ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
تدافع
وتمكين فضيلة
الشيخ نور الدين قره علي وها هم
أهل الشام بعد عشرين شهرا .. ،
وأمام أعين القاصي والداني ،
يُثبتون بأنهم ظُلموا ، وأنهم
لا يقاتِلون ولا يقاتَلون فحسب
، تُدمر بيوتهم ومساجدهم ،
وتُحرق مزارعهم ومصاحفهم ،
وتذبح أطفالهم وأعراضهم ،
وتُخطف أموالهم ورهائنهم ،
ويقنص متحركهم وساكنهم لقد
ظلموا خمسين عاما ، وبعد ظلمهم
الطويل من قبل طغاتهم ظلموا من
كل العالم القريب والبعيد ،
الذين يتحالفون مع طغاتهم ،
فيمدونه ويدعمونه ، أو يسكتون
عن جرائمه خوفا أوطمعا ، مما لا
يخفى على صغير أو كبير ، لقد
ظُلموا .. وهم مصابرون حكماء ،
واضطهدوا... وهم أهل الشيم
والوفاء ، وصابروا.. وهم الذين
لا يقبلون الضيم ، وهم يرابطون
اليوم في ساحات التضحية والفداء
، ينادون بارئهم وهو العليم
بأنهم قالوا ربنا الله ولا مولى
لنا إلا الله ، {ولولا
دفع الله الناس بعضهم ببعض
لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل
على العالمين} هذه
سنة الله في خلقه عندما أدخلهم
إلى دائرة التكليف ليقوموا بما
أولاهم الله من شرف الاستخلاف
وإقامة شرعه ، وتحقيق مراده في
تعميم رحمته ونشر عدالته ،
وإرهاب الظالمين الجبارين من
خلقه ، ثم أعانهم سبحانه عندما
أحاطهم بدائرة حكمته ، فأظهر
لهم سُنّة تعامله مع عالمهم
البشري بقوانين فضله ، فأقام
سنة التدافع فيما بينهم ، ووضع
الأقوياء أمام الضعفاء ،
والحاكمين أمام المحكومين ،
والأغنياء أمام الفقراء ، ليبلو
بعضهم ببعض ، ويداول الأمور
وموازين القوى بيد الأفراد
والأمم ، كي لا يكون الأمر
متوقفا عند أحد وتحت سيطرة أي
موجود ، محققا ناموسه في تحريك
موازين عدله بين الخلائق أجمعين
، واليوم
يرى شعبنا كيف تُبتلى القوى في
العالم أمام هذا الحدث الجليل
وأمثاله ، وكيف تتولى مؤسساته
في الأمم المتحدة ومجلس الأمن
أمام تلاعب الكتل المارقة
وأتباعها ، وغيرها ضد قرارات
العالم أجمع ، مما أدى إلى إعراض
العالم عن نصرتنا ، واعتذار
القريب والصديق عن التحرك لرفع
البلاء عنا ، فما كان منا إلا أن
أجبنا الوجود البشري الذي ترنح
أمام قضيتنا بالصبر والمصابرة ،
وقرار الثبات والدفاع عن أنفسنا
وأعراضنا ، وقيمنا في ديننا ،
وشرفنا في مجتمعاتنا ، والجميع
ينظر وينتظر ، فلكل موقعه
وقدرته ، ولكل مصالحه
وارتباطاته ، ربطنا قضيتنا
بإيماننا ، وتوجهت قلوبنا إلى
بارئنا ، واحتج العالم بأننا لا
نملك قيادة جامعة ، ولا هيئة
راشدة ، وما كان ذلك إلا
اعتذارات تُغطّى بها سوءات
تراجعهم ، ومراجعات يبررون بها
تأخرهم في نصرتهم ، وبعد
عشرين شهرا ، أجرى الله سننه
بتدافع عجيب ، فتحرك القوم وفق
مخططات تقدرها مصالح الكبار ومن
يليهم ، فارتضوا بتشكيلة أو
بأخرى ، وأشاروا بالتجمع ،
وطالبوا بعقده خلال سويعات من
الزمن ، فاجتمع من اجتمع على أمر
قد قُدِرْ ، ورُفعت الأعلام
ولافتات الاهتمام كلمح بالبصر ،
وصدرت التعليمات ووُقعت
الاتفاقات مع الوعود والمغريات
، ولكن بدون حديث عن أي ضمانات ،
وقام من قام من الأفراد
والتجمعات واللجان ، وتشاور
القوم فيما بينهم فقرؤوا الحدث
، ودرسوا الفرصة وقرروا اغتنام
ما فتح الله ، وما هيّأ المولى ، وفي
التجمعات تتماوج الآراء ،
وتحتدم النقاشات ، وتتوازع
القضية تناقضات ، ويتفلت قوم
آخرون من الشرع من زاوية أخرى
بعذر أو تأخر ، ويلتصق آخرون
بالدين بطريقة أو بأخرى ،
ويتعلمَن متعصبون ، ويتعصب
متعلمنون ، واضطر القوم أو
كانوا مختارين ، فأخرجوا لأبناء
شعبهم مقترحات تجمعهم ،
وتوافقوا وائتلفوا ، وقدموا
عصارة الجهد ببشائر الخلاص ،
وشروط الالتزام ، والتناسق مع
واقع الأفهام ، وما تتحرك به
جحافل الأقوام ، وهل
هناك من قدرة أكبر مما عملوا ؟
وهل هناك من رأي ضمن الأحداث
أفضل مما صنعوا ، وهل واقع الأمة
يسمح بأكثر مما نالوا ؟ تساؤلات
قد يسمح الواقع بطرحها ، ولكن
يسد هذا الواقع الطريق أمام
توحد إجاباتها ، وأُعلنَ
الأمر على الملأ ، وظهر القوم
بقيادتهم ، وبويع الجمع من خلال
جامعة عروبتهم ، وبدأت
الاعترافات الدولية تنهمر
انهمارا ، وفُتح سيل الوعد
بالنصر من كل حدب وصوب ، وجاء من
الداخل من يؤيد من بالخارج ،
وسُمع صوت العالِم والسياسي
والمساند والمؤيد والمخالف ،
وبدأت مظاهر الحل تتبدى
ائتلافاً ، فحكومة ، فمساعدات
واعترافات ، وأضاءت بوارق
الآمال باسقاط النظام ، من خلال
زئير الدول العظمى ، والكتل
الكبرى ، الذين تسارعت قياداتهم
من بعد نوم عميق ، وبدأت حركتهم
الفورية من بعد تأخر وضيق ، {الذين
إن مكناهم في الأرض أقاموا
الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا
بالمعروف ونهوا عن المنكر} وهنا
نسمع ما يريد الله منا في حال
تقدمنا ، وما ينبغي أن نقدمه من
خلال تمكننا ، فلا بد أن يتهيأ
كل من تَقدّم لهذا الأمر للقيام
بهذا الأمر، فإذا جاء من الله
عون ، واجتمعت لتأييدنا قوى ،
وقام لنصرتنا قوم ، فعلينا أن
نفهم أن هدفنا هو الخلاص من
الظالم ، وتهيئة الأجواء لتمكين
أهل العدل ، وتحقيق مراد الله من
حركتنا وجهادنا وسياستنا ،
والتعامل مع القوى من حولنا ، مرادُ
الله أن يُمكّن لدينه في ربوعنا
، وأن ترتفع رايات فضله فوق
رؤوسنا ، فتقام الصلاة تعبيرا
عن هويتنا وتحقيقا لحتمية عزنا
التي عمودها الصلاة { أقاموا
الصلاة} ، وعلينا
أن ننشر العدالة الاجتماعية
والكفاية الحياتية الطاهرة ،
فيعم الخير اقتصاديا ، وتفجر
الأرض بالعطاء وحسن التوزيع
والأداء ، { وآتوا الزكاة} ثم
حراسة هذه الأمة وقضاياها ،
والحفاظ على قيمها بمشاركتها
لكل أفرادها ، كلٌ في هويته ،
وكلٌ يؤدي واجبه لإخوانه ، فلا
خلل ولا عبث ، ولا تمايز ولا صلف
، أمة متعاونة على البر والتقوى
، عدالة وحُسن مواطنة ، وأداء
للواجب ، ومنعا للفساد والتمايز
، وتحقيقا للمساواة ، والحفاظ
على حرية لا يعبث أصحابها ،
وكرامة لايُهان أفرادها ، وعزة
لا يمكن أن يخون أحد أمانتها ،
فيسود الأمر بالمعروف
وبالمعروف يسود ، والنهي عن
المنكر وبالحزم الحكيم يكون ، ويعلَنُ
بين العالمين أن العاقبة لأهل
الخير ، وأن خاتمة التجربة
الإنسانية تفوُّق الخير ، وأن
الطغيان والظلم والعدوان وبال
وشر ، وأن لله عاقبة الأمور ... إخوتي
وأحبابي ...
أيام ليس إلا ، ويغير الله من
حال إلى حال ، فإلى أي حال
سينقلنا الله إليه ؟ إننا راضون
طالما لنا شريعة تهدينا ،
وبصيرة تدلنا ، وإخوة تجمعنا ،
تركنا حالا غير آسفين لأننا
صبرنا وصابرنا ، وجاءت البشرى
بحال ولسنا صانعيه ، فتضاءلنا
ونهضنا ، وربما تأتي أمور لا
نحتسبها ، وخيرات نعجب منها ،
ومستقبل يطلبنا ، أو ليل يطلبنا
لنهاره ، ... وكل
ذلك قرأناه وقرأناه ، وتبيناه
هداية وحياة ، وإنا لماضون
لمراده ، وله
الحمد في الأولى والآخرة ولله
عاقبة الأمور .. ======================== داريا
: أخوة الدم والعنب .. بشار الأسد
إلى أين .. وإلى متى؟! د.
محمد أحمد الزعبي بعد أن
أغلقت( بضم التاء ) جهاز التلفاز
، حيث لم أستطع كإنسان أن أتابع
البرنامج الوثائقي الذي كانت
تبثه قناة الجزيرة عن مجزرة /
مجازر داريا بعنوان " داريا :
أخوة الدم والعنب " ، هرعت إلى
حاسوبي لأسجل بعض الإنطباعات
التي تركتها في نفسي وفي عقلي
وفي وجداني تلك المشاهد المؤلمة
والمفزعة . لقد
ألزمتني مشاهد الحلقة ، التي
تجاوزت ببشاعتها ودلالتها
،حدود تصور أي كائن بشري ، سواء
أكان سورياً أم غير سوري ،
عربياً أم غير عربي ، مسلماً أم
غير مسلم ،مؤمناً أم غير مؤمن ،
أقول ،ألزمتني هذه الحلقة
الوثائقية أن أطرح على نفسي
السؤال التالي : ترى من هم أولئك
الذين يعطون بشار الأسد وشبيحته
من العسكريين والمدنيين ، سواء
بفعلهم أو بكلامهم ، أو بصمتهم
،أو بتدليسهم ، سواء فوق
الطاولة أو تحتها ، الضوء
الأخضر ،أو حتى الأصفر لكي
يقوموا بهذه المجازر والمذابح
غير المسبوقة في التاريخ ، وهم
مطمئنون على حاضرهم وعلى
مستقبلهم ومستقبل أولادهم
وأحفادهم ؟!. ترى ألا يتقاسم
هؤلاء المعنيون المسؤولية
المباشرة ، مع نظام بشار الأسد
وشبيحته ، عن هذه المجازر
والمذابح المفزعة والمروعة ؟! . إن
جوابي على هذا التساؤل ، كمواطن
عربي سوري ، هو : إن
أعداء الشعب العربي السوري ،
والثورة السورية ( ثورة 18 آذار
2011 العظيمة) ، هم نفسهم أعداء
الشعب العربي ، والأمة العربية
، والذين تضرب جذورمواقف بعضهم
السلبية من الثورة ، بعيداً
بعيداً في كل من التاريخ
والجغرافيا ، بينما تعود جذور
مواقف بعضهم الآخر، إلى بواكير
القرن الماضي ، ، حيث معاهدة
سايكس بيكو ووعد بلفور ، أما
مواقف البعض الثالث ، فتعود
بصورة أساسية إلى عهد ليس
بالبعيد ، ألا وهو عهد دخول
الساحة العربية والعالمية لعنة
كل من النفط وإسرائيل ( باندورا
القرن العشرين ) . إن
أعداء ثورة آذار العظيمة ، ثورة
الحرية والكرامة ، هم من وجهة
نظرنا الفئات والدول التالية : 1. بشار
الأسد ، ومحيطه العائلي
والطائفي ، من العسكريين
والمدنيين ، ولاسيما الشبيحة
منهم . إن مبرر وضعهم في أول
درجات هذا السلم ، إنما هو
استحضارنا لقول طرفة بن العبد : وظلم
ذوي القربى أشد مضاضة على النفس
من وقع الحسام المهند 2.
السيد حسن نصرالله المنغمس بوحل
الطائفية من هامة رأسه حتى أخمص
قدمه ، ومثله نوري المالكي في
العراق ، واللذان يعتبران
بدورهما من" ذوي القربى"،
دينياً وقومياً ، 3. "
آيات الله " في طهران ،
المنغمسون بدورهم في أتون كل من
الطائفية والشوفينية الصفوية ،
والذين ، وبما هم مسلمون ،
يعتبرون بدورهم ( نظرياً ) ، من
" ذوي القربى " ، 4. "
إسرائيل " ، المحتلة لفلسطين
، والتي تقيم مع عائلة الأسد منذ
ستينات القرن الماضي تحالفاً
استراتيجياً غير مرأي وغير معلن
يقوم على الحماية المتبادلة ،
وعلى أن أمن واستقرار كل منهما
مرتبط بأمن واستقرار الآخر! 5. عدد
من الدول الرأسمالية الصناعية
الكبرى ، التي أوجدت "
إسرائيل " والتي تحرص وتسهر
على بقائها
ورعايتها ، بوصفها الحامية
لمصالح هذه الدول في الشرق
الأوسط عامة، والوطن العربي
خاصة ، ولا سيما مصالحها
الاقتصادية التي يأتي في
طليعتها " النفط " . كما
وتقوم هذه الدول الرأسمالية
الكبرى ، ولنفس السبب ( المصالح
الاقتصادية ) بحماية ورعاية
الأنظمة الدكتاتورية والرجعية
في العالم كله، وذلك على حساب
الحقوق السياسية والاقتصادية
والثقافية المشروعة للشعوب
التي تحكمهاهذه الأنظمة
الديكتاتورية والرجعية . ودون
أن أتجاهل بطبيعة الحال أن
ثورات الربيع العربي ، قد جعلت
هذه الدول الكبرى ، وانطلاقاً
من مصالحها أيضاً ، تعيد النظر
في مواقفها التقليدية السابقة
المتعلقة برعاية وحماية
إسرائيل ، ولكن بحذر وببطء شديد
ين ، وغير مبررين بنظرنا في ظل
مايقوم به نظام الأسد من مذابح
ومجازر تجاوزت كل القيم وكل
الحدود ، كما هي الحال في داريا
موضوع هذه المقالة ، والتي
تجاوز عدد ضحاياها من الرجال
العزل والنساء والشيوخ
والأطفال ال 500 شهيد وشهيدة في
يوم واحد (25 آب 2012) ، قضى معظمهم
،ولاسيما الأطفال منهم ذبحاً
بسكاكين شبيحة الأسد ومرتزقته ،
على طريقة ذبح الخراف والدجاج !!
. لقد
أطلقت تلك الدول الرأسمالية ،
على نفسها اسم " الدول
الديموقراطية " ، وهو مايعني
أنه كان عليها أن تصطف إلى جانب
الشعوب ( وهنا ثورة 18آذارالسورية
2011) وليس الأنظمة الديكتاتورية (
وهنا نظام عائلة الأسد الذي
يحكم سورية منذ أربعة عقود ونيف
بالحديد والنار ) ، بيد أن ماحصل
عملياً هو العكس ، وبغض النظر عن
بعض الكلمات المعسولة التي
يطلقها بعض مسؤولي هذه الدول ،
وذلك للتغطية على مواقفهم
الحقيقية الموالية للثورة
ظاهراً، وللنظام باطناً . 6. عدد
من الدول العربية ، التي ترتبط
مصالحها عملياً بالنظام
الرأسمالي العالمي ، ولا سيما
الغربي منه ، والتي ( الدول
العربية المعنية ) تعتبرأن
الثورة السورية ، بل وثورات
الربيع العربي عامة أخطرعلى
مصالحها وعلى أنظمتها ، من
أعداء هذه الثورات أنفسهم ،
ولذلك فإن هذه الدول إنما تضع
واقعياً ، رجلاً مع الثورة
، ورجلاً تبقيها معلقة في
الهواء ( إن لم نقل مع أعداء
الثورة )، أو بتعبير آخر، تسير
خطوة إلى الأمام باتجاه الثورة
وخطوة إلى الخلف في الاتجاه
المعاكس ، وبالتالي فأن الحصيلة
الفعلية لمواقفها الملموسة
والعملية ( أي فيما عدا
التصريحات المنمقة والكلام
المعسول ) من الثورة السورية ،
بقيت في حدود " مكانك راوح "
!!. إن مثل
هذه الرؤية السياسية للمواقف
العربية وإلاقليمية والدولية ،
المختلفة الأشكال والألوان
والمضامين ، من ثورة آذار
العظيمة ، ومن النظام السوري
الفاشي الموالي لإسرائيل
وحلفائها وحماتها ، تسمح لنا ،
نظرياً وعملياً ، بأن نرى ونلمس
خيطاً رفيعاً ، ولكنه متين يربط
بين هذه المواقف المعادية (
كلياً أو جزئياً /
ظاهراً أو باطناً ) ، لتلك
الثورة ، مع إضافة والله أعلم . إنه
وبعد أن تجاوزت الثورة السورية
مرحلة " الفطام " ، وتجاوز
عدد شهدائها الخمسين ألفاً ،
وبعد أن دمر نظام بشار الأسد
،القسم الأساسي من مدنها وقراها
، و شرد الملايين من سكانها في
مختلف أصقاع سورية والبلدان
المجاورة ، ماعاد ممكناً التوقف
عند تلك المشروعات والقرارات
الملتبسة والمشبوهة
سواء الصادرة عن جامعة
الدول العربية ،أو عن مجلس
الأمن ، أو عن لقاء جنيف ، أو عن
كوفي عنان أو عن الأخضر
البراهيمي ، لأنها بمجملها
مشاريع ، لاتسمن ولا تغني ، بل
إن ظاهرها الرحمة وباطنها
العذاب . إن
إدراك كافة الفئات والدول
المذكورة أعلاه ، لحقيقة وصول
الثورة السورية ضد نظام بشار
الأسد الفاشي والقاتل في دمشق
إلى " نقطة اللاعودة "
جعلها تقف متفرجة أو شبه متفرجة
، على ماجرى ويجري في سورية من
مجازرومذابح كتلك التي حصلت في
داريا في 25.8.2012 ، وذلك بانتظار
مخلّص ما يأخذ على عاتقه حل هذه
الإشكالية ، بالتخلص من الطرفين
معاً (بشار الأسد و ثورة آذار) ،
وذلك بعد أن عرف كل من الغرب
والشرق ، أنه قد بات من المستحيل
، لهذين الضدّين ( بشار والثورة )،
أن يتعايشا معاً ،لاإجتماعياً
ولا سياسياً ،لاالآن ولا في
المستقبل ، علماً أنه لا يهم هذه
الفئات والدول ، ان يكون هذا
المخلص انقلاباً عسكرياً يقوم
به بعض الضباط الموالين لهم ، من
الذين يجيدون لعبة " أعط
إشارة نحو اليسار ، وسر نحو
اليمين " وذلك للتخلص من ثورة
18 آذار التي بات شعار شبابها
وشيبها ، صغارها وكبارها ،
نساؤها ورجالها ، وبعد أن يئسوا
من الوعود الكبيرة والكثيرة ،
ولكن الخالية من أي مضمون حقيقي
ملموس يدعم حراكهم الشعبي
الديموقراطي المشروع ويضع
حدّاً لمجازر الأطفال والنساء
اليومية ، و لبراميل القتل
الجماعي ، وللقنابل العنقودية
والفراغية ، وللصواريخ العمياء
، ولتدمير البيئة ، ولقصف
تجمعات الجياع أما المخابز ،
ولتهجير الناس الجماعي من
بيوتهم ومن ثم نهب وسرقة
ممتلكاتهم ، ولاغتصاب الحائر ،
وللتمثيل بجثث الشهداء ...الخ : (
مالنا غيرك ياالله ) . انتهى ============================= محمد
فاروق الإمام نتنياهو:
لماذا يغضب العرب منا ونحن ما
نفعله أقل بكثير مما يفعله بشار
الأسد.. بشار الأسد يقتل شعبه
منذ عشرين شهراً ويدمر المدن
والبلدات والقرى السورية ويهجر
الملايين داخل البلاد وخارجها
والعالم كله يتفرج والعرب
يذرفون الدموع، ونحن كل ما
فعلناه هو قصف بعض مواقع
الإرهابيين واغتيال قادتهم وكل
ما سقط من المدنيين بالخطأ نحو 50
وجرح 400، فهل يقاس ما نفعله نحن
بأعدائنا مما يفعله بشار الأسد
بشعبه.. تطلبون إحالتنا إلى
محكمة جرائم الحرب على قتلنا
لبعض الإرهابيين.. ولا تطالبون
بإحالة بشار الأسد إلى تلك
المحاكم وهو يستحقها بامتياز..
وقد قتل أكثر من أربعين ألف
مواطن مدني، بينهم آلاف الأطفال
والنساء والشيوخ والمعوقين،
وغيب أكثر من مئتي ألف بين سجين
ومفقود، وفرض النزوح على أكثر
من ثلاثة ملايين مواطن داخل
سورية، وهجّر نحو مليون إلى
الدول المجاورة، ودمر المدن
والبلدات والقرى في طول البلاد
وعرضها، بما فيها من مؤسسات
ودور عبادة ومعالم تاريخية
وبنية تحتية، وإسقاط عمارات
وأبنية على رؤوس ساكنيها، أمام
سمع العالم وبصره وتصارع الكبار
في مجلس الأمن وندب العرب وذرف
دموعهم؟! يحق
لنتنياهو أن يقول ما يقول ويدعي
ما يدعي.. أما نحن ضحايا هذا
القاتل الذي يضرب في دمشق وفي
غزة في آن واحد فلنا قول آخر..
فالدم الذي يسفح في سورية هو من
نفس فصيلة الدم الذي يسفح في
غزة، والجزار الذي يجتز الرؤوس
ويقطّع أوصال الأطفال، ويبقر
بطون النساء ويقطع الرؤوس ويبتر
أطراف الرجال في دمشق ومخيم
اليرموك وحمص ومخيم الرمل وحلب
ومخيم النيرب ودير الزور ومخيم
درعا وإدلب ومخيم فلسطين، هو
نفسه الذي فعل نفس المجازر في
حماة ومخيم نهر البارد وحلب
ومخيم الكرنتينا وجسر الشغور
ومخيم تل الزعتر في ثمانينات
القرن الماضي، ويفعل ذلك اليوم
في غزة واليرموك، والذي يدمر
أحياء دمشق وأحياء حلب وحمص
ومعرة النعمان ودير الزور ويسقط
العمارات والأبنية على رؤوس
ساكنيها هو نفسه الذي يفعل نفس
الشيء في غزة. ما
أقوله ليس أحجية أو لغزاً
يستعصي على الحل.. إنه واقع
تعيشه دمشق الفيحاء مع شقيقتها
غزة العزة حيث القاتل في ذينك
البلدين وجهان لعملة واحدة لا
تصرف إلا في بنوك القتل ومصارف
سفك الدماء، والفارق بين
القاتلين أن الأول يقتل شعبه
والثاني يقتل عدوه والضحايا
ينتمون لشعب واحد تربطهم أواصر
الأخوة والدم، ويشتركون في
أهداف وآمال واحدة وينشدون
الحرية والانعتاق من الاحتلال..
الاحتلال الصهيوني في فلسطين
والاحتلال الأسدي في سورية. القاتل
اليوم في غزة يسابق القاتل في
دمشق ولكن هيهات هيات أن يكون
قصب السبق لنتنياهو المتخلف
كثيراً عما أنجزه جزار سورية..
صحيح أن نتنياهو قاتل ومن نفس
فصيلة القاتل بشار الأسد ويبيح
لنفسه قتل الفلسطينيين لأنهم
أعداء، ولكن الأسد يسفك دماء
مواطنيه السوريين بوتيرة عالية
ومتسارعة لم يسبقه إليها أحد لا
في الماضي ولا في الحاضر، حتى أن
كتاب جينز أصبح متأخراً كثيراً
عن الإحاطة بكل إنجازات الأسد
الدموية، وهذا ما يستدعي ابتكار
كتاب جديد حروفه أطراف وأشلاء
ورؤوس وعظام، ومداد كلماته دم
قان تختلط به بناطيل وقمصان
وأحذية وجلابيب ولعب أطفال
وحجارة وقضبان حديد وبقايا
أدوات مطبخ وخزائن وأسرة
ومصابيح كهرباء. لا
أريد ان أسوّق ما سُرب عن طلب
رامي مخلوف من أحد نواب الكنيست
الإسرائيلي في إيصال رسالة إلى
نتنياهو ووزير دفاعه، يطلب
منهما فتح جبهة في غزة بضمان عدم
تحرك حزب اللات ضد إسرائيل،
لتحويل الأنظار عما يفعله بشار
الأسد في سورية، لأن كلاً من
نتنياهو ويهود باراك لا يحتاجان
إلى التذكير بما عليهما فعله،
وليسا بحاجة إلى ضمانة من الأسد
بعدم تحرك حزب اللات، لأنهما
جربا هذا الحزب عام 2008 عندما
اجتاحت القوات الصهيونية غزة
واستباحت دماء أهلها ودمرت
أبنيتها ومؤسساتها وبنيتها
التحتية لنحو شهر، دون أن نسمع
سوى جعجعة وفرقعات إعلامية من
كل من النظام السوري وحزب
اللات، اللذان صكا آذاننا
بمقولات خرقاء في ادعاء
المقاومة والممانعة والصمود
والتصدي والتوازن الاستراتيجي
مع العدو الصهيوني، والرد في
المكان والزمان المناسب.. الذي
تبين أن المقصود به دمشق وبيروت
وحلب وصيدا وحمص وطرابلس وتل
كلخ وعكار!! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |