ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 07/11/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

عظماء الثورة السوريّة الأخفياء

الشيخ عبد المجيد البيانوني

عضو رابطة العلماء السوريين

العظماء الأخفياء يقول الناس عنهم : الجنود المجهولون ، وأقول عنهم : إنّهم العظماء الأخفياء .. إنّهم الذين أحكموا صلتهم بالله ، وتجرّدوا عن أهواء النفس ومطامع الدنيا ، فلا يحبّون الظهور ، ولا يسعون إلى الأضواء ، ولا همّ لهم إلاّ العمل بطاعة الله ، وبلوغ مرضاة الله ..

العظماء الأخفياء هم الذين تأبى عليهم هممهم أن يشتغلوا بالسفاسف والدنايا ، لا يدّعون ولا يتبجّحون ، ويعملون أكثر ممّا يتكلّمون ، ويعملون بصمت ، ولا يشغلون أنفسهم ولا أوقاتهم بالجدال ، وكثرة القيل والقال ، وتسليط أسهم النقد بغير بيّنة ولا برهان ..

العظماء الأخفياء هم الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم ، ويصبرون على أشدّ البلاء ويحتسبون ، ويتجلّدون ولا يستكينون .. ويحملون الأمانة بصدق ، ويتحمّلون المسئوليّة باقتدار ، ويكثرون عند الفزع ، ويقلّون عند الطمع ..

لقد علّمنا التاريخ أنّ ثورات المبادئ الحقّة لا بدّ لها أن تقدّم نماذج فذّة من المواقف الإنسانيّة والأخلاقيّة ، التي تكشف عن شرف مبادئها ، وسموّ مقاصدها ..

ولقد دأب أكثر الناس على أن تبهرهم الصور الظاهرة ، التي تبرز للعيان ، والمواقف التي تسلّط عليها الأضواء ، ولا يكلّفون أنفسهم عناء البحث والتحرّي عمّا سوى ذلك ..

بهر العالم وشهد وأقرّ أنّ « الشعب السوريّ هو محضن الثورة » ، وأقول : « إنّ الشعب السوريّ هو محضن الثورة .. والمرأة السوريّة هي محضن الشعب والثورة » هي محضن الطفل والشابّ ، والرجل والشيخ .. هي راعية البيت وحافظة العهد ، هي الداعمة المؤيّدة ، والصابرة المحتسبة .. تعمل بدأب بعيدة عن الظهور والأضواء ، فعملها أبعد عن حظوظ النفس والرياء ..

نعم ! المرأة هي محضن الثورة والشعب .. إنّها حقيقة ظاهرة للعيان ، لا تقبل الجدل والمراء ، ومن ثمّ فقد كان حظّها من إجرام الطاغية وزبانيته ، وتسلّطهم وعدوانهم لا يقلّ عن حظّ الرجل ، وربّما فاقه في بعض المواقف .. وحقّ لهنّ أن توجّه الأنظار إلى تضحياتهنّ ، وأن تخلّد أخبارهنّ في سِفر ، وتوثّق مواقفهنّ ، ليكُنّ أسوة حسنة لمن بعدهنّ ..

لقد قدّمت المرأة في سورية خنساوات ، بهرن العالم بتضحياتهنّ وصبرهنّ..

طوبى لهنّ خنساوات سورية ، وما خنساوات سورية .! حلّقت أخبارهنّ في سماء المجد ، وفاقَت أخبارَ خنسائنا الأولى ، بعدما كانت لهنّ المثل الأعلى ، وكنّا نظنّ أن لا يأتي الدهر بمثلها .. وهذه بعض المشاهدات والمشاهد :

امرأة في الثمانينات من العمر ، رأت في هاتين السنتين من البلاء ما لم تره في حياتها كلّها .. فقدت اثنين من أبنائها ، وخمسة من أحفادها ، وكتب عليها الخروج من قريتها ، تحت نيران القصف والقنص والدمار .. تعيش اليوم في خيمة اللجوء مع اللاجئين صابرة محتسبة ، تقضي جلّ وقتها في خيمة المسجد ، مع القرآن الكريم ، الذي حرصت على حمله في رحلتها .. تنتظر الفرج والنصر بفارغ الصبر .. سألناها : ماذا تفعلين يا خالة .؟ قالت : « كما ترون ! أقرأ القرآن ، وأدعو للثوّار ، وأدعو على بشّار .. الذي قتل رجالنا ، وخرّب ديارنا ، وشرّدنا عن بلادنا .. » .

وبنات في عمر الزهور ، لم يتجاوز عددهنّ أصابع اليد الواحدة ، يشكّلن تجمّعاً خاصّاً بهنّ ، يسمّينه : « فتيات سورية الحرّة » ، يكتبن الشعارات الثوريّة على الأوراق ، ويصنعن الأعلام ، ويرسمن الصور المعبّرة عن الثورة والمظاهرات ، ويقدّمن ما يصل إليهنّ من الأموال للإغاثة وللجيش الحرّ .. والسؤال الذي اختلفن فيه : ما هو أثوب لنا عند الله : دفع المال للإغاثة ، أم للجيش الحرّ .؟ وقالت إحداهنّ بكلّ صدق وبراءة : كلّما رأيت طفلاً من أطفال سورية مقتولاً تمنّيت أن أكون مكانه . فقلت لها : لماذا .؟ فقالت : لأنّه سيدخل الجنّة .. فقلت في نفسي : ما أصدق  والله  قول الشاعر الجاهليّ في أطفالنا :

إذا بلغَ الفِطامَ لنا صَبيٌّ تَخِرُّ له الجبابِرُ سَاجدينا

وليتعلّم الأذلاّء الخانعون معنى العزّة والرجولة ، والشرف والمروءة ..

وأمّ تحثّ أبناءها السبعة على الخروج في المظاهرات السلميّة ، واحداً بعد الآخر ، وتعلن لهم أنّها على استعداد أن تتقبّل التهنئة كلّ يوم بشهيد منهم ، ولكنّها يصعب عليها أن يستشهدوا في يوم واحد ..

وأمّ لا تقبل التعزية باثنين من أبنائها ، وتقول : إنّ الله شرّفني بشهادتهم ، وقد تكرّر مثل هذا الموقف من عدّة أمّهات ..

وزوجة كانت ناعمة مترفة ، لا تعرف إلاّ البحث عن الزينة ورفاهية العيش ، يحدّثها زوجها عن فضل الجهاد في سبيل الله ، ورغبته فيه ، لنصرة الدين والدفاع عن المستضعفين ، فتنقلب حياتها إلى امرأة لا همّ لها إلاّ الله والدار الآخرة ، وتشجّع زوجها على الجهاد وتحثّه ، وتقول له : امض لما تريد ، ولا تحمل أيّ همّ عليّ أو على أولادك ، فسأقوم عليهم بما يرضي الله ، ويقرّ عينك ..

ومواقف كثيرة من زوجات صالحات شجّعن أزواجهنّ على المضيّ في طريق الجهاد ، وكنّ خير عون له على ذلك .. وهل للرجل أن ينجح في عمله ويبدع ، إن لم يكن وراءه سند يؤّيده ، ويشدّ من أزره .؟!

إنّا لنرجو من الله أن تكون هذه الثورة مبتدأ ثورة حضاريّة لهذه الأمّة ، تضع قدميها على سكّة السبيل القويم ، والمنهج الحقّ ، وتعيدها سيرتها الأولى في حمل لواء الهدى والرحمة للعالمين ، وتلك أعظم مهمّة في حياة البشريّة ، فلا عجب أن تكون دونها ابتلاءات كبرى ، وتضحيات جسام ..

وقد كانت هذه الأمّة على مدار تاريخها ، بعقيدتها الحقّة ، ومنهجها النبويّ الرشيد ، محور تلك الابتلاءات والتضحيات ، وقدّمت أروع النماذج في الذود عن حياض الحقّ ، وصون الحرمات ..

ولا يعني هذا الكلام أنّي أبرّئ هذه الثورة من الأخطاء ، وأتجاهل السلبيّات ، ولكنّني أريد أن أقول لأولئك المتجاهلين لصورتها الوضيئة ، المتصيّدين لعثراتها ، الذين يبحثون عن الأخطاء والسلبيّات ليضخّموها ، وينشروها على الناس ، وليبرّروا لأنفسهم التقاعس عنها ، والقعود عن نصرتها ، أقول لهم : رويدكم أيّها الناس ! فالثوب الأبيض لا يغيّر لونه بضعة نقط سوداء ، والماء العذب لا يعكّر صفوه بعض الأقذاء ، والمصلح المهديّ لا يصدّه عن الإصلاح العلل والأدواء ..

أيّها الناس ! لقد هبّت ريح الإيمان على بلاد الشام ، فطوبى لمن تعرّض لنفحاتها ، وحمل لواءها ، أو كان من جندها .. فإنّ جند الله هم الغالبون .

=======================

المشهد السوري .. والتحولات المتسارعة

بقلم : الشيخ مجاهد بن حامد الرفاعي*

بداية أؤكد أن حركة تفاعل الأحداث في سورية أشبه ما يكون بحركة البورصة الدولية ففي كل دقيقة تتغير لوحة الأرقام وتتغير المعطيات..مما يجعل المشهد السوري يتغير بسرعة وعلى مدار الساعة .. إلا أن هناك مرتكزات أساس وأهداف إستراتيجية ثابتة وراء آلية حركة تشكل المشهد السوري وتغيراته .. واليوم أقدم هذه القراءة المختصرة للمشهد السوري الراهن وهو على النحو التالي:

الثورة ولله الحمد في تنامي مطرد وساحات وجودها تتسع في المحافظات السورية بشكل عام.

أؤكد ثانية ما قلته في دراسة سابقة " لو خُيّرت إيران بين مشروعها النووي وبين سورية لاختارت سورية "

المواجهة المحتدمة في دمشق بين الثوار والعصابة المحتلة وبداية المواجهة في حلب يعني تكامل مقومات معركة الحسم والنصر إن شاء الله ويؤكد أن سقوط العصابة النصيرية وحلفائها اصبح وشيكاً.

ولكن متى .. ؟ وكيف ..؟

إن المواجهات الجارية بين القوى السياسية إقليمياُ ودولياً توحي بملامح الإجابة عن هذين السؤالين:

 

أولاً - روسيا

1. أبلغت روسيا أكثر من طرف إقليمي ودولي: " أنها لا تتمسك بالرئيس بشار ولا بالذين يقومون على شأن النظام السوري القائم ". وأسرّت لبعض أصدقائها المقربين إقليمياً ودولياً : " أن موقفها من الحالة السورية مرتبط بضمان وجودها في سورية باعتباره مرتكزاً إستراتيجياً لضمان دورها الإقليمي والدولي في توجيه حركة الأحداث..وضمان دورها في التحكم بمعادلة الموازنات الإقليمية والدولة ".

2. وهذا يعني بوضوح أن موقف روسيا المتحالفة مع إيران والصين وغيرها من المسألة السورية يقوم على ضمان وتعزيز وجودها في المنطقة.

3. وهي ترى إلى الآن: أن ضمان وجودها في المنطقة مرتبط باستمرار وجود كيان الطائفة النصيرية بشكل او بآخر. بصرف النظر عمن يرأس ويدير هذه الكيان !

4. وعلى هذا الأساس تتطلع روسيا إلى تعزيز وجود كيان نصيري في المنطقة على غرار الكيان الصهيوني..فإن لم يكن ذلك على كامل الأرض السورية فليكن على الجزء الغربي من سورية ( وبالتحديد من اسكندرون التركية في الشمال إلى مرتفعات الجولان في الجنوب). ليكون هذا الكيان حليفاً إستراتيجياً لها يوازي ويتوازن مع التحالف الاستراتيجي الأمريكي – الإسرائيلي .. ومثل هذا التطلع يجد دعماً من إيران وإسرائيل والصين..طبعاً كل وفق ما يحقق هذا التحالف له من مصالح إقليمية ودولية وهذا أمر فيه تفصيل كبير وخطير.

 

ثانياً - أمريكا والغرب

الموقف الأمريكي والغرب مبني على الاستعداد للتعامل مع أي نهاية للحالة السورية بشرط:

1. ألا يتعزز الوجود الروسي والإيراني في المنطقة.

2. ألا ينتهي الأمر إلى جهة مسلمة متعصبة تهدد مصالحهم في المنطقة وتهدد أمن إسرائيل.

3. الاطمئنان إلى بلورة بديل سوري مناسب لها ولمصالحها.

 

أما الجواب عن سؤال: كيف ..؟ هذا يكون بواحد من الاحتمالات التالية:

1. مفاجأة دراماتيكية لانهيار سلطة العصابة المحتلة وانتصار الثورة.

2. انسحاب العصابة المحتلة من داخل سورية في اسوء الأحوال وتمركزها في الشريط الغربي المعد لقيام كيان طائفي نصيري.

3. دفع سورية إلى حالة من الصراع والاحتراب الأهلي بقصد :

 

  إنهاك الشعب السوري وشرذمة وحدته مما يعطيهم فرصة عودتهم لإنقاذ الحالة ومن ثم تسلطهم من جديد.

  إعطاء أنفسهم فرصة ذهبية لبناء كيانهم المنشود بدون ضغوط أو ممانعة من الشعب السوري المتحارب والمتصارع.

 

وبعد.. ما المخرج من كل هذه الاحتمالات غير السارة والخطيرة للحالة السورية ؟

1. المسارعة إلى الدعم الجاد للثورة بالأسلحة النوعية المتطورة.

2. تطهر السورين في خارج الوطن من خطيئة ما تسمى المعارضة والتأكيد أنهم امتداد للثورة والثوار في الداخل.

3. تنظيم الاعتصامات في عواصم العالم ومدنه احتجاجاً على الحرب المدمرة التي تشنها إيران وحلفاؤها على الشعب السوري وانتهاك سيادتهم ومنعهم من إقامة دولتهم الحرة وتقرير مصيرهم المشروع.

4. توثيق جرائم الحرب الإيرانية وحلفائها وتقديمها للمحاكم الإقليمية والدولية المعنية.

5. التأكيد أن الشعب السوري هو صاحب القرار في تحديد هويته ونهجه ونمط الحكم الذي يختاره لنفسه بعد النصر وذلك عبر الاستفتاء الشعبي الحر النزيه وتحت رقابة إقليمية ودولية محايدة.

______________

*عضو المجلس الأعلى للثورة السورية

عضو المكتب التنفيذي لمجلس القبائل العربية السورية

أمين عام الحزب الوطني

=========================

أحياء في قاع البحر الميت

*أ.محمد بن سعيد الفطيسي

azzammohd@hotmail.com

هموم كثيرة يبدو بان عالمنا العربي لن يستطيع تجاوزها او التخلص منها بسهولة خلال السنوات القليلة القادمة او المتبقية من العقد الثاني للقرن 21, فبداية بالتبعية السياسية والاقتصادية والثقافية , ومرورا بالفوضى السياسية وحالة عدم الاستقرار الناتجة عن ارتدادات ما يطلق عليه بثورات الربيع العربي, واستمرار الاحتلال الأجنبي المقيت لعدد من كياناتنا العربية , وليس انتهاء بالتخلف التنموي ، وغياب الديمقراطية ، وغيرها من العوائق التي لازلنا نعاني منها الكثير.

 مما جعل دولنا العربية تلج العقود الأولى من الألفية الثالثة بطريقة مضطربة وحالة متردية بالرغم من وجود العديد من الإمكانيات القومية , بل أشبه بقيام الواحد منا برحلة طويلة وشاقة, دون وجود الأدوات والوسائل اللازمة لتسهيل تلك الرحلة , مما يعني استحالتها, وسرعة انتهائها, وفقدانها لأهم مقومات البقاء والحياة, وهو بالفعل ما قد حدث لنا كعرب ونحن نلج بدايات هذا القرن الفوضوي, حيث لم نتمكن من الاستفادة من أخطائنا وتجاربنا السابقة, وبالتالي حملنا معنا عقلية الرجل البدائي وهو يعبر ارقي شوارع العالم, مما اثر كثير- وللأسف - في بناء تقارب وحدوي عربي قادر على مواجهة التحديات المستقبلية , أسوة بالتجارب والتجمعات والتكتلات الدولية .

 وبالرغم من أن دول أوروبا لا يجمعها دين واحد ولا لغة واحدة ولا ثقافة واحدة, إلا أنها استطاعت أن تتجاوز جل تلك الإشكاليات لتصل الى ما وصلت إليه اليوم , بالبحث عن رابط يمكن أن يجمع بينها, كما انه وبالرغم من وجود العديد من الخلافات السياسية, والتاريخية والأيديولوجية بين بعض تلك الدول, كما هو الحال بين فرنسا وألمانيا على سبيل المثال .

 وهو على عكس ما نحن عليه كدول عربية, حيث يجمعنا دين واحد, ولغة واحدة, وفي كثير من الأحيان ثقافة واحدة , وتاريخ مشترك , ولكن وبالرغم من ذلك إلا أن معوقات الوحدة العربية لا زالت في تفاقم , وهوة الخلافات الداخلية والخارجية في اتساع , فالدين الإسلامي قد شكل الرافعة التي حملت لواء الأمة وتكفل بلملمة شملها في حال فشلت كل الايدولوجيات الأخرى في ذلك , ثم جاءت اللغة العربية التي يكفيها فخر أن تكون معين الإسلام الذي لا ينضب , واللغة التي اختارها هذا الدين لكي تكون الحافظة له والحافظ لها .

 ولكن - وللأسف - فقد ضيعنا الاثنين معا , فها هو الإسلام وفي جميع أصقاع الأرض يرمى بالشبهات والأباطيل والتهم الجزاف , وذلك بسبب افتقاد أبناءه لقدرة المحافظة على تعاليمه ومعالمه , وبالطبع فقد كان للغرب دور كبير في ذلك , حيث هو على دراية ويقين بان سقوط العرب يبدأ بانهيارهم الديني والأخلاقي , وهو ما أشار إليه بكل صراحة العديد من كتابهم ومفكريهم, فهاهو المستشرق " موروبيرجر" يقول :- بان الخوف من العرب , واهتمامنا بالأمة العربية, ليس ناتجا عن وجود البترول بغزارة عندهم, بل بسبب الإسلام.

 كما قد تخلينا كذلك عن لغتنا العربية التي نستمد منها القوة والمكانة الدينية والقومية , ففقدنا بذلك هويتنا العربية والوطنية , فالتشبث ( باللغة هو كالتشبث بثدي الأم ... فهذا الثدي هو وحده الذي يستطيع أن يمنح كل واحد منا اللبن الوطني , والغذاء القومي ), وعليه فان كل الخوف هو أن يصل بنا الأمر في يوم من الأيام الى أن يتناسى هذا العالم العربي لغته إلام, وذلك بسبب الهزيمة النفسية التي حطت من شأن الذات العربية, وسربت لدى الناس في بلادنا وهْما مُفَاده أننا لكي نتقدم , يلزمنا أن نتخلى عما عندنا ونلتحق بركب بالآخرين .

 ( الأمر الذي يرتب تلقائيا إقبالا على " الانخلاع " من مقومات الخصوصية والانتماء ، إذ إن الهزيمة حاصلة في المجالات الاقتصادية والعسكرية والسياسية والثقافية ، لكن أخطر ما أسفر عنه ذلك الوضع , هو تلك الهزيمة النفسية التي أصابت الذات وضربت في الصميم جذور الانتماء , ولأن المغلوب مولع دائما بتقليد الغالب ، كما ذكر ابن خلدون، فإن أمورا كثيرة تغيرت أو انقلبت في حياة العرب والمسلمين من جراء ذلك الوضع ، وكانت لغتهم من بين ما لحقه التغيير والانقلاب).

 وفي هذا السياق يقول الكاتب العربي الدكتور شاكر النابلسي في كتابه (جدلية الأدب والسياسة في الثقافة العربية المعاصرة) , حول مكانة اللغة عند بعض الشعوب التي عانت الكثير من جراء محاولات الاستعمار تغييب وإفلاس تلك اللغة من قيمتها , وإفقاد أبناءها قوميتهم ووطنيتهم من خلال تشويهها , ضارب بالشعب الياباني مثالا حي على ذلك , حيث يقول: - أنني انحني دائما إجلالا للشعب الياباني, أن هذا الشعب مثال حي للشعب الذي لا يفصل عزة لغته عن عزة وطنه , وعن عزة هويته الوطنية, فالياباني يعتبر المناقشة التجارية باللغة اليابانية جزء من الصفقة التجارية اليابانية نفسها , وجزء من شخصية السلعة اليابانية نفسها, - وهكذا - فان الياباني عندما يصر على الحديث والكتابة باليابانية , فإنه يصر على تأكيد الهوية القومية فقط , في حين أن العربي عندما يصر على الحديث والكتابة بالعربية, فانه يصر بذلك على تأكيد الهوية القومية والدينية معا.

 وما زاد على الطين بله هو تطور ظاهرة الخلافات السياسية العربية لتتجاوز إطارها الخارجي, وذلك بتفاقم الأزمات الداخلية بين أبناء القطر العربي الواحد, مما ساهم في تعميق الجراح العربية العربية, وبالتالي اتساع الهوة السابقة في طريق الوحدة وبناء الكيان العربي الواحد, وبالطبع فقد تناولت العديد من الدراسات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها الأسباب التي أدت الى ذلك, حيث خلصت في مجملها الى أن من أهم المعوقات التي تقف حائلا دون بناء ذلك الكيان الواحد, عائد الى ضعف الإرادة السياسية العربية والافتقار الى النضج السياسي المؤهل لردم هوة تلك الخلافات الداخلية, كالطائفية والعرقية, والانا بأشكالها وأنواعها, والافتقار الى القدرة على التميز بين مواضع المصلحة السياسية والواجب الأخلاقي تجاه الأمة والوطن, والذي كان وراءه الاستعمار القذر بتقسيمه للوطن الواحد الى أجزاء وقطع، تعمل بالاتجاهات المعاكسة ضد بعضها البعض.

 كما يكمن في الجانب الآخر وبالإضافة الى تلك القطرية العربية, كأحد أعداء الوحدة وقيام دولة الأمة، (الاستعمار القديم منه والحديث، وما أنتجه من قوى معادية مثل الصهيونية والشعوبية، فالاستعمار عدو لدود لقيام الوحدة العربية, لان قيام العرب ببناء دولتهم يعني حرمان الاستعمار من الاستحواذ على مقدرات الوطن العربي، وسياسة الهيمنة والسيطرة سياسيا واقتصاديا وعسكريا وإعلاميا ), وهو ما نجده اليوم واقع من خلال وجود المستعمرة الإسرائيلية الكبرى كسرطان يجثم على صدر الأمة , محيلا كل أمالها في الوحدة والتقارب الى سراب , بل المصيبة الكبرى أن نجد من أبناء جلدتنا وعروبتنا من يساهم في تردي حال الأمة العربية بمحاولات شق الصف والكيان العربي الهش في الأساس, وهم بذلك يزيدون من قوة العدو الصهيواميريكي في عالمنا العربي.

 وعليه فقد آن الأوان للعرب أن يتنبهوا الى المؤامرات القذرة التي تحاك من وراءهم, وأحيان كثيرة بسببهم, وذلك لتدرأك الوضع المأساوي الذي تعاني منه العديد من دولنا العربية في الوقت الراهن, ذلك الوضع المؤهل للتفاقم في حال استمرار بعض الطفيليات بتحطيم ذلك البناء المتمثل بقوة الأمة الواحدة , ففي تفرقهم وتشتتهم نجاح للاستعمار الذي لا يتمنى أن يجتمع الإخوة على رأي واحد , او مصير واحد , وهو ما يشير إليه المستشرق الغربي " لورانس براون " بقوله :- ( إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية أمكن أن يصبحوا لعنة العالم ... أما إذا بقوا متفرقين فأنهم يظلون بلا وزن وتأثير ).

 وبالتالي فان العودة للدين الإسلامي من جديد, والتمسك باللغة العربية كصمام أمان لرئة تبحث عن هواء نقي بين غبار الحضارة الغربية والمدنية والاستعمار , مترفعين بالواجب الأخلاقي للأمة ككل , فوق المصالح الشخصية والقطرية, والجلوس على طاولة واحدة لوضع إستراتيجية عربية قومية نستقوي بها على مصاعب وعوائق المستقبل, وذلك بالبحث عن أسباب الوحدة والبدء بها وان كانت صغيرة, والابتعاد عن نبش أسباب الخلاف والتفرقة والعصبيات والنعرات الطائفية والاستقواء بأعداء الأمة بجميع أشكالهم وأنواعهم في الداخل من المرتزقة والخونة لأوطانهم , والخارج من المستعمرين ودعاة الفتن , هو الحل الوحيد والممكن لتفادي الانجراف نحو هاوية التردي والانحطاط والتخلف .

 مع إبقاء الأمل بان هناك اثار لحياة ما وان لم تكن ملامحها واضحة على السطح نحو بناء الأمة وتوحدها , فبالتأكيد هناك أثار لها في القاع , كما هو حال الحياة في البحر الميت.

________________

*باحث في الشؤون السياسة والعلاقات الدولية

رئيس تحرير مجلة السياسي – المعهد العربي للبحوث والدراسات الإستراتيجية

=========================

فقط في سورية ( الأسد ) – المزرعة

م. محمد حسن فقيه

1 – فقط في سورية : لا يقبل في سورية الرأي والرأي الآخر، لأن النظام من نهج مدرسة التوحيد بحسب وصايا البوطي وحسون .

2 - فقط في سورية : تحل أزمة الإزدحام أمام المخابز بالطائرات الحربية .

3 – فقط في سورية : تسحق الأكثرية لطمئنة الأقليات ، علما بأن الأكثرية هي التي حافظت وحمت الأقليات لمئات السنين .

4 – فقط في سورية : ترجمة ( سوريا حرة ) بالفارسي تعني ( البحرين حرة )، ولكن بالسوري وبلهجة قناة الدنيا وأخواتها ( سورية حرة) تعني ( إسرائيل ) ! .

5 – فقط في سورية : يصدر الديزل السوري إلى إيران مقابل سلاح يقتل به المواطن السوري ، ويشتريه المواطن السوري من السوق السوداء ب ( 90) ليرة للتر الواحد علما أن سعره الرسمي (15 ) ليرة سورية فقط .

6 – فقط في سورية : يحق للرئيس وحاشيته صلاة العيد مقدما يوم عرفة .

7 – فقط في سورية : يحق للرئيس الدخول في صلاة العيد قبل الإمام .

8 – فقط في سورية : يحق للرئيس التسليم والخروج من الصلاة قبل الإمام للهروب خوفا من الجيش الحر .

9 – فقط في سورية : يستقبل الشعب السوري أكثر من ستمائة الف مواطن لبناني من الجنوب في حرب 2006 ، وعندما يفر إلى لبنان هربا من الموت يكافئه الذين استقبلهم سابقا من الجنوب باستهدافه بالقتل مع أهله وأطفاله .

10 – فقط في سورية : يعمم اسم المعارض على جميع المراكز الأمنية ونقاط الحدود والسفارات في الخارج ، وعندما يتقدم بطلب إثبات شخصية في أي سفارة لا يتعرفون عليه .

11 – فقط في سورية : تحرم ثلاثة أجيال من جواز السفر: الجد والأب والحفيد ،لأن الجد كان معارضا للنظام .

12 – فقط في سورية : يسمى بائع الجولان ... بطل التحرير .

13 – فقط في سورية : يسمى حامي وحارس حدود العدو المحتل ... مقاوما وممانعا .

14 – فقط في سورية : يدمر النظام البلاد بالأصالة من أحقاد نفسه وبالنيابة عن رغبات العدو المحتل .

15 – فقط في سورية : تنسب التفجيرات الإرهابية في مراكز تجمعات السنة وأمام مساجدهم أو داخلها للتنظيمات الإسلامية المتشددة .

16- فقط في سورية : المازوت في الدبابات لتدمير البلاد والعباد ، والكهرباء في أقبية السجون للتعذيب .

17 – فقط في سورية : تقوم القوات السورية بأعمال تدريب ومناورات ميدانية حية ، وعلى كامل أرض سورية بالإشتراك مع روسيا وإيران وميليشيات حسن نصر الله والمالكي ضد الشعب السوري ، استعدادا لمعركة التحرير القادمة بعد تدمير البلاد ومن فيها .

18 – فقط في سورية : يكبل الإرهابيون أيديهم داخل باصات الأمن ، ثم يفجرون أنفسهم بعد نزول عناصر الأمن من الباصات .

19 – فقط في سورية : تحكم سورية من مجلس ( النخبة ) ، وهو مجلس أعلى من الحكومة ومجلس الشعب ، لأنه يتكون من حفنة عائلية مشربة بالطائفية ومغرقة في الفساد والإجرام .

20 – فقط في سورية : ألقاب نوط الشجاعة وأوسمة الفخر لشرفاء سورية كثيرة منها ( جراثيم ... مندسين ... عراعير ... وأعلاها هي العصابات الإرهابية ) ! .

=========================

كشكول مدينة كفرنبل الصامدة في وجه النظام الفاشي

إعداد/ بدرالدين حسن قربي

بلغ عدد شهداء الثورة السورية حتى يوم الأربعاء نهاية شهر تشرين الأول/اكتوبر 2012، الموثقين والمسجلين تسعة وثلاثون ألفاً وثلاثمئة وتسعة وستون. توزيعهم على الشكل والترتيب التالي: محافظة دمشق وريفها: 10212 ، حمص وريفها: 8356، ادلب وريفها: 5408، حلب وريفها: 4699، محافظة درعا وريفها: 3549، حماة وريفها: 3278 ، دير الزور وريفها: 2731 ، اللاذقية: 648 ، الرقة: 195 ، الحسكة: 112، طرطوس: 78 ، السويداء: 22.

اللهم اغفر لهم وارحمهم وتقبلهم، وألهم ذويهم السلوان وأفرغ عليهم صبراً، واجعل دمهم لعنة على قاتليهم.

http://syrianshuhada.com/Default.asp?a=st&st=20

&&&&&&&&&&

استهدفت طائرات الميغ المقاتلة السورية في غاراتها الدائمة واليومية المتكررة على المدن السورية في تمام الساعة الواحدة والربع من بعد ظهر يوم الاثنين 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، وسط مدينة كفرنبل/معرة النعمان، مما تسبب بدمارٍ هائل وحرائق مريعة فيها، فضلاً عن عشرات القتلى والجرحى، تضاف إلى أمجاد النظام السوري وشبّيحته في المقاومة والممانعة.

http://www.youtube.com/watch?v=

G-do4UrRcuM&feature=player_detailpage

&&&&&&&&&&

إن ماارتكبه النظام الأسدي الفاشي في اليوم الثاني بعد الستمئة من عمر الثورة السورية، يوم الاثنين 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 في قصفه لبلدة كفرنبل، يكفي في قوته وشدته ليدفع بالسوريين عزيمة وإصراراً أن يستمروا حتى التخلص من نظام متوحش قاتل لأطفالهم ونسائهم وشبابهم وكهولهم، لاتأخذه في قمعهم وسفك دمائهم وحرقهم وتدمير مدنهم وقراهم ذرة من رحمة أو قطرة من ضمير.

https://www.youtube.com/watch?v=

99Ks06ebHF0&feature=player_detailpage

&&&&&&&&&&&

ياجماعة..!! كل هذا القتل وكل هذا الإرهاب والتوحش، لم ولن ينفع الأسد ونظامه ، فالشعب السوري أعلنها أنه يريد إسقاط النظام. ومن كان لديه بعض الشكّ ولا يصدق فهذه مظاهرة كانت يوم الجمعة 2 تشرين الثاني المسمّاة بجمعة داريا العنب والدم في بلدة معربة /حوران العز والنخوة والشهامة. فعلى أنقاض البلدة كانت هذه المظاهرة التضامنية، والتي أقل مايقال فيها أنها تأكيد المؤكد، بأن الشعب يريد إسقاط النظام ورحيل الأسد من حياتهم إلى الأبد في مقابل شعار النظام وشبيحته: الأسد أو حرق البلد. وعلى وقع هتافاتهم ونداءاتهم مارح نركع مارح نركع، وغير ل الله مارح نركع، هيييه ويالله هيييه ويالله ، ومنصورين بعون الله، وطز فيك يايشار، ياللي حرقت الديار.

أرجو ألا تفوتنّكم رؤية هذا اليوتوب مهما كانت مشاغلك. فكل توحش النظام، ووحشية شبيحته وكل ممارسات قتله وقمعه لأهالي حوران الأحرار، مامنع مثل هذه المظاهرة أن تخرج ودماء المتظاهرين على الأكفّ. شعب هؤلاء ناسه وأبطاله، ومصرٌ على نيل حريته واستعادة كرامته، فلسوف يسقط الأسد طال الزمان أم قصر، إن لم يكن اليوم ففي الغد.

http://www.youtube.com/watch?v=aCD

3TD8Yi8g&feature=player_detailpage

&&&&&&&&&&&

=========================

قصص قصيرة جدا

بقلم : يوسف فضل

ساندي

يبدو وجهها معروفا لكن لا يمكن تذكره . حين أرسلت أنفاسها إعصارا انهارت جبال الريح من شدة الحزن .وعندما نشرت شعرها أظلمت السماء وهاج البحر يختار قرابينه.رحلت على موعد أن ترسل من نسلها من ينشط آثار الحطام.

 

ظل

هذا الصباح ، فكرت كيف سأجد صورتي قبل أن انظر في المرآة . سألت زوجتي انظري لي كيف سأظهر على صفحتها . أخذت تفكر وساعدها على ذلك تناولها لقهوتها . عادت وقالت باحتفالية بهيجة : "اليوم طالعك فأل خير إن شاء الله" . لعلها وجدت صورة حياة يومها جميلة فيها . اممممممم ، إذا مر يومي هذا على خير ، والأيام القادمة ماذا عنها ! أخشى أن اضطر إلى كسرها .

 

مصارعة

هاج واستمتع الجمهور بمشاهدة الدماء تسيل على الحلبة . خرج يهتف ضد الإرهاب الإسلامي .

 

تورا بورا

نثرت العاصفة التراب الأسود في الوجوه فأرخت ظلال السكون على البيوت وأتعبت سواعد العمال السمر.

 

مأزق

أمسكت الأم ببنطال مقاس S . قفزت داخله ابنتها مقاس XL

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ