ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 22/10/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

حين تستلهم الثورات دروس (الحجّ)!

بقلم: حسن قاطرجي

hasank@itihad.org

الحجّ عبادةٌ عظيمة في أسرارها ومقاصدها، كما في شعارها - الرائع بتأثيراته الوجدانية ودلالاته في عالم الأفكار والمشاعر وحتى في عالم السياسة -: (لبيك اللهم لبيك... لبيك لا شريك لك لبيك... إن الحمدَ والنعمة لكَ والمُلك... لا شريك لك).

وَلَكَمْ استجاشَتْ هذه العبادة أشواق وتطلّعات وتأمّلات الكثيرين من الرحّالة والمفكرين والباحثين عن الحقيقة وعن أسمى مشاعر التعبير عن علاقة الحب للرب الخالق... فضلاً عن العُبّاد المحبِّين والزهّاد الصالحين... فدفعتهم للتنعّم الروحي والفكري في أجوائها وبعيداً عن ضوضاء الحياة وصَخَبها... وبعض هؤلاء غير مسلمين وقد رحلوا من أجل استكشاف الأسرار بل تخفَّوْا لكي يَصِلوا إلى البيت الحرام ويرقبوا بعيون قلوبهم أسرار هذه العبادة ومشهد المسلمين - الأمة العظيمة الوحيدة الموحِّدة - وهم يؤدّونها!

ولقد سجَّلَتْ كُتب أو مقالات رحلات المسلمين إلى الحج وخاصة المهتدين الجدد مثل رحلة د. محمد أسد (ليوبولد فايس النمساوي) انفعالاتِهِم ومشاعرَهم، ومن الممتع أنّ الداعية الكابتن محمد موسى الشريف تقصَّى عدداً غير قليل منها في كتابه الرائع (المختار من الرحلات الحجازية) في أربعة مجلدات، كما شوّق للتعرُّف عليها أمير البيان، السياسي الحكيم شكيب أرسلان، في مقالته (الارتسامات اللطاف في خاطر الحاجِّ إلى أقدس مطاف)...

و(الثورات) اليوم التي تشهدها بعض الدول العربية: سواءً ما انتهى منها إلى قَلْع حاكمها الطاغية المستبد أو التي لا زالت تصارع طُغاتَها في معمعة المواجهات الوحشية الشرسة وتلك التي في التمهيد للمواجهة... تحتاج إلى استلهام دروس هذه العبادة لكي تُؤتي أُكُلها وتتسدّد مسيرتُها وتتصوّب بوصلتُها في الاتجاه الصحيح.

إن المعنى العميق الذي يُغرِقُ فيه الحجُّ المسلمين الحجّاج في بحر روحانيّاته العذبة الرقراقة وهو معنى (العبوديّة) لله و(التلبية) لنداء الله... مع ابتهاج الأشواق وسعادة الأرواح وتلبية مستمرة عامّة في كلِّ ميادين الحياة... يجب أن يُحدث أولاً ثورة تغييرية على مستوى الأفراد تبدأ بالتوبة، وتستمر بالطاعة والالتزام، وتتوجّه صوب (رضا الرحمن).

وثانياً على مستوى الأمة لأنّ عبادة الحجّ تُعمّق الولاء لكيانها العام، لتتطهّر من الجاهلية العنصرية ومن الحدود الجغرافية والانتماءات المتعصّبة الوطنية... وليشعر الجميع بالانتماء لأمة عظيمة سِمَتُها الأولى التوحيد وواجبها الدائم إعلاء كلمة الله بتحكيم قانونه والانصياع لشريعته دون القوانين الوضعية الوضيعة والدساتير الأرضية السخيفة.

وثالثاً لتُرقِّي هذه العبادة وعيَ الأمة واهتمامها لتتعاطى مع كل قضايا المسلمين، ولتتحقق في مشهدٍ مهيبٍ مُثُلٌ رائعة: كوحدة الأمة والمساواة والشورى، وكالتضامن في حمل هموم المسلمين والتداول في قضاياهم لوضع الخطط والبرامج للنصرة والمؤازرة.

ولا شك أن (الثورات) حين تستلهم هذه الدروس من عبادة (الحجّ) تستعيد أمّتنا عافيتها وعزّتها الفكرية والسياسية ما يدُلُّ على أنها تؤدي العبادات مع يقظة فكر وحضور قلب وتعمُّق في فهم فلسفتها ورمزيّتها.

========================

فتح مكة (7)

الدكتور عثمان قدري مكانسي

خاطب العباسُ أبا سفيانَ: النجاء إلى قومك ، حتى إذا جاءهم صرخ بأعلى صوته ‏:‏ يا معشر قريش ، هذا محمد جاءكم فيما لا قبَل لكم به ، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، فقامت إليه هند بنت عتبة ، فأخذت بشاربه ، فقالت ‏:‏ اقتلوا الحمّيت الدسم الأحمس ، قبُح من طليعة قوم ‏!‏ ‏.‏ والحَمِّيت :الزق لا شعر عليه( وتقصد أنه سمين ) والدسم : (القذر) والأحمس: (الغليظ) .فهي تسبّه وتشتمه.

قال ‏:‏ ويلكم لا تغرنكم هذه من أنفسكم فإنه قد جاءكم ما لا قِبَل لكم به ، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ؛ قالوا ‏:‏ قاتلك الله ‏!‏ وما تغنى عنا دارك ؛ قال ‏:‏ ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن ، فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد ‏.‏

 فلما انتهى صلى الله عليه وسلم إلى ذي طوى وقف على راحلته معتجراً بشقة برد حَبَرةٍ حمراء (والحَبَرَةُ نوعٌ من برود اليمن مُنَمَّر)، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليضع رأسه تواضعاً لله حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح ، حتى إن عثنونه ليكاد يمس واسطة الرحل ‏.‏ ( والعثنون شعرات لحيته الطويلة)

لما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي طوى قال أبو قحافة لابنة من أصغر ولده - وقد كُفَّ بصره - ‏:‏ أي بنية ، اظهري بي على أبي قبيس (جبل في مكة) ؛ ‏ ، فأشرفت به عليه ، فقال ‏:‏ أي بنية ماذا ترين ‏؟‏

قالت ‏:‏ أرى سواداً مجتمعاً ، قال ‏:‏ تلك الخيل ؛ قالت ‏:‏ وأرى رجلاً يسعى بين يدي ذلك مقبلاً ومدبراً. قال ‏:‏ أي بنية ، ذلك الوازع ، يعني ‏:‏ الذي يأمر الخيل ويتقدم إليها ؛ ثم قالت:‏ قد والله انتشر السواد ‏.‏

‏ فقال ‏:‏ قد والله إذن دفعت الخيل ، فأسرعي بي إلى بيتي ، فانحطّت به ، وتلقاه الخيل قبل أن يصل إلى بيته ، وكان في عنق الجارية طوق من ورِق ، فتلقاها رجل فاقتطعه من عنقها ‏.‏

 فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ، ودخل المسجد ، أتى أبو بكر بأبيه يقوده ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏ هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه ‏؟‏

قال أبو بكر ‏:‏ يا رسول الله ، هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي إليه أنت ؛ فأجلسه بين يديه ، ثم مسح صدره ، ثم قال له ‏:‏ أسلم ، فأسلم،‏ فدخل به أبو بكر وكأن رأسه ثغامة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ غيروا هذا من شعره ‏.‏

ثم قام أبو بكر فأخذ بيد أخته ، وقال ‏:‏ أنشد الله والإسلام طوق أختي ، فلم يجبه أحد ؛ فقال :‏ أي أخيه ، احتسبي طوقك ، فوالله إن الأمانة في الناس اليوم لقليل ‏.‏

 

إضاءة :

1-        ما ترك العباسُ أبا سفيان إلا بعد أن داخل قلبَه الخوفُ والفزع مما رأى من عدد المسلمين وعُدّتهم ، وانقلب سفيراً للمسلمين – شاء أم أبى – يدفع عنهم خَطَرات المشركين في أن يستعدوا لهم ويقاتلوهم . ولئن انتظروا ما يأتيهم به من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين إنهم لم يكونوا مستعدين كما ينبغي أن يفعلوا وهم يعلمون نقضَهم للعهد وغضبَ رسول الله المتوقّعَ . فكيف ينطلق أبو سفيان وحده يتقصّى الخبر ؟ وأين مجموعة الرصد التي كان عليها أن تجوب مساحات واسعةً ومسافات متقدمة تستطلع ما يفعله المسلمون وما خططوا له؟!. لقد تشتت أمرهم وتصدّعت قوتُهم.

2-        وكأن العباس لقّن أبا سفيان ما ينبغي أن يفعله ( النجاء إلى قومك) وعلم أبو سفيان قلة حيلته وحيلة قومه فلم ينطلق إلى دار الندوة يجمعهم ويطلعهم على خارطة الموقف ، إنما كانوا ينتظرون رسول الله مستسلمين لما قد يكون ، كما أنّ بعضهم كان ينتظر وصول أبي سفيان في داره. وهذا ينبئ عن ضعفهم الشديد الذي وصلوا إليه ، فلما التقاهم صاح بأعلى صوته ‏:‏ "يا معشر قريش ، هذا محمد جاءكم فيما لا قبل لكم به." وهل يفعل هذا إلا من أيقن بهزيمته ابتداءً ، فقد ساغ هذه الحقيقة حين التقى رسول الله وعاين قوة المسلمين ، فنطق الكلمة التي أعلن فيها الاستسلام ، فضعضع من كان يفكر في قتال المسلمين.

3-        وكان قوله ( من دخل دار أبي سفيان فهو آمن) يعني أنه لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاين الموقف وذَلّ له فنال الأمان . وإذا كان رأس قريش الذي قاد الحروب ضد المسلمين وشحن نفوس القوم وجمع الجموع في السنوات الماضية لحربهم يعلن من بيته الموقف الواضح ، فما على القوم إلا أن يتابعوه وإلا فالهزيمة النكراء مصيرهم . اختصر النبأ بهاتين الجملتين القصيرتين اللتين تنبئان عن حقيقة الموقف .

4-        إنه أمن على نفسه فما بال أهل مكة وما يصنعون؟! ندّت عن زوجه كلمات قالتها منفعلة مما نطق، فسفّهته في هذا الموقف العصيب - ولمن تتسع داره ؟!- أهذا ما جاء به وهو الزعيم دون منازع؟! أين اهتمامه بقومه ؟ وكيف يرضى النجاء بنفسه ؟ قالوها بلسانها وإن لم ينطقوها بأفواههم . إنها تشتمه وتحرّض عليه ، وتعنفه ولا أدل على ذلك من إهانته امام القوم حين أخذت بشاربه . ولعل أحدهم في هذه اللحظة الحَيرى يثب عليه فيقتله ، فقد غدر بهم ... إنها لحظات رهيبة يفقد فيها المرء توازنه ويُبلس. وقد يتصرف برعونة ولا يدري ما يفعل.

5-        في زحمة هذه الأفكار التي أحاطت الجمع الغفير أمام بيته ، يُنبّههم أبو سفيان أن يتداركوا أمورهم ويتصرفوا بحكمة فلا يصدر عنهم أفعال لا يُحمد عقباها ، ويكرر مقولته الأولى التي لم ينطق بغيرها حتى هذه اللحظة :( من دخل دار أبي سفيان فهو آمن). إذ ذاك يشتمونه مستنكرين( قاتلك الله ‏!‏ وما تُغنى عنا دارك)؟ وهنا حين يستيقن أنهم تابعوه فيما يحفظ حياتهم وأموالهم يفتح لهم سبل النجاة :( ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن) . وينطلق الناس إلى دورهم . ومن كانت داره بعيدة لجأ إلى البيت الحرام يطلب فيه الأمان والنجاة.

6-        وفي ( ذي طوى) أقرب أودية مكة إليها وعلى تخومها يقف رسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته ويحني ظهره تواضعاً لله، إقراراً بفضل الله سبحانه. فالنصر من عند الله ، وما ينبغي لذي لب أن ينسب الفضل لغير الله سبحانه. وما يتعالى في مثل هذا الموقف إلا أهل الهوى والغافلون عن الحقيقة الذين لا يرون إلا ذواتهم ، المتكبرون في أنفسهم .. يقرأ سيد القادة قوله تعالى " إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، ويتم نعمته عليك ويهديَك صراطاً مستقيماً ، وينصرك الله نصراً عزيزاً " .

7-        من رسول الله صلى الله عليه وسلم نتعلم حُسن الأدب فهذا الصدّيق أبو يكر رضي الله تعالى عنه يأتي بأبيه الأعمى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض إسلامه فيقبل منه النبي صلى الله عليه وسلم إسلامه ، ويقول مشفقاً على الشيخ العجوز متحبباً إلى صاحبه ورفيق دربه: " هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه ‏؟‏" أدب راق ونفس متواضعة وخلق رائع.

8-        والصدّيق صاحب الحبيب وتلميذه النابه وسيد الصحابة وخليفته من بعده يجيب بأدب جمّ ، فيه حبٌّ ولطف، وفيه درسٌ بليغ للمسلمين يوضح مكانة النبيّ في نفوس أصحابه " هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي إليه أنت" صلى عليك الله يا سيدي ، ورضي الله عن أبي بكر الصدّيق العظيم.

9-        ما يزال الرجل الاول في المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر رضي الله عنه يمدحه المصطفى قائلاً " إنَّ أبا بكرٍ خيرُ من طلَعَت عليهِ الشَّمسُ وغرُبَت" - رواه أبو الدرداء- يعلمنا البر بالوالدين ، فمن برّه حرصه على إسلامه ليكون من أهل الرضوان والجنة .

10-      كما أن النبي صلى الله عليه وسلم يوجّه الناس إلى التجمل والظهور بمظهر حسن إذ يرى شعر والد الصدّيق أبي بكر أبيض يابساً فينبه إلى تغيير لونه بما يناسب سنّه ، ، ولابأس أن يصبغ الشابُّ والقريب من الشباب شعره بالسواد ، ويتجنب العجوز اللون الأسود " غيروا هذا بشيء واجتنبوا السواد" .

11-      ليس كل المسلمين ذلك الرجل المؤمن الواعي الملتزم بالأخلاق ، منهم التقي ومنهم دون ذلك . أكانَ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أم كان في هذا الزمن فالإسلام نبتة تُبذر في القلب وتُسقى من نبع الإيمان الصافي ، فمن اعتنى بهذه النبتة بسقت شجرةً وارفة الظلال ، ومن أهملها اعوجّت وضعفت ، ولربما سقطت أوراقها وهزلت غصونها.

12-      وعلى هذا نجد بعض المسلمين يخالفون هدي النبي وأوامره في عدم التعرض للمسالمين من أهل مكة ، فيمد أحدهم – وهو على فرسه- يده إلى إحداهنّ فيقتطع من عنقها حُليَّها وحين يُطالب أهل الحق برد ما سُلب يتغافل السارق ، ونسمع قول الصدّيق متألماً " فوالله إن الأمانة في الناس اليوم لقليل" فماذا نقول اليوم وقد طمّ الأمر واستفحل الخطبُ حتى إن الدماء لتُسفك والقتل يستَحِرّ والنهب يعُمّ وانتهاك الحُرُمات ينتشر والمفاسد تستعِرُ؟ ماذا نقول أيها الصدّيقُ ، والظالم في بلاد المسلمين يفعل الأفاعيل قتلاً ونهباً وتدميراً وتشريداً تحت مرأى المتشدقين بحقوق الإنسان وسمعهم دون أن يحرّكوا ساكناً .؟

اللهم إليك المشتكى يا ناصر المستضعفين ويا أمان الخائفين ..

===================

سورية القرار

وليد فارس

عاش السوريون -عشرات سنواتهم السابقة- محكومين بالحديد لايملكون قراراهم ولا يستطيعون أن يعبروا عن أرآهم بشكل علني, ثورتهم كانت للتحرير بما فيها تحرير القرار من يد من اغتصبه وتفرد بالرأي, الثورة أتت كإعلان عام للتحرير..تحرير الأرض والإنسان -مقدراتها وإرادته- قرار الإنسان السوري الذي ينبع من واقعه -الذي هو أعلم به من غيره- ويتناسب مع تاريخه وحضارته وقيمه وأعرافه.

ظل ملف الثورة السورية على طاولة الأمم المتحدة والجامعة العربية بتمسك غريب -على الرغم من أنهم لم يقدموا أية حلول- كما بقيت بعض الدول تحاول أن تجعل من نفسها محوراً تدور في فلكه القضية السورية أيضاً من دون أن تقدم النتائج التي كان يرجوها من طلب من هذه الدول التدخل وسعى لإشراكها في الأمر, فكان الملف السوري كلما انتقل إلى الداخل عادت مؤسسات أو دول لسحب أنظار الداخل مرة أخرى وإشعارهم أنها تملك الحل وقد كانت الغالبية العظمى من السورين تعرف أن السقف الذي تبنيه هذه المؤسسات للملف السوري لايحلها ولايداوي الجراح ولكنه تعلق الغريق وثقل المسؤولية وعظمها.

كذلك ناضل ثوار سورية خلال حراكهم السلمي والعسكري لتسلم القرار وإبقائه بين أيديهم بمشاركة جميع الأطراف السورية من المعارضة في الداخل والخارج لتجنب الأحادية في الطرح وإشراك الجميع, لكن القضية كانت دائماً تُسحب من بين أيديهم تارة بحجة التمويل وتارة بحجة التدخل لإنهاء الأزمة وتارة بحجة التثقيف والتدريب والتنظيم وتارة بحجة المساعدة.

القرار سوري -هذا طبيعي ومنطقي- وينطلق من مكونات المجتمع السوري وعقليتهم ومبادئهم والغريب واللامنطقي أن تُخالف هذه القاعدة كأناً ماكان السبب, الثورة هي ثورة الحرية -حرية القرار أحد أركان هذه الحرية- والكرامة وإن عدم تملك القرار يجعلك فاقداً لهذه الحرية أو لجزء منها كذلك يخدش كرامتك لأنك ستطرق أبواب أصحاب القرار مما يجعل في نفسك انكساراً وتعظيماً لهم بغير وجه حق.

ماكسبته الثورة يجب أن يبقى بيد الثورة وإخراجه من يدها يتراوح بين التملق حتى الخيانة في حالات مخصصة, وإن من أهم ما اكتسبته الثورة هو قرار أبنائها لشأنهم النابع من معرفتهم بالواقع وتفاصيله والمتماشي مع التكوين والتركيب للمجتمع الثائر, أسر حرية القرار تشمل أيضاً البناء على مبادئ غريبة عن المجتمع الثائر واتخاذ القرار على سطح هذا البناء الغريب لن يكشف لمتخذه -على الرغم من علوه في بعض الأحيان- لن يكشف له كامل المجتمع السوري ولن يريه إلا جزءاً يسيراً من المشهد.

فلتلف القضية السورية العالم ولتزور كل أدراج المؤسسات والحكومات -لاضير- وليبقى القرار سورياً.

====================

الأسد أراد نقل إرهابه إلى لبنان.. وقد فعل!!

احمد النعيمي

Ahmeeedasd100@gmail.com

مر على تصريحات الوزير اللبناني السابق ميشيل سماحة المعتقل صباح يوم الأربعاء 8 آب 2012م بتهمة التآمر على أمن الدولة اللبنانية بعد أن ضبطت قوى الأمن بمنزله عبوات وصواعق اعترف بتسلمها من مدير أمن الدولة السوري علي مملوك بأمر من الأسد الذي قام بإعطاء هذه التوجيهات بنفسه ليتم تفجيرها في موكب للبطريرك الماروني بشارة الراعي خلال زيارته لمناطق سنية في شمال لبنان، إلى يوم الجمعة 19 تشرين الأول 2012م؛ قرابة شهرين وأكثر من عشرة أيام قبل أن تشهد العاصمة اللبنانية بيروت تفجيراً إرهابياً في حي الأشرفية استهدف العميد وسام الحسن رئيس فرع المعلومات لقوى الأمن الداخلي اللبناني الذي كان يقف خلف عملية القبض على النائب سماحة، وأدى إلى الكشف عن المخطط الإجرامي لنظام المجرم الأسد الساعي إلى نقل القتل والدمار الذي يمارسه بحق الشعب السوري إلى الشقيقة لبنان.

ومن فوره قام النظام الأسدي بإدانة هذا الهجوم واصفاً إياه بالتفجير الإرهابي، ومن جانبه أدان حزب الله التفجير كذلك واصفا إياها بالحادث المفجع ودعا إلى بذل كل الجهود للكشف عن منفذيه، لكي يدفعا عن نفسيهما تهمة لا زالت ماثلة في تصريحات سماحة ومخطط الأسد الإجرامي الساعي إلى تفجير الوضع في لبنان، وذهبت العديد من الشخصيات اللبنانية إلى وقوف الأسد وأعوانه في الداخل اللبناني خلف مقتل الحسن الذي فضح مخطط الأسد الإجرامي، فيما دعا الحريري حكومة ميقاتي إلى الاستقالة محملاً إياها المسؤولية عن التفجير، فيما توالت ردود الفعل الدولية منددة بالحادث الإجرامي واغرب هذه التصريحات كان من الجانب الأمريكي الذي ندد بهذا التفجير الذي وصفه "بالغير مبرر" وكأني بهؤلاء يريدون لبشار أن يمارس قتله البطيء كما يفعل مع الشعب السوري حتى يصبح مثل هذا الإجرام مبرراً!!

ومع هذه الحادثة الإجرامية يدور في الذهن أمران خطيران؛ الأول: لماذا غضت الحكومة اللبنانية الطرف عن الإرهابي سماحة ومن يقف خلفه كل هذه المدة الطويلة، والاعترافات التي أدلى بها من مخطط الأسد أحداث قلاقل في الداخل اللبناني صارخة وواضحة وبالأدلة والوثائق، والتي كان آخرها الكشف عن مكالمة هاتفية أجراها سماحة مع بثينة شعبان مستشارة المجرم الأسد تثبت تورط المستشارة كذلك في مخطط التفجير وعلمها به، وتشير المكالمة إلى أن سماحة أخبر شعبان بما كان ينوي القيام به وأن الحوار بينهما تناول هذا المخطط، في الوقت الذي كان يمكن فيه للحكومة اللبنانية أن تعمل على رفع هذه القضية لمحكمة العدل الدولية حتى تأخذ طريقها إلى ملاحقة القتلة والمجرمين، ومنعهم من تنفيذ مخططاتهم الساعين إلى تنفيذها في الداخل اللبناني؛ مما يشير إلى أن الحكومة اللبنانية تقاعست في منع حصول التفجيرات المتوقعة، بتغطيتها عن جريمة الوزير الإرهابي سماحة، وعدم تقديمه كل هذه المدة إلى يد العدالة، حتى تسنى لهم القضاء على العميد الحسن الذي أخر تنفيذ إجرامهم ولو قليلاً، وأن هذه الحكومة تتحمل بشكل مباشر جريرة الجريمة التي حدثت بالإضافة إلى الفاعل الإرهابي الذي يقف خلفها، والذي فضحه شر فضيحة الإرهابي سماحة!!

والأمر الثاني: التقاعس ليس تقاعس الدولة اللبنانية فقط وإنما هو تقاعس وتآمر المنظومة الإرهابية الدولية التي منعت وصول ملف الأسد الإرهابي إلى محكمة العدل والجنائيات الدولية من خلال الجرائم التي يقترفها بحق الشعب السوري، بالرغم من عشرات الأدلة على ارتكابه جرائم ضد الإنسانية، وقيامها بنفس الفعل في تأخير رفع ملف الإرهابي سماحة إلى المحكمة الدولية، سامحة للأسد الذي أمن العقوبة فأساء وأجرم في سوريا، وواصل إجرامه بحق كل من يقف في إعاقة مخططاته الهادفة إلى تدمير كل من لبنان وسوريا، وزرع الفوضى والرعب والدمار في كلا البلدين، وهي ما قالها الشعب السوري مشيراً إلى القاتل الحقيقي المستتر في سوريا والمتخفي في لبنان، وبصريح العبارة عندما سمى جمعته باسم "أمريكا ألم يشبع حقدك من دمائنا"!!

وهو ما يجب أن يفهمه الشعب اللبناني الذي ينبغي أن يضع نصب عينيه هدفاً وحيداً وهو التخلص من هذه الحكومة الخائنة التي تدار بأيدي أسدية إرهابية، تسعى إلى تدمير البلد كما يحدث في سوريا، حتى لا يضطر إلى دفع فاتورة تخلصه من نيرها فيما بعد غالياً، كما ويدفعها الشعب السوري نتيجة سكوته خمسين عاماً عن هذه العصابة الإجرامية الإرهابية!!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ