ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 03/01/2013


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

المشروع العائلي لحافظ أسد يلفظ أنفاسه الأخيرة!

الطاهر إبراهيم*

قضى حافظ أسد ثلاثين عاما مسكونا بهاجس الأمن، (كنت قد تناولت هذا الموضوع بأكثر من مقال تحت عنوان "المشروع العائلي لحافظ أسد والنظرية الأمنية"، فليرجع إليه من أراد). خطط حافظ أسد ودبر واشترى ذمم الأعوان بالمناصب والمال. أما من يلعب منهم بذيله يخرج له من أدراج مكتبه ملفات كان يعد عليه فيها أنفاسه، كما فعل برئيس الوزراء الأسبق محمود الزعبي، وكما فعل وريثه بشار أسد بوزير الداخلية الأسبق غازي كنعان وهو من "عظام الرقبة"،فقد خدم الأب والابن في لبنان على مدى عشرين عاما، ثم ليقتله في مكتبه في وزارة الداخلية. 

اليوم ينشغل كثير من المعلقين السياسيين حول شكل المصير الذي ينتظر بشار أسد ومشروع حافظ أسد العائلي بعد الفشل الذي منيت به قوات النخبة في الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة في مواجهة الجيش الحر في جبل الزاوية ومعظم ريف محافظة إدلب وفي ريف حلب ومحيط حلب، كما في درعا وريف دمشق؛ حيث وصل الجيش الحر إلى قريب من القصر الذي بناه حافظ أسد على سفح جبل قاسيون، كما تم قطع الطريق الواصل إلى مطار دمشق الدولي، وتوقفت الرحلات الدولية القادمة إليه.

تصريحات بشار أسد التي أدلى بها مؤخرا حيث قال في حديث خاص إلى  "قناة روسيا اليوم" في 7 نوفمبر الماضي ضمن برنامج "أصحاب القرار": "أنه سيعيش ويموت في سورية"، تؤكد أنه ماض في نهجه القتالي.

ونظراً إلى الترتيبات التي وضعها حافظ أسد تحسبا لمثل هذا المأزق الذي قد يواجه من يرث الحكم من أولاده وهو ما يواجه بشار أسد حاليا، إذ اعتمد في تلك الترتيبات على من يثق بهم من ضباط الطائفة العلوية، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أم في جبل العلويين، وفي المناطق التي فيها أكثرية علوية مثل ريف حمص الغربي الذي تقطنه أكثرية علوية. أما دمشق فقد وضع حافظ أسد في قمة "قاسيون" أعدادا ضخمة من مدفعية الميدان بعيدة المدى، وصواريخ "سكود" التي يمكن أن تقصف مدينة حلب ودير الزور كما فعل صدام حسين عندما قصف تل أبيب على بعد ألف كيلو متر عند هجوم الحلف الأمريكي عليه في عام 1991.

بالمناسبة فقوات بشار تقصف اليوم قرى الغوطة الشرقية بمدفعية الميدان الرابضة في قاسيون. كما يستعمل صواريخ سكود بعد أن تم التضييق على طائراته إذ امتلك الجيش الحر صواريخ للتصدي لها، غنمها من الوحدات العسكرية التي استولى عليها، وإن لم تكن أعداد الصواريخ كافية، كما أنها لا تطال إلا المروحيات.

أما في جبل العلويين فقد أثار الاهتمام ما تناقله بعض المتابعين للشأن السوري من أن بشار أسد قد يسعى للانتقال بقواته النخبوية إلى قرى جبل العلويين إذا ما خسر المعركة في دمشق. يعتقد هؤلاء المراقبون أن جبل العلويين مجهز بمطارات وملاجئ حصينة، كما يتصل بقاعدة بحرية روسية في طرطوس المحصنة تحصينا جيدا وفيها بوارج حربية. كل ذلك، كما يعتقد البعض، يمكن يشكل دويلة تمدها إيران، وحزب الله في لبنان، وروسيا بأسباب الحياة والاستمرار.

يجب أن نشير إلى أن فكرة الدويلة العلوية هذه، نشأت عندما أراد المستعمر الفرنسي تقسيم سورية إلى دويلات إحداها في جبل العلويين. كما نشير إلى أن ما شجع بشار على إنشاء دويلة علوية هو وجود احتياطي هام من الغاز في المياه الإقليمية في البحر المتوسط، مقابل فلسطين ولبنان وسورية. ويبقى السؤال: هل يترك الشعب السوري بشار أسد ونخبه ليغرسوا شوكة في جنب سورية كما هي إسرائيل؟ وإلى أي مدى يمكن أن ينجح في ترسيخ هكذا دويلة؟

"دافيد بلير" كتب في الديلي تلغراف في13 ديسمبر الجاري عن خيار اللجوء إلى جبل العلويين: "إن الأسد سوف يدرك أن حساباته الخاطئة هي التي أبقت له هذا الخيار المؤلم". الخيار المؤلم الوارد في كلام "دافيد بلير" ليس خيارا مؤلما فحسب بل قد يكون خيارا قاتلا، كيف؟

رغم مظاهر القوة التي أحاط بها حافظ أسد نفسه وأسرته، فقد كان يعرف أنه مكروه من معظم الشعب السوري. فلم يترك مكونا من مكونات الشعب إلا أوقع به القمع والظلم، بمن فيهم بعضا من الطائفة العلوية، إذ اغتال كثيرا من زعمائها مثل محمد عمران حيث أرسل من يغتاله في بيروت عام1972. وسجن بعضهم حتى مات في السجن مثل صلاح جديد. فحافظ أسد لم يكن ليخاطر بأمن عائلته ويتركها عرضة لانتقام الشعب السوري. فلم يمت حافظ أسد إلا وهو يعتقد أنه مهد لعائلته ما يعينها على حكم سورية من دون منغصات، أو هكذا اعتقد.

مهدت بهذه العجالة المختصرة تمهيدا لما يعتقد أن حافظ أسد ومن بعده وريثه بشار أسد قد هيآ جبل العلويين ليكون موئلا آمنا يحميهم عندما يقوم عليهم انقلاب أو تثور ضدهم ثورة. لكن هل سيجد بشار وقواته النخبوية مكانا آمنا في هذا الحصن الجبلي؟

ما فعله بشار أسد وأجهزته الأمنية بالشعب السوري من مآس (من تقتيل للرجال والنساء والأطفال وهتك للأعراض) بشع جدا، فلن يجد من يشفع له عند السوريين.

الشباب الثوار لن يتركوا بشار ينجو، لا لأنه علوي كما يزعم تقرير للأمم المتحدة صدر مؤخرا وزعم وجود احتراب طائفي، بل لأنه أفسح لجنوده بقتل السوريين أطفالا ونساء وشيوخا وانتهكت أعراضهم. لقد حكم الثوار في حلب على الشبيح "زيني بري" بالإعدام وهو مسلم سني ونفذ الحكم به. وعندما يحكم على بشار بالإعدام فليس لأنه علوي، بل لما أوقعه من قتل وظلم.

 ولو أن بشار أسد هرب إلى السماء السابعة، لا إلى جبل العلويين فحسب، فسيلحق به الشباب (الذين انتهكت أعراضهم على يدي شبيحته)، ولو إلى جحر يختبئ فيه كما فعل معمر القذافي. فإن كان له عقل يفكر به فسيصل إلى هذه النتيجة، سيعرف أنه مقتول..عندما يصل إليه جنود الجيش الحر، هذا إن لم يقتله أعوانه عندما يعلمون أنه يفكر بالهرب من دمشق وتركهم فيها. وإن لم يكن لديه عقل، فلن يستطيع أن يتدبر أمره.

لن يجد بشار أسد من يشفع له حتى من منظمات العفو الدولية ومن جماعات حقوق الإنسان، لأن من يقبض عليه من شباب الثورة السورية لن ينتظروا مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية "لويس مورينو أوكامبو"  كي يقدمه للمحاكمة، بل سيحاكمونه هم وسيكون مصيره الذبح -كما ذبح جنوده الأطفال الصغار والشيوخ الكبار- ولو أمام أعين "بان كيمون".

يبقى أن نقول إن في الطائفة العلوية أسراً كبيرة وعريقة، لن يجد بشار من بينها من يحميه من غضبة الثوار الذين انتهكت أعراضهم. وهذه الأسر والشخصيات تأنف أن يصبح أفرادها عبيداً في مملكة بشار الأسد ، حين يسعى إلى تشكيل دويلة علوية منشقّة عن الوطن الأمّ، يحكمها هو وضباطه المقربون.

*كاتب سوري

========================

قتل متعمد مع سبق الإصرار للاجئين الإيرانيين في العراق

محمد إقبال*

فيما تعم المظاهرات ضد الحكومية في عدة محافظات عراقية وسط حالة من الغضب احتجاجا على الممارسات التعسفية لهذه الحكومة، بثت وكالة أسوشيتدبرس يوم 24 ديسمبر 2012 خبرا بعنوان "المنفيون الايرانيون يلقون باللائمة على العراق بسبب حالة وفاة في المخيم" قالت فيها نقلا عن متحدث باسم المقاومة الإيرانية «أن أحد أعضائها توفي بعد ان منعت السلطات العراقية الشهر الماضي من ادخاله الى المستشفى». وتابعت أسوشيتدبرس في خبرها قائلة «ان بهروز رحيميان 56 عاماً توفي. لقد كان يسكن في مخيم ليبرتي حيث بدأ يتلوى ويتأوه من شدة الالم الذي داهمه في القفص الصدري في 25 نوفمبر الماضي.. وتقول المجموعة ان رحيميان نقل الى مستشفى ببغداد ولكن المسؤولين العراقيين أرهبوا الأطباء هناك وبالنتيجة تم اعادته على وجه السرعة الى مخيم ليبرتي بعد تلقيه كمية من الأدوية. وأكد المجلس الوطني للمقاومة الايرانية أن رحيميان توفي اثر تعرضه للجلطة القلبية. وتحمل المجموعة الحكومة العراقية المسؤولية عن وفاته كونها لم تسمح بادخاله ومعالجته في المستشفى منتقدة بعثة الأمم المتحدة في العراق لما اعتبرته عدم اتخاذ التدابير الكافية للتدخل في الأمر».

وكان السيد بهروز رحيميان من الأعضاء القدامى لمجاهدي خلق ومن عائلة معروفة في محافظة مازندران شمالي إيران وقبل استشهاد رحيميان كان قد  استشهد كل من بهمن و فيروز و بيژن رحيميان، والثلاثة هم أشقاء لبهروز رحيميان، كما توفيت زوجته واثنين من أبناء خاله واثنين من أفراد عائلته والذين كانوا يناضلون في صفوف مجاهدي خلق  ضد نظام الملالي.

يُداهم السيد رحيميان في 25 نوفمبر 2012 ألم شديد في القفص الصدري، الامر الذي استدعى نقله على وجه السرعة كحالة طارئة الى مستشفى ببغداد. ويقرر الأطباء في المستشفى أن يدخلوه الى قسم العناية الحثيثة، غير أن رجال الاستخبارات العراقية حالوا بين رحيميان ودخوله الى المستشفى عبر ممارسة الضغط على الأطباء وترهيبهم ليمتنعوا عن ادخاله. ويتصل مترجم المريض ومن موقع المستشفى هاتفيا برئيس فريق رصد يونامي (هيئة مساعدة العراق في الأمم المتحدة) في مخيم ليبرتي ويشرح الموقف والحالة الصحية المتدهورة التي تعرض لها بهروز رحيميان وعملية منعه من النوم في المستشفى، ولكن مع الأسف لم يتم اتخاذ أي خطوة، فكانت نتيجة الضغط والتهديد والارهاب الذي مارسه رجال الاستخبارات العراقية ضد الاطباء هو اعادة بهروز الى ليبرتي وبيده كمية من الأدوية التي لا تسمن ولا تغني من جوع جراء حالته الخطيرة المتمثلة بالام شديدة في القلب. وأخيرا اسفرت هذه التصرفات الرعناء وغير الانسانية إلى إستشهاد مريض كان من الممكن انقاذه ومعالجته بسهولة.

وعلى أساس الخبر نفسه «قال محمد شياع السوداني وزير حقوق الانسان العراقي لوكالة أنباء الاسوشيتدبرس انه سيبدأ تحقيقاً في هذا الملف ”وانه اذا كان هناك مشكلة فانه سيكشفها”».. وتضيف أسوشيتد برس قائلة «وبدورها قالت الناطقة باسم الأمم المتحدة في بغداد ان الأمم المتحدة على دراية بوفاة رحيميان وأن راصدي حقوق الانسان التابعين للأمم المتحدة يسعون لكشف ملابسات هذا الملف». غير أن للحكومة العراقية ولليونامي خلفية وسابقة مشينة جدا فيما يتعلق بـ«التحقيقات» وتقصي الحقائق في مثل هذه الامور التي تتعلق باللاجئين الايرانيين في العراق، حيث وبعد مجزرة الثامن من أبريل 2011 في مخيم أشرف التي تركت ورائها 36 شهيدا واكثر من 1000 جريح أعلنت المفوضة السامية لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة «يجب اجراء تحقيق كامل ومستقل وشفاف ويجب محاكمة المسؤول عن استخدام القوة  المفرطة». وإن السيد اد ملكرت الممثل السابق للأمين العام للأمم المتحدة في العراق هو الآخر أكد على ضرورة اجراء هذه التحقيقات. ولكن بعد مدة قصيرة على وقوع هذه المجزرة (آب 2011) وبسبب رفضه بلاغات نوري المالكي الخاصة باعادة الانتخابات غادر العراق والى الابد، ليأتي خلفه السيد مارتن كوبلر الذي يعرف القاصي والداني تحيزه الواضح والمفضوح للحكومة العراقية وخاصة فيما يتعلق بملفي أشرف وليبرتي، حيث لم يشر كوبلر في أي من تقاريره الدورية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى هذا الموضوع ولم يحدد من يتولى مسؤولية التحقيقات في الأمم المتحدة؟ ومن الذي يجب أن يحقق في ذلك؟ ومن الذي يرفع تقريراً عن ذلك؟ ومن الذي يجب أن يرغم الحكومة العراقية الى اجراء التحقيقات؟ ولماذا لم يتطرق تقرير يونامي للأشهر الستة الأولى للسنة 2012 الى هذا الموضوع. وما الذي فعله يونامي وكوبلر لاجراء التحقيقات؟

إن السيد كوبلر يعرف المبدأ الثابت بأنه ومن أجل التفادي لتكرار جريمة فإن اجراء التحقيق حول الجريمة ومعاقبة مرتكبيها يشكل عنصراً مهماً. إن تناسي التحقيقات هو تحفيز الحكومة العراقية والنظام الايراني على ارتكاب جرائم لاحقة.

وسبق للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن كشف في 20 فبراير الماضي عن وثيقة لرئاسة الوزراء العراقية تطمئن نظام الملالي بأن «عناصر مجاهدي خلق في مخيم ليبرتي سيكونون تحت سيطرة مباشرة للقوات العراقية» وأن هذه الظروف «ستشل هذه المنظمة.. وسيكون عناصرها في ليبرتي بمثابة الاموات». وطبعا هناك وثائق أخرى في هذا الصدد بعضها تم الاعلان عنه والبعض لم يتم الكشف عنه بعد. ولكننا واذا ما نضع هذه الوثائق بجانب تصرفات عناصر الاستخبارات العراقية في منع ادخال مريض يقول الاطباء أنه يجب أن يبقى في قسم العناية المركزة (CCU) لكي ينقذ من الموت ونضعها إلى جانب عدم اتخاذ أي اجراء من قبل موظفي كوبلر ويونامي، لنرى أنها تعتبر حقوقيا وقضائيا قتل متعمد مع سبق الاصرار والترصد وممكن متابعتها في مراجع قضائية.

إن من شارك في هذه الجريمة سواء اكان عراقيا أو من الامم المتحدة، آمرا أو منفذا، سواء اكان مجرد عضو  أو سلطة عليا في الأمم المتحدة يجب أن يحضر أمام المحكمة ليتحمل مسؤولياته تجاه هذه الجريمة النكراء.

* خبير إستراتيجي إيراني

m.eghbal2003@gmail.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ