ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
المقاتل
الستة : المقتلة السادسة : الرياء
: د.
منير الغضبان أول
الناس يقضى عليه يوم القيامة : ( إن
أول الناس يقضى عليه يوم
القيامة رجل استشهد فأتي به –
فعرفه نعمه فعرفها , قال فما
عملت فيها ؟ قال قاتلت فيك حتى
استشهدت . قال كذبت ولكنك قاتلت
ليقال جريء فقد قيل . ثم أمر به
فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.
ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ
القرآن فعرفه نعمه فعرفها , قال :
فما عملت فيها ؟ قال : تعلمت
العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن .
قال كذبت , ولكنك تعلمت العلم
ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال
قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على
وجهه حتى ألقي في النار . ورجل
وسع الله عليه , وأعطاه من أصناف
المال كله . فأتي به فعرّفه نعمه
فعرفها قال : فما عملت فيها ؟ قال
: ما تركت من سبيل يحب أن يُنفق
بها إلا أنفقت فيها لك قال : كذبت
ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد
قيل . ثم أمر به فسحب على وجهه
حتى ألقي في النار ) صحيح مسلم / ح
/ 1905 . إنما
الأعمال بالنيات : عن عمر
بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : (إنما الأعمال بالنيات
وإنما لكل امرئ ما نوى . فمن كانت
هجرته إلى الله ورسوله فهجرته
إلى الله ورسوله , ومن كانت
هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة
ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه
) . صحيح البخاري ح/2549 , وصحيح
مسلم ح/ 1907 . نية
الشهادة شهادة : ( من
سأل الشهادة بصدق بلّغه الله
منازل الشهداء وإن مات على
فراشه ) صحيح مسلم / ح/ 1909 . من
قاتل لتكون كلمة الله أعلى فهو
في الجنة : (
حدثنا أبو موسى الأشعري أن
رجلاً أعرابياً أتى النبي صلى
الله عليه وسلم فقال : يا رسول
الله : الرجل يقاتل للمغنم
والرجل يقاتل ليذكر والرجل
يقاتل ليُرى مكانه فمن هي في
سبيل الله ؟ فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : من قاتل لتكون
كلمة الله أعلى فهو في سبيل الله
) . صحيح مسلم ح1904, البخاري ح/281 و
ح/3136 . وفي
رواية : (وسئل صلى الله عليه وسلم
عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل
حمية ويقاتل رياء ، أي ذلك في
سبيل الله ؟ قال : من قاتل لتكون
كلمة الله هي العليا فهو في سبيل
الله )صحيح مسلم ح/ 150 – 1904 . ومن لم
يحدث نفسه بالغزو مات ميتة
جاهلية : ((عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
" مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ
وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ
بِالْغَزْوِ مَاتَ عَلَى
شُعْبَةٍ مِنَ النِّفَاقِ " ))صحيح
مسلم / ح / 1910 . فهما
في الوزر سواء وفي الأجر سواء : عن
عمرو بن سعد الأنماري .. وأحدثكم
حديثاً فاحفظوه قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((
إنما الدنيا لأربعة نفر عبد
رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي
فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله
فيه حقا فهذا بأفضل المنازل
وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه
مالا فهو صادق النية يقول لو أن
لي مالا لعملت بعمل فلان فهو
نيته فأجرهما سواء وعبد رزقه
الله مالا ولم يرزقه علما فهو
يخبط في ماله بغير علم لا يتقي
فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا
يعلم لله فيه حقا فهذا بأخبث
المنازل وعبد لم يرزقه الله
مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي
مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو
نيته فوزرهما سواء )) الترمذي
وقال حديث حسن صحيح . قال
الله تعالى في الحديث القدسي : (
أنا أغنى الشركاء عن الشرك من
عمل عملاً أشرك فيه معي وغيري
تركته وشركه ) صحيح مسلم ح/ 2985 . إن
الله يدخل في السهم الواحد
ثلاثة نفر : (عن
خالد بن زيد قال : كنت راميا
أرامي عقبة بن عامر فمر بي ذات
يوم فقال : يا خالد اخرج بنا نرمي
فأبطأت عليه فقال : يا خالد تعال
أحدثك ما حدثني رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم وأقول لك
كما قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم : " إن الله يدخل
بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة
، صانعه الذي احتسب في صنعته
الخير ومتنبله ، والرامي ارموا
واركبوا ، وإن ترموا أحب إلي من
أن تركبوا ، وليس من اللهو إلا
ثلاثة ، تأديب الرجل فرسه ،
وملاعبته زوجته ، ورميه بنبله
عن قومه ، ومن علم الرمي ثم تركه
، فهي نعمة كفرها ")) . هذا حديث
صحيح الإسناد ولم يخرجاه "
" وله شاهد على هذا الاختصار
صحيح على شرط مسلم . حبسهم
العذر : (عن
أبي عبد الله جابر بن عبد الله
الأنصاري - رضي الله عنهما - قال:
كنا مع النبي صلي الله عليه وسلم
في غزاة فقال: (( إن بالمدينة
لرجالاً ما سرتم مسيراً ولا
قطعتم وادياً إلا كانوا معكم؛
حبسهم المرض)) وفي رواية : (( إلا
شركوكم في الأجر))(17) رواه مسلم. ورواه
البخاري عن أنس - رضي الله عنه -
قال: (( رجعنا من غزوة تبوك مع
النبي صلي الله عليه وسلم فقال:
(( إن أقواماً بالمدينة خلفنا،
ما سلكنا عبا، ولا واديا إلا وهم
معنا ، حبسهم العذر)) من لم
يغز : عن
أبي أمامة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : (عن
النبي صلى الله عليه وسلم
قال من لم يغز أو يجهز
غازيا أو يخلف غازيا في أهله
بخير أصابه الله بقارعة قال
يزيد بن عبد ربه في
حديثه قبل يوم القيامة ) أبو
داوود بإسناد صحيح ح/ 2503 . فيا
أسادنا العظام قد رأيتم طريق
الجنة وطريق النار والمقاتل
الستة فاختاروا أيها شئتم . وثقوا
أننا معكم في قلوبنا وأرواحنا
لكن حَرمَنا من أوطاننا وجهادنا
من نرجو أن يحرم الله عليه الجنة
. منذ
خمسة وثلاثين عاماً ونيف . ونحن
واثقون إن شاء الله أنكم
ستكملون الطريق . وتستلموا منا
الراية . ونرجو الله تعالى أن
يحقق نصره و موعوده بكم حين
عجزنا نحن ذلك , فأنتم قد
اصطفاكم الله تعالى لحملها .
والله معكم ولن يتركم أعمالكم .
سدد الله خطاكم وجمعكم على قلب
أقوى وأتقى رجل منكم . ======================== على
أبواب دمشق ... جراحات ومآسي قلم
غسان مصطفى الشامي يتعاظم
الوجع السوري يوما بعد يوم
وتشتد وطأة الحياة على الشام
وأهلها المجاهدين الابرار ..
شلالات الدماء والمجازر
الوحشية متواصلة والأشلاء
البشرية متناثرة هنا وهناك ...
شهور طويلة تعيش الأحياء والمدن
الشامية مجازر يومية خلفت أكثر
من 20 ألف شهيد وأكثر من 120 ألف
جريح .. سلامٌ عليكِ يا شام
الإسلام يا شام العروبة .. سلامٌ
عليكِ يا حلب الشهباء .. سلام
عليكِ يا حمص الشهداء .. سلام
عليكِ يا درعا الأوفياء .. ها
هي الشام درة الوطن العربي
وزهرته تعيش أيام وليالٍ طوال
تحت ضربات الصواريخ وأزيز
الرصاص وتفوح رائحة الموت في
طرقتها وزوايها وضواحيها.. لقد
أفسد النظام الحاكم معاني
الحياة الجميلة في الشام.. ودمر
التاريخ والآثار العريقة .. في
دمشق في حلب في حمص في كل مكان من
الشام تسير فيه تشتم رائحة
التاريخ الإسلامي العريق، كيف
لا وقد كانت دمشق عاصمة الخلافة
الإسلامية في العهد الأموي
وكانت محط الأنظار وبلد يشع
بالعلم والنور والنماء يتوافد
إليها الرحالة والمفكرون من شتى
أصقاع العالم ... ها هي الشام
اليوم تعيش حزنا كبيرا ومآسي
وجراحات وآلام تتنقل بين المدن
والحارات بينما يقف العالم
الأممي يتفرج على ما يحدث في
الشام ولا يتحرك قيد أنملة لكي
يحمي أبناء الشام ويوقف المجازر
اليومية بحق أبناء الشام .. إن
الشام اليوم بحاجة إلى دعم
ومساندة من جميع أبناء الأمة
الإسلامية والعربية ومن أحرار
العالم من أجل أن يحيا الشعب
السوري حرب أبي .. إن الشام بحاجة
إلى من يضمد جراحها ومن يعيد
البهجة والسرور إلى أطفالها
وشيوخها ومن ينقذ لاجئيها من
التشرد والعيش الأليم في الخيام
وبين حر الصيف وبرد الشتاء
القارس . لك
التحية يا شام العزة من فلسطين
الأبية .. لك التحية يا شام وأنت
اليوم في معركة التحرر من هذا
النظام الفاشي .. لكِ التحية يا
شام وأنت اليوم تدافعين عن
الإسلام وعن شرف الأمة ... يا أهل
الشام .. اقتربت لحظات الحرية
واقتربت لحظات النصر المبين
بإذن الله .. ابقوا صامدين
ثابتين ولن يخذلكم الله أبدا .. إلى
الملتقى ،، ===================== مِشْعَل
يُسْقِط آخِر أَورَاق النِظَام
السُوري د.
إبراهيم حمّامي عبارة
مختصرة وقصيرة تلك التي كانت
القاصمة لنظام الاجرام في دمشق،
كلمات معدودات أفقدتهم صوابهم،
وأصابتهم بالهذيان، وأطلقت
لشتائمهم العنان. هذا هو
حال الاعلام الرسمي السوري الذي
ما عودنا إلا كذباً وفجورا،
الذي أصيب نظامه فيما يبدو في
مقتل، وقد سقطت آخر أوراقه من
المتاجرة بفلسطين وقضيتها
ومقاومتها، سقطت ادعاءات
المقاومة والممانعة الصوتية
الكاذبة، لنظام قتل من
الفلسطينيين أضعاف أضعاف ما
قتله الاحتلال، وهذه حقيقة لا
تقبل الجدال لا من قومجي ولا من
عربجي! في
أنقرة، وفي مؤتمر حزب العدالة
والتنمية قال خالد مشعل: "رحبنا
بثورة مصر وتونس وليبيا واليمن
ونرحب بثورة الشعب السوري الذي
يسعى للاستقلال وان يملك قراره
وان تتوقف الدماء الذكية لهذا
الشعب العظيم، نرحب بثورة الشعب
السوري نحو الحرية والكرامة". موقف
لم يخرج عن إجماع كل أحرار الأرض
برفض جرائم النظام البعثي
الطائفي، جاء بعد أشهر طوال من
الحياد وعدم التدخل، وسياسة
أُسميت "الصمت الايجابي"،
وخروج من دمشق دون ضجيج إعلامي،
في محاولة لعدم إحراج النظام من
باب الوفاء كما تقول حماس، بغض
النظر إن كان هذا النظام المجرم
يستحق الوفاء أم لا. خرج
التلفزيون الرسمي السوري
بتقرير مطول يردح فيه وينوح،
مهاجماً رئيس المكتب السياسي
لحركة حماس، وينعته بكل الصفات،
بل يحاول أن يدق الأسافين بينه
وبين أهل غزة، ليمر على رئيس
الوزراء التركي أردوغان
والرئيس المصري مرسي ليسميهم
"فرقة الطبالة". لقد
قلنا مراراً وتكراراً أن الثورة
السورية هي الثورة الكاشفة،
وأكثر ما كشفت هو حقيقة هذا
النظام الطائفي المجرم، الذي
تغنى بالمقاومة والممانعة
المزعومة ليبرر جرائمه، لينقلب
اليوم على المقاومين أنفسهم
لأنه اختلف معهم أو اختلفوا
معه، وليصبحوا ألد الأعداء
بنظره. هذا هو
النظام السوري، وقد أسقطت
عبارات خالد مشعل آخر أوراقه،
بل أسقطها هو بغبائه الذي
اعتدنا عليه. أما
للسيد خالد مشعل فنقول ما قاله
الناس عند سماعهم تقرير تلفزيون
النظام الرسمي، وهذه عيّنة: @queenperfume
خالد مشعل الآن اصبح طبالا ؟؟
بعد ما هرب بجلده وهل ما زال في
حكومتك حياء تتكلم عن القدس وهي
تذبح لحمها ودمها ?
أبوق النظام تكرر نفس الخطاب
الخشبي ضد خالد مشعل (حرروا
فلسطين ثم انتقدوا سوريا)
الجولان تهديكم السلام! @anasaltikriti
بعد الهجوم الشرس لأدوات النظام
السوري الإعلامية ضد خالد مشعل،
ألم يحن الوقت كي يتوقف البعض عن
الحديث عن "الممانعة" و "المقاومة @lmushawah
طبال ، عميل صهيوني ، باع
المقاومة ، اخر القاب خالد مشعل
من قبل سوريا وإيران بعد تصريحة
لاول مرة بدعم الثوار @jalshamsi777
تأكدت أن رئيس المكتب السياسي
لحماس خالد مشعل حر شريف مخلصا
لأمته العربية! لماذا؟ النظام
السوري يتهمه بالخيانة @DrHamami
محسن العواجي: أي تخوين من
النظام السوري ضد مشعل هو وسام
شرف له لأنه لما وضع قضية سوريا
في الميزان لم يساوم على دينه
ولاعروبته ولاإنسانيته @AliNahar
سبحان مغيّر الاحوال : النظام
السوري ينقل "خالد مشعل من
منصب "مقاوم وممانع" الى
منصب "خائن وجاحد @sselkhatib
تلفزيون سوريا فاشخ خالد مشعل
عشان شارك في مؤتمر حزب العدالة
والتنمية التركي وواخد في سكته
كمان مرسي ومسميهم "فرقة
الطبالة @jifsyria
مشعل صار خاين هلا شي زريف
هالممانعة انتقائية @wfbbr
اعلام الاسد يخون المجاهد خالد
مشعل كيف تجتمع المقاومة مع
الدكتاتورية والاستبداد ? @Sun4Freedom
الله يعينو لخالد مشعل بلش
تلفزيون نظام سوريا ينتفو ويجرح
فيه واخرجو من نادي المئاومة
شيتون وقال شو مقاوم مشرد @alkorany
التلفزيون الأسدي يشن هجوما
لاذعا على خالد مشعل رمز
المقاومة السابق عندهم لأنه فقط
تحدث عن معاناة أبناء سوريا
بالفعل كل يوم يثبتون مقاومتهم @dawodm
اعلام ?بشار
يصف خالد مشعل بأنه مقاوم مشرد.
خالد مشعل مشرد بفعل الإحتلال
لكنه يبقى مقاوما أما النظام
المجرم فهو يحتل سوريا ويتاجر
بالمقاومة @abood9429
خالد مشعل فسخ الخطوبة بينه
وبين نظام بشار في تصريح له "أخيراً
" عن الثورة السورية قد أدرك
ولو بشكل متأخر أن البقاء "للشعب" وأخيراً
... شكراً
يا خالد مشعل، فبكلماتك سقطت
آخر أوراقهم لا
نامت أعين الجبناء ========================= د:
محمد ابريجا * تقديم: إن من
علامات الاضطراب في أنظمتنا
التعليمية ، ذلك الغموض الذي
يواجهنا عندما نطرح سؤال
الغايات التي نرومها من خلال
تعليمنا، وينضاف إلى هذا
السؤال، سؤال آخر بنفس درجة
الأهمية وهو سؤال المنهجية، وما
هي أنجع الطرق الموصلة إلى
الغايات المرسومة؟ إن ما هو
واضح غياب أهداف وغايات واضحة
ومحددة، لنظامنا التعليمي، وإن
حضرت في الوثائق الأدبيات
والتشريعات تحضر في سياقات
غامضة، وتتحدث عن نفسها بلغة
"تقنية ركيكة" كما هو واضح
مثلا في نص "الميثاق الوطني
للتربية والتعليم"الذي هو
وثيقة الارتكاز في تعليمنا، حيث
نجد مثلا فيما يسميه بالغايات
الكبرى يتحدث عن غايات: -
جعل المتعلم بوجه عام،
والطفل على الأخص في قلب
الاهتمام. -
تزويد المجتمع بالكفاءات من
المؤهلين والعاملين الصالحين -
تزويد المجتمع بصفوة من
العلماء وأطر التدبير، -
إفعام المدرسة بالحياة إن
المتأمل في هذه الغايات يقف على
غموض تام، وعلى رؤية قاصرة
محدودة الأفق، لا ترتفع بهمة
المتعلم إلى معالي الأمور، وتمت
صياغتها بلغة خشبية فارغة من كل
روح ومعنى، وتم التركيز على "توجه
سوقي" بحيث يصبح همنا تكوين
تقنين وربط المدرسة بحاجيات
السوق، عوض أن تكون أولا وقبل كل
شيء مكانا للتربية على المبادئ
العليا، وعلى حب العلم والعمل،
واكتساب مقومات النجاح في
الحياة ككل لا تسخير النشء
لخدمة حاجيات الشركات
والمقاولات وتسهيل إدماجهم ضمن
ماكينة مصالح الرأسمالية
المتوحشة.
إن نجاح أي نظام تعليمي
يستوجب الوضوح التام في الهدف
والغاية والمقصد، الذي يسعى إلى
تشكيل فكر ووجدان النشء عليه،
ويتطلب كذلك استشعار المسؤولية
من طرف المعلم والمتعلم، وكذا
الإحسان والإتقان في اختيار
الوسائل الكفيلة بتحقيق الهدف
والغاية المقصودة. * سؤال
الغاية في تعليمنا:
يفتح لنا الإسلام الدين
القويم الذي ارتضاه الله لنا،
أفقا شاسعا لتفكيرنا وحياتنا،
وذلك حينما يعتبر الإنسان السوي
والقويم والنجيب، هو ذلك الذي
يجمع في تفكيره وسلوكه همي
الدنيا والآخرة، ويجمع هم مصيره
الفردي، والمصير الجماعي
لمجتمعه وأمته، وقبل ذلك أقرب
الناس إليه والديه وأقاربه
وأسرته، ولذلك فإن الغاية من
التعلم تبعا لذلك تتحدد كما يلي: * أولا:
الاستجابة للنداء الخالد"
أقرأ باسم ربك الذي خلق" إن
التعلم هو استجابة لنداء رباني
خالد، افتتح الله تعالى به
القرآن الكريم، وقال سبحانه:
"أقرأ باسم ربك الذي خلق خلق
الإنسان من علق أقرأ وربك
الأكرم الذي علم بالقلم علم
الإنسان ما لم يعلم"، وهذه
الآية الكريمة الرائعة الجمال
والبيان، الساطعة الأنوار،
الكاشفة عن عظيم كرم الله تعالى
ولطفه بالإنسان، دعوة بصيغة فعل
الأمر إلى الشروع المباشر في
القراءة والتعلم، وبعد هذه
الدعوة وهذا الأمر الإلهي، يضيف
الله تعالى العلم إلى ذاته
العلية، فكل علم ومعرفة فهي منه
سبحانه، ولذلك أضافها إلى إسمه،
ثم يذكر الله تعالى الإنسان
بأصله وخلقه، وكيف خلقه وأخرجه
من عدم إلى وجود، ومن ضعف إلى
قوة، ومن حقارة ومهانة إلى عزة
وكرامة، في قصة الخلق الأول خلق
آدم عليه السلام من طين لازب،
وبعده خلقت ذريته من ماء مهين
حقير، وكأني بالآية الكريمة
تقول للإنسان إذا رمت خروجا من
وضع الذل والمهانة والاحتقار
إلى مقام العزة والتكريم، فعليك
بالتعلم، عليك بالقراءة، ولذلك
قال سبحانه: " والله أخرجكم من
بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا
وجعل لكم السمع والأبصار
والأفئدة لعلكم تشكرون" وإن
من أعظم كرم الله تعالى على
الإطلاق على الإنسان، هو
التوفيق إلى سبل التعلم واكتساب
المعرفة، ولذلك على الإنسان أن
يستحضر دوما هذا المقصد العظيم
وهو كونه عندما يسعى في طلب
العلم أنه يكون في معرض
الاستجابة لنداء رباني عظيم. *
ثانيا: السعي في طلب العلم عبادة
عظمى: يقول
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من خرج في طلب العلم فهو في
سبيل الله حتى يرجع" ، ولذلك
فعلى متعلمينا، أن يستشعروا هذا
المعنى الجليل، وهو أنهم في
عبادة ما داموا يطلبون العلم،
ويحسن بمن يقف في محراب
العبادة، أن ينزه نفسه عن الكسل
واللهو واللامبالاة، بل إن فضل
العلم والعلماء أعظم من فضل
العبادة والعباد، وكان الجمع
بين مقامي العلم والعبودية لله
أرقى المقامات، وكيف يكون عالما
من لا يتبعد الله تعالى بكل
حركاته، وكيف يكون عابدا من
يعبد ربه عن جهل، وفي هذه
العبادة يجب أن يكون دعاء
الإنسان، كدعاء رسول الله الذي
كان يستعيذ بالله من علم لا
ينفع، وفيما عاداه يبتهل إلى
الله تعالى "وقل ربي زدني
علما" *
ثالثا: البعد الاجتماعي في طلب
العلم: يقول
رسول الله صلى الله عليه وسلم:"
من جاءه الموت وهو يطلب العلم
ليحيا به الإسلام فبينه وبين
النبيئين درجة واحدة في الجنة"،
ولذلك فالعلم الحقيقي هو العلم
الذي يحي الأمة بالإيمان وينور
المجتمع بنور العلم والمعرفة،
وينشر قيم العدل والإنصاف،
والتكافل الاجتماعي، ومقياس
تقدم الأمم هو مستوى تعلم
أبناءها والأهم منه مستوى
تخلقهم، إذ لا فائدة من علم بلا
أخلاق، وهو العلم الذي أمرنا أن
نستعيذ بالله منه، ولذلك
فالمتعلم مدعو لرد الجميل
لمجتمعه وخدمة أبناء وطنه،
والاستعداد لأداء دور ايجابي
فيه، يصونه ويدافع عنه إذا
تهدده خطر من الخارج، ويحميه
أيضا من تسلط المستبدين في
الداخل، ويضرب بسلطان العلم على
يد كل ظالم. *
رابعا: إسعاد الوالدين وإدخال
الفرح على قلبيهما: يتحمل
آباؤنا عبء كبيرا جدا في سبيل
تهيئ الظروف الملائمة لتعلمنا،
وإن من عقوق الأبناء لآبائهم،
أن تكون لهم فرصة متاحة لإدخال
الفرح على قلوب الآباء وإسعادهم
ثم لا يفعلون ذلك، ويفوتون على
أنفسهم فرصة النجاح وعلى
والديهم فرصة الفرح بهم
وبنجاحهم نظرا للامبالاة
والكسل وقلة اهتمامهم، ويجب أن
يعرف المتعلم أنه مهما بلغ
اهتمامه بنسفه فلا يصل إلى درجة
اهتمام والديه به وشفقتهما
وعطفهما عليه. *
خامسا: نجاح المشروع الشخصي
كغاية للتعلم: قد
ينتقدنا البعض عندما جعلنا
المشروع الشخصي في الترتيب
الأخير، ولكن أعتقد أن المشروع
الشخصي لا قيمة له بدون التأسيس
على الغايات السابقة، فما قيمتك
أيها المهندس ويا أيها الطبيب،
ويا حامل الشواهد العليا، إذا
كان ما بينك وبين خالقك خراب،
وكنت تغش الذين وكلت لخدمتهم،
وتجعل همك جمع المال من حلاله
وحرامه ولا تبالي، وتتقاضى
العمولات والرشاوى، ولا تلتزم
بمبدأ العدل والإنصاف في عملك،
ما قيمة شواهدك إذا أخذت العزة
بالإثم وحشرتك أباك وأمك في دار
العجزة، وأهملتهم وهم الذين
افنوا عمرهم في خدمتك لكي
تستقيم رجلا، وإذا بك من أجل ما
تسميه"طموحا شخصيا"
تجازيهم بالإهمال، لا قيمة
للنجاح الشخصي إذا لم يؤسس على
الغايات الكبرى التي ذكرناها . * سؤال
منهجية التعلم والدراسة: إن
وضوح الغاية من التعلم أمر مهم
جدا، ولكنه يتعلق بأمر ثان، لا
يقل عنه أهمية، وهو منهجية
التعلم، وإن تقصي تفاصيل حياة
الأشخاص الذين وفقوا للنجاح،
يجعلنا نقف عند ثلاثة قواعد
أساسية لاشك أنها عوامل حاسمة
في النجاح ومعينة على الصمود
إلى الغايات والأهداف التي نعمل
من أجلها، وهذه القواعد هي: *
التركيز والقصد: وتشير
هذه القاعدة إلى معاني مهمة: -
الأول: عام ينصرف إلى تحديد
الهدف بوضوح ودقة، والحرص على
أن يكون هدفا واقعيا قابلا
للانجاز، وهذا يفترض توافقا
وتوازنا بين القدرات وبين الهدف. -
الثاني: يتعلق بالهدوء الذي
يجب أن يكون سمة نفس المتعلم،
ذلك أن النفس المضطربة لا تقوى
على التعلم، وإن من الأسباب
المحققة لهدوء النفس، استبعاد
الأفكار والإيحاءات السلبية،
وذلك بوضع برنامج واضح وحازم لا
يترك مجال لتصرم الأوقات، وإلا
فإن المعرض أكثر للتأثيرات
السلبية الخارجية هم من يشتغلون
بدون برنامج ويكونون جزء من
برامج الآخرين. -
الثالث: ونقصد به هدوء يجب
أن يميز مكان التعلم، والذي يجب
الحرص على تنظيمه والعناية
الفائقة بنظافته، حتى يكون
مجالا هادئا مريحا، ويجب أن
يكون مضيئا، وهناك مكانين مهمين
في التعلم وهما البيت والقسم،
فعلى المتعلم أن يكون له فضاء
هادئ للتعلم في بيته يعينه
أبواه ويحرصان على توفيره، لأن
من ألف الهدوء والسكينة في
بيته، حري أن تنتقل معه هذه
الصفة إلى المجالات التي يلجها
فيما بعد، والمكان الثاني هو
القسم، وهو فضاء للتعلم يجب أن
نحقق فيه الهدوء ونستحضر دائما
أن الفضاء فضاء مشترك بيني وبين
غيري من الأصدقاء والأحباء
والأقران، ومرفق عام يجب أن
أصونه كما أصون بيت الله، وأصون
بيتي ومسكني. -
الرابع: راحة البال ولا تأتي
إلا بالصدق، وقد صدق الرسول صلى
الله عليه وسلم حين قال:"
الصدق طمأنينة"، ومن أكبر
مراتب الصدق، الصدق مع الذات
ومصارحتها وهي التي تميل إلى
الدعة والكسل، بجهلها وحاجتها
الماسة إلى العلم والمعرفة،
واحتياجها إلى العمل بما
تعلمته، ولذلك فإن الغش في
الامتحانات والغش في انجاز
الواجبات الدراسية المنزلية،
نوع من خداع الذات والكذب
عليها، يستحيل لمن درج على هذه
الصفات الذميمة أن يحس براحة
الضمير ويجد لذة التعلم، ويصل
إلى المراتب العلية. *
تنظيم الوقت:
إن رأسمال الإنسان في
الحياة هو وقته، فما عمره إلا
هذه الأوقات التي يجب أن يشغل
نفسه فيها بما يفيد، وإن
المغبون، من حرم التوفيق إلى
العمل الصالح في أوقاته، وصدق
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"نعمتان مغبون فيهما كثير من
الناس الصحة والفراغ" وقد كان
العلماء العاملين يراقبون الله
في أوقاتهم، وينظرون ماذا عملوا
في كل نفس من الأنفاس يصعد، أما
نحن فحالنا أن معظم أوقاتنا إذا
لم تضيع فيما لا ينفع تبخرت فيما
لا ينفع ولا يضر، والحق أننا يجب
أن نفكر في إدارة أوقاتنا
بعقلية التاجر، فلا نصرف وقتنا
إلا فيما يدر علينا ربحا ويعود
علينا بنفع، ويجب أن نعرف أن حسن
تنظيم واستثمار الوقت يوفر لنا
نصف الوقت ونصف الجهد، ولذلك
فيحسن بمتعلمينا ضبط أوقاتهم
فلا تضيع مثلا بمتابعة مبارايات
كرة القدم خاصة بحضور الواجبات
وتراكمها، وعليهم الحذر من
تضييع أوقاتهم في المواقع
الاجتماعية التي تمارس تأثيرا
عليهم وتأكل أوقاتهم كما تأكل
النار الحطب، وعلى المتعلمات أن
يحذرن أن يصبحن فريسة لهذا
الوباء المسمى مسلسلات وعلى
تلميذاتنا أن يطرحن على أعناقهن
هذه السلاسل والأغلال التي تنقل
إليهن قيم سلبية ومظاهر سلوكية
مشينة ليست من ديننا ولا من
قيمنا، وعلى الآباء مراقبة
أبناءهم وحمايتهم من وسائل
التدمير المعاصرة، والحرص على
استفادتهم منها بأقل الأضرار،
وعلى الآباء كذلك أن يحرضوا على
استفادة أبناءهم من الوقت من
أول النهار، ويحسن بهم إيقاظ
أبناءهم لحضور صلاة الصبح
وتوجيهم لاستثمار وقت ما بعدها
في دراستهم، ومن أجل ذلك وجب
الحرص على نومهم المبكر.
*
ترتيب الأولويات:
إن من أهم الرزايا التي
رزئنا بها الفشل في تحديد
الأولويات في الحياة وترتيبها
الترتيب الصحيح ، وإن مما استقر
عليه العقلاء أن الأعمال في
الأوقات أربع أصناف تتدرج حسب
أهميتها من: -
المهم المستعجل - المهم غير
المستعجل - المستعجل غير المهم -
غير مستعجل وغير مهم وعلى
متعليمنا وتلاميذتنا أن يعرفوا
أن لهم دورا ورسالة، فهم طلاب
علم، وطلاب الآخرة فـ"أعلم
أنه لابد لك من نصيبك من الدنيا،
وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج،
فابدأ بنصيبك من الآخرة فيمر
بنصيبك من الدنيا، فينظمه لك
نظما"، فابحث عن أولوياتك
ورتبها ، ومن خلالها تحدد أهداف
محصورة في الزمان، وترتبها حسب
درجة الأهمية ثم تقوم بالأعمال
المحققة لأهدافك، (مثال: لديك
وعاء فارغ وتريد أن تملؤه بأربع
عناصر من المواد الأحجار،
الرمل، الماء، الحصى، فيجب أن
تسبق الأحجار الكبيرة التي هي
بمثابة الأهداف الكبرى، ثم
بعدها الحصى، فالرمل ثم الماء)،
ولابد لطلابنا وهم الطامحون إلى
النجاح في الدنيا والآخرة، أن
يأخذوا أنفسهم بالعزائم
والصرامة، ويحذروا التراخي
والاستسلام للواقع وللتأثيرات
السلبية، وأفضل الناس من يتحرى
صفوة الأوقات لصفوة الأعمال. ======================== الشباب
العربي بين الأمية السياسية و
الوعي السياسي الدكتور
عادل عامر إقامة
أنظمة ديمقراطية تحترم
التعددية وحق الاختلاف
والتداول السلمي للسلطة وحقوق
الإنسان وحرية التعبير
والتفكير وحرية الفرد. وقد نجحت
شعوب أوربا الشرقية في ناضلها
والآن تتمتع بأنظمة ديمقراطية
لا تختلف كثيراً عن تلك التي في
أوربا الغربية التي سبقتها في
هذا المضمار لمئات السنين.
لذلك، نعتقد أنه قد حان الوقت
للشعوب العربية أن تلعب ذات
الدور، ولا بد من أنها ستنتصر،
فالتطور سنة الحياة. ازدادت
أهمية هذا المؤشر في النظريات
الاجتماعية الجديدة في مجال
التنمية، حيث أصبحت العناية
تتجه لإبراز الأدوار الهامة
التي تلعبها المعرفة في مجال
التنمية الإنسانية الشاملة نحو
إقامة مجتمع المعرفة. إنهما
معاً يضعان الأصبع على مواطن
الخلل في أنظمتنا في التربية
والتعليم ويشخصان بكثير من
الجهد والجرأة غربة العرب عن
مجتمع المعرفة. . إن
نتائجهما العامة تدعونا إلى
إعادة بناء التحديات الأكثر
خطورة في الحاضر والمستقبل
العربي فنحن نتحدث منذ عقود من
الزمن عن التحدي التكنولوجي وما
يترب عنه من نتائج في مجالات
المعرفة والمجتمع والإنتاج في
العالم العربي ونغفل بناء ما
يعتبر الأصل في تبلور هذا
التحدي. ونقصد بذلك مبدأ تعميم
التعليم وتوسيع دائرة
المتعلمين أولاً وقبل كل شيء،
فلا يمكن أن نتحدث عن تحد
تكنولوجي بدون بلوغ مراتب محددة
من درجات العمل الهادف إلى
القضاء على الأمية المتفشية
بصورة مهولة في أوساط ناشئتنا
من الإناث والذكور، وبدون أن
ننجز الإصلاح المطلوب في
الأنظمة التربوية والتكوينية
السائدة. تساعدنا أرقام الأمية
الواردة في التقرير، على إدرك
فشل سياسات التعليم في كثير من
الأقطار العربية، وهو الأمر
الذي يؤكد مطلب الإصلاح في
مجالات التربية والتعليم
المختلقة إصلاح أنظمة التعليم
والمعرفة، ومحاولة الاستفادة
من المكاسب والمنجزات التي
حققتها الأنظمة التربوية
الجديدة، في مجال مقاربة
الظواهر التعليمية في مختلف
مستوياتها وإبعادها وهي
تساعدنا كذلك على تفسير كثير من
مظاهر التقليد المنتشرة في
عالمنا، سواء في المجال السياسي
أو في مجال العقائد والأفكار،
أو في مستوى انتشار آليات ورؤى
الفهم الأسطوري للظواهر
الطبيعية والإنسانية. ولا يمكن
مواجهة كل ما سبق إلا بوضع
مخططات في التنمية تعطي لعامل
تعميم وتوسيع وتطوير المعرفة
داخل المجتمعات العربية، دوراً
فاعلاً في مشروع مواجهة ظواهر
التطرف التي صنعت كثيراً من
البؤس التاريخي المعمم في
مجتمعاتنا. . فلا
جدال اليوم في الدور الذي
تمارسه المعرفة في مجال بلوغ
الغايات الإنسانية الكبرى
المتمثلة في الحرية والعدالة
والتقدم، ولن نتمكن من ولوج
أبواب التحديث السياسي بدون
محاربة آفة الأمية المنتشرة وسط
ملايين الشباب في العالم العربي.
ولكن الديمقراطية ليست بلا ثمن،
ولم تتحقق بسرعة وبسهولة وسلاسة
في أي بلد في العالم، بل ولدت
عبر مخاض عسير وعمليات جراحية
قيصرية. فالديمقراطية لا تولد
متكاملة ولن تكتمل، بل هي
صيرورة تراكمية تبدأ بحقوق
بسيطة، بـ 10% ثم 20% وهكذا تنمو مع
الزمن وعبر نضال الشعوب ووفق
نمو وعيها بحقوقها وتطورها
الحضاري. وتاريخ أوربا يؤكد صحة
ما نقول. كذلك، يجب التوكيد على
أن الديمقراطية تنشأ في كل بلد
بطريقة مختلفة، فظروف دول أوربا
الشرقية تختلف عن ظروف البلاد
العربية. ففي الأخيرة توجد
معوقات كثيرة للديمقراطية لم
تكن موجودة في غيرها من
البلدان، مثل المنظومة
الفكرية، والموروث الاجتماعي culture
، والصراعات بين مكونات شعوبها،
الدينية والطائفية والأثنية.
كذلك هناك الحركات الإسلامية
والسلفية والأصولية الدينية
الممانعة للعلمانية ودولة
المواطنة التي هي شرط أساس
لقيام النظام الديمقراطي
الحقيقي. على أية حال ورغم هذه
الاختلافات هناك مقاربة وتشابه
أيضاً، فالشعوب الأوربية التي
سبقتنا في الديمقراطية، هي
الأخرى مرت بصعوبات ومعاناة في
مرحلة محاكم التفتيش وعصر
النهضة والتنوير، فالانتقال
إلى الديمقراطية لم يكن سهلاً
ولا سلساً. فالطمأنينة هنا تكون
كاذبة لان كثرة الهزائم
المتعاقبة , والاحباطات
المتتالية اصابتنا بشيء من
الماسوشية او التلذذ بجلد الذات
وهجائها, وصرنا نتداول تلك
المقولات كما لو انها ايقونات
لنبرهن لبعضنا , وربما لانفسنا
اولا, بان ما لحق بنا من هزائم
كنا نستحقه, بينما مراجعة
الواقع الذي كنا عليه, ونحن
مسحوقين في نفوسنا هو غير
الحاضر المختلف الذي نعيشه الآن,
وهو يبرهن اننا نمتلك قوة الحب,
فالاوطان الغنية بحب شعوبها لا
احد يجرؤ عليها لا من داخلها ,ولا
من خارجها, ولا تجرؤ قوة مهما
كانت ان تستعبدها فالحقيقة
دائما صغيرة, ومتواضعة كنقاء
الفجر, وما قاله دايان اثبتته
حرب اكتوبر عام 1973 حين استطاع
وامتلك العرب الحد الادنى من
الالتئام فانتصروا على نزعات
الخصومات, والنرجسية الفردية, فربيع
الثورات العربية طافت الدماء
وفاضت فيه, ولم يعد في التراب
مكان الا وتعطر برائحة الارض
الطيبة فينا, وهناك فارق كبير
بين من يبدلون مواقفهم بفعل
تطور الوعي, وبين من يتعاملون مع
اصعب المواقف كما لو انها ثياب
داخلية تتغير يوميا, فهناك
مفكرون, وسياسيون يبدلون
مواقفهم, ويعدلونها بعد سنوات
النضج, لهذا تصنف اعمالهم من بين
اعمال الشباب. فالثورات العربية
التي نراها هذه الايام تمارس
دورها في اختبار المواقف فمن
كانوا ضدها حتى ربع الساعة
الاخير من عمر النظم السابقة
اصبحوا الان على يسار من يهتفون
, ويرددون شعاراتها, وتلك على ما
يبدو مهنة لا يجيدها الا من
تدربوا جيدا على الاستجابات
البطيئة, او الفورية لما يجري,
ويطرأ من احداث وكنا نحسب ان هذه
المدرسة الذرائعية افتضح امرها,
وانهى الوعي الشعبي أن
الإنسان لا يبحث عن الديمقراطية
والليبرالية وحرية التعبير...الخ
إلا بعد إشباع حاجاته الأساسية (basic
needs)
مثل: الغذاء والشراب، للحفاظ
على الحياة، وإشباع غريزة الجنس
لاستمرارية النوع (species)،
وتوفير المأوى للحماية من قسوة
الطبيعة، وكذلك الأمان من
المخاطر التي تهدد الحياة،
كالعدوان، والحيوانات الضارية
المفترسة، والأمراض. وعندما
تتحقق له ما تقدم، تظهر له حاجات
أخرى لتحسين وضعه، مثل التعليم
والثقافة والتنمية البشرية،
وتأتي بعدها وسائل الرفاهية
لإشباع الحاجات الروحية مثل
الفنون الجميلة والكماليات
المادية. وأخيراً تأتي
الديمقراطية والليبرالية وحرية
الفرد لإشباع حاجات الإنسان في
تأكيد ذاته وإطلاق طاقاته في
الإبداع والإنتاج، واستقلال
شخصيته وشعوره بأهميته في
المجتمع. فان العالم العربى هو
من أكثر مناطق العالم تخلفا فى
العالم على صعيد الأمية
فالإحصاءات تشير الى أن 38.8% من
الفئة العمرية 15 فما فوق هم
أميون في العالم العربي في حين
أنها تبلغ في الدول النامية 20.6
وفي الدول المتقدمة 1.1
وبالمحصلة النهائية هي 20.6% في
العالم وهو ما يعنى أن العالم
العربي يحتل المرتبة الأولى في
مسألة الأمية معتبرا أن ارتفاع
معدلات الفقر في بعض الدول
العربية يمثل السبب الرئيس وراء
ارتفاع الأمية بالإضافة الى أن
القائمين على التعليم في مجال
محو الأمية ليست لديهم القدرة
الكافية على جذب المستهدفين أي
الدارسين من خلال ابتكار طرق
جديدة الى جانب غياب التنسيق
والتكامل بين المؤسسات العاملة
في القطاع العام المختص. وينتقد
الدكتور الدقس الافتقار الى
استراتيجية شاملة ومتكاملة
لمحو الأمية فى العالم العربي
وإن كانت هناك اجتهادات من هذه
الدولة أو تلك واذا كانت
النتائج تشير الى امكانية
انخفاض معدلاتها بنسبة 1% سنويا
فذلك يعنى – كما يقول- انه إذا
كان لدينا نسبة أمية تبلغ 38.5%
فسوف يتطلب الأمر 38 سنة
للانتهاء منها لافتا الى أن
الأمية لا تقتصر على عدم القدرة
على معرفة القراءة والكتابة،
وإنما هناك الأمية الوظيفية وهو
ما يجعل وضعيتها فى الوطن
العربي أكثر تعقيداً وأكثر
صعوبة مشيرا فى هذا السياق الى
عدم الاهتمام بتعليم الفتاة
والمرأة وأيضاً بالنسبة للقرى
فالقرويون يشكلون ثلثين
الأميين بينما الثلث الآخر في
الحضر كما أن النساء يمثلن ثلثي
الأميين فى حين يشكل الذكور
الثلث وهو ما يعني أن الخطط
التنموية المتعاقبة في الأقطار
العربية ما زالت عاجزة عن
استيعاب مثل هذه القضية وعدم
القدرة على معالجتها بشكل فعال
وكبير وتصف فريدة النقاش
الناشطة الاجتماعية ورئيسة
تحرير صحيفة الأهالي انتشار
الأمية فى الوطن العربى بأنها
ظاهرة مخجلة وتعزوها الى ضعف
ميزانيات التعليم من جهة
وتشوهات التنمية من جهة أخرى
حيث تتجه التنمية في
الاقتصاديات العربية إلى
الاستهلاك أكثر من الإنتاج،
والأمة العربية بصفة عامة تصدر
أقل كثيرا جدا مما تستورد
وتستهلك أكثر كثيرا جدا مما
تنتج. لذلك،
نرى أن مطالبة الإنسان
بالديمقراطية والليبرالية تأتي
بعد تحقيق احتياجاته الأساسية.
ويبدو أن الشعوب العربية قد
اقتربت من هذه المرحلة، لا
لأنها حققت الحدود الدنيا من
إشباع الاحتياجات الأساسية
فحسب، بل ولتنامي الوعي السياسي
والاجتماعي لدى الجيل الجديد
وذلك بفضل الثورة المعلوماتية
والتقنية المتطورة في
المواصلات والاتصالات حيث
الاحتكاك المتزايد بين الشعوب
بسبب الهجرات الجماعية
والسياحة المليونية والانترنت
والفضائيات وغيرها من وسائل
الاتصال التي حوَّلت العالم إلى
قرية كونية صغيرة، ربطت بين
مصالح الشعوب الاقتصادية
والثقافية في منظومة العولمة
وجعلتها متشابكة لا فكاك بينها،
وساعدت في تعجيل تطور الوعي لدى
الشباب، خاصة وإن 70% من نفوس
المنطقة العربية هم دون 31 سنة من
العمر، معظمهم من المتعلمين
يعانون من مشاكل مشابهة مثل
البطالة والأنظمة المستبدة
المتحجرة، وتطلعهم إلى حياة
أفضل. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |