ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 08/10/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

يسقط الإسلام السياسي .. ويحيا الفقر

عصام سلطان

كانت الدكتورة أكاتبي ، أستاذة العلوم السياسية في اسطنبول في غاية الامتعاض بسبب صعود حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان إلى سدة الحكم حين زارتني في مكتبي منذ عشرة سنوات كانت متحفزة ومتوترة ومتشنجة كانت تؤكد بأن تركيا ستضيع وسيُفرض الحجاب على النساء وستصادر الحريات وستنهار الخدمات وستعود تركيا إلى عصر الحريم ! وعليه فقد قررت مع زملائها النخبويين إعلان الحرب الإعلامية والدفع بالمظاهرات والإضرابات الفئوية لإفشال أردوغان تمهيداً لإسقاطه والقضاء على مشروعه .. وحين التقيتها منذ أيام سألتها : هل تحققت نبوءتك ؟ فلم تُجب فكررت السؤال فأزاحت وجهها عني فحاصرتها بقولي مستطرداً : إنني لم أرَ فرضاً للحجاب على النساء عندكم كما لم أرَ أي مصادرة للحريات وكل ما رأيته خلال زيارتي الحالية أن حكومتكم بقيادة أردوغان قد استطاعت أن تقفز بالناتج المحلي من 230 مليار دولار إلى 747 مليار ونصيب الفرد من 3500 دولار إلى 10000 دولار والاحتياطي من 28 مليار دولار إلى 140 مليار وزيادة نسبة الإنفاق الحكومى على الصحة إلى 225% ورضا المواطنين عن الخدمة الصحية من 39% إلى 76% وحتى المعاقين فقد ارتفعت نسبة الوظائف لهم من 10% إلى 38% كل تلك القفزات حدثت خلال السنوات العشر التي حكمها الاسلام السياسي بقيادة أردوغان بل الأغرب أن حكومتكم سَتُقْرِض صندوق النقد الدولي 5 مليار دولار !!! ألا ترين أنها إنجازات كبيرة في مدة قليلة ؟ أجابت بحدة : أدرك ذلك جيداً فأنا أستاذة علوم سياسية قلت إذن أين المشكلة ؟ إن معلوماتي أن حزب الشعب الذي تنتمين إليه أنتِ والنخبة المدنية المتحالفة مع العسكر هو الذي صادر الحريات ومنع الحجاب بالجامعات وحظر الأذان وأذاق الشعب التركي ألوان الفقر والفساد والفشل لأكثر من ستين عاماً حكم فيها البلاد ولولا صعود الاسلام السياسى لانتهت تركيا ردَّت بصوتٍ محبط : نعم قلت لك أدرك ذلك جيداً ولكني لا أُطيق النظر إلى هؤلاء القادمين من حركات الاسلام السياسي هؤلاء خطر على تركيا ! إنني أكرههم وأكره أفكارهم ، يسقط الإسلام السياسي حينئذٍ لم أتمالك نفسي وهتفت وراءها : ويحيا الفقر !!

=====================

هل يطيح الريال بالرئيس الإيراني ؟

د. صالح بكر الطيار*

بدأت العقوبات الأقتصادية المفروضة على ايران تعطي ثمارها حيث ارتفع سعر الدولار في الأونة الأخيرة الى ما يعادل ثلاثة اضعاف ما كان عليه ،كما ارتفعت معه اسعار كل السلع المستوردة وخاصة منها القمح والأدوية والمواد الأولية الأخرى ، وانخفضت بالتالي الصادرات النفطية الإيرانية حوالي 200 الف برميل يومياً . ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه ايران خلافاً حاداً بين مرشد الثورة السيد علي خامنئي وبين الرئيس محمود احمدي نجاد على خلفية كيفية إدارة شؤون البلاد وأختيار الأشخاص المناسبين في المواقع المهمة من القادرين على التعاطي مع ما تتعرض له ايران من مواجهة مع المجتمع الدولي بسبب تمسكها بإكمال مشروعها النووي الذي يمتص جزءاً كبيراً من عائدات البلاد منذ سنوات طويلة على حساب لقمة عيش المواطن الذي يفتقر للحد الأدنى من توافر المتطلبات الحياتية والخدمات الأساسية في التعليم والصحة والسكن وغيرها . ويبدو ان الولايات المتحدة الأميركية سعيدة جداً بما يحدث الأن في ايران لأن نجاح رهانها على العقوبات الأقتصادية قد جنبها الدخول في مغامرة عسكرية غير محسومة النتائج ، وجنب المنطقة حرباً اقليمية لها الكثير من التداعيات السلبية ، كما رفع عن واشنطن الإحراج التي كانت اسرائيل تضعه امامها حيث كانت هذه الأخيرة تصر على ضرورة توجيه ضربة عسكرية لإيران لوقف مشروعها النووي رغم ان كلفته على تل ابيب وحدها كانت ستصل الى نحو 42 مليار دولار كتقدير اولي .

ولقد عبّرت عن ذلك بوضوح المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند التي قالت أن تدهور العملة الإيرانية يظهر نجاح «العقوبات الأشد» التي تفرضها المجموعة الدولية سعيا لوقف برنامج إيران النووي. واعتبرت نولاند أن «هذا يدل على الضغط المتواصل والناجح بشكل متزايد الذي نفرضه جميعاً على الاقتصاد الإيراني". ومعلوم ان سعر الدولار كان يعادل 13 الف ريال عام 2011 فيما وصل مؤخراً الى حوالي 40 الف ريال وخلّف وراءه تضخماً وصل الى نحو 23 في المائة تقريباً . وإذا كان الشارع الإيراني قد عبّر عن رفضه وأمتعاضه وطالب الحكومة بإجراءات فعالة فإن الرئيس محمود احمدي نجاد بدا انه مشغول بكيفية الإفراج عن مستشاره الإعلامي المعتقل في السجن وأنه لم يلجأ حتى الأن الى اتخاذ أي تدبير بإستثناء اعتقال الصرافيين غير الشرعيين معتبراً انهم هم من يتحمل مسؤولية الأرتفاع المذهل لسعر الدولار ، ومتجاهلاً بذلك العقوبات الأقتصادية وما بدأت تفرزها على مستوى الحياة اليومية للمواطنين . كما لجأت الحكومة الى افتتاح «مركز صرف» جديد حيث توضع الدولارات بتصرف المستوردين بسعر صرف أدنى من سعره في السوق المفتوحة، لكن ذلك لم يمنع تدهور سعر صرف الريال. ولعل هذا ما دفع ببعض اركان النظام من المقربين من السيد علي خامنئي الى انتقاد حكومة نجاد وتحميلها مسؤولية ما يجري حيث قال المرجع الايراني جواد املي ان السبب يعود الي ضعف الادارة في حكومة نجاد وليس الى العقوبات الاقتصادية.

واضاف: ان الحصار الاقتصادي موجود في ايران منذ 30 عاما لكن المشاكل الاقتصادية جاءت بسبب ضعف الادارة. ويرى رئيس ديوان العدالة محمد منتظري أن الحكومة قد انحرفت عن نهج العدالة وطريق الامة والقيادة. ومن جانبه اتهم ممثل المرشد علي خامنئي في كيهان حسين شريعتمداري حكومة الرئيس احمدي نجاد بالصمت المتعمد ازاء المشاكل الاقتصادية التي تحاصر ايران. وقال شريعتمداري في مقال بصحيفة كيهان: اننا نلاحظ ان هناك حالات من السكوت والصمت من قبل المسؤولين المعنيين في حكومة نجاد ازاء ازمة هبوط الريال الايراني وان وزراء الاقتصاد والتجارة والصناعة والمعادن ورئيس البنك الوطني الذين مثلوا امام البرلمان ادعوا ان القضية لا ترتبط بهم. وأمام هذه الأزمة الخانقة التي تمر بها ايران كثرت التحليلات والتأويلات حيث اعتبر البعض ان ازمة ايران الإقتصادية مردها الى توظيف الدولة الجزء الأكبر من عائداتها للصناعات الحربية حيث زادت موازنتها مؤخراً بمعدل 3 مليارات دولار ليصبح المجموع العام المرصود للصناعات العسكرية نحو 10 مليار دولار .. وذهب اخرون الى القول ان السبب هو أن في ايران صناديق مالية مستقلة منها عائدة للرئيس نجاد ومنها عائد للحرس الثوري ومنها ما هو تحت سيطرة شلة من النافذين دون ان تكون هناك أي سلطة عليا تشرف على عمل هذه الصناديق او تربطها ببعضها .. ويضاف الى ذلك الحجم الهائل من الفساد والرشاوى وسوء الإدارة . بالمقابل يرى باحثون اميركيون أن استثمار إيران في برنامجها النووي يحرم المشروعات الأخرى الأكثر ربحية في مجال الوقود الأحفوري من مصادر رأس المال. وهم يرون أيضا أن سعي إيران للتوصل إلى الدورة الكاملة للوقود النووي من المحتمل أن يخفض الاستثمارات الأجنبية في كل قطاع الطاقة لديها، ويودي بفرص التبادل التجاري لإيران على المستوى الدولي. ومن جهتها أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أن العقوبات المفروضة على طهران على خلفية برنامجها النووي تكلّف الاقتصاد الإيراني حوالي 5 مليارات دولار شهرياً. أما عن كيفية الخروج من الأزمة فإن البعض يتوقع ان تحاول ايران الإلتفاف على العقوبات عبر المقايضة المباشرة: النفط مقابل السلع. وهذه السلع تشمل سبائك الذهب أو الحبوب. وقد قامت إيران بالفعل بصفقة كهذه مؤخراً لمقايضة نفطها مع القمح الباكستاني. ويتوقع أخرون ان تلجأ الحكومة الى تثبيت سعر الدولار وألى بيع كميات كبيرة من النفط في السوق السوداء بسعر اقل مما هو عليه عالمياً لتوفير العملات الصعبة ..ولكن على المستوى السياسي لا بد من ان يكون هناك من سيتحمل مسؤولية ما يجري ، ويبدو ان اصابع الأتهام تتجه نحو الرئيس محمود احمدي نجاد !!

* رئيس مركز الدراسات العربي الاوروبي

======================

مشعل الحرية... سيظل متقداً

مسعود عكو

لم تبارح ابتسامتك خيالي، وما تزال الكثير من الذكريات معك أتعايشها بشكل يومي، وأكتب بين الفينة والأخرى على قلبي كلامك الجميل. مشعل شغاف قلبي يؤلمني وأنا اشتاق إليك كل يوم أكثر فأكثر. فلا نار قلبي تخمد، ولا شوقي إليك يهدأ. بعادك يؤلمني كمن يزيد في النار زيتاً. عيناي تتذكر دائماً ابتسامة جميلة، صارت للأمل عنواناً وهدفاً للحرية. كما كنت دائماً أراك كل يوم، في صورك وكلامك ومقالاتك، في حديث الناس عنك، حتى في شتائم أعدائك لك، أراك أكبر من كل الأقمار، وشمسك تظل دائماً مشرقة ما زال في الوجود كردي ينبض بالحياة.

 

صدقني يا مشعل، في كل يوم هناك أمل كبير يولد مع بزوغ فجر جديد. الشمس ذهبية وألوان الدم السوري تعطر الحرية القادمة، كما كنت تحلم فإننا نرى حلمك قاب قوسين أو أدنى. كم الحرية جميلة يا مشعل، ونحن نتنفس شهيقاً عميقاً، ينعش صدورنا التي اشتاقت للحياة التي نحبها دائما. حرية تلد من رحم الألم، حرية تكتب بدماء جميلة تسيل في ثرى الوطن، لتزهر بها ياسمينة جميلة كما كنت تحب.

 

أتذكر يا مشعل، في طريقنا يوماً ما إلى حلب، قلت لي "لا تيأس أبداً، فإن الحياة لا تحب اليائسين". أتذكر هذا الكلام جيداً ونحن كنا نعبر جسر "قره قوزاك" على نهر الفرات. قلت لي "انظر إلى الفرات، كم هو جميل، وعظيم، إن صاحب الأمل كالفرات قوي لا يمكن لأي شيء أن يقف في طريقه". كلما ينتابني شعور اليأس أتذكر كلامك الجميل، وأقول في نفسي، لو كان مشعل هنا لقال لي "لا تيأس، انظر إلى الفرات". على الرغم من أني بعيد جداً عن الفرات، إلا أن خيالك وخياله لا يفارقان ذاكرتي أبداً. حتى أظن أنكما واحداً، أنت والفرات توأمان يا مشعل.

 

كم جميل يا مشعل أن ترى الحرية، وهي تقترب منك، وأنت ترنو إليها بلهفة عاشق ينتظر عشيقته. بيده وردة حمراء جميلة، وعبيرها يفوح في كل مكان، أنت الحرية يا مشعل، والحرية مثلك لا تقبل الهوان أبداً. سيظل عبيرك في كل الديار، كرائحة الزيزفون التي تعطر قامشلو في الربيع، فأنت الزيزفون الذي كانت الحرية تشمك كلما اشتاقت إليك.

 

أتعرف يا مشعل، إني حقاً حزين لأنك بعيد. حزين لأنني افتقدك وافتقد كلامك وآرائك هذه الأيام. افتقد حكمتك التي نحتاجها اليوم أكثر من أي وقت مضى. نعم يا مشعل الشجرة التي سقتها دماؤك تزهر وقريباً سنقطف ثمار تضحيتك، وسنحكي للأطفال عن قصة رجل كان بطلاً وشجاعاً هو أنت. سنعلم الأطفال معنى الحرية، كما علمتني الكثير من الأشياء، تعلمت منك وسأعلم غيري تلك الأشياء الجميلة.

 

كم كنت جميلاً يا مشعل، وأنت تبتسم، فبريق عينيك كحبتي ندى على خدي وردة جورية. عيناك تلمعان كما النجوم تلمع في سماء ليل مظلم. وحده بريق عينيك يوقد شمعة في دروب الشباب الذين ساروا خلف نهجك وأفكارك. ناضلت لأجلهم وهاهم يكملون مشوارك بعنفوانك وجرأتك وشدة بأسك. شباب تعلموا من كلامك الكثير، وهم الأن يقودون حربهم ضد قاتلك، يكتبون بدمائك ودماء آلاف الشهداء سيرة وطن يسير نحو الحرية، وأبواب الأمل فُتحت أمامه، شعب يعشق الحرية ويقدم لها كل يومٍ مهراً غالياً من الشهداء.

 

كالفارس الشجاع وقفت ضد جلاديك، وبصقت في وجوههم ولم تخشى أحداً. كنت دائماً مثالاً للبطولة، ورمزاً للشجاعة. قلماً جريئاً ناضلت من أجل حقوق شعبك، ووطناً يتسع للجميع. حلمت بوطن يكون أماً. أما تحضن الجميع، تحبهم كلهم دون فرقة أو تمييز. هذا كان حلمك يا مشعل وسيتحقق قريباً، سنضع حينها ورود الجوري على لحدك.

 

لا يموت المشعل أبداً، ولن ينطفئ. فنارك كنار النوروز ستظل خالدة دائماً كما كانت نار كاوا الحداد. ستظل شامخاً كالجودي، كشجرة السنديان لا تموت أبداً، وإن ماتت فإنها تموت واقفة. ستظل واقفاً يا مشعل كما الجبال شامخة في وجه كل الأعاصير، لن تنال منك كل رصاصات الغدر والخيانة، فأنت لا يمكن قتلك، وإن مت ميتة فإن قاتلك يموت كل يوم مائة مرة. كلما يرى وجهك، ويقرأ كلامك، ويسمع باسمك، إنه يلعن نفسه مائة مرة. أما أنت فلن تموت أبداً، وسنبقى دائماً نردد كلامك، وحكمتك في الحياة. ستكون دائماً مثالاً نحتذي به في الرجولة والبطولة والشجاعة. ستظل شعلتك متقدة يا مشعل، ومثلك لن تنطفئ ناره أبداً. ستتحقق أحلامك وسنبني وطناً جميلاً، كما كنت تريد دائماً.

=======================

المجموعة الرباعية في ميزان الثورة الشعبية في سورية .. دور مصر القيادي الإقليمي مرتبط بسياسة ثورية مصرية

نبيل شبيب

صدرت عن الرئيس المصري محمد مرسي مجموعتان من التصريحات السياسية بشأن الثورة الشعبية في سورية، المجموعة الأولى تؤيّد الثورة والشعب، وتندّد بما بقي من نظام يمارس الاستبداد والقمع الهمجي، والمجموعة الثانية على دفعتين، قبل قمة عدم الانحياز وبعدها، تؤكّد -ثم تكرّر- رؤيته أنّ إيران تمثل جزءا من الحلّ وليس جزءا من المشكلة في سورية، وهو يعلم أنّ هذا نقيض ما يقول به الثوار في سورية بكل وضوح، ويلتزم به كل من يتحدث تحت عنوان معارضة سياسية سورية.

اللافت للنظر:

- لم تنبثق عن المجموعة الأولى من التصريحات خطوات وإجراءات عملية جديدة، تجعل عهد الرئاسة الجديد المنبثق عن أصوات الناخبين، يتميّز عن عهد الرئاسة البائد قبل ثورة ميدان التحرير، المصرية في نطاق مسار الربيع العربي، والتي يمكن اعتبارها بعد ثورة شعب تونس من العوامل الحاسمة التي عجّلت باندلاع الثورة الشعبية في سورية. وتأكيد غياب إجراءات جديدة الآن لا ينفي رصد احتضان مصر -وهي كنانة الله، وأرض وادي النيل الشقيقة لأرض الشام- لكثير من أهل سورية (وهم مع أهل مصر أسرة واحدة) وأنّهم يجدون في مصر القدرة على العمل ودعم الثورة ورعاية المهجّرين وعقد المؤتمرات، فجميع ذلك مستمرّ الآن، وكان قائما من قبل هذه التصريحات ومن قبل انتخاب محمد مرسي رئيسا إلى الآن.

- أما المجموعة الثانية من التصريحات السياسية بشأن إيران، فقد تحوّلت في هذه الأثناء إلى إجراء عملي، عبر بدء المحادثات فيما حمل اسم "المجموعة الرباعية"، فأعطى إيران منصة سياسية إقليمية إلى جانب استمرار ما تقوم به على أرض سورية، دعما للنظام المتهالك بكل وسيلة غير مشروعة، بمختلف المعايير.

يوجد من يحلّل ويقول إنّ الرئيس المصري يريد استعادة دور مصر السياسي القيادي إقليميا، ولا ينبغي ذكر ذلك كما لو أنّه "اتهام"، فلا غبار عليه بل هو من صميم واجبه رئيسا لمصر، ونأمل أن يتحقق الهدف في المستقبل المنظور، ولكن نضيف إلى ذلك:

لا بدّ للعهد الجديد المنبثق عن الثورة الشعبية في مصر، أن يتميّز بالدور القيادي المطلوب عن الدور القيادي الذي كان لمصر من قبل، فليس مجهولا أنّ عناوينه لم تكن في مصلحة الشعوب التي تصنع ربيع ثوراتها الآن، من قبل كامب ديفيد وحتى حصار قطاع غزة على الأقلّ.

لا يتحقّق هذا التميّز إلاّ من خلال سياسة تنبثق عن إرادة شعوب المنطقة، وليس عن الموازنات السياسية الإقليمية والدولية -فقط- وهذا ما يدفع إلى التساؤل عن الإجراء العملي الجديد الذي يُفترض أن يترتّب على مجموعة التصريحات المتعلّقة بتأييد شعب سورية وثورته والتنديد بالطاغية وجرائمه.

ألا يمكن -مثلا- أن تحتضن مصر بدعوة من الرئيس المصري، من يمثل الثوار على الأرض تمثيلا مباشرا، وأن تعلن مصر على لسان الرئيس المصري، استعدادها لدعمهم -حكومة وشعبا- بما يحتاجون إليه بصورة مباشرة للتخلّص من الطاغية بسرعة أكبر ممّا يجري الآن؟.. يمكن بطبيعة الحال، وتعطي مصر الجديدة بذلك الدليل أنها خرجت من أسر ارتباطات التبعية الأجنبية.

ألا يمكن -مثلا آخر- أن تتحوّل التصريحات المعنية إلى إجراء عملي، من خلال لقاء يدعو إليه الرئيس المصري، ويجمع دول الجوار المباشر، أي تركيا والعراق والأردن ولبنان تخصيصا، لتمارس مصر ما تستطيع من ضغوط، من أجل تبنّي سياسة منصفة مشتركة، على صعيد التعامل مع المهجّرين على الأقلّ، ومع الحدود التي بات الثوار يسيطرون على جزء كبير منها، بينما باتت العقبة الرئيسية في وصول الإمدادات الإنسانية -وسواها- للداخل هي عقبة السياسات في تلك الدول، مقابل عدم انقطاع إمدادات "القمع والفتك" من جانب إيران تخصيصا لبقايا النظام المتهالك؟..

كان من الممكن -وهو الحدّ الأدنى من الواجب- أن يوجد على أرض الإجراءات العملية شيء من التوازن بين مجموعتي التصريحات تأييدا للشعب وثورته، وتمكينا للدور الإقليمي الإيراني المنحاز، وإذ لم يتحقق ذلك حتى الآن -وما زال في الإمكان تحقيقه- لا يبقى سوى تأكيد أهمّ الخطوط الحمراء لثورة شعب سورية الثائر، تجاه جهود الشقيقة مصر والرئيس المصري:

1- لا مجال لحوار مع إيران أو دور أو موقع سياسي إقليمي يمسّ مسار الثورة السورية، إلاّ بعد أن تعلن إيران توقفها عن دعم القمع الهمجي للثورة الشعبية في سورية بمختلف الوسائل.. فهل تستطيع مصر في المجموعة الرباعية انتزاع هذا الموقف رسميا وتطبيقا من جانب إيران، مع ما يترتّب عليه بالنسبة إلى العراق ومنظمة حزب الله في لبنان؟..

2- لا يمكن التعامل مع الثورة الشعبية في سورية كأزمة سياسية بين طرفين، بل كثورة شعب هو سيّد نفسه ووطنه وقراره ومستقبله، ضدّ من يتصرّف بأسلوب العصابات المسلّحة الهمجية تقتيلا وتدميرا وارتكابا لجميع موبقات الجرائم ضدّ الإنسان والإنسانية، ولهذا لا يوجد هدف سياسي يمكن القبول به ما دام يتعارض مع تسليم سورية الوطن لإرادة الشعب، ولا يمكن القبول بحصانة لأكابر المجرمين بحق الشعب والوطن (وبحق العرب والمسلمين وجنس الإنسان).. فلا ينبغي أن تكرّر المجموعة الرباعية برعاية مصرية طرح ما يتعارض مع ذلك كما صنع سواها حتى الآن وأخفق.

آنذاك.. يمكن القبول بدفاع من يدافع عن تصريحات الرئيس المصري بشقيها، الشق المعبّر عن تأييد الشعب في سورية، والشق المتناقض مع إرادة الشعب الثائر في سورية.

وآنذاك يحقّق أوّل رئيس مصري منتخب بعد ثورة شعب مصر الأبيّ التاريخية، لنفسه ولمصر ولشعب مصر، قفزة سياسية نوعية تليق بالثورة، وترتبط بإرادة الشعوب، وتطوّع السياسة لها، ولا تنزلق إلى محاولة تطويع إرادة الشعوب لسياسات مرفوضة.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ