ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 26/09/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

صداع الأقليات

ابو أحمد حمدو

منذ اليوم الاول لإنطلاق الثورة في سوريا ونحن ندندن ليل نهار بأن ثورتنا من أجل حرية وكرامة الشعب السوري بكل أطيافه وأديانه ومذاهبه ،،

نقولها ليل نهار وبحت أصواتنا ونحن نجهر بها مدوية أن ثورتنا لا تستهدف طائفة بعينها أو مذهب أو دين بذاته ، انما تستهدف الظلم والفساد والرشوة والمحسوبية وتكميم الأفواه والاعتقال التعسفي والاستهتار بكرامة الانسان ،، ثورتنا لمحاربة الفساد المالي والأخلاقي والسياسي والاقتصادي ،

نحن لم نستهدف شخص بعينه لأننا استهدفنا المنظومة التي تدير الفساد بغض النظر عن دينهم او طائفتهم او ملتهم ،

فعلى سبيل المثال : هل سوف يسلم من المحاكمة والمحاسبة من سرق أموال الشعب أو استخدم منصبه لظلم الأبرياء مهما كان انتماؤه ودينه ؟؟

 كلا وألف كلا سوف يحاسب كل من أساء للشعب حتى ولو كان من أهل بيت النبوة أو من اتباع المسيح أو من سلالة يعقوب ؟؟

هذا مفهومنا منذ اليوم الاول للثورة بل قبل أن تنطلق الثورة بنصف قرن ونحن نقول : لسنا ضد العلويين كطائفة ولكننا ضد الفساد والظلم كائن من كان وراؤه ؟؟

لقد تعايش أجدادنا منذما قبل الاسلام وبعده في مساحة جغرافية تسمى بلاد الشام شملت الإغريق والفنيقيين واليهود والنصارى ومن ثم المسلمين ، وإمتزجت المصالح بينهم وعاشت كل مجموعة في حرية معتقدهم دون ان يطغى طرف على آخر ؟؟

وقد روت لنا كتب التاريخ وأسفاره صور شتى لذلك التعايش القائم على احترام الأطراف بعضها البعض والتعاون فيما بينها من اجل رفاهية الانسان ،،

هكذا علمتنا الحياة وهكذا علمنا ديننا وهذا ما تفرضه علينا قيمنا الانسانية ؟؟

إذاً ما هو الجديد حتى تشرئب أعناق الأقليات كما يسمون أنفسهم من أجل أن يستنجدون بالعالم شرقاً وغرباً ليهب لحمايتهم من ظلم قد يلحق بهم اذا حكمت البلاد أكثرية مسلمة حسب زعمهم ؟؟

إذا كان هناك قتلة ولصوص سوف تتم محاكمتم بغض النظر عن اي اعتبار ؟ لكن ان يتمترس اللصوص والقتلة بطائفتهم فهذا الظلم بعينه وهذا اختطاف للطائفة من قبل شرذمة فاسدة لا بد أن تنال جزاؤها مهما طال الزمن ؟؟

هل المطلوب أن نتسامح مع الفاسد السارق القاتل الباغي لأنه مسيحي حتى لا يزعل المسيحيون !

هل المطلوب أن نعفوا ونعطي الأمان للشبيح الذي عاث في الأرض فساداً اذا كان علوياً حتى لا يزعل العلويين ؟؟

هل المطلوب أن نربت على كتف الدرزي الفاسد ونعطيه النياشين حتى لا يتعكر مزاج أهل جبل العرب الأشم ؟؟

هل نقلد المناصب الرفيعة للفاسد من أهل السنة لكي لا يتضايق السنة في مختلف ربوع سوريا !!

هل المطلوب أن نعود الى حكم الغابة القوي يأكل الضعيف وكل مجموعة بشرية تحمي سفلتها من باب وما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد ؟؟

إن هذه النظرة للحكم والتحاكم ما هي إلا سفه وهرطقة لا يمكن أن تستوي وتستقيم لحكم قطيع خراف فما بالك بتجمعات إنسانية بشرية في الألفية الثالثة من التاريخ ،،؟

إذا كانت هذه الرؤية لا يمكن أن تقبل لعاقل فما هو الذي يريده من صدعوا رؤوسنا بالأقليات وضرورة حمايتهم والحفاظ على مصالحهم ،،

إذا كان العالم كله ينادي بالديمقراطية والاحتكام لصناديق الاقتراع ونحن نقسم لكم ونحلف ليل نهار بأننا نقبل بذالك ولو أفرزت لنا الصناديق عفاريت الإنس والجن فماذا تريدون أكثر من ذالك ، وكيف تريدون ان تقتنعوا أننا حريصون على الديمقراطية أكثر منكم ؟؟

لكن بما أنكم تعلمون مسبقاً أن الديمقراطية سوف تعطي كل ذي حق حقه وتعيد الامر الى نصابه مما سوف يفقدكم بعض المكاسب التي استوليتم عليها في غفلة من الزمن فهذا الذي لا يعجبكم ويفقدكم صوابكم ؟؟ فتارة تتمترسون خلف طوائفكم وتارة خلف العلمانية وتارة تستغيثون بالخارج استقواءً واستعراضاً وكذباً وافتراءً ؟؟

فماذا تريدون نسألكم بكل براءة وصدق ماذا تريدون !!

العودة الى الوراء أصبحت مستحيلة والمهر الذي يدفع من دماء أبنائنا ثمناً للحرية والكرامة فهو مهر غالي لا يمكن إلا أن يثمر نصراً طال الزمن أو قصر ،،

لكن ما يحز في انفسنا ويدمي قلوبنا أن الدم النازف هومن لون واحد وطيف بعينه ويامن تدعون أنكم أقليات من خلال صمتكم أو استقواؤكم بالشرق والغرب بشكل مباشر أو غير مباشر تزيدون في معاناتنا وتزداد بذالك الهوة بيننا ونخشى أن تأتي أجيال لا تتفهم موقفكم وتصنفكم على ضوء ذالك في صف القتلة فيضيع الصالح منكم بجريرة الطالح ؟؟

نعود ونسأل ماذا تريدون ؟؟!

هل تريدون ان تكون سوريا حالة شاذة عن وضع دول العالم بأسره بحيث يقوم أكثر من سبعون بالمائة من ابناء الشعب بالتوسل والاستجداء من الباقين بأن يقوموا بحكمهم ورعايتهم والصفح والغفران منهم ان يسامحوهم على جريمة تشوقهم وتطلعم للحرية !؟!؟

هل تريدون ان نقوم بتفصيل ديمقراطية على مزاجكم يكون قوامها ان الذي يحكم الدولة هو من يحصل على أقل الأصوات ،، يعني ديمقراطية مقلوبة ؟؟

أخبرونا كيف تريدون ان نتعايش في هذا الوطن ؟؟ هل تريدون من أكثر من سبعون بالمائة أن تغادر الوطن وتبحث لها عن وطن بديل في جزر واق الواق مثلاً ؟؟؟

أم تريدوننا عبيداً لنزواتكم وشهواتكم خانعين أذلاء عبيد نباع ونشترى حسب هواكم وعلى مزاجكم نذبح متى شاءت رغبتكم !! نزج في سجونكم عقوداً عدة دون محاكمة او تهمة ؟؟؟

ماذا تريدون أخبرونا ،، كلنا آذان صاغية وعقول واعية وقلوب مفتوحة ،، ستجدون منا كل التفهم وكل المرونة لأننا لم ولن نكون في يوم من الايام دعادة طائفية او دعاة إقصاء وألف وأربعمائة عام من التعايش كافية لتثبت لكم كم نحن بشر نفتخر بكوننا من جنس الإنس ولسنا وحوش ؟؟

ألف وأربعمائة عام يعيش بيننا اليهود والنصارى والصابئة والعلويون والوثنيين عبدة الشيطان وعبدة الكواكب وعبدة الفرج !!؟

يعيش بيننا الحشاشون والباطنيون والرافضة والشيعة والفساق والفجار والكفار والروم والفرس والترك والكرد والشركس والبيض والسود .... الخ ،،. فمتى انقطع تلون الطيف الذي يشكل فسيفساء المجتمع السوري ؟؟

يعيش بيننا الشيوعي والعلماني والملحد واليميني والصوفي والسلفي والإخوان المسلمين والاشتراكيون والبعثيون والقوميين وغيرهم وغيرهم .... ولم نسمع انه نادى احد برمي المخالفين له في البحر او طلب تهجيرهم ؟

هذا هو واقعنا خلقنا الله في هذه البقعة من الجغرافيا التي تسمى سوريا أو بلاد الشام او كما تشاؤون تسميتها فماذا تريدون منا أن نفعل !! هل تريدون اقتتالاً لا يبقي ولا يذر وكل يستقوي بمن لف لفيفهم حتى نجعلها خراباً ثم نجلس نندب حظنا ،،

 هل يعجبكم أو يرضيكم أن يصبح السوري لاجئاً في دول العالم يركب قوارب الموت وتنقطع به السبل وتدفع له المعونات من فتات موائد اللئام ويتحول الى متسول هنا وهناك ؟؟

خسئ وخسر وخاب كل من يتمنى أو يقبل أن ننزلق الى هذا المصير الأسود المهين الذي يخرج الانسان من دائرة الانسانية ليصبح رقماً في سجلات الامم المتحدة تحت تصنيف لاجئ ؟؟؟

العياذ بالله من هذا التصور والمصير لكن بكل أسف جلتمونا نعيش بعض فصوله بسبب تمترسكم وراء أقلياتكم وطوائفكم ومذاهبكم فماذا تريدون ...؟!؟!؟

إننا ننادي الى التعاون والتعامل فيما بيننا على مبدأ رسخه ديننا الحنيف من منطلق قوله تعالى :

 

((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)) صدق الله العظيم / الحجرات / ٨/

وقوله تعالى :

((قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ )) صدق الله العظيم

آل عمران /٦٤/

عاشت سوريا حرة أبية عاشت سوريا حرة أبية الله اكبر ولله الحمد

======================

إلى متى سيظل بشار على سدة الحكم ؟

رضا سالم الصامت*

في ظل تصاعد الإحتجاجات المطالبة بالتغيير في سورية، و تأزم الوضع في الداخل و في الخارج مع تصاعد الضغوط الدولية سواء أمريكياً أو أوروبياً و سط صمت عربي و برغم فرض عقوبات على بعض الشخصيات السورية والتي طالت الرئيس نفسه. يظل السؤال الذي يطرح نفسه : إلى متى سيظل بشار على سدة الحكم ؟ الشارع يرفضك و العالم كله يرفضك ! فقدت شرعيتك يا بشار لا تنفعك لا روسيا و لا غيرها ، أنصحك بالإستجابة لمطالب الشارع وبذلك تضمن بشكل أو بأخر رضى المجتمع الدولي. أسئلة مفتوحة لحين أن تأخذ الحكومة الخطوة المقبلة

أما عن الشارع السوري والذي ينقسم على ذاته كثيراً ويرجع ذلك إلى أسباب كثيرة ومنها: الخوف، الصدمة، انعدام الحوار الحقيقي البناء، الطائفية العرقية ، وأسباب أخرى كثيرة تختلف بمحتواها ولكن تتقاطع بنتائجها التي ستصل بسورية إلى التفكك والضعف

فمنذ أن بدأت الأحداث في أواخر فبراير 2011 كان هناك محاولات كثيرة و مختلفة لقولبتها و استغلالها سواء طائفياً أو عرقياً ولكن حركة الشارع بقيت مستمرة لتثبت بأن الثورة ثورة شباب هو بعيد عن أية إيديولوجية

في ذات الوقت صاربشار مشغولا بإدانة قرارات الإتحاد الأوروبي واعتبرها تدخلاً بسيادة سوريا ، و دعا على المستوى الداخلي إلى حوار وطني ودعا بأنه يتفهم مطالب شعبه و يحترمها واعدا اياهم بالاصلاح ، في حين أن الإعتقالات ظلت مستمرة والمدن محاصرة والإعلام غير مرحب به سوى الذي ينطق باسم الحكومة! . أما عن الحوار بين السوريين أنفسهم المثقفين أو غيرهم فقد اتخذ منحاً اخر بعيداً عن منحى الحكومة ولكن لا يقترب كثيراً من حركة الشارع ولا يمثلها ، حيث يسارع المتحاورون إلى التشكيك بوطنية بعضهم إذا ما اختلفت أرائهم أو إذا ما اختلفوا على بعض النقاط التفصيلية و لم تعد هناك اي ثقة فيما بينهم

ولم يكتفوا بذلك ، بل صارت كل مجموعة تسارع إلى إصدار بيان أو خطاب تقدس فيه أرائها و تهمش أراء الأخرين الذين لم يتفقوا معها وهلم جرا. حتى صرنا نرى في كل يوم تقريباً بيان أو خطاب جديد صادر عن نفس الدائرة ولكن بمحتوى أخر يعارض الذي قبله

وأغرب تلك البيانات هي من مجموعات يدعون بأنهم ليسوا طائفيين ومنفتحين على الأخرين ، ولكن بياناتهم تحمل في داخلها رسائل معينة تحرض على الطائفية . حيث كان أخرها ان شخصاً مع مجموعته يشجع على أن يستلم الحكم في سورية طائفة اخرى غير العلوية ! أليس في هذا اعترافاً بالطائفية و تغذيتها والعمل على زرعها؟

و مثلما هو معروف فان سورية غنية بالطوائف و الأقليات.فإذا ما تم تعزيز هذه الطوائف وتقوية الشعور الطائفي بين الناس، فإن على سورية السلام

الوضع شبه مهيأ الأن لبعض المجموعات التي تحاول استغلال الوضع لغرس ايديولوجيتها وأفكارها بين الناس ، ومن هنا ياتي دور المثقفين الذين يتوجب عليهم في هذه الظروف أن يتوحدوا للقضاء على أي حركات من شأنها أن توصل سورية إلى حرب أهلية أو إلى عهد العنصرية وعلى الرغم من الإدانة الدولية المتزايدة والعقوبات الغربية وتكثيف الضغوط الاقتصادية فإن حكم الأسد لا يظهر أي مؤشر يذكر على انهيار وشيك ، لكن مع استمرار العنف ، فان هذا الأسد سيخسر كل شيء حكمه و بلده و شعبه ، الا أن التدخل الأجنبي يبقى محتملايحذر محللون وبعض نشطاء المعارضة من أن استمرار القتل ربما يشجع الناس على حمل السلاح بأعداد كبيرة مما يدفع البلاد نحو الحرب الأهلية. و إن هناك بعض المنتمين للمعارضة الذين يرغبون في إنهاء النظام سريعًا .وهم من حذروهم دائمًا من تكرار النموذج الليبي وسيقولون الآن إن المثال الليبي نجح ويلجؤون للسلاح وعانت سوريا من الانقلابات المتكررة في الستينيات قبل أن يتولى حافظ الأسد السلطة عام 1970 ويتخلص من معارضيه.وينتمي بشار الأسد إلى الأقلية العلوية التي تمثل نحو عشرة في المائة من سكان سوريا، وأغلب المتظاهرين في الشوارع من السنة وقعت بعض جرائم القتل الطائفية في بعض المدن مثل حمص، لكن نشطاء يقولون إن مثل هذه الحوادث حتى الآن تمثل جزءًا بسيطًا من الاحتجاجاتوعلى الرغم من ورود أنباء عن حدوث انشقاقات في أوج موجة القمع العسكري فإن الجيش الحر يقف بالمرصاد حتى الآن إلى الجيش النظامي و الى الشبيحة و الشعب السوري هو من يدفع الثمن باهظا لكن بعض النشطاء لا يرون احتمالاً يذكر في الإطاحة بالأسد عن طريق مظاهرات الشوارع ويرون أن الانقلاب العسكري هو أفضل الطرق للإطاحة به، وهم يتمنون أن المطالب الغربية بأن يتنحى الأسد وفرض عقوبات محددة تستهدف مسؤولين كبارًا ربما تشجع من يحيطون بالرئيس على الانشقاق أو القيام بانقلاب عليه

*رضا سالم الصامت كاتب صحفي و مستشار اعلامي

========================

الرمي قبل التصويب

د. مهند العزاوي*

يشهد العالم متغيرات جوهرية في نمط التنافس الدولي ضمن سياسة الوصول الى المنطقة الحرجة من العالم , وتبرز ملامح الفوضى والانفلات الامني والاحتكاك الحربي الاقليمي الغير مباشر , تارة عبر الحروب الاعلامية , وأخرى بالرسائل الحربية الصلبة والنزاعات الشبحية الدائرة , وتمارس كل من روسيا والصين اعادة رسم سياستها الخارجية عبر توظيف القوى الاقليمية كمخلب جيوقاري في المنطقة , يقابله تراجع الولايات المتحدة الاميركية في ظل الركود الاستراتيجي في اتخاذ القرار والمتعلق بالانتخابات الامريكية , وكذلك الاتحاد الاوربي المنشغل في ترميم التصدعات والأزمات الاقتصادية والتي اضحت قاب قوسين او ادنى من تفكك الاتحاد الاوربي , ناهيك عن الانحسار العربي وانشغاله بترميم السياسية وتحديثها ونشهد إقليميا فشل نظرية العمق الاستراتيجي لتركيا اضافة الى هستريا الدور الايراني ونهايته الذي ثبت فشله في ميدان التطويع والإخضاع للعالم العربي , وفي خضم تلك الفوضى السياسية والامنية يذهب البعض ضمن سياسة الالهاء وخلق الفرص من الفوضى والنزاع الى التلاعب بمشاعر المسلمين عبر نشر فلم بائس او صور تعبر عن حقد منتجيها , ويمكن وصف هذه السلوكيات خرقا اخلاقيا وقانونيا وامنيا يهدد الامن والسلم الدوليين , بغية خلق واقع فوضوي يعتمد على الارتداد العاطفي الغير محسوب ليوظفه تجار الامن القومي في تحقيق الفوضى الهدامة العابرة للقيم والقوانين الدولية , وإدخال المجتمعات في اتون حرب الاديان والفوضى العائمة والأزمات المتفاعلة .

الانتخابات الامريكية

تسير عجلة الانتخابات الامريكية بقطبيها الجمهوري والديمقراطي , ومرشحيها رومني واوباما الى محطة التنافس على البطاقة الرئاسية القادمة , ونشهد تراشق الاتهامات ضمن الحروب الاعلامية للطرفين بعدم المعرفة بالسياسات الخارجية , دون الاخذ بنظر الاعتبار تداعيات السلوكيات الشخصية للحقب الماضية , وقد تخطت المحظورات الاستراتيجية المتعلقة بالأمن القومي العالمي , وخصوصا ما يطلق عليها حرب الخيار (خطيئة غزو العراق) وما خلفته من تنافس دموي لملئ الفراغ العراقي بأدوات اقليمية , حيث اشاعت ثقافة المليشيا والطائفة , وخلفت الاضطراب السياسي والأمني , ومارست شتى انواع الاستنزاف للقدرات العراقية البشرية والمالية وقد القت بظلالها على استقرار المنطقة بشكل عام.

 خارطة طريق

وعد الرئيس الامريكي اوباما في اعلان خارطة طريق للانسحاب والجلاء من العراق بشكل مسئول , تضمن ارساء الديمقراطية والعدالة وحكومة غير طائفية وعوده المهجرين .... الخ وذهبت ادراج الرياح , ومارس الهروب الى الامام من العراق دون التحسب لأهميته الاستراتيجية , وقد جرى الانسحاب الامريكي العاجل على اجنحة الفوضى الطائفية واحتلال ايراني سافر ينتهك القواعد الاساسية للقانون الدولي والتوازن العربي الاقليمي , واضحى هذا الاحتلال يستنزف الدولة العراقية ومواردها البشرية , ويخترق عناصر الامن والسلم والدوليين ويتخطى المحظورات الاستراتيجية السبع المتعلقة بأمن المنطقة كونها خزين الطاقة الاستراتيجي في العالم , واستمر اوباما في ادارة الحروب الخاصة عن بعد في دول مختلفة ضمن ما يطلق عليه الحرب على الارهاب كعقيدة محورية في مبدأ اوباما .

الرمي قبل التصويب

استدرك المجتمع الدولي مخاطر التهديدات التي يطلقها قادة الحرس الايراني بغلق مضيق هرمز , والذي يعد ممر اعالي البحار ويخضع للقانون الدولي ويصنف واحد من اهم خمس ممرات دولية للنفط والتجارة الدولية , وتستخدمه ايران كورقة ضاغطة ضمن سياسة "لي الاذرع" وقد اجرت اكثر من مناورة عسكرية بحرية وصاروخية في المضيق تحاكي غلق المضيق وإشعال حرب فيه , بغية حيازتها التقنية النووية و صناعة قنبلة نووية تقود الى شرق اوسط نووي , ويعد هذا تحديد صلب ضمن الاستراتيجية الدولية العليا , حيث شرعت 30 دولة بمناورات (12) وهي الاكبر في العالم لبسط التاثير الدولي وتثبيت المنطقة وتامين حرية الملاحة الدولية في حالة تنفيذ ايران تهديدها , وتحاكي المناورات قوس جغرافي حربي يربط مضيف هرمز بمضيق عدن تحسبا لاستخدام ايران القوة اللامتناظرة من المليشيات التابعة لها في عمليات مرادفة لغلق المضيق , وقد وصفها المختصون انه استعراض قوة لا يؤثر في السلوكيات الايرانية , ويمكن توصيفه الرمي قبل التصويب لان السياسات الامريكية هي من اوصل ايران الى قوة مارقة بالمنطقة بعد ان تخطت معادلة التوازن العربي الاقليمي.

صعود العقد الايراني

 مارست ايران الانتهازية السياسية وركبت موجة التاثير الدولي , وقد تشدقت زيفا باكذوبة المقاومة والممانعة بغية اختراق المجتمعات العربية وتمزيقها عاموديا بسلاح التفتيت الطائفي ونجحت نسبيا لعقد كامل, وقد خلقت اصطفاف طائفي سياسي مجتمعي تمخض عن انظمة طائفية تنتهج عقيدتها وتمارس سلوكياتها المدمرة , ويتزامن صعود العقد الايراني مع حروب المغامرة الامريكية وقد شكلت ايران فيها راس النفيضة لتهدم دولتين عضو في النسق الدولي والمنظومة الاقليمية وهما افغانستان والعراق وبدافع التخلص من الخصوم ومن منظور طائفي مغلف بشعارات وهمية ثبت زيفها , ولم تكتفي بذلك بل تخطت الحدود السياسية للدول العربية من خلال الذراع الايديولوجي عبر الاثير ومن خلال انشطار وتناسل وسائل الاتصال المختلفة التي تبثها اقمار عربية ناهيك عن قطيع من الاقلام المسمومة والمرتزقة السياسيين يمارسون الضخ الطائفي على حساب الدولة والوطن.

العراق انموذجا

استخدمت ايران وأدواتها السياسية في العراق " عقيدة الصدمة "وعملت على محو الذاكرة العراقية من تاريخها وانجازاتها بل وسخرت ممارسي التاثير على ترويج فكرة ان العراق لا وجود له متناسين ان العراق حضارته تمتد لأكثر من 6000 سنة قبل الميلاد , وهذا هو اسلوب المحتل الايراني ودوائره ليقتل الروح الوطنية والتماسك الاجتماعي بعد ان خلف ملايين الضحايا من القتلى والمفقودين والمعتقلين والمهجرين مقابل صمت دولي ملفت للنظر يتخطى القيم القانونية الدولية ويؤسس لثقافة الغاب.

نهاية العقد الايراني

 تشير الملامح والوقائع الى نهاية العقد الايراني الذي اتسم بخلق الاضطرابات والفتن في الجسد العربي والتمدد المليشياوي على حساب الدولة , واعتقد سيعاد رسم السياسة بالمنطقة من جديد خصوصا في ظل الهستريا الايرانية المسلحة والتي تبحث عن عدو خارجي لتصدير ازماتها الداخلية وتشغيل منظومات الحرب الباردة ضد العراق , والتي انتقلت الى العالم العربي توسعا , واعتقد ان القدرة الايرانية ترهلت كثيرا في ظل انشغالها بالقتل الطائفي لشعوب المنطقة ليقف العالم على اعتاب نهاية العقد الايراني الدموي الذي بات يترنح وفاقدا توازنه ويعيش هستريا الدم في كل موضع نفوذ لها.

المنظومة العربية

تاخر العرب كثيرا في قراءة اللوحة الاستراتيجية العربية , والدفاع عن مصالحهم كوحدة جغرافية تحكمها وشائج اجتماعية ومصالح مشتركة ومصير متصل , ويبدوا انهم لم يتحسبوا لخطورة الاختراق الايراني للدول العربية والمجتمعات الاسلامية , وقد استخدموا سياسة اللون الرمادي كوسيلة احتواء مرن لم يفهمه الطرف الاخر , وعلى العكس من القيم الاستراتيجية التي تؤكد التنبوء بالخطر والوقاية من التهديد قبل وقوعه , وبذلك تخطى العرب الوقاية وأصبح العلاج ضرورة ملحة لإيقاف هذه الفوضى الزاحفة , التي مابرحت تجرف كل انجاز عربي بل وتمحي تاريخ امة ووطن وشعوب.

توسعت ايران من خلال العراق ضمن سياسة الاقواس الى كافة الدول العربية لتعميم انموذج العرقنة النازفة , وهذا ما يحصل بالضبط حيث جرى نقل السيناريو اللبناني العراقي الطائفي الى سوريا والبحرين واليمن والسعودية ودول اخرى ضمن قائمة الاستهداف لخارطة المسار الايراني , وفي ظل نهاية العقد الايراني الدموي سنشهد نهضة عربية قادمة تنظف الفوضى , وكما اعتقد سيعاد رسم السياسة بالمنطقة وفق الاستراتيجيات الناجعة التي تعتمد على نظرية الدولة , واعتقد ان الضبابية والهروب الى الامام لترحيل التهديدات دون بحثها ووضع الحلول وتوظيف الموارد بمثابة الرمي قبل التصويب .

‏الاربعاء‏، 26‏ أيلول‏، 2012

* مفكر وإعلامي عربي - خبير استراتيجي/مدير مركز صقر للدراسات الاستراتيجية

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ