ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 09/10/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

القيصر الجديد وحلم النفوذ في المياه الدافئة

الدكتور خطار أبو دياب

ما هي أهداف اللعبة الروسية على الساحة السورية وأفاقها؟ هل يقتصر الرهان الروسي على البعد الجيو - الاستراتيجي في إطار حرب باردة من نوع جديد؟ هل يرتبط التشدّد الروسي بمجريات العلاقة المميزة القائمة راهناً مع إسرائيل وتداعيات المشروع النووي الإيراني واكتشافات الغاز في شرق المتوسط؟ هل أصبحت المواجهة حول سوريا فصلاً جديداً من المسألة الشرقية يقودها قيصر المرحلة فلاديمير بوتين ويعتبرها معركته الشخصية للحفاظ على "عرشه" وموقع موسكو من خلال البوابة السورية؟

 

تتزاحم الأسئلة والتساؤلات إزاء تقويم الموقف الروسي ومقارباته المتنوّعة، خصوصاً أنّ كلّ التلميحات عن تغيير ممكن في الموقف الروسي تسقط على محكّ الواقع. فما حظي به نظام الرئيس بشّار الأسد من القيادة الروسية لم يحصل عليه حليف آخر في أوج الحرب الباردة السابقة، إذ إنّ ممارسة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ثلاث مرّات متتالية خلال تسعة أشهر تؤشّر إلى سابقة في العلاقات الدولية وتدلّل كذلك على المكانة الاستثنائية للأزمة السورية في سياق سعي موسكو لاستعادة موقعها الدولي وإعادة رسم وهيكلة سياساتها الأمنية.

 

في ضوء تطوّرات الشهور العشرين الماضية، يتّضح لنا أنّه إضافة إلى الدوافع الكلاسيكية في صياغة وتبرير السياسة الروسية لموسكو (آخر نقطة ارتكاز وآخر حليف في الشرق الأوسط ، أبرز مشتري الأسلحة الروسية)، فإنّ عملية حلف شمال الأطلسي في ليبيا تحت غطاء دولي شكّلت حجّة لموسكو لتحدّ من تكرار سيناريوهات مماثلة تعزّز النفوذ الغربي والأطلسي من دون مراعاة المصالح الروسية.

 

وعدا رفض نظرية إسقاط الأنظمة بالقوّة، واستحضار معجم الكنيسة الأرثوذكسية للكلام عن حماية المسيحيين والأقلّيات، يبدو أنّ الهمّ الروسي الأوّل ماديّ اقتصاديّ وذو صلة بالنفوذ السياسي، أكثر منه اهتماماً باحترام القانون الدولي التقليدي أو بمستقبل الشعب السوري وغيره من الشعوب.

 

وهذا الحذر الروسي من انعكاسات ما سُمّي بحركات الربيع العربي يتّصل بالنظرة إلى الشرق الأوسط المترابط مع آسيا الوسطى، الحديقة الخلفية لما كان يوماً الإمبراطورية الحمراء. وهنا يتلاقى الحنين التاريخي إلى أهمّية الوصول إلى المياه الدافئة مع التوجّس من انتصار الإسلام السياسي من سوريا إلى شمال القوقاز (روسيا نفسها فيها نحو 20 مليون مسلم، أي بحدود 14 في المئة من السكّان).

 

حسب وجهة نظر صنّاع القرار في موسكو (فلاديمير بوتين، سيرغي لافروف، يغفيني بريماكوف والكسندر سلطانوف)، تحتلّ الساحة السورية موقعاً فريداً على خارطة الطموحات الروسية، إذ يتيح المرور عبر الخط الاستراتيجي نحو البحر الأبيض المتوسط الوصول إلى المحيط الهندي وحماية أمن الخاصرة الجنوبية لروسيا. وهكذا فإنّ القاعدة البحرية في طرطوس وقاعدة التنصّت في كسب تشكّلان موقعاً مثاليّاً في مواجهة منظومة الدرع الصاروخية الأطلسية المرتقبة في تركيا.

 

وتحاول روسيا بأيّ ثمن التشبث بموطئ قدم في شرق المتوسط وبموقع تتمكّن فيه من إثبات وجودها كقوّة كبرى تعود بزخم إلى المسرح العالمي منذ 2008. ولذا لا تتورّع موسكو عن التوغّل في سياسة التعطيل والإيذاء وتجميد الموقف على رغم المأساة الإنسانية المروّعة ومخاطر اهتزاز الاستقرار في الإقليم، لأنّ ذلك يعزّز قدرات التأثير لروسيا ويجبر القوّة العظمى الوحيدة أي الولايات المتحدة الأميركية على عقد ترتيبات معها أو العودة يوماً للثنائية الدولية، أقلّه حيال الأزمة السورية.

 

وبالفعل حصل ذلك كما أعلن سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية الذي صرّح منذ فترة أنّ بلاده ساعدت الولايات المتحدة في التواصل مع السلطات الرسمية في دمشق حيال مسألة تأمين الأسلحة الكيماوية السورية. بينما كانت واشنطن تكرّر تحذيراتها الدعائية والاستعراضية حول هذا "الخطر الداهم".

 

على رغم اللهجة العالية ومفردات الحرب الباردة السابقة، تلتزم موسكو، كما واشنطن وباريس وغيرها من اللاعبين، قواعد اللعبة لمنع صدام دوليّ حول سوريا في لعبة أمم معقّدة ستغيّر وجه المنطقة نظراً إلى الاصطفاف الإقليمي الحاد وموقع سوريا المركزي في قلب الشرق والعالمين العربي والإسلامي.

 

وفي مواجهة استخدام موسكو عناصر قوّتها في اللعبة وصعود بوتين أعلى الشجرة في تعنّته من دون وجود سلالم نجاة على المدى الطويل، تتعايش الأطراف الأخرى مع المأزق السوري وتتعامل واشنطن مع التشدّد الروسي كذريعة مثاليّة لإخفاء العجز أو عدم الرغبة بالحركة.

 

وحسب المعطيات المتوافرة، فإنّ ترتيب تحييد السلاح الكيميائي السوري (وربّما استخدام انواع اخرى من الأسلحة في تنظيم للنزاع عن بعد) يمكن أن يشكّل مثلاً يحتذى لترتيب أميركي  روسي أوسع بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، ممّا يسمح بتقاسم النفوذ وحماية المصالح الروسية. وهذا الاحتمال يبقى مرتبطاً بسيّد البيت الأبيض العائد أو الجديد، وكذلك بالقدرة الروسية على تحييد العامل الإيراني داخل دائرة قرار النظام السوري.

 

وربّما أتى كلام وزير الخارجية التركية منذ يومين عن قيادة نائب الرئيس السوري فاروق الشرع لمرحلة انتقالية في سياق تصوّرات تُطرح عن الصفقة الروسية  الأميركية المنتظرة. إنّه السيناريو الأقلّ سلبية للوضع السوري في المدى المنظور، وما عداه بحر من الدماء والمعاناة في صراع مفتوح إذا لم تحدث واشنطن أو حلفاؤها مفاجأة لتفادي الصفقة وقبول تقاسم النفوذ.

=============================

هل يريد بشار جر تركيا الى مواجهة مع نظامه الفاشل؟

رضا سالم الصامت*

في الفترة الأخيرة أسقطت سورية داخل الأراضي التركية عدة قذائف ، لكن تركيا لم تبقى مكتوفة الأيدي و ردت بالمثل على أهداف عسكرية سورية، مما جعل الكثير من الملاحظين يتساءلون عن احتمالات اندلاع مواجهة حربية بين البلدين، وعمّا إذا كان النظام السوري يسعى لفتح جبهات خارجية يخفف بها الضغط الداخلي الواقع عليه، أم أن هذا من شأنه أن يشتت جهده العسكري المتداعي أصلا؟

فبعد تكرار سقوط قذائف الهاون سورية داخل الأراضي التركية، أدت آخرها إلى مقتل خمسة مدنيين أتراك ، ثم الرد التركي بقصف أهداف عسكرية داخل سوريا، وما أعقب ذلك من منح البرلمان التركي حكومته الحق في القيام بعمليات عسكرية خارج الحدود إذا اعتبرتها ضرورية، بدت المواجهة العسكرية التركية السورية أقرب من أي وقت مضى.

وعلى الصعيد الدولي، أدان مجلس الأمن الدولي ما وصفه بالقصف الغير مبرر من قبل الجيش السوري التابع لنظام بشار لبلدة تركية، وطالب بوقف مثل هذه الانتهاكات للقانون الدولي فورا وعدمتكرارها. كما حصلت تركيا على بيان دعم من حلف شمالي الأطلسي النيتو ، في مواجهة ما وصفته ب "العدوان السوري" على سيادة تركيا

 تركيا قامت بإرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود السورية بمحافظة شانلي أورفة، منذ أن قامت الدفاعات السورية بإسقاط طائرة استطلاع تركية في يونيو/ حزيران 2012، بدا الموقف الرسمي قويا ومتشددا

وقد سيطرت الاعتبارات الأمنية على المواقف التركية إزاء الأزمة السورية, وذلك في ظل تنامي التخوفات من تأجج المشكلة الكردية في ظل اتساع مساحة الحدود المشتركة مع سوريا (877 كم)، خاصة مع تنامي طموحات الأكراد بتأسيس دولتهم المستقلة في شمال سوريا وهو ما يمثل دعما قويا لأكراد تركيا بالتوازي مع تصاعد عمليات حزب العمال الكردستاني داخل تركيا

ويشير إلى ذلك ما أعلنه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من أنه ليس لدى بلاده أي نية لخوض حرب مع سوريا، و اعتبر هذا الهجوم ليس الأول من جانب سوريا ضد تركيا.. كانت هناك سبع هجمات سورية ضد تركيا في الآونة الأخيرة.. نريد فقط السلام والأمن في منطقتنا، هذا ما نهتم به، ليس لدينا أي نية لخوض حرب.

ويشير بعض المراقبين إلى أن النظام السوري يرى في تركيا العدو الخارجي الأول في هذه المرحلة بسبب تحولها لمركز عبور المقاتلين إلى سوريا، الأمر الذي يفسر سعي النظام إلى محاولة جر تركيا إلى مواجهة عبر استفزازها يستفيد النظام منها بمحاولة حشد مواطنيه لمواجهة غزو خارجي.

ولم تكن المناوشات السورية التركية هي الأولى، فقد سبقها مناوشات أخرى مع الجيش الأردني تكررت أكثر من مرة وسقطت قذائف سورية في قرى أردنية حدودية، كما قصف الجيش السوري قرى حدودية لبنانية.... فهل يريد بشار جر تركيا الى مواجهة مع نظامه الفاشل؟

* كاتب صحفي و مستشار ثقافي باتحاد الكتاب و المثقفين العرب

======================

حدود دور تركيا في مسار الثورة الشعبية في سورية .. هل التدخل العسكري التركي مطلب واقعي؟..

نبيل شبيب

كلّما ظهرت معالم تصعيد جديد في اتجاه تحرك عسكري تركي محتمل ردّاً على ما تصنعه العصابات الأسدية المتسلّطة في سورية، توالت التصريجات الرسمية من جانب كبار المسؤولين الغربيين، بدءا بالأمين العام لحلف شمال الأطلسي مرورا بالرؤساء ورؤساء الحكومات الأوروبية انتهاء بالرئيس الأمريكي وأعوانه، وجميعها يؤكّد "النوايا السلمية" الغربية، عبر استبعاد أيّ تدخل عسكري أو حتى وجود مخططات لمثل هذا التدخل، وهو ما وصل قبل أسابيع إلى اعتبار "السلاح الكيمياوي" هو الخطّ الأحمر، فتحوّل هذا الخطّ الأحمر سريعا إلى ضوء أخضر أنّ باستطاعة العصابات المتسلّطة استخدام المزيد من الإجرام بالأسلحة الثقيلة الأخرى، ما دامت لا تلجأ إلى السلاح الكيمياوي!..

في هذا الموقف الغربي الثابت سياسيا وعسكريا عدد من الجوانب الأساسية في وقت واحد، منها:

1- لا علاقة لعدد الضحايا وحجم التدمير ولا حجم الإجرام وآلام المعاناة في سورية بتحديد الموقف الغربي، مهما بلغ شأن صياغة التصريحات الرسمية حول دعم الشعب والتنديد بالنظام!..

2- المطلوب غربيا هو أن يصل مسار الثورة في سورية من نفسه -في وقت واحد- إلى انهيار العصابات المتسلّطة وتدمير طاقات الوطن وإنهاك الشعب الثائر، ليمكن تمرير ما يجري تدبيره دون مستوى تحرير إرادة شعب سورية في المرحلة الانتقالية وما بعدها.

3- رسالة غربية صريحة موجّهة إلى تركيا بالذات، أنّ أقصى ما يمكن أن يدعمه الغربيون هو تحرّك تركيا دون مستوى عمل عسكري فعال، سواء لإنشاء منطقة آمنة أو فرض حظر جوي جزئي، أو سوى ذلك.

الخارطة السياسية والعسكرية الدولية تجعل أيّ تحرّك عسكري تركي مع احتمال تدخل ما من جانب إيران وروسيا المجاورتين، أمرا مرهونا بغطاء سياسي وأمني أطلسي غربي، وهذا ما تمسك بزمامه الدول الغربية الرئيسية، التي تطلق تلك التصريحات بسبب ودون سبب، لتبديد احتمال أن تتلقّى تركيا مثل ذلك الغطاء فيما لو تحرّكت عسكريا بصورة فعّالة.

لا شكّ أن لتركيا نهجها السياسي الذاتي، وأنّ لها مصالح ذاتية، هي التي تحدّد صناعة القرار فيها، ولكن لا ينبغي الجزم -سلبا أو إيجابا- بنوايا المسؤولين في تركيا عندما يعلنون عن موقف أو ينذرون بتدخل أو يتخذون إجراء ما، فتثور الاحتجاجات المحقّة من جانب الثوار في سورية، أنّ إردوجان يتكلم أكثر ممّا يفعل.

ومن الطبيعي أن يكون لعوامل سياسية داخلية في تركيا دور في صناعة القرار الرسمي للحكومة، وليس مجهولا وجود من يعارض سياستها من أحزاب لا تملك منع تلك السياسة في نهاية المطاف، كما أن التذكير باستمرار بمشكلة أقليّات، لا سيما الأكراد قوميا والعلويين مذهبيا، لا يفيد بقدر ما يفيد اتخاذ مواقف متوازنة من جانب من يتصدّون للعمل السياسي باسم المعارضة السورية، بأنّ العلاقات المستقبلية مع تركيا لن تؤثّر سلبا على مثل هذه القضايا الداخلية في تركيا.

أمّا التشدّد في مطالبة تركيا بدور عسكري أكبر، فيمكن استيعاب صدوره من جانب الثوار نتيجة حجم المعاناة في سورية نفسها، ولكن لا ينبغي أن يغيّب أهميّة الدور الكبير الذي تقوم به تركيا على صعيد دعم الثورة الشعبية في سورية دون مستوى التحرّك العسكري المباشر.

انتصار الثورة في سورية قادم لا محالة، وبات أقرب منالا من أي وقت مضى، ولا ريب أنّ الموقع التاريخي لهذا الانتصار وتأثيره في المستقبل المنظور والبعيد، أكبر وأقوى من جميع ما تتنبّأ به التحليلات السريعة، بقدر ما يتحقق ذاتيا، وفق ما يجري حاليا -وقول ذلك أشدّ إيلاما من قول أيّ شيء آخر- أي من خلال التضحيات والبطولات الذاتية، بمستوى غير مسبوق، وإن كان الثمن كبيرا، فهذا بالذات ما يجعل النتائج أيضا نتائج تاريخية غير مسبوقة في التاريخ الحديث للمنطقة بأسرها.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ