ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
إيران
والربيع السوري : إجرام منهجي
ونفاق سياسي وحقد تاريخي م.
محمد حسن فقيه أصبح
الربيع السوري معلما تاريخيا
بارزا، ورمزا ثورويا مشرفا ،
وقدوة عالمية للكرامة والتضحية
، في الثورة على الطواغيت
ومقارعة المستبدين والإنتفاض
على الظلم ، في سبيل حصول الشعب
على حريته المسحوقة وإنسانيه
المهدورة وانتزاع كرامته
االمسلوبة .
ليس
مستبعدا أو غير متوقع من النظام
السوري نهجه الإجرامي وإسلوبه
البوليسي وطريقته القمعية
المتوحشة وعسفه ، في التصدي
للمظاهرات السلمية التي هبّ
الشعب السوري ملبيا نداء
أحرارها، للمطالبة
بحقوقه المشروعة في الحرية
والكرامة والانسانية ، إنما ما
تفاجأ به البعض – ممن لا يعلم
حقيقة إيران - من موقف إيران
العدائي للثورة السورية ، خاصة
وأنها في بداية الربيع العربي
الذي انطلقت شرارته في تونس
وانتقل وهجها إلى مصر، هللت
إيران وكبّرت لهذه الثورات
واعتبرتها امتدادا لثورتها
المزعومة بطريقة انتهازية
لركوب الموجة ، وأن هذه الثورات
ليست إلا نتاجا طبيعيا من تلك
الشعوب المسحوقة المظلومة ضد
الطواغيت والمستبدين الذين
يحتمون بقوى الإستكبار العالمي
، مع أن المطلعين على حقيقة
إيران وسياستها يعلمون زيف
ادعاءاتها وحقيقة توجهاتها
وأين تنصب مراميها وأهدافها ،
فلما انتقلت العدوى إلى حليفها
لا بل تابعها وملحقها – النطام
السوري - انقلبت الآية وأصبح
الربيع السوري في نظر إيران
وصنيعتها في جنوب لبنان بيداء
قاحلة أسوأ من الربع الخالي في
شهر تموز وآب
، وتحولت من ثورة المظلومين
ضد الطواغيت والاستبداد
وحكومات الإستكبار، إلى ثورات
غوغاء مرتبطة بأجندة خارجية
ومدفوعة من قوى الإستكبار
العالمي ، وجزء من مؤامرة كونية
تستهدف الأنظمة التقدمية ،
لتكسر شوكة المقاومة وتحطم
أسطورة الممانعة ضد العدو
الصهيوني المحتل ! . زجّت
إيران بكل ما تملك من مال وسلاح
ورجال وعتاد وتكنولوجيا ودعم
تقني ولوجستي غير محدود مع
حليفها طاغية الشام ضد أبناء
الشعب السوري المسحوقين ،
واعتبرت معركة الطاغية ضد شعبه
هي معركتها الأولى فما هو
ونظامه في حقيقة الأمر إلا
لمصلحتها وتنفيذ أجندنها
المشبوهة والطائفية ، ومفتاح
مخططاتها العدوانية والتوسعية
في المنطقة كاملا ، وأيقنت أن
إسقاط نظامه يشكل ضربة موجعة لا
بل ضربة قاصمة تفشل مخططاتها
وتفضح سياستها وتغلق تلك
البوابة الواسعة التي تعبر من
خلالها لتنفيذ
مخططاتها العدوانية وأجندتها
المشبوهة في العالمين العربي
والإسلامي . لم
تكتف إيران بدعم النظام
الطاغوتي المستبد في سورية بكل
ما أوتيت ، بل أعطت تعليماتها
وحركت أذنابها لربائبها
وصنائعها في العراق وجنوب لبنان
، حتى أصبح حسن نصر الله طبلا
أجوف وصدى مشوشا لما يصدرخامنئي
له من تعليمات ويرسل إليه من
إشارات ، أما المالكي في العراق
فقد دفع رغم أنفه مليارات
الدولارات لعصابات الأسد
ليعينها على شراء السلاح ويساهم
في قتل أبناء الشعب السوري ،
ويقوم بحراسة حدود سورية
الشرقية حتي لا يهرب من خلالها
النساء والأطفال الذين الذين
تهددهم بالقتل والسحق آلا ت
الموت الأسدية من دبابات
وطائرات ومدافع وغيرها من أسلحة
ثقيلة تستهدف حياتهم ، ونسي أن
مئات آلاف العراقيين يعيشون على
أرض سوريا ويحتضنهم أبناء الشعب
السوري من سنوات عديدة
، كما أرسل ميليشيات مقتدى
وفيلق القدس وسهل تأمين ودخول
الحرس الثوري الإيراني عبر
أراضيه إلى داخل سورية
لتنضم إلى عصابات الأسد
الإجرامية ، وتشارك في المذابح
والمجازر الطائفية بحق النساء
والأطفال والرضع من أبناء الشعب
السوري .
لقد أفقدت الثورة السورية
إيران صوابها ، وطاش حلمها
وعميت بصيرتها وتخبطت سياستها
لتتصرف بحماقة عجيبة ، إذ ربطت
مصيرها ومستقبل علاقاتها في
المنطقة كلها بنظام عصابات
إجرامية حاقدة ومتوحشة
، فتارة تهدد بعدم تخليها عن
طاغية الشام ، ومرة تؤكد أن أي
حل سياسي لن يكون مقبولا ما لم
يبق فيه حليفها بشار القاتل
رئيسا وموضوع تنحيته أمر مرفوض
وغير قابل للنقاش ، وأخرى بأنها
لن تسمح بكسر محور المقاومة
والممانعة المتمثل في حليفها
الطائفي المجرم الذي هادن
إسرائيل وحرس حدودها كأبيه الذي
باعها الجولان من قبله ،
وأحيانا تجمع على أرضها بعض
أنظمة الطغاة والمستبدين من
شذاذ الأفاق الذين يخشون مصير
التغيير والتبديل في بلدانهم
ويتوجسون من انتقال الربيع
العربي إلى شعوبهم ، ثم تخرج
بقرارات طائفية ظالمة منحازة لا
تساوي حبرها الذي كتبت به ،
وتدعو فيه إلى المفاوضات بين
المعارضة – تحت سقف النظام – مع
عصابات النظام ... وتحت إشراف
الطاغية بشار ! لا
أدري فعلا إلى أي درجة وصل الأمر
بإيران من الغباء أو النفاق لا
بل العهر السياسي ، عندما تدعو
المعارضة إلى الحوار مع عصابات
النظام الإجرامية وتحت إشراف
الطاغية بشار ، وهو يرتكب كل يوم
مجزرة جديدة في حق شعبه وكل يوم
يقصف ويدمر ويحرق ويقتل وينتهك
الحرمات والأموال والأعراض
ويشرد أبناء الشعب السوري إلى
الدول المجاورة كلاجئين ، ثم
يلاحقهم بزبانيته وأزلامه إلى
الحدود ليقصفهم أو يطلق عليهم
النيران ولو انتهك حدود تلك
الدول المجاورة المستقبلة
لهؤلاء اللاجئين السوريين
المشردين . هل
يتصرف النظام الإيراني هذا
التصرف الأحمق لأنه فعلا لا
يعلم ماذا يحدث داخل سورية من
جرائم وقتل وانتهاكات وكأنه
مغيّب عن المشهد السياسي ؟ وهل
يعقل هذا الأمر وهو الذي يشارك
عصابات الأسد في سفك الدم
السوري بسلاحه وماله
ورجاله وعتاده ومعداته
التكنولوجية منذ أول يوم وأول
صرخة حرية انطلقت من شرفاء
سورية وأحرارها ؟ أم أنه
يطن أن الشعب السوري .... والعالم
الحر ، لا يعلم هذه الحقائق ولا
يعلم أن الشعب السوري يعتبر
إيران شريكا مع عصابات بشار في
جميع جرائمه ومجازره
وانتهاكاته ضد الشعب السوري ،
وكل الدلائل على ذلك بين أيديهم
من شهور طويلة . هل
تصدق إيران نفسها عندما تطلق
مثل هذه الإشاعات والأكاذيب ،
ولئن صدقت كذبتها فهل تظن أن
الشعب السوري - والعالم الحر كله
من خلفها - سيصدقها
مهما حشدت هي وعصابات الأسد من
نفاق إعلامي ودجل سياسي مفضوح
لقنواتها الرخيصة المضللة
كالدنيا .... والعالم .... والمنار .
أم
أنهم يستغبون الشعب السوري
والعالم الحر إلى هذه الدرجة ؟ ! هل تظن
إيران أنها يمكن أن تضلل الشعب
السوري بكذبها ودجلها وزيفها
الإعلامي ، أو تكسر إرادته
وتثنيه عن مطالبه بدعمها
اللامحدود لطاغية الشام ونظامه
المستبد الفاسد ؟ . هل
فكرت إيران مرة واحدة بمستقبلها
السياسي وعلاقاتها المستقبلية
بدول المنطقة بعد كل هذا الموقف
التضليلي والسلوك العدواني
والشراكة الحقيقية لعصابات
الأسد في الإجرام والمجازر
الأسدية وسفح الدم السوري ؟ هل
ستعود إيران إلى وعيها ولو ساعة
لتفكر بعقل ومنطق ، فتحافظ على
مصالحها ومستقبلها الذي يتأرجح
بين كفي شيطان ، فتنهض من
غيبوبتها وتفيق من سكرتها ويصحو
ضميرها الميت ، ثم تتصرف بحكمة
لتضمن البقية الباقية – إن كانت
هناك بقية – من مصالحها
ومستقبلها السياسي في المنطقة
؟ أم أن
الحقد التاريخي الموروث هو الذي
يحركها ، بعد أن أعمى بصيرتها
وأغلق جميع منافذها ، فتتصرف
بحماقة عجيبة وتتخبط هنا وهناك
بعد أن عدم الوازع من دين أو خلق
أو ضمير أو انسانية ؟ ! . إن كان
كذلك حقا .... فهم أغبى حكام الأرض
وأحمقها على الإطلاق ، وستكون
خسارتها في المستقبل جسيمة ،
ونهايتها في الأيام القادمة
سوداء مخزية وخيمة كعمائمها
الكالحة بعد أن يسقط ربيبها
المدلل تحت أقدام الثوار والجيش
الحر ، بل ربما تنتقل لها العدوى
من الربيع العربي – وكل
المؤشرات تتجه إلى ذلك - لينطلق
ربيع إيراني على أرضها ويثور
على تلك العقلية الكهنوتية من
حكم الملالي المتخلفين
الحاقدين فيحطم عروشها ، ويدك
امبراطوريتها الفارغة لتنتهي
كنهاية ربائبها إلى مزابل
التاريخ وتصبح أثرا بعد عين ،
ولا تذكر إلا كصفحة سوداء ونقطة
قاتمة من الران الثقيل اندثرت
من تاريخ البشرية ومحي أثرها . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |