ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
محمود
صالح عودة لم
يخفَ على جماهير الأمة خداع
النظام السوري بشعارات
المقاومة والممانعة، فلقد
استطاع أن يخدع البعض في بداية
الثورة السورية، إلا أن
استمراره في القتل والقمع
والإجرام الممنهج لم يبق مجالاً
لذي عقل وحس إنساني أن يدعمه بأي
شكل كان. فلو أننا صدقنا رواية
النظام الرسمية القائلة بأن
معظم مشاهد الثورة مصطنعة، لكان
واحد في المئة مما يحدث سببًا
كافيًا لرحيل النظام بأسره إلى
غير رجعة. من غير
المفهوم إصرار القلة التي ما
زالت تدعم النظام السوري على
الاستمرار في دعمه، لا سيما وأن
هذا الدعم لن يفيده شيئًا سوى
كسب بضعة أنفاس إضافية حتى
زواله الحتمي، كما أنه يزيد من
سيول الدم السوري الغالي علينا
والرخيص على النظام. ما
زال أنصار النظام يتحججون بوجود
مندسين في صفوف الثوار ويتخذون
ذلك سببًا للكفر بالثورة من
أساسها، وإن كان الأمر كذلك فلا
ندري لماذا يتخذون من القضية
الفلسطينية شعارًا لهم، مع
العلم بأن مجموعة غير قليلة من
الفلسطينيين باعت القضية منذ
زمن بعيد، وكثير من القيادات
الفلسطينية اليوم لا تتحرك إلا
بإذن مسبق من الشاباك
الإسرائيلي وتأتمر بأوامر
القيادات الأمنية الصهيونية في
الصغيرة والكبيرة. وكان كلام
رئيس السلطة الفلسطينية وفتح
محمود عباس واضحًا الأسبوع
الماضي في ذكرى وعد بلفور
بتنازله عن حق العودة ومعظم
فلسطين التاريخية، وبالتالي
إنكاره حتى لحقنا في الداخل
الفلسطيني بالعيش على أرضنا.
فلم لا يتوقف أنصار النظام
السوري عن دعمهم المزعوم للقضية
الفلسطينية وقد باعها كثير من
الخونة الفلسطينيين؟ في
كل ثورة على وجه الأرض يوجد خونة
ومنافقون، حتى في زمن النبوة
كان الأمر كذلك. هذه الحقيقة لا
تبرر التخاذل عن نصرة الثورة لا
سيما وأن أهدافها نبيلة
ومشروعه، وأذهب إلى القول بأن
من لا يدعمها ويقف ضد أهلها آثم. منذ
بداية الثورة السورية قتل نظام
الأسد ما يزيد عن 500 فلسطيني في
مخيمات اللاجئين بالقصف وغيره.
ومؤخرًا قام باقتحام مكاتب حماس
وإغلاقها، بعد تخوين قيادتها من
خلال شبيحته ونبيحته
الإعلاميين. فالمقاومة مقاومة
ما دامت لا تخالف النظام، أما
إذا خالفته فيبدأ بمقاومة
المقاومة. المتضرر
الأكبر يبقى الشعب السوري الذي
ما زال كريمًا حتى في تقديم
الشهداء دفاعًا عن حقوقه
وكرامته، وحقوق وكرامة الأمة من
خلفه، ولكننا واثقون من أن
دماءه الزكية لن تذهب هدرًا
مهما تآمر عليه القريب والبعيد.
إن حمام الدم في سوريا لن يتوقف
حتى يتم قطع رأس النظام،
والتطهير بعد ذلك لن يطول بحول
الله وقوته. أما
بالنسبة للمقاومة فإنها تمر
الآن بمرحلة إعادة صياغة، تنتهي
في آخر المطاف لصالح الشعوب
بشكل خالص وليس لمصلحة أنظمة
ذات أجندات سياسية عدوانية توظف
المقاومة في صالحها، هذا إذا
بقيت الشعوب صاحية وواعية.
فحماس نجت من الوقوع في الفخ
الأسدي بشجاعة لا مثيل لها
وهنيئا لها ذلك، فقد أثبتت أنها
تنحاز للمبادئ وليس المصالح
وكسبت قلوب أبناء الأمة. أما حزب
الله فقد ورطته قيادته للأسف في
وحل يحتاج الخروج منه إلى وقت
طويل، هذا إذا كان حظه إيجابيًا
في المستقبل، ولا أستبعد ولادة
تكتلات جديدة من حزب الله ذات
مرجعية أكثر اعتدالاً، تدعم
المقاومة ولكن ليس على حساب
الشعوب، لا سيما وأن أحد شعارات
الحزب الرئيسية كان نصرة
المستضعفين والمظلومين. إن
المقاومة التي تضع كل بيضها في
سلة واحدة مقاومة مصيرها الفشل،
وإن المقاوم الأعور مصيره
الهلاك، والمقاومة التي لا تقف
مع حقوق الشعوب وإن اختلف جنسها
ولونها ودينها بل تقف ضدها ليست
مقاومة بل شعارات ومساومة،
ومصيرها لن يختلف عن مصير نظام
مقاومة المقاومة. ========================= تركيا
ومعادلاتها الاستراتيجية
الجديدة: التطلع
الى دول الجوار لحل
الأزمة السورية...!!! 1-2 د.خالد
ممدوح العزي* منذ
اندلاع الثورات العربية في
العام الماضي فرضت على تركيا
وسياستها حالة سياسية
في الداخل والخارج ، فهذه
الحالة فرضت عوائق داخلية
وخارجية حدت من تحركات أنقره
وفرضت عليها اليوم إعادة النظر
في سياستها الجديدة. مواقف
تركيا المختلفة: منذ
اندلاع الثورة السورية كانت
لتركيا مواقف عديدة سادتها
النبرة الحادة بالتعاطي مع نظام
دمشق فبد الفشل التي كانت
تمارسه في البداية الثورة في
وساطاتها من الطرفين من خلال
معادلة كانت تقوم على إشراك"
حركة الإخوان" المسلمين في
السلطة إلى الانحياز المباشر
وتبني الثورة والثوار من خلال
فتح أراضيها لهم واستقبال العدد
الكبير من اللاجئين السوريين في
مخيماتها ومساندة المعارضة
السياسية والعسكرية التي كانت
تامين حرية حركتها على أراضيها.
لقد عرف
الخطاب الترك بقوة النبرة
الخطابية بالرغم من التهديدات
الدائمة بعدم قبول مجزرة
حماة جديدة أو عدم استقبال
لاجئين فوق المائة ألف لكن
الحالة الداخلية فرضتها
الخلافات الداخلية التركية
والتحرش العسكري السوري
الحدودي . لكن تركيا على الرغم
من قوتها المحورية كدولة
إقليمية شعرت بضعفها إزاء
الأزمة السورية عدم استطاعتها
من لعب الدور الريادي
في حسمها ، وكذلك عدم
استطاعتها من إقناع حلفائها في
ذلك. اليوم
بات الساسة الأتراك الذين يرون
ان الحل يكمن من خلال الحوار
الإقليمي ،وهذا ما أكده السيد
رجب ارد وغان بالتوجه نحو روسيا
وإيران ،أثناء لقاءه الرئيس
الايراني
محمود احمدي نجاد
في العاصمة الآذرية باكو
الشهر الماضي
،مع العلم ان تركيا التي
كانت ترفض أي حوار أو حلول مع
الدول الإقليمية وخاصة روسيا
وإيران بسبب دعمهما المفرط
للنظام السوري . اليوم
تؤكد الدبلوماسية التركية على
العودة الى تطبيق نظرية عميد
الدبلوماسية التركية داود احمد
اغلو القائمة على "صفر مشاكل"،
مع دول الجوار التي انتهت فور
اندلاع الثورة السورية وتوتر
العلاقات السياسية والأمنية
والدبلوماسية والإعلامية
بين البلدين. اليوم
تركيا التي ترى نفسها غير قادرة
على الاستغناء عن دول الجوار
بسبب الملفات الداخلية
والخارجية المرتبطة بالأزمة
السورية والتي تؤثر فليها
وفي سياستها . حلول
تركيا المحورية: فاليوم
تركيا تحاول التطلع إلى روسيا
وإيران من اجل التوصل إلى حل
سلمي ينهي لمشكلة السورية
العالقة وقطع امتداد لهيب
الأزمة إلى داخل تركيا وجوارها
بالرغم من توتر العلاقات
الروسية التركية عقب حادث تفتيش
الطائرة السورية ومصادرة
العديد من الأجهزة الخاصة
بوزارة الدفاع السورية، لكن
البلدين حاولا تغليب المصالح
الخاصة ولملمة المشكلة ،تركيا
التي تخوض مواجهة مع سورية
تحاول أن تكون في موقع إيجاد
الحلول السلمية من خلال طرح
إلية ثلاثية بين" تركيا
وسورية وروسيا "، من ناحية
ومن ناحية أخرى من خلال علاقات
مستمرة مع ثلاثية "مصرية
تركية إيرانية "،وثلاثية
أخرى "مصر السعودية وإيران
"وبخاصة بان تركيا تتحرك كما
ينص اتفاق الرباعية "السعودية
،مصر ،إيران ،تركيا "التي
تحال إيجاد حل إقليميا للمشكلة
السورية وإخراجها من نفق
المجهول . تركيا
التي ترى بان المشكلة السورية
تغيب عن الحلول الأميركية بسبب
الانتخابات الرئاسية وبسبب
الأزمة الاقتصادية الناقمة في
أوروبا .فإنها أضحت
مقتنعة بأنها لن تدخل في
معركة عسكرية منفردة دون تكليف
أمريكي وأطلسي وغطاء لوجستي
وسياسي من
قبلهما، وبمباركة عربية. تحاول
ان تنعكس الأزمة الداخلية على
إضعاف مواقفها الدبلوماسية
والسياسية لذلك تتجه نحو الحوار
الإقليمي،والجدير ذكره بان
تركيا لم تطرح نهائيا استعدادها
القيام بأي
عمل عسكري ضد النظام السوري
طوال الفترة السابقة بالرغم من
كل التحليلات والفرضيات
القائلة بتوفير مناطق عازلة
ومناطق حظر جوي بمشاركة تركية
،ولكن الجميع كان يرتكز على"
اتفاق اضنة" الذي يخول تركيا
الدفاع عن منطقة بحدود 10 كلم
وطول 850 كلم
،ولكن تركيا مرة وحيدة هددت
بالعمل العسكري في العام 1999
أثناء اندلاع مشكلة عبدالله
أوجلان الذي كان موجدا في سورية
،ويستخدم مناطق من الأراضي
السورية انطلاق لحزبه ضد تركيا،
ولم يكن السيد رجب اردوغان في
السلطة وقتها ، طبعا لم يبقى لنا
سوى الانتظار لمعرفة جدوى هذا
التوجه التي بدأت تركيا من
بممارسته في سعيها الى
التفتيش عن حل للازمة
السورية عند دول المحور.
نقلا
عن جريدة الرواد اللبنانية
العدد75 الصفحة 14 التاريخ 5 تشرين
الثاني نوفمبر
20012 *كاتب
وباحث مختص بالإعلام السياسي
والدعاية ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |