ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 11/08/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

بمناسبة ذكرى غزوة بدر

الأستاذ عصام العطار

لا لا يا بَناتي في شِلَّةِ اليأْسِ والإحْباطِ والبُكاء

إنَّ بإمْكانِنا أنْ نَنْهَضَ مِنْ تَحْتِ أنْقاضِ بلادِنا وحَياتِنا الماديّةِ والمَعْنَوِيّة، وأنْ نَبْنِيَ حَياتَنا ومستقبلَنا مِن جَديدٍ بالإيمانِ والوَعْيِ والإرادَةِ وتَكاتُفِ الجُهود.

كانت ألمانيا في أعْقابِ هَزيمَتِها المُنْكَرَةِ في الحربِ العالمِيّةِ الثانِيَةِ سنةَ 1945م حُطاماً مادِّياً وإنسانِيّاً في كُلِّ مدينةٍ وقريَةٍ، ومجالٍ مِن مجالاتِ الحياة..

مَلايينُ القتْلى.. ملايينُ الجَرْحى.. مَلايينُ المُشَرَّدينَ بلا مَأوَى.. وأعدادٌ كبيرَةٌ مُحَطَّمَةٌ بائِسَةٌ مِنَ الأسْرى الألمانِ المستعبَدينَ المُسَخَّرينَ خارِجَ بلادِهِمْ لإعْمارِ ما دَمَّروهُ – وما لَمْ يُدَمِّروهُ – في الحرب.. وجُيوشُ الاحتلالِ الأجنَبيِّ: الروسِيّ، والأمريكيّ، والفرنسيّ، والإنجِليزِيّ، على الأرضِ الألمانِيَّةِ، تَتَحَكَّمُ في كُلِّ شيء، وتفعَلُ ما تُريد

وقالَ كثيرونَ مِنَ الألمان وهم يَعيشونَ هذهِ الحال: "لقد انتَهَيْنا، وانتَهى الأمرُ، وفاتَ الأوانُ، لِكُلِّ حَياةٍ جَديدَةٍ ونُهوضٍ جَديد".

 وقالَ آدِناوَرْ العَجوز (المستشار الألمانيّ الشَّهير مِنْ بَعْدْ) ومعَهُ بَعْضُ ألمانٍ آخرين، في هذا الجوِّ اليائِسِ الكَئيبِ الرَّهيب كَلِمَتَهُ التّاريخِيَّةَ الرّائِعة:

Man darf niemals ‘zu spät’ sagen. Auch in der Politik ist es niemals zu spät. Es ist immer Zeit für einen neuen Anfang

"لا يَجوزُ لإنسانٍ أبداً أن يَقول: لقد تأخَّرَ الوقت! حتّى في عالَمِ السِّياسَة لا يفوتُ الوقتُ (للمؤمنين الواعين الشجعان). هنالِكَ دائِماً وقتٌ لبَدْءٍ جَديد"

ونهضَتْ ألمانيا مَنْ تَحْتِ الأنقاضِ كما يَرى العالَمُ كُلُّهُ الآن

ونَحْنُ يا بَناتي في "شِلَّةِ الإحباطِ واليأسِ والبكاء"!!!!!، ويا إخوتي وأخواتي في كُلِّ مكانٍ في سوريةَ، وفي العالَمِ العربيِّ والإسلاميّ: نستطيعُ نستطيعُ، نَعَمْ نَسْتَطيعُ، أنْ نَنْهَضَ مِن جَديد؛ فلا تيأسوا، ولا تسْتَسْلِموا، ولا تَقْعُدوا عَنِ الأمَلِ وَالعَمَل؛ فاليأسُ في دينِنا قَرينُ الكُفر..

"وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" (يوسف: ٨٧﴾

======================

عزيزي الرئيس أوباما .. بصراحه ماذا لو صنفك الشعب السوري كعدو؟

المهندس هشام نجار

المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده / عضو في المجلس الإقليمي لمناهضة العنف والإرهاب وتعزيز الحرية وحقوق الإنسان

اعزائي القراء

حملة الغضب والتي بدأت تجتاح الشعب السوري من سوء معالجة الرئيس اوباما والمتعمد لقضيته المشروعه في نيل حريته وإنسانيته بدأت تأخذ اشكالاً تعبيرية جديده بعد صبر دام اكثر من سبعة عشر شهراً.فقد بدأ الأمريكيون السوريون يتناولون شخصياً الرئيس اوباما بكلمات لاذعه في محافل عديده كونه بائع كلام مكرر جاهز الصنع مغلف بأناقه وموضوع بالثلاجه حتى لايفسد يُخرجه لنا وقت ما يشاء محاولاً إمتصاص غضب السوريين بطريقة تثير الإشمئزاز. السوريون بدأوا يصنفون الرئيس اوباما بأنه الوجه الناعم لبوتين ..فماذا يختلف عنه إذا كان بوتين يقتلنا برصاصه وصواريخه ودباباته وطائراته وأوباما يقتلنا بكلامه وتكرار إسلوبه المستفز بحيث انه كرر اكثر من ثلاثين مره عبارة ان الأسد فقد شرعيته وصمت بعدها صمت أهل القبور.ثم يرسل اللجان تلو اللجان مع شركائه الأوروبيين وبتوافق كامل مع بوتين..وآخر الأخبار ان السيد الطالب الإبراهيمي سيكرر المأساة ويحل محل السيد كوفي عنان ..وعندما يُستهلك الإبراهيمي مع قتل خمسة الآف سوري في حضرته. تعاد المأساة بتعيين شخصية جديده وبإتفاق بوتيني اوبامي جديد.

أعزائي القراء

التطور اللافت لأداء السوريين في الولايات المتحده في المرحلة القريبه القادمه هو الدعوه لإعتصام كبير امام البيت الأبيض قد يشمل المبيت وإفتراش الأرض والتحاف السماء تعببراً عن إستيائهم الكبير من سلوك الرئيس أوباما السلبي تجاه القتل والذبح والتهجير وهدم البنيه التحتيه للوطن وعدم دعمه الفعلي لمطالب الشعب السوري في نيل حريته؟

فهل سيقدّر الرئيس أوباما خطورة هذا الفعل وإنعكاسه على سياسته..وهل سيتم تدارك آثاره على إدارته قبل ان يجيش السوريون والمتضامنون معهم من الإخوه العرب والأمريكان اعدادا غفيره وكثير منهم يعادون سياساته ضد سياسته المتعلقه بالوضع السوري؟ فإن حصل ذلك فعندها سيكونان الرفيقين بوتين وباراك حسين أوباما في سلة واحده.

اعزائي القراء

لننتظر الفرصه الأخيره قبل اي فعل ولنراقب بإهتمام ماذا تحمل السيده كلينتون معها إلى تركيا؟!

مع تحياتي..

========================

الثورة السورية ونقطة اللاعودة!(1)

بقلم عبد الرحمن الجميعان

ذكر مايكل كلير في كتابه القيم « دم ونفط»، ما نصه: « مع انتهاء الجدل حول العراق برزت إلى المقدمة مسائل أخرى، وجود قوات عسكرية أميركية في القوقاز وآسيا الوسطى، والمساعدة العسكرية الروسية لإيران، واستمرار النزاع حول طرق خطوط الأنابيب، ويحتمل أن يتفاقم التوتر في السنوات المقبلة - ص٢٩٧)، و يقول: « إن علاقات موسكو مع إيران أيضا يثير أعصاب واشنطن، ومع أن هذه العلاقات ليست ودية …. فإن روسيا تزود إيران بقدر كبير من الأسلحة التقليدية والتكنلوجيا النووية وقاومت الجهود الأمريكية لمعاقبة الإيرانيين بسبب برنامجهم السري لأسلحة الدمار الشامل ... ص٣٠٤»!

 

 في النصين آنفي الذكر، يكشف المؤلف جانبا من هذا الصراع المحتدم بين الروس والأمريكيين على أماكن النفوذ، وإذا علمنا أن المؤلف نفسه، وفي كتابه، يذكر أن: « بلدان الخليج وسوريا، في الوقت الراهن، مسؤولة عن ٣٦٪ من التجارة الإقليمية البينية للزيت، ويتوقع أن ترتفع حصتها عام ٢٠٣٠ إلى ٥٠٪ أو أكثر - ص١٥١»، لعلمنا شيئا عن وجه آخر من وجوه الصراع على الأرض السورية بين الأمريكيين والروس، فالمسألة ليست في التوجه الإنساني ولا الديمقراطي، ولكنها في صميم المصالح الحيوية، وأمن « إسرائيل»، والمحافظة على النظام العالمي الجديد الذي رسمته الدول الكبرى!

 

 هذا الصراع هو الذي يؤخر الحل في الأزمة السورية، ويزيد من الضحايا والمشردين، ويعقد مسارب الثورة، وقد يدخلها في نفق مظلم لن يكون سهلا تلمس نهايته. هكذا ينبغي علينا أن نفهم القضية بأبعادها الدولية، حتى لا تتقاذفنا أمواج الشمال، والجنوب فتلقي بنا على شواطئ الخطر وربما الدمار!

 

منعطف الثورة السورية

لا ريب أن الثورة السورية اليوم، وبخاصة بعد التفجير الأخير لمركز الأمن القومي في دمشق، تمر بمرحلة خطيرة جدا، وبالغة الحساسية، ومنعطف خطير جدا، قد يحرف مسارها نحو نقطة اللاعودة، بحيث يصعب مراقبة صيرورتها في قابل الأيام، فتضيع، لا قدر الله، الدماء والتضحيات الغزيرة والباهظة!

 

 ثمة بضعة النقاط في مسار الثورة السورية لا مفر من الالتفات إليها، وفهمها، ومحاولة التقليل من تداعياتها السلبية على الثورة والثوار، وحتى على النواحي الإنسانية بالدرجة الأولى. والأكيد أن التمويل والدعم، غير المدروسين، لاسيما الكويتي منه، هما من هذه القضايا الحساسة جدا، التي لعبت دورا خطيرا في حرف مسار الثورة، وإضعاف شكيمتها. فقد لعب التمويل والدعم دورا المساومة، وشراء الولاءات، على نحو خطير مكن من تمزيق، الثورة وحرف مسارها الثورة وتشتيت للثوار. فقد تناهى إلينا، ومن خلال شخصيات معينة، توجهات للداعمين سعوا، بقصد أو بدون قصد، إلى فرض شروطهم على المجاهدين، أملا منهم في تكوين جبهة باسم محدد. وفي ظننا أن هذا المال، بهذه المنهجية في العمل والتفكير، ساهم في تقوية النظام، وزاد من إضعاف الثورة، وتسبب بانشقاقات لبعضها عن الجسد الأم، بل وصل الأمر بالبعض إلى حد التشكيك بالقيادات الميدانية، وولاءاتها، وحتى بنوع السلاح المشترى، وبالعمليات النوعية!

 

 رافق دخول بعض مشايخ « السوبرمان» على خط الدعم والتمويل، قلة في الوعي والخبرة من جهة، وحماسة، وإيغال إلى حد الهوس في إسقاط النظام والتخلص منه، من جهة ثانية. والعجيب أن هؤلاء صاروا يتحدثون عن المعارك والسلاح وغير ذلك من قضايا عسكرية وكأنهم خبراء زمانهم، فافترضوا افتراضات ليس لها وجود، وشاركوا، في المعارك من خلال توجيهاتهم ونصائحهم، ورأينا منهم من يدعي أنه أب الثورة، وقائد الثوار، وأنه المحرك الأكبر لهذه الثورة، ولولاه لما كانت هناك ثورة، ولا ثوار!!! وقبل ذلك كنا نرى من بين هؤلاء من يدافع عن النظام وعن شخص بشار!! كل ذلك وغيره يحدث باسم الدين والثورة، وعلى حساب الدماء والأعراض و ضياع الأوطان!

 

 يغلب الظن لدينا أن إزاحة بشار- وليس النظام- لن تكون بمعركة عسكرية كما يدعي البعض، بحيث يسيطر الثوار سيطرة تامة على سوريا، أو دمشق، أو يكون النظام متأرجحا واضح السقوط نحو الهاوية، ذلك أن الوضع بهذه الصورة، يجعل « إسرائيل» في خطر محدق وحقيقي، بحيث ستكون الأسلحة الكيماوية وغيرها من الأسلحة النوعية إما بيد النظام الذي قد يلجأ إلى خيار شمشمون فيهدم المعبد على من فيه، وإما أن تكون بيد الثوار الذين هم في غالبيتهم أمام الرأي العام العالمي من أهل السنة، وبالتالي التخوف من انتقال مثل هذه الأسلحة إلى المجموعات « الإرهابية» كما تسمى!

 

 سؤال لا بد من طرحه، خاصة مع تزامن الإعلان عن عميلة التفجير مقتل أو وفاة بعض رموز المخابرات الإقليمية من اليهود والأتراك فضلا عن وزير المخابرات المصرية، عمر سليمان، وربما غيرهم. ولا شك أن حادثا بهذا الضخامة يعطي انطباعا بأن هناك صراعا دوليا يجري في سوريا، يقضي أحد سيناريوهاته بتوجه أمريكي نحو التعجيل بإزاحة بشار، وإبقاء الطائفة أو المجلس العسكري، وبهذا تكون روسيا وإيران هما الخاسران الأكبران، وقد يكون الحادث بتدبير بريطاني، لقطع الطريق على المخطط الأمريكي، خاصة أن الأمريكيين متفقون تماما مع إيران على تشكيل الخط الفارسي الشيعي، وقد يكون بالتعاون مع الفرنسيين الذين يقفون ضد الأمريكان، أو يحضرون لإعادة صياغة سيناريو الدولة العلوية! وقد يكون بتدبير من النظام نفسه، بإيعاز من المحور الروسي - الإيراني، بهدف خلط الأوراق لاسيما إذا كان لديه علم بأن هناك مخطط لاعتراض مصالحه من قوى أخرى!

 

لغة جنيف وما بعدها

لعب كوفي أنان طوال فترة الأزمة كلاعب رئيسي، وهو يحاول إنقاذ النظام البعثي، للمحافظة على أمن « إسرائيل»، وتطورت مهامه، منذ اجتماع « جنيف»، المذهل، من وسيط مشترك إلى فاعل استراتيجي في الحل مع النظام، ونزع أسلحة الثوار، وتقليم أظافر الثورة. وكان هذا الرجل: « قد دعا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا تضم أنصار الرئيس بشار الأسد وأعضاء من المعارضة لتقود عملية الانتقال السياسي، حسب ما أعلن دبلوماسيون غربيون - البي بي سي ٢٨ /٦ »، ثم قام بحملته لإقناع الدول العظمى، وفعلا استجابت الدول الكبرى، ومنها روسيا والصين، و: « عبرت روسيا وقوى دولية أخرى عن دعمها لدعوة المبعوث الدولي كوفي عنان إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا- bbc ٢٨ /٦»، وإلى هذا الحين ( 28/6) ظل موقف روسيا المعلن معارضة استبعاد الأسد من العملية السياسية. أما المعارضة السورية فقد رفضت أي خطوة لحل سياسي انتقالي إذا لم تتضمن رحيل الأسد بشكل صريح « bbc ٢٨/٦». مع أن صحيفة « كومرسانت الروسية - ٤/ ٧ » قالت أن الغربيين يحاولون إقناع روسيا بمنح اللجوء السياسي للرئيس السوري بعد « اتفاق جنيف». والحقيقة أن موسكو لم تتجاوب حتى الآن مع الفكرة رغم أن مصادر في الكرملين، والكلام للصحيفة الروسية، ترى أن فرص الأسد في الاستمرارية سياسيا تبلغ « عشرة بالمائة». أما الصين، وفق فضائية « فرانس ٢٤»، فقد: « طالبت بالإسراع في تطبيق روح الاتفاق .. والذي يطالب الحكومة والمعارضة بالاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية». وبحسب المتحدث باسم الخارجية الصينية، ليو ويمين، في لقائه المنتظم مع الصحافيين فإن: « الصين ترى أن الأمر الملح الآن هو تنفيذ بيان مجموعة العمل بشان القضية السورية».

 

 ولكن الأمر الخطير في جنيف هو ما ذكرته المحطات الإخبارية، بالقول: « تمكنت مجموعة العمل حول سوريا التي شكلها المبعوث الدولي المشترك كوفي أنان من التوافق السبت في جنيف على مبادئ خطة انتقالية لا تشير إلى رحيل الأسد عن السلطة، وتلحظ خصوصا تشكيل حكومة انتقالية قد تضم أعضاء في الحكومة السورية الحالية»، وهذا البند الأخير هو الذي جرى العمل به، على الأقل حتى استقالة أنان، وهو محاولة تشكيل حكومة انتقالية تضم أعضاء في الحكومة الحالية، وهو ما رفضه « الجيش الحر»، وتردد فيه المجلس الوطني بين تصريحين متناقضين!

 

بعد الفيتو المزدوج والثالث

كان تردد السياسة الأمريكية واضحا جدا في الثورة، بل أنه بدا أحيانا متناقضا، فهو مرة مع تسليح محدود للثوار، وأخرى مع الحل الدبلوماسي، وتارة أخرى يشيرون برحيل الأسد، ومرة أخرى يتورطون مع الروس في الفيتو، وهكذا، ولكن ما نراه اليوم، أن هناك خطا أصبح واضحا، وهو رحيل الأسد، وبقاء النظام أو حماية الطائفة، دون التطرق إلى ما يسمى بالدولة العلوية، فالأمريكان، يريدون كسب الوقت، وإخضاع موسكو، وإضعاف إيران، وهم يحاولون أن يخرجوا بأقل الخسائر الممكنة مع الروس، مع اقتراب فترة الانتخابات التي قد تعصف بالموقف الأمريكي!

فبعد الفيتو الروسي – الصيني الأخير، قام توماس دونيلون، مستشار الأمن القومي الأمريكي، بزيارة إلى الصين، وذكرت ال « bbc ٢٤ /7 » أن: « المستشار الأميركي لشؤون أجرى محادثات في بكين مع الرئيس الصيني هو جينتاو وعدد من القادة الصينيين، تركزت على استخدام الصين لحق الفيتو ضد مشروع قرار بشأن سوريا أغضب واشنطن»، وبدا الأمريكيون أنهم يتجهون فعلا نحو مسارات بعيدة عن مجلس الأمن كما ألمحت بذلك المندوبة الأمريكية بعد الفيتو، ووصول دبلوماسية الأمم المتحدة إلى طريق مسدود، وأن هناك تحولا في السياسة الأمريكية تجاه القضية السورية، وفق ما ذكرته ال bbc، التي نقلت عن مصادر أميركية قولها: « إن حكومة أوباما تبحث الآن عن سبل تقديم مزيد من الدعم لقوات المعارضة السورية، بما في ذلك تزويدهم بالمزيد من معدات الاتصال وتبادل معلومات الاستخبارات». وفي السياق نقل عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى قوله: « نريد مساعدتهم ( المعارضة ) على أن يصبحوا أكثر تجانسا من حيث قدرتهم على تقديم رؤية مشتركة وقدرتهم على الاتصال والتواصل فيما بينهم».

 

إذن الأمريكيون يتحركون الآن وفق استراتيجية المسارعة للتفاهم مع المعارضة، بشرط توحيد الصفوف، وأن يكون الثوار (المقاتلون) متجانسين، ذوي رؤية موحدة، ثم يضمهم جناح المجلس الوطني، ومن خلاله الدفع بهم نحو خنق النظام، ولكن بأسلحة لا يمكن أن تكون متفوقة، أو جديدة، أو ذات مرام بعيدة الأهداف المحددة لها، بحيث تكون المصالح « الإسرائيلية» الأمريكية آمنة، وبمجهود المقاتلين والثوار! والملاحظ الآن أن الجميع يتجه نحو تنحية الأسد، كحل دبلوماسي، لحمايته، وحماية الطائفة من بعده، والتي ظلت منذ القرن المنصرم تحت الحماية الغربية، والتي ستظل الورقة الرابحة التي لا يصح التفريط بها اليوم!

 

هذه السياسة الأمريكية وجدت تعبيراتها في وسائل الإعلام، وفي الملتقيات، وفي الصحف، عبر تصريحات يدلي بها كبار المسؤولين الأمريكيين والغربيين. فقد خاطبت وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، المقاتلين والثوار، والمعارضة، بدعوتها المعارضة أن تستعد: « للبدء بالعمل على حكومة انتقالية. عليها أن تلتزم حماية حقوق جميع السوريين وجميع المجموعات السورية. وعليها أن تحمي الأسلحة الكيميائية والجرثومية التي يملكها النظام السوري - bbc ٢٤/ ٧»، و: « الالتزام بحماية حقوق جميع السوريين، بما فيهم العلويين، والنصارى والدروز وغيرهم»، دون التطرق لقيام حكومة سنية، فهذا ليس في عقل الأمريكان، إذ أن إيران حليف ليس من الحكمة خسارته فضلا عن استبداله ب « حليف» سني!!!

 

الدور الإيراني

الغرام الأمريكي بإيران لم يفت الكاتب الأمريكي، جاكسون ديل، المقرب من صناع القرار الأمريكي، والذي تساءل وأجاب في مقالة له نشرتها صحيفة « الشرق الأوسط» بعنوان: « حيرة أوباما بين سوريا وإيران ١٢/ ٦ / ٢٠١٢ »، بقوله: « لماذا إذن تبدي إدارة الرئيس أوباما وكذلك حكومة بنيامين نتنياهو فتورا، على أقل تقدير، تجاه أي تدخل عسكري حتى لو كان غير مباشر من أجل إسقاط الأسد؟ أحد أسباب هذا الفتور هو القلق مما سيأتي بعد ذلك الديكتاتور ».

ثم يمضي في تساؤلاته: « هل تريد واشنطن إسقاط نظامي الأسد وخامنئي الديكتاتوريين اللذين يتسمان بالوحشية والعداء ويوجد بينهما تحالف وثيق، أم أنها تريد أن تتوصل معهما إلى صفقات تحتوي ما يمثلانه من تهديد؟ الإجابة هي أنها تريد الاثنين معا ولا تريد أيا منهما في الوقت ذاته، إذ تقول إدارة الرئيس أوباما إنها تسعى إلى تغيير النظام في سوريا، في حين أنها حددت الهدف في حالة إيران بإقامة علاقات ودية مع المرجعيات الدينية هناك في مقابل منع انتشار الأسلحة النووية ».

إذن لإيران دور استراتيجي لا ينكر في الأزمة السورية، بل على مستوى العالم، والحق أنه دور لا يمكن تجاوزه لا في أزمة سوريا، ولا في أزمات الخليج أو بحر قزوين أو آسيا الوسطى. فالإيرانيون يتمددون تحت سمع وبصر النظام الدولي وبرعايته ورقابته في شتى أنحاء العالم، ويقبلون بهذا الدور وتبريراته!!! ففي سوريا فقد شاركت إيران في قمع المتظاهرين السوريين باعتراف اللواء إسماعيل قاءاني، نائب القائد العالم لفيلق القدس، الذي أقرّ: « بالتواجد العسكرى لهذه القوة على الأراضي السورية للمشاركة في قمع المعارضين لنظام بشار الأسد»، زاعما أنه: « أنه لولا حضور الجمهورية الإسلامية الإيرانية لكانت المجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري على يد المعارضين أوسع من هذا - مركز الشرق الأوسط، التصريحات الإيرانية..، http://yamazaj.com/news/139665 » !!!! بل أنه ذهب أبعد من ذلك بالقول: بالرغم من كافة السلبيات التي تعاني منها الحكومة السورية، فإن هذا البلد يشكل جغرافية المقاومة، لهذا السبب تمارس كل من أمريكا وإسرائيل الضغوط عليه»، فهي ( الجغرافيا): « الامتداد الحقيقي لإيران وبوابة إيران للشرق العربي، والمدد المادي لظفره الناتئ (حزب الله) ».

 

 لهذا فالإيرانيون يسعون جاهدين إلى الحيلولة دون سقوط بشار وزمرته، وفضلا عن تصريحاتهم الأخيرة في لبنان ودمشق، فإن هذه السياسة سبق وعبر عنها خامنئي، أعلى سلطة في البلد، والتي أعلن عنها أمام رئيس الحكومة التركية أردوغان عشية زيارته لطهران، بالقول: « إن إيران ستدافع عن سوريا»، وكذا التصريحات التي: رفضت أي نوع من التدخلات الخارجية الرامية إلى التحريض ضد النظام السوري لتبرير « التدخل الأجنبي، عسكريا كان أو غيره». كما أن إيران « ترفض أي مساومة على شخص الأسد بأي شكل كان، حتى لو كان على الطريقة اليمنية - ملف مركز الشرق العربي، التصريحات الإيرانية والثورة السورية، ج ٢ ، ٢٢/ ٦/ ٢٠١٢ ».

 

 مع ذلك فقد لاحظنا مؤخرا تغيرا في خطاب المواجهة والتصريحات، فقد استبدل اسم الرئيس السوري « بشار» بكلمة « النظام»، مما يعني أن بقاء « بشار» ليس هدفا بقدر ما تتعلق المسألة في بقاء « النظام»، وفي هذه النقطة بالذات يتوافق الإيرانيون مع منظومة المركز العالمي والدول الكبرى، ورؤوس النظام العالمي، وهو ما عبر عنه أنان ومجموعاته العاملة، وكذا الروس بأوضح العبارات التي تؤكد على أن النظام العالمي لن يسمح بتغيير « النظام»، لكنه لا يمانع باستبدال البيادق، فالأشكال والأسماء تروح وتجيء، وليس بالضرورة تحمل ذات المنحى والاتجاه، بقدر ما يتوجب عليها الاحتفاظ بخصائصها البنيوية القائمة على الحفاظ على الأمن « الإسرائيلي»، ومنع السنة من حكم ، يقوده البعيدون عن هذا « النظام»!

 

هي إذن معادلة واضحة للنظام الدولي، لإيران فيها نصيبا وافرا، لكن صلابة الشعب السوري وثباته وتعدد دفاعاته، حصن الثورة السورية وموضعها في حيز اللاعودة، وهو ما أرّق القوى الدولية والإقليمية، ويهدد بقلب الموازين، وعكس المعادلة، لهذا فالجميع في ورطة واضحة، وكلهم يسعون للتوصل إلى حل يضعف المقاومة من جهة، ويحمي الطائفة العلوية من جهة أخرى، وفي نفس الوقت يحول دون أي انتصار للسنة، وخاصة قواهم الضاربة. لذا لا تنفك الأنباء تتواتر عن إجراء مسؤولين أمريكيين محادثات مع مسؤولين في كلٍ من تركيا و « إسرائيل»، حول كيفية التعامل مع انهيار محتمل للحكومة السورية، بل أن مسؤولي البيت الأبيض يعقدون اجتماعات رفيعة المستوى بشكلٍ يومي، لبحث مجموعة واسعة من خطط الطوارئ الخاصة بالأزمة السورية، ومن بينها كيفية الحفاظ على ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية، وإرسال إنذارات واضحة لكلا الجانبين لتجنب الأعمال الوحشية الجماعية، كمؤشر على خطورة تصعيد الأزمة السورية، ومع أن الموقف الأمريكي، ليس واضحا تماما حيال هذه المسألة، إلا أن هناك من المخططين من يجهد في التفتيش عن حلول ملائمة للنظام الدولي.

يتبع....!

=======================

بسم الله الرحمن الرحيم

مؤشرات انهيار نظام بشار وخياراته المتاحة

هيئة الشام الإسلامية

أولاً: مؤشرات انهيار النظام وتقييم الخيارات المتاحة لبشار أسد

المختصر/ حقق الجيش الحر نجاحات كبيرة في حملته شمالي البلاد، حيث حافظ على مواقعه في مدينة حلب وريفها، وبسط سيطرته على المعابر الحدودية الرئيسة، وانتشرت ظاهرة المناطق المحررة في إدلب ومحيطها، وبالإضافة إلى بسالة مقاتليه وتمتعهم بالتأييد الشعبي؛ تؤكد المصادر أن قادته يحصلون على دعم لوجستي يتمثل في تزويدهم بصور من الأقمار الصناعية حول أماكن انتشار جيش النظام، كما يحصلون على وسائل اتصال مشفرة غير قابلة للاختراق من قبل قوات "بشار" أو الإيرانيين، ويخضع عدد منهم للتدريب على إنشاء وحدات السيطرة والقيادة، بالإضافة إلى جمع المعلومات الاستخباراتية واعتراض الاتصالات الهاتفية ووسائل الاتصال الأخرى، والتي مكنت الجيش الحر من رصد تحركات جيش النظام، وتوجيه ضربات استباقية موجعة لفرق المدفعية والمدرعات التي كانت في طريقها إلى حلب.

وفي هذا الإطار كشف تقرير أمني عن إنشاء الحكومة التركية، بالتعاون مع دول عربية حليفة قاعدة عسكرية سرية في "أضنة" لتجميع وإرسال الدعم العسكري واللوجستي للمعارضة السورية. كما أشار التقرير إلى أن مدينة "أضنة" هي أيضًا موطن لقوات قاعدة جوية مشتركة واسعة لتركيا والولايات المتحدة الأمريكية.

وكان جيش النظام قد حرك الفرق المدرعة الحادية عشر والرابعة عشر والثامنة عشر، مع كتائب مدفعية ودفاع جوي في مواجهة الجيش الحر لاستعادة السيطرة على المدينة، لكنه واجه مقاومة شرسة من قبل الجيش الحر الذي كبده خسائر كبيرة في المدرعات والمدفعية وناقلات الجنود، ونظراً لتوفر الأسلحة النوعية لدى كتائب الجيش الحر، والتي لم يتم استخدام الكثير منها؛ فإن مصادر غربية تتوقع أن تكون مهمة جيش النظام في حلب أصعب من تلك التي تواجهها في دمشق.

وتشير الأحداث إلى جملة مؤشرات تفيد بقرب نهاية النظام، ومن ذلك:

1- تزايد الخسائر في صفوف النظام واحتدام المعارك في دمشق وحلب، مما اضطره لسحب فرق من الجولان وفي الحدود مع العراق مما يؤكد استنزافه وقرب نهايته.

2- نجاح الجيش الحر في السيطرة على مدينة التل التي تقع على بعد ثمانية كيلومترات إلى الشمال من دمشق، الأسبوع الماضي، فضلاً عن ثبات الكتائب المقاتلة بدمشق في إطالة أمد المواجهات والاستمرار في استنزاف النظام بعمليات نوعية في مختلف أحياء العاصمة.

3- باتت محافظة إدلب شبه محررة بعدما سحب النظام السوري قواته وعناصر الشبيحة من جبل الزاوية، حيث تعرضت لخسائر فادحة في الأرواح والمعدات، وأصبحت هذه المنطقة من أهم معاقل الجيش الحر.

4- تفكك الدوائر الأمنية والسياسية المقربة من بشار، من خلال مقتل أهم عناصر "خلية الأزمة"، وتزايد وتيرة الانشقاقات العسكرية والديبلوماسية التي تضمنت السفير السوري لدى الإمارات العربية المتحدة "عبد اللطيف الدباغ" وزوجته القائمة بالأعمال السورية لدى قبرص "لمياء الحريري"، والقائم بأعمال السفارة السورية في لندن، وغيرهم من الدبلوماسيين، كما أفادت مصادر مطلعة في مدينة اسطنبول التركية إن "محمد مخلوف" خال الرئيس السوري "بشار الأسد"، وأبناءه قد أجروا اتصالات مع دول أجنبية سعياً للعثور على ملاذ لحمايتهم في حالة سقوط النظام. وأضافت هذه المصادر أن هذا الفرع من عائلة "الأسد"، قد أجرى اتصالات حول هذا الشأن في كل من العاصمة الروسية موسكو والعاصمة الفرنسية باريس.

5- انتشار ظاهرة السلطة البديلة في المناطق المحررة، حيث عين السوريون مجالس "منتخبة" لإدارة شؤون المناطق "المحررة"، تتكون من قيادات عسكرية وسياسية وقبلية للإشراف على شؤون الأمن ومتطلبات الحياة اليومية ومعالجة نقص المواد الأساسية.

6- سيطرة الجيش الحر على المعابر الحدودية مع العراق وتركيا، مما ساعد على تدفق المساعدات وأتاح حرية الحركة للكتائب وفرق التموين والإسناد.

7- تتابع الجهود لإقليمية والدولية لتضييق الخناق على النظام، ومن ذلك المبادرتين: العربية والفرنسية في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وكان المعهد الملكي للدراسات الأمنية والدفاعية في بريطانيا قد أصدر تقريراً يؤكد ترجح احتمالات التدخل العسكري الخارجي بهدف احتواء الأزمة في سوريا ومنع امتدادها إلى دول الجوار، حيث تتجه مجموعة من السفن الحربية البريطانية إلى شرق البحر المتوسط، لتحقيق هدفين أساسيين، هما:

المشاركة في الأعمال العسكرية، وإجلاء الرعايا الأجانب من سوريا، وربما من لبنان، وفي ظل الحشود العسكرية الأردنية وتوتر الأوضاع على الحدود بين البلدين ذكر التقرير أن الأراضي الأردنية مرشحة لأن تكون نقطة الانطلاق الرئيسة لأي تدخل عسكري غربي في سوريا تحت ذريعة الاستيلاء على مخزونها من الأسلحة الكيمائية والبيولوجية. وهناك أنباء تشير إلى أن قوات التحالف الغربي لن تكون في الواجهة، وسيتم اللجوء إلى النموذج الكويتي في دخول قوات عربية لدعم مقاتلي الجيش الحر.

ويرى عدد من الخبراء أنه لا يزال أمام الرئيس السوري "بشار الأسد" عدد من الخيارات للتعامل مع الضربات الموجعة التي تلقاها في غضون الأسابيع الأربعة الماضية، ومن ذلك: القتال حتى الموت للاحتفاظ بدمشق أو اللجوء إلى معاقل "النصيريين" أو حتى العيش في المنفى خارج بلاده، إلا أن كل واحد من هذه الخيارات محفوف بالكثير من المخاطر. وفي الوقت الحالي يتركز فكر الرئيس السوري في الاحتفاظ بالسيطرة على العاصمة دمشق، واستعادة السيطرة على حلب، وقد أوردت التقارير الغربية مجموعة من السيناريوهات التي يمكن تلخيصها فيما يأتي:

1- استماتة بشار أسد في إبقاء سيطرته على العاصمة، مما يعني أنه سيظل مسيطراً على الحكومة وسيبقى محتفظاً بالسلطة مما يمكنه من الاستمرار في ادعاء "الشرعية"، ولا شك في أن قيامه بنقل القوات من الجولان والحدود العراقية إلى العاصمة والمخاطرة بكشف هاتين الجبهتين يظهر أن بشار أسد قد قرر البقاء في دمشق، ولو خسر السيطرة على مناطق أخرى من البلاد.

2- لجوء النظام إلي سيناريو إقامة دولة علوية في الجبال الشمالية الشرقية من البلاد، في حالة خسارة المعركة في العاصمة دمشق. وهنا تجدر الإشارة إلى أن معارضي النظام قد أوضحوا منذ أشهر أن بشار أسد وحلفاءه يخزنون الأسلحة بما فيها الأسلحة الثقيلة في تلك المنطقة.

3- استمرار المعارك في سوريا عدة أشهر، حيث تحرص بعض القوى الغربية والعربية على استنزاف طرفي الصراع، وفي المقابل يأمل بشار أسد في إثارة الصراعات الإثنية والطائفية التي يمكن أن تؤدي إلى رد فعل دولي لإنهاء النزاع عن طريق تقسيم يسمح لنظامه بالبقاء بشكل من الأشكال. ويرى العديد من الخبراء ترجح فرص قيام العلويين أنفسهم بالإطاحة ببشار لإدراكهم أنه فشل في حمايتهم، وبالتالي فإنهم لن يتوانوا في التضحية به.

4- انتقال سياسي على غرار اليمن، يترك بشار أسد بموجبه السلطة مقابل الحصول على الحصانة من الملاحقات القضائية، لكن احتمالات حدوث هذا السيناريو تضعف يومياً نظراً للدماء التي تسفك وحجم الجرائم التي ارتكبتها ولا تزال ترتكبها قوات النظام.

5- اللجوء إلى المنفى في دول يتم ذكرها كخيارات من بينها روسيا وإيران وبيلاروسيا، حيث يمكن أن يفر "الأسد" بواسطة قارب من "طرطوس" أو بالطائرة من دمشق، إلا أن هذا الخيار قد لا يحل الأزمة بل يمكن أن يؤدي إلى ترك شخصيات قوية في النظام تتمادى أكثر في الفظاعات.

ثانياً: تقييم المواقف الإقليمية والدولية

أكدت مصادر أمنية أن الولايات المتحدة الأمريكية قد أحبطت في غضون الأيام الماضية فكرة إنشاء منطقة حظر جوي في شمال البلاد، وقد شعر حلفاء واشنطن بالانزعاج من التغير المفاجئ في موقف الإدارة الأمريكية التي كانت قد تحدثت عن إمكانية إنشاء منطقة عازلة، لكنا ما لبثت أن أعادت حساباتها وقررت عدم التورط في عمليات جوية في سوريا، وكانت بعض الدول العربية قد وضعت خططاً بالتعاون مع تركيا لتأسيس سلطة شرعية للمعارضة في شمال البلاد، ودعوة المجتمع الدولي إلى الاعتراف بها.

وقد تذرعت الإدارة الأمريكية في تغير موقفها بعدم سيطرة الجيش الحر على مناطق كافية لتأمين قيام منطقة قابلة للاستمرار والصمود أمام حملات النظام، وتحدث المسؤولون الأمريكيون عن وقوع خلافات بين بعض الكتائب المقاتلة على الأرض، إضافة إلى وجود عناصر من تنظيم القاعدة ومتشددين إسلاميين تخشى الإدارة الأمريكية من تقوية موقفهم على الأرض.

لكن مصادر مطلعة تؤكد أن هذه الجدليات ليست سوى أعذار واهية لتغطية القناعات السائدة في واشنطن بأن الروس باتوا في موقف أقوى منهم، حيث وردت إلى مجلس الأمن القومي الأمريكي تقارير عدة تتحدث عن تأسيس الروس مراكز استطلاع وتقنيات تمكن النظام من اختراق اتصالات الجيش الحر والجهات الداعمة له، وقد قامت موسكو بتزويد دمشق بصواريخ مضادة للطيران، إضافة إلى دعمها بالمعلومات الاستخباراتية حول تحركات الجيش الحر.

وفي 25 يوليو عبر أسطول مكون من أربعة سفن روسية مضيق جبل طارق متجهاً نحو طرطوس، وعلى متنه عدد من مشاة البحرية، بقيادة السفينة "تشابانينكو" المزودة بصواريخ مضادة للطائرات ومضادة للغواصات، وستنضم هذه القطعات البحرية إلى السفن الروسية الموجودة حالياً في ميناء طرطوس، بقيادة الفرقاطة "سمتليف" وسفينتين حربيتين على متنهما عدد آخر من مشاة البحرية منذ 21 يوليو الماضي، مما يدل على أن الروس قد يكون لهم نوايا مبيتة لإنزال قواتهم على الأراضي السورية.

وترى الإدارة الأمريكية أن التكديس العسكري الروسي يهدف إلى تقديم دعم نوعي لمساعدة بشار أسد ضد الجيش الحر، أو ربما لاستخدام هذا التواجد العسكري كورقة تفاوض مع الغرب، مما يضمن لموسكو المحافظة على مواقعها الأمنية والعسكرية في حال انهيار النظام.

وبعد تهديد نائب رئيس الحرس الثوري الإيراني يوم 24 يوليو بأن إيران لن تسمح بسقوط نظام أسد زادت وتيرة الحذر لدى الأمريكان من إمكانية التورط في صراعات عسكرية على المستوى الإقليمي بصورة يصعب السيطرة عليها.

وتزامن الموقف الأمريكي المتردد إزاء تطور الأوضاع لصالح الجيش الحر في شمال البلاد، مع موقف "إسرائيل" التي قام رئيس أركان جيشها بيني غانتز ورئيس القسم السياسي بوزارة الدفاع أموس جيلاد في غضون الأسبوع الماضي بحملة لتهدئة الرأي العام في "إسرائيل"، وطمأنة اليهود بأن تل أبيب ليست لديها خطط لعمل عسكري ضد نظام بشار أسد في الوقت الحالي، مؤكدين أن جيش النظام يتحكم بصورة كاملة في مخزون الأسلحة البيولوجية والكيميائية لديه.

ففي اجتماع مغلق في الأسبوع الماضي مع لجنة الشؤون الأمنية والخارجية بالكنسيت أكد رئيس الأركان استبعاد فكرة أي عمل عسكري ضد نظام بشار دمشق، ودعا إلى ممارسة أكبر قدر من ضبط النفس، مستبعداً أن تسعى قيادة "حزب الله" في الوقت الحالي للحصول على أسلحة دمار سامل.

وتؤكد المصادر أن جيوش كل من "إسرائيل" والأردن وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية قد وضعت في حالة استنفار تحسباً لأي عمليات قد تطرأ نتيجة لتدهور الأوضاع في سوريا، وتشعر هذه الدول بقلق كبير على حياة بشار أسد في ظل مقتل وانشقاق عدد كبير من مقربيه، مما يؤكد أن الدائرة الأمنية المحيطة به قد أصبحت مخترقة بالكامل.

ويكمن مصدر القلق عن الأمريكان واليهود على حياة بشار في انفراده باتخاذ القرار حول آليات التصرف في مخزون الأسلحة البيولوجية والكيمائية وصواريخ سكود، وغيرها من الأسلحة الروسية المتطورة والتي أصبح الكثير منها مكدساً في معسكر "السفيرة" شمال غربي دمشق، ويتم حراستها من قبل قوات خاصة تتبع مباشرة له وتأتمر بأمره، وإذا تعرضت حياة بشار للخطر فإنه من الممكن أن يقوم عناصر الحراسة بأي تصرف أحمق، إذ يمكن أن يصبح مخزون سوريا من هذه الأسلحة المدمرة في أيدي "حزب الله" أو أي قوة أخرى معادية في غضون نحو أربع ساعات فقط، مما يجعل الموقف حرجاً للغاية بالنسبة لأمن تل أبيب.

وللتعامل مع هذ المخاطر؛ شكلت وزارة الدفاع الأمريكية في 21 يوليو لجنة أمنية مختصة لتقييم المخاطر في الوضع السوري وتقديم التوصيات بأسرع صورة ممكنة للتعامل مع المهدات التي قد تطرأ فجأة، حيث يبدو أن جيش النظام قد بدأ في التفكك، وقد يتهاوى حكم بشار بصورة متسارعة في غضون الأيام القليلة القادمة.

ثالثاً: أهم التحديات التي ستواجهها السلطة الانتقالية

1- إشراك جميع الأطراف المعارضة في العملية السياسية دون أي إقصاء أو تمييز، فمثلما أظهرت العملية الانتقالية في جنوب أفريقيا أوائل التسعينيات، فإن جلب كل الأطراف إلى طاولة المفاوضات، يعتبر أمراً أساسياً، وتُظهر تجارب كل من العراق وبوروندي مخاطر الإقصاء والتهميش، ولاشك في أن إقصاء أي فصيل معارض سيمنع من تشكيل وحدة اجتماعية وسياسية، وقد تؤدي عمليات الإقصاء إلى اندلاع العنف من جديد.

2- إدماج قوات المتطوعين في الكتائب المقاتلة من المدنيين إضافة إلى عناصر الجيش الحر تحت سلطة مدنية، والتأكد من تمثيلهم في العملية السياسية، مع ضرورة الاستفادة من هذه العناصر في: ترسيخ الأمن، وحماية الحدود، وتأمين الأسلحة الكيمائية التي تشير بعض التقديرات إلى أنها مخبأة في 45 موقعاً مختلفاً عبر البلاد، فضلاً عن العمل على كبح جماح الفرق التي كانت موالية للنظام، والتي قد تتحرك بالتعاون مع قوى مجاورة لإحداث الفوضى ومنع عملية الانتقال السلمي للسلطة.

3- الاعتراف بالدور الشبابي في إيقاد جذوة الثورة، ومقاومة النظام، وذلك عبر إشراكهم في العملية السياسية، وحثهم على المشاركة في أنشطة المجتمع المدني، والإسهام الإيجابي في وسائل الإعلام، وضمان انخراطهم في المنظمات الإغاثية والصحية والتعليمية والتنموية، وتعويض المتضررين منهم من طلبة المعاهد والجامعات.

4- العمل على الاستفادة من خبرات المثقفين العائدين من الخارج، ودراسة تجربة مجتمعات أخرى خرجت من النزاع، خاصة جنوب أفريقيا ورواندا وموزمبيق والبوسنة والعراق، حيث توجد مخازن كبيرة للمواهب البشرية ونماذج مختلفة للمصالحة الوطنية. وذلك مع ضرورة النظر إلى الخصوصية الجيوسياسية لسوريا، الواقعة في مفترق طرق لمنطقة تشهد اضطرابات سياسية وحكماً مدنياً هشاً، ولا شك في أن نهاية عهد آل أسد، كيفما جاءت، ستتطلب إعادة تحديد الطريقة التي تتعامل بها البلاد مع المحيط الإقليمي والدولي بعد سنوات من العزلة.

5- بذل الجهود الدبلوماسية لإلغاء العقوبات المفروضة على سوريا، وإعادة الانخراط الاقتصادي من خلال تبني إصلاحات لا تضر في بنية السوق، وفي بلد يواجه نمواً اقتصادياً سلبياً وبطالة مرتفعة، فإن تحرير الاقتصاد سيكون أساسياً من أجل توفير حكومة انتقالية تعمل في ظروف استثنائية.

6- تأمين الإغاثة الإنسانية العاجلة لنحو ثلاثة ملايين مواطن سوري في المدن والمناطق السورية الأكثر تأثراً بالأحداث.

7- صياغة منظومة جديدة من العلاقات مع دول الجوار، خاصة وأن سوريا قد ورثت في غضون العقود الخمسة الماضية علاقات متوترة مع كافة جيرانها، وارتبطت بمنظومة إيران التي جعلت علاقاتها الخارجية مرتهنة بطهران.

8- صياغة استراتيجية للحصول على مساعدات اقتصادية على المدى الطويل، إذ تؤكد الدراسات الاقتصادية أن استعادة بلد ما لعافيته من المحتمل أن تكون طويلة على الأقل خلال فترة تراجعه وانحداره. ومثلما تُظهر التجربة في مصر وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وبلدان أخرى، فإن المجتمعات التي تخرج من طغيان طويل، تعاني بسبب افتقارها وضعف بنيتها التحتية مما يفرض عليها وضع معايير جديدة للحكم، والعمل على تأمين المساعدات الخارجية لدعم مؤسسات الدولة دون فقدان السيادة على هذه المؤسسات.

========================

مواقف أمريكا وطبول الحرب التي تدقها!!

محمد فاروق الإمام

منذ بواكير الأحداث في سورية وأمريكا تدق طبول الحرب ضد النظام السوري حتى ليظن البعض أن واشنطن ستملأ بوارجها وأساطيلها البحرية مياه المتوسط، وأن طائراتها من شبح وإفات 14 و15 و16 ستغطي سماء سورية لدك معاقل النظام السوري الباغي الذي يقتل المئات يومياً ويدك المدن ويدمر الأحياء ويرتكب المجازر في طول البلاد وعرضها انتصاراً للشعب السوري المظلوم الذي يستقبل كل هذه الحمم بصدور أبنائه العارية!!

نعم دقت أمريكا طبول الحرب وفي ظاهرها انتصاراً للشعب السوري المذبوح من الوريد إلى الوريد وفي حقيقتها تحريض النظام السوري على ارتكاب المزيد من عمليات القتل وسفك الدماء وارتكاب المجازر وتدمير المدن والمؤسسات والبنية التحتية وفكفكة الدولة السورية وتمزيق نسيجها المجتمعي!!

أكثر من سنة ونصف وسكين الجزار لا تكل ولا تمل من ذبح السوريين من أطفال ونساء وشيوخ وشباب، ومعول التخريب والتدمير يفعل فعله في فكفكة الدولة السورية وتهديم بنائها، ولا فعل لأمريكا إلا إصدار بيانات التنديد والشجب والوعيد، التي يجد فيها النظام السوري المسوغ لارتكاب المزيد من الجرائم، وهو النظام الممانع في نظر حلفائه في قم والضاحية الجنوبية والنجف وموسكو، ولابد من استئصال الشعب السوري الحاضن لعملاء أمريكا المندسين في أحياء حمص والرستن وتلبيسة وحماة واللطامنة ودير الزور والقورية وإدلب وحلب ودوما وجوبر والزبداني وجبل الأكراد واللاذقية وبانياس والحفة وتل رفعت ودارة عزة ومارع وعندان وجبل الزاوية، دون أن يغفل عن قنص كل ما يتحرك من إنسان وشجر وحجر وحيوان في طول البلاد وعرضها، حتى وصل عدد الشهداء إلى ما يزيد على 22 ألف، والجرحى إلى 60 ألف، والمفقودين إلى مئة ألف، والمعتقلين إلى مئتي ألف، والنازحين إلى ثلاثة ملايين، والمهجرين إلى 300 ألف، وهذا كل ما قدمته لنا بيانات وتصريحات البيت الأبيض والخارجية الأمريكية، والزيارات المكوكية للوزيرة الحسناء كلينتون إلى معظم عواصم العالم!!

لقد بحت أصوات العديد من أعضاء الكونجرس الأمريكي المطالبة من ساكن البيت الأبيض أن تتحرك أمريكا بقوة لإنقاذ الشعب السوري ووقف نزيف دمه، من منطلق أخلاقي وقيمي نصت عليها بنود الدستور الأمريكي عند إعلان استقلالها، وقد ذاق الشعب الأمريكي ما ذاق من مرارات وعذابات وحروب أهلية لنيل استقلاله وبناء دولته المدنية الديمقراطية، ومن حق الشعوب المقهورة والمظلومة على أمريكا، وهي الدولة الأقوى والأعظم في العالم، أن تخف لنجدة الشعوب المقهورة والمظلومة والمضطهدة كما نصت على ذلك فقرات دستورها العتيد.

ولكن أسمر القصر البيضاوي لم تحركه كل هذه المناشدات فأمن إسرائيل وسلامتها أعز من كل هذه الشلالات من الدماء، فإسرائيل بعد أن تيقنت من فقدان حامي حدودها الشمالية تريد من أمريكا أن تدع سفاح دمشق يوغل في دم السوريين وتريده أن يوغل في نقض بنيان الدولة السورية إلى أقصى مدى، حتى إذا ما رحل حامي حدودها لم يجد السوريين أمامهم إلا الانكفاء لبناء الدولة السورية وإعادة اللحمة إلى مكونات المجتمع السوري الذي سيأخذ منهم عقود طويلة من الزمن بعيداً عن التفكير في تحرير الجولان المحتل أو تقديم أي دعم للمقاومة الفلسطينية!!

وكان آخر الأصوات المنادية بدعم الثورة السورية ما أعلنه كل من "جون ماكين، وجوزيف ليبرمان، وليندسي غراهام، أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، كما نقلت عنهم جريدة "الواشنطن بوست" الأمريكية يوم الاثنين 6 آب الحالي، مع تصاعد عمليات المقاومة الباسلة لكتائب الجيش السوري الحر ضد مواقع ومراكز ومواقع جيش النظام ورجال أمنه وشبيحته، وقد تمكن هؤلاء من تحرير مناطق واسعة ومدن وبلدات وقرى كثيرة، تمتد لمساحات واسعة في شمال سورية وشرقها وغربها بما تملكه من أسلحة خفيفة مقارنة بالترسانة الجهنمية التي يملكها النظام الفاشي، ولم يعد ينقص هؤلاء الثوار إلا الغطاء الجوي لمنع النظام من استعمال طائراته الحربية، التي تدك المدن والأحياء والبيوت على رؤوس ساكنيها مخلفة مئات القتلى والجرحى والنازحين والمهجرين يومياً، دون وجود أي سلاح بأيديهم يمكنهم من التصدي لهذه الأشباح القاتلة المدمرة، وقد تمكنت كتائب الثوار من تحييد آليات جيش النظام ومدرعاته بعد أن امتلكت القليل من الأسلحة المقاومة للدروع.

ويقول هؤلاء فيما نقلته عنهم الواشنطن بوست: "لسوء الحظ, وبينما تتنامى قدرات مقاتلي المعارضة داخل البلاد, فإن نظام بشار الأسد بعيد كل البعد عن نهايته وهو يطلق العنان الآن لعنف أكثر إجراما حتى ضد المدنيين, مستخدما الدبابات والمدفعية والهليوكبتر والمسلحين والقناصين ولأول مرة الطائرات المقاتلة".

ويضيف هؤلاء " إن كلاً من إيران وحزب الله يدعمان هذا الهجوم بدعم مادي كبير بسبب أن قادتها يدركون أن سقوط الأسد سوف يكون بمثابة ضربة قاضية لهم. في هذه الأثناء فإن كلا من روسيا والصين, مستمرتان في تقديم الغطاء الدبلوماسي لوحشية الأسد".

ويأمل هؤلاء كما يقولون في "ان يحقق المتمردون – بحسب وصفهم للثائرين - الانتصار في النهاية, ولكن يبقى أن هذا القتال غير متكافئ ووحشي, كما أن سرعة وأسلوب تحقيق النصر أمر في غاية الأهمية. إن جميع الأدلة توحي بأنه وبدلاً من تسليم السلطة بشكل سلمي – كما جاء في مبادرة مجلس الأمن والجامعة العربية التي قادها عنان - فإن الأسد وحلفائه سوف يقاتلون حتى النهاية المريرة, وهو ما سيمزق البلاد في هذه العملية".

ويؤكد هؤلاء قائلين: "إن عدم انخراط أمريكا في هذا الصراع يحمل تكاليف متزايدة, وذلك بالنسبة للشعب السوري ولمصالح الولايات المتحدة، بسبب أننا رفضنا تزويد المتمردين بالمساعدات التي يمكن أن تؤدي إلى توازن القوى العسكرية بشكل حاسم ضد الأسد, فإن الولايات المتحدة أصبحت ترى على امتداد الشرق الأوسط على أنها صامتة على نهج القتل والذبح المستمر للمدنيين العرب والمسلمين. إن رفض القيادة سوف يوقعنا بما وقعنا به عند حدوث المذابح في التوتسي في رواندا، وبالتالي ستطارد أمتنا بالعار لسنوات قادمة".

ويتخوف هؤلاء على مصالح أمريكا في سورية ما بعد سقوط الأسد وانهيار نظامه قائلين: "إن افتقارنا إلى التدخل النشط على الأرض في سوريا يعني أيضا أنه عندما يسقط نظام الأسد في النهاية, فإن الشعب السوري سوف يشعر بالقليل من الود تجاه الولايات المتحدة, وذلك على عكس ما جرى في ليبيا, حيث أن شعور الليبيين بالامتنان للمساعدة الأمريكية في الحرب ضد معمر القذافي أدى إلى فتح فصل جديد مشرق في العلاقات ما بين البلدين".

ويعترف هؤلاء بما تمثله سورية من مصالح للولايات المتحدة، وهي أكثر بكثير من مصالحها في ليبيا قائلين: "إن للولايات المتحدة مصالح قومية على المحك في سوريا. وهذه المصالح تتضمن منع استخدام أو نقل مخزون السلاح الكيماوي و البيولوجي الكبير لدى النظام – وهو ما يمثل خطورة متزايدة – والتأكد من أن القاعدة وفروعها العنيفة غير قادرة على تأمين موطئ قدم جديد في قلب الشرق الأوسط. إن قراراتنا وإجراءاتنا كانت غير كافية البتة لحماية هذه المصالح وغيرها".

ويقر هؤلاء بأن تردد الولايات المتحدة في التدخل في سورية "أولاً وقبل كل شئ سوف يسمح لهذا الصراع أن يطول ويصبح أكثر دموية, وأن يأخذ ديناميكية متطرفة. على نقيض الانتقادات التي تقول بأن دوراً أكبر للولايات المتحدة في سوريا يمكن أن يعزز من وجود القاعدة, فإن الافتقار إلى مساعدة قوية من قبل الولايات المتحدة للمقاتلين داخل البلاد سوف يترك المجال أمام المتطرفين هناك".

ويختم هؤلاء بالقول: "إن الوقت لم يفت الآن أمام الولايات المتحدة لعكس هذا الأمر. أولاً, يمكننا وعلينا أن نقدم مساعدة مباشرة ومفتوحة وقوية للمعارضة المسلحة بما فيه السلاح والمعلومات الاستخبارية والتدريب. مهما كانت المخاطر التي يمكن أن تنتج عن هذا العمل, فإنها لن تكون أكبر من المخاطر في الاستمرار في الجلوس مكتوفي الأيدي على أمل تحقيق الأفضل".

ولا أعرف إن كانت طبول الحرب هذه التي يقرعها هؤلاء على النظام السوري ستدفع البيت البيضاوي إلى التنبه لما يخوفون منه هؤلاء الساسة، ويقوم بتقديم الدعم للثوار ليتمكنوا من حسم المعركة لصالح الشعب السوري ويوقفوا شلالات الدماء المسفوحة من أجساد أبنائه، ووقف معاول النظام التي تعمد إلى تدمير الدولة السورية وتخريب بنيانها، أم أننا سنجد كلاماً فارغاً لا مضمون له من بيانات الشجب والاستنكار كما عودتنا واشنطن منذ أكثر من سنة ونصف، ويحصد الشعب السوري المزيد من عمليات القتل والمجازر والعذابات والاعتقال والنزوح والتهجير؟!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ