ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
جان
كورد تعود
العلاقات الروسية – السورية
إلى ما قبل ولادة الرئيس السوري
بشار الأسد, وهي علاقات
اقتصادية تنامت منذ بناء سد
الفرات في شمال سوريا بدعم
وتخطيط وخبرة روسية, وهي علاقات
عسكرية كذلك, تطورت من شراء
الأسلحة الروسية والعتاد الذي
احتاج إليه الجيش السوري
باستمرار إلى شراء أحدث
الصواريخ الدفاعية والدبابات
وطائرات ميغ الاحدث نماذجاً
وتقنية, وبخاصة منذ هزيمة العرب
الكبرى في حرب حزيران 1967م أمام
اسرائيل, ووصل الأمر إلى تحويل
سوريا إلى أحد أكبر الزبائن
للسلاح الروسي وذخائره
المتنوعة, وإلى جهة الاستعانة
الدائمة بطابور كبير من الخبراء
الروس وجعل بلاد الشام منطقة
استخباراتية روسية هامة للغاية
للتنصت والاستطلاع والعمليات
السرية في الشرق الأوسط,
وبالتالي جعل مدينة طرطوس
الساحلية قاعدة للأسطول الروسي
الذي كان يطمح على الدوام بمحطة
له على سواحل البحر الأبيض
المتوسط. وهذه العلاقات الساخنة
والطويلة الأمد منحت الروس
امكانية الاقتراب الكلي من مركز
القرار السياسي للنظام الحاكم
في سوريا, وذلك بذريعة دعم
الصداقة وتقوية التحالف
الاستراتيجي للرفاق الأمميين,
رغم تحول روسيا من وضع الشيوعية
إلى هذا الوضع المختلف كثيراً
عن الشيوعية, وبالتالي تمكن
الروس من تشديد قبضتهم على عنق
النظام السوري الذي يدين لهم
بالكثير من أموال الديون
المتراكمة وفوائدها المتعاظمة,
والذي يستعين بهم من مختلف
النواحي ومنها الناحية الأمنية
بشكل خاص. ومنذ تحول الثورة
الشعبية السلمية في سوريا إلى
ثورة مسلحة تحت ضغط الارهاب
الحكومي للنظام وروسيا في سعيها
المتواصل لدى الهيئات الدولية
إلى الظهور بمظهر محامي الدفاع
لنظام الأسد, ووزير خارجيتها
لافروف يدلي بتصريحات يومية في
الدفاع عن النظام المترنح في
دمشق, حتى أصبح وزير خارجية
سوريا وكأنه غير موجود, في حين
أن العالم ينظر إلى لافروف
وكأنه المندوب السامي لروسيا في
دمشق. ولقد
منحت أوضاع وظروف الثورة
السورية الروس فرصة استغلال
وتحقيق مكاسب كبيرة من ناحيتين: - بيع
مزيد من السلاح إلى نظام الأسد
وجعله يئن مزيداً تحت الديون,
لدرجة أنه لايستطيع الخروج من
تحت سيطرة الروس إلى الأبد,
وبالتالي تحويل سوريا إلى
مستعمرة غير معلنة لروسيا على
سواحل البحر الأبيض المتوسط. -
استعادة روسيا لمركزها كقوة
عظمى بين الصين والولايات
المتحدة الأمريكية في المجتمع
الدولي, بعد أن فقدت تلك المكانة
على أثر انهيار النظام
السوفييتي وتفتته إلى العديد من
الدول والأقاليم المتنافرة
المتمردة على أوامر موسكو. طبعاً
لن تتخلى روسيا عن كل هذه
المصالح والمواقع التي احتلتها
بسبب سياسات العائلة الأسدية,
حتى ولو أدى ذلك إلى تدمير
غالبية المدن السورية وتهجير
معظم السوريين وتحطيم كل أسلحة
النظام وخلو مخزوناته من
الذخيرة, وتقتيل كل شعبه, فالروس
لايحسبون -كما يبدو- لدماء البشر
أي حساب, وما ارتكبوه من مجازر
وحشية في الشيشان أو ما غضوا عنه
النظر كما حدث في البوسنة
والهرسك على أيدي نظام
ميلوزوفيتش, حليفهم وصديقهم,
وما يجري يومياً في سوريا من
جرائم ضد الإنسانية على أيدي
تابعهم السوري, دليل على أنهم
يضعون مصالحهم الاستراتيجية
فوق كل اعتبار آخر. إلا أن
الانتصارات المتلاحقة للثورة
السورية, على الصعيدين السياسي
والعسكري, في الشهور الأخيرة,
وتمكن الثوار من تسديد ضربات
موجعة للنظام في أكبر مدينتين
سوريتين, حلب ودمشق, اللتين كان
النظام يعتقد دعمهما له, قد أحرج
الروس وأوقعهم في حبائل
سياساتهم الخاطئة والداعمة لمن
لم يتمكن من فهم جدلية الثورة
والتاريخ, وهو أضعف من أن يكون
رئيساً على مستوى أحداث بلاده
وما يجري في منطقته, بعد نجاح
عدة ثورات على أنظمة أقوى من
نظامه. مما أجبرهم على التراجع
واللجوء إلى الخداع الذي مارسوه
تاريخياً بشكل اعتيادي في
حروبهم وخصوماتهم السياسية,
وبخاصة فإن العالم الحر
الديموقراطي والمجموعة العربية
ومعها تركيا اقتنعوا تماماً بأن
روسيا لا تتصرف حيال الأزمة
السورية من مستوى الدولة
الكبيرة المدركة لمسؤولياتها
الدولية تجاه الشعوب وحقها في
الحرية وتقرير مصيرها بنفسها,
وانما تتصرف بدوافع استراتيجية
ومنفعة خاصة بها. لقد
وجدت روسيا نفسها أخيراً في
موقف العضو المهمش ضمن المجتمع
الدولي, الذي لايقف معه سوى
الصين وايران وشمال كوريا. كما
أن روسيا لن تتخلى عن مصالحها
الكبيرة والواسعة مع الولايات
المتحدة الأمريكية والاتحاد
الأوروبي والدول العربية
الغنية بالنفط وهي أسواق واسعة
من أجل البقاء على نظام لم يعد
قادراً على معالجة شؤون بلاده
ويعاني من ثورة الشعب عليه
ونهايته تقترب بسرعة. ومعلوم عن
الدول العظمى أنها تضحي
بحلفائها الصغار عندما
لاتستطيع الاحتفاظ بهم. هذا
بالضبط فعلته الولايات المتحدة
بحلفائها الفييتناميين
الجنوبيين أيضاً فيما مضى. ومن
أشكال الخداع المعروفة لدى
الثعالب مثلاً, هي التظاهر
بأنها قاب قوسين أو أدنى من
الموت, حتى تقترب منها الضحية
فتنقض عليها بسرعة مدهشة,
مغتنمةً فرصة انخداع الضحية
بتظاهرها الشكلي ذاك. وها هي
الدبلوماسية الروسية تقول بأن
الأسد السوري بات لوحده لأن
أركان نظامه قد قتلوا نتيجة
انفجار كبير في مقر أمنه القومي,
وشقيقه ماهر الاسد الذي يترأس
الفرقة الدموية (الرابعة) كسيح
في غرفة العلاج, وعليه فإن الأسد
ضعيف ومستعد للحوار الآن مع كل
أطراف المعارضة, درءاً لمزيد من
سفك الدماء السورية... وقد سارعت
هيئة التنسيق الوطني أو أطراف
وشخصيات محددة منها بطرح "عرض
حال" والقول بأنها أيضاً
لاتريد مزيداً من سفك الدماء
وهي مستعدة لحوار يخرج البلاد
من الكارثة المحدقة, ولابد أن
البعض من "الأغبياء"
سيصدقون أن ما تنثره
الدبلوماسية الروسية بالتنسيق
مع منسقين سوريين من عبارات
زائفة لحوار بين المعارضة
والنظام قابل للتحقيق, وكأن
بقية أطراف المعارضة راغبة في
استمرار التقتيل والتدمير في
سوريا, وهكذا يضرب الروس عدة
عصافير بحجرة واحدة: - منح
الأسد فرصة أخرى لدوام حربه
التي يشنها منذ شهورٍ عديدة
بمختلف أنواع السلاح على شعبه,
بعد أن فشلت كل مساعي السلام
العربية والدولية وانتهت كل
المدة الممنوحة له مرة تلو
الأخرى. -
التقدم خطوة في المساعي من أجل
شق صفوف المعارضة السورية وعزل
الجيش السوري الحر بفقاعات
دبلوماسية كبيرة لاقيمة لها. -
الظهور بمظهر العامل من أجل وقف
سفك الدماء السورية على الرغم
من أن روسيا استخدمت حق الفيتو
في مجلس الأمن الدولي 3 مرات حتى
حيال إدانة أدبية وخلقية لقمع
النظام ودمويته وجرائمه ضد
الإنسانية. -
محاولة إظهار روسيا وكأنها
لاتزال سيدة الموقف في الشرق
الأوسط, وهي وحدها القادرة على
اقناع الأسد باعلان استسلامه,
في حين أن الظنون تحوم حول مدى
قدرة الأسد على رفض املاءات
موسكو وطهران في وضعه الحالي
الآن. -
الانتقال بعد ذلك إلى رسم ملامح
سوريا ما بعد الأسد أو المشاركة
في ذلك على قدم وساق مع العالم
الغربي والعالم العربي والشعب
السوري. ولكن
أعتقد أن عقلاء وخبراء الغرب
يدركون تماماً أن روسيا صارت
محصورة في مربع ضيقٍ للغاية
بسبب سياستها السورية هذه,
وعليها أن تعترف بذلك وتتراجع
وتعتذر للشعب السوري والمجتمع
الدولي, وإن ايران والصين
يعلمان تماماً أنهما وقعا في
حبائل سياسة روسية فاشلة, وأن
الغرب لن ينظر باستمرار من موقف
المتفرج إلى ما يجري في سوريا من
مذابح يومية, بحيث تتحرك هذه
البلاد صوب مستنقعٍ مليء
بالدموع والدماء وأشلاء البشر
وقد تتحول كلياً إلى ساحةً
لحربٍ اقليميةٍ واسعة وتغذي نمو
إرهابٍ لايحمد عقباه. وإذا ما
تحرك الغرب كما فعل أثناء
الثورة الليبيية فإن دور الروس
سينكمش وخططهم ستذهب أدراج
الرياح, ولن يبقى لهم أثر واضح
في سوريا. ===================== د.
محمد أحمد الزعبي 1. قادتني
الطائرة من لايبزغ إلى إستنبول
، ومنها إلى إنطاكيا عاصمة لواء
الاسكندرون ، والذي بات إسمه
الرسمي اليوم "Hatay
" ، تلك المدينة التي تقع على
نهر العاصي ، والتي تطل على كافة
المناطق الملتهبة في سورية ،
حيث تقوم قوات بشار الأسد
المؤدلجة والهمجية ، والتي يطلق
عليها زوراً هذه الأيام "
الجيش السوري النظامي " بدك
كافة المدن ومعظم القرى السورية
بالمدافع والطائرات والصواريخ
بحجة سيطرة " الجيش الحر "
عليها . إن ماخلفته وتخلفه مدافع
وصواريخ وطائرات " حماة
الديار!" بل والأصح هو "حماة
عائلة الأسد !! " مئات الشهداء
،الذين معظمهم من المدنيين
المسالمين العزّل ، ومعظم هذا
المعظم هم من الأطفال والنساء
والشيوخ ، الأمر الذي أجبر
عشرات الألوف من سكان هذا
الشمال على الهرب من هذا الجحيم
، إلى أقرب ملاذ آمن ، ألا وهو
الجارة تركيا ، حيث زاد عدد
هؤلاء اللاجئين عن الستين ألفاّ
، حتى تاريخ هذه المقالة . 2. لن
أتعرض لاإلى الأماكن التي زرتها
، ووقفت بنفسي على الأحوال
المؤلمة بل والمبكية لللا جئين
والجرحى السوريين من مدنيين
وعسكريين المتواجدين فيها ، ولا
إلى المسؤولين المعنيين بأمر
هؤلاء اللاجئين والجرحى الذين
التقيت بهم ، وبالتالي الحوارات
التي دارت بيني وبينهم ، وذلك في
إطار بحثي عن الحقيقة ، والتي هي
ضالة المؤمن ، بل ضالة الباحث
العلمي ،الذي عليه أن يتمسك بها
حيثما وجدها ، وإنما
سأشير فقط إلى الانطباعات
النهائية ، التي تركتها في نفسي
، وفي عقلي ، هذه الزيارة
السريعة لمخيمات ومستوصفات
مايزيد عن الستين ألفاً من
اللاجئين السوريين في تركيا ،
والذين تقع مسؤولية تشريدهم ،
وتدمير أسرهم ،سواء بالقتل
الكامل أو الجزئي لبعض أفراد
هذه الأسر، أوبالسجن والتشريد
للبعض الآخر بطبيعة الحال على
بشار الأسد ومرتزقته وشبيحته من
المدنيين والعسكريين . أبرز
هذه الانطباعات هي : 2.1 تفتقد
ثورة آذار 2011 السورية ، إلى
قيادات وخبرات سياسية
واقتصادية واجتماعية ، تساعد
شباب الحراك الثوري بجناحيه
المدني والعسكري ، في كفاحهم
الثوري ، وتقصر المسافة الزمنية
بين هذا الحراك وبين وصوله إلى
هدفه المنشود في إسقاط نظام
بشارالأسد بما هو نظام
ديكتاتوري ، عسكري ، و شبه طائفي
. لقد
ذكر لي أحد شباب ثورة آذار (منذ
زمن ليس بالبعيد ) وهو ممن أثق
بوطنيتهم ، وأخلاقهم ، ودرجة
وعيهم ، عدداً من الأفكار التي
مثلت مفاجأة سارة لي ، لم أكن
أتوقعها من شاب في عمره ، أبرز
هذه الأفكار التي سسأوردها على
لسانه بقدر ماتسعفني ذاكرتي ،
هي قوله : إننا
شباب صغار السن ، ومحدودو
التجربة والخبرة ولا نجد أمامنا
، ونحن نقود هذه الثورة ، سوى
أئمة المساجد ، ورجال الدين
التقليديين ،الذين يعلنون
دعمهم وانحيازهم للثورة ،
ويقفون فعليًاً معنا ( يعني شباب
الحراك الثوري ) ، في الوقت الذي
نتمنى فيه على الآخرين ، أن
يعلنوا انحيازهم أيضاً للثورة ،
ولكن ، انحيازاً كاملاً ومطلقاً
، لاغمغة فيه ولا عوج ، وأن
يضعوا خبراتهم تحت تصرفها ، بما
هي ثورة حرية وكرامة ،هدفها
الأساسي هو " إسقاط نظام
عائلة الأسد " ، واستبداله
بنظام مدني ديموقراطي ، يرتكز
على ثلاثة أثافي هي: صندوق
الإقتراع ، العدالة الاجتماعية
، والدستورالذي يمثل مبدأ "
المساواة في المواطنة " أساسه
السياسي والاجتماعي ، في مرحلة
مابعد بشار. ( تابع صديقي الشاب
حديثه ) : إن انحياز مثل هؤلاء
الأشخاص والجماعات ، من ذوي
الخبرة والتجربة ، للثورة ،
يجنب الثورة ،أن تبدو للكثيرين
، في الداخل والخارج ، كما
لوكانت ذات طابع ولون ديني معين
، في حين أنها واقع الحال ليست
كذلك ، إنها ثورة الشعب السوري
بكل فئاته العمرية والسياسية
والاجتماعية ، والتي عمل النظام
على تهميشها ، وتجاوزها ، منذ
نصف قرن ، وهو ما يصب في مصلحة
إسرائيل ومن وراءها وأمامها . 2.2 لايلمس
المرؤ وضوحاً كافياً لدى
الكثيرين ممن قابلتهم والتقيت
بهم من مدنيين وعسكريين ،
لمفهومي الحرية والكرامة
اللذين باتا الشعارالأبرزلثورة
آذارولثوارها . إن ماتراه
أكثرية شباب الثورة وفق رؤيتنا
وسماعنا ، هو أن هذا النظام الذي
يقاتلونه ، هو النظام الذي وضعت
أسسه اللجنة العسكرية (البعثية)
،التي انبثقت عن ثورة الثامن من
آذار1963، والتي بنى فوقها (الأسس)
حافظ الأسد نظامه الديكتاتوري
العسكري وشبه الطائفي عام 1970 ،
ومن ثم ورّثه لولده بشارعام 2000،
وهو نظام معاد للغالبية الساحقة
من الشعب السوري وبالذات للسنة . إن
ماينبغي قوله هنا لشباب ثورة
آذار المجيدة ، هو أن نظام عائلة
الأسد ، إنما استمد ويستمد قوته
واستمراريته من مصادرة حرية
وكرامة الشعب ، كل الشعب ، بكل
فئاته وطوائفه ، وذلك من خلال
السيطرة على مثلث الجيش والحزب
والحكم ، ووضع هذا المثلث في
خدمة " عائلة الأسد "
بالذات ، بعد أن تبين لها ( عائلة
الأسد ) أن قسما أساسياً من
الطائفة العلوية ، رفض ويرفض
أسوة بأكثرية أفراد الشعب
السوري هذا النظام ، نظام
الاستبداد والفساد ، وأخيرا
نظام " الحل الأمني " الذي
واجه به المطالب المشروعة
والديموقراطية والوطنية لثورة
آذار2011 ، والذي بلغت حصيلته حتى
كتابة هذه المقالة مايزيد على
ال 23000 شهيد ومئات ألوف الجرحى
والمعوقين والمفقودين
والمعتقلين الذين يواجهون
الموت اليومي تحت سياط ودواليب
وصواعق بشار الأسد ومرتزقته ،
ناهيك عن تدمير المدن والقرى
فوق رؤوس ساكنيها من الأسر
المسالمة ، بمن في ذلك الأطفال
والنساء والشيوخ ، الأمر الذي
تسبب في موجات من الزوح الداخلي
والخارجي ، الذي يعيد في سوريا
ماحدث في فلسطين عام 1948 ، وما
حدث في سورية وفلسطين عام 1967 ،
وما حدث في غزة عام 2009 ولكن على
يد " إسرائيل " !! 2.3 يلمس
المرء حين يزور المستوصفات
المتواضعة ،التي جهزتها لهم
جمعيات أو منظمات إغاثية ،
بعضها تركي ، وبعضها عربي ،
وبعضها سوري ، ويلتقي بالجرحى
المدنيين والعسكريين ،الذين
بترت بعض أطرافهم ، وتحولوا إلى
معاقيين حتى الموت ، ويستمع إلى
قصص كفاحهم وإصاباتهم وطرق
وصولهم إلى تركيا ، لابد أن
ينحني احتراماً وتقديراً
لبطولاتهم ،وبطولات من تكبد
عناء إيصالهم إلى بر الأمان في
تركيا ، حيث لاتستطيع قنابل
طائرات بشار الأسد ، وبنادق
وسيوف شبيحته ، أن تبتر مابقي من
أعضاء جسمهم ، أو أن تجعلهم في
عداد الشهداء ، ولابد أن يشعر
بالخجل من نفسه أيضاً ، لأنه
لايستطيع أن يقدم لهؤلاء
الأبطال ، سوى الكلام المعسول
الذي لايسمن ولا يغني . إن
ماآلت إليه أوضاعهم الجسدية
والصحية ، جعلتنا نحس ونلمس في
نبرات صوتهم تضارب وتداخل اليأس
مع الأمل ،بيد أن إيمانهم بالله
، وبعدالة مطالبهم ومشروعيتها
،جعل عنصرالأمل أقوى في نفوسهم
من عنصر اليأس . لقد كان مبتور
الساق أو القدم أو الساعد ،
يتكلم معك كما لو أنه إنسان
طبيعي ، غيرمعاق وغيرمصاب ،
وبالتالي فهولايطلب ممن حوله من
الأطباء والممرضين ، ومن الزوار
أيضاً ، سوى تأمين الرعاية
الكافية ، التي تجعله أكثر راحة
وأكثر اطمئناناً على أسرته وعلى
وطنه وعلى رفاقه ، وهو ممدد دون
حراك فوق سريره البسيط . لقد
كان في كلامهم أمور مسكوت عنها
دون شك ، كنت من جهتي ، أراها
وأقرؤها وأحس بها في بعض حركات
وجوههم ، وهو أمر طبيعي لمن هو
في مثل ظروفهم وأوضاعهم . إن خبر
انتصار الثورة السورية على
النظام الفاشي في دمشق وحلب ،
النظام الذي أوصلهم إلى هذه
الحال المؤلمة والمؤسفة
والمبكية وغير المحتملة ، هو
مايمثل الثمن الحقيقي
لتضحياتهم ، ولما آلت إليه
أحوالهم الصحية وبالتالي
الاجتماعية ، وهو ماسيجعلهم
ينسون كلمة مصابهم ، ويتذكرون
فقط أن الله قد نصرهم على
الظالمين ، وأنهم أصبحوا بعد
نصف قرن من العبودية أحراراً ،
تماماً كما أراد لهم عمر
الفاروق . 2.4 الأسرة
التي تعرفها كافة المجتمعات
البشرية ، والمكونة من الأب
والأم والأولاد ، لم تعد في
المجتمع السوري الذي تحكمه
وتتحكم به عائلة الأسد ، هي نفس
الأسرة التي عرفها ويعرفها
الإنسان منذ فجر التاريخ ، ولا
سيما بعد تفجر ثورة آذار 2011
المجيدة ، فالأسرة السورية باتت
ثلاثة أثلاث : ثلث للموت وثلث
للسجن ، وثلث لمخيمات اللاجئين
إما في تركيا أو في لبنان أو في
الأردن أو في العراق أوفي
الجزائر أوحتى داخل سوريا نفسها
!! بما يعنيه ذلك من شتات وعذاب
وجوع وعطش وبرد ، بل ويأس من بعض
الممارسات السياسة السورية
والعربية والإقليمية والدولية
، والنظر إلى كل من سمح بوصول
هذه الأسر الطيبة والمسالمة إلى
هذه الحالة المؤلمة والمؤسفة
والمبكية وغير المحتملة
وغيرالإنسانية التي وصلت إليها
، سواء أكان سوريا أو عربياً أو
أجنبيا ، باعتباره عدواً للثورة
السورية سواء أكان ذلك عن علم
منه أو عن غير علم ولابد أن يكون
خاضعاً للمساءلة والحساب بعد
سقوط نظام بشار الأسد ( قذافي
سورية ) ، إن لم يكن اليوم فغداً
وإن غداً لناظره قريب . 2.5 يمكن
إجمال مطالب من زرناهم والتقينا
بهم وسمعنا منهم وعنهم في تركيا
بالتالي : بالنسبة
للمقيمين في المخيمات من
النازحين واللاجئين : فإن
مطالبهم تتلخص في مطلبين
رئيسيين ، الأول هو الإسراع
بالعمل على إعادتهم إلى بيوتهم
التي هجروها في سورية طلباً
للنجاة بأرواحهم وأرواح من بقي
حياً من أولادهم ، والثاني هو أن
تقوم الجهات المعنية ، ولاسيما
الجهة المضيفة ، بتأمين الحد
الأدنى من وسائل العيش الكريم
لهم ، وأن تعاملهم المعاملة
الإنسانية التي يستحقونها . بالنسبة
الجرحى الذين يعالجون في
المستشفيات والمستوصفات : فإن
مطالبهم تتلخص ، بمزيد من
الرعاية الصحية التي يمكن أن
تخفف عنهم إعاقاتهم ومعاناتهم ،
وتعيد إليهم الأمل بالعودة إلى
حياتهم الطبيعية ، وهو مايعني
تطبيقياً معالجتهم من قبل أطباء
متخصصين ، سواء في البلد المضيف
، أو في أي مكان آخر . ومن جهة
أخرى فإن شعورهم بأن أسرهم التي
خلفوها وراءهم ، هي في مأمن من
الخوف والقتل والجوع ، يجعلهم
أكثر تقبلاً لظروفهم الجديدة ،
وأكثر قرباً من الأمل وبعداً عن
اليأس . بالنسبة
للجيش السوري الحر : فإن مطلبهم
الأساسي يتمثل بتأمين الأسلحة
المتطورة لهم ، وتأمين الحد
الأدنى لمعيشتهم ومعيشة أسرهم
التي تركوها خلفهم . إن سيطرتهم
على الأرض لاتمثل حماية لهم من
طيران بشار الأسد ، المروحي منه
والمجنح ، ولا من قصفه الصاروخي
عن بعد ، ولذلك فإنهم يؤكدون على
ضرورة تزويدهم بأسلحة حديثة
مضادة للطائرات ، وأسلحة فعّالة
مضادة للدبابات . 2.6 إن
ماينبغي ذكره وتوكيده هنا ،
وكحصيلة عامة لزيارتنا القصيرة
إلى إنطاكية ، ووقوفنا على جانب
من ظروف الفئات السورية الثلاثة
التي أشرنا إليها أعلاه ، هو
ارتفاع معنويات الجميع ،
وإصرارهم على المضي في ثورة
آذار حتى تحقيق هدفها الكبير في
إسقاط نظام عائلة الأسد ،
واستبداله بنظام وطني مدني
ديموقراطي تعددي يقوم على العدل
والمساواة ، ويحفظ لجميع أبناء
الشعب السوري الحرية والكرامة . 3. يوم
امس ( الأربعاء 15.08.2012 ) كنت أشاهد
عبر التلفاز ، ماجرى لمدينة
إعزاز من ريف حلب ، وكيف سوت
بيوتها قنابل بشارالأسد ( بل
قنابل روسيا وإيران وأمريكا
وأوربا وبان كيمون وكوفي عنان والجامعة
العربية ومؤتمرات المعارضة
السورية في الخارج والداخل ،
ومنظمات حقوق الإنسان ، ومنظمات
الصليب والهلال الأحمرين ) أقول
كيف سوت هذه القنابل الفراغية
مدينة عربية سورية بالأرض ،
وكيف دمرت بيوتها فوق رؤوس
ساكنيها ، من الأطفال والنساء
والشيوخ ، أمام بصر وبصيرة كل
هؤلاء الذين ذكرتهم ، هؤلاء
المتفرجين (إلاّ من مؤتمرات رفع
العتب والتصريحات التافهة ) على
دمائنا ، وعلى أشلاء أطفالنا ،
وعلى انتهاك حرماتنا ، من قبل من
فقد الشرف والكرامة والحميّة من
جيش بشار الأسد ، ومن حماة نظامه
المجرم ، والذين كنا نطلق عليهم
مجاملة وتعلقاً بالأمل " حماة
الديار!! " . إنني
لاأملك أمام هذا الهول الذي
رأيته يوم أمس في مدينة إعزاز
الأبيّة ، سوى أن أردد على مسامع
بشار الأسد ومناصري نظامه
المجرم ، من الشبيحة والمرتزقة
، قول الشاعر الجاهلي عمرو ابن
كلثوم : ألا
لايجهلن أحد علينا فنجهل
فوق جهل الجاهلينا ===================== ضربات
جوية ضخمة للنظام والعالم أمام
الاختبار الأخير وليد
فارس بعد
الضربة الجوية التي حصلت في ريف
حلب-منطقة اعزاز, وبعد عدة ضربات
في كل من الرستن وتلبيسة ومدينة
حمص, بات العالم يدرك تماماً نية
النظام في الأيام القادمة, وإن
مسؤولية كبيرة تقع على عاتق
العالم بعد تساهله في التعامل
مع كل الأحداث التي حصلت في ما
مضى في سورية. لقد
وجه السوريون على مدى عام وربع
الماضية نداءات استغاثة وصرخات
آلم وتحذيرات وأعطوا دلائل
وتوضيحات على إجرام هذا النظام,
وبعد أن وصل عدد شهداء سورية إلى
قرابة الخمسة وعشرين ألف شهيد(24923)
خلال ال(514)يوماً من عمر ثورة
الشعب السوري. واليوم
وبعد كل المؤشرات التي بين
يدينا على تحضير النظام لعمليات
أكبر وأوسع جواً وبراً عبر
صواريخ وطائرات مقاتلة يقوم
النظام: •
استنفار شامل لكل كبائن الكتائب
الصاروخية فرقة (24 + 26) بالإضافة
لمقري العمليات و الاعتماد على
الفرقة (20) قوى جوية لاستخدام (الميغ
23 + )25 و السوخوي لأول مرة للقصف
بالقذائف الثقيلة و تحديداً ريف
دمشق و حمص و ريفها تحديداً
الرستن و تلبيسة و القصير و
تلكلخ و الحولة و جوسية و بساتين
القصير و النيزارية و البويضة و
الغنطو و التركيز في حلب على
الحسم بكل قوى السلاح الثابت, و
إدلب و ريف حماة و تحديداً في
الطيبة و اللطامنة و قمحانة و
كفرزيتا و كفر روما و جبل
الأكراد في اللاذقية و سلمى. •
تحريك الفوج (14) و اللواء 81( + 65 + 21
) من الفرقة الثالثة في القطيفة
دبابات ت72 و عربات ب ت ر و سيارات
غاز 66 محملة بمدفعية 23 باتجاه
الشمال و رنكوس و دوما و الضمير
و حرستا و عربين و زملكا و حوش
عرب و يبرود و النبك و القسطل. فيدوهات
لقصف اعزاز يوم أمس جواً http://www.youtube.com/watch?v=d7gOHaaRGxk http://www.youtube.com/watch?v=xf73VgyVEgQ http://www.youtube.com/watch?v=tCOZeqcVKfc فيدو
من حي الخالدية لقصف بناء 10-8-2012 http://www.youtube.com/watch?v=02ckGov0bkU واليوم
يقف العالم أفراداً ومؤسسات
ودولاً أمام اختبار إنساني
للمرة الأخيرة في القضية
السورية. ====================== وانتصر
الشر في عقر دار المسلمين!! محمد
فاروق الإمام خيب
قادة المسلمين الذين اجتمعوا في
رحاب البيت العتيق رجاء الثكالى
والأيتام والأرامل وأنين
الجرحى وعذابات المفقودين
والمعتقلين والنازحين
والمهجرين الذين فاق عددهم
الملايين في خلال سبعة أشهر من
عمر ثورة السوريين على استبداد
وظلم حكامهم الساديين، ولما يجف
بعد دم الأطفال والنساء
والآمنين في بيوتهم بانتظار
مدفع الإفطار في مدينة اعزاز
المتاخمة للحدود السورية
التركية في شمال مدينة حلب،
التي تعرضت لقصف وحشي همجي من
الطيران الحربي لنظام الأسد
الفاشي، استخدم فيها قنابل
فراغية محرمة دولياً أدت إلى
تدمير حي كامل على رؤوس ساكنيه..
خيب هؤلاء الحكام رجاء
المظلومين والمقهورين
والمعذبين بما ختموا به بيانهم
الهزيل الذي أطلقوا عليه "ميثاق
مكة المكرمة الإسلامي" الذي
أكد فيه هؤلاء القادة على
تمسكهم بمبدأ عدم التدخل في
الشؤون الداخلية لدول منظمة
التعاون الإسلامي في أي ظرف
وتحت أي عنوان نزولاً عند ضغوط
إيران، بعد أن أيقنت طهران أن
قرار تجميد عضوية النظام السوري
في هذه المنظمة الإسلامية أمر
حتمي ومجمع عليه، وبذلك تكون
طهران قد حققت ما هو أهم من
تجميد العضوية، فتمسك هؤلاء
القادة بمبدأ عدم التدخل ينفي
عن إيران أي تدخل في سورية
ويجعلها في موقف مريح يبعد عنها
شبهة دعم النظام السوري بكل
أشكاله التسليحية واللوجستية
والمخابراتية والتدريبية، وحتى
انخراط الآلاف من عناصر الحرس
الثورة في مواجهة الثوار، وقد
تمكن الجيش السوري الحر – كما
شاهدنا عبر الشاشات الفضائية
المختلفة - من أسر العشرات من
هؤلاء الخبراء وأعضاء الحرس
الثوري الإيراني وهم متلبسون في
قتل السوريين، بما لدى بعضهم من
الخبرة في القنص الذي لا يفرق
بين طفل أو امرأة أو شيخ، وقد
أفتى لهم أئمتهم فعل ذلك دون أي
حرج بل وشجعوهم على ذلك، لأن في
قتلهم باعتقادهم هو الطريق
الأقصر إلى دخول الجنة. جاء
هذا البيان الختامي المخيب
لآمال السوريين في إنصافهم من
عدو غاشم مجرم أوغل في دمائهم
حتى الركب، دون أن تحرك هذه
الدماء ضمير كل من حولهم من قريب
أو بعيد لا من منطلق إنساني أو
أخلاقي أو ديني أو قيمي، فقد
تبلدت الأحاسيس وخوت النفوس من
كل أشكال القيم ومات فيها
الضمير وانعدم الحس الإنساني. ومن
المحزن أن قادة العالم الإسلامي
وهم الأجدر في تحمل المسؤولية
والأحق في تنفيذ أوامر النبي
محمد صلى الله عليه وسلم القائل:
"انصر أخاك ظالماً أو مظلوما"،
قيل: ننصره مظلوماً فكيف ننصره
ظالماً. قال عليه الصلاة
والسلام: "الأخذ على يده"،
أي منعه من الظلم، أو كما قال
عليه الصلاة والسلام. وهذا جبار
سورية ومجرمها وقد تمادى في قتل
السوريين والتغول في دمائهم
لأكثر من سبعة عشر شهراً راح
فيها ما يزيد على 22 ألف شهيد
وأضعافهم من الجرحى والمفقودين
والمعتقلين والنازحين
والمهجرين، ألا يكفي كل هذا
العدد المهول من أن يأخذ حكام
المسلمين على يد هذا القاتل
المجرم، ويوقفوا حمام الدم
اليومي الذي يفجره من أجساد
أطفال سورية ونسائهم وشيوخهم
والمدنيين في طول البلاد
وعرضها؟! ألم
يسمع هؤلاء الحكام تصريحات
واشنطن بأن "إيران تجهز
ميليشيات مقاتلة لمساعدة بشار
الأسد على ذبح أطفال سورية
وانتهاك أعراض حرائرها"؟! ألم
يسمع هؤلاء الحكام الشهادة
الموثقة التي عرضها الجيش
السوري الحر للقناص "الحزبللاوي"،
واعترافه بأنه دخل إلى سورية مع
1500 قناص محترف وتوزعوا في معظم
المدن والبلدات السورية
ليقوموا بقنص الأطفال والنساء
وكل ما يتحرك أمام ناظرهم؟! ألم
يسمع هؤلاء الحكام نشرات
الأخبار وهي تنقل خبر عبور
السفن الإيرانية لقناة السويس
متوجهة إلى ميناء طرطوس وهي
تحمل كل صنوف الأسلحة والذخائر
لتزود بها نظام القتلة في دمشق؟! ألم
يشاهد هؤلاء الحكام الأساطيل
الروسية وهي تمخر عباب المتوسط
إلى ميناء طرطوس وعلى متنها
أحدث ما أنتجته الترسانة
العسكرية الروسية من أسلحة
القتل ومعدات التخريب، عزَّ على
العرب الحصول عليها في كل
حروبهم مع العدو الصهيوني، تزود
بها النظام المجرم في دمشق،
إضافة إلى كل ما لديه من أسلحة
فتاكة دفع ثمنها من جهد وعرق ودم
السوريين ليقتلوا ويذبحوا بها؟! ألم
يتمعر وجه هؤلاء الحكام من
الفيتو الروسي الذي حال ويحول
حتى من إصدار قرار من مجلس الأمن
يندد بجرائم الأسد وبوائقه؟! أليس
من المعيب والمخزي أن ينهي
هؤلاء القادة مؤتمرهم في كنف
البيت العتيق، الذي شهد ولادة
"حلف الفضول" لكفار قريش من
أجل إنصاف المظلوم والأخذ على
يد الظالم، ويختموا مؤتمرهم هذا
ببيان يفتقر إلى ما فعله كفار
قريش قبل البعثة، وقد قال عليه
الصلاة والسلام: "تمنيت لو
كنت ممن شارك في حلف الفضول"،
ويقروا ما ذهب إليه الروس
والإيرانيون الذين يغوصون حتى
الحلقوم في دعم الأسد ومساندته،
دون أن يعتبرهم هؤلاء القادة
متدخلون في الشأن السوري
الداخلي وأنهم بالتالي ليسو
أجانب ولا غرباء؟! ورحم
الله شاعرنا الذي قال: ولكن
قومي وإن كانوا ذوي عدد ليسوا
من الشر في شيء وإن هانا يجزون
من ظلم أهل الظلم مغفرة ومن
إساءة أهل السوء إحسانا ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |