ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 05/08/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

حلب في عين الثورة

محمد عبد الرازق

بعد وصول المعارك إلى قلب ( حلب )؛ التيكان بقاؤها خارج المشهد مؤشرًا على تماسك النظام عند كثير من المراقبين؛ أخذَ كلُّ فريق يستنفر جلَّ طاقاته لخوض هذه المعركة؛ التي وصفها طرفا النزاع بحسب ما يتوقعاه؛ فهي ( أمّ المعارك ) عند النظام، و ( أمّ الهزائم ) عند الجيش الحر.

فبعد مضي ( ثلاثة عشر ) يومًا على بدئها مازال النظام يتلمّس الطريق إلى ( حي صلاح الدين )، في الوقت الذي تتمدد كتائب الجيش الحر أفقيًّا في عدد من الأحياء الأخرى، فتمت السيطرة على (60% ) لحدّ الآن، و الأمر بات كبقعة حبر، ففي الوقت الذي يتماهى فيه مقاتلو الجيش الحر مع سكان الأحياء التي يدخلونها؛ نجدأزقة الشهباء تنبذ قطعان الشبيحة بشكل لافت للنظر، و لاسيما بعد اجتياح مضافة بيت ( بري )، و القضاء على أكابر مجرميهم في عملية وصفت بالجريئة، ردًّا على إقدامهم بالنكث بوعودهم بعدم الاحتكاك بالجيش الحر في عملية التحرير التي قادوها للتحرير حلب ( المدينة )، و قيامهم بالقتل غيلة ل ( خمسة عشر ) مقاتلاً من لواء التوحيد.

لقد اتبعت كتائب الثوار لبسط سيطرتههم عليهاسياسة ( تقليم الأظافر )، و شدَّ من أزرهم العملية النوعية التي نفذتهاكتائبهمفي الريف الشمالي، و تكللت بالسيطرة على حاجز ( عندان ) الاستراتيجي، و كان من ثمارها دخول السلاح الثقيل على خط المواجهة، و هو ما ظهر لاحقًا في مواجهات حلب، و في عملية البارحة عند قصف مطار ( منغ )؛ للسيطرة عليه، أو لتحييده في هذه المنازلة التي أصبح فيها سلاح الطيران أمضى سلاح بيد كتائب الأسد.

إن فشل النظام في إخضاع حلب لهيمنته أمرٌ سيتبعه كثيرٌ من المتغيرات على المستويين: العسكري، و السياسي. و هذا ما يجعل حلفاءه الإقليميين، و الدوليين يتحسبون له كثيرًا؛ و لذلك نجد ( المعلم ) يحث الخُطا نحو ( طهران ) كي تمده بما لديها من طاقات بشرية مضمونة الولاء، عوضًا عن الزج بأبناء سورية الذين أخذت وتيرة الانشقاقات في صفوفهم تزداد ( كمًّا، و نوعًا ) في الأوانة الأخيرة. هذا في الوقت الذي أُرهقت فيه قواتُ النخبة، ذات الولاء الخالص، التي لا تتعدى نسبتها (15% ) من تعداد فرق الجيش السوري.

 لقد واجهت مساعيَ ( المعلم ) مشكلةُ إيجاد الطريق التي سيسلكونها مع معداتهم وصولاً إلى (حلب )؛ فأقلعت الطائرة التي تقلّه لتحط في ( بغداد )، و يختلي بالسيد ( المالكي )، و بماما ( جلال ) من أجل البحث في آمن الطرق البرية الموصلة من ( إيران ) إلى ( حلب ) عبر العراق، و قد استقر الرأي على أن تكون من ناحية ( ربيعة ) في شمال شرق سورية، حيث يسيطر أفراد حزب الوحدة الكردي المتحالف مع الأسد علىى عدد من مناطق محافظة الحسكة هناك. إلاَّ أن الأمر قد اصطدم بقوات البشمركة التابعة لقوات الإقليم الكردستاني بزعامة ( مسعود البرزاني )؛ التي حالت دون وصول القوات العراقية التي تمَّ إرسالها لتمهد الطريق لوصول القوات الإيرانية المنتظرة. فبوابة ( إبراهيم الخليل ) العراقية المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية، و حكومة الإقليم، تحت سيطرة الأخيرة، و هي تتحكم في الحركة فيها. و الأمر آخذٌ في التصعيد بينهما في ذلك.

 و ضمن هذا السياق يمكن تفسير زيارة كلٍّ من وزير الخارجية التركي، و رئيس المجلس الوطني السوري ( عبد الباسط سيدا) إلى إقليم كردستان؛ لتنسيق المواقف مع ( مسعود البرزاني )، و القوى الكردية السورية في مرحلة ما بعد سقوط الأسد.

و استشعارًا بأهمية هذه المعركة قامت أعداد من مقاتلي ( السيد حسن ) بالتوجه من مناطق البقاع إلى دمشق، ليقوم الأسد من بعدها بنقلها إلى ( حلب ) كقوات سورية من فرق النخبة، و كتائبلجان الحماية الشعبية ( الشبيحة ). و غير بعيد أن تأتي هذه ( الفزعة ) من ( السيد حسن ) بعد أن وصلته رسالة ( ياسر الحبيب ) التي يرجوه فيها أن يجيِّش قواته؛ للتوجه إلى دمشق لحماية مرقد السيدة زينب (عليها الصلاة و السلام ) من مقاتلي القاعدة، و التكفيريين.

لقد أصبحت الأمور في سورية تُلحّ على أن يرتقي الجميع إلى مستوى الحدث؛ و لا سيما بعد الإعلان رسميًّا عن استقالة كوفي عنان، الأمرُ الذي يعني حكمًا فشل مبادرته ذات النقاط الست، إذ ليس من المعقول أن يتنحى صاحب الخطة، و تبقى هي على الطاولة. هذا فضلاً على أنه لا يوجد مجنون في العالم يقبل أن يحل مكانه( على حدّ قوله ).

إنَّ على الأطراف التي بات تشكل أضلاع الثورة السورية الثلاثة ( قوى الحراك الثوري، و كتائب الجيش الحر، و المعارضة السياسية في الخارج ) أن تنسق الجهود فيما بينها؛ تهيُّأً للمرحلة القادمة التي ستنبني على هذه المعركة الفاصلة. فإمَّا أن يكونوا على مستوى التحديات، أو أن الأمور سنجرف إلى ما لا تُحمد عقباه.

و ما هو واضح في المشهد يشير إلى أن الضلع الرخو في هذا المثلث، هي ( المعارضة السياسية في الخارج )؛ التي أخذت تناقضاتها تطفو على السطح بشكل فجٍّ، و فاضح، و أخذت تأثر سلبيًّا على الضلعين الآخرين؛ و هو ما جعل الأصوات تعلو محذرةً من تبعات ذلك. فإمّا أن يرتقي هؤلاء إلى مستوى الحدث، أو أن يهيؤوا أنفسهم ليكونوا في مصطبة اللاعبين الاحتياط بانتظار تحسُّن أدائهم؛ الذي يبقى القرار بشأنه رهنًا بما يراه مَنْ كان له الفضل بعد الله في إشعال شرارة هذه الثورة، و ديمومتها.

=======================

سوريا : الأزمة، الثورة، المؤامرة!

حيدر قاسم الحجامي

"الأزمة، الثورة، المؤامرة" مصطلحات ثلاثة تستخدم الآن في العراق للتعبير عن الموقف مما يجري على الاراضي السورية منذ أكثر من عام.

 

فالكثير من الشيعة العراقيين في الوسط والجنوب، يعدونها مؤامرة قطرية  سعودية  تركية، بمساندة اميركية ضد النظام السوري الممانع وبالتالي ضد العراق الذي يحكمونه بدرجة أقل.

 

السنة في المنطقة الغربية من العراق، يسمون ما يحدث بالثورة ضد النظام الطائفي العلوي في سوريا!، ويدعمونها بشدة ويعبرون عن مواقف لافتة في هذا الاتجاه، ويقولون بحق الاكثرية "السنية" في التخلص من الاقلية "العلوية "الحاكمة!، وهو ذات المنطق الذي يرفضونه هم في العراق منذ زمن بعيد.

 

الموقف الكردي الاكثر جذباً للانتباه من حيثُ تجاوزهم لكلا الموقفين السابقين، الى الدخول كعنصر مواجهة فعلية مع النظام والاشتراك في ما يجري من خلال تدريب الاكراد السوريين والدفع بهم الى المواجهة، وهو ما يعني بالضرورة الاشتراك العملي في الحرب الاهلية الدائرة الان في سوريا في مسعى واضح للتخلص من احد الاضلاع التي يعدونها معادية للطموح الكردي في الاستقلال.

 

بعض القوى العلمانية والقومية العراقية حائرة ومترددة في أتخاذ مواقف واضحة مما يجري مكتفية بوصف ما يجري في سوريا بالأزمة.

 

في ظل هذا الانقسام يلحظ المتابع للشأن العراقي أن الإشكالية لا تكمن في طريقة التفكير ولا الرؤية، فهي حق مشروع لكل طرف عراقي سواء أكان فرداً او جماعة، ولكنها تكمن في ان طرق التعبير لدى هذه الجماعات، تتجاوز الى اتخاذ مواقف وافعال على الارض لا تنسجم مع المواقف العامة للدولة العراقية التي حاولت الامساك بالعصى من المنتصف، ولكنها فشلت في بلورة هذا الموقف على ارض الواقع، لأن كل طرف عبر عن موقفه بشكل منفرد، فبين من رفض موقف الحياد، ودعا الى مساندة النظام السوري والوقف معهُ في تجاوز ما يجري، في تعبير عن موقف خارجي بالضرورة، وهو ما اتخذتهُ جماعات واطراف تحسب على خط الممانعة ومحورها.

 

الى أطراف أخرى رفضت هي الاخرى موقف الحكومة ولكن في الاتجاه الأخر، فقد دعت الجماعات والعشائر السنية الى التدخل المباشر ودعم المجاميع المسلحة المتمردة على النظام، وبل واعلن مجموعة من "شيوخ" العشائر الغربية، انهم لا يلتزمون بما قررته الحكومة من موقف وانهم سيدعمون "إخوتهم" السوريين في ثورتهم ضد النظام الاسدي.

 

وسائل الاعلام والصحافة العالمية تتحدث عن فريق عراقي "مفترض" يدعم النظام وعن جماعات تقاتل الى جانبه دون أن تقدم ما يثبت هذا الادعاء الى الان بالرغم من الترويج الواسع له، وفي المقابل تتحدث هذه الوسائل عن تحول محافظتي الرمادي والموصل المحاذيتين للحدود السورية الى ممرات أمنة للأسلحة القادمة من المملكة العربية، وقطر، كما تحولت الموصل بحسب هذه المصادر الى منطلقات وقواعد لوجستية للجيش السوري الحر في تنظيم هجماته ضد قوات الحكومة السورية.

 

وهذان الموقفان، يضاف اليهما موقف الأكراد، لا يمكن عدها من مبادئ التعبير والرؤية السياسية فقط، بل  في حال ثبوتها  هو اشتراك غير مشروع في حرب دائرة والضر بالسياسة العامة للعراق كدولة سبق واعلنت موقف معين، وبالتالي يجب محاسبة متخذي هذه المواقف، وعدم السماح لهم بالتمادي في شق الموقف العراقي والتجاوز على مهام الدولة ومسؤولياتها الشرعية والقانونية.

 

سوريا..عورة الانقسام العراقي!

ختاماً ينبغي وصف ما يحدث في العراق تجاه احداث سوريا بأنه انقسام عميق أكثر مما ينبغي، بل وأكثر من المعقول والمسموح به بين أي قوى اجتماعية أو سياسية تتقاسم وطن ما وتعيش فيه، ضمن إطار عام يفترض ان يحفظ الخصوصيات والثقافات والتعدد الاثني والعرقي والمذهبي في اطاره الثقافي فقط، حتى لا يهدد مشروع الدولة القائمة، وكي لا يتعارض التعدد مع الرؤية العامة لمختلف القضايا الأساسية وخصوصاً الخارجية منها التي هي من مهام الدولة حصراً ولا يجوز لاي جماعة الحلول كبديل عن الدولة.

 

بمعنى آخر ان لكل جماعة عرقية أو طائفية الحق في العيش والممارسة والتعبير عن ثقافتها في اطار الدولة، وضمن المتفق عليه في الوثيقة الاجتماعية المقرة بين الاطياف" الدستور"، وبالتالي لا يمكن الخروج عن سياقات التعبير المرسومة الى رسم خطوط تعارض خطوط السياسة العامة للدولة كما يجري حالياً في العراق، المتشظي إزاء الازمة في سوريا.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ