ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 11/09/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

تدمير سوريا على الطريقة الغربية

علي الرشيد

ليس الأسد وكتائبه العسكرية والأمنية ومن يدعمهم وبخاصة إيران وروسيا هم المسؤولون فقط عن ما يحصل في سوريا من تدمير لبناها التحتية ، وما يتعرض له شعبها من مجازر وحشية وتهجير وترويع، بل ينضم إلى هذه القائمة الغرب المنافق الذي لم يكتف بعدم فعل أي شيء إزاء جرائم الاسد الإنسانية كواجب اخلاقي، بل أسهم في من خلال تصريحات قياداته السياسية والعسكرية بتوفير غطاء له، وتشجيعه ضمناً كي يواصل بطشه وفتكه بشعبه الأعزل.

والغريب أن هذه التصريحات الغربية جاءت متزامنة مع اشتداد وطأة وحشية النظام وارتفاع فاتورة الخسائر في أرواح المدنيين خلال الشهر الاخير، بفعل الحمم التي يصبها من خلال قصف طائراته وراجماته ( براميل المتفجرات، والقنابل العنقودية الانشطارية ) ، والمجازر الجماعية ، والإعدامات الميدانية، بعد أن عجز النظام على مواجهة شعبه والجيش الحر على الأرض، ولجوئه إلى القصف للانتقام من شعبه، نتيجة يأسه من الانتصار على الثورة .

إذن يعاني النظام السوري من مأزق كبير مؤخرا بسبب سلسلة العمليات النوعية للجيش الحر، وأخذ الأخير لزمام المبادرة، منتقلا من الدفاع للهجوم ، كإسقاط الطائرات وسيطرته على عدد من المنافذ الحدودية وعدد من الثكنات العسكرية الهامة، ومحاولاته السيطرة على المطارات، فيما لا يسيطر الجيش النظامي سيطرة فعلية سوى على ثلاثين بالمئة من الأراضي السورية في أحسن الاحوال. ويتضح أن تغيير الموازين على الأرض لصالح الثورة السورية، مرهون بالحصول على أسلحة مضادة للطائرات، أو قيام المجتمع الدولي بحظر جوي على سلاح طيران النظام ، لكن الواقع يشير إلى أن الغرب الذي يدّعي مجاهرته في العداء لسياسات الأسد، وحق شعبه في الحرية والثورة عليه، وينتقد مجازره المروعة ، لا يفعل شيئا إزاء رائحة الموت التي تزكم الأنوف، بل إنه فضلا عن ذلك يشجع النظام بتصريحاته المُعلَنة على مواصلة قتل شعبه .

أهم هذه التصريحات الغربية ما قاله وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ من أن الدول الأوروبية لا يمكنها تقديم أي مساعدات عسكرية للثوار السوريين، بسبب الحظر الأوروبي على تصدير الأسلحة لسوريا، ونفي الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أندرس فوغ راسموسن أي نية لدى الحلف للتدخل العسكري في سوريا. وفي حين يصرّ الروس على موقفهم من الأزمة السورية والمتمثل بما يعتبرونه انتقالا سياسيا لا يتضمن تنحي الأسد فقد أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية انها ترغب في العمل مع موسكو حول قرار بشان سوريا في مجلس الأمن، ولحفظ ماء وجهها حذرت من أن بلادها ستزيد من الضغوط للحصول على دعم من أجل تغيير نظام الاسد إذا لم يؤد الإجراء إلى نتائج، وجاء موقف الاتحاد الاوربي متناغما مع هذا التوجه حينما وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في قبرص على فرض مزيد من العقوبات على دمشق فقط.

ما هو أسوء من هذه المواقف والتصريحات الغربية المخزية هو محاولة تبريرها إما بإلقاء اللوم على الحلقة الأضعف كالمعارضة والجيش الحر لعدم توحيد صفوفهما، أو تقديم تفسيرات غير مقنعة لها، كما فعل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) حينما أشار إلى أنه لا يمكن المقارنة بين حالتي ليبيا وسوريا، معتبرا أن تدخل الناتو في ليبيا تم بعد موافقة الأمم المتحدة وبدعم الدول المجاورة. ولكن ما لم يقله أن هذه الدول إذا أرادت احتلال بلد أورغبت بمساعدة معارضته لسوّغت ذلك لنفسها بألف طريقة وطريقة، ومن غير مجلس الأمن، وعلى حد تعبير أحد الكتاب فإن أمريكا التي احتلت العراق بشبهة وجود سلاح كيماوي، تتجنب التدخل في سورية بسبب وجود السلاح الكيماوي، وأميركا ذاتها التي أغرقت الأنظمة القمعية بالسلاح، تمنع دخول السلاح النوعي للثوار السوريين الآن.

النتيجة المستخلصة بعد مرور أكثر من عام ونصف العام على ثورته المباركة فإن على الشعب السوري ألا يثق بشرق او غرب، وأن يعتمد على نفسه بعد التوكل على الله، لقد بات واضحا أن عدم سماح الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوربي في وصول السلاح المضاد للطائرات لأيدي الثوار يعدّ خيانة للضمير الإنساني لأنه يعني ببساطة سقوط مزيد من الضحايا تحت مرأى ومسمع ومباركة هذه الدول والسبب واضح لأنه سيسرع في حسم المعركة لصالح الثورة، بينما المؤامرة تقضي بإنهاك الدولة السورية ثوارا وجيشا لتبقى حطاما، وهو ما سيحتاج إلى سنوات من البناء لسوريا المحررة،ويجعل القيادة القادمة تحت رحمة مساعدات الإعمار الغربية في السنوات القادمة، وأكثر انشغالا عن التفكير بهموم الأمة، وانصرافا عن المشاريع الإسرائيلية في المنطقة .

لقد بات واضحا للعيان أن سقوط النظام قادم لا محالة بحول الله، وأن الثوار الذين صاروا يبدعون في عملياتهم النوعية مؤخرا بما في ذلك إسقاط الطائرات، بيدهم حسم الأمور في نهاية المطاف، وليس بيد الآخرين، ولكن الثمن الذي يترتب على عدم قيام الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بواجبهم الأخوي والأخلاقي، هو إطالة عمر النظام المجرم ، ووقوع مزيد من الضحايا بسبب سطوة بطشه، مما يجعل من الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الاوربي شركاء آخرين للنظام في تدمير سوريا وقتل شعبها الحرّ.

ALIRASHID3@HOTMAIL.COM

=======================

في" اليوم العالمي لمحو الأمية" ... سبعون مليون أمي عربي فقط..!!

الدكتور عبد القادر حسين ياسين

كان موعدي معه صباح كل يوم على ناصية شارع الهاشمي ، قرب محطة الباصات المركزية في عمان. هو يفترش الأرض بالصحف والمجلات العربية والأجنبية ، وينتهز فرصة ظهور اشارة المرور الحمراء المجاورة له ، وعندها تتوقف السيارات بكل أنواعها. ويبدأ في تسويق صحف الصباح لسائقي السيارات الخاصة وركاب سيارات الأجرة حتى تضيء الاشارة الخضراء ، ويعود الى صحفه ومجلاته وكتبه على الرصيف ليبيع الثقافة للناس .

 

تعرفت الى إبراهيم (وهذا هو اسمه) منذ حوالي ثلاثين عاما ، مع بداية مشواري اليومي من ماركا الشمالية الى الشميساني. في أول الأمر ذهبت اليه لشراء بعض كتب الأطفال لابنتي . ولاحظ الرجل أنني أمرّ عليه صباح كل يوم لشراء الصحف المحلية...

 

وبعد ذلك ، تعودت أن أقضي نصف ساعة كل صباح أتصفح فيها الصحف والمجلات العربية والكتب الجديدة ، وأنتقي منها ما أريد ، وفي النهاية أقوم بحساب ثمنها ، وأدفع له الثمن وأنصرف . ولم يكن لديه متسع من الوقت ليناقشني في ما أدفع ، فهو - كما قال لي فيما بعد – "يعرف الزبون الجاد من وجهه" و "يثق في المثقفين ثقة عمياء" .

 

وعندما أصبحت "زبوناً دائماً" عنده ، بدأ الرجل يجرُّ معي أطراف الحديث في موضوعات شتى... كنت أطلب اليه أن يحضر لي بعض الصحف والمجلات الأجنبية ( "التايمز" ، "الغارديان" ، "لوموند" ، "ديرشبيغل" وغيرها) . ولم يخطر لي قط على بال لماذا كان يطلب اليّ أن أكتب أسماء الصحف والمجلات الأجنبية التي أريدها لكي يحضرها في اليوم التالي .

 

كنت أعتقد أنه ربما كان مشغولا مع الزبائن الآخرين ، أو ربما كانت الذاكرة تخونه ، مع أنه لم يتجاوز العقد الثالث من عمره...

 

وتمر أشهر عديدة قبل أن أكتشف فيه الحقيقة المرة : إن "بائع الثقافة" ، صديقي الصدوق ، أمّي لا يعرف القراءة ولا الكتابة .

 

وأعترف بأنني صُعقت ، ولم أصدق ما قاله لي...

يا لها من مفارقة صارخة :

بائع الثقافة للناس لا يذوقها ولا يتذوقها...

 

كيف؟!

لا أدري...

أفاد تقرير ل "المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة " (اليكسو) التابعة لجامعة الدول العربية أن عدد الأميين في الدول العربية يصل إلى نحو سبعين مليونا [فقط...!!] بين من بلغوا سن الرشد وأن ثلثي هذا الرقم من النساء علما بأن عدد السكان في هذه الدول يبلغ 350 مليون نسمة، وأضاف التقرير أن نحو 40% من الأشخاص الذين تجاوزوا سن ال 15 أميون وأن حوالي 6 ملايين طفل في سن الدراسة 60% منهم من الفتيات لم يلتحقوا بالتعليم، وأن نسبة الأمية في جنوب السودان تصل إلى 80% ...وتنتشر الأمية بحسب التقرير في الدول ذات الكثافة السكانية الكبيرة مثل مصر والسودان والمغرب،

 

ومع إقراري بحقيقة حجم الأمية في العالم العربي فانني لا أتخيل ، بأي شكل من الأشكال ، أن يكون "بائع الثقافة" أمّيا..!!

إن جهل هذا الرجل بالقراءة والكتابة يمثل - بحق - قاع الأمية العميق جداً في العالم العربي.

غني عن البيان أن مسؤولية محو أمية ابراهيم هي مسؤوليته أولاً... ولكنها ، في الوقت نفسه ، مسؤولية كل نظام عربي . ومما يحزُّ في النفس أنه ليس ثمة مؤسسة عربية واحدة ، بما في ذلك جامعة الدول العربية (أطال الله بقاءها!!) ومنظماتها المتخصصة استطاعت أن تقيم الدليل على أنها مؤهلة لمواجهة هذا الواقع العربي المحزن .

فاذا كان يحق للعرب أن يختلفوا في الشؤون السياسية ، فبأي حق يختلفون على محو الأمية ؟!

الاستثمار العربي ، هنا ، هو الأفضل ؛ لأنه الأقل كلفة والأوفر مردوداً... انه استثمار يحول قنديل الزيت الشاحب الى مصباح مشع...

وما الذي يحول دون تجنيد جامعة الدول العربية أو المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة لهذه المهمة ما دامت التجارب العربية في التنمية قد منيت بالفشل الذريع في معظمها ، وما دامت الجامعة العربية (بكل أجهزتها) عاطلة عن العمل ؟!

 

لماذا لا تتحمل الجامعة العربية عبء هذا المشروع العربي المتواضع ، رغم أنه - في تقديري - لا يليق كثيراً بهيبتها التاريخية !!

"جمعية الصداقة الباكستانية - السويدية" تتقاضى من العامل الباكستاني المهاجر الى السويد أربعين كراونا سويدياً (خمسة دولارات أمريكية) في الشهر لتعلمه[ا] القراءة والكتابة باللغتين الأوردو والسويدية.... أي أن تكلفة محو الأمية هنا لا تزيد عن ثمن فنجان قهوة (كي لا أقول كأس ويسكي!!) في أي مقهى يرتاده السياح العرب في أوروبا . ولا أريد هنا أن أتحدث عن الأموال التي يبذرها بعض السفهاء العرب في سهرات حمراء في حانات أوروبا ومواخيرها .

ان هذا الأموال تكفي لمحو الأمية في العالم العربي في المشرق والمغرب .

ان القنديل الشاحب ، الذي يصير مصباحا مشعا ، لن يضيء نفسه فقط ، وانما ينير ويستنير... الا اذا أصرَّ الزعماء العرب على أن حكم الأمة العربية ، بملايينها ال 350 أسهل اذا كان عشرون بالمئة منهم أميين !!

* كاتب وأكاديمي فلسطيني مقيم في السويد.

==========================

الثورة السورية إلى الأمام و سيسقط النظام

بقلم: رضا سالم الصامت*

سوريا التي تشهد منذ أكثر احتجاجات ضد بشار الأسد و نظامه و هو الذي حكم البلاد منذ وفاة والده حافظ بالحديد و النار.- الوضع لا يطاق في سوريا و أصبح غامضا في ظل الانشقاقات في صفوف الجيش وخروج مناطق واسعة من البلاد عن سيطرة النظام في ظل عدم وجود حلول سياسية وديبلوماسية من اجل وضع حد لإراقة المزيد من الدماء، وهو ما يعزز المخاوف من دخول البلاد في أتون حرب أهلية واسعة

ففي سوريا أصبح بشار كالغول يصول و يجول و يقتل الشعب الذي خرج في احتجاجات سلمية يطالب بالتغيير و الإصلاح و ما كان هذا الشعب المؤمن، يظن أنه سيجابه بالعتاد العسكري الرهيب ، الذي لو فلح الأسد لاسترجع به هضبة الجولان المحتلة بدلا من قتل شعبه و تمزيق بلد عظيم في تاريخه و حضارته و ثقافته . ... و هو الذي وعد بالإصلاح، و خالف وعده ، قصف مدنا بأكملها و يتم أطفالا و قتل نساء و رجالا و اعتقل المئات من أبناء سوريا الشرفاء .. أبناء جلدته ... أهذا هو الإصلاح الذي وعد به شعبه ؟

 

إن هذا النظام المتعجرف حكم سوريا بالحديد و النار و القمع في ظل خروقات وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان على مدى أربعة عقود من الزمن، من أيام أبيه حافظ

فحتى المجتمع الدولي ضاق ذرعا لتصرفات بشار ،و إن قرار الجامعة العربية جاء ليزيد في عزلة بشار و أتباعه و نظامه و شبيحته لكن ليعلم بشار و مؤيديه أن شعب سوريا اختار الموت لأنه رفض و يرفض الذل و الهوان و حياة الاستبداد و القمع ، و لم يعد يرهبه الرصاص و الدبابات و القنابل ، هذا الشعب الحر يريد الحرية و الكرامة ليبني سوريا جديدة تنعم بالحرية و الديمقراطية

 

الشعب السوري يُقتل وتُسفك دماؤه ، و لا حياة لمن تنادي ، و الأزمة مستفحلة و حلها قد يصعب و أعمال القتل تتواصل و الأزمة تتفاقم كحرب داخلية طويلة الأمد، و سوف تكون كارثيةً ، رغم الصعوبات الجمّة التي تعترض طريق السوريين نحو الانتصار و المجد و الحرّية و الكرامة الإنسانية، فمنذ اندلاع ثورة سوريا قبل عام و نيف، لم يصل النظام إلى مبتغاه رغم كل المجازر و أحداث العنف و لم يصل المجتمع الدولي إلى حل يوقف هذا النزيف الدموي و بالتالي فشل فشلا ذريعا في تطويق الأزمة

 

إن هذا النظام المتعجرف صد جماهير شعبه عندما خرجوا إلى الشوارع في تظاهرات سلمية لا يطالبون شيئا غير التغيير فواجهتهم الآلة العسكرية بكل قوة فحصدت أرواحا برئية و قتلتهم و شردتهم و عذبتهم و اتخذوا ذريعة لهجماتهم على هؤلاء المواطنين العزل بكونهم جماعات إرهابية و تلك هي الأكذوبة ، التي فتحت على النظام أبواب جهنم ، مما جعله يمارس بحقد دفين سياسات تتعارض و مصلحة الشعب السوري الأبي و النتيجة تردي الأوضاع المعيشية و الاجتماعية و حتى الاقتصادية و دمار سوريا

 

النظام لم يتوانى بقتل المزيد و ارتكاب المجازر الشنيعة في حق الأطفال و النساء و الشيوخ و كأن هؤلاء الأطفال هم أيضا من الارهابيين كما يدعي نظام بشار . و لعل ما يدهش العالم و ان المجازر التي ترتكب أمام أعين العالم لا تحرك ساكنا والأسد يتلذذ في تقتيل أطفال سوريا ، لأنه فقد إنسانيته و لم يعد يهمه غير البقاء على كرسي الرئاسة ، غير عابئا بقرارات الأمم المتحدة و تصاريح كبار المسؤولين ، رغم أنه فقد الشرعية من زمان و عليه أن يحمل حقيبته و يرحل وأن يترك الشعب السوري يعيش في بلده بسلام و امن و اطمئنان

*كاتب صحفي و مستشار اعلامي

=========================

بَريدٌ عاجِلٌ إلى أُمّي!

شعر / صقر أبوعيدة

سَأَلْتُ مَواسِمَ الأَسْفَارِ عَنْ إِنْسِ

أُحَمِّلُهُ رِسَالاتٍ تَيَبَّسَ حَرْفُها الْمَنْسِي

وَأُرْسِلُها غَياياتٍ تُناغِمُ هُدْبَ عَينَيها

وَوَرْداً مِنْ غُصُونِ الْفَأْلِ قَبْلَ اللَّيلِ إذْ يُمْسِي

أَحِنُّ لَها، حَنينَ الظّلِّ لِلْغَرْسِ

أَقُولُ لَهُ: بَرِيدٌ عَاجِلٌ..

عُنْوَانُهُ..

أُمّي

*****

وَكُلُّ صَبِيَّةٍ حَنَّتْ ضَفَائِرَها إلى الْعُرْسِ

وَتَخْطُو نَغْيَةً تَسْمُو عَلى نَصِّي

أَخِيطُ لَها رِدَاءَ الشَّعْبِ وَالشَّمْسِ

مُدَثَّرَةً بِعِطْرٍ مِنْ أَغارِيدِ اللّقَاءاتِ

وَذِكْرَى مِنْ أَقَاصِيصِ الْمَسَافَاتِ

رَسَمْتُ غِلافَها بِمَواجِعِ الْقَمْحِ

وَعُنْوَاناً يَمُدُّ الْجَذْرَ في جُرْحِي

وَحُبّاً لَحْنُهُ..

أُمّي

*****

سَكَبْتُ دُمُوعَ مِحْبَرَتِي

لِمَ الأَشْعارُ تَكْبُو في مُخَيّلَتِي

وَتَهْرُبُ مِنْ يَدِي الْكَلِماتُ تَغْرَقُ في دُجَى النّفْسِ

وَتُلْقِي فَوقَ أَوْرَاقِي حُرُوفاً لَيسَ تَعْرِفُها

وَحَمْحَمَةً تَبُثُّ ثَوابِتَ الأَمْسِ

بِعَظْمِ الصّدْرِ أَرْصِفُها

إِلى أُمّي

*****

سَأَلْتُ خُيُوطَ أَورِدَتِي

عَنِ الإنْسانِ في وَطَني

عَنِ الأَسْماءِ وَالْحارَاتِ وَالشّيَمِ

عَنِ الزّيتُونِ لا يَشْدُو لَهُ قَلَمِي!

يَمُجُّ حُرُوفَهُ غَضَباً على الْكُتُبِ

وَيَذْهَلُ مِنْ عُرَى النَّسَبِ

إِذِ الرَّمْضاءُ تَقْذِفُ مِنْ مَجَامِرِها

خِصَامَ الإخْوَةِ النُّجُبِ

فَيخْبُو مِنْ أَوَاصِرِها

سَنا أُمِّي

*****

سَأَلْتُ الأَرْضَ يَمْخُرُ تُرْبَها جَسَدِي

وَأمْهَرُها دَماً يَجْرِي مِنَ الْكَبِدِ

بِلا وَجَعٍ مِنَ الأَيّامِ أَحْمِلهُ إلى وَلَدِي

أُخَاطِبُ أُمّيَ الْمَرْهُونُ في حَدَقاتِها بَلَدِي

وَأَخْطِفُ مِنْ فُؤادِ الصّبْحِ أَنْفاساً

لأَهْدِيَها إِلى أُمّي

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ