ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 08/07/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

الوطن للجميع ولا ضامن إلا الله

د.أسامة الملوحي

في مؤتمر القاهرة الموسع للمعارضة السورية أدرجت اللجنة التحضيرية في وثيقة العهد المقترحة عبارة أن السوريين سيمضون على شعار آبائهم المؤسسين للدولة ( الدين لله والوطن للجميع) .

هكذا فعلوا بطريقة إقحام العبارات وتمريرها وفرضها وقالوا لقد توافقنا عليها والتوافق لدى المعارضة السورية مقدس وبالتوافق مررت في السابق وتمرر امور كثيرة.

وبلا تردد اعترضنا واعترضت غالبية الحاضرين واعترض الأب باولو.

الأب باولو وهو القس الذي كان في دير مار موسى الحبشي قرب دمشق اعترض على السفاح وساعد الثوار من قبل فأبعده النظام ...والأب باولو اعترض وهو جالس بين المعارضين السوريين وقال من غير اللائق ان تضعوا هذه العبارة (الدين لله والوطن للجميع ).. لا يليق ذلك أبداوالثوار السوريون خرجوا يدفعهم دينهم ويلهمهم دينهم ويبشرهم دينهم فكيف تعزلون عنهم دينهم... هكذا اعترض القس باولو ...اعترض وأدهشنا جميعا .

وعبارة الدين لله والوطن للجميع عبارة غادرت معناها الحرفي الى معنى اصطلاحي محدد وتستخدم العبارة للإشارة إلى هذا المعنى الذي فحواه عند معتنقيه : (الدين من عبادة وطقوس هي لله ولا حظر على ذلك والوطن للجميع يجب أن يكون معزولا عن الدين ولا يكون الوطن للجميع عندهم اذا تدخل الدين أو أُدخل في الحياة العامة).

والغريب أن الإسلام يساوي في مواطنة ساكني الوطن الواحد ويضمن للجميع حرمة متساوية في الدم والمال والعرض ..

 فمن قتل تفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا ولا تحديد للنفس أن تكون مؤمنة أو غير ذلك .

ولا إكراه في الدين ...أساس محكم متين يضمن لكل منتم لأي دين أن لا يقحم أحد أي جزء من الاسلام في فكره ارغاما .

ومن آذى ذميا فقد آذى النبي... أساس في الاسلام أصدره النبي و لامثيل له في التاريخ ..قول يجعل من ليس مسلما مواطنا ذو حصانة أشد من حصانة المسلم.

وكثير كثيرمن الضمانات الربانية في الاسلام...كثير جعل أرض المسلمين على الدوام ملاذا آمنا لأصحاب الديانات الأخرى.

وأن يكون غير المسلم محضونا بين أمر الله ووصية نبيه يجعله في أمان وضمان يأثم فيه من يخالف ويعص الله ورسوله من لا يستجيب.

و الغريب الغريب أن لا يطلع كثير من العلمانيين على ذلك .. إنهم يتكلمون بلا معرفة أو حتى اطلاع....وحق لنا أن نصفهم بالجهلانيين...واذا نظرت واستمعت اليهم وهم يداولون عباراتهم ويطرحونها لوجدت نموذجا حقيقيا لديكتاتورية الرأي واقحام الأفكار ... وبعضهم بلا شك يشترك مع بشار السفاح في أمنية أن يستأصلوا كل قابض بقوة على دينه ... ويعتبرون الشعب المؤمن على فطريته جاهل معمّى ويجب أن يأخذ منهم الوعي والفكر.

لكل ذلك ولأن الثوار رفعوا وما يزالون اسم الله الجليل فلا قبول أبدا لما اقحمه الجهلانيون ...

وستكون باذن الله سوريا المستقبل وطنا للجميع بأمر الله وضمانته وبوصية نبيه الأمين .

عاشت الثورة السورية المباركة وسلام على شهدائها والله أكبر .

======================

الثورة السورية ومسارات التدويل (7) .. جريمة « جنيف»!!!

د. أكرم حجازي

لم يكن من هدف لخطة أنان الأولى، التي من المفترض أن تستمر لثلاثة أشهر تنتهي في 15/7/2012 إلا « إدارة للأزمة»، بما يعفي الغرب من المسؤولية اليومية المباشرة. إذ أن الغرب يعاني هو الآخر من أزمات اقتصادية ومالية خانقة تضرب صميم المنظومة الرأسمالية .. وهو بالتالي بحاجة إلى بعض « الراحة» كي يتفرغ لمواجهة مشكلاته الخاصة به، والتي تهدد سلامة النظام الاقتصادي الدولي وتنذر بانهيار الرأسمالية. أضف إلى ذلك أن « المركز» ( بشقيه الغربي والشرقي) كان مقدما على انتخابات برلمانية أو رئاسية أو بلدية كما هو الحال في اليونان وفرنسا وبعض مقاطعات ألمانيا. وهي الانتخابات التي أوقعت فزعا بأحزاب اليمين الأوروبي جراء تقدم قوى اليسار على خلفية السياسات الأوروبية في مواجهة أزمة الديون في منطقة اليورو.

 

 هكذا اضطر « المركز» إلى إحالة الثورة السورية وما تحتاجه من متابعة يومية، إلى الأمم المتحدة لوضعها بجعبة كوفي أنان، الذي تخصص تاريخيا بالأزمات الدولية ذات الطابع الدموي، بدءً من مذابح رواندا بين قبيلتي الهوتو والتوتسي في أواخر الثمانينات من القرن الماضي، والتي قتل فيها خلال أسبوعين نحو ثلاثة أرباع المليون من الجانبين، وانتهاء بمذابح كوسوفو مع منتصف تسعينات القرن. لكن « إدارة للأزمة» لا تعني أن « المركز» كان سيمانع لو أن أنان توصل إلى حل مع النظام، وهو الأمر الذي فشل مع الذهاب إلى جنيف مؤخرا. والسؤال: هل ثمة فرق بين خطة أنان الأولى والثانية؟ أو بمعنى آخر: ما الذي اجتمع عليه « المركز» في اجتماع جنيف؟ وما الذي يدبره للثورة السورية؟

 

عشية مؤتمر جنيف

 

 في 29/6/2012 كتب روبرت فيسك، الصحفي البريطاني القريب من دوائر صنع القرار الغربي والخبير في شؤون « الشرق الأوسط»، مقالة في صحيفة « الاندبندنت» البريطانية بعنوان: « النفط أهم للغرب من القتل في سوريا». وفيها ينقل عن « مصدر ملم بخطط تتعلق بنقل السلطة من حزب البعث» قوله أن الأميركيين والروس والأوروبيين: « يسعون للتوصل معا إلى اتفاق يسمح للأسد بالبقاء زعيما لسوريا لما لا يقل عن سنتين أخريين، مقابل تنازلات سياسية لإيران والسعودية في كل من لبنان والعراق».

 

 ولأن ما يعني « المركز» في المنطقة هو تأمين تدفق النفط إليه، ينقل « فيسك» عن المصدر أيضا قوله: « إن روسيا يمكن أن تغلق الحنفية على أوروبا متى شاءت، وهذا يعطيها قوة سياسية جبارة. ونحن نتحدث عن طريقي نفط أساسيين للغرب: واحد من قطر والسعودية عبر الأردن وسوريا والبحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا، وآخر من إيران عبر جنوب العراق الشيعي وسوريا إلى البحر الأبيض المتوسط ومنه إلى أوروبا، وهذا هو المهم، ولهذا السبب سيكونون مستعدين لترك الأسد يمكث سنتين أخريين إذا لزم الأمر».

 

 ويشير « فيسك» إلى ملاحظة هامة يقول فيها: « أن الدبلوماسيين الذين ما زالوا يناقشون هذه الخطط ينبغي أن يُعاملوا ببعض الريبة، فهذا أمر، أن تسمع الزعماء السياسيين يدينون بشدة النظام السوري على انتهاكه لحقوق الإنسان والمذابح، وذاك أمر آخر مختلف تماما عندما تدرك أن الدبلوماسيين الغربيين على أتم استعداد لتنحية هذا الأمر جانبا من أجل الصورة الأكبر التي هي كالعادة في الشرق الأوسط تعني إمدادات النفط والغاز. فهم مستعدون لتحمل وجود الأسد حتى نهاية الأزمة بدلا من الإصرار على أن رحيله هو بداية النهاية. ويبدو أن الأميركيين يقولون الشيء نفسه، والآن روسيا تعتقد بأن الاستقرار أهم من الأسد نفسه».

 

 خطورة مقالة « فيسك» أنها سبقت مؤتمر جنيف الذي تسربت منه بعض الحقائق. فما حصل هناك لم يكن إلا إنعاش لخطة كوفي أنان الذي طالب بوضعها تحت هيمنة « الفصل السابع» الذي يتيح ضغطا دوليا مدعوما بالقوة الدبلوماسية والعسكرية الملزمة. وهو ما لم يحصل. إذن ما قيمة الخطة؟ الجواب لا شيء. فلماذا إذن تم تمريرها وسط تهديدات أمريكية « جوفاء» عن العودة إلى مجلس الأمن والتلويح بعصى « الفصل السابع» بعد عام!!!؟ هنا السؤال.

 

آليات الحل مع النظام

 

 عشية (1) التحضير لاجتماع جنيف، و (2) في أجواء الخلاف الروسي الأمريكي حول حضور طهران والسعودية للمؤتمر ( وقد استبعد حضور الطرفان لاحقا)، حذر كوفي أنان القوى الدولية من خطورة الثورة السورية، مشيرا إلى: « الأخطار الكبيرة التي يمثلها الصراع على الوضع في المنطقة والعالم».

 

 ولا ريب أن هذا التحذير من خطورة الوضع، الذي سبق وعبر عنه عشرات المسؤولين الغربيين في مناسبات عديدة، هو في الحقيقة جوهر أي تحرك دولي يخشى من انفجار النظام الإقليمي في المنطقة ومن ثم انفجار النظام الدولي ذاته. ولأن الثورة السورية ما زالت واقعة في مدى الاحتواء، أملا في الحفاظ على النظام الدولي واستقراره وأمنه، فإن أية حركة سياسية لا بد وأن تقع في ذات المدى ولا تخرج عنه قيد أنملة. وهذا يستدعي مبدئيا الإبقاء على السياسة الوحيدة المتبعة حتى اللحظة وهي التعامل مع الثورة السورية باعتبارها « أزمة» يتطلب وضعها، لخطورتها، تحت المراقبة الدائمة، عبر « إدارتها»، ريثما تنضج ظروف تساعد على « الحل مع النظام»!!! لكن هذه « الإدارة» تحتاج هذه المرة إلى جرعة زائدة في المدى الزمني تصل إلى العام!!!

 

1) فرصة العام: لمن؟

 

 عام؟ نعم عام بلسان كوفي أنان، وإن لم تكن كافية فعامين بلسان « فيسك»!!! فبعد اجتماع جنيف (30/6/2012) قال أنان: « إن المشاركين حددوا المراحل والإجراءات الواجب اتخاذها للتطبيق الكامل لخطة النقاط الست وقراري مجلس الأمن 2042 و 2043 ، بما في ذلك الوقف الفوري للعنف بكل أشكاله». لكن ما تجاهله أنان في تصريحه هذا أثبته في مؤتمر صحفي لاحق حين قال: « إنه يأمل بأن يرى نتائج حقيقية للاتفاق خلال عام» ... « يأمل»!!! كما أنه يتحدث عن مجرد « نتائج حقيقية» وليس عن « حل»، فهل ثمة ضمانة من أي نوع لأية « نتائج»؟ وهل ثمة مصلحة للشعب السوري من كل هذا الوقت الطويل، إلا ما تحدث عنه « فيسك»؟ لنتابع تفاصيل الجريمة!!!

 

 تقول صحيفة « كريستيانس ساينس مونيتور» الأمريكية في اليوم التالي ل « إعلان جنيف» أن: « المجتمعون فضلوا نتائج هزيلة على إعلان فشل كامل»!!! ربما. لكن الحقيقة تؤكد أن الغرب اعتمد هذه المرة الأطروحة الروسية بالكامل في التعامل مع « الأزمة» السورية. ومن لم يصدق فليتأمل ما قالته كلينتون جيدا، والتي خلطت السم بالدسم!!! حين أكدت أن الخطة تعني رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وهو ما نفاه الروس،: « سيتعين عليه الرحيل ولن ينجح في اجتياز اختبار التوافق نظرا للدماء التي تلطخ يديه» .. وأضافت بأن روسيا والصين: « صدقّا على اتفاق توافق السوريين على حكومة انتقالية، وعليهما الآن العمل مع حليفهما على تحقيق الاتفاق الذي تبنياه»!!!!!!!!

 

 هكذا! فرصة للروس والصينيين ل « اختبار» و « تحقيق الاتفاق الذي تبنياه» !!!؟ فمن وضع الخطة يا ترى: كوفي أنان؟ أم الروس؟ ولصالح من وضعت الخطة إذا كانت مفرداتها صيغت بموجب المصالح وأمن النظام الإقليمي والدولي؟ وما هي وقائع وتداعيات هذا ال « اختبار» على الأرض، وهو الذي سيتمتع بحماية دولية؟

 

 لنرى ما تقوله الصحيفة الأمريكية ذاتها، في تعليقها على « عام» كوفي أنان، وما ينتظره من « نتائج حقيقية»: « إن وضع هذا المدى الطويل لتطبيق الخطة سوف يساهم بسقوط مزيد من القتلى في صفوف السوريين»، لماذا يا ترى هذا « التشاؤم»؟ تتابع الصحيفة: « لأن الخطة لا تتضمن أية حوافز لتشجيع الأطراف المتقاتلة في سوريا على التزام الهدوء» .. بحسب هذا الفهم للصحيفة فالخطة ليست سوى مشروع للقتل وتصفية الثورة وتأمين مصالح النظام الدولي.

 

 ومع ذلك فالخطورة ليس فيما أوردته الصحيفة الأمريكية في قراءتها بل فيما أدلى به وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ من تصريحات للصحفيين، رفقة نظيره الفرنسي لوران فابيوس عشية التحضير لمؤتمر « أصدقاء سوريا - 6/7/2012 » في العاصمة الفرنسية – باريس .. تصريحات لا يمكن تصنيفها إلا في سياق الجريمة الدولية التي يجري ارتكابها عن سبق إصرار وترصد. فلنقرأ ما قاله هيغ (4/7/2012)، وهو يعقب على تمسك الموقف الروسي ببقاء الرئيس السوري: « يجب أن تفهم روسيا أن الوضع في سوريا سيؤدي إلى الانهيار وإلى أعمال عنف مروعة وجسيمة». هذا نصف الكأس للمستر هيغ!!! أما النصف الآخر فيملؤه بالقول: « حتى لو كان الأسد مطلق اليد في ارتكاب ما شاء من جرائم فهو لا يستطيع أن يسيطر على الوضع في سوريا، لذلك لا جدوى من وقوف أحد مع نظام الأسد»!!!

 

 لنتأمل حجم الدهاء والخبث والمكر في تعامل « المركز» مع الشعوب وكأنها فرائس غاب استبيحت دماؤها للقتلة، فمن الذي أعطى الروس والصينيين « فرصة العام»؟ ومن الذي وصف « إعلان جنيف» ب « الاختبار»؟ ومن الذي دعاهما إلى « تحقيق الاتفاق الذي تبنياه»؟ ومن الذي سيطلق يد بشار الأسد « في ارتكاب ما شاء من جرائم »؟ لماذا فقط الروس والصينيين وليس أمريكا وبريطانيا وفرنسا وأنان، الذين صنعوا الإعلان وأخرجوه باسم الأمم المتحدة؟

 

2) تأهيل المعارضة السياسية!!!

 

 لا ريب أنها تصريحات بالغة الخطورة كونها تنطوي في الظاهر والباطن على وحشية « المركز» الذي يستعد لمواجهة اعتراضين على خطة أنان، أولهما من المعارضة السياسية المنقسمة! وثانيهما من المعارضة المسلحة. فحتى يمكن تمرير الخطة فإن الغرب بحاجة إلى ممارسة ضغوط على المعارضة السياسية، وهو ما أعلنه صراحة إذا ما عارضت الخطة أو رفضتها. ورُبّ سائل يسأل: إذا افترضنا جدلا أن المعارضة قادرة أن تقول لا لخطة أنان؛ فما الذي يجعلها قادرة أن تقول لها نعم؟ وما قيمة أن توافق أو تعارض الخطة؟ الجواب لا شيء!!!! فالمعارضة السياسية فشلت حتى بانتزاع تأييد من القوى المسلحة لمؤتمر القاهرة الذي ولد ميتا منذ أعلنت الجامعة العربية عنه قبل نحو شهرين.

 

 لكن « المركز» بحاجة إلى طرف محلي يوفر الغطاء السياسي لمشروعه القائم على « الحل مع النظام»، وتبعا لذلك سيعمل على تأهيل المعارضة عبر الضغط الدموي على الشعب السوري لإيصاله إلى مرحلة يقبل فيها بأية عروض من أي نوع كان، وهو ما نص عليه أحد بنود الخطة بالقول أن: « مجموعة الاتصال على استعداد لتقديم دعم فاعل لأي اتفاق يتم التوصل إليه بين الأطراف، ويمكن لهذا الدعم أن يتخذ شكل مساعدة دولية بتفويض من الأمم المتحدة» .. لاحظ التعبير: « أي اتفاق» الذي لا يهتم بأي شكل من الأشكال بمصالح الشعب السوري أو الثورة بقدر ما يهتم بالتوصل إلى « أي اتفاق»، فضلا عن أن « إعلان جنيف» لم يشر أصلا لأية مسؤولية جنائية على النظام في أي مستوى، بل أن « الاتفاق» سيحظى بدعم دولي من المنظمات الدولية ذات الصلة!!! فمن يتحمل مسؤولية القتل والمجازر والتهجير والاغتصاب والتدمير الممنهج للمدن التي صارت وكأنها خارجة من حرب عالمية؟

 

 « أي اتفاق»؛ يعني أن الثورة السورية قد تتعرض في الشهور القليلة القادمة إلى ضربات دموية طاحنة، ليس من المستبعد أن تمس المناطق الآمنة، وشتى القطاعات الحيوية في المجتمع السوري، وتدمير ما تبقى، بحيث تكون الخسائر جارحة للغاية. وحينها ستكون المعارضة قد تأهلت بما يكفي لتقبل، رغم أنف المجتمع السوري والثورة، صيغة « الحل مع النظام» باسم المبعوث الدولي العربي المستر كوفي أنان.

 

3) نزع السلاح

 

 لكن مع ذلك تبقى الثورة المسلحة هي الأقدر على اعتراض أية حلول فوقية. ولهذا السبب فقد تضمنت الخطة بندا يفضي إلى نزع سلاحها. ففي النسخة الأولى من الخطة لم تكن هناك إلا إشارات قليلة جدا ل « الحل مع النظام». لكنها في الخطة الجديدة فقد أوضحت بالنص أنها تمثل مرحلة انتقالية يتم فيها تقاسم السلطة مع النظام باسم « حكومة وحدة وطنية» انتقالية. ومن الطريف أنه حين كانت الأمم المتحدة تتفاوض مع الحكومة السورية على إرسال المراقبين الدوليين اقترحت الحكومة السورية، بعد استشارة الروس، تضمين بروتوكول الاتفاق بندا يقضي بنزع سلاح المقاومة، ولم يكن أنان ليمانع في ذلك لكنه عجز والحكومة السورية عن تثبيت المقترح رسميا في نص مكتوب. أما في الخطة الجديدة فقد جاء المقترح كأحد البنود التي تأتي في سياق التطبيق، وهو ما عبر عنه أنان بصريح العبارة حين قال: « أن ذلك يجب أن يؤدي إلى نزع سلاح المجموعات المسلحة»!!!! وبدلا من ذلك ( والكلام لأنان ولنص الخطة): « استمرار عمل الأجهزة الحكومية بما في ذلك الجيش والأمن»!!! وهذا يعني أن المقاومة المسلحة ستكون مستهدفة بنزع السلاح رسميا.

 

 قبل الفيتو الروسي الصيني (24/2/2012) بقليل؛ لجأت الدول الإقليمية إلى إغلاق الحدود بإحكام، لدرجة أن البحث عن طلقة كان أشبه بالبحث عن إبرة في كومة من القش. بل أن سعر الطلقة بلغ مستوى خياليا ما بين 3 – 4 دولارات، والأسوأ من هذا أن المخابرات السورية لجأت إلى أسلوب تفريغ المناطق الحدودية من الأسلحة والذخائر عبر شرائها بأثمان باهظة من أصحابها ومن التجار لمنع المقاتلين من الوصول إليها بأي ثمن!!! كما لجأت إلى أساليب أخرى كافتعال اشتباكات مع القوى المسلحة في الثورة ليس بهدف قتلهم بل بهدف استفزازهم ودفعهم إلى إطلاق النيران بغزارة. ولم يكن الثوار ليمتلكوا أي رصيد ثقافي أو سياسي أو أمني أو خبرة تمكنهم من الاسترشاد بها في مثل هذه الحالات، فخسر الكثير منهم مواقعه وذخيرته على حين غرة، بل أن الكثير منهم لاذوا بالفرار أو أصيبوا بالعجز التام عن مواجهة مواقف لم يكونوا قد خبروها من قبل.

 

 وبطبيعة الحال فقد بدا واضحا في ذلك الحين أن إحكام الحدود لم يكن إلا بقرار دولي، ولم تكن تركيا نفسها إلا ضالعة في هذا الأمر. وهذا يعني أن شحنات الأسلحة التي تسلمها الثوار من جهات عربية وربما دولية لم تكن لتمر لولا أن هناك رغبة دولية في تمرير قدر ما من الأسلحة!!! وهذا يعني أيضا، وهو الأهم، أن من يتحكم في تسليح الثورة السورية يستهدف بالدرجة الأساس ممارسة ضغط على النظام لتمرير هدف سياسي وليس حبا في الثوار أو نصرة لهم.

 

 في هذا السياق بالضبط يجيء « إعلان جنيف» .. ومن الغبن الفادح أن يقع تجاهل البند الخطير الذي ورد في نص الإعلان، والذي يقول: « يعارض أعضاء مجموعة الاتصال أي عسكرة إضافية للنزاع» .. هذا البند الذي أشار إليه العميد مصطفى الشيخ، رئيس المجلس العسكري الأعلى للثورة، في مداخلة له على قناة « وصال – 5/7/2012 » يعني ببساطة، والكلام للعميد مصطفى، أن الثورة المسلحة تتأهب لمرحلة استنزاف خطير في الذخيرة. أما كيف؟ فلا ريب أن وسائل نزع السلاح ستكون أيضا ذات نكهة سياسية، كأن يعلن الأطراف عن تقدم ما في صيغة « الحل مع النظام»، مما يستدعي وجوب البدء بنزع السلاح وربما فتح المجال السياسي والإعلامي وحتى الديني لإدانته في وقت لاحق. فهل سيتمكن المسلحون لاحقا من اعتراض أي حل سياسي فضلا عن قدرتهم على حماية المواطنين بل وحتى أنفسهم؟

 

 أخيرا

 

 جريمة الثورة السورية أنها تخوض حربا وجودية طاحنة ضد مشاريع قوى الهيمنة الدولية والإقليمية والمحلية دون أن تتلقى أية مساندة ذات شأن من أحد .. كما أن القوى الدولية ذاتها تخوض صراعا وجوديا هي الأخرى مع ما يتهدد هيمنتها من ثورة لا تكل ولا تمل من التحدي وإبداء أكبر قدر ممكن من الشراسة. ومن العجيب حقا أن يخوض « المركز» حروبه ضد الأمة في سوريا حفاظا على مصالحه، أو أن تكشف بعض التحقيقات مع عصابات « الشبيحة» الشيعية والنصيرية، عن تعبئة عقدية لهم تصل إلى حد اعتبار جرائمهم ضد أهل السنة في سوريا « قتال في سبيل الله»!!! بينما تقاتلهم المعارضة السياسية وبعض الأجنحة العسكرية باسم « الوحدة الوطنية» و « الدولة المدنية» و « التعددية» و « الديمقراطية» بدلا من التعبئة العقدية المضادة، بوصفها السبيل الأنجع والوحيد في مواجهة المشاريع العقدية.

 

 لكن الأعجب، أن القوى المسلحة في الثورة بدت أعمق وعيا في قراءتها لمخاطر « إعلان جنيف»، وأحرص على الثورة ومصيرها، وحتى على الدولة وهويتها، من القوى السياسية المعارضة، وفي السياق فإن « توصيات» العميد مصطفى الشيخ للقوى المسلحة على قناة « وصال » بدت وكأنها تدق فعلا ناقوس الخطر، وهي تحذر من أن الثورة والمجتمع والدولة في سوريا قد يواجهون هجمة دموية شاملة في الشهور القادمة، مشيرا إلى أنه لن يكون أمام القوى الثورية السلمية والمسلحة وكافة أطياف المجتمع السوري، حتى تلك التي لم تدخل بعد رحى الثورة أو الاحتجاجات، من خيار إلا أن تدافع عن نفسها، والعمل بأقصى درجات الحيطة والحذر والاستنفار الذهني والأمني والعسكري والطبي والغذائي والإعلامي، للحيلولة دون غدر النظام والقوى الدولية والإقليمية، بما فيها الصديقة، والسعي بأوسع جهد إلى تعزيز احتياطاتها الإستراتيجية من الذخيرة بمقدار 50% لمواجهة أي طارئ أو دخيل.

يتبع ...

=====================

البطولة العجيبة: بطولة غسان زقلوطة.

بقلم: محمد عادل فارس

ترى الرجلَ النحيلَ فتزدريه     وفي أثوابه أسدٌ هصورُ

غسان هو الأخ الشقيق لزهير زقلوطة، وهو أصغر من زهير قليلاً، لعله من مواليد 1951م.

أما زهير فهو البطل الذي أعدمه المجرم "داعية الديمقراطية" رفعت الأسد، شنقاً في سجن القلعة مطلع شباط 1980 مع أربعة أبطال آخرين هم: حسني عابو وياسر الخطيب وهيثم شمّاع وماهر جمّال.

وإذا كان زهير طويل القامة، ممتلئ الجسم، رياضياً، فإن غسان ضئيل الجسم، متوسط الطول، نحيل، لا يتجاوز وزنه الستين كيلو غراماً، بل ربما لا يتجاوز الخمسة والخمسين!. لكنه صلب المراس، يتمسك بالمثاليات، فإذا كان معظم الدعاة والمجاهدين يقولون: لئن تعرضنا للاعتقال فلن نبوح بكلمة واحدة ولو قُطّعنا إرْباً إرْباً... ثم إنهم يتفاوتون في مدى ثباتهم وصبرهم، فإن غسان يلتزم بهذا المعنى التزاماً حرفيّاً تاماً.

عندما داهم عناصر المخابرات بيتهم، كانوا يريدون اعتقال أخيه زهير. ولم يكن زهير موجوداً. وحين تفتيش البيت وجدوا بعض ما له علاقة بالسلاح، وكان غسان موجوداً وسألوه عن أخيه وعن هذا الذي وجدوه عند التفتيش، فنفى أي علم له بما سئل عنه. اعتقلوه واقتادوه إلى فرع مخابرات حلب، وبدأ التحقيق معه، تارةً باللين، وأخرى بالشدّة. وتارةً بالتهديد، وأخرى بالضرب بكل الأساليب: بقبضات الأيدي، وبالخيزرانات، وبالحشر في الدولاب، وبالتعذيب بالكهرباء، فضلاً عن الشتائم والبذاءات والتهديد بما يُستحيَى من ذِكره... وهو على جوابه: لا أدري. ليس عندي علم بما تسألون عنه.

وكان المحقق أليف وزّة (نقيب من الساحل) حريصاً على استخلاص معلومات تؤدي إلى اعتقال زهير، ومعرفة أسماء أصدقائه وكل ارتباطاته... وكان ثبات غسان وعناده يزيدان من قناعة المحقق أن لدى هذا الإنسان الموقوف كنزاً من المعلومات لابدّ من الحصول عليه بأي وسيلة.

لذلك لجأ أليف إلى أسلوب فريد! استدعى غسان إلى مكتبه في الطابق الأعلى، وأخرج له ظرفاً باللون الخاكي، مختوماً بالشمع الأحمر، وقال: يا غسان. هذا الظرف جاءنا من إدارة المخابرات العامة، مكتوب عليه: قضية الموقوف غسان زقلوطة/ يفتح بحضوره!

وأمسك أليف الظرف وفتحه أمام غسان وقرأ ما فيه:

( حكم بالإعدام

- يحكم الموقوف غسان زقلوطة بالإعدام رمياً بالرصاص

- مكان الإعدام حقل الرمي في "جبل السيدة".

- وقت تنفيذ الإعدام: الساعة الثالثة صباحاً، يوم الإثنين 30/4/1979

- يطلب من الموقوف تقديم وصيته، وتنفذ الوصية.)

أما حقل الرمي فهو معروف لدى كثيرين، فهو بجوار أحد الأحياء في حلب، وكثيراً ما يدرّب فيه طلاب الفتوّة على الرمي.

وأما الزمان فهو الليلة القادمة. أي إن أمام غسان حوالي 15 ساعة فقط.

قال غسان: وصيتي هي أن تقدموا هذه البدلة التي ألبسها (الطقم) إلى أهلي، لعلهم يستفيدون منها، فأنا – كما تعلمون - من أسرة فقيرة.

قال المحقق: لن ننفذ هذه الوصية. ولكن إذا كان لك وصية أخرى.

قال : نعم، وجبة من اللحم المشوي والحلويات.

قال المحقق: أما هذه فنعم!.

وأعيد غسان إلى غرفته في السجن، وما هي إلا ساعة حتى جاءت الوجبة، وجعل يأكل منها ويدعو رفقاء الغرفة إلى الأكل معه!.

وراح بعض رفقائه يشككون في حكم الإعدام، ويقولون: نظن أن الأمر مجرد تمثيلية، ولن ينفّذوا فيك إعداماً ولا غيره، إنما يلعبون بأعصابك. وراح غسان يؤكد لهم أن الأمر جِدّ، وأنه شاهد كتاب الإعدام بنفسه.

وراح السجانون والجلادون يمرّون على غسان، الواحد تلو الآخر: يا غسان سامحْنا!. إننا حين كنا نعذّبك إنما نحن عبيد، ننفّذ أوامر رؤسائنا. ولكن لا نريد بك شرّاً. سامحنا. سامحنا!.

واستمرّ الأمر على ذلك ساعات. ولا تخلو ساعة من مجيء واحد من الجلاوزة أصحاب الشهامة! وهم يعتذرون.

وكان المحقق أحياناً يأتي فيقول: بإمكانك يا غسان أن تتعاون معنا، وأتصلُ عندئذ بالإدارة من أجل إلغاء حكم الإعدام. فيقول غسان: لا تفعل. إنها الفرصة التي كنت أنتظرها طوال حياتي. إنني ما زلت أتمنى الشهادة، وقد جاءت، فلن أضيّعها!.

ويعود المحقق خاسئاً ذليلاً أمام هذا الجبل الشامخ.

وفي الساعة الثانية ليلاً، وقد بقي لتنفيذ الحكم ساعة واحدة، جاء بعض الجلاوزة واقتادوا غسان، ووضعوا القيد في يديه، وأركبوه في سيارة اللاندروفر، ومعه المحقق وجلاوزة آخرون، ومع المحقق جهاز لاسلكي.

وانطلقت السيارة باتجاه حقل الرمي، وعادت المساومات: "يا غسان، بإمكانك أن تتعاون معنا، ونتصل بالإدارة لإلغاء حكم الإعدام. إنك ما تزال في مقتبل العمر، وفي ريعان الصبا، وأهلك بحاجة إليك. حرام عليك أن تضيّع حياتك. تعاون معنا وتنجو من الإعدام..."

ويكون ردّ غسان:

"إنها الفرصة السانحة لنيل الشهادة. لا ينبغي لي أن أضيّعها. لطالما تمنيتُ أن يختم الله لي بالشهادة. و لتكن خاتمة حياتي النطق بكلمة التوحيد: لا إله إلا الله. محمد رسول الله".

ويشعر المحقق بالصَّغار والقماءة، فهو كالصرصور والجُعَل أمام أسد هصور.

وتقترب السيارة من حقل الرمي ولم يبق بينها وبينهم إلا نحو مئتي متر، ويتصل المحقق باللاسلكي ثم يتوجه إلى البطل: هنيئاً يا غسان، لقد كُتب لك عمر جديد، فها هو ذا رئيس إدارة المخابرات العامة يتصل بي باللاسلكي ويطلب وقف الحكم!.

فيقول غسان: حسبنا الله ونعم الوكيل!. لقد كنت أتمنى أن لا يحرمني الله من أن أُقتل شهيداً!.

وتعود السيارة بغسان والفئران إلى الفرع.

وفي اليوم الثاني يتم نقل مجموعة من الموقوفين من فرع مخابرات حلب، إلى الفرع الداخلي بدمشق، يتم نقلهم جميعاً بالباص، إلا غسان فينقل بسيارة صغيرة، ومعه النقيب أليف وزة المحقق الصغير!.

ويصل الموكب: باص كوستر وفيه اثنا عشر معتقلاً، وسيارة صغيرة فيها البطل غسان والمحقق أليف، ومرافق مسلح. يصل الموكب إلى الفرع الداخلي في شارع بغداد – دخلة الخطيب، في دمشق، مع شروق الشمس. وبعد إجراءات الاستلام والتسليم يوزَّع المعتقلون في غرف السجن وممراته وزنزاناته ويكون حظ غسان أن يحبس في الحمام! تُربط يده بالقيد إلى حنفية البانيو طوال الوقت فيحس بآلام القيد والوقوف المتعب فضلاً عن وحشة الانفراد... لكن شعوراً يملأ قلبه فيعوضه عن الآلام كلها، ويشعره بالسعادة كلها: إنه عبد لله، مجاهد في سبيله، يستمد منه الأنس والعون والأمل، ويدعوه أن يختم له بالشهادة التي عاش من أجلها منذ أن تربّى على المبادئ الخمسة:

الله غايتنا، الرسول قدوتنا، القرآن دستورنا، الجهاد سبيلنا، الموت في سبيل الله أسمى أمانينا

وقد سمع الله له ووهبه الشهادة التي كان يطلب.

أما المجرمون وأجراؤهم فقد أعيتهم الحيلة وعجزوا عن استنطاق البطل بكلمة تشفي غليلهم فلم يجدوا بداً من التخلص منه لتكون روحه في حوصلة طير أخضر، وليعودوا هم بالذل والصَّغار.

رحم الله غسان وأخاه زهيراً وأبطال الإسلام أجمعين.

====================

قصص قصيرة جدا/26

بقلم : يوسف فضل

ألم

الطبيب : مما تشتكي؟

المريض: أوجاعي ...... وطني !

 

مستور الحال

طمس شرخ البيضة بروث الدجاج. قايضها بالسكر والشاي وخيط تنجيد لحاف . علم الأقرباء فاحتجوا على فقر العائلة المستور وعاش هو الجانب المظلم من عدم النزاهة .

 

المفتاح

بحثت عن المفتاح حسبما طلبت أمي . لم أجده .شكوت لها إخفاقي . تقمصتني وأرشدتني : "ابحث عنه بعيني" . عدت:"هو ذا مفتاح قصة غدي".

 

أحجار الودع

خشخشت الغجرية أحجار الودع ثم رمتها أمام الفتاة وباحت ببرق الوعد :" في ظل التذبذب الاقتصادي ومجارات لارتفاع الأسهم والعقار أرى انه سيتقدم لك دكتور يمتلك أصولا ثابتة: الفيلا والمال الوفير والزوجة الأولى". همست الفتاة بلهفة :" سأصبح حرم الدكتور".

 

ليس

أفضل الأفكار تبدو سخيفة في البداية . كانت أسهل طريقة لكي لا يبدد عاطفته على أمور معلقة . عُرف باستخدام لازمة( ليس) في السؤال والجواب والإيجاب والسلب. حرض التقدم بالعمر عليها . كبرت (ليس) فعشقها ولم يشح بوجه عنها.غدت العلاج للغضب والتندر الاجتماعي .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ