ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
د.
محمد أحمد الزعبي شاهدت
وسمعت وقرأت الكثير مما نشر حول
فيلم الإسرائيلي " سام باسيل
" المسيء للرسول الكريم ،
والذي تم تصويره على مدى ثلاثة
أشهرفي ولاية كالفورنيا
الأمريكية في العام المنصرم ،
وبتمويل أحاله البعض إلى جهة
مجهولة ، بينما أحاله البعض
الآخر إلى القس " تيري جونز
" المعروف بعدائه للإسلام ،
وبالتعاون مع عدد من الأثرياء
اليهود . وحسب بعض المصادر ، فإن
مدة الفيلم
الناطق باللغة الإنجليزية
ساعتان ، وأن موقع الyou
Tobe
قد نشر منه المقاطع المسيئة
للرسول مترجمة إلى اللغة
العربية ، ومدتها 14 دقيقة ، وأن
منتج ومخرج وكاتب الفيلم ، قد
توارى عن الأنظار في كالفورنيا
، بعد أحداث بنغازي في ليبيا ،
وأنه قد صرح من مخبئه : أنه قد
قام بإنتاج هذا الفيلم من أجل
مساعدة موطنه الأصلي( إسرائيل)
في كشف حقيقة الدين الإسلامي! . لقد
كان اللافت للنظر ، فيما شاهدت
وسمعت وقرأت ، هو أن ردات الفعل
الأكثر عنفاً ، وخروجاً عن
الاعتدال، وعن قواعد وقوانين
التعبير الحر عن الرأي ، جاءت من
دول ومجتمعات مابات معروفاً ب
" الربيع العربي " ، مصر ،
ليبيا ، اليمن ، تونس !. ومن جهة
أخرى ، فإن المواقع الفردية
والعامة المرتبطة بثورة آذار
السورية عام 2011 ، قد جات تعليقات
معظمها ( وهي تعليقات أيدناها
ونؤيدها ) على ردود أفعال الشارع
في دول الربيع العربي التي
أشرنا إليها ، في صورة " نعم
ولكن " !!. أما
ال " نعم " فلأن الشعب
السوري ، كغيره من الشعوب
العربية والإسلامية ، لايقبل
بحال أن تقوم جهة ما ، أيّاً
كانت ، بتشويه صورة الرسول
الكريم سيدنا محمد ( ص) ،
وبالتالي الإساءة إلى مقدسات
الأمتين العربية والإسلامية .و
أما ال " لكن " ، فلأن ثوار
سوريا ، يتساءلون : كيف ،أن
فيلماً سينمائياً يثير بجماهير
دول الربيع العربي هذه "
النخوة "( الفزعة) ، في الوقت
الذي لم يحرك نخوتهم هذه ، أكثر
من ثلاثين ألف شهيد من الرجال
والنساء والأطفال والشيوخ ،
ومئات الألوف من الجرحى
والمفقودين والمعتقلين ؟ ، كيف
لم يحرك نخوتهم اغتصاب حرائر
حمص ، وذبح الأطفال أمام
والديهم ، وذبح الوالدين أمام
أبنائهما وبناتهما ؟، كيف لم
يحرك نخوتهم تشريد الملايين من
بيوتهم التي دمرتها طائرات
ومدفعية وصواريخ وشبيحة بشار
الأسد ؟ ، كيف لم تحرك نخوتهم
استباحة بيوت الله ؟، وقصف
مآذنها ؟، وتمزيق مصاحفها ؟،
وذبح أئمتها ؟ ، أيضاً على يد
مرتزقة وشبيحة وحماة نظام بشار
الأسد !! ، هل نحن بحاجة إلى أن
نذكر إخوتنا وأشقاؤنا في دول
الربيع العربي بأن
شعب سورية يذبح منذ عام ونصف
العام ،علي يد نظام يضع يده في
يد النظام الإسرائيلي الذي يقف
وراء إنتاج " سام باسيل "
لفلمه القذر. إن وقوفكم ضد
الفيلم المسيء للرسول الكريم ،
يقتضي منطقياً وأخلاقياً
وقومياً ووطنياً ، الوقوف ضد كل
من هم وراء مثل هذه الأفلام
القذرة ، بصورة مباشرة أوغير
مباشرة ، ولاسيما نظامي إسرائيل
وبشار الأسد ، اللذين نضعهما
دون تحفظ ، ودون تردد ، في سلة
واحدة . إن
ماشاهداه ، في مدينة بنغازي ،
التي وصلت ردود الفعل على
الفيلم المذكور فيها ، حدّ
إراقة دماء أشخاص يعتبرون
ضيوفاً على الشعب الليبي
والحكومة الليبية ، الأمر الذي
معه ، كانت إساءة الجهة / الجهات
التي قامت بهذا العمل ، إلى
الإسلام ، وإلى الثورة الليبية
التي ماتزال في المهد ، أكثر من
إساءة الفيلم المسيء نفسه ،
سواء إلى الإسلام بصورة عامة ،
أو إلى ثورات الربيع العربي
بصورة خاصة . إن
قيام البعض في " القاهرة "
بحرق الإنجيل ، استناداً إلى
مبدأ " العين بالعين والسن
بالسن " وبالتالي القرآن بالإنجيل
، إنما هو خروج على مبادئ
الإسلام وقيمه ، لأنه لادخل
لاللقرآن ولا للإنجيل ، لابهذا
الفيلم الصهيوني ولا
بمحاولات القس المسيحي المتطرف
تيري جونز القديمة
الجديدة الإساءة إلى
الإسلام والمسلمين . فالفلم كان
موضع استنكار أقباط مصر قبل
وأكثر من غيرهم ، وإساءات القس
تيري السابقة ، كانت بدورها
موضع استهجان واستنكار معظم
المسيحيين في العالم ، وعلى
رأسهم المسيحيون العرب . هذا
ولابد من تذكير الشباب المسلم
، بقوله تعالى في القرآن الكريم
: " الذين يتبعون الرسول ،
النبي الأمي ، الذي يجدونه
مكتوباً عندهم في التوراة
والإنجيل ، يأمرهم بالمعروف ،
وينهاهم عن المنكر . الأعراف / 157
" . ========================== محمد
عبد الكريم النعيمي المدينة
المنورة
------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |