ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
التغير
الاجتماعي بين الإصلاح والثورة
.. الحالة السورية نموذجاً د.
محمد أحمد الزعبي في
تحديد معنى ومضمون مفهومي :
الإصلاح Reform
والثورة Revolution
لابد من الإشارة إلى الطابع
النسبي للمفاهيم عموماً ،
وللمفاهيم الاجتماعية على وجه
الخصوص ، والتي يأخذ مضمونها
عادة طابعاً خاصّاً ، سواء من
حيث البعد الزماني ، أو
الأيديولوجي . فما كان يعتبر قبل
ألف عام " ثورة " ، قد
لايعني اليوم أكثر من مجرد
إصلاح عادي ، وما تعتبره فئة
اجتماعية أو سياسية ما "إصلاحاً
" ، يمكن أن تعتبره فئة أخرى
معارضة لها " ثورة " . إن مثل
هذا التداخل والتشابك والتناقض
بين المفاهيم ولا سيما
الاجتماعية منها ، لايعفي
المعنيين والمختصّين ، من
محاولة فك الإشتباك والتداخل
بين هذه المفاهيم (الاجتماعية
خاصة) ومحاولة تحديد مضامينها .
فالكلمات ( اللغة ) لابد وأن تكون
مشحونة ومسكونة بالمعاني ، سواء
اليوم أو غداً أو قبل ألف عام . 1. يعني
مفهوم " الإصلاح " لغوياً :
رتق وترميم ماهو موجود بالفعل ،
بغية تصحيحه ، أو تحسينه ، أو
منع انهياره . إنه مجرد تعديل في
التفاصيل ، أو قضاء على خطأ ، أو
تحسين في الأداء ، أي أنه تعديل
غير جذري في شكل الحكم ، أو
العلاقات الإجتماعية . وإذا
ماستخدمنا مصطلحات المنهج
الجدلي ،للتفريق بين مفهومي
الإصلاح والثورة ، فإن "
الإصلاحي " هو الشخص الذي يرى
، أنه يمكن الوصول إلى السعادة
والرفاه الاقتصادي والاجتماعي
، عن طريق تراكم الاصلاحات
الجزئية ، أي عن طريق " التدرج
الكمّي" ، ودون أن تكون هناك
حاجة إلى قطع هذا التدرج ،
وبالتالي إلى " الطفرة
الثورية " . إن الإصلاحي بهذا
المعنى ، يقبل بنصف قانون تحول
التراكمات الكمية إلى حالة
نوعية جديدة (التراكمات الكمّة )،
ويرفض نصفه الآخر( تحول هذه
التراكمات إلى شيء جديد نوعيّاً
) . هذا مع العلم أن الحس الشعبي
العام ، عادة مايعبر عن مضمون
هذا القانون بالقول" لقد طفح
الكيل" و" القشة التي قصمت
ظهر البعير " و " الصبر له
حدود " ...الخ ، أي أن
التراكمات الكمية ، وفق هذه
الأقوال الشعبية ، لم تعد تجدي
نفعاً ، ولابد من التغيير
النوعي أي عمليّاً " الثورة
" . أما
مفهوم" الثورة " فيعني
لغويّاً : " الاندفاع الناجم
عن تجمع أو اختزان الطاقة /
القوة ، حيث يقال : ثار البركان ،
وثار الرجل و ثارت الجماهير ،
كما ويقال في حالة العواصف
والفيضانات و والتسونامي إنه
" غضب / ثورة الطبيعة ". أما
المعنى السوسيولوجي لمفهوم
الثورة ، فإنه يشير إلى التغيير
الشامل والكامل ، المتمثل في
رفض جذري وتام للأشكال
والصورالاجتماعية الشائخة
والمتعفنة والمتيبسة القائمة ،
أي إزالتها بالفعل الثوري ،
بدلاً من إضاعة الوقت في محاولة
غيرمجدية لترميمها وإصلاحها
وتقويم اعوجاجها ،أي ينبغي
تطبيقياً
تبديل النظام المهترئ
القائم ، بنظام جديد ، يختلف عنه
شكلاَ ومضموناً ، وهو مايعني
إحداث تبدلات ثورية عميقة
وجذرية في حياة المجتمع
الاقتصادية والسياسية
والثقافية والاجتماعية . هذا مع
العلم ، إ نه لايجوز " اللعب
بالثورة وبالانتفاضة المسلحة
أو استعجالهما ... ذلك أن الثورة
مستحيلة بدون أزمة قومية عامة ،
تلف جميع طبقات الشعب ، وتوقع
الارتباك واليأس والهلع في صفوف
الطبقة المستغلًة ( بكسر الغين )
، وتؤذن بدنو ساعة الإنفجار "
( أنظر : محمد الزعبي ، التغير
الاجتماعي بين علم الاجتماع
البرجوازي وعلم الاجتماع
الاشتراكي ، الطبعة الرابعة ،
بيروت 1991 ، ص 123
136 ) . 2. وبالانتقال
إلى الحراك الشعبي والجماهيري
الذي يجري في سورية منذ منتصف
آذار2011 وحتى هذه اللحظة ( 26.08.2012)
، فإنه ، سواء أطلقنا عليه إسم
ثورة (Revolution) أو انتفاضة (Aufstand)
أو حتى تمرداً ( Rebillion) ، وسواء أكان
هذا الحراك مسلّحاً أم سلميّاً
، فإنما يدخل في إطارموقف الشعب
السوري المشروع ، من نظام حافظ
الأسد ، الشمولي
الدكتاتوري ، المتواطئ مع
العدو المحتل لكل من فلسطين
وهضبة الجولان السورية ، والذي (
نظام الأب ) ورّثه بعجره وبجره
لولده بشار، الديكتاتور الحالي
الذي يقود هو وأخيه ماهر
وأسرتهما حرب الإبادة ،
والتطهيرالطائفي والعرقي في
سورية منذ سبعة عشر
شهراً!!. هذا وتتمثل الأسباب
البعيدة والعميقة والمشروعة ،
لرفض الشعب السوري لنظام عائلة
الأسد ، بصورة أساسية ، من وجهة
نظرنا ، ب : هيمنة
حافظ الأسد ، وبغطاء أيديولوجي
من بعض المرتزقة والمنتفعين
والشبيحة ، من عسكريين ومدنيين
، يساريين ويمينيين ،عام 1970على
كل من " مثّلث " الجيش
والحزب والحكم في سورية ،
وإقامته نظاماً شمولياً
ديكتاتورياً عسكرياً ( بالتعاون
والتفاهم مع بعض القوى والدول
العربية والأجنبية) ، وهو أي
النظام الشمولي الدكتاتوري
ما ورثه عام 2000 لولده بشار،
الذي تابع طريق ( ٍ ( Streetوطريقة
( Method
) أبيه في استمرارهيمنة هذه
العائلة ، على مثلث الجيش
والحزب والحكم ، وهو مالمسناه
ونلمسه في وطننا الحبيب سورية ،
ومنذ انفجرت ثورة آذار المجيدة
في منتصف شهر آذار 2011 ، لمس اليد
.
انقلاب بشار الأسد على ربيع
دمشق ،بعد حوالي ستة أشهر من
خطاب القسم بتاريخ 17.7.2000 وزجه
لعدد من رواد هذا الربيع من
الذين صدقوا ماورد في هذا
الخطاب من " إن الفكر
الديموقراطي يستند إلى قبول
الرأي " ، في غياهب السجن .
وهكذا تكشف ( الرئيس الشاب وطبيب
العيون !!) ، عن دكتاتورأعمى مصاب
بمرض العظمة ، يجمع في شخصيته
المريضة ، بين نيرون وهولاكو
وأودولف هتلر وأبيه حافظ الأسد
في آن واحد ، تلك الشخصية التي
كانت ، وما زالت ، و بسبب هذه
الحالة المرضية ، تطرب لتصفيق
المرتزقة والتافهين الذين
وظفتهم أجهزته الأمنية أعضاءً
في مجلسي الدمى ( السابق والحالي
) ، وتطلق تلك الضحكة المميزة
المعروفة ، تدليلا عن رضى وقبول"
سيادته " لهذا التصفيق !!. نعم
لقد تحول ربيع دمشق إلى شتاء
بارد وجاف على يدي بشار الأسد ،
وذلك قبل أن يجف حبر خطاب القسم
، وذهبت أدراج الرياح كافة
المحاولات المخلصة ( بيان ال99 ،
بيان الألف ، بيان المحامين
السوريين ،بيان ال 185 لمثقفي
الخارج تأييداً لبيانات الداخل
، بيان المثقفين اللبنانيين
تأييداً لبياني ال99 ،أدبيات
المعارضة المختلفة في الداخل
والخارج ، ... الخ ) ، والتي كانت
تدور جميعها حول مطلب أساسي
واحد ، يتمثل في رفع حالة
الطوارئ ، وبالتالي ، إطلاق
الحريات العامة ، والإفراج عن
المعتقلين السياسيين ، الذين
كان عددهم مايزال في إطار
الألوف ، وليس مئات الألوف كما
هي الحال اليوم . رفضه
تلبية المطالب المشروعة للشارع
السوري ، والتي جسدها شعار
الحراك السلمي في كافة
المحافظات السورية ، ألا وهو
شعار : الحرية والكرامة ، والذي
كان يعني تطبيقياً ، المطالبة
بالتغيير الجذري والجوهري في
بنية وفي ممارسات النظام ، على
طريق الانتقال من الحكم
الديكتاتوري العسكري الشمولي
الأمني ، إلى حكم ديموقراطي
مدني تعددي وتداولي ، قائم على
مبدأ " المواطنة المتساوية
" في الحقوق والواجبات
المحددة بالدستوروالقانون ،
ومنبثق من صندوق الاقتراع
النزيه والشفاف . إن تفسيرنا
لموقف النظام السلبي من مطالب
ثورة آذارالمشروعة هو
من وجهة نظرنا
الآتي : بما
أنه قد وصل إلى السلطة وراثة عن
أبيه ، وبما أن أباه قد استولى
على السلطة بالمدفع والدبابة
والطائرة ، وليس عن طريق صندوق
الاقتراع ، وبما أن ماأخذ
بالقوة لايمكن المحافظة عليه
إلاّ القوة ، فقد رفض بشار
المطالب المشروعة (باعترافه)
التي كتبها بداية بعض أطفال
درعا على جدران مدرستهم
الابتدائية ، ثم تبناها آباء
وأمهات هؤلاء الطفال ، وأصبحت
لاحقاً شعاراً عاماً لثورة آذار
السورية في كل مكان ، والتي
تتلخص بالحرية والكرامة ، ذلك
أن المضمون الحقيقي لهذين
المطلبين البسيطين ، إنما
يتماهى حسب
عائلة الأسد
مع شعار ميدان التحرير بمصر
: " الشعب يريد إسقاط النظام
" ، وهو مايرعب هذه العائلة
ويخيفها !!. نعم
لقد كان أمام بشار الأسد
إمكانية احتواء غضب المواطنين
السوريين المشروع ، ومعالجته
" سياسياً " ولكنه بدلاً من
ذلك ، سارع إلى خيار" الحل
الأمني " الذي بدأه يوم 18 آذار
2011 ، حين اطلق شبيحته الرصاص
الحي على المتظاهرين السلميين
في مدينة درعا ، وقتلوا خمسة
منهم ( أيهم الحريري ، حسام عياش
، رائد الكرد ، مؤمن المسالمة ،
محمود قطيش الجوابرة ) وكان هذا
بداية معركة الحرية والكرامة
التي انتقل أوارها من محافظة
درعا إلى كافة المحافظات
السورية ، حيث كان الجميع يئنون
تحت كابوس نظام عائلة الأسد
الذي تجاوزت ديكتاتوريته كل
الحدود ، وبات تغييره ، لا بل
إسقاطه ، بما هو نظام طائفي
وفاشي وديكتاتوري ،إنما يمثل
الممرالإجباري الوحيد للوصول
إلى نظام مدني وطني ديموقراطي
تعددي وتداولي ، يحقق للشعب
السوري ، وللمواطن السوري ،
وبالتالي لأطفال ونساء سورية ،
الحرية والكرامة والأمان .
يدعي بشار الأسد اليوم ،
ويطبل مرتزقته وشبيحته لهذا
الإدعاء ، أنه قد قام بتنفيذ كل
ماطالبت به المعارضة السورية في
الماضي والحاضر!! . بخٍ بخٍ
ياسيادة الوريث ، إن الإدعاء
بتنفيذ مطالب المعارضة ،
لاينسجم مع تدمير حرسكم
الجمهوري ، وفرقة أخيكم الرابعة
، وفرق أبناء عمومتكم الأخرى ،
لكافة المدن والقرى السورية ،
ولا مع قتلكم بالرصاص الحي ،
وذبحكم بالسكاكين والسيوف
لعشرات الألوف من رجال ونساء
وأطفال هذه المعارضة ، ولا على
إجبار صواريخك ، وطائراتك بكل
أنواعها ، الملايين من عوائل
هذه المعارضة ، على النجاة
بأرواحهم وأرواح أطفالهم ،
ولجوئهم إلى البلدان المجاورة ،
التي تستطيع حمايتهم من الموت
بالرصاص الحي ، ولكنها لاتستطيع
أن تؤمن لهم مافقدوه في وطنهم
وفي مدنهم وقراهم وبيوتهم 3. لقد
قارب عمر ثورة آذار 2011 العام
ونصف العام ، وبلغ عدد ضحياها
على يد نظام بشار الأسد وحماة
نظامه من عسكريين ومدنيين (
والمعروفين لدى الثوار جيداً )
مئات الألوف من الشهداء والجرحى
والمفقودين والمعتقلين ، وعدة
ملايين من المهجرين داخلياً
وخارجياً ، وما يزال المرء
لايلمح أي مؤشر حقيقي لنهاية
هذه المأساة الإنسانية المؤلمة
، ولهذه المجازروالمذابح
المرعبة ،التي يراها العالم
صباح مساء ، دون أن يقول قائلهم
لسفاح دمشق و بصوت عال وجاد أن
" توقف عن قتل الأطفال فوراً
وإلاّ ..." . ينقسم
الموقف العالمي ( العربي
والإقليمي والدولي ) حيال
الثورة الشعبية السورية إلى
قسمين ، بل إلى معسكرين ، واحد
يدعم النظام ( روسيا ، الصين ،
إيران و حزب الله ، بصورة أساسية
) وآخر يدعم شكلياً الثورة (
فرنسا وأوروبا عامة ،الولايات
المتحدة الأمريكية ، تركيا وبعض
الدول العربية، بصورة أساسية). واقع
الحال ، فإن هذا الانقسام
العالمي حول مايجري في سورية ،
إنما يتحدد بأمرين اثنين ،
الأول هو مصالح هذه الدول ، ولا
سيما الاقتصادية منها ، والثاني
هو دعم إسرائيل وحمايتها من
مفاجآت دول الربيع العربي
المحيطة بإسرائيل جغرافياً ،
ولا سيما مصر وسورية ، والذي
يبدو في بعض جوانبه ( أي الربيع
العربي ) خارجاً عن سيطرة الدول
الكبرى بشقيها الموالي
والمعادي للثورة السورية . وإذا
كانت الدول الصناعية الكبرى،
مختلفة على
مايبدو حول الأمر الأول (
المصالح الاقتصادية ) ، وهو
مايسمح بالكلام عن موقفين
متعارضين من الثورة السورية ،
فإنها أي
الدول الصناعية الكبرى
متفقة حول الأمر الثاني ، أي
حماية إسرائيل من مفاجآت الربيع
العربي ، ومنها ربيع دمشق ،
ولهذا السبب ، فإن المراقب
السياسي الفطن ، لايلاحظ
انزعاجا حقيقياً للولايات
المتحدة الأمريكية وأوروبا من
استخدام روسيا حق الفيتو في
مجلس الأمن ثلاث مرات متوالية ،
لصالح نظام بشار الأسد !! ، ولعل
هذا الموقف الضبابي الملتبس
لأمركا وأوروبا ،هو الذي يقف
وراء هتافات شباب ثورة آذار "
مالنا غيرك ياألله " ، معبرين
بذلك ، عن خيبة أملهم بالنظام
العالمي الجديد ، وعن معرفتهم
بخلفيات وأبعاد اللعبة الدولية
، لعبة إعطاء المهل والفرص
للنظام السوري ، لمتابعة مذابحه
ومجازره فى كافة المدن السورية
، ابتداء من درعا وانتهاء بدير
الزور ، الأمر الذي ستسقط معه
شرعية الجيش السوري في وعي وفي
ذهن المواطن السوري ، ويحول
مهمته التقليدية المعروفة ، من
حماية الوطن ، إلى حماية الوثن ،
ومن تحرير الجولان إلى تحرير
الحراك وعتمان !!. وبهذا يكون
النظام العالمي الجديد ، قد حقق
أهدافه الاستراتيجية الكبرى ،
المتمثلة من جهة ، في اقتسام
الكعكة السورية ، بل والمنطقة
كلها ، اقتصادياً ، ومن جهة أخرى
في دعم وحماية الكيان الصهيوني
سياسياً وعسكرياً ، وذلك على
غرار ماحصل بعد الحرب العالمية
الثانية ، ولكن هذه المرة ، على
حساب الشعب السوري ، والدم
السوري ، والطفل السوري ،
والمرأة السورية ، الأمر الذي
معه لم يبق أمام ثورة الحرية
والكرامة ، سوى متابعة النضال
مهما بلغت التضحيات ، ولو تحت
شعار " مالنا غيرك يالله " . 4. أمّا
بعد ، فإن كل
من رأى ويرى ، من المسؤولين
السوريين ، المدنيين
والعسكريين ، مجازر ومذابح
الأسر والأطفال ، التي نفذتها
وتنفذها بصورة يومية قوات
بشارالأسد وشبيحته في كافة
المدن والقرى السورية ، ولا
سيما مذابح الحولة ، القبير ،
تريمسة ، الحراك ، داعل ، جبل
الزاوية ، إعزاز ، وداريا ، الخ
...الخ ولم ينشق بعد عن هذا
النظام القاتل والمجرم ، فإننا
ننصحه ، بأن يذهب إلى أقرب مرآة
، وينظرفيها إلى وجهه بدقّة ، ثم
يعود ليخبرنا عمّا رآه في هذه
المرآة ، ونحن نعده بأننا لن
نبوح لأحد بما سنسمعه منه ،
وإنما سنكتفي بأن نقول له
ولأمثاله من المدنيين
والعسكريين ، سواء أكانوا
موالين أو صامتين أو متفرجين أو
عاجزين ، " ياحيف !!! " مع
الاعتذار لسميح شقير . ========================= ياأهل
الشام ماذا بعد الهجرتين ؟؟ رقية
القضاة يا أهل
الشام ،وأحرار الأمة ،أيها
الصابرون المرابطون ،تكبّرون
وأنتم تذبحون وتحرقون ،وتخجل
بطولاتكم جبين الجبناء
والمتخاذلين،كسهام من نار
وشواظ تنطلق تكبيراتكم لتحط في
نحور الجبابرة ،وترتد إليكم
عبقا من نصر وفخر وشهادة
،والنصر يا أهل البطولة صبر
ساعة ،ولكنّ ساعتكم طالت وامتدت
أياما وليالي ،وأمتكم تنتظر
الأمم المتفرجة لكي تتخذ قرارا
بنصرتكم ،كما انتظرت ذلك قبل
عقودا ،وأنتم تقتلون بيد الحاكم
الأب الهالك،وكما انتظرت قرنا
كاملا وهي ترى الاقصى يحرق
ويهدم حجرا حجرا،وأبناؤه
يشرّدون في أصقاع الأرض
،ويقتلون ويؤسرون ،ثمّ في غزّة
يحرقون ،فماذا تنتظرون ؟ أيها
الأحرار الطيّبون
،اثبتوا،واذكروا ما كان عليه
نبيّكم صلّى الله عليه وسلّم
يوم بدر وأحد والخندق ،ولقد كان
للأمة في نبيّها والذين اتّبعوه
أسوة حسنة،وهو يحمل كتاب ربّه
في صدره الشريف ،ويذود عن شرعه
وعقيدته بسيفه المنصور ،ويده
الطاهرة تمتد لتمسح عن وجه
الارض شقاء الجاهلية ،ليغير
بصبره وجهاده وتضحياته وجه
الارض ،ويحيي أمّة كانت ميتة
بين الأمم ،مهزومة في أبسط
مقوماتها ،فكانت استجابة
المؤمنين لنبيّهم وصبرهم على
الشدّة والعذاب والفقد والخوف
والجوع سببا لحياة أمة باكملها
وخيريتها حتى يرث الله الارض
ومن عليها. ياأهلنا
في الشام ،يا أسود الامة
الأصلاء،لا يغرنّكم استئساد
كلاب الباطنيّة ،وحقد ثعالبها
،فقد أوذي نبيّكم وحوصر وهجّر
من بلده هجرتين،فماذا بعد
الهجرتين ؟؟ وقد هجّرتم مرّتين
ان تقولوا ربّنا الله ،وقد كان
عليكم{ في دين طاغوت الشام }أن
تدينوا بالعبودية لأسد مغرور
مسعور، لكي تأمنوا على أرواحكم
وأعراضكم ،وما كان ليؤمنكم
عليها ولو فعلتم ،وحاشاكم أن
تفعلوا ولو عظمت التضحيات وجلّت
المصيبة ، فالشام مأرز الإيمان
ومعقل التوحيد وبوابة الفتح
،طريق الخلافة الراشدة إن شاء
الله يا
أهلنا في الشام ،خجلة منكم كل
الحرائر وهن لا يملكن لكم سوى
الدعاء ،وفي القلوب مرارة الحزن
المقيم ،وفي العيون أسى الدموع
المشفقات مما أحاق بكم ،وعزاؤنا
ان الله لا يعزب عنه مثقال ذرة
في السماوات ولا في الأرض ،يسمع
صرخات المظلومين ،ويرى قهر
المغلوبين ،وترتفع اليه ضراعة
القلوب الكليمة ،وحزنها يسحقها
،ولا تملك إلا بابه المشرع
للمتضرّعين المضطرين ،ياشام
للمضطر والقهور والمغلوب رب
لاينام ،قاهر فوق عباده ،{سبحانه
إذا قضى أمرا فإنّما يقول له كن
فيكون} يأيها
الاحباب الصابرون،النصر آت
بإذن الله الذي ينفذ أمره متى
أراد،وتذكروا عبرا مضت وقد
تجبرت الطغاة ،وغرّتهم قوّتهم
،وظلموا وعدوا على أهل الحق
وآذوهم،فما كانت نهاية الاقوام
من إرم وعاد ،وهم
الذين بنوا أشادوا أبدعوا ،مالم
يشد كل العباد ؟ أو ما
قرأتم سورة الفيل التي،جعلت
هلاك الأشرم ا لمشؤوم ذكرى
للعباد،؟ لما
أراد الله إهلاك الطغاة
المارقين، كن
،قال ربّ العرش فارتدت حضارتهم
رماد يا اهل
الشام الصابرين المصابرين
المرابطين ،وانتم تهجّرون
للمرة الثانية ،وتنتشرون عبقا
جميلا وأريجا شذيّا ،حيثما
حللتم أفاض علماؤكم بعلمهم
وفقههم على الأمّة ،وصدع دعاتكم
بدعوة الله بين الناس، ولم
تثنكم الغربة والرّحيل عن حمل
الخير لإخوانكم من المسلمين في
مشارق الأرض ومغاربها ، تذكّرنا
هجرتيكم في نصف قرن مضى بتلك
الهجرة الأولى إلى الحبشة وقد
فر المستضعفون بدينهم وأرواحهم
،وبالهجرة الثانية وقد يمّم
الضعفاء فيها نحو يثرب ،أملا في
غد أفضل للدين والحياة والأمة
الناشئة، فكان بعد ذلك نصر من
الله وفتح قريب ، وها
أنتم تحملون جراحاتكم
،وتتوزعون في ديار اهلكم
وجيرانكم المشفقين ،وهم يحتضون
آلامكم ،ويرتقبون فجر النصر
بإذن الله،وقد وقف العالم كلّه
يدّعي العجز عن مناصرتكم،ويرسل
المندوب تلو الآخر،والبعثة تلو
أختها ،وهم يعلمون سلفا أنّها
مجرّد ذرّ للرّماد في العيون
،ويوقنون حقّا بان مصلحة كل قوى
الشرّ والتآمر والصهينة
العالمية ،في بقاء أسدهم
المأفون الأشر جاثما على صدر
البلاد والعباد،وأنّ انتصاركم
يعني ارتقاء أحلام الأمة
،وانبعاثها من جديد ،فيحاولون
تأخير وعد الله لامة الإسلام
بالتمكين والأستاذية
والاستخلاف في الأرض قدر
استطاعتهم {والله متم نوره ولو
كره الكافرون } يا جند
الشام ماذا بعد الهجرتين ؟ ويا
أهل الشام ومهجّريها وشهداءها
ماذا بعد الهجرتين ؟ألا إن ما
بعدهما نصر من الله وفتح قريب إ
ن شاء الله ويشر الصابرين [أم
حسبتم ان تدخلوا الجنّة ولمّا
يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم
،مسّتهم البأساء
والضرّاءوزلزلوا حتّى يقول
الرسول والذين آمنوا معه متى
نصر الله ألا إنّ نصر الله قريب ] ========================= هل
يمضي الأخضر بمهمته الحمراء في
سورية ؟ م.
محمد حسن فقيه أثارت
تصريحات الأخضر الإبراهيمي
لوكالة رويترز ردود فعل غاضبة
وسط المعارضة السورية في الداخل
والخارج على عبارته : " إنه من
السابق لأوانه قول إن كان
الرئيس بشار الأسد يجب أن يتنحى."
. وفي
لقاء آخر مع قناة الجزيرة
للإستفسار عن هذا التصريح حاول
الأخضر تبرير تصريحه بطريقة
التوائية ، وعندما أعيد عليه
السؤال بشكل واضح وصريح لا مجال
فيه للإلتفاف والدوران احتد
وخرج عن طوره وامتنع عن الإجابة
وتهجم على قناة الجزيرة والمجلس
الوطني السوري الذي علق على
تصريحاته الاستفزازية ، ثم أنهى
مقابلته مع الجزيرة بطريقة
تفتقر الى أدب الحوار وأصول
الدبلوماسية في شخص أوكلت إليه
قضية تحتاج إلى محاور خبير
وسياسي محنك ودبلوماسي مخضرم . لقد
باءت محاولة سالفه كوفي عنان
بالفشل ، وتم خلالها إراقة الدم
السوري الذي سفح بغزارة على
كامل أرض سورية وترابها الطاهر،
بسبب الأفعال الإجرامية
والمجاز الطائفية الوحشية التي
نفذتها عصابات النظام وشبيحته
على مسمع العالم ونظره ، وأمام
كوفي عنان ومراقبيه الذين لم
يتمكنوا من إيقاف مجزرة واحدة ،
لا بل لم يسمح لهم بالدخول إلى
منطقة المجازر إلا بعد أيام من
ارتكابها حتى يتسنى لعصابات
الأسد محو آثار المجازر
والمذابح والتدمير والخراب
ومخلفات قصف الدبابات
والطائرات والمدافع لإخفاء
الأدلة من مسرح الجريمة ، ولم
يشفع لكوفي عنان وبعثته -
مساواتهم بين الجلاد والضحية
فحسب في كل مجزرة ترتكب - من
الاعتداءات المتكررة على
البعثة الأممية التي تستهدفها
وقافلاتها من قبل عصابات الأسد
وشبيحته بإسلوب إرهابي مبطن . كل هذا
يحدث وسط عجز دولي وموقف مخز
للأمم المتحدة أمام الشعوب
والتاريخ من الإنتهاكات
المتكررة والجرائم المرّوعة ضد
الانسانية في حق النساء
والأطفال والعزل من المدنيين ،
واختلافات عميقة ومتباينة قي
ظاهر الأمر بين الأعضاء
الدائمين في مجلس الأمن ، يشتم
من خلف ذلك رائحة نتنة تنبئ عن
توافق وتناغم على تلك المواقف
السلبية المخزية لتحقيق أهداف
سياسية مشبوهة ، تحركها أجندة
خفية يتم إخراجها أمام المجتمع
الدولي في مسرحية هزيلة يتم
فيها تبادل الأدوار بين
اللاعبين الكبار، أضحت مكشوفة
أمام الساسيين والمحللين لا بل
أمام جميع الشرفاء والأحرار من
أبناء الشعب السوري الذي عبّر
عن هذه القناعات خلال اللوحات
التي رفعوها في المظاهرات ، أو
عبر مواقع التواصل الإجتماعي (
الفيس بوك ) ، أو غيرها من وسائل
الإعلام الأخرى كالمقابلات
والتصريحات والمداخلات
والمقاطع التصويرية والتسجيلية
المرسلة . إن
هواجس المجتمع الدولي من مستقبل
سورية بعد رحيل الطاغية وأركان
نظامه المستبد الفاسد بدعوى
الفوضى وانتشار الجماعات
الإسلامية المتطرفة أمر مردود
على من يروج لذلك ، لا بل نؤكد أن
هذا التسويف والتخاذل
والمساواة بين الجلاد والضحية
ومنح الفرص المتكررة من المجتمع
الدولي لعصابات الأسد مرة بعد
مرة .... إن هذه التصرفات
المتخاذلة والتآمرية في كثر من
الأحيان على سورية كمقدرات وشعب
حر، هي التي تعقد المشهد الساسي
السوري وتولد ردات فعل غاضبة
بسبب اليأس والإحباط من المجتمع
الدولي وسياسته العرجاء في حل
الأزمة مما يساهم في تزكية
التطرف وتوسيع قاعدته . لقد
طلب الإبراهيمي قبل قبوله
باستلام المهمة الجديدة كمبعوث
للأمم المتحدة ،
بضمانات من الأمم المتحدة
وتوافق بين أعضائها الدائمين
على رؤية موحدة تجاه الأزمة
السورية ، وهذا الأمر لو تم فعلا
ممكن أن يكون مفتاحا لحل حقيقي
للأزمة . والسؤال
هل سيقبل الإبراهيمي بالتكليف
أم سيعتذر؟ وإن
قبل بذلك كما تشير جميع الأنباء
والتحركات ، فهل حصل على
الضمانات وتوحيد الرؤى
والتوافق في مجلس الأمن وبين
الأعضاء الدائمين تحديدا ؟ وهل
حصل على صلاحيات حقيقية تتجاوز
الشجب والإدانة وتتمكن من لجم
العنف وردع الظالم وإيقاف شلال
الدماء المتفجر في جميع أنحاء
سورية ؟ . إن لم
يكن الإبراهيمي قد حصل على ذلك ،
فهو يسير في دائرة مفرغة ويكرر
تمثيليات أسلافه الهزيلة ويقدم
فرصا جديدة لنظام طاغية مجرم ،
ليستمر في مجازره ويشرعن له سفح
الدم السوري وانتهاكاته ضد
الانسانية ، وسيفضح الشرفاء
والأحرار من أبناء الشعب السوري
تصرفاته ، ويرفعون لوحاتهم في
وجهه بإدانته وإسقاطه ، كما
رفعوها ضد عنان والدابي وفضحوا
مواقفهم السلبية المخزية ،
وسيسجل اسمه ملطخا بالعار متهما
بالتآمر مع المجرمين والقتلة ضد
دماء الشعب السوري . .... إن
كان كذلك فالأفضل للإبراهيمي أن
يتحلى بالشجاعة ويرفض هذا
التكليف الذي قد ينتهي
بالكثيرمن الضحايا والدماء
البريئة التي تسفح كل يوم على
أرض سورية من أحرار أبنائها
ونسائها وأطفالها . قبل
مهلة مراقبي الجامعة العربية
بزعامة الدابي كان أعداد ضحايا
الشهداء يوميا بين العشرين
والثلاثين فقفز خلال المهلة إلى
ما فوق الخمسين ، فلما أتى كوفي
عنان بمهلته قفز العدد إلى ما
فوق المائة ، فلم فشلت مهمته
المزعومة ارتفع العدد الى قريب
المائتين يوميا في المرحلة
الانتقالية ، حتى إذا طرحت
المهلة الإبراهيمية الخضراء
قفز العدد فوق المائتين بل تعدى
بعض الأيام الأربعمائة شهيد ،
وتعددت المجازر اليومية على
كامل أرض سورية واستخدم الطاغية
وعصاباته المجرمة ضد المدنيين
العزل القصف بالطائرات الحربية
بعد أن كان مقتصرا على الدبابات
والصواريخ والمدافع والطائرات
السمتية والهيلوكوبتر فقط !!! . إن
المهمة الموكلة للإبراهيمي في
المصطلح السياسي مهمة قذرة بكل
المعايير ، لا يستطيع الخروج
منها وتجاوزها إلا سياسي محنك ،
يضبط حساباته بدقة ويتصرف بحكمة
ويفرض شروطه اللازمة لإنجاحها
قبل قبولها ، وإلاّ فقد رضي وحكم
على نفسه سلفا بتلويث يديه
بقذارتها لتنعكس تلك القذارة
على مهمته فتحكم عليه بالفشل
ويسجل فيها أحرار سورية اسمه في
القائمة السوداء والمتآمرين
على ثورة الحرية والكرامة التي
سيدروسونها لأجيالهم الصاعدة
بعد تحريرها من نير الطغاة
والمجرمين القتلة ، ويصبح اسمه
سبّة في أدبيات ثورة الحرية
والكرامة السورية ، ونقطة سوداء
في تاريخ البشرية وعارا على
الانسانية ، طال الزمن أم قصر ....
ساهم الإبراهيمي في حلها أم لم
يساهم .... قبل بذلك المجتمع
الدولي أم رفض ... أرادت ذلك
الأمم المتحدة أم لم ترد ذلك ...
رضي العالم كله بذلك أم سخط ...
شاء من شاء وأبى من أبى ؟ . ======================= رسالة
من فلسطيني إلى لاجئ سوري إبراهيم
جابر إبراهيم قد
تُضيعك أمّك في الحقول«التركية»،
وسيكون مُضحكاً أن يقول لاجئ
في معرِض حديثه لاحقاً
أنه قد ضاع! وحده
الذي كان يعرف وجهته، هو الذي
يضيعُ يا صديقي، وأنت وجهتك
كانت مُجرّد النجاة من الموت،
وها أنت لم تمت على كل الأحوال! ولا
تَخف، فكلّ شيءٍ في البيت،
هناك، سيظلّ على حالِه، أواني
المطبخ، ألعاب الأولاد، الشجرة
العاقر خلف النافذة.. كلّ شيءٍ
سيظلّ على حالِه، لكن عليك
بدءاً من هذا الصباح أن تعتاد
أشياءك الجديدة: أنت الآن رقمٌ
في سجلات اللاجئين، وفي نشرات
الأخبار، وفي اجتماعات اللجان
ومساعي الوفود، وفي قصائد
الشعراء الذين يستفيدون من قتلى
المعارك أكثر مما يستفيد عُمّال
المقابر! ستكون
الخيمة مزعجة في الليلة الأولى،
ثم في السنة الأولى، بعد ذلك
ستصير ودودةً كواحدٍ من
العائلة، لكن حاذر أن تقع في
حبها، كما فعلنا! لا
تبتهج إن رأيتهم يقيمون لكم
مركزاً صحياً، أو مدرسةً
ابتدائية، هذا خبرٌ غير سارّ
أبداً! وإيّاك
أن تتورط بمطالبات غبية مثل
بناء بيوت بسيطة بدل الخيام، أو
بخطوط مياه وكهرباء، ذلك يعني
انك بدأت تتعايش.. وهنا مَقتلُ
اللاجئ، وهنا أيضاً مَقبرته! انتبه
دائماً أن لا تترك غضبك في
الخيمة حين تخرج، كُن غاضباً
دائما، غضبك هو الذي سيجعلك
حيّا، غضبك مَعدات بقائك، وإن
استرحتَ يوماً فهذا يعني أنك لم
تعد تلهثُ باتجاه "العودة"! ولا
تُدرّب أولادك على الصبر، الصبر
حيلة العاجز، وذريعة مَن
تَخلّى، واللاجئ يموت إن لم
ينظر خلفه مرّتين في اللحظة
الواحدة. أنت
لستَ ابن «هناك»، تَذَكّر هذا
دائما، أنت لك «هنا» جميل ولا
يُخان .. لا تنم ليلةً دون أن
تُعدّد محاسنه لأطفالك، واقرأ
عليهم كيف مات الناس، وكيف
ذُبحوا على شاشات التلفزيون
لأنهم لم يُصفّقوا للخِطاب، وقل
لهم أنك تنام بين أشجارٍ غريبة،
لأنك لم تشأ أن تُلدغَ من جُحر
واحدٍ مَرّتين! سيبيعك
الناس لبعضهم، تلك هواية
السياسيين، وسيجيئك المتضامنون
من كل البلاد، ستصير أنتَ
شعارهم الانتخابي، ويتقربون بك
إلى الله، وستزداد همّة الناس
في تفقّدك في «رمضان» وفي
الأعياد والمناسبات الدينية! والبعض
سيصوّر أطفالك منهكين وجائعين
لمجرد أن يحصل على مكافأة من
رئيس التحرير أو مدير المحطّة،
وزوجتك النائمة الآن في الظلّ
قد تكون موضوعاً لصورةٍ تفوز
بجائزةٍ دولية! تلك
حياتك الجديدة: سينشب حبٌ في
الخيام، ويولد رَسّامٌ موهوب،
وسيولد أيضاً عميلٌ وعاهرة،
وسيولد فدائي مهنته أن يصنع (من
جزمةٍ أُفقا!( ستتعلّمون
لغات جديدة، ومشاعر جديدة،
وستنشأ علاقةٌ مُلتبسةٌ مع
المنفى، وقد تشعر في ليلةٍ
ماكرةٍ بأنه لا ينقصهُ شيء
ليكون كافياً كوطن.. لكنك سرعان
ما ستنتبه: الأشجار هنا لا تخضرّ
كما يجب، والملح ليس مالحا،
والذين ماتوا لن يغفروا لي،
وتعود تنظر للوراء مرّتين! وهنا
سيتقدمُ ابنك الذي صار رجلاً
دون أن تنتبه ليحمل عنك الذاكرة..
ليحمل حُلمك الذي أنقض ظهرك! ربما
يا صديقي أن الأمر سيبدو
مُعقّداً في البداية، لكنّه
واضحٌ: أنت «هناك» لأن ال«هنا»
متوعكة، وقد يطول غيابك ليلتين،
لكنك لستَ في رحلةٍ للبحث عن
هويّة جديدة، ولن تُفكّر حتماً
في مدّ سلك كهرباء الى الخيمة..
تلك خطيئتنا نحن، حين قُلنا:
الخيمة ضيّقةٌ ونحتاج خيمتين
إضافيتين! يا
صديقي لا تُفكّر في الأمر إلا
وأنت تنظرُ خلفك، وتذكر أيضاً
أنك أدرتَ خدّك الأيسر مرّتين،
أيّ خدّ ستدير الآن؟! واسمعني،
فأنا أفوقك خبرة ب63 عاماً في هذه
«المهنة»: لا تلتقط الصور
التذكارية مع سفراء النوايا
الحسنة، ولا تشكو لهم حرارة
الطقس أو من الحصى في الخبز،
وحاذر أن تطالب بخيمةٍ أفضل،
ليس ثمة خيمة أفضل من خيمة، وقل
لهم أن مشكلتك ليست عاطفية ولن
تحلّها زيارة "أنجلينا جولي". __________ تعليق
من زهير سالم : للعلم
يا عزيزي نحن شركاؤكم في الغربة
بنصف المدة نحن لاجئون بلا حقوق
اللجوء منذ ثلاثة وثلاثين عاما
عندما يحصل أحدنا على لقب لاجئ
يتلقى التهاني كنتم أنتم
المحظوظون كانت سكين جزاركم
أنعم كانت شفرته محدودة أما نحن
فجزارنا ما أحد شفرة ولا أراح
ذبيحة .. انتم
فزتم بالأونروا نحن لا ..لقد
تعلموا الدرس فلم يقعوا بنفس
الخطيئة نحن لاجئون بلا خيام
ولا بطاقات ولا كروت إغاثة ولا
شيء يسمح لنا بالتنقل وقضيتنا
لم تصبح قضية الأمة المركزية .. يصرخ
أحدهم يجب أن ندعم الجزار من اجل
فلسطين في يوم آخر ينادي رجل آخر
احذروا ادعموا الجزار لا يحترق
لبنان ..لا يحترق العراق ..لا
يحترق العالم .لا يختل نظام
المجرة الجزار يؤكد لهم أنه
قادر على ذلك وهم يحبون أن
يصدقوه .. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |