ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 17/07/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

قراءةٌ في المشهد السوري في ضوء تداخُل خَيارات الحلّ

محمد عبد الرازق

بالنظر في الحلول المتداولة للخروج من الأزمة التي يشهدها المشهد السوري؛ نجد أن الأمر لا يعدو أحد حلول ثلاثة، هي:

1 أن يمسك النظام بزمام الأمور، و يبسط سيطرته من خلال الحل العسكري الذي مضى على الشروع فيه ما يقرب من عام، و ما تزال الحال على غير ما يريد ( الأسد )؛ ففي كل يوم تقلُّ فرص المناورة لديه، و هو الأمر الذي بات يشعر به حلفاؤه، و مناصروه في الداخل و الخارج. فلقد بِتْنا نصحو كل يوم على مزيد من الانشقاقات؛ التي أضحت تطال كبار القوم، و كان آخرها خروج العميد مناف طلاس إلى فرنسا، و انشقاق العميد عبد الرحمن الطحطوح ( رئيس فرع الأمن السياسي في دمشق )، و التحاقه بكتائب الصحابة . و هناكلائحة من الضباط الذين تظهر صورهم على المحطات وهم يعلنون انشقاقهم عنه، في مشهد يتكرر يوميًا. يطول الوقوفعندها.

 هذا فضلاً على موجة انشقاق السفراء؛الذين عرف منهم لحدّ الآن كلٌّ من: نواف الفارس ( في العراق )، و فاروق طه ( في روسيا البيضاء )، و رياض نعسان آغا ( في سلطنة عُمان ).

 و يذكر في هذا الصدد أيضًا انشقاق محمد حبش ( النائب السابق )، و الحبل على الجرار في الحقل الإعلامي، و قوى الأمن الداخلي.

و بالطبع فإن سرد إحصائية الخسائر اليومية للنظام أصبحت تطول، و تطول لدرجة أنه أصبح من الصعب معها جردها في كل حديث يدور حول ذلك.

الأمر الذي جعل حلفاءه يفكرون في البدائل الممكنة بعده، و في النهاية المتوقعة له. فهوشيار زيباري و حكومة المالكي ليسا على الحياد فيما يجري في سورية، و هما مع تمكين الشعب من حقوقه المشروعة، و زيباري يتوقع له القتل، و هو يلقي باللائمة في مساندته على إيران، و ليس على العراق.

و الحال مع الصينيين باتت قريبة من التفكير في إيجاد مخرج من هذه الأزمة، بحسب تصريحات وزارة الخارجية الأخيرة. أمَّا الروس فعلى ما يبدو أن ما عُرِضَ عليهم ما زال دون المطلوب، و هم في انتظار ذلك.

و ليس معنى ذلك أن ( الأسد ) سيستسلم لقدره، و يضع الحبل في رقبته بهذه السهولة؛ فهو قد أعدَّ العدة لحرق البلد إذا خلت منه، و لا أدلَّ على ذلك من تصاعد الحملة العسكرية في الآونة الأخيرة، و تكرار مشهد المجازر بحق المناطق المنتفضة، و آخرها ما كان في ( التريمسة ).

لا بل إن هناك من بدأ ينظر بطرف عينه إلى ما يمكن أن يقدم عليه الأسد في الساعات الأخيرة من عمره؛ إذْ إنه قد يقدم على الزج بترسانته البيولوجية في حربه مع السوريين، و كان الأسد ( الأب ) قد قام به، حينما ألقى بحمم هذه الغازات على مدينة ( حماة ) في الثمانينات. و هو الأمر الذي تخشاه الدول المعنية بالشأن السوري؛ فهو قد يؤدي بالأمور إلى الخروج عن السيطرة على هذا النوع من الأسلحة؛ ممَّا يعني إمكانية وقوعه في أيدٍ تخشاها إسرائيل، و لذلك كان الحفاظ عليه في صلب مباحثات ( بوتين ) مع قادتها في زيارته الأخيرة لهم.

و لهذا أيضًا سارعت أمريكا إلى استنفار استخباراتها لمراقبة التحركات التي رصدت لنقل بعض من هذه الترسانة التي تعدُّ سورية الأولى في امتلاكها على المستوى العربي.

2أن تسوق أمريكا، و حلفاؤها من الغربيين ، و النظام العربي الرسمي( الأطراف الفاعلة في الجامعة العربية دول الخليج على وجه الخصوص ) للحلّ الذي يفرض رؤيتها على أرض الواقع. و تتمثل صورة هذا الحل في التغيير بتغييب الأسد، و أركان حكمه الأساسيين عن المشهد، مع القيام بعمليات تجميلية تبقي على شكل الدولة الحالي؛ الأمر الذي يضمن الاستقرار في المنطقة، و لا سيما للجارة الجنوبية التي باتت طرفًا أساسيًّا يؤخذ رأيه في شكل الحل القادم، في حال أنهم وجدوا أن صلاحية ( الأسد ) قد انتهت.

و قد تكفلَّت دول عدة بالتسويق لهذا الحل في كل المبادرات التي كانت، و لا سيما ( مجموعة أصدقاء سورية )، و لا تعدو خطة ( عنان ) أن تكون جزءًا من هذا الحل؛ فهي بمثابة إدراة للأزمة إلى أن تتهيأ الظروف المناسبة له.

و يبدو أن الدول الداعمة لهذا الحل تجمعها مشارب شتى، فدول الخليج يعنيها بشكل أساسي التخلص من الأسد، بغض النظر عن الجهة التي تتكفل بذلك؛ فهي من جهة ترى في تسليح الجيش الحر فكرة ممتازة، و وعدت بتقديم مبالغ مادية شهريًّاله، و قد كان شيء من ذلك ( دفع مرتب شهر واحد فقط، و وصلت كميات شحيحة من الأسلحة الفردية الدفاعية)، و هو الأمر الذي يفسر على أنه إبقاءٌشعرة معاوية معهم، فلا هم ينجزون به مشروعهم المستقل، و في الوقت نفسه يمكن أن يُستَثمر ما يحققوه من مكاسب ميدانية في إعطاء فرص للحل الأمريكي ليغدو أقرب إلى التطبيق من مشروعهم هم.

و حتى تيار المستقبل في لبنان نراه قد اكتفى في دعمهلهذه الثورة بالمواقف السياسية، و كان بوسعه أن يثأر لإسقاط حكومة الحريري بتدخل من الأسد، و يرد له الصاع صاعين، بيدَ أن ميلَه لهذا الحل قد حال دون ذلك، و ترك أعمال الإغاثة للفعاليات الشعبية، و الجماعات الاسلامية هناك.

هذا، و إنَّ أمريكا، و معها حلفاؤها الغربيون، و لا سيما فرنسا. لم تألُ جهدًا للخلاص من الأسد، و لكن على طريقتها هي، و في الوقت المناسب؛ الذي باتت الجارة الجنوبية هي الضابطة لتوقيته، فلا ترضى من الأمر بأقلَّ من تدمير سورية ( شعبًا، و مقدراتٍ ). و بذلك تضمن خروجها من المعادلة على غرار ما كان في العراق.

و أمريكا من أجل إنجاح مشروعها هذا لا تألوا جهدًا في البحث عن الأطراف، و الجهات الداعمة له من المعارضة، و يبدو أن هناك أطراف عدة منهم تتناغم معه، سواء من المجلس الوطني ( بسمة قضماني، رضوان زيادة، و أحمد رمضان،و أسامة المنجد، صاحب قناة بردى، سبق أن قدمت له أمريكا مساعدة بقيمة أربعة ملايين دولار، ضمن برنامج تحرير الشعب السوري )، و هناك من يرى في إقصاء برهان غليون عن رئاسته بسبب قربه من الإخوان المسلمين، و دعمه مؤخرًا لتسليح الجيش الحر، الذراع الطولى في المشروع الوطني للحل. و أمّا من هم من خارج المجلس فهم أكثر من أن يُحصَوا( منهم: ميشيل كيلو، و سمير العيطة، و حازم النهار، و جلّ أعضاء هيئة التنسيق). و يجمع هؤلاء على شتى انتماءاتهم الخشيةُ من هيمنة الإخوان المسلمين على المشهد مستقبلاً. و هم مضطرون في هذه المرحلة لمدّ يدهم إليهمكونهم الرافعة الأقوى في الحراك المتنامي على الأرض ماديًّا، و تنظيميًّا. فهم المساهمون الأساسيون في مكتب إغاثة الداخل، و لديهم تجربة قتالية، بدأت تظهر بعض نتائجها الآن من خلال الاستعانة بخلاياهم النائمة في الداخل).

و يبدو أن التوجسات من الإخوان مستقبلاً دفعت بأطراف خارجية أيضًا للتعامل مع القضية السورية بشيء من الحذر الشديد، و هي في المحصلة النهائية جزء من هذا المشروع، و تزِنُ ما تقدمه للثورة السورية من دعم مادي، و سياسي في الميزان الذي يُمسك بهرعاة هذا المشروع، فما يقدم من هذه المعونات لن يسمح لآثاره أن تتعدى مرحلة إضعاف الأسد بانتظار الوقت المناسب لإسقاطه وفق رؤيتهم. و بالتالي لن يقطف ثماره أصحاب المشروع الوطني. فهم بعض تفاصيله، و ليسوا رافعته الأساسية.

و فيما يظهر بحسب التحركات الجارية حاليًا أن رعاة هذا المشروع قد عثروا على بعض أدواته، فيأتي في ذلك موضوع انشقاق العميد ( مناف طلاس )، و بعض التحركات لكبار الضباط المنشقين، و لا سيما ما يطلق عليه ( القيادة العسكرية المشتركة )، و يمكن أن يصب في ذلك أيضًا موضوع انشقاق بعض السفراء، و رجال الأعمال، و البرلمانيين، و كذا ما ذكرته وسائل مصادر أمريكية عن انشقاق مقربين من الأسد لم يتم الكشف عنهم بعد.

3أن يفرض المشروع الوطني رؤيته للحلّ، و هو المشروع الذي يقوم على كاهل الحراك الداخلي بشقيه ( السلمي، و العسكري )، و قد أصبح له الكلمة العليا في الميدان بعدما قويت شوكة كتائب الجيش الحر، و فرض سيطرته على نحو نصف سورية، و امتلك من العدد، و العُدَّة ما أصبح يمكنه من حماية الحراك السلمي، وأخذت رؤيته تتبلور شيئًا فشيئًا؛ لدرجة جعلت الآخرين يخطبون ودّه، و يدعونه لحضور المحافل الدولية على غرار ما كان في مؤتمر أصدقاء سورية في باريس. و حتى طهران أصبحت بفضل أدائه تدعو المعارضة للحوار، و التباحث بشأن إيجاد مسعى للحل.

و إنَّ الداعم الأساسي له هي تركيا ممثلة بحكومة ( أردوغان )، و معه عموم الأحزاب الاسلامية، و القومية. ما عدا الأحزاب المتعاطفة مع الأسد بحكم الانتماء الطائفي ( من أبرزها حزب الشعب الجمهوري)، و حزب العمال الكردستاني المعروف بعلاقاته أيضًا معه.

هذا و قد أكسب ذلك حكومة العدالة و التنمية مزيدًا من التأييد، وتشير آخر استطلاعاتالرأي التي أجريت منذ أيامإلى أنه إذا جَرت انتخابات الآن في تركيا فإنّ الحزب سيفوز بما يقرب ال50 في المئة من الأصوات، فيما أبرز منافسيه سيحصل على قرابة 25 في المئة في أحسن الأحوال.

و تجدر الإشارة ههنا إلى أن عددًا من الدول العربية التي آزرت تركيا في موقفها هذا، قد انكفأت قليلاً تماشيًا مع الرؤية الأمريكية في الحل المشار إليه آنفًا. و قد تجلَّى ذلك تخلي الجامعة العربية عن أي قرار يدعو لحماية السوريين على غرار ما كان في ليبيا، و هو الأمر الذي انتظرته تركيا لفرض مناطق حظر آمنة تمكِّن المعارضة السورية من حماية نفسها من تغوّل الأسد في ملاحقتهم حتى في مخيمات النازحين .

و قد اشتكى وزير الخارجية التركي مرارًا من هذا التقاعس لجامعة الدول العربية، لا بل ظهر أثر ذلك لا حقًا في الفتور في التعاطي مع الملف السوري وفق الرؤية التركية، لدرجة أن تركيا شعرت أن هناك من يرغب في جعلها في فوهة المدفع، و حربة بلا رأس. و هو الأمر الذي تخشاه حكومة العدالة كثيرًا، و تتردد بشأنه؛ لأنه يخدم مخططات الأسد، و المعارضة الداخلية في زجها بحرب لا غطاء لها عربيًّا، أو دوليًّا.

و تركيا معذورة في هذا التباطؤ في التدخل في الملف السوري؛ فقد أظهرت الأزمة السورية أنّ هناك ثغرات خطيرة في السياسة المعتمدة في أمن الطاقة لدى تركيا، إذ لا يمكن لها أن تكون دولة قوية إقليميا في ظل اعتماد شبه كامل على الامدادات الخارجية من الطاقة للبلاد، ولا سيما الغاز منها. فروسيا على سبيل المثال تزوّد تركيا بنحو 60 في المئة من حاجاتها من الغاز، و بنحو 30 في المئة من النفط، فضلاً على الغاز الوارد من إيران. وقد حدّ ذلك بشكل ملحوظ من إمكان المناورة التركية في الملف السوري، ومن إمكانية اتخاذ مواقف جريئة في وجه موسكو نظرًا لحساسية الموضوع.

لا بل إنَّ أنصار العدالة، و التنمية ليسوا على رأي واحد في التعاطي مع الملف السوري؛ فلقد أشارت مصادر مطلعة إلى انقسامهمعلى ثلاثة أقسام رئيسية:

 الأول: مؤيد لسياسة الحكومة في ما يتعلق باستضافة اللاجئين، ودعم المعارضة السورية مع ضرورة عدم التدخّل المباشر في الأزمة، على أمل أن يسقط النظام السوري من تلقاء نفسه جرّاء الأحداث.

 الثاني: موافق على سياسة الحكومة إزاء سورية، ومتحفز لدعمها إزاء ضرورة التدخل في الأزمة السورية؛ لمساعدة الشعب السوري للتخلص من بشّار الأسد، مع تحبيذها أن يكون ذلك عبر مشاركة المجتمع الدولي، وعبر الشرعية الدولية.ولكنها لا تمانع أن تقوم تركيا بذلك منفردة إذا تطلّب الأمر.

 الثالث: يرفض التدخل التركي في سورية، وهي شريحة لها ما يشبهها في العالم العربي؛فهي تعتبر أنّ مثل هذا التدخل ضد النظام السوري إنما سيؤدي إلى إضعاف المعسكر المعادي لإسرائيل.

إنَّ الرافعة الأساسية لهذا المشروع الوطني هي عموم أبناء الشعب السوري، و هم في غالبيتهم من أبناء الطائفة السُنيَّة ( عربًا، و كردًا، و تركمان، و شركسًا، و شيشان)، و معهم نسبة كبيرة من الطائفة الدرزية، و لاسيما من يؤيد منهم مواقف الزعيم اللبناني الدرزي ( وليد جنبلاط )، و قلة من مثقفي الطائفة العلوية، و من المسيحيين.

و بناء عليه فإن وصف الحراك الشعبي بأنه ( سُنّي ) المذهب، أمر يأتي في سياقه الطبيعي؛ نظرًا لنسبة الثمانين بالمائة التي هي نسبتهم في سورية. و لا يمكن في أية حال من الأحوال أن يوصف المنادون بهذا المشروع بأنهم من أتباع التيار الديني، و لا سيما جماعة الإخوان المسلمين، على الرغم من كونها الداعم الأول له ماديًّا، و معنويًّا؛ للأسبابالمشار إليها من قبل.

و عليه فإنَّ الهواجس التي يتخوف منها الليبراليون، و العلمانيون من عموم الطوائف، أو التي يبديها من يدعي الحرص على أبناء الديانات الأخرى، أو الطوائف غير السُنِّية أمر غير مبرر، و هو كمن يقاتل في ساحة لا معركة فيها، بل لا خصمَ فيها أصلاً, و هو في مسعاه هذا يمارس الإرهاب و الاضطهاد على الأكثرية بحجة حماية الأقلية. و هو أمر تأباه مبادئ الديمقراطية التي يدعون إليها، و يناضلون لتجسيدها في سورية المستقبل.

و عليهم أن يعطوا أبناء سورية حرية التفكير، و حرية اختيار النهج الذي يرَوْن صوابه؛ فهم قد شبُّوا على الطَوْق، و بلغوا مرحلة الرُّشد؛ التي تؤهلهم ليكونوا أحرارًا، بعد سنينقضوها، كانوا فيها قُصَّرًا في عهد الأسد ( أبًا، و ابنًا ).

========================

الشعب السوري يسدل على مبادرة عنان ستائر النسيان!!

احمد النعيمي

Ahmeeedasd100@gmail.com

تحدث أحد المعارضين السوريين عبر قناة فضائية تعقيباً على مجزرة "التريمسة" التي ارتكبها المجرم الأسد، قائلاً بأن النظام ومن خلال المجازر التي يرتكبها يريد جر الشعب السوري إلى حرب طائفية، واستشهد بأن الجرائم التي حدثت أخيراً اغلبها وقعت بالقرب من قرى علوية، أي أن هدف النظام جر الشعب إلى حرب طائفية!! وهو نفسه خرج بعد زيارتهم إلى موسكو ليعلن بأن وجه النظر بين المعارضة السورية والنظام الروسي مختلفة جداً، وأن الحوار الذي أجري بين الطرفين لم يؤدي إلى أية نتيجة!!

وعجبت كل العجب من غباء هؤلاء الأشخاص الذين يدعون تمثيل الثورة السورية، وهم أكثر الناس إلحاقاً للضرر بها، وهم أكثرهم تنكراً لمطالبها، إذ كيف يسمحوا لأنفسهم أن يحاوروا قتلة الشعب السوري، والثورة السورية قد سمعت جمعة العاشر من شباط الماضي باسم "روسيا تقتل أطفال سوريا"!!

بل وكيف تسول له نفسه بالحديث عن جر سوريا إلى حرب طائفية، والحرب الطائفية قائمة منذ سنة ونصف، منذ اليوم الأول الذي قامت به الثورة السورية، باشتراك عراقي إيراني لبناني روسي صيني غربي، ضد شعب أعزل، منعه العالم من الدفاع عن نفسه عندما أعلن تجريم تسليح جيشه الحر.

وكأني بهذا المعارض العتيد الذي دعا الشعب السوري إلى عدم الانجرار إلى صراعي طائفي، يريد لهذا الشعب أن يفنى عن آخره وترتكب بحقه المجزرة تلو الأخرى، حتى لا تتهمه المنظومة الإرهابية بأنه طائفي، وإن اضطره الأمر إلى تسليم رقاب الشعب السوري إلى الطائفيين القتلة، فالمهم أن لا يتهم هذا المعارض بالطائفية لأن شعبه قد دفع عن نفسه حرباً طائفياً تمارس ضده!!

وهي نفس العبارة التي نطق بها أحدهم في موسكو، بأنه تم إحراجهم لمواصلة الطريق في مبادرة عنان، بالرغم من عدم احترام الأسد لها، وعدم تطبيق أي بند من بنودها الستة!! دون أي اعتبار للدماء التي تسقط، وإرضاءً للغرب الذي أحرجهم فوافقوا معه على بيع دماء الشعب السوري، حتى لا يثيروا حفيظته!!

بعد اليوم؛ وبعد قرار الشعب السوري الذي أطلق على جمعته الأخيرة اسم "إسقاط عنان خادم الأسد وإيران" يجب أن يعلم الجميع بأن أي شخص يعود للحديث عن مبادرة عنان، أو يسير في ركبها، فهو خائن لدماء الشعب السوري، أي شخص كان، ولن يسامح الشعب السوري أحداً يدعي أنه يمثله ثم يكون هو أول من يضرب بآرائه عرض الحائط، وسيعتبر عندها خائناً للثورة السورية ولا يمثلها، لأن الشعب قد أسدل على هذه المبادرة الدموية ستائر النسيان، فحذاري ممن يرفع هذه الستارة من جديد!!

======================

العلاقة بين التشبيح والانتهازية .. جهاد المقدسي وفيصل مقداد نموذجاً

محمد الزعبي

كنت أشارك ذات يوم في أحد المؤتمرات ، في دمشق ( في ستينات القرن الماضي ) وتصادف أن قام أحد أعضاء هذا المؤتمر بمداخلة تتعلق بإشكالية مفهوم اليمين واليسار التي كان يناقشها المؤتمر ، وعندما انتهى صاحبنا من مداخلته ، تمتم الشخص الذي كان يجلس إلى جانبي بصوت مسموع بما يلي : " لقد رأيت في حياتي كثيراً من الانتهازيين ، ولكني لم أر انتهازيّاً مثل هذا !!" تذكرت هذه الحادثة ،وأنا استمع ظهر هذا اليوم ( 15.07.2012 ) لنتف من الكذب الفاضح ، الذي كان يرد على لسان الموظف في وزارة الخارجية المدعو " جهاد مقدسي " وهو يقدم للإعلاميين والصحفيين الذين جرى انتقاءهم وتحفيظهم أدوارهم في طرح الأسئلة ، بشكل دقيق ، وذلك لكي تكون إجاباته ، التي قامت الأجهزة الأمنية بتحفيظه إياها ، على مقاس تلك الأسئلة ، عن مجزرة تريمسة قبل يومين ،( الخميس 12 تموز 2012 ) والتي مازال صراخ أطفالها ونسائها وشيوخها يصل حتى إلى الآذان الصماء ، وما زال مخرز دماء الشهداء الأبرياء يفقؤ عيون كوفي عنان ونبيل العربي ولافروف والخامنئي وحسن نصر الله وآخرين يعرفهم الجميع .

المؤسف في هذا الأمر، أن إسم هذا الانتهازي الصغير يتناقض 180 درجة مع موقفه المشبوه من الثورة السورية ، ثورة الحرية والكرامة ( الجهاد والقدس ) الأمر الذي جعلني أعتقد أنه ربما كان يتسابق بهذا الموقف الانتهازي مع زميل آخر له في وزارة الخارجية السورية إسمه " فيصل المقداد " ، وبالتالي فقد كان في مؤتمره الصحفي حريصاً على الحصول على لقب " الإنتهازي الشبيح" ، وألاّ يترك مثل هذا اللقب ( الثمين ) لزميله فيصل أفندي المقداد ، فلا نامت أعين الانتهازيين والشبيحين .

======================

الحب المُهين في زمن اللهيب

فراس حج محمد

Ferasomar1@gmail.com

كأننا مصدومون مما يجري من حولنا في العالم، ليس للمسلمين فقط، وإنما ما تقوم به الرأسمالية العفنة باستعباد كامل للبشرية وربطها بشهواتها، وجعلها تساق سوقا نحو موتها البطيء، محققة أحلام المهوسين من أصحاب رؤوس الأموال الطائلة، ليزداد الفقير فقرا، ويتضخم سرطان الثروة عند المتخمين، وتتسع المسافة بين الحلم والواقع، وهنا تكون انتكاسة الجماهير التي طالما حلمت بغد أفضل، ولكنها تصطدم يوميا بما يخيب أملها، فهي لا تروم من الدنيا وحطامها إلا رغيف خبز وقطعة قماش، وقليل ما تعدت أحلامهم هذا المطلب الإنساني البسيط، حتى إذا ما حصلت عليه، استشرت آلة المال في كل بلد لتقص من أجنحة الحلم ليغدو الرغيف نصفا، وتتلاشى قطعة القماش، فيلهب الناس لفح الهاجرة، ويجمد البرد الدماء في الشرايين.

هذا ما وصلت إليه البشرية في مستواها السياسي والاقتصادي، وهذا بلا شك يؤثر في النواحي الاجتماعية والثقافية كل تأثير، فإما الصمت وإما الهروب، وأما مناوشة الأوضاع ومعابثة الثعابين فلم تخطر على قلب إنسان إلا ما ندر، بحجة أن المسألة كبرى، والعالم هو هكذا ولا سبيل للإصلاح، فانعدمت الرؤيا وغابت طريق الحرية وامتقع الناس في السواد.

ولكن الناس يحرصون على الحياة فلا بد من أن تعاش، فيبذلون من أجل ذلك أوهامهم في معابثة المشاعر والعواطف، فيتسلون بوهم الحب هروبا من سيوف الحرب ومخالب الجوع، وهكذا حتى يتم تخديرهم وإبعادهم، فلا يفكرون إلا برياح القلب التي تهب من تلقاء كاظمة أو فاطمة أو بثينة أو أسماء، ولك أن تسمي ما شئت وأن تعدد ما حلا لك العدّ.

هذا هو الواقع المرير الذي يتشكل أمامنا يوميا، الكل يبكي على نفسه برومانسية حالمة، ممجدا ألمه الذي صنعته لها الأوهام ورديء الأحلام، ونسي الناس الهموم الكبرى، وغدوا بلا عناوين فكرية أو أيديولوجية أو دينية، فقط لا يفكرون إلا بالذات وما تفرع عنها من مطبات صناعية تأكل القلب وتفتت الكبد.

تقوم الدنيا ولم تقعد إذا ما انتهك أحدهم محرما من المحرمات الشخصية، أو اعتدي على ما عُرف بالحرية الفردية، ولكن أن يدمر مجتمع كامل بمنهجية واضحة، فالكل عن ذلك في سهو ولهو، ولا يعنيهم من الأمر شيء، ولسان حالهم ومقالهم يقول: ابعد عن الشر وغني له، ومن تدخل فيما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه، ولم يعلم بأن الشر زاحف إليه عاجلا أم عاجلا، فمصيبة جارك اليوم، ستجدها في بيتك غدا، فلا تلومن إلا نفسك إذا لم يقف معك أحد، فمن قدم السبت ير الأحد أمامه على رأي المثل.

يكفي ما نحن فيه من تبلد وحيرة، ولنكن كما يجب أن نكون عناصر كيميائية متفاعلة وفاعلة ومتحدة مثيرة للتغيير وصناعة الغد الأفضل، فمصيبة العالم في بورما وسوريا هي ليست في أن المجرم إما عنصري حاقد تخلى عن إنسانيته، وإما سفاح تلذذ بطعم الدم، ولكن لأن الضمير العالمي في اختبار ومحنة، فأين أصحاب النظريات والأمثولات الفلسفية وأدعياء الحق البشري في العيش بسلام، وأن من حق الشعب أن يختار حاكمه؟ أين تلاشت تلك الأفكار؟ ولماذا؟ أكانت هي الأخرى ضحكا على الذقون؟

إن العالم الرأسمالي اليوم على شفير الهاوية الأخلاقية، لأنه قد تجاوز حدود الطمع البشري المسموح فيه بفطرة الإنسان إلى نسف كل المنظومات القيمية من أجل هدف واحد، وهو إغراق الناس ببحر الدم ما دامت عجلة الاقتصاد تنتج مالا وفيرا، وهم في أمان في بلادهم فليحترق العالم إما حبا وإما حربا، لا فرق، فلا شيء يزعج الدول الكبرى، ولا شيء يكدر خاطر الأمين العام للأم المتحدة، فمشاكل العالم بسيطة تمنحه فرصة لأن يتابع مسيرة حياته اليومية بدون أدنى قلق، فالعام الحر ما زال يشع نورا وديمقراطية، والعالم يعيش بعدل وسلام، فما الداعي لكل ذلك القلق؟ فالحب المُهين في زمن اللهيب علاجنا وعلاجهم، فما زال في الكون متسع لبعض حلم هارب من أروقة الدمار الأممية!!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ