ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
سيرة
ومسيرة: حفيد رسول الله.. الحسن بن علي محمد
ديرا بطاقة
تعريفية الاسم:
الحسن الأب:
علي بن أبي طالب الأم:
فاطمة الزهراء الجد:
محمد رسول الله صلى الله عليه
وسلم الجدة:
خديجة بنت خويلد ولد
رضي الله عنه في شهر رمضان من
السنة الثالثة للهجرة بالمدينة
المنورة وسماه النبي صلى الله
عليه وسلم الحسن ويعد أكبر
إخوته. صفاته كان
رضي الله عنه أبيض اللون مشربا
بالحمرة، سهل الحديث، كث
اللحية، جعد الشعر، بعيد مابين
المنكبين، ليس بالطويل ولا
القصير. بين
الحسن وجده عليه الصلاة والسلام كان
النبي صلى الله عليه وسلم يحب
الحسن رضي الله عنه حبا شديدا،
وكثيرا ما كان يحمله على كتفيه
ويقول: "اللهم إني أحب حسنا
فأحبه وأحب من يحبه"(1)،كان
يصعد على ظهر جده صلى الله عليه
وسلم وهو ساجد فيتركه قليلا
ويرفعه بلطف حتى لا يسقط،
وحينما سأله الصحابة رضي الله
عنهم عن ذلك قائلين: يا رسول
الله رأيناك صنعت بالحسن شيئا
ما رأيناك صنعته بأحد، أجاب
عليه الصلاة والسلام بقوله: "إنه
ريحانتي من الدنيا وإن ابني هذا
سيد وعسى الله أن يصلح به بين
فئتين عظيمتين"(2) ، وقال عنه
صلى الله عليه وسلم وعن أخيه
الحسين: " الحسن والحسين سيدا
شباب أهل الجنة"(3) . الحسن
خليفة للمسلمين بعد
استشهاد الإمام علي كرم الله
وجهه بايع أهل العراق الحسن رضي
الله عنه في شهر رمضان سنة 40
للهجرة، وكتب إليه ابن عباس
يقول: "إن الناس قد ولوك أمرهم
بعد علي فاشدد عن يمينك وجاهد
عدوك". ومعلوم أن زمن تولية
الحسن بن علي كان زمن فتنة عارمة
لا يسع المجال –هنا- للتفصيل
فيها، لذلك وبعد مبايعته خليفة
للمسلمين أشار عليه أهل العراق
بالسير إلى الشام لقتال معاوية
بن أبي سفيان فزحف ومن معه
إليها، وبعد أن تقارب الجيشان
شعر الحسن رضي الله عنه بعدم
الثقة بمن معه، كما راعه اقتتال
المسلمين من جديد، فتنازل رضي
الله عنه عن الحكم لمعاوية بن
أبي سفيان حقنا لدماء المسلمين
التي سالت بغزارة من قبل،
وتوحيدا لكلمتهم التي تفرّقت
بعد مقتل الخليفة الراشد عثمان
بن عفان رضي الله عنه، وقد كان
ذلك بعد مدة وجيزة من استخلافه
والتي قدرت بستة أشهر، وبذلك
يصدق قول النبي صلى الله عليه
وسلم في الحسن رضي الله عنه
وأرضاه: "عسى الله أن يصلح به
بين فئتين عظيمتين". وقد سمي
ذلك العام بعام الجماعة لاجتماع
كلمة المسلمين فيه. من
حِكمه رضي الله عنه -
قيل للحسن بن علي: إن أبا ذر يقول:
الفقر أحب إلي من الغنى، والسقم
أحب إلي من الصحة فقال: رحم الله
أبا ذر، أما أنا فأقول: "من
اتكل على حسن اختيار الله له لم
يتمن أنه في غير الحالة التي
اختار الله تعالى له، وهذا حد
الوقوف على الرضا بما تصرّف به
القضاء..." -
قال معاوية للحسن بن علي: ما
المروءة يا أبا محمد؟ قال: "فقه
الرجل في دينه، وإصلاح معيشته،
وحسن مخالقته" -
دعا الحسن بن علي بنيه وبني أخيه
فقال: "يا بني وبني أخي، إنكم
صغار قوم يوشك أن تكونوا كبارَ
آخرين فتعلموا العلم، فمن لم
يستطع منكم أن يرويه أو يحفظه،
فليكتبه وليضعه في بيته". -
لا تعاجل الذنب بالعقوبة واجعل
بينهما للاعتذار طريقا. -
ما تشاور قوم إلا هدوا إلى رشدهم. مرض
الحسن رضي الله عنه ووفاته سُقي
الحسن بن علي رضي الله عنه سما
شديدا حتى تقطعت كبده وصار يلفظ
كبده قطعة تلو الأخرى، وحينما
حضرته الوفاة بكى بكاء شديدا
فقال له الحسين رضي الله عنه:
"ما يبكيك يا أخي؟ وإنما
تَقْدُم على رسول الله صلى الله
عليه وسلم، وعلى علي وفاطمة
وخديجة، وقد أجرى الله لك على
لسان النبي صلى الله عليه سلم:
أنك سيد شباب أهل الجنة... وقاسمت
الله مالك ثلاث مرات، ومشيت إلى
بيت الله على قدميك خمس عشرة مرة
حاجا"، وقد كان الحسين رضي
الله عنه يقصد مما قاله تطييب
نفس أخيه والتهوين عليه، لكن
كلامه لم يزده إلا بكاء
وانتحابا وقال له: "يا أخي إني
أقدم على أمر عظيم مهول لم أقدم
على مثله قط". توفي
الحسن رضي الله عنه وأرضاه سنة 50
للهجرة متأثرا بالسم الذي سقي
له بفعل فاعل ودفن بالبقيع. رحمه
الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح
جناته. بعض
المراجع المعتمدة في المقال: 1- ابن
الأثير، أسد الغابة في معرفة
الصحابة، تحقيق وتعليق محمد
إبراهيم البنا ومحمد أحمد
عاشور، دار الشعب، القاهرة، 1970.. 2- ابن
الأثير، الكامل في التاريخ، دار
الكتاب العربي، 1979. 3- ابن
حجر العسقلاني، الإصابة في
تمييز الصحابة، تحقيق: علي محمد
البجاوي، دار الجيل، 1992. ____________ 1-
أخرجه مسلم، كتاب فضائل
الصحابة، باب فضائل الحسن، رقم:
2421. 2-
أخرجه البخاري، فضائل الصحابة،
رقم: 3746. 3-
صحيح بن حبان (15/421، 422) مناقب
الحسن ، وذكره ابن كثير في
البداية والنهاية. ===================== وليد
الفارس كانت
ليلة باردة عندما بدأنا نسمع
أصواتاً للمرة الأولى تٌسمع في
حي الخالدية, إنفجارات عظيمة
تهز الأبنية تعالت معها أصوات
التكبير وصراخ النساء من شرفات
الحي ونزل الشباب إلى الشوارع
لإجلاء الناس نحو أماكن أكثر
أمناً, القذائف كانت جديدة
علينا -فسورية المقاومة لم تشهد
مثل هذا طيلة عمرنا الذي قضيناه
فيها- فكانت القذائف تسقط في كل
مكان تقريباً من الحي, المشكلة
أن الشباب نزلوا الشارع وكانت
أكثر الضحايا ممن نزل الشارع
فهم لم يعرفوا بعد مستوى الدمار
الذي يسببه القصف ودفعتهم
رغبتهم بإغاثة إخوانهم لإجلاء
الناس, كانت القذائف متتالية
والأصوات مرعبة وكان الشباب
يحاولون سحب الجرحى فتأتيهم
القذيفة فتردي أغلبهم قتلى أو
جرحى حصل هذا في أكثر من حالة. لقد
كانت المرة الأولى التي تقصف
فيها حمص بمدفعية الهاون وكانت
المرة الأولى التي تخفق فيها
القلوب لهذه الدرجة وكانت المرة
الأولى التي ندرك فيها أن ثمن
الحرية باهظ لهذه الدرجة, لقد
عاد كثير من الشباب الذين نزلوا
للإسعاف إلى المشفى محملين
شهداء أو جرحى, عشرات منهم
فارقوا الحي ليتركوه بارداً
ومظلماً ومصبوغاً بالدماء. إنها
ذات الساحة التي خرجنا منها
بعشرات الآلاف ذاتها فارقنا
فيها شهدائنا وكأن الحرية في
مكان ما يجب أن تتناسب طرداً مع
ثمن لابد أن يتم دفعه من نفس
المكان, مضت الليلة و الأيام
التي بعد تلك الليلة قاسية على
حي الخالدية وعلى عموم حمص. اقسم
شباب الخالدية يومها وهم
يلملمون جثث أخوتهم أن لايدخلها
النظام أو أي من أزلامه بعد
اليوم إلا إلى حبل المشنقة التي
ستنصب في ساحتها وتعاهدوا على
ذلك عهداً شهد عليه المئات من
الناس, وهاهو عام قد مر على
عهدهم وهم على العهد محافظون,
"رجال صدقوا ما عاهدوا الله
عليه فمنهم من قضى نحبهم ومنهم
من ينتظر وما بدلوا تبديلا",
لقد كان ثمن الحرية غالياً وثمن
العهد غالياً لكنهم ماضون في
عهدهم وتطلعهم نحو تحررهم. لقد
عاهد شباب الخالدية ورجالها
الله على نيل حريتهم بعد أن
دفعوا من أبنائهم شهداء كلفة
لما يطلبون واليوم بعد عام
ارتفعت هذه الكلفة وصار من
ينتظر منهم أكثر تمسكاً بعد أن
تضاعف الثمن أضعافاً كثيرة حيث
صار الدين في رقبته أكبر والحمل
أثقل وإمكانية التنازل أو
التراجع شبه مستحيلة, إن
الخالدية التي صمدت لعام كامل
تحت القصف وقبلها لمايقارب
العام في مظاهرات سلمية بعشرات
الآلاف لم تتراجع رغم كل ما حصل
وسعت ولاتزال تسعى إلى الحق
كاملاً من غير تنازل أو اجتزاء
وإن حمص بل كل سورية صارت أكثر
إصراراً ويقيناً بأن الكلفة
المرتفعة ثمنها حرية كاملة
مرتفعة حتى أقصى ماتم طلبه من
غير تنازلات أو تراجعات. ===================== ماذا
بعد مؤتمر ميونيخ من اجل سوريا ؟
محمد
هيثم عياش انتهى
مؤتمر ميونيخ للامن والسلام
الاستراتيجي ال 49 الذي عقد في
الفترة ما بين 1 و 3 شباط/فبراير
الحالي الذي ناقش السياسيون فيه
مأساة الشعب السوري وقمع رئيس
سوريا بشار أسد ونظامه الشعب
المذكور كما كان الملف الايراني
موضع مناقشات المؤتمر اضافة الى
مشاكل الاوروبيين المالية الى
جانب ضرورة سياسة اوروبية
عسكرية موحدة حث وزير الدفاع
الالماني توماس دو مايزيز
الاوروبيين على الوحدة
العسكرية ومعاضدة فرنسا
محاربتها للميليشيات الاسلامية
في مالي للحيلولة دون استفحال
خطرهم على اوروبا والقارة
الافريقية . الا ان
عنف النظام السوري كان طاغيا
على المؤتمر من خلال مشاركة
رئيس ائتلاف المعارضة السورية
الشيخ معاد الخطيب الذي كان
بالفعل نجم المؤتمر فهو كان قد
عرض في ندوة جمعته مع مبعوث
الامم المتحدة والجامعة
العربية الى سوريا الاخضر
اليراهيمي ورئيس منظمة / هيومان
رايتس / كينيث روث اضافة الى
مستشار وزير الدفاع الفرنسي جان
ماليل محنة الشعب السوري منتقدا
الغرب بتقاعسه تجاه شعب بلاده
مؤكدا مرة اخرى استعداده للحوار
مع ممثلين عن النظام السوري .
فبالرغم من ترحيب وزيرا
الخارجية الروسي والايراني
سيرجي لافروف وعلي اكبر صالحي
لعروض الخطيب الا ان المباحثات
التي اجراها الخطيب مع لافروف
وصالحي كل على حدة لم تسفر عن أي
نتيجة ملموسة تغيير موسكو
وطهران موقفهما الداعم لاسد
ونظامه ، فوزير الخارجية الروسي
لافروف دافع بندوة قبل يوم امس
السبت 2 شباط/فبراير عن دعم
موسكو لبشار اسد ونظامه متهما
المعارضة السورية بانها لا تحمل
اي افكار سياسية وغير سياسية
لانهاء الوضع المأساوي للشعب
السوري اضافة الى ابداء قلقه
وقلق الغرب وقوع سوريا بقبضة
الاسلاميين متهما المعارضة
بانها لا تحمل بدائل عن بشار اسد
ونظامه ، كما ان زيارة مسئول
ايراني رفيع المستوى وهو سعيد
جليلي الى دمشق ومقابلته بشار
اسد يوم الجمعة المنصرم جاء
متزامنا مع مؤتمر ميونيخ ولقاء
الخطيب مع صالحي فقد اكد جليلي
دعم بلاده المطلق لاسد . ومن
خلال لقاء مع عضوة شئون السياسة
الدفاعية بالبرلمان الالماني
ايلكيه هوف على هامش المؤتمر ،
أكدت ل / المحرر / عن جدوى هذه
اللقاءات التي تمت بين الخطيب
والوزيرين الروسي والايراني
واصفة المباحثات واللقاءات
عبارة عن ضحكات استهتارية
ومحادثات بين الطرشان وان موسكو
وطهران تستهزأ بالمعارضة
والشعب السوري . أما مدير مكتب
صالحي حسين محمديان فقد اتهم
اهل السنة والجماعة في سوريا
بالتعصب ضد الشيعة وانهم يتلقون
اسلحة من امريكا والسعودية
وغيرها من دول الخليج ضد بشار
اسد الذي اعتبره احد الابطال
الذين يحاربون الكيان الصهيوني
واذا زال فان الصهاينة سيحتلون
سوريا ، علما بأن وزير دفاع
الصهيوني ايهود باراك أكد خلال
ندوة يوم امس الاحد 3 شباط/فبراير
وبشكل غير مباشر قيام الطيران
الصهيوني بالغارة التي استهدفت
موقعا للبحوث العلمية في دمشق
قبل ايام ، وتساءل احد الاتراك
الذين رافقوا وزير خارجيتهم
احمد داود اوغلو الى ميونيخ عن
تقاعس جيش النظام السوري
بالتصدي لتلك الطائرات التي
اغارت على المركز المذكور بينما
تقوم هذه الطائرات بقصف المدن
وقتل الامنين من الشعب السوري
معربا عن اسفه لمناقشة مؤتمر
ميونيخ عن الوضع في سوريا
معتبرا بأن رئيس المؤتمر السفير
الالماني فولفجانغ ايشينجر
اختار سوريا موضوع مؤتمره لأنه
لم يجد غير هذا الموضوع لمؤتمره
معربا في الوقت نفسه عن اسفه شغف
رئيس المعارضة السورية الخطيب
ووفده للقاء لافروف وصالحي . هذا من
ناحية الملف السوري ، أما من
ناحية ملف ايران النووي ونزاع
الغرب مغ طهران بسبب ذلك الملف
فان هناك بوادر تشير الى احتمال
انتهاء هذا الملف سياسيا ،
فنائب الرئيس الامريكي جو بايدن
اكد رغبة واشنطن بالحوار مع
طهران وان العمل العسكري آخر
وسيلة لانهاء هذا الملف بينما
أعرب وزير الخارجية الايراني
صالحي عن ترحيبه دعوة واشنطن
للحوار وبالتالي دعوة وزير
الخارجية الالماني جويدو
فيسترفيليه حكومة الملالي
بمصافحة الايدي المعنية بملفها
النووي وان الغرب لا يريد حربا
جديدة منطقة الخليج العربي ،
وأبدى صالحي عن رايه بهذا
الحوار الذي يجب ان يكون حوارا
محترما يخلو من الاوامر
والتحذيرات وبالتالي ضرورة
الكف عن اثارة طبول الحرب اذ ان
ان الخاسر هو الغرب وليست ايران
. مؤتمر
ميونيخ لم يأتي بشيء جديد ولم
يساهم بانهاء ماساة الشعب
السوري فالمجتمع الدولي وعلى
حسب رأي رعيم منظمة / هيومان
رايتس / كينيت روث يتحمل مسئولية
ماساة الشعب السوري فهو ينظر
الى هذا الشعب كيف يُقتَل بلا
مبالاة فهو يرفض اقامة مناطق
آمنة على الحدود السورية
التركية وحدود سوريا مع لبنان
والاردن والعراق لايواء
اللاجئين كما يرفض اقامة حظر
جدوي فوق سوريا على غرار ما حدث
في ليبيا فطائرات النظام السوري
تقصف اولئك الذين يتجمعون على
المخابز والذين يريدون شراء
حاجياتهم الاخرى اضافة الى قصف
هذه الطائرات المدن والقرى وقتل
الامنين من الناس هذه الجرائم
التي يرتكبها النظام السوري
تأتي بدعم منمجلس الامن الدولي
الذي فقد هيبته من العالم . =====================
بقلم
: يوسف فضل قوس
قزح سرقت
نفسي ليوم واحد وخبأتها بعيدا
عن كافة الاتصالات . جددت أفكاري
وعلاقاتي . اختلف صباحي . تفقدت
أصص الورد. اكتشفت ألوانا جديدة
في دولاب الملابس . ركضت ثم
استلقيت أمام موج فاتن . تنفست
بعمق .قبل أن ادخل الفقاعة مجددا
، علقت صورة في فراغ طال انتظاره مغامرة تجردت
من حليها وحقيبتها اليدوية
واخفت الفلوس في الحذاء. دخلت
المشفى للعلاج . فتشها الجند ولم
يجدوا ما يستحق المصادرة . همس
احدهم في أذنها " المرض معك أم
من عندنا " قبل
الطبع احتج
الأفغان على قتل الأمريكي لهم .
عبر الإعلام الأمريكي عن أسفه
أن ما شاهدوه لقطة هوليودية
اندمج فيها الممثل وخرج عن نص
الحياة . تكسر رحل ! لم
تسأل لماذا؟ لا زال
البيت يردد صدى شظايا الأجوبة! انتحار ضاقت
به الدنيا بما رحبت . أراد تسريع
مدة انتهاء صلاحيته، ففشل .
عاقبوه، بان طلبوا منه تعهدا
بسحب استقالته من الحياة . ===================== كي
لا تأكل ثورة مصر أبناءها ولا
تطيح بدولتها الدكتور
خطار أبو دياب كما في
مجمل المسارات الثورية لا نعلم
متى يبدأ الحراك الثوري ولا متى
ينتهي، لكن غالباً ما يكرر
التاريخ نفسه وما قيل قبل اكثر
من قرنين من الزمن عن الثورة
الفرنسية التي "تأكل أبناءها"
ينطبق على الوضع المصري بعد
عامين على ثورة 25 كانون الثاني
يناير. يبدو
المشهد السياسي والميداني في
أرض الكنانة وكأننا في عود على
بدء لاستمرار العنف وعدم
الاعتراف بالآخر وتخريب مقومات
الدولة إضافة إلى تداعيات
الانهيار الاقتصادي. والمراقب
لأحوال مصر ومأزقها اليوم
يستنتج الفشل في الحفاظ على
الحلم الكبير الذي كان يراود
جماعة "كلنا خالد سعيد"
وصناع اللحظة الثورية. لقد
انبهر العالم بالطابع السلمي
المميز وبقدرات الجماهير على
صناعة التغيير في ميدان التحرير
عبر ضغط الكتل البشرية الذي كان
ينظر إليه علماء الاجتماع
السياسي - من أبرزهم غوستاف
لوبون- بحذر، وأصبح مثالا يحتذى
لانتفاضات الكرامة (أو حركات
الناقمينLes indignés)
من مدريد إلى وول ستريت. كان كل
شيء يؤشر إلى أن نشوب لهيب
الحرية ونهوض شباب مصر، سينتج
عنه بناء مشروع حداثي يتأقلم مع
أحوال مصر والعالم العربي لأن
العيش الكريم والتحول
الديموقراطي واحترام الفرد
والحرية، تندرج ضمن منظومة
القيم التي تتجاوز الحضارات
والثقافات والحدود، وكانت هناك
قناعة بأن ذلك سيعيد "أم
الدنيا" إلى دورها المركزي في
محيطها ويحقق آمال المنتفضين.
لكن الطبقة السياسية لم تكن على
مستوى طموحات المصريين بل كرّست
انقسامات ومجابهات تمثل افضل
الوصفات لضرب المراحل
الانتقالية ومنع قيام الدولة
البديلة. يروي
احد الناشطين المنخرطين في
الحراك منذ ساعاته الاولى في
العام 2011، أنّ "الثورة
المصرية الحقيقية والسلمية"
دامت من 25 إلى 28 كانون الثاني،
ويؤكد أنّ "جماعة الأخوان
المسلمين دخلت على الخط وصادرت
الثورة وساومت مع النظام السابق
في إخراج مبرمج للإطاحة بمبارك
في 11 فبراير". ويقول
متابع أوروبي للشأن المصري أن
"التعايش بين الأخوان
المسلمين والمؤسسة العسكرية
وبرعاية أميركية غير مباشرة صمد
حتى أغسطس - آب 2012". وبعد ذلك
بدأت بوادر الانقضاض على القضاء
وعلى الإعلام مما أدى إلى دورة
العنف المستمرة حتى اليوم. وفي
السياق نفسه، يشار إلى عدم
تطبيق جماعة الأخوان وعودها في
ما خص عدم الترشح للرئاسة أو
القبول بحصة معينة في البرلمان. في وجه
اتهام الأخوان المسلمين بإعادة
إنتاج ديكتاتورية من لون آخر
والسيطرة على المؤسسات تباعاً،
تدافع الجماعة عن نفسها بوصف
الفريق الآخر بالرافض لأصول
اللعبة الديموقراطية وتنعته
بالرغبة بالإقصاء والقطيعة مع
الدين والقيم الإسلامية التي
تطبع المجتمع. وهذا التجاذب
الإيديولوجي والفئوي المدعم
بانعدام الثقة جعل الوضع المصري
محفوفا بكل المخاطر. ومما
لا شك فيه فإنّ بروز التيار
السلفي زاد من تفاقم الصراع بين
التيار الإسلامي والتيار
المدني بكل أطيافه، خصوصاً أن
جماعة الأخوان لم تتحمس كثيرا
للنموذج التركي الأردوغاني عن
"الديموقراطية الإسلامية"
وبقاء القوى العلمانية
واليسارية أسيرة خطابات
ديماغوجية غير قادرة على اختراق
مصر العميقة كما ظهر في
الاستفتاء حول الدستور. وما
يزيد الموقف حدة عدم نجاح
القيمين على المرحلة
الانتقالية وكذلك الرئيس محمد
مرسي في إعطاء بدايات أجوبة على
التحدي الاقتصادي والاجتماعي.
فبعد عامين على الثورة يستمر
الشباب في العيش من دون آفاق
مستقبلية ويزداد فقر الشعب سوءا
مما كان عليه، وهذا سيقوي
النزعة إلى الإحباط والتطرف بكل
أشكاله. تكتمل الصورة القاتمة
مع تعطيل بناء الدولة نتيجة
انعدام قنوات الحوار والتمسك
بالأساليب القديمة. إزاء
المأزق ينتظر البعض من الجيش
لعب دور المنقذ في اللحظة
الحرجة، لكن مصدراً مصرياً
مطلعاً يؤكد "أنّ الجيش لما
يفكر في لعب دور الوسيط مرة أخرى
بعدما حاول أن يقوم بهذا الأمر
قبل ما يقارب الشهر والنصف
عندما وجه الدعوة للقوى
السياسية كافة إلى التحاور
والنقاش في ضيافة القوات
المسلحة ولكنه تراجع عن الأمر
بشكل سريع بسبب التلميحات التي
خرجت بأن الجيش يريد العودة مرة
أخرى للمشهد السياسي". بيد أن
هذا الرفض الخجول لن يبقى قائما
في حال تفاقم الأوضاع وعدم
العودة إلى ألفباء الواقعية
السياسية عند الأطراف
المتصارعة. يركز
البعض على احتمال تورط جهات
إقليمية وخارجية في مسار اغتيال
مصر ومنع عودة الاستقرار، لكن
المسؤولية تقع بالدرجة الأولى
على العقل السياسي المصري في
ابتكار التسويات، وعلى إرادة
ورثة محمد علي وسعد زغلول في منع
اندثار الحلم الثوري لشابات مصر
وشبابها. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |