دولة
تحكم على نفسها بالتلاشي والموت
عاجلا أم آجلا. لقد
برز الخراب كبيرا حتى في أروقة
الجامعات، والتي يفترض فيها أن
تكون راعية للبحث العلمي ومشجعة
عليه، ولكنها في حقيقة أمرها،
تحولت إلى ملجأ لكل طالب يلهث
وراء بطاقة في آخر أربع سنوات،
وأصبح مضمون التخرج على قاعدة
من دخل دار أبي سفيان فهو آمن،
لأنه باختصار يدفع ما عليه،
فجامعتنا ومخرجاتها غدت تهرول
نحو الحضيض بسرعة هائلة، ولا
شيء يوقف تدهورها، ما دامت ترى
في هذه السياسة ترعرعا لمصالحها
المادية واكتنازا لأرصدة
القائمين عليها. فلم
تعد الجامعات تربي في الطالب
روح البحث العلمي السليم
والتنقيب ومعاركة المعلومات
وغربلتها، وبلورة رأي شخصي خاص
ومميز، وغدت المقررات الجامعية
مقدسة، ومؤلفات المحاضرين خطا
أحمر لا يجوز البحث عما
يخالفها، وإلا ستكون من
الراسبين الحاملين على أكتافهم
عبء المساق، ناهيك عما يعنيه
ذلك من مصائب في دفع ثمن المساق
مرة أخرى في ظل أوضاع اقتصادية
متردية، ومصاريف الذهاب
والإياب، عدا الوقت المهدور،
فيضطر الطالب المسكين لطأطأة
رأسه، لأنه لا إدارة جامعية
تحميه ولا اتحاد مجلس طلبة يقف
إلى جانبه، لأن الكل مستند إلى
اعتبارات غير علمية وغير
موضوعية، فيداس الطالب بالأرجل
ولا يسأل عنه، وحال الطلبة يقول:
اللهم نفسي نفسي، اللهم سلم،
فلا يلتفتون لزميلهم لتضامنهم
معه، فيصحو وإذا به في الميدان
وحيدا خائبا خاسرا، ليعيد الدفع
والانتظام، مع القهر وعدم
الرغبة في أن يكون نافعا، لأنهم
اضطروه لأن يكون جبانا، فهل
الجبان سيصنع جيلا قويا؟؟ لقد
شهدت وأنا طالب في الدراسات
العليا مواقف مخجلة يندى لها كل
ذي ضمير حي، إذ كيف يتعرض طالب
في قاعة المحاضرة للطرد من
المحاضر، لمجرد رأي قاله خالف
فيه ذلك المحاضر، كيف يعتمد
أحدهم رأيا لأستاذ آخر في فهم
جملة نحوية أو بلاغية فيكون
مصيره الإهمال وعدم الاعتراف؟
كيف يكون الطالب في الجامعة
ذليلا تحت رحمة أستاذ دكتور، هو
ليس عالما، بل هو دكتاتور في فرض
آرائه ومراجعه على طلابه؟ كيف
وكيف وكيف؟ وتطول الأسئلة وتبقى
المرارة باقية والغصة تدمي
القلب إن
أجيال الخريجين غدت أجيالا
ممسوخة ليس لها أفق علمي أو منحى
تفكيري خاص ومميز، عدا أنهم لا
شخصيات لهم، فقد ساسوهم بالجبن
والإخضاع والخوف، فساهموا في
تحويل المجتمع إلى قطيع يساس
بالسوط والعلف ليس إلا. فأين
سيصنع التغيير إذا كانت جامعتنا
مصانع تدمير وبوار وخسران،
فلنعد قليلا إلى الوراء لنرى
أثر جامعة القاهرة وجامعة
الأزهر وجامعة دمشق وجامع
الزيتونة وغيرها الكثير في بلاد
العرب المترامية الأطراف، لترى
كيف أنبتت العلماء بالإجازة
الأولى (الليسانس)، ولم تكن
شهادات الدراسات العليا شائعة
بعد، فكانوا الأدباء والمفكرين
وصناع القرار، فأين اليوم
البائس من الماضي الجميل؟! ======================== اليونسكو
تنتصر للتراث الفلسطيني إبراهيم
عباس بيت
لحم مدينة فلسطينية عريقة ،
وكانت تسمى زمن الكنعانيين (أفراته)
. وقد اكتسبت شهرتها باعتبارها
المدينة التي ولد فيها السيد
المسيح عليه السلام . وعندما
دخلها الخليفة الراشد عمر بن
الخطاب رضي الله عنه لم يصلّ في
كنيستها (كنيسة المهد) ، ولكنه
صلى في موضع قريب منها ، سمي بعد
ذلك باسم حنية عمر .وقد دخلت بيت
لحم مرحلة جديدة في تاريخها
العريق أمس الأول (الجمعة) بصدور
قرار اليونسكو إدراج كنيستها
الكبرى (كنيسة المهد) التي تعتبر
أقدم كنيسة في العالم ، على
قائمة التراث العالمي بأغلبية 13
صوتاً من أصل 21 مقابل ستة أصوات
معارضة وامتناع اثنين عن
التصويت وبما يعتبر أول ثمرة من
ثمار قبول فلسطين في عضوية
منظمة اليونسكو في أكتوبر
الماضي . أهمية
تلك الخطوة تكمن في توثيق هذا
الأثر العريق باعتباره أثرًا
عربيا فلسطينيًا ، واعتباره
معلما من معالم التراث العالمي
وما يتيحه ذلك من التمتع بحماية
اليونسكو ، وحيث لم يعد خافيًا
أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لم
تستثن الأماكن المسيحية
المقدسة من اعتداءاتها ، فقد
تعرضت كنيسة المهد نفسها
لاعتداءين كبيرين أحدهما عام 1971،
والآخر عام 1977. كما لا ننسى
الحصار الإسرائيلي على الكنيسة
في أوائل أبريل 2002 واستمراره
على مدى 40 يومًا كانت مدينة بيت
لحم وقتها تعيش تحت الحصار ضمن
حملة السور الواقي التي أطلقها
السفاح 'أرئيل شارون حينذاك
،عندما تقدم ما يزيد عن مائتي
فلسطيني ما بين مقاتلين
ومواطنين ، ورهبان من
المسيحيين، لم يكن أمامهم غير
الكنيسة ليحتموا بها. ما
يدعو إلى الاستغراب في أول رد
فعل دولي على القرار إعراب
الولايات المتحدة الأمريكية عن
خيبة أملها من إدراج الكنيسة
على لائحة التراث العالمي .
فهكذا قرار ليس له أي علاقة من
قريب أو بعيد بأمن إسرائيل ،
كونه شأنا فلسطينيا محضا يتعلق
بمدينة فلسطينية وأثر فلسطيني
عربي داخل الأراضي الفلسطينية
المحتلة في حرب يونيو 67. لكن
سرعان ما يزول هذا الاستغراب
إذا عدنا بذاكرتنا إلى شهر
أكتوبر الماضي عندما كان رد فعل
واشنطن على قبول اليونسكو
فلسطين عضوًا فيها وقف مساهمتها
للمنظمة التي تشكل ربع
ميزانيتها. لا شك
أن اليونسكو انتصرت مرة أخرى
للتراث الفلسطيني الذي يعتبر
مكونا أساسا من مكونات عروبة
فلسطين، ويبقى هنالك خطوات أخرى
هامة أمام السلطة الفلسطينية
قيد الانتظار أهمها الطلب من
اليونسكو وضع المقدسات
الإسلامية في القدس ضمن قائمة
التراث العالمي. ===================== دعيت
إلى جلسة في دمشق الفيحاء ، فلم
أوافق ، لأني الممتنع عن الظهور
، فليس مغرياً حضوري في الأفق
المفتوح على المقابر ، ولكن ،
ربما أيضاً تحركت بي القوة التي
تحفز الطاقة المختبئة في روح
الإنسان ، حيث تقول " لا "
في الوقت الذي يتوقع الآخرون ،
كلهم ، أن تقول " نعم "
وربما لأن الإنسانية هي الحفيد
الوسيم لمنطقة الوجدان
الإنساني ، حيث الكلمات - تضمد
كلمة " أحبك " - الجريحة منذ
وقت طويل في هذه البلاد ! لكنني
أخيراً انتصرت ، نصراً مما
لايسجل إلا على وسادة ناعمة
وملأى بالأشواك ، في الوقت نفسه
، وسادة الضمير . فأنا
أشعر منذ زمن بعيد ، بعيد، ولم
استطع الكتابة انفعالاً بما
يجري في بلادنا ، لأنه أكبر من
لغة الأيام ، والكتابة الفلسفية
الما وراء طبيعية ، وكتابة
الدنيا، كما أنني لست قادراً
على القراءة ، بصوت غير مرتبك ،
ولائق بحزننا ، فالنطق ، وحده ،
نعية سعيدة ، وما لم استطع إهداء
نصي الحر، إلى أفق سعيد ، أكون
كمن يقيم عرساً في مأتم . وكيف
لي أن احضر تلك الجلسة، دون ما
أراه في براءة الضمير ، وأن
الحياة التي أحببتها ، لم تعد
موجودة ، ياللحسرة ، المدن
السورية ، وقراها ، تعيش حياة
قيامها ، وقعودها ، وجلساتها . ولم
يعد هناك المكان ، الذي يذهب
اليه أحد دون النظرة الفارغة
إلى عالم يزداد فراغاً ، وهو
مملوء حياة . وفي
المحاولات لإيجاد حل نفسي لصراع
المتناقضات عندالفرد الأعزل
السوري ، البريء ، ثمة محاولات ،
في كل انحاء المعمورة ، لإيجاد
حلٍ لهذا الاستعصاء ، غير
البريء، عند القادة العظام من
هذا العالم ! أصحاب
القبعات الخضر ، أحياناً يشبهون
" أرسين لوبين " بحثاً عن
الحلقة المفقودة في الجريمة
الواضحة ، وأحياناً يشبهون معلم
المدرسة ، الذي يحيره همهمة
مشاغب ، في صف مراهق ، ولكنهم في
كل شيوخ الكار، لم يستطيعوا أن
ينقصوا عدد القتلى واحداً ، بل
في ازدياد ! كما لم يستطيعوا أن
يكتشفوا الفارق بين المدفع
والرشاش، وساطورة الجزار ،
وبالفحص العسكري والمهني لنوع
الأسلحة ، ونوع أشكال الموت
،الذي لم يوحد نبرته ، أنين
الضحايا ! والذي
تفعله تلك النار، التي نراها
تشعل تحت طناجر طبخنا ، تطبخ ،
لنا طبيخاً لايعرف العارف ، ولا
" العراف " أي طبيخ منه
مسموم ؟ ومن سيأكل ، ومن يمتنع
عن الأكل ، في وليمة الربع ساعة
الأخيرة ، من مطاحنة الموت أ
والحياة . لم يكن
في الخيال الشرير، لأي سوري
لديه معرفة ، أو تربى لأب وأخ
وأم للجهل ، أن يتصور مثلاً
ماحدث في "جبل الزاوية "
الأشم ، الذي أنتمي إلى قرية
فيه، " مرعيان " وربما كنت
أزعم حتى وقت قريب، أن " لكل
مشكلة حل " ، وكنت أقول : أن
السوريين لم يكونوا عنيفين لأي
سبب، حتى لأسباب الخلاف في فقه
الفتاوى ، أو الخروج الحر من دين
إلى دين آخر، ولا لأسباب العراك
على تخوم " الحواكير "
والأرض الصغيرة ، حين تخطئ سكة
الحراثة ، فتأكل أمتاراً من أرض
العم حسن ، أو العم إبراهيم ،
فيتعاركا ، رأيت أغنياء عنيفين
وسلطات عنيفة ، فيورثا إلى
أبنائهما الفقر والخراب
والدمار ! لكني
كنت أحد السوريين البسطاء ،
وسأبقى ، وهم يبدون شجاعتهم في
حرب تشرين ، يقتحمون الموت ،
ويموتون ، ليحيوا، كنا نأكل
معلبات ونشترك في قصفة
خبزيابس،تحت القصف الجوي . ولكن
الآن ، أغيب عن الوعي والإدراك ،
من هذه الطبيعة الجديدة ، فحتى
لو أمطرت السماء رصاصاً ، لن
أفهم أن يقتل بريء واحد ! فبريء
واحد مقتول في نظري ، فقاتله ،
كأنما قتل الناس جميعاً ، وهي
" مجزرة كاملة الوصف ! من أجل
" جبل الزاوية " الأشم أختم
هذا النص المتواضع . في جبل
الزاوية تعلمت أول حرف ، وفيه
أحببت أول مرة ، وعلمت أن الدين
للناس جميعاً " فمن شاء
فليؤمن ومن شاء فليكفر " وفيه
تعلمت الدين من والدي أصبحنا
وأصبح الملك لله ، وفيه كتبت أول
موضوع ٍ إنشائي متواضع عن
الشاعر أبي تمام، مداحة، نواحة . في جبل
الزاوية ، أطلقت أول رصاصة
تدريب ، لأساهم ، في غسيل عار
هزيمة عام الفٍ وتسعمائة وسسبع
وستين ،. وبعدها تطوعت في جيش
وطني عقائدي، لتحريرأرضي
الوطنية المغتصبة . عودُ
ياجبل الزاوية ، والعود أحمد ،
لجبل فيه الطيبات ، أطيب كرز في
العالم ، واطيب عنب ، وتفاح ،
وخوخ ، ورمان ، وتين ، وزيتون ،
وأغلب فاكهة الدنيا فيك ياجبلي . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |