ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 14/07/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

جيش الأسد: من مذبحة الحولة إلى مجزرة تريمسة .. بين المذبحة والمجزرة خيط رفيع

الدكتور محمد أحمد الزعبي

لم أستطع وأنا أتابع أمس مناظر مذبحة / مجزرة البشر والحجر في تريمسة بمحافظة حماة ، ان أمنع دموعي من الانهمار ، بل إنني لم أستطع متابعة مناظر هذه المجزرة الرهيبة فاغلقت التلفاز ، وشرعت أقلب ماأرى وما أسمع على مختلف وجوهه : ترى ماهذا الذي يجري في بلدي سورية ؟! ، هل يمكن أن ينقلب الإنسان الذي استخلفه الله على هذه الأرض وزوده خلافاً لكل الكائنات بالعقل ، ان ينقلب إلى وحش كاسر خال من العقل والضمير ؟! .

 إنني هنا لاأخاطب بشار الأسد وشبيحته وحسب ، وذلك على قاعدة ( يافرعون مين فرعنك ؟ قال مالقيت حدا يردني !! ) ، وإنما أخاطب كل من أطلق ويطلق نار بندقيته أو رشاشه ،أومدفعه أودبابته أوطائرته أوصاروخه أوقنابله ( ولاسيما المحرمة دوليا) على مدن وقرى بلده ، وهو يعلم علم اليقين ، أنه إنما يرتكب بذلك عملاً وحشياً وهمجياً غير أخلاقي وغير وطني وغير إنساني ، حصيلته قتل مئات الشهداء ولاسيما من الشيوخ والنساء والأطفال ، ومن المدنيين السلميين ، الذين لايملكون سوى حناجرهم ، التي أعلنوا ويعلنون من خلالها عن مطلبهم المشروعة في الحرية والكرامة .

لاأخال أن ضباط وضباط صف وجنود الجيش السوري الذين يقتلون بني جلدتهم في درعا ودمشق وحمص وحماة وإدلب وحلب ودير الزور والقامشلي والحسكة والرقة ، دون هوادة أو رحمة ، وبصورة ممنهجة ويومية يجهلون أن دولة الصهاينة في فلسطين المحتلة ، وحماتها من الشرق والغرب ، بل ومن العرب والمسلمين أيضاً ، هم من يقف وراء بشار الأسد ، ونظامه الديكتاتوري الفاشي ، وهم من يقف وراء مبادرات فرص المذابح والمجازر، فرص الدابي وكوفي عنان ، التي أخذت تمنح للنظام منذ أن تجذرت الثورة ، ودخلت مرحلة اللاعودة ، مرحلة إنهاء النظام . وإذا كانوا ــ وهذا مانعتقده ــ لايجهلون كل هذا ، فما خطبهم إذن!! هل انطلت عليهم " لعبة الطائفية " !! ، هل انطلت عليهم " لعبة العصابات المسلحة " !! ، هل انطلت عليهم " لعبة الأقلية والأكثرية "!! ، أم أنهم خائفون من أن يطالبهم نظام مابعد الأسد باستعادة الجولان بمختلف الوسائل والطرق ، والتي باتأكيد من بينها أن " ماؤخذ بالقوة لايسترد إلاّ بالقوة " ، وهم ــ وهذا مانعتقده أيضاً ــ لم يعودوا مهتمين لابالجولان ، ولا بفلسطين ، ذلك أن اهتماماتهم باتت منصبة على " جيوبهم " ، وعلى " بطونهم " ، هذا إذا لم نقل أكثر من ذلك .

 

إنني باسم 20000 شهيد ، بينهم 1500 طفل أطلب من بشار الأسد ، ومن شبيحته من العسكريين والمدنيين ، أن ينظروا عبر وسائل الإعلام المختلفة ، إلى ماصنعت أيديهم في كل مدن وقرى وطنهم وبلدهم سورية ، ولا سيما في بابا عمرو ، وفي الحولة ، وفي تريمسة ، وفي قلعة الحصن ، أن ينظروا إلى الدور التي هدموها فوق رؤوس ساكنيها ، إلى المزروعات والغابات التي أتلفوها وحرقوها ، إلى الأب الذي يحمل طفله/ طفلته بين ذراعيه وهو لايعرف أين سيواريها التراب ، إلى الطفل الذي يقف فوق جثتي والديه المستشهدين ، وهو لايعرف ماذا سيحل به بعدهما ، أن ينظروا إلى العائلات التي سمموها في قلعة الحصن ، إلى الأطباء والممرضين الين قتلوهم ، إلى المقابر الجماعية التي يعرفون مواقعها جيداً ، ثم يذهبوا بعد ذلك إلى أقرب مرآة وينظروا إلى أيديهم ووجوههم ، ترى أية أياد هذه الملطخة بدماء الأطفال ؟! ، وأية وجوه هذه البعيدة عن الرحمة والإنسانية ؟! ، وأي رئيس هذا الذي تخدمه تلك الأيادي الحمراء والوجوه الصفراء ؟! .

إن ما يطلبه منكم شهداء الحرية من الرجال والنساء والأطفال أيها القتلة ، وأنتم تنظرون إلى وجوهكم في المرآة ، أمراً واحداً ليس أكثر ، ألا وهو أن تشعروا بالخجل من أنفسكم ، مع معرفتنا الأكيدة ياأيها الشبيحة ، من المدنيين والعسكريين ، وياأيها الشبيح الأكبر، بل الجزارالأكبر بينهم " إن فاقد الشيء لايعطيه " ، وإذن فلا أمل عندنا في أن تشعروا بالخجل ، لامن الله ، ولا من الشعب ، ولا من أنفسكم .

========================

تطوراتٌ في الأداء نوعيٌّ للجيش الحر ستُحدِّدُ ملامِحَ المرحلة القادمة

محمد عبد الرازق

 ما عاد الحديث عن إمكانيات الجيش الحر مغلَّفًا بسياج من السرية و الكتمان بعد التصريحات التي أدلى بها قائده ( العقيد رياض الأسعد ) إلى صحيفة ( الشرق الأوسط )، أكَّد فيها على أنَّ ( الاستعدادات لبدء معركة دمشق جارية على قدم وساق، ولاسيما معركة العاصمة؛ التي يجب أن تكون الأخيرة والحاسمة، تتطلب استعدادات وحسابات خاصة، وهذا مما أدى إلى تأخيرها، فهي بمجرد أن تبدأ، ستحسم في فترة قصيرة لا تتجاوز الأسابيع المعدودة ). مضيفًا: ( أمّا اليوم، فيمكن القول: إن الوضع قد اختلف، وبات بإمكاننا اتخاذ القرار في الوقت المناسب، بعدما بات (الجيش الحر) يتبع سياسة الاستيلاء على مستودعات الأسلحة التابعة للنظام، إضافة إلى تلك الموجودة على الحواجز ).

وعن الخطط التي ينوي الجيش الحر تنفيذها لحسم المعركة لصالحه فيها، أجاب الأسعد: ( ليس القصر الجمهوري الذي يحسم المعركة، بل المهم هو الاستيلاء على القطع العسكرية المحيطة به، ولاسيما الفرقة الرابعة، وقوات القصر الجمهوري).

 مؤكداً على أن ( بدء المعركة في دمشق سينعكس إيجابًا على وتيرة الانشقاقات، ولا سيما في صفوف القيادات عندما يتأكد الجميع أن النظام بات في نهايته ).

وعن هواجس النظام إزاء هذه المرحلة أكد الأسعد ( أنّ نظام الأسد كان قد أصدر تعميمًا، اعتبر فيه كل الضباط السنّة خلايا نائمة، وأمر بتصفيتهم، وذلك بعد اعتقاله أكثر من ثلاثة آلاف ضابط منهم).

تأتي هذه التصريحات متزامنة مع تحسن في الأداء النوعي لكتائب الجيش الحر في مناطق عدة من المحافظات التي تشهد مواجهات باتت توصف بأنها محدِّدات المرحلة القادمة، أكثر منها مشاغلة يومية لإثبات الوجود. ففي دير الزور تمكنت من فرض سيطرتها على أكثر من ( 95 ) بالمائة من عموم المحافظة بحسب تصريحات المتحدث باسم القيادة العسكرية المشتركة لمجالس المحافظات في الجيش الحر. يأتيذلك متزامنًا مع تطورين شهدهما سير العمليات في المحافظة، تمثل الأول في إسقاط كتائب الجيش الحر طائرة استطلاع. و الثاني: في قيام هذه الكتائب بقصف مواقع قوات النظام بإحدى الدبابات التي غنموها منهم.

و الحال في المحافظات الأخرى لم تكن أقل تصعيدًا؛ فقد شهدت محافظة حلب استخدام قذائف صاروخية، و هاونات محلية الصنع، و هو الأمر الذي توقف عنده المحللون طويلاً، و عدّوه تطورًا نوعيًّا في القتال من جانب الجيش الحر؛ الذي ما عاد يصغي للوعود في تسليحه، فقرر الاعتماد على قدراته الذاتية في توفير الحدّ الأدنى من احتياجاته ( تصنيعًا، و غنائم ).

و في محافظة حمص تظهر الصور التي عرضت عددًا من المدرعات التي تحصَّل عليها الجيش الحر، هذا فضلاً على أنواع أخرى من الأسلحة الصاروخية التي أصبحت من مفردات المعارك التي تدور هناك على مدى أشهر عدة. و قد ظهرت نتائج الايجابية لهذا المتغير النوعي في التسليح في المحافظة من خلال الصمود الأسطوري لكتائبه في وجه ترسانة أسلحة النظام الهائلة.

 و الحال قريبة من هذا الوصف في محافظات ( درعا، و إدلب، و حماة، و الساحل )؛ و لا أدلَّ على هذا التطورات النوعية في أداء الجيش الحر فيها من قيام كتائب النظام بالتقهقر بعيدًا عن أماكن المواجهة؛ و تمركز حواجزه خارج القرى، و البلدات بعد سلسلة من الهجمات التي استهدفتها، و بشتى أنواع الأسلحة ( السيارات المفخخة، و قذائف الآر بي جي، و مدافع الهاون، و القذائف محلية الصنع ).

الأمر الذي جعل النظام يركز في قصفه على المدن، و القرى الخارجة عن سيطرته من بعيد، و من داخل ثكنات كتائبه، و تحديدًا بالمدفعية بعيدة المدى، وذلك بعد استهداف مروحياته، و إسقاط ستة منها ( بحسب المقاطع المصورة )؛ و بالتالي لم يعد هناك سلاح مُجدٍ له يمكن الاعتماد عليه سوى ذلك، إلى جانب الطيران الحربي ثابت الأجنحة، و البايولوجي ( استخدم على نطاق محدود )، و الصواريخ ذات الرؤوس المحشوة باليورانيوم المنضب الجنوب أفريقية، ذات القدرة التدميرية الواضحة ( استخدمها في أماكن عدة، و عثر على واحد منها لم ينفجر في ريف حمص ).

و بالطبع فإنَّ جلَّ هذه الأسلحة التي في حوزة الجيش الحر باتت معروفة المصدر، إنها ممَّا يغنمه من مخازن جيش النظام بالشراء حينًا، و بالقوة أحيانًا كثيرة، و لا صحة لما يردده النظام، و روسيا، و الآخرون عن قدومها من خارج الحدود، و هو الأمر الذي نفاه العقيد رياض الأسعد في مقابلته، إذ لا صحة للمعلومات التي أشارت إلى تسلّم ( الجيش الحر ) صواريخ مضادة للمدرعات وصواريخ أرض/جو لإسقاط المروحيات.

و عليه فإن المتغيرات على الأرض أصبح ضابط حركتها هو هذه التطورات في الأداء النوعي للجيش الحر، و قد باتت نتائجها لغير صالح ( الأسد )؛ ممَّا شجع أطراف عدّة في المعارضة على التفاؤل في حسم المعركة في غضون أشهر، لا تتعدى في أحسن الأحوال نهاية هذا العام. لا بل إن المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين يستعجل هذا الموعد كثيرًابحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء الأناضول، و هو يعد السوريين فيأن يشهد شهر رمضان القادم الفصل الأخير من حياة النظام،مشيرًا إلى دلائل على ذلك بالقول: إن الثوار يسيطرون على 75% من الأراضي السورية، و الانشقاقات تزداد في الجيش السوري، الأمر الذي سيؤدي إلى انهيار جيش بشار الأسد ).

و ضمن هذا يمكن تفسيرُتحذيراتِوزيرة الخارجية الأميركية من هجومٍ كارثيٍ على نظام الأسد سيؤثر على البلاد، والمنطقة بأكملها في حال لم يوقف النظام عملياتهِ العسكرية.

إن هذه التحذيراتتعكس واقعًا متغيرًاعلى صُعُدٍ عدة، منها ما هو سياسي، و منها ما هو على الأرض.و يؤكد هذا الأخير عدة مؤشرات. منهاأن المعارضة أصبحت أكثر فعالية في عملياتها الدفاعية والهجومية، ثم إن قوات النظام المنتشرة في كل المناطق السورية أصبحت منهكة ومشتتة، وحتى تلك التي تحيط بالقصر الجمهوري تم استخدامها في العمليات التي تنفذ خارج العاصمة.

هذه المعادلة الميدانية، ترافقت مع تزايد الانشقاقات بين الضباط، كان آخرها وأكثرها دلالة انشقاق العميد مناف طلاس، صديق الأسد منذ الطفولة. هذا فضلاً على انشقاق قطع عسكرية بكامل رتبها، و جنودها، و ضباطها، و عتادها.

ففي يوم واحد، في الخامس من يونيو، قال مسؤولون أتراك: إن خمسة وثمانين ضابطًا سوريًا منشقًا عبروا الحدود إلى تركية مع عائلاتهم. و تشير التقديرات إلى أن أعداد هؤلاء الضباط المنشقين قد تجاوز (الألف ) ممن هم في تركيا، فضلاً على ضعفي ذلك ممن هم في الداخل، ممن يقودون العمل المسلح على الميدان.

ومع تمدد الاشتباكات، وارتفاع وتيرة الانشقاقات، وتأزم الوضع الاقتصادي، يجمع دبلوماسيون على أن الأسد يبدو ضعيفًا وأكثر انعزالاً.

واللافت للنظر أن المعارك العسكرية بين طرفي النزاع قد شهدت تطورًا ملحوظًا في الأسبوعين الأخيرين، و وقعت اشتباكات عنيفة بين ( الجيش الحر), وقوات النظام في العاصمة وضواحيها. إذ دارت، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، اشتباكات عنيفة في أحياء القابون، وقدسيا، والهامّة، ودمّر في ريف دمشق. حول مراكز الحرس الجمهوري، ومنازل ضباط الحرس وعوائلهم.على بعد نحو ثمانية كيلومترات من ساحة الأمويين وسط العاصمة السورية، لافتًا إلى انتشار ملحوظ للأمن في دمشق، ولاسيما في الشوارع، والأحياء؛ التي توجد فيها مراكز أمنية، ومبان حكومية، والمنطقة المحيطة بالقصر الجمهوري.

هذا، و أشارت معلومات صحفية إلى أن اجتماعات عقدت في تركية جمعت قيادة الجيش الحر بأجهزة استخباراتية وعسكرية من دول عربية وغربية؛ لبحث التفاصيل اللوجستية اللازمة لنقل المعركة بالكامل إلى قلب دمشق؛الأمر الذي سيؤدي إلى خروج الأسد من دمشق باتجاه مدينة اللاذقية الساحلية على الأرجح، وهذا أمر حيوي على المستوى الرمزي والمعنوي، لأنه سيرسل رسالة إلى الداخل السوري والعالم بأنّ الأسد لم يعد رئيسًا لسورية؛ مما يعزز فرص إلقاء القبض عليه، أو قتله، أو هروبه إلى خارج البلاد.

و لذلك يرجح المراقبون أن يحمل الهجومُ الكارثي على الأسد الذي أشارت إليه وزيرة الخارجية الأمريكية إمضاء الجيش الحر؛ الأمر الذي يعني أن خطوات الحسم تسير وفق ما يريده قادة الحراك الميداني بشكل واضح، وأن حظوظ المشروعين الآخرين: ( مشروع النظام و حلفاؤه، و مشروع أمريكا و حلفاؤها)، في النجاح باتت موضع شك كبير.

==================

السفاح .. شركاء السفاح في جرائمه في سورية

نبيل شبيب

لا يوجد في قاموس اللغات البشرية نعت يكفي لوصف سفّاح سورية وريث الحكم الأسدي التسلّطي، فما يرتكبه مع أعوانه الذين ربّاهم وأبوه على الإجرام المطلق، أفظع همجية من أن ينسب إلى أعمال الوحوش الضارية في الغابات ناهيك أن ينسب إلى كائنات بشرية.

قيل ما قيل في وصفه، وأدين بكل عبارة من عبارات الإدانة، وفضح في تقرير دولي بعد تقرير، وتمّ تصوير ما يرتكبه فنشر في بلد بعد بلد، وما كُشف عن جريمة ارتكبها (الآن.. فما انقطع ارتكاب الجرائم منذ خمسة عقود) إلاّ وكشف بعدها عن جريمة أفظع وأشد همجية وبشاعة مما سبقها.. فحتى متى؟..

هل يمكن القول بعد 17 شهرا من الثورة الشعبية البطولية وما بلغه حجم التضحيات خلالها، إنّ أي قوة من القوى العربية والإقليمية والدولية بريئة من المسؤولية عن سفك الدماء؟..

هل يمكن تبرئة أحد ممّن يقولون إنّهم يقدّمون السلاح للمدافعين عن أرواح أطفالهم وأمهاتهم وأعراض بناتهم وأخواتهم وهم لا يقدّمونه إلا بالقدر الذي يمنع حسم المعركة وإنهاء وجود السفاح وجرائمه؟..

هل يمكن تبرئة أحد من الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية أو منظمة مؤتمر العالم الإسلامي أو الأمم المتحدة بذريعة كاذبة ممجوجة تتكرّر أسبوعا بعد اسبوع ومذبحة بعد مذبحة، بوجود هذه العقبة أو تلك، وكأنّهم لم يتحركوا من قبل إلا بإذن من مجلس الأمن الدولي، وإلا وفق نصوص قانون دولي.. أو كأنّه لا يوجد ما يكفي من المعطيات القانونية والإنسانية والسياسية لاستخدام القوّة لإنهاء مسلسل جرائم القاتل السفاح؟..

هل يمكن تبرئة أحدّ من شعوب الأمة العربية والإسلامية وشعوب الأرض التي طالما تحرّكت لمواكبة جرائم إنسانية أخرى ما استطاعت للتحرك سبيلا.. ولم تتحرك حتى الآن من أجل ضحايا السفاح إلا قليلا؟..

هل يمكن تبرئة أقلام تكتب، وألسنة تتكلم، في الدفاع عن السفاح القاتل، بحجة جهل كاذب أو اتجاه قومي أو شعارات مقاومة وممانعة، فضلا عن أحزاب ونقابات ومجالس وهيئات، لا تزال تتحرّك بسرعة السلحفاة إن تحركت، ولا تزال تتقلّب في عملها السياسي وغير السياسي على ألف جنب وجنب ممّا صنعته المصالح والمطامع، إلا جنب الوجدان والإحساس الإنساني والمسؤولية الدينية أو الحضارية الثقافية أو القومية أو الشخصية.. أو بأي معيار من المعايير التي تتشدّق بها الخطب وتحفل بها البحوث والدراسات.. بينما بات الدم البشري المسفوك أقل قيمة بين يديها من حبر أقلامها، وبات الإنسان المستهدف بالتنكيل والقتل رقما يتيما ضائعا في بضع قنوات إخبارية في عالم "العصرنة والحداثة" و"التعددية والديمقراطية" و"استعلاء الأبراج العاجية الثقافية.." على جنس البشر وآهات الأطفال من ضحايا خناجر السفاح!..

. . .

اعلموا يا من تشاركون في سورية مباشرة في ارتكاب جرائم الذبح والتعذيب والتقتيل وشتى صنوف الجرائم الشيطانية..

اعلموا أيها القتلة في سورية.. واعلموا أيها القادرون على منع القتلة من مواصلة جرائمهم.. سيان ما هي أنسابكم الطائفية أو القومية أو المناطقية..

هذا السفاح ساقط حيا أو ميتا، هو وأكابر المجرمين من حوله.. وستجدون أنفسكم وحدكم.. مهما بلغ تسلّحكم ومها بلغ عون المشاركين لكم في الجريمة من خارج حدود هذا الوطن الذي ما يزال يحتضنكم..

هذا السفاح ساقط حيا أو ميتا.. وقد تتحوّل الآلام إلى سيل جارف من نزعة الانتقام لا يستطيع العقلاء من هذا الشعب الأبيّ أن يمنعوها من تحويلكم إلى ضحايا بعد أن ارتكبتم ما ارتكبتم بحق ضحايا ثورته الأبية على السفاح وعصاباته الإرهابية الإجرامية المتسلّطة على سورية منذ عشرات السنين..

لن يصدّق أحد أنّ بين الساكتين شرفاء.. إن لم يتحرك الشرفاء الآن..

لن يصدّق أحد أنّ بين الساكتين أبرياء.. إن لم يتبرؤوا من السفاح الآن..

لم يعد يوجد مكان للحياد بين السكين والجراح على أرض سورية الثائرة..

السفاح وأكابر المجرمين من حوله يريدونها أرضا محروقة بعد أن أصبح سقوطهم حتما مقضيا.. وسخلّفونكم تحت ألسنة لهيبها.. فلا تشاركوا بسكوتكم ولا تشاركوا بخنوعكم في حرق أرض الوطن الذي تريدون أن يحتضنكم غدا مثلما احتضنكم من قبل ذلك اليوم المشؤوم الذي وصل فيه السفاحون إلى مواقع التسلّط على الشعب بجميع طوائفه وفئاته وجميع انتماءاته ومكوّناته..

ليس سوريّاً هذا السفاح ومن معه ولا دين لهم إلا دين الإجرام..

ليس سوريّاً.. من يقبل باستمرار قتل السوريين حوله..

ليس سوريّاً من يقعد عن المشاركة في إسقاط السفاح وأكابر المجرمين حوله.. قبل أن يحوّل الوطن إلى حريق كبير يصيب بألسنة لهيبه أوّل ما يصيب من يبقى قاعدا .. حتى اللحظة الأخيرة..

. . .

وأنتم أيها الثوار الأبطال الأبرار..

وأنتم أيها الجنود والضباط الأحرار..

لم يعد يملك أيّ إنسان أن يقول شيئا يليق بمكانتكم التي وصلتم إليها بثورة الحرية والكرامة والإباء والعدالة.. ماضين فوق آلام المعاناة حتى النصر، وأنتم تكتبون بدمائكم وبطولاتكم وتضحياتكم المذهلة تاريخ وطنكم ومستقبل شعبكم وأمتكم، وتعيدون للإنسان إنسانيته..

نصركم الله.. نصركم الله.. نصركم الله.. وقصم ظهر السفاحين الجبابرة الحقراء على درب فرعون والنمرود، وجعلهم عبرة لمن يعتبر حتى يوم القيامة، يوم تشخص أبصارهم وأفئدتهم هواء، وما مصير السفاحين القتلة إلاّ في الدرك الأسفل من جهنم، كلما نضجت جلودهم أبدلوا جلودا غيرها، ليذوقوا العذاب الذي يستحقون.

========================

من البطريرك حداد إلى الأب باولو وجه آخر للكنيسة

عبد الله حنا *

استرعى الاهتمام موقف الأب باولو ( رئيس رهبنة دير مارموسى الحبشي في النبك ) المتعاطف مع التحركات الشعبية الجارية في سورية منذ سنة ونيف ، في وقت يقف فيه كثير من الأكليروس المسيحي موقف الريبة والخوف من هذه التحركات الشعبية الناشدة للكرامة والمنادية في بداياتها بالحرية مع خلفيات ، مكتومة ، تحلم بالعدالة الاجتماعية . وتضاعف خوف هذا الأكليروس بعد عسكرة التحركات الشعبية السلمية ، التي قمعها النظام بالرصاص مما ادى الى انتقال التحركات إلى مرحلة العسكرة والدفاع عن النفس . وهذا مما افسح المجال لقوى متزمتة اسلاميا لاستغلال التحركات وتوجيهها وجهة لا وطنية لها لون ديني . وهذا مما سهّل الطريق أمام بعض رجال الدين المسيحي الموالين للنظام في القاء الشكوك حول اهداف التحركات واغماض العين عن العسف والظلم والانحياز والدعوة بصورة فاقعة إلى مساندة " النظام " .

 هذان الموقفان المتناقضان لراهب يقف ضد القهر وينشد المحبة والوئام ومطران يعلن على رؤوس الأشهاد انحيازه اللامشروط إلى النظام ، دفعا بي الى تذكّر التاريخ واسترجاع دور الخط الوطني العروبي لبطريركية انطاكية الأرثوذكسية في مستهل القرن العشرين ، وهذا ما سنتحدث عنه بعد قليل .

 ** *

 تعود معرفتي بالأب باولو إلى عام 1981 عندما شرع في إحياء دير مارموسى المهجور بسبب وفاة آخر رهبانه عام 1830 . فقد زرته منطلقا من بلدتي ديرعطية المجاورة للدير وأنا متوجس خيفة ان يكون عينا ( تجمع الأخبار ) لإحدى الجهات . ولكن تصميم هذا الراهب واندفاعه لترميم دير مهجور في منطقة مقفرة جعلتني أراجع شكوكي . وبعد زيارات متعددة للدير مصطحبا ضيوفي الراغبين في التعرف على معالم هذا الدير الحصين وسماع رأي الآخرين في هذا الراهب العجيب قطعت الشك باليقين ، ووجدت نفسي أمام إنسان من طينة خاصة تجمع بين رهبانية لم نعتد عليها وفكر يحمل على منكبيه حضارات الشعوب المتآخية والكارهة للظلم والعدوان . والملفت للنظر المكتبة الغنية ، التي اسسها هذا الراهب والتي تجمع فوق رفوفها كِلا التراثين المسيحي والاسلامي . وكانت نشاطات الأب باولو في الحوار الديني تصبّ في مياه التسامح والإخاء والعيش بسلام .

***

 مواقف هذا الراهب ذكرتني بمواقف بطريرك انطاكية للروم الأرثوذكس غريغوريوس حداد ، الذي اعتلى سدة رئاسة البطريركية بين عامي 1906 و 1928 وكان مثالا رائعا في الإدارة ، وفيما يلي بعض الأمثلة :

 أيام الجوع في الحرب العالمية الأولى فتحت البطريركية الأرثوذكسية أبوابها لإطعام الجائعين من مسلمين ومسيحيين . وعندما خوت مخازن البطريركية طلب الشماس المسؤول عن الطعام من البطريرك ان يقتصر الأمر على اطعام الروم الأرثوذكس فقط . فأجابه البطريرك : لا تسمح بالدخول إلى المطعم إلا لمن حُفِرَ على جبهته روم ، في اشارة واضحة بفتح باب مطعم البطريركية للجميع دون تمييز .

 بعد انهيار الدولة العثمانية عام 1918 قامت في دمشق اول دولة عربية وطنية حديثة بايع شعبها الشريف فيصل بن الحسين ملكا . وعندما اجتاحت جيوش الاستعمار الفرنسي سورية الداخلية غادر الملك فيصل دمشق . وفوجئ الحضور في محطة الخط الحديدي الحجازي بقدوم البطريرك غريغوريوس حداد . وعند الوداع مدّ البطريرك يده مصافحا الملك فيصل ومعلنا أمام الملأ : هذه اليد التي بايعتك لن تخون العهد . وهذه اشارة واضحة إلى سير الكنيسة الآرثوذكسية مع الحركة الوطنية العربية في السراء والضراء .

 اثناء الثورة السورية ( 1925 – 1926 ) كانت بطريركية الروم الأرثوذكس ملجأَ للثوار ومركز إمداد لهم . كما ادلى البطريرك بعدة تصاريح مؤيدة للثورة . وهذا ما دفع الثوار لتسميته " البترك محمد غريغوريوس " .

 ويذكر مؤرخ الشام محمد كرد علي ان عشرين ألف مسلم شاركوا في تشييع جثمان البطريرك غريغوريوس حداد عام 1928 .

 خلف غريغوريوس البطريرك الكسندروس طحان ، الذي سار على النهج الوطني لسلفه . وكانت علاقته وطيدة مع الكتلة الوطنية قائدة الحركة المناهضة للانتداب والداعية إلى الاستقلال . وكانت تصريحات البطريرك طحان في ثلاثينيات القرن العشرين المطالبة بالاستقلال والمنشورة في جريدة القبس الدمشقية ( جريدة الكتلة الوطنية ) يتردد صداها في سائر ارجاء الوطن .

 البطريرك طحان المعروف بمجابهته للحكام الطغاة توفي مصادفة عام 1959 في وقت أخذت المباحث السلطانية تبني دولتها ، الساعية إلى خنق المجتمع المدني ووضع الجميع تحت عباءة " السلطان " . وهنا وُضع رجال الدين من مسلمين ومسيحيين أمام طريقين : إما الانحناء أمام العاصفة والاستسلام لها أو الابتعاد والجلوس في الزوايا المهملة ، ونادرا جدا من اختار منهم قولة الحق أمام " السلطان " .

***

 في عهد صعود النهضة العربية والتنوير الاسلامي وانتشار الوعي الوطني في مستهل القرن العشرين انتشرت في الأوساط المسيحية الواعية فكرة التفريق بين الإسلام كعقيدة ، وهو أمر خاص بالمسلمين ، وبين الاسلام كحضارة وتاريخ وهما أمران شارك فيهما المسلمون والمسيحيون عبر مئات السنين . ومن يدرس " المجتمع السوري المسيحي " في مناطقه المتطورة يرى بوضوح ان الوعي الاجتماعي لهذا المجتمع تمتد جذوره في أعماق التراث العربي الإسلامي . وليس ثمّة شعور بالغربة عن التاريخ ، بل الشعور السائد لدى معظم المسيحيين أنهم كانوا وما يزالون أحد اعمدة الحضارة العربية الإسلامية .

 أيام النهوض الوطني استند النهج " المسيحي اليعربي " الى التاريخ العربي الإسلامي ونهل من حضارته ، ونظر إلى المحاور الثلاثة التالية على النحو التالي :

- الوقوف من العقائد الدينية الإسلامية موقفا إيجابيا ، واعتبار العقيدة شأن خاص بكل عربي وله الحرية في اعتناق ما يراه صوابا .

- تبني الثقافة العربية الإسلامية باعتبارها ثمرة تلاقح تيارات حضارية متعددة : عربية ويونانية وسريانية وقبطية مصرية وفارسية وهندية . وقد كوّن الإسلام المتسامح ذو التوجه الإنساني ، الإطار العام لهذه الثقافة .

- الفخر بالتاريخ العربي الإسلامي ، الذي صنعته مختلف الشعوب المنضوية تحت راية الخلافة . والاعتزاز بالحضارة العربية الإسلامية ، التي وصلت الأوج في القرن الرابع الهجري ، قبل أن يبدأ عصر الهبوط اعتبارا من القرن الثالث عشر حتى التاسع عشر . وقد رأى رجال النهضة العربية وفي مقدمتهم المسيحيون منهم ، ان افضل الطرق لنهوض قومي عربي جديد هو - إلى جانب مواكبة الحداثة والاستفادة من منجزات الحضارة الحديثة وهي اوروبية المولد - العودة إلى ذلك التراث العربي الإسلامي وفهمه في إطاره التاريخي واستلهام منجزاته الحضارية دون التوقف والتقوقع في إطار الماضي .

 ومن هذه الرؤى انطلق بطريركا الروم الأرثوذكس غريغوريوس حداد والكسندروس طحان ، الذين عاشا في عصر الصعود النهضوي العربي والانفتاح الوطني على سائر الأديان والمذاهب . ولكن رياح المباحث السلطانية والدولة الأمنية ، التي ظهرت ابتداء من عام 1959 أخذت باقتلاع تلك التربة الوطنية مخلّفة وراءها كثباناً طائفية واشواكا مذهبية وركاما للافكار المتسامحة . وتلك الأجواء المترافقة بتعقيدات مرحلة الثلث الأخير من القرن العشرين ، واختفاء العدو الاستعماري الخارجي وظهور تناقضات مستفحلة داخل المجتمع ، وانقسام القوى الاجتماعية وتصارعها لم تساعد الأكليروس المسيحي على تلمّس الحقيقة والسير في الطريق الوطني لأكثرية الشعب . وهذا مما اوقع قيادة الأكليروس في وهاد عميقة ومآزق هم في غنىً عنها ، وجعل القوى المسيحية الواعية لمخاطر المواقف المنحازة لهذا الطرف او ذاك تعلن استياءها من مواقف اكثرية الأكليروس غير المتزنة ، بل الخطرة ، التي تدفع بالمسيحيين للوقوف إلى جانب الطرف الحاكم ، ومعاداة جماهير واسعة اخذت تعلن احتجاجها على تصرفات وسياسة الممسكين بزمام النظام .

***

 التحرك الشعبي ، الممتد في المناطق الفقيرة أو غير المستفيدة من " نِعَم النظام " سار منذ قيامه في آذار 2011 بإيقاعات متنوعة متحدياً النظام ، تُحَرِكه بالدرجة الأولى المشاعر السنية المختلفة الإتجاهات والدوافع . وسرعان ما دخل على خط التحرك ما يسمون " دعاة اسلاميين " ، قاموا بفضل الفضائيات المعروفة بشحن المشاعر السنية بكره الآخر والتحريض عليه وتحويل التحرك ذي الطبيعة السياسية والوطنية إلى تحرك طائفي باتجاه العداء المذهبي للعلويين ، الذين يهيمن من اغتنى منهم على مفاصل النظام السوري القائم . وهذا التيار المتزمت والمتطرف ( المعادي للعلويين كمذهب ) لم يخدم التحرك الشعبي الذي يسعى اليسار والقوى السنية المعتدلة إلى جعله تحركا وطنيا يشمل سائر أبناء المذاهب والطوائف المكتوية بممارسات النظام وعنجهيات كثير من قواه الأمنية وغيرها من مراكز القوى . ولا يخفى ان هذه القوى الأصولية الظلامية سعت وتسعى إلى حرف التحرك ، الذي يسمونه ثورة ، عن مساره الوطني والطبقي وتوجيهه للعداء لمذهب معين والكره لطائفة بكاملها . وهذا الفكر الظلامي طمس ، إلى جانب ممارسات النظام وسياساته ، الدوافع الإقتصادية الإجتماعية للتحرك وأغمض العين عن الاستبداد . وهو لا ينظر إلى الأمور إلا من زاوية دين ضد دين أو مذهب مخالف لمذهب . إضافة إلى ذلك يعتبر هذا التيار نفسه " الفرقة الناجية " وما سواه فهو ضلال وجاهلية . ويخدم هذا التيار المتزمت والمتحجر والمستند إلى الجوانب المظلمة من تاريخنا النظام بسبب إخافته للطوائف الإخرى وجعلها ترى في النظام طوق النجاة .

 وفي ظروف الانحسار الوطني ، أواخر القرن العشرين ، لم يتمكن التيار الاسلامي المعتدل ذي الجذور الخيّرة الممتدة في تربة المجتمع السوري ان يحدّ من هجمات الاسلام السياسي المتزمت والمتحجر ، الذي ينهل من افكار سيد قطب ويسير على خط بن لادن وطالبان وغيرهما من الدعاة المتطرفين .

 إن التحركات الشعبية الوطنية السلمية المناهضة للاستبداد ، والتي حملت في خلفيات احتجاجاتها حقدا دفينا على " الحرامية " من بورجوزيات بيروقراطية وطفيلية آكلة الأخضر واليابس ، تعرضت لعاصفتين صحراويتين حوّلتاها عن مسارها الوطني السلمي وهما :

- عاصفة المتزمتين الإسلاميين ، الذين ينهلون من التراث المملوكي العثماني وتكفيريات ابن تيمية , مسعِّرين للأحقاد وضاربين عرض الحائط بالتراث العربي الإسلامي المجيد في أيام عزه ، والذي ضمّ بين جناحيه سائر مكوّنات المجتمعات العربية الإسلامية ، وأنتج حضارة إسلامية مزدهرة ومنفتحة على العالم بين القرنين الثامن والثالث عشر الميلاديين .

- عاصفة الحشد الطائفي ( العلوي ) الذي تسّعره بعض قوى السلطة لحماية ثرواتها وما سرقته من أموال الشعب . وهذه العاصفة الرأسمالية البيروقراطية والطفيلية تخيف الطائفة العلوية زاعمة أن " وجودها " مهدد بالخطر إذا لم تمتشق السلاح وتسير وراء الحكام . كما تعزف قوى الحكم على أوتار إخافة الأقليات الدينية والمذهبية ( مسيحيون ودروز واسماعيليون ) ودفعها لمساندة النظام خوفا من قدوم " عثمانية " جديدة تعيدها إلى عهد السلطان المستبد عبد الحميد وأجداده .

 فالتحرك الشعبي المناهض للاستبداد والمشبع حقدا دفينا على طغيان البورجوزيات البيروقراطية والطفيلية وصلفها ، تشابكت فيه الدوافع الطبقية والطائفية وتداخلت بصورة طغى الدافع الديني المذهبي على الدافع الطبقي ، كما اختفت في زوايا شوارع المحتجين أصوات الفقراء والمقهورين . ونتيجة لسيطرة من يسمون " الدعاة الإسلاميين"ودعوتهم المتزمتة المنغلقة والمتحجرة والبعيدة عن التاريخ الثوري المجيد للحضارة العربية الإسلامية , غُيّبت الممارسات الاستغلالية والاستثمارية للفئات الحاكمة ، واقتصر حديث الدعاة على تأجيج المشاعر الطائفية وتسعير الحقد المذهبي وكره الآخر وتكفيره والاستعلاء عليه .

***

وتحت وطاة هذه الأوضاع وتشابك الأحداث وتداخلها لم تُتَح الظروف داخل الأكليروس المسيحي لتبلور تيار يحمل الراية الوطنية للبطريركين حداد وطحان ويسير بها من اجل خلاص الوطن من خطرين ماثلين للعيان هما :

 طغيان " الدولة الأمنية " وأعمدتها من البورجوازيتين البيروقراطية والطفيلية من جهة ، والاستبداد "العثملّي " وورثته الحاليين المتطلعين إلى عودة حكم بني عثمان وسلطانهم المستبد عبد الحميد ، متناسين قول الخليفة عمر بن الخطاب : " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا " .

*مؤرخ سوري

================

نداء إنساني وعربي إلى من بقي من أحرار الرجال الرجال من ضباط وأفراد وضباط صف الجيش العربي السوري

بقلم: عيسى الجراجرة*

أيها الرجال الرجال من أحرار الضباط والأفراد وضباط الصف في الجيش العربي السوري:

أخاطبكم بصفتي إنسان عربي ومسلم، وصحفي ورجل فكر وأديب ولي من المؤلفات ما ذكرت، وبصفتي ابن وفي ومحب للأمتين العربية والإسلامية، ولست مثلكم قاتلاً:

لأقول لكم جميعاً، هل فقدتم شرفكم العسكري؟؟؟، لتتحولوا من حماة للوطن؟؟؟ إلى قتلة جبناء؟؟؟ لأبناء شعبكم وأمتكم العربية. وأتساءل كذلك هل فقدتم عقيدتكم البعثية؟؟؟، إذا كنتم بعثيين حقاً؟؟؟ ألا تدرون أن العقيدة البعثية قد جاءت لنهضة الأمة العربية العظيمة الماجدة، وتحقيق وحدتها لا لقتلها.

** وأتساءل بحرقة ماذا تنتظرون لتلتحقوا دون تردد ودون تأخير بالشرفاء من إخوانكم بالجيش العربي السوري الحرِّ، لأن الالتحاق بالجيش العربي السوري الحرِّ، فرصة لن تنتظر الجبناء. وأتساءل بحرقة كذلك بأي حق لا تزالون تقومون بقتل أبناء شعبكم السوري العظيم الأبي الثائر الأعزل، منذ سبعة عشر شهراً، إذ وصل مجموع ما قتلتم بأيديكم الملطخة بالدماء، إلى أكثر من 35 ألف مواطن من أبناء شعبكم السوري المسالم الأعزل حتى الآن، علاوة على عشرات المجازر الفظيعة كما جرى في مجزرة الحولة، وبابا عمرو في حمص، وغيرهما من المجازر في البلدات السورية المنكوبة، كل ذلك دفاعاً عن الكرسي العفن للسفاح والمجرم القاتل بشار، ابن سفاح مدينة حماة الأبية، المجرم القاتل المقبور حافظ لا رحمه الله.

** ويا للعجب أقول لكم المرة بعد المرة، هل فقدتم شرفكم العسكري، وعقيدتكم البعثية؟؟؟، لتتحولوا من حماة للوطن؟؟؟ إلى قتلة جبناء؟؟؟ وتدافعون مخطئين عن من؟؟؟ عن الكرسي العفن للسفاح والمجرم القاتل بشار، وريث سفاح ومجرم حماة الأبية.

** ويا للعجب العجاب: كيف تدافعون مخطئين عن السفاح والمجرم القاتل بشار، الذي قد فقد شرعيته وكونه رئيساً للسوريين عندما قام بقتل أول مواطن سوري أعزل يوم الحادي عشر من آذار عام 2011م، واتبعه بمعدل يومي من القتل الإجرامي البشع لا يقل عن مئة مواطن مسالم كل يوم، هل يجيز لكم شرفكم العسكري كحماة للوطن، وشرفكم البعثي كل هذا القتل الإجرامي بشعبكم؟؟؟.

** لماذا لم تقفوا حتى الآن مع شعبكم السوري الثائر العظيم، كما وقف الأبطال الشجعان من زملاؤكم في الجيوش العربية، مع شعوبهم الثائرة، الذين لم يفقدوا شرفهم العسكري وعقيدتهم القتالية كحماة للوطن، في كل من تونس ومصر واليمن، ولم يتحولوا هؤلاء الأبطال المحافظين على شرفهم العسكري، لا كما صنعتم أنتم بأنفسكم عندما تحولتم إلى مرتزقة جبناء وأراذل وقتلة مأجورين أذلاء عند الطاغية والقاتل والسفاح قاتل شعبه بشار. يا للعجب العجاب، ألا تدرون ماذا صنعتم أنتم بأنفسكم، بعد أن فقدتم شرفكم العسكري وعقيدتكم البعثية القتالية كحماة للوطن، وتحولتم إلى قتلة لشعبكم؟؟؟

** أعلموا أيَّها الأخوة، وأخاطب فقط من بقي من أحرار الرجال الرجال من ضباط وأفراد وضباط صف الجيش العربي السوري، أن ثورة شعبكم السوري العظيم ستنتصر لا محالة، وستحاسب حساباً عسيراً المجرمين القتلة المأجورين من مرتزقة المجرم القاتل وابن المجرم القاتل بشار، وسوف لن تجدوا من يحميكم من العقاب، وعليكم أن تحافظوا على ما بقي من شرفكم العسكري وتلتحقوا فوراً بإخوانكم بالجيش السوري الحر، وليلحق المجرم بشار بالقتلة المجرمين من أمثاله ابن علي وحسني مبارك وعلي عبد الله صالح، وإلى جهنم وبئس المصير.

** وأخيراً أرجو أن لا تنسوا النداء والرجاء الذي اوجهه لكم للحفاظ على شرفكم العسكري كحماة للوطن، وليس كمرتزقة وقتلة السفير السوري السابق بالعراق الشجاع المنشق والمستقيل من حزب البعث ومن سفارة القاتل بشار والملتحق بالثورة.

___________

*إعلامي وصحفي عربي أردني، ورجل فكر وأديب وله 29كتاباً منشورا، منها كتاب في الفكر الإسلامي المعاصر قدمه الإمام الأكبر شيخ الأزهر

===================

مع السياسة الدولية وانتفاضتنا

محمد هيثم عياش

شهدت الايام القليلة الماضية اي منذ مؤتمر جنيف الذي دعا اليه ابن حام الذي يطلق عليه كوفي عنان الذي شاركت فيه الدول العضوة الرئيسية بما يطلق عليه مجلس الامن الدولي منتهيا بمؤتمر أعداء الشعب السوري ، عفوا مؤتمر اصدقاء سوريا نشاطا كبيرا من اجل وعلى حسب راي الذين شاركوا في هذه المؤتمرات انهاء حرب الاباحة التي يشنها طاغية الشام بشار اسد وازلامه على شعبنا .

قلت لوزير الخارجية الالماني جويدو فيسترفيليه على هامش القاءه محاضرة حول السياسة الدولية ما اذا كان سيشارك بمؤتمر جنيف فأجاب بالنفي لان المؤتمر فاشل قبل ان يعقد وسألته عن مشاركته بمؤتمر باريس فأجاب بنعم ورجوه ان كنت استطيع السفر معه فأجاب بالايجاب وأعلمتني وزارة الخارجية رفض موسكو اعطائي تاشيرة دخول لتأييدي فيما مضى من السنين الماضية جهاد الشيشان ضد الروس وانتقادي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما زار برلين في وقت سابق من أواخر شهر حزيران/يونيو المنصرم .

والامر لا يخفى عليكم فقد تابعتم احداث المؤتمرين المذكورين ، مؤتمر جنيف عاد المشاركون به الى بلادهم كخفي حنين فحام غانا عنان يريد ابقاء الطاغية على رأس السلطة في دمشق الجريحة مؤيدا بذلك الروس الذي يحكمهم حاليا حفيد ايفون الوحش الذي يطلق عليه فلاديمير بوتين ومؤتمر اصدقاء أو بالاحرى أعداء سوريا تنازعوا فيما بينهم الا انهم اجمعوا على عدم انقاذ الشعب السوري بفرقة عسكرية تشرف على حماية الشعب من بطش الطاغية وأكدوا ان الحل السياسي ضرورة ملحة حتى لا تنزلق سوريا بحرب اهلية علما ان الطاغية يزرع الفتن بين اهل الشام .

وما ان استدعت عاصمة الروس موسكو اعضاء ما يطلق عليهم بمجلس سوريا الوطني الا وهرعوا اليها متناسين بذلك بان روسيا تقتل شعبهم وتخذل كل من يريد الخير لشعب سوريا بل رأى احدهم هداه الله بمناف مصطفى طلاس شخصية مرغوبة باستلام منصب كبير بحكومة انتقالية في بلاد الشام ، وزجر قائل من المجلس الوطني السوري الذي يريد منافا استلام منصب كبير وقال له مه ما كنت أعهدك جهولا أو نسيت بأن منافا صديق الطاغية وحارب معه شعبنا وهو وبشار وماهر اسد مثل مؤخرتين بلباس داخلي واحد ، ونعق ناعق زاجرا الناهي بأن منافا خرج عن النظام .

ان المتتبع للسياسة الدولية وما يدار وراء الكواليس ضدنا سيجد الشيب ساد شعر طفله ان الدول الكبرى والصغرى لا تريد مساعدتنا فهم يعتقدون بذهاب اسد نهاية لمصالحهم بالعالم الاسلامي اضافة الى خوفهم على يهود ، ولو أن شعبنا غير مسلم وانتفاضته لغير وجه الحرية لمد العالم يده لمساعدتنا فنحن مثل ما قال قريط بن أنيف التميمي :

لو كنت من مازن لم تستبح إبلي بنو اللّقيطة من ذهل بن شيبانا

إذن لقام بنصري معشر خشنٌ عند الكريهة إن ذو لوثةٍ لانا

قوم إذا الشرّ أبدى ناجذيه لهم طاروا إليه زرافاتٍ ووحدانا

لكنّ قومي وإن كانوا ذوي عدد ليسوا من الشرّ في شيء وإنا هم نا

يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرةً ججومن إساءة أهل السوء إحسانا

كأنّ ربّك لم يخلق لخشيته سواهم من جميع الناس إنسانا

فليت لي بهم قوماً إذا ركبوا شنّوا الإغارة فرسانا وركبانا

لا يسألون أخاهم حين يندبهم في النائبات على ما قال برهم نا

لكن يطيرون أشتات إذا فزعوا وينفرون إلى الغارات وحدانا

وعلى الشعب السوري ان يعلم ان ساعة الصفر قد دقت بنهاية اسد وازلامه الا ان المطلوب الاتكال على الله والنفس وطلب النصرة منه ومن عباده المسلمين الذين يغارون عليهم . ان الطاغية أسد قد انتهى وما عليكم ايها الشعب الا ان تثبتوا للعالم بأنكم ماضون في عزيمتكم للقضاء عليه وإياكم ان تعتقدوا بأن بمناف طلاس وأباه الخير فمناف صنم من اصنام الجاهلية ومن اصنام بشار اسد ولم يخرج من سوريا غضبا لله وللشعب السوري أما مصطفى طلاس فكان ممن باع الجولان وأعلن قبل مدة انه يريد ان يتهود على يد زعيم مجوس ايران احمد خامنئي فهل يرجى من هؤلاء الخير ؟.

===============

عنان شريكاً للروس والإيرانيين في قتل السوريين

محمد فاروق الإمام

يؤسفني أن أقول أن الموفد العالمي والعربي كوفي عنان هو شريك مع الروس والإيرانيين في تغول النظام السوري في جرائمه بحق الشعب السوري، بما يوفره من غطاء لهذا النظام وما يسهله له من مهل مكنته خلال تسلمه لمهمته من قتل ما يزيد على أربعة آلاف مواطن، إضافة إلى تدمير ممنهج للمدن والبلدات والقرى وتهجير قسري لسكان بعضها على خلفية طائفية.

لقد ظننا للوهلة الأولى أن تسلم عنان لهذه المهمة ستضع حداً لمسلسل القتل والتدمير الذي يقوم به النظام السوري ضد شعبه وبلاده منذ ما يزيد على سنة ونصف، وظننا هذا جاء على خلفية خبرة عنان الطويلة، كونه شغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة، وشارك في إنهاء العديد من الأحداث الملتهبة التي عصفت في العالم أثناء ولايته، إضافة إلى أن البنود التي وضعها لخطته كانت بنوداً متوازنة يمكن التأسيس عليها (وقف القتل، سحب الجيش من المدن، إطلاق سراح السجناء والمعتقلين، السماح بالتظاهر السلمي، دخول وسائل الإعلام العالمية)، وخاصة وأن تنفيذ البند الأول من الخطة هو المفتاح لبناء أي حل آخر، ولكن تبين لنا أن النظام، الذي أتقن بأسلوب شيطاني إفراغ أي مبادرة من محتواها، في واد ومبادرة كوفي عنان في واد آخر، رغم موافقة النظام على هذه الخطة وإعطائه لها هالة إعلامية كاذبة عن البدء بتنفيذ بنودها، دون أن يكون لكوفي عنان أي ردة فعل سوى التماهي مع دعاوي النظام وكذبه وتضليله، في الوقت الذي ارتفعت فاتورة القتل بين السوريين من 25 ضحية في اليوم إلى 125 بعد توقيع النظام على خطة عنان وقبوله ببنودها، وكان يتم كل ذلك على مرآى من عيون المراقبين الدوليين الذين جاء بهم عنان ليراقبوا مدى تطبيق النظام السوري لبنود خطته.

وبعد أربعة أشهر دموية بامتياز اهتز لجرائمها ومجازرها الضمير العالمي، دون أن يكون لموسكو وطهران أية ردة فعل إنسانية تجاه هذا النظام المجرم، الذي يقتل شعبه بدم بارد بوسائل همجية بدائية مرعبة، ويقوم بتدمير المدن والبلدات والقرى بالسلاح الذي يزودونه به والذي يدفع ثمنه من مال السوريين، وتحت إشراف ورعاية الخبراء والمدربين الروس والإيرانيين جهاراً نهاراً!!

أقول بعد أربعة أشهر دموية فاجئنا كوفي عنان في زيارة يقوم بها إلى دمشق للقاء بشار الأسد اتفق معه خلالها على مبادرة جديدة لوقف دوامة العنف – كما وصفها عنان - والغريب أن صاحب هذه المبادرة لم يكن كوفي عنان بل كان بشار الأسد، وانتشى عنان بهذه المبادرة وراح سريعاً إلى طهران ومن ثم إلى بغداد ليحصل منهما على دعم هذه الخطة وهذا ما حصل بالفعل، ثم طار إلى مجلس الأمن في نيويورك يوم أمس الأربعاء 11 تموز ليعرض ما اتفق عليه مع بشار الأسد على مجلس الأمن، والخطة تتلخص في الوقف التدريجي للعنف على مدار ثلاثة أشهر، ومن المفترض بموجب هذه الخطة أن يقوم عناصر الجيش الحر بالخروج من المدن، دون أية ضمانة من النظام بعدم التعرض لهم أو مضايقتهم، ودون أن يكون هناك أي تعهد بالتزام النظام بتطبيق مبادرة كوفي عنان التي أقرها مجلس الأمن والجامعة العربية وقبلها هو ووقع عليها.

ورغم كل هذا الغموض في المبادرة الجديدة، وبعد إعلان عنان الصريح عن فشل مبادرته السابقة، فإن كوفي عنان مصر على تبني الملف السوري والفصل فيه، وهذا يجعلنا نضع ألف علامة استفهام حول نوايا كوفي عنان وما يدبره ضد طموحات وأماني وأحلام الشعب السوري في الحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية وإقامة الدولة المدنية، التي قدم على مذبحها الشعب السوري حتى الآن ما يزيد على عشرين ألفاً من الشهداء وأضعافهم من الجرحى والمفقودين والنازحين والمهجرين، وهذا يجعلنا نشكك في نوايا كوفي عنان الذي استبعد المعارضة السورية بكل أطيافها من الحوار معها أو أخذ رأيها في كل الذي يحيكه مع بشار الأسد والعواصم المؤيدة والداعمة له.

عنان بتجاهله لمطالب السوريين والشارع الثائر في كل المدن والبلدات والقرى السورية لن يحصد من مبادرته الثانية إلا ما حصده من مبادرته الأولى الإخفاق والفشل، لأن القرار أولاً وأخيراً هو بيد الثائرين وليس بيد بشار وزمرته المجرمة الفاسدة ولا في عاصمتي الشر موسكو وإيران، ونطمئن عنان بأن الشعب الذي دفع ضريبة الحرية كل هذه الدماء وكل هذه الضحايا، هو على استعداد ليدفع المزيد حتى يزيل هذا الكابوس السادي عن صدره، ويعيد لسورية أصالتها وأمجادها، ويحقق لشعبها الحرية والكرامة والعدالة، التي افتقدها لنحو نصف قرن على يد هذه الزمرة السادية المجرمة الفاسدة، وقد قالها السوريون بالصوت العالي أن لا مهادنة مع هذا النظام القاتل ولا تفاوض معه، وأن عليه الرحيل دون شروط رضيت موسكو أو طهران أم لم ترضيا!!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ