ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
إن لم يرحل بشار فانه سيلقى نفس
مصير طاغوت ليبيا بقلم: رضا سالم الصامت* منذ اندلاع الثورة السورية في شكل
احتجاجات سلمية و انتفاضة شعبية
انطلقت يوم 15 أذار مارس 2011
ضد القمع والفساد وكبت
الحريات بدعوات ناشطين على
الفيس بوك وذلك في تحد غير مسبوق
لحكم ابن حافظ
بشار الأسد متأثرة بموجة
الاحتجاجات العارمة المعروفة
باسم الربيع العربي، والتي
اندلعت فيأجزاء من الوطن العربي
أواخر عام 2010 وعام 2011،
وخصوصاً الثورة التونسية في 14
يناير و
الثورة المصرية في 25 من يناير 2011
ضد بن علي و مبارك وكانت
الاحتجاجات قد انطلقت ضد الرئيس
بشار الأسد وعائلته المستبدة
بحكم البلاد منذ عام 1971 و حزب
البعث السوري المستبد تحت سلطة
قانون الطوارئ و قد قاد هذه
الاحتجاجات شباب سوري يافع
آمن بالحرية و بتحسين
أوضاعهم المعيشية و الاجتماعية
و طالبوا باجراء اصلاحات
سياسية و اقتصادية و اجتماعية
، لكنهم فوجئوا بتصدي قوات
الأمن و الشبيحة الذين استعملوا
الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين
وطالبوا باسقاط النظام و رحيل
بشار الحكومة السورية أعلنت
ان هذه الحوادث من تنفيذ
متشددين اسلامين و ارهابين و هو
من شأنه زعزعة النظام و الأمن
القومي و اقامة امارة اسلامية
في اجزاء من سوريا بدأت الاحتجاجات بمظاهرة صغيرة في
العاصمة دمشق في 15 مارس 2011
بعد دعوات مسبقة إلى ذلك
قبلها ببضعة أسابيع، لكن الأمن
اعتقلَ جميع المتظاهرين. وفي
اليوم التالي خرجت مظاهرة أخرى
شارك فيها حوالي 100 شخص طالبوا
بالإفراج عن المعتقلين، لكن لم
يحدث شيء خرجت المظاهرات في مدن دمشق وحمص ودرعا
وبانياس وقابلها الأمن بوحشية
خصوصاً في درعا، فسقط أربعة
قتلى على يد الأمن السوري،
وتحوَّلت المظاهرات لباقي
الأسبوع إلى اشتباكات دامية في
محيط المسجد
العمري ومناطق
أخرى من المدينة، وقالت منظمات
حقوقية أنها أدت إلى مقتل 100
محتج بنهاية الأسبوع انتشرت
المظاهرات للمرَّة الأولى
لتعمَّ العشرات من مدن سوريا
تحت شعار «جمعة العزة» لتشمل
جبلة وحماة واللاذقية ومناطق
عدة في دمشق وريفها كالحميدية
والمرجة والمزة والقابون
والكسوة وداريا والتل ودوما
والزبداني، واستمرَّت بعدها
بالتوسع والتمدد شيئاً فشيئاً
أسبوعاً بعد أسبوع و ألقى بشار الأسد خطاباً في أول ظهور
علنيٍّ له منذ بدء حركة
الاحتجاجات، لكن المظاهرات
استمرَّت بالخروج مع ذلك. وتحت
الضغط المتزايد أعلن بشار في 7
ابريل عن
منح الجنسية للمواطنين الأكراد
في سوريا بعد حرمانهم منها
لعقود، وفي 14 من نفس الشهر
تشُكلت
حكومة جديدة
عوضاً عن القديمة التي
استقالت ثم
أعلن بشار الأسد أخيراً في21
ابريل عن
رفع حالة
الطوارئ بعد
48 عاماً في 25 ابريل أطلق
الجيش السوري عمليات عسكرية في
درعا هي
الأولى من نوعها، أدت إلى مقتل
عشرات الأشخاص تقول المنظمات
الحقوقية أن معظمهم من المدنيين
جراء حصار وقصف المدينتين
والقرى المحيطة بهما. وبعدها
بأسبوع فقط بدأ الجيش
عمليات اخرى في بانياس ،
ثمَّ في
حمص ، متسبباً بمقتل المزيد من
المدنيين. في مايو
بدأ الجيش بحملة شرسة
أدانتها منظمات حقوقية
عديدة، واتهمته منظمة العفو
الدولية بعد
الحملة بشهور بارتكاب جرائم حرب
ضد الانسانية
في حق أهالي تلكلخ
خلال عملياته. ونفس الشئ في
مدينتي الرستن و تلبيسة أوقعت
حوالي مائة قتيل و في يونيو
اعتصم عشرات آلاف المتظاهرين في
ساحة العاصى بمدينة حماة و سط
سوريا ففتحت عليهم قوات الأمن
النار مخلفة أكثر من 70 قتيلاً،
وهوَ ما بات يُعرف بمجزرة جمعة
أطفال الحرية و تلا المجزرة
الشنيعة حصار
على المدينة و تم إطلاق
النار على كل من هب و دب
كما شهدت محافظة ادلب و خاصة
مدينة جسر الشغور و منطقة جبل
الزاوية عمليات مماثلة و في رمضان العام 2011 أطلق
الجيش السوري النار و قصف المدن
و من أبرزها
مدينة حماة و دير الزور و
البوكمال و الحراك و راح ضحيتها
أزيد من 150 قتيلا و اكثر من
مائة في حماة وحدها و تلا تلك
العمليات حصار استمر لأسابيع ،
هذا و قد واصل الجيش
عملياته العسكرية في مدن
مثل اللأذقية و لمدة أربعة ايام
مما أدى إلى مقتل أكثر من 50 شخصا المجتمع الدولي طالب الأسد بالتنحي
على الفور معتبرا انه فقد
شرعيته بالكامل
و في أوائل شهر يونيو 2011 و
بعد تفاقم حالة الانشقاقات في
الجيش السوري تم الاعلان عن
تشكيل أول تنظيم عسكري ثم بعد
أشهر تم
الاعلان عن تشكيل الجيش السوري
الحر و بدء اشتباكات عنيفة بينه
و بين الجيش
السوري النظامي
أسفرت عن مقتل العشرات من
كلا الجانبين فبع كل هذه المآسي و الخراب و الدمار و
الأرواح البرئية
و رغم جهود
جامعة الدول العربية
والمنتظم الأممي و خطة كوفي
عنان و دور المراقبين الدوليين
، لسائل ان يسأل : هل تحسن الوضع
في سوريا ؟ فمنذ حوالي 16 شهرا
على بدء الحركة الاحتجاجية لم
يتغير شيء سوى المزيد من الدمار
و قصف المزيد من الأرواح
البشرية و
الوضع خطير بهذا الشكل المأساوي
و الآن ونحن في شهر
رمضان هذا العام 2012 الذي حل و
سوريا متعبة في أجواء من الخوف
والرعب في دمشق، والتي تشهد
اشتباكات بين الجيش السوري
والمعارضين المسلحين، وبعد
أيام على تفجير أودى بحياة
أربعة من كبار المسؤولين
الأمنيين في البلاد ، تتفاقم
الأوضاع إلى ما لا تحمد عقباه ،
فأي حادث عرضي قد يولد ردود فعل
غير متوازنة ، لكن على بشار ان
يفهم نفسه و عليه بالرحيل ، لأن
برحيله سيكون جد محظوظا مثله
مثل الرئيس اليمني المخلوع
علي عبد الله صالح ، نعم
سيكون محظوظاً لو انتهى سجيناً
يُحاكم مثل الرئيس المصري
السابق حسني مبارك، بعدما قتل
قرابة 17 ألفاً من شعبه، بين رجال
ونساء وأطفال و الا فانه سيلقى
مصيرا مأساويا
كالذي لقيه طاغوت ليبيا
معمر القذافي. اذن هل
يمكن القول ان بشار سيلقى
نفس مصير طاغوت ليبيا ؟ * كاتب صحفي و مستشار اعلامي
متعاون ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |