ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مصر
وسوريا... الأفعال بعد الأقوال!! حسام
مقلد * شعر
بعض الأخوة الإسلاميين في بلاد
الشام بالمرارة والأسى من مواقف
إخوانهم الإسلاميين في عالمنا
العربي والإسلامي تجاه الثورة
السورية، وخصوصا إسلاميي دول
الربيع العربي، وتحديدا
الإسلاميين في مصر، وفي مقدمتهم
(الإخوان المسلمون) وظن إسلاميو
سوريا الحبيبة أن إخوانهم
خذلوهم وأن ما استجد لهم من
مصالحهم الخاصة المحدودة
والضيقة شغلهم عن المصلحة
العامة للأمة الإسلامية،
وسوريا في القلب منها!! وأتفهم
جيدا هذه المشاعر السلبية
الغاضبة التي سيطرت على الإخوة
الكرام في سوريا العزيزة،
والحقيقة أنهم معذورون تماما
فيها؛ لأن أغلب ردود أفعال
الشعوب العربية وخاصة
الإسلاميين تجاه الثورة
السورية المظفرة كانت مخيبة
للآمال، أو على الأقل لم تكن على
المستوى المطلوب من التعاطف
والنصرة الفعالة وفاءً بحق
إخوانهم المستضعفين من الشعب
السوري الأبي. ومع
ذلك فعلى الإخوة الكرام في
سوريا أن يلتمسوا الأعذار
لإخوانهم في مصر وغيرها ويظنوا
بهم خيرا، وأن يثقوا تماما أن
سوريا الحبيبة في قلوب جميع
إخوانهم من العرب والمسلمين،
ولا يمكن أن يخذلوهم أبدا،
وليدركوا أن هناك عدة أسباب
مهمة ساهمت فيما نلاحظه من ضعف
المساندة للثورة السورية، من
بينها: 1.
نجاح الدعاية الإعلامية
لنظام الأسد الدموي القمعي في
تسويق نفسه على أنه نظام مقاوم
للصهيونية والعربدة الغربية في
المنطقة العربية. 2.
تضليل نظام الأسد للرأي
العام العربي، وإيهامه بأنه
يدعم حركة حماس والجهاد
الإسلامي في فلسطين. 3.
التباس الوضع في سوريا
وغموضه على الكثيرين بسبب خداع
لغة الخطاب القومي العربي الذي
يتبناها النظام السوري منذ عقود
طويلة. 4.
انشغال الإسلاميين في
العالم العربي بهمومهم الخاصة
والتحديات الشرسة التي تحيط بهم
من كل جانب. 5.
عدم اكتمال ثورات الربيع
العربي حتى الآن، وتعرضها
للعديد من المؤامرات الخطيرة في
الداخل والخارج. 6.
انقسام المعارضة السورية
على نفسها، وتأخرها في تبني
خطاب موحد، وعدم قدرتها حتى
الآن على طمأنة القوى الإقليمية
والدولية على مصالحها. 7.
وجود مخاوف حقيقية لدى
الكثيرين من وقوع سوريا لا قدر
الله في أتون الحرب الأهلية. 8.
الحذر والخوف الشديد من
سقوط الدولة السورية ذاتها
وتفكُّكِها قبل سقوط نظام الأسد
الفاجر، وتعرض الوطن السوري
نفسه للتشظِّي والانقسام. 9.
تعقد الوضع السوري بسبب
كثرة الطوائف، والخوف من انهيار
التماسك الهش لفسيفساء المجتمع
السوري، وانزلاق السوريين لا
قدر الله لصراع طائفي لا تحمد
عقباه. 10.
الخوف من انفجار الأزمة
السورية و امتداد لهيبها إلى
الإقليم برمته، الأمر الذي يهدد
باندلاع حروب مدمرة في المنطقة،
واشتعال فتن مذهبية لا تنتهي...!! وقد
بدد خطاب الرئيس الدكتور محمد
مرسي الرائع والموفق في قمة دول
عدم الانحياز في طهران مخاوف
الثوار السوريين، فقد أعلن
بوضوح تام وقوف مصر شعبا وحكومة
وقيادة إلى أجانب أشقائهم
السوريين، وشدد على ضرورة
الحفاظ على سوريا دولة قوية
موحدة، يتمتع فيها جميع
السوريين بالحرية والعدالة
والكرامة الإنسانية، كما رفض
بقوة وحزم أي تدخل خارجي في
سوريا حمايةً لوحدة الوطن
السوري وحفاظاً عليه من
الاستقطاب الإقليمي، والسقوط
ضحية صراع المصالح الدائر في
المنطقة...!! ولا شك
أن الثورة السورية المنصورة
بإذن الله تعالى قد اكتسبت بشكل
رسمي بعد خطاب مرسي الواضح
والحازم حليفاً قويًّا هو مصر،
وقد أثلجت كلمات مرسي صدور
الجميع من ثوريين وقوميين
وإسلاميين (سلفيين وإخوان) وبقي
الآن ترجمة هذه الأقوال إلى
أفعال ناجزة في أرض الواقع. وحتى
لا نحمِّل رئيسنا المحبوب
الدكتور محمد مرسي ما لا يطيق،
أو نكلِّفه بما لا يُحتَمل فعلى
جميع القوى تحمُّل مسئوليتها،
على الأفراد والجماعات
والأحزاب القيام بدورها في نصرة
الشعب السوري الشقيق، ولو
بالدعاء له وهذا أضعف الإيمان،
وعلى الكُتَّاب والمثقفين
المساهمة الجادة في دعم ومساندة
الثورة السورية بطرح المبادرات
والاجتهاد في تقديم المقترحات
الجادة والبناءة، لعل الله
تعالى يفتح على بعضنا بشيء مفيد
ينفع أشقاءنا السوريين، ويحفظ
بلاد الشام من الخطر المحدق بهم
ومما لا تحمد عقباه، وفي هذا
الصدد أقترح الآتي: 1.
تفعيل المبادرة المصرية
الرباعية فورا للتدخل السريع
لحلحلة الأزمة السورية، والبحث
لها عن حلول عملية سريعة توقف
نزيف الدم السوري بأسرع وقت
ممكن. 2.
دعوة كافة المنظمات الدولية
المختلفة للتحرك العملي العاجل
لإنقاذ السوريين من المجازر
البشعة التي تودي بحياة المئات
منهم يوميا. 3.
التنسيق مع تركيا والأطراف
الفاعلة الأخرى للإسراع في
إنشاء منطقة آمنة شمال سوريا
يلجأ إليها الشعب السوري ليحتمي
بها، ويمنع طيران الأسد من
التحليق فوقها أو قصفها
بالدبابات والمدافع. 4.
تذليل كافة العقبات أمام
النازحين السوريين، واستقبال
الأسر السورية والترحيب بهم،
وتقديم كافة أشكال الدعم لهم،
وإنشاء المخيمات الجاهزة
لإيوائهم والعناية بهم. 5.
التنسيق مع قطر والسعودية
والأردن ولبنان وتركيا والعراق
لتوفير كافة الخدمات التي يحتاج
إليها اللاجئون السوريون،
وتوفير الدعم الطبي لهم وغيره
من الخدمات التي يحتاجون إليها. 6.
إيجاد آلية دولية لتدريب
الجيش الحر ودعمه وتسليحه
للتسريع بسقوط نظام الأسد
وشبيحته. 7.
العمل على طمأنة جميع
الطوائف السورية على مصالحها
وأمنها واستقرارها ودفعها
للنأي بأنفسها عن نظام بشار
الظالم المستبد. 8.
السعي إلى تفكيك التحالف
الاستراتيجي بين إيران ونظام
الأسد من خلال الضغط عليها،
وإقناعها بأن مصالحها العليا لن
تتضرر بزوال هذا النظام، وأعتقد
رغم الصعوبة الكبيرة أن
السياسيين الحاذقين عندما
يتعاملون على المكشوف مع الطرف
الإيراني (وغيره من الأطراف...)
ويتفاوضون داخل الغرف المغلقة
فبإمكان الجميع التوصل إلى حلول
وسط توقف نزيف الدماء السورية،
وتحفظ سوريا من التفكك والسقوط،
وتطمئن الجميع على مصالحه،
وتضمن بذلك عدم نشوب حروب شعواء
في المنطقة...!! 9.
قيام الأحزاب المصرية
بالتواصل المستمر مع سفارتي
روسيا والصين للإعراب عن
استنكار الشعب المصري الشديد
لدعم دولتيهما لنظام بشار
الأسد، وبيان خطورة هذا المسلك
على مصالح البلدين الحيوية في
مصر والعالم العربي والإسلامي. 10.
تكثيف المظاهرات المليونية
المساندة للشعب السوري، والضغط
بكل السبل على نظام بشار
المستبد الظالم للتسريع في
سقوطه وزواله. 11.
مواصلة الضغط الشعبي المكثف
على جامعة الدول العربية،
ومنظمة المؤتمر الإسلامي،
والأمم المتحدة، ومجلس الأمن...
لدفع المجتمع الدولي إلى سرعة
التدخل الفعال؛ لإزاحة نظام
الأسد، وتخليص سوريا من شروره
وفساده. 12.
الضغط على المعارضة السورية
لتوحيد مواقفها، والعمل على دمج
الثوار السوريين في الداخل تحت
قيادة واحدة، وتنظيم عملياتهم
العسكرية، والتنسيق فيما بينهم
من أجل إدارة عملياتهم بشكل
محترف يمكِّنهم من إحراز النصر
العاجل على عدوهم. وأتمنى
أن نكف جميعا عن فكرة التخوين،
وسوء الظن، وسرعة التأويل
السلبي، والتعجل في إصدار
الأحكام السيئة على بعضنا
البعض، وأرجو أن نتحلى جميعا
بالتواضع والتراحم والتواصل
والتناصح، فلا أحد يحتكر
الحقيقة وحده، وما دمنا جميعا
نبتغي وجه الله تعالى، ونسعى
للمصلحة العامة، ونخلص للهدف
الذي نعمل من أجله، فلا بأس من
الاجتهاد والتنوع فهو إثراء
للعمل في النهاية، وها هو
الرئيس مرسي يحقق لسوريا في
طهران أفضل مما لو قاطع ولم يذهب
إليها، فلندعم تحركاته ولنكن
عونا له ما دمنا واثقين من
إخلاصه!! *
كاتب مصري. ============================ الكذب
المحلل عند حكام بني فارس المهندس
هشام نجار المنسق
العام لحقوق الإنسان - الولايات
المتحده عضو
في المجلس الإقليمي لمناهضة
العنف والإرهاب وتعزيز الحرية
وحقوق الإنسان الإخوه
والأخوات فضيحه
أخلاقيه بجلاجل كما يقول إخوتنا
المصريين أبطالها (أتقياء بني
فارس) والذين يحللون لأنفسهم
بالدين ما حلل مُسيلمة لأتباعه
..فالكذب برأيهم حلال.. والغدر
بالضيف برأيهم حلال..كل ذلك حلال
بحلال رغم ان هؤلاء المحللين
يترأسوا اليوم دوله إسمها
الجمهوريه الإسلاميه الإيرانيه. أعزائي
القراء بتاريخ
٣٠ تموز ٢٠١٢
تم إفتتاح جلسات مؤتمر دول عدم
الإنحياز في طهران, وما أن إعتلى
الدكتور محمد مرسي رئيس جمهورية
مصر العربيه المنصه لإلقاء
كلمته حتى إستنفر الإعلام
الرسمي الإيراني ممثلاً
بالقناة الأولى فأعد مقدماً
سيناريو محرّف لخطاب الدكتور
مرسي لتنبؤهم بما سيقوله حول
سوريا النظام وحق الشعب السوري
بنيل حريته وإسترداد كرامته ,
فقد كشف الناشط الإعلامي
الإيراني "أميد مقدم"
مؤامرة النظام مستغرباً هذا
الإسلوب الفج والساذج واللا
أخلاقي في إستغفال الرئيس
المصري بحذف إسم سوريا ثلاث
مرات من خطابه وإستبدالها بإسم
البحرين في الترجمه الفارسيه
الفوريه. وأضاف السيد مقدم : لقد
كان المترجم الفارسي مرتبكاً
مما يدل على أنه كان متعمداً عن
سبق إصرار وترصد إقحام بعض
التعبيرات التي تناسبهم في خطاب
الدكتور مرسي لتحويل الخطاب
لصالحهم. فعبارة (فالربيع
العربي) تحولت بالترجمه
الفارسيه إلى (الصحوه الإسلاميه).
وإسم (سوريا) تحول بقدرة قادر
إلى إسم ( البحرين) فتحولت ثورة
الشعب السوري بكل أطيافه إلى
ثورة شعب البحرين مختزله بطيف
طائفي واحد ,أما موقع "تابوشكني"
فقد كشف كيف ان المترجم المرتبك
حذف الإستهلال الذي بدأ به
الدكتور مرسي بالصلاة والسلام
على رسول الله وآله وصحبه
والخلفاء الراشدين ابو بكر وعمر
وعثمان وعلي.إلاّ أن المترجم
إمتنع بصورة مرتبكه عن ذكر
الخلفاء الراشدين. أعزائي
القراء إن
إنحراف السلوك البشري
والإنحراف عن القيم الدينيه بل
الإنحراف عن الطبيعه الفطريه
للنظام الإيراني يعود إلى خوف
هذا النظام من وصول الحقيقه إلى
شعبه فيثور ضد ديكتاتورية
الملالي ولو كلف النظام مخالفة
الف باء العقيده .وبذلك يتفق
النظام الإيراني تماماً مع
السلوك الشائن لنظام الأسد ...فلا
غرابة في ذلك فإن العرق دسٍاس . إن
وضوح الموقف المصري من نظام
الإجرام في دمشق يعطي ثقلاً
هاماً في دعم الشعب السوري
نظراً لثقل مصر العربي
والإسلامي .مما يعري النظام
الإيراني الذي وجد نفسه وحيداً
في مستنقع الأسد الآسن بعد
الموقف المصري الواضح, وماعليه
الآن الا أن يعترف اليوم
بالحقيقه الساطعه ويتخلى عن دعم
ميت على قيد الحياة.. ميت الضمير..وميت
الإنسانيه..وميت الوطنيه..وميت
الأخلاق .ونصيحتنا الصادقه
للنظام الإيراني أن يغير نهجه
ويصارح شعبه بالحقيقه ويبدأ
عملية الإصلاح بإعطائه حقوقه في
الحريه .. ولينسى ميتاً لا أمل
بإعادته للحياة ولو جمع له
اساطين الإنس والجن كل مايملكون
من فنون الخداع ..هذه حقيقه
ساطعه ونصيحه صادقه نقدمها
مجاناً لنظام إيران عساه ان
يدركها حتى يُبقي على بقية من
علاقه سويه مع شعوب الأمه
العربيه قبل فوات الأوان. مع
تحياتي ====================== لماذا
يقف مدعو العلمانية إلى جانب
جزار سورية؟ فتحي
الحسن العلمانية
هي الحرية بمعناها الشمولي حرية
الإنسان وكرامته وحرية عقله
وفكره وإنسانيته.. فتلك بديهيات
لا نختلف عليها، ولكن السؤال
أين نقف كعلمانيين مثقفين تجاه
مشكلات هذا العالم، فالفهم
النظري قيمته في الممارسة..
ولنأخذ ما يجري في سوريا
نموذجاً. لقد
صعقت من مواقف علمانيين يدعون
العقل ولكنهم يصادرون عقولهم
لصالح النظام الفاشستي، وتحت
شعار أن المعارضة لا تمثل عقلهم
المتحرر من الدين وسطوته!! هم لا
يصنعون ثورة ولا حتى انتفاضة
وإذا ما قامت انتفاضة ما أو ثورة
شعبية يقيسون اطروحاتها
بمقاييسهم وبالتالي يعلنون
موقفهم!! وهذا
أدى بهم وكنتيجة لجمود عقولهم
إلى مفاهيم إستاتيكية.. ولأنهم
لا يريدون أن يروا ديناميكية
العمل الثوري والانخراط فيه
وبذل النفس من أجل التغيير
الإيجابي، وهذا يعني التالي: 1- أنهم
سلبيون لا يصنعون ثورة بل
ينتظرون هبوطها من السماء. 2-
التعالي والغطرسة التافهة في
إطلاق الأحكام لتبرير عجزهم
وانغلاقهم وتقوقعهم. 3-
المفترض إن كانوا صادقين في
ادعاءاتهم أن ينزلوا إلى ساحة
الثوار كمرشدين وموعين وهادين..
وبقدر قدراتهم العقلية
والثقافية ومنطقهم يمكنهم صنع
الكثير في تصويب مسار الثورة. 4- في
هذه المرحلة وصل الأسد ونظامه
إلى أقسى درجات الوحشية الهمجية
التي لا حدود لها من التدمير
والقتل الممنهج للشعب الأعزل
وبالطائرات الحربية.. والمجازر
الفظيعة ترتكب في كل يوم.. فهل
يدير العلماني وجهه ويلتزم
الصمت تجاه الوحشية تلك؟ العلماني
إنسان أخلاقي قيمي أولاً
وآخراً، وبالتالي لا يمكن لمن
يمتلك ذرة ضمير ألا يدين وبعنف
تلك المجازر وذاك النظام الساقط
أخلاقياً وقانونياً وشرعياً..
فمن يقتل الشعب هو خائن.. ومن
يهدد الجيش السوري الحر بالخروج
من حلب وإلا سيدمر الريف (!!!)، هو
يعبر عن عجزه وفشله في القضاء
عليهم ولجوئه للانتقام من الشعب
الآمن المسالم الذي لا علاقة
له، وهذا يعبر عن حقد مقرف ويعني
أيضاً أنه ساقط فاقد للرجولة في
مواجهة الثوار.. ليس
الموقف في هذه اللحظة أن نناقش
أيديولوجياً (بالترف الفكري) بل
يجب أن يعرف الإنسان العاقل
والواعي أين يضع قدمه ليحدد
موقعه: أهو مع مرتكب الجرائم أم
مع الشعب الذي تدمر البيوت فوق
رأسه؟! إن عدم
الوقوف في وجه الجزار يعني أنك
معه وبالتالي لست إنساناً، وأنت
تشوه سمعة العلماني وتجرده من
القيم الإنسانية. وهناك
صنف من مدعي العلمانية كمدعي
اليسار يدعون أنهم ضد مشروع
أمريكي أوروبي..!!! إن
الأسد ونظامه طغمة مالية نهبت
البلد وأذلت السوريين وصادرت
حريتهم وكرامتهم.. ومنذ حافظ
الأسد كان اللهاث وراء أمريكا
وأوروبا للاعتراف بالكيان
الصهيوني مقابل استرجاع
الجولان فقد اعترفوا بالقرار 242
و338.. حتى شعارات حزب البعث رميت
خلف الظهر.. وحتى
الآن أوروبا وأمريكا يهاجمون
النظام لفظياً ولكن عملياً لا
يريدون إزالته لأنه حام للكيان
الصهيوني وهذا ما صرح به رامي
مخلوف في بداية الأزمة عندما
ربط بين أمن سوريا وأمن الكيان،
وكما صرح أيضاً شلومو جلعاد رجل
المخابرات الصهيوني، بل أكثر من
ذلك مانشيت "هآرتس" قال منذ
البدايات عن بشار (ملك ملوك
إسرائيل) كأفضل حام وضمان لأمن
إسرائيل!! فدعوا
قضية المؤامرة الأنكلو أمريكية
فهي أكذوبة مكشوفة.. ولذلك
انظروا إلى ما يجري للشعب
السوري من قتل وتدمير: أكثر من
ثلاثين ألف شهيد (من المدنيين
بينهم أكثر من ثلاثة آلاف امرأة
وطفل) وأكثر من مئتي ألف معتقل،
وثلاثة ملايين لاجئ داخل الوطن
وخارجه!! وآلاف البيوت المدمرة
بالطائرات والمدفعية والدبابات.. القضية
الآن أخلاقية أولاً وأخيراً،
فمن يدعي الأخلاق يجب أن يقف إلى
جانب الشعب، وإلا فهو مع النظام
وإن لم يدرك ذلك أو ينفي أو يدعي
الحيادية، وهذا يعني أنه بلا
أخلاق ولا ضمير ولن تنفعه
ادعاءات العلمنة أو اليسارية. =============================== عُدْتِ
يا مِصرُ، و العَوْدُ أَحمَدُ محمد
عبد الرازق بعد
طول غياب عن المسرح السياسي (
عربيًّا، و إقليميًّا ) هاهي
مصرُ تعود لتشغل مكانتها
اللائقة بها على هذا المسرح
بقيادة رئيسها المنتخب (
ديمقراطيًّا ) الدكتور محمد
مرسي. و فيما
يتعلق بالملف السوري فإنَّ هذه
العودة تُعدُّ فأْل خير لها،
فالسوريون مازالوا ينظرون إلى
مصر على أنها الشقيقة الكبرى
لهم، و هم بانتظار موقف عمليٍّ
منها يجلِّي الغموض الذي ران
على موقفها طيلة فترة حكم
المجلس العسكري المصاحب
لثورتهم، و ما زالت ذيول هذا
الموقف قائمة إلى اليوم، فقبل
يومين عبرت قناةَ السويس بارجةٌ
عسكرية إيرانية محملة بالسلاح
باتجاه الشواطئ السورية، و كان
من المنتظر أن يكون لمصر شأن
معها. إنَّ
ما نُقِلَ عن الرئيس مرسي في
أثناء حملته الانتخابية عن
الدور الإيراني السلبي في
الأحداث الجارية في سورية أرسلَ
إشارة إيجابية في حينها، و
بالتالي فإنَّهمن المتوقع أن
يتمَّ البناء عليها بعد أن أصبح
رئيسًا؛ لذلك ترانا ننظر إلى
المبادرة المصرية لحلِّ الأزمة
سلميًّا بعين ملؤها الرضا، على
اعتبار أنها إذا لم تأتِ بجديد
للسوريين، فإنها لن تنقصهم
حقوقهم. فالسوريون
ليسوا من هواة القتل، فثورتهم
بدأت سلمية، و هم يتوقون للعودة
إلى ساحات التظاهر بعيدًا عن
آلة القتل الجهنمية التي وجهها
النظام نحو صدورهم. و ما حملهم
للسلاح برغبة منهم بقدر ما هو
ضرورة دفعهم إليها النظام دفعًا. لقد
انكشف عوار الموقف الدولي تجاه
الثورة السورية؛ و ما عاد
الركام اللفظي من المواقف يقنع
أيًّا من أبنائها. و هم بحاجة
إلى مواقف عملية تتعدى فُتات
الموائد إلى ما يُسرِّع من
إنهاء هذه المأساة من خلال
السماح بوصول الأسلحة النوعية
التي تُفقِدُ النظام أمضى سلاح
بات يقتل به الشعب، و هو سلاح
الجو ( المروحي، و الثابت ). في ظل
حالة الاحباط هذه التي باتت
تفرض نفسها عليهم تأتي تصريحات
الرئيس مرسي في مؤتمر دول عدم
الانحياز المنعقد حاليًّا في
طهران، التي جلَّى فيها موقف
مصر الحالي تجاه مطالب الشعب
السوري في حقه بالحرية، و
الديمقراطية، و التخلص من نظام
الأسد؛ لتؤشِّر على بداية نهج
جديد في التعامل مع القضايا
الاسترتيجية العربية، و
الإقليمية. و هي رؤية في السياسة
طال انتظارها من الشقيقة الكبرى
مصر. لقد
انقسم الشارع العربي على نفسه
حينما أُعلن عن مشاركة الرئيس
مرسي في هذه القمة لسببين اثنين: 1 لجهة
مكان انعقادها في طهران، الداعم
الأكبر، و الشريك الأعظم لنظام
الأسد في الجرائم التي يرتكبها
ضد السوريين. 2
لتزامنها مع المبادرة
الإيرانية، التي روجت طهران
أنها ستطرحها خلال هذا المؤتمر؛
حيال ما يجري في سورية. و نحن
كطرف معنيّ بالمبادرة المصرية
لم نرَ غضاضة في هذا الحضور؛
فليس حضور الرئيس مرسي في مؤتمر
طهران بأقلَّ جدلاً من حضور
أحمدي نجاد في مؤتمر مكة الأخير.
ثمَّ ما الضير في أن يسمع
الإيرانيّون في عقر دارهم أن
الدقائق المتبقية في عمر حليفهم
الأسد قد لا تفي للقيام بحركة
اِلتفافية من قبلهم بعيدًا عنه. لا
بأس عليهم أن يراعوا مصالحهم في
المنطقة؛ شريطة أن يكون ذلك
بعيدًا عن دعم أنظمة القتل التي
أصبح وجودها عبئًا عليهم، و
أججت تجاههم مشاعر الغضب و
الكراهية، و هو الأمر الذي
سيندم عليه ساستهم كثيرًا
مستقبلاً. إنَّ
عودة مصر إلى دورها العربي، و
الإقليمي إلى جانب السعودية، و
تركيا أمرٌ مرحبٌ به من قبل
الشعب السوري؛ لأن هذه الدول
الثلاث موضع ثقة في تعاطيها مع
الملف السوري، و قد باتتْ تنظر
إلى نظام الأسد على أنه عبءٌ
عليها، كما هي الحال على الشعب
السوري، و لم تعُدْ تحفل
بتصديره الأمن لها؛ فمن يُصدِّر
الأمن في يوم سيكون الخوف
بضاعةً له في يوم آخر. إنها
لعودةٌ مرحبٌ بها من الشعب
السوري، و هو يأمل أن تتبوَّأ
فيها قضيته موضع الصدارة ضمن
الملفات العربية، و الإقليمية؛
لأنه لم يعُدْ يحتمل أن تكون في
موضع الانتظار بعد أن أوغل نظام
الأسد فيه قتلاً، و دمارًا، و
لاسيما بعد أن أعلنها صراحة أنه
ماضٍ في سعيه لكسب المعركة مهما
كلَّف الثمن. =========================== من
أجل إنتاجية أفضل أهمية رسم
الأهداف بقلم
: د. عبد الكريم بكار يعيش
العالم المتقدم أزمة حضارة بسبب
افتقاده الوجهة أو الهدف الأكبر
الذي يجذب إليه جميع مناشط
الحياة، ويمنحها المنطقية
والانسجام. أما المسلمون
فأزمتهم الأساسية، هي أزمة حركة
في العالم، وأزمة شهود على
العصر؛ فهم في أكثر الأحيان
يتأثرون، ولا يؤثرون، ويأخذون
من الحياة أكثر مما يعطونها؛
وذلك بسبب انخفاض إنتاجيتهم،
وضعف إدارتهم لإمكاناتهم
الشخصية والعامة. نقرأ
آيات الاستخلاف وشروط التمكين
في الأرض، وأدبيات النجاح
والفلاح، لكنَّ قليلين منا
الذين يسألون أنفسهم عن وظيفتهم
الشخصية في تحقيق كل ذلك! إن
الأماني الوردية حول قيادة
أمتنا للعالم تداعب أخيلة
الكثيرين منا، وتدغدغ مشاعرهم،
لكن لا أحد يسأل عن آليات تحقيق
ذلك، ولا عن الإمكانات المطلوبة
للسير في طريقه! إني
أعتقد أن هناك حقيقة أساسية
غائبة عن أذهان الكثيرين منا،
هي أننا لا نستطيع أن نوجد
مجتمعًا أقوى من مجموع أفراده؛
ولذا فإن النهوض بالأمة يقتضي
على نحوٍ ما أن ينهض كل واحد منا
على صعيده الشخصي، وما لم نفعل
ذلك، فإن الغد لن يكون أفضل من
اليوم. إن رسم
الأهداف نوع من مدِّ النظر في
جوف المستقبل، وإن الله جل وعلا
يحثنا على أن نتفكر في الآتي،
ونعمل له : { يا أيها الذين آمنوا
اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت
لغد واتقوا الله إن الله خبير
بما تعملون } {الحشر: 18}. إن
المسلم الحق لا يكون إلا
مستقبليًا، ولكننا بحاجة إلى أن
نعمم روح الالتزام نحو الآخرة
على مسلكنا العام تجاه كل ما
يعنينا من شؤون وأحوال. أهمية
وجود هدف: من
الأدوات الأساسية في تحسين
وضعية الفرد أن يكون له هدف يسعى
إلى تحقيقه. ونرى أن حيوية وجود
هدف واضح في حياتنا تنبع من
اعتبارات عديدة، أهمها: 1 - إن
كل ما حولنا في تغير دائم،
والمعطيات التي تشكل المحيط
الحيوي لوجودنا لا تكاد تستقر
على حال، وهذا يجعل كل نجاح
نحققه معرضًا للزوال؛ ووجود هدف
أو أهداف في حياتنا، هو الذي
يجعلنا نعرف على وجه التقريب ما
العمل الذي سنعمله غدًا، كما
أنه يساعد على أن نتحسس
باستمرار الظروف والأوضاع
المحيطة؛ مما يجعلنا في حالة
دائمة من اليقظة، وفي حالة من
الاقتدار على التكيف المطلوب. وقد
جرت عادة الكثيرين منا أن
يسترخوا حين ينجزون عملاً
متميزًا؛ مما يضعهم على بداية
الطريق إلى أزمة تنتظرهم. ولذا
فإن الرجل الناجح، هو الذي يسأل
نفسه في فورة نجاحه عن الأعمال
التي ينبغي أن يخطط لها، ويقوم
بإنجازها؛ فالتخطيط هو الذي
يجعل أهمية المرء تأتي قبل
الحَدَث. أما معظم الناس فإنهم
لا يفكرون إلا عند وجود أزمة،
ولا يتحركون إلا حين تحيط بهم
المشكلات من كل جانب، أي
يستيقظون بعد وقوع الحدث، وبعد
فوات الأوان! 2 - إن
وعي كثيرين منا ب (الزمن) ضعيف،
ولذا فإن استخدامنا له في حل
مشكلاتنا محدود. وحين يجتمع
الناس برجل متفوق فإنهم يضعون
بين يديه كل مشكلاتهم، ويطلبون
لها حلولاً عاجلة متجاهلين عنصر
(الزمن) في تكوينها وتراكمها،
وطريقة الخلاص منها. ووجود هدف
في حياة الواحد منا يجعل وعيه
بالزمن أعظم، ويجعله يستخدمه في
تغيير أوضاعه. إذا سأل كل واحد
منا نفسه: ماذا بإمكانه أن يفعل
تجاه جهله بعلم من العلوم -
مثلاً - أو قضية من القضايا؟
فإنه يجد أنه في الوقت الحاضر لا
يستطيع أن يفعل أي شيء يذكر تجاه
ذلك. أما إذا سأل نفسه: ماذا يمكن
أن يفعل تجاهه خلال خمس سنين؟
فإنه سيجد أنه يستطيع أن يفعل
الكثير؛ وذلك بسبب وجود خطة،
واستهداف للمعالجة، وهما
دائمًا يقومان على عنصر الزمن.
إني أعتقد أن كثيرًا من الخلل
المنهجي في تصور أحوالنا، وحل
أزماتنا، يعود إلى ضيق مساحة
الرؤية، ومساحة الفعل معًا،
وذلك كله بسبب فقد النظر البعيد
المدى. 3 - إن
كثيرًا من الناس يظهرون
ارتباكًا عظيمًا في التعامل مع (اللحظة
الحاضرة) وذلك بسبب أنهم لم
يفكروا فيها قبل حضورها، فتتحول
فرص الإنجاز والعطاء إلى فراغ
قاتل ومفسد؛ وهذا يجعلنا نقول:
إننا لا نستطيع أن نسيطر على
الحاضر، ونضبط إيقاعه، ونستغل
إمكاناته، إلا من خلال مجموعة
من الآمال والأهداف والطموحات،
وبهذا تكون وظيفة الهدف في
حياتنا هي استثمار اللحظة
الماثلة على أفضل وجه ممكن. إني
أتجرأ وأقول: إن ملامح خلاص
جيلنا، والجيل القادم على الأقل
من وهن التخلف والانكسار قد
تبلورت في أمرين: المزيد من
الالتزام بالمنهج الرباني،
والمزيد من التفوق، ولا نستطيع
أن نجعل هذين الأمرين حقيقة
واقعة في حياتنا من غير تحديد
أهداف واضحة. سمات
مطلوبة في الهدف: 1 -
المشروعية: إن
مجمل أهداف المرء في الحياة،
يعادل على نحو تام (استراتيجية)
العمل لديه، ولذا فإن الذين لا
يأبهون لشرعية الأهداف التي
يسعون إلى تحقيقها يحيون حياة
مضطربة ممزقة، تختلط فيها عوامل
البناء مع عوامل الهدم، وينسخ
بعضُها بعضَها الآخر. إن الهدف
غير المشروع، قد يساعد على
تحقيق بعض النمو في جانب من
جوانب الحياة، لكنه يحطّ من
التوازن العام للشخصية، ويفجّر
في داخلها صراعات مبهمة وعنيفة.
وليس المقصود بشرعية الهدف أن
يكون معدودًا في (المباحات)
فحسب، وإنما المقصود أن يكون
مندمجًا على نحو ما في الهدف
الأسمى والأكبر الذي يحيا
المسلم من أجله على هذه الأرض،
ألا وهو الفوز برضوان الله -
تبارك وتعالى - وهذا يعني أن
الأهداف المرحلية والجزئية
للواحد منا يجب ألا تتنافر معه
في وضعيتها أو مفرزاتها أو
نتائج تفاعلها. ولعل من علامات
الانسجام بينها وبين الهدف
الأكبر شعور المرء أنه يحيا (حياة
طيبة) وهي لا تولد من رحم الرخاء
المادي، ولا من رحم التمتع
بالجاه أو الاستحواذ على أكبر
كمية من الأشياء، وإنما تولد من
ماهية التوازن والانسجام بين
المطالب الروحية والمادية
للفرد، ومن التأنق الذي يشعر به
من يؤدي واجباته. الهدف
المشروع عامل كبير في إيجاد
التطابق بين رموزنا وخبراتنا،
وهو إلى ذلك مولِّد لما نحتاجه
من حماسة للمضي في الطريق إلى
نهايته. 2 -
الملاءمة: لكل
منا طاقاته وموارده المحدودة،
وله ظروفه الخاصة، وله إلى جانب
ذلك تطلعات وتشوُّفات؛ ومن
الواضح اليوم أن الحضارة
الحديثة أوجدت لدى الناس طموحات
فوق ما هو متوفر من إمكانات
لتلبيتها، وهذا يؤدي بكثير من
الناس إلى أن يسلكوا طرقًا غير
مشروعة لتلبيتها، أو يؤدي بهم
إلى الشعور بالعجز والانحسار. والهدف
الملائم، هو ذلك الهدف الذي
يتحدى ولا يعجز. ومعنى التحدي
دائمًا: طلب تفجير طاقات كامنة
أو استخدام موارد مهملة، لكنها
جميعًا ممكنة. حين يكون الهدف
سهلاً فإنه لا يؤدي إلى حشد
إمكاناتنا الذاتية، ولا إلى
تشغيل أجهزتنا النفسية
والعقلية، كما لو أننا طلبنا من
شخص أن يقرأ في كل يوم ربع ساعة،
أو يستغفر عشر مرات. في
المقابل فإن الهدف الكبير جدًا
يصد صاحبه عن العمل له، وفي هذا
السياق نرى كثيرًا من أهل
الخير، يشعرون بالإحباط،
ويشكون دائمًا من سوء الأحوال،
وتدهور الأوضاع، وهذا نابع من
وجود هدف كبير لديهم هو (الصلاح
العام) لكن ليس لديهم أهداف
صغيرة، أو مرحلية تصب فيه. إن كل
هدف صغير يقتطع جزءًا من الهدف
الكبير، ويؤدي إلى قطع خطوة في
الطريق الطويل؛ وعدم وجود أهداف
صغيرة، يجعل الهدف النهائي يبدو
دائمًا كبيرًا وبعيدًا، وهذا
يسبب آلامًا نفسية مبرحة، ويجعل
المرء يظهر دائمًا بمظهر الحائر
العاجز. إنه لا يأتي بالأمل إلا
العمل، وقليل دائم خير من كثير
منقطع. 3 -
المرونة: إن
أنشطة جميع البشر، تخضع لعدد من
النظم المفتوحة، ومن ثم فإن
النتائج التي نتطلع إلى الحصول
عليها، تظل في دائرة التوقع
والتخمين. حين يرسم الإنسان
هدفًا، فإنه يرسمه على أساس من
التقييم للعوامل الموجودة خارج
طبيعة عمله، وخارج إرادته، وهذه
العوامل كثيرًا ما يتم تقييمها
على نحو خاطئ، كما أنها عرضة
للتغير، بالإضافة إلى أن
إمكاناتنا التي سوف نستخدمها في
ذلك هي الأخرى متغيرة؛ ولهذا
كله فإن الهدف يجب أن يكون (مرنًا)،
أي: له حدود دنيا، وله حدود
عليا؛ وذلك كأن يخطط أحدنا لأن
يقرأ في اليوم ما بين ساعتين إلى
أربع ساعات، أو يزور ثلاثة من
الإخوة إلى خمسة وهكذا.. هذه
المرونة تخفف من ضغط الأهداف
علينا؛ فالناس يشعرون حيال كثير
من أهدافهم أنها التزامات أكثر
منها واجبات، والالتزام بحاجة
دائمًا إلى درجة من الحرية،
وسيكون من الضار بنا تحوُّل
الأهداف إلى قيود صارمة، وحواجز
منيعة في وجه تلبية رغبات شخصية
كثيرة. 4 -
الوضوح: هذه
السمة من السمات المهمة للهدف
الجيد، حيث لا تكاد تخلو حياة أي
إنسان من الرغبة في تحقيق بعض
الأمور، لكن الملاحظ أن قلة
قليلة من الناس، تملك أهدافًا
واضحة ومحددة، ولذا فمن السهل
أن يتهم الإنسان نفسه أو غيره
بأنه لم يتقدم باتجاه أهدافه
خطوة واحدة خلال عشرين سنة، مع
أنك لا تراه خلال تلك المدة إلا
منهمكًا ومتابعًا بما يعتقد أنه
هدف يستحق العناء! إنه
يمكن القول بسهولة: إن كل هدف
ليس معه معيار لقياسه وللكشف
عما أنجز منه، وما بقي؛ ليس بهدف.
ولذا فإن من يملك أهدافًا واضحة
يحدثك دائمًا عن إنجازاته، وعن
العقبات التي تواجهه. أما من لا
يملك أهدافًا واضحة، فتجده
مضطربًا، فتارة يحدثك أنه حقق
الكثير الكثير، وتارة يحدثك عن
خيبته وإخفاقه؛ إنه كمن يضرب في
بيداء، تعتسفه السبل، وتشتته
مفارق الطرق! نجد هذا بصورة أوضح
لدى الجماعات؛ فالجماعة التي لا
تملك أهدافًا واضحة محددة، تظل
مشتتة الرأي في حجم ما أنجزته،
ولا يكاد خمسة من أبنائها
يتفقون في تقويمهم لذلك! لا يكفي
أن يكون الهدف واضحًا، بل لا بد
من تحديد توقيت لإنجازه،
فالزمان ليس ملكًا لنا إلى ما لا
نهاية، وطاقاتنا قابلة للنفاد.
ثم إن القيمة الحقيقية للأهداف،
لا تتبلور إلا من خلال الوقت
الذي يستغرقه الوصول إليها،
والجهد والتكاليف التي نحتاجها.
ولهذا كله فالبديل عن وضوح
الهدف، ووضوح تكاليفه
المتنوعة، ليس سوى العبث والهدر
والاستسلام للأماني الخادعة! إن من
أسباب ضبابية أهدافنا أننا لا
نبذل جهدًا كافيًا في رسمها
وتحديدها، وهذا لا يؤدي إلى
انعدام إمكانية قياسها فحسب،
وإنما يؤدي أيضًا إلى إدراكها
بطريقة مبتذلة أو رتيبة، مما
يُفقدها القدرة على توليد
الطاقة المطلوبة لإنجازها. سنعمل
الكثير من أجل أهدافنا إذا
أدركنا أنه عن طريقها تتم
الصياغة النهائية لوجودنا. ولله
الأمر من قبل ومن بعد. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |