ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
من
دمشق إلى غزة ... والدوران في
دائرة الدم والدمار ! د.نصر
حسن يأتي
العدوان الإسرائيلي الهمجي على
غزة استكمالاً لدائرة الجريمة
التي ينفذها المجرم المعتوه
بشار أسد منذ ما يقرب من سنيتن
ضد الشعب السوري ،ورديفاً له في
لحظات حرجة تمر بها العصابة
المتوحشة التي استباحت سورية
ببشرها وحجرها وتاريخها، وأيضا
تأكيداً واضحا لوحدة الدور
ووحدة الهدف ،,ومزيداً من خلط
رماد الأوراق المحروقة ،وقبلها
وحدة البنية الهمجية المريضة
التي ترى نفسها فقط في ارتكاب
الجرائم ضد المدنيين من أطفال
ونساء وشيوخ. لقد
بات واضحاً أن ما يرتكب اليوم في
غزة من جرائم همجية وقصف
المدنيين بشتى أنواع الأسلحة
أمام العالم كله ، هو تكملة لنفس
الدور الذي يقوم به المجرم بشار
أسد ضد المدنيين في سورية
،والعالم كله يتفرج على الجرائم
الوحشية من قتل وذبح وقصف
بالطائرات الحربية ورمي براميل
المتفجرات على الأطفال والنساء
في كل المدن السورية ، يراه
العالم بشكل حي مباشر مستمر على
مدار الساعة ،و يتابع الجرائم
بعجز غير مبرر وغير مفهوم ،
يتفرج على مسلسل دموي ( لايف)
أشبه بلعبة قدم لكنها بالدم
واللحم الحي وأجساد الأطفال
والنساء ،دون أن يفعل شيئاً
يذكر على مدى عشرين شهراً. إن
العصابة المجرمة التي سطت على
سورية ،واستباحت كرامة شعبها
وأهانت تاريخه ،ودمرت بشكل
منهجي متسلسل سورية كلها ،باتت
عارية حتى من ورقة التوت التي
كانت تستر عورتها الممانعة
المقاومة !، وأصبحت مكشوفة أمام
العالم كله ، عراها أكثر
حليفتها إسرائيل بعدوانها على
غزة مؤكدة أنها شريكة لتلك
العصابة المجرمة ، ومتماثلة
معها في البنية والسلوك
وانتهاكات لأبسط حقوق الإنسان
بشكل سافر علني وقح أمام العالم
كله. أكثر
من ذلك إن من دعم تلك العصابة
المجرمة التي تدمر سورية اليوم
،وسوقها إعلاميا أمام العالم
كله وساعدها على الاستمرار في
حكم سورية لنصف قرن ، كان يدرك
تماماً أن تلك العصابة المجرمة
لها دور ووظيفة تكميلية للدور
الاسرائيلي في انتهاك حقوق
الشعب الفلسطيني وفي قتله
وتشريده وحصاره وتصفية
المقاومة الفلسطينية الفعلية
،وتقمص العصابة المجرمة في
سورية دور الممانع المقاوم الذي
سمسر به وعبث بحقوق الشعب
الفلسطيني ودمه ومستقبل القضية
الفلسطينية، ونشر التطرف
والفوضى وشياطين العنف في
المنطقة كلها. إنهم
شركاء الجريمة في الدم
الفلسطيني والسوري والعربي،
متناوبين ،منفردين ومجتمعين ،
قد عراهم الشعب السوري بثورة
الحرية والكرامة التي دفع ثمنها
عشرات الآلاف من الشهداء
والمعوقين ومئات الآلاف من
المعتقلين وملايين المشردين
داخل سورية وخارجها . إن
منطق الذريعة لدى المجرمين
الذين يستبيحون دمشق وغزة بات
ممجوجاً ومتهالكا ً،العدوان
الإسرائلي يتذرع كعادته بمن بدأ
!وينسى أن الاحتلال هو سبب كل
المصائب والأزمات ، وكأن الشعب
الفلسطيني لا ينتمي إلى هذه
البشرية ،ولا يحق له الدفاع عن
أمنه وأطفاله ونسائه ،وأن
الحصار الظالم المفروض على
الشعب الفلسطيني، أبدي عليه أن
يعتاش معه كمأساة مستمرة بدون
نهاية ، والمجرم الآخر بشار أسد
يتذرع بنفس المنطق الغوغائي
بوجود مؤامرة كونية عليه وعلى
الممانعة والمقاومة !ويرد عليها
بقتل وذبح الشعب السوري وتدمير
المدن والمجتمع والبنية
التحتية لسورية بشكل كامل !. بقي أن
نقول: أن العصابة المجرمة
البهيمية المتصلبة التي سطت على
سورية تغرق في أيامها الأخيرة
بدم السوريين ،وأصبحت محاصرة في
دمشق من قبل الجيش الحر وشباب
الثورة الأبطال ، تلك العصابة
التي لا تنتمي إلى شعب سورية
وتاريخه ، تمارس القتل والتدمير
البهيمي ،هي في لحظاتها
النهائية، والصورة نفسها التي
يلخصها العدوان الإسرائيلي على
شعب غزة المحاصرة ، العدوان
الغبي الهمجي المتصلب هو الآخر
والمتحلل كلياً بالقتل والعنف
والجريمة، كلاهما يتصرف بعقلية
الماضي ومحدداته التي انهارت
،ولم يدركوا بعد ،أن غزة اليوم
ودمشق اليوم والقاهرة اليوم
والعالم العربي كله اليوم غير
الأمس ، وأن حالة الذل والخنوع
والصمت والاستكانة قد ولت ،
وأصبح لصوت الشعب قيمة ووزن
وقدرة على تكسير حلقات التآمر
والخداع والغوغائية والسمسرة
الرخيصة بالدم والكرامة
والمستقبل العربي. ========================= نداء
أخوي ثان من الدكتور محمد
الزعبي إلى: أصدقائه السابقين
في سورية إن
دماء الشعب السوري ، التي تسيل
صباح مساء ، ليل نهار ، في كافة
مدن وقرى بلدكم سورية ، إن
عشرات ألوف الشهداء ، من
الأطفال والنساء والشيوخ
والشباب ، إن
عشرات ألوف المفقودين ، إن
عشرات ، بل مئات الألوف من
معتقلي الثورة والرأي ، إن
ملايين الذين هجروا بيوتهم
ومدنهم وقراهم خوفاً من بطش
النظام ، إن
أخواتكم وبناتكم اللواتي يعتدى
عليهن ، ويهنً ، بل ويغتصبن من
قبل شبيحة النظام ، إن
مساجدكم ، كنائسكم ، التي قامت
النظام الهمجي بتدميرها
وتدنيسها ، إن
بيوت أهلكم وإخوانكم الذين
هجّرتهم منها طائرات وصوارخ
بشار الأسد بعد أن سوتها بالأرض إن
كافة مدنكم وقراكم ، التي دمرها
نظام عائلة الأسد وشبيحته ،
زرعاً وضرعاً وشجراً وهواء وماء
، إن
الحيوانات التي أعدمها جنود
بشارالأسد ( الأشاوس !! ) رمياً
بالرصاص أمام سمع العالم وبصره
، إن
فضيحة براميل المتفجرات ،
والقنابل العنقودية والفراغية
والصواريخ والطائرات بمختلف
أنواعها والدبابات ، والراجمات
، والأسلحة الفتاكة المحرمة
دولياً وإنسانياً التي
يستخدمها بشار الأسد وشبيحته و
" حماة دياره " ضد أبناء
وطنهم وبلدهم ( إنها فضيحة القرن
) ، إن كل
هذه المجازر والمذابح والفضائح
الوطنية والقومية والدينية
والإنسانية البعيدة عن الشرف
والكرامة والمروءة والأخلاق ،
والتي يمارسها النظام الأسدي
منذ 1970 بصورة عامة ، ومنذ حادثة
أطفال درعا ، وإطلاق الرصاص
الحي على متظاهريها السلميين في
18 آذار 2011 بصورة خاصة ، تفرض على
كل مواطن شريف ، أن ينأى بنفسه
عن هذا النظام ، فوراً ودون
تأخير ، فلقد باتت كتائب الجيش
السوري الحر ،كتائب الحرية
والكرامة ،على أبواب القصر
الجمهوري ،وباتت نهاية النظام ،
قاب قوسين أو أدنى . أنني
أخص بهذا النداء الأصدقاء الذين
انطلت عليهم أكاذيب النظام في
الممانعة والتصدي،والتي(
الأكاذيب ) تولت الممارسة
العملية تفنيدها ، بصورة لامجال
فيها لأي شك أو التباس ،ولا سيما
بعد أحداث غزة الأخيرة ، التي
وضعت وقائعها الملموسة كلاًّ من
نتنياهو وبشار الأسد في سلة
واحدة . إن
الهدف الأساسي لنتنياهو من
هجومه الأخير على غزة ، هو
برأينا الخاص : من جهة محاولة
القضاء على البنية التحتية
للمقاومة الفلسطينية الباسلة ،
بشقيها العسكري والمدني ،
ولاسيما ، تدمير الأنفاق ، ومن
جهة أخرى الحيلولة دون وحدة
المقاومة بين فتح وحماس ، وذلك
قبل أن يقف الجيش المصري على
قدمية ، وقبل أن تصل المعارضة
السورية إلى الحكم في سورية ،
ويقف الجيش السوري بدوره على
قدميه ، ويصبح هذان الجيشان
قادرين على قول كلمة "لا"
في وجه إسرائيل وحلفائها ، وعلى
فرض السلام العادل عليهم . إن سعي
نتنياهو لتحقيق هذين الهدفين
الكبيرين ، هو ماسيؤمن له الفوز
في الإنتخابات المقبله ، على
الطريقة الديموقراطية
الإسرائيلية ، ذلك أن الناخب
الصهيوني ، لايعطي صوته عادة
إلاّ للأكثر ولوغاً في دم أطفال
وأبناء فلسطين ، فيالها من
انتخابات " ديموقراطية " !! .
لقد
قدر لي ان ألتقي بأحد المسؤولين
( الكبار الصغار )، في نظام عائلة
الأسد ، في إحدى العواصم
العربية في أواخر ثمانينات
القرن الماضي ، فهمست في أذنيه
قائلاً ، أنني بت مقتنعاً الآن
بعد ماسمعت وما شاهدت ، أن
تحالفاً استراتيجياً يربط بين
نظام حافظ الأسد ، والكيان
الصهيوني في فلسطين المحتلّة ،
انتفض صاحبنا المسؤول ( الكبير
الصغير) مستنكراً، وسالني عن
الدليل الذي أوصلني إلى هذه
القناعة ، فكان جوابي له : فليس
يصح في الأفهام شيئٌ إذا احتاج
النهار إلى دليل وها
أنا اليوم وبعد كل ماجرى ويجري
في سورية وفلسطين أكرر على
مسامعه ومسامعكم معه، ماسبق أن
قلته له بالأمس ، ولاسيما أن
أربعة عقود ونيف من حكم عائلة
الأسد لسوريا ، قد أسقطت حتى
حاجة المرء إلى مثل هذا الدليل ،
فالبديهيات وبحكم إسمها تحمل
دلالتها في ذاتها ، والله أعلم . إنني
أعرف أن هناك بعضاً من شبيحة
القلم والسياسة والصمت في سورية
، مايزال يزعم أن يداه " لم
تتلطخا بدماء الشعب السوري "
كما هي حال الآخرين !! . بخٍ
بخٍ ياهذا البعض ، ولتعلموا أن
جريمة" الرأس / المخ / الفكر"
هي أكبر من جريمة " اليد "
الملطخة بالدماء ، ذلك أن الرأس
هو من يعطي أوامره لليد لكي تضغط
على الزناد ، هذا من جهة ، أما من
جهة أخرى ، فإن شبيحة القلم
والسياسة والصمت ، من هذا البعض
، يعرفون بالتأكيد القول
المأثور والمتواتر ، في أن "
الساكت عن الحق شيطان أخرس ".
وإني لأربؤ بمن أعني من
الأصدقاء القدامى ، أن يرتضوا
لأنفسهم أن يحشروا ( بضم الياء )
في عداد هؤلاء الشياطين الخرس ،
بله " الشبيحة " القتلة . ألا
بادروا إلى الإلتحاق بركب ثورة
آذار المجيدة والعظيمة ، أيها
الأصدقاء ، فتيتانك عائلة الأسد
على وشك الغرق
، بعد اصطدامها بجبل ثورة
الحرية والكرامة الشامخ والصلب
،ثورة آذار العظيمة ، قوا
أنفسكم وأهليكم لعنة الله ولعنة
التاريخ ،أيها الأصدقاء ، قبل
فوات الأوان . ألا هل
بلّغت اللهم اشهد . ========================== أ.د.
محمود نديم نحاس أكتب
هذه المقالة يوم الجمعة في
السادس عشر من تشرين الثاني/نوفمبر
2012م، وقد قرأت أن هذا اليوم هو
اليوم الدولي للتسامح، الذي
أقرته منظمة اليونسكو في عيدها
الخمسين، في مثل هذا اليوم من
سنة 1995م. وجاء في موقعه على
الإنترنت: أن الدول الأعضاء
اعتمدت إعلان مبادئ بشأن
التسامح يؤكد، من جملة المبادئ
التي يؤكد عليها، على أن
التسامح لا يعني التساهل أو عدم
اكتراث بل هو احترام وتقدير
للتنوع الغني في ثقافات هذا
العالم وأشكال التعبير وأنماط
الحياة التي يعتمدها الإنسان.
فالتسامح يعترف بحقوق الإنسان
العالمية وبالحريات الأساسية
للآخرين. وبما أن الناس متنوعون
بطبيعتهم، وحده التسامح قادر
على ضمان بقاء المجتمعات
المختلطة في كل منطقة من العالم... إن
إشاعة التسامح والتفاهم أمر
أساسي للقرن الحادي والعشرين.
والتسامح خصلة لا غنى عنها
للعيش المشترك في عالم اليوم
الذي يزداد اتساما بطابع
العولمة ويزداد فيه التنوع داخل
المجتمعات... والتسامح
هو شرط للسلام ومحرك للإبداع
والابتكار في آن معا. ففي عالمنا
الذي يزداد ترابطا بصورة مطردة،
تشكل إشاعة التسامح السبيل إلى
نشر الوئام الذي نحتاجه لمواجهة
التحديات الملحة وتأمين مستقبل
أفضل... كلام
جميل وفي غاية الروعة، لكني لا
أدري لماذا شعرت وأنا أقرؤه
بأني أكاد أنفلق، تماماً كما
شعر المعلم الشاعر إبراهيم
طوقان تجاه قصيدة أمير الشعراء
عن المعلم فكتب له قصيدة قال
فيها: وَيَكَادُ
يَفْلِقُنِي الأَمِيرُ
بِقَوْلِهِ كَادَ
الْمُعَلِّمُ أَنْ يَكُونَ
رَسُولا لَوْ
جَرَّبَ التَّعْلِيمَ شَوْقِي
سَاعَةً لَقَضَى
الْحَيَاةَ شَقَاوَةً
وَخُمُولا فكأن
من كتب ذلك الكلام الجميل
الرائع عن التسامح لم يشاهد
التلفاز منذ سنوات، ولم يسمع
بما يجري على أرض الشام، وفي
غزة، أو في بورما. فالطائرات
تقصف الأبرياء، والدماء تسيل،
فهل ننادي بالتسامح بين
المعتدين أم بين المعتدى عليهم؟ في يوم
التسامح لم أجد أفضل من الأبيات
الشعرية التالية لوصف أحوال
المظلومين أمام الطغاة عسى
الذين يدعون إلى التسامح – وما
أجمله – أن يسعوا لتخليص
الضحايا من بين أنياب الجلادين
وأن يوقفوا نزيف الدم: أمِنَ
التأدّبِ أن أقول لقاتلي عُذراً
إذا جرحتْ يديكَ دمائي؟ أأقولُ
للكلبِ العقور تأدُّباً: دغدِغْ
بنابك يا أخي أشلائي؟ أأقولُ
للقوّاد يا صِدِّيقُ، أو أدعو
البغِيَّ بمريمِ العذراءِ؟ أأقولُ
للمأبونِ حينَ ركوعِهِ: “حَرَماً”
وأمسحُ ظهرهُ بثنائي؟ أأقول
لِلّصِ الذي يسطو على كينونتي:
شكراً على إلغائي؟ لست
متشائماً، لكني لا أستطيع أن
أدعو إلى التسامح بين أناس
يُقتل ذووهم أمام أعينهم،
وتنتهك أعراضهم وهم شهود،
ويُذبح أطفالهم من الوريد إلى
الوريد، وتنفذ فيهم أحكام
الإعدام الميدانية، ويمنعون من
حقهم في العلاج والغذاء
والكساء، بل أعظم جريمة قرأتها
يوم أمس إعدام طبيب لأنه أنقذ
جريحاً! وفي الوقت نفسه لا أرى
أحداً يوقف الظالمين عند
حدِّهم، بل رأينا من يستخدم حق
الفيتو لمصلحة المجرمين. ====================== في
العراق : نسمع جعجعة ولا نرى
طحين د.
ضرغام الدباغ منذ
عشرة سنوات تقريباً كان يعتقد
بعض المتفائلين وفي بعض التفاؤل
المؤسس على الوهم سذاجة، وصدق
البعض أن الولايات المتحدة
ستقيم نظاماً ديمقراطياً يجد
فيه جميع العراقيين الملاذ
الآمن في حماه وفي ربوعه،
العراقيين أي كانت انتماءاتهم
الدينية والعرقية، صدقوا أن
تأتي الولايات المتحدة بكل
صخبها وقرقعتها اتقتل وتدمر،
لتقيم في النهاية نظاماً لا
علاقة له بالديمقراطية ولا
بالديكتاتورية ولا بأي مصطلح من
مصطلحات النظم السياسية. وفي
الواقع، أن الولايات المتحدة لم
يكن هدفها إزالة نظام وإقامة
نظام غيره، بل كان إزالة نظام
وإحلال الفوضى محله، بإدخال
حليفين لها في ترتيبات العراق
وغير العراق هما إيران
وإسرائيل، بأتفاق على فقرة
واحدة من صلب استراتيجية
الحلفاء الثلاثة، هو إنهاء
العراق ككيان سياسي مؤثر في
قضايا الشرق الأوسط، ومن مفردات
تلك الخطة السوداء، إعداد
المسرح السياسي العراقي بطريقة
لا ولن يتفق أطرافه على شيئ حتى
على حاصل ضرب خمسة في خمسة. وما
يطلق عليها عملية سياسية هي
مأساة ملهاة، لها نتيجة واحدة
فقط، تتمثل بإبقاء العراق
محطماً وخارج الحسابات
السياسية والاقتصادية
والاستراتيجية. ومن ذلك تأسيس
وسط سياسي يجمع أطراف عملية لا
مصلحة مشتركة لديهم في العمل
المشترك، بمعنى آخر: كل يسحب
الحبل بأتجاه عربته، والنتيجة
العلمية المنطقية هي أن العربة
المشتركة ستراوح محلها، هذا ما
لم تغطس في المزيد من الرمال،
ولا ينظر سوى المزيد من التحطيم
للعربة المحطمة، بل تزيدها
تحطيماً على تحطيم. ما
يطلق عليهم (أطراف العملية
السياسية) هم ليسوا بأطراف في
الواقع القانوني والسياسي
العلمي. وبادئ ذي بدء فإن الفكر
السياسي علمياً لا يعتبر كل من
تزعم جماعة من الناس قائداً
سياسياً، وبالتالي فهي ليست
بالعملية السياسية إلا بقدر
الكلمات فقط، ذلك أن العملية
السياسية ومواقف الكتل وقادة
المجموعات متفاوتة للغاية في
أهدافها السياسية والاقتصادية
والاجتماعية، لدرجة يصعب وجود
قاسم مشترك بينها، وهي بالتالي
عملية لا يراد منها الوصول
لنتيجة، فالعملية كما أسلفنا
مصممة على أساس أن لا تلتقي هذه
المجاميع أبداً، وإذا اتفقت
يوماً، فما اتفاقها إلا لإلحاق
المزيد من الضرر. والكتل
السياسية تتفاوض عادة، من أجل
تشكيل حكومة، أما إذا كان الأمر
خطير فتسمى حكومة إنقاذ، بوجود
قاسم مشترك بين الكتل كما يتطلب
الأمر قدراً معقولاً من التكافؤ
في القيمة الاعتبارية، والقدرة
على اتخاذ القرارات، ومن أولى
شروط التفاوض هو قدرة وصلاحية
المفاوض على اتخاذ القرار، بل
وأن بروتكولات التفاوض تحتم أن
يؤكد المتفاوضون على ما يثبت
صلاحيتهم لإدارة المفاوضات
والتوقيع على قرارات، وهذا شرط
رئيسي لإدارة مفاوضات ناجحة
تتوصل إلى نتائج، وهو ما لا
يتوفر في كافة أطراف العملية
السياسية، ففي نهاية المطاف
ستعود الأطراف كل لاستلام
التعليمات من الجهة التي ترتبط
بها. وجهات الاحتلال الثلاث
متفاهمة على أن لا يكون هناك حل
جذري، ربما هناك تأجيل لاصطدام
محتمل بوضع خطوط حمراء أو سوداء
أو بنفسجية، ولكن ليس هناك ضوء
أخضر لوضع الأسس في بناء دولة
حديثة ديمقراطية، وإلا سيصح
المثل في المحتلين: كأنك يا أبو
زيد ما غزيت ..! الامريكان
يضعون خطوط حمر لرئيس الوزراء
المالكي، وتضع إيران خطوط حمراء
للسيد البرزاني، وخطوط أقل
اشتداد في اللون للأطراف الأخرى
على أساس أنها أطراف ثانوية،
والتي تلعب دور المسهل أو
المعرقل الشكلي، والأمر في
نهاية المطاف لا يتقرر على
طاولة مفاوضات أطراف العملية
السياسية، بل في الكواليس وبين
أطراف الاحتلال، وفي ذلك تتداخل
خطوط وشخوط وخطط، الله يعلم أين
تبدأ وأين تنتهي، ولكنها قطعاً
ليست ضمن حدود العراق، وهكذا
يتحول الوطن إلى ملعب مصالح
ومندوبين لتلك المصالح، في بلد
ينهشه الفساد يموت أبناؤه على
حواجز الجيش الحكومي أو الشرطة
الميليشاوية، أو عصابات تابعة
لأطراف العملية السياسية، ثم
يراد لعملية سياسية أن تنجز
شيئاً لن يكون. إذا
كانت التنمية ملفاً يرفضه
الجميع، والأمن شأن إيراني
وإسرائيلي، والهاتف خط أحمر
أمريكي، والكهرباء خط أحمر
إيراني، وتوفير الماء الصالح لا
يهتم به أحد، فماذا تبقى لقادة
العملية السياسية ليتفاهموا
عليه ..؟ نعم
هناك حديث عن عراق جديد، وعن
ديمقراطية، وعن أمن ولكننا
كالمثل القائل: نسمع جعجعة ولا
نرى طحين. __________ هذه
المقالة جزء من مقابلة تلفازية
مع إحدى القنوات العربية بتاريخ
21 / نوفمبر / 2012 ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |