ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 16/03/2013


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

فليحذر الذين يخالفون عن أمره .. !

د. طارق باكير

ربما لم يكن لافتا ، تأكيد رئيس الائتلاف الوطني السوري ، الأستاذ أحمد معاذ الخطيب ، أكثر من مرة ، منذ أن تم اختياره رئيسا للائتلاف ، أنه سينتهج مبدأ الصدق والشفافية ، والصراحة والوضوح مع الشعب السوري ، في كل خطوة يخطوها ، وفي كل قرار يتخذه .. فقد فهمنا من هذه التصريحات ، أن السيد الخطيب ، سيراعي مطلب الشعب السوري في الحرية والكرامة والعدالة ، وإزالة هذا النظام الطاغي الباغي المجرم ، في كل ما يصدر عنه من توجهات وقرارات وتصريحات ، ويكشف للشعب ، أي خطر يمس ثورته ، وأي تلاعب بمصيره ..

   وربما لم يكن لافتا كثيرا ، إعلانه بصراحة ووضوح ، أن المجتمع الدولي ، ليس لديه خطة أو برنامج عمل ، لحل المسألة السورية ، وكأنه كان يذيع سرا ، أو يكشف عن أمر مجهول .. أو كأن شعب سورية الذي خرج بثورته مستعينا بالله تعالى وحده ، معتمدا على جهوده وإمكانياته ، والمخلصين من أمته .. كان يجهل حقيقة هذا المجتمع الدولي ، الذي تسيطر على قراراته أمريكا وروسيا ومن خلفهما (إسرائيل ) ، أو كأنه كان يؤمل وينتظر من هذا المجتمع الدولي أن يقدم له العون الفعلي ، الذي يعينه على الخروج من محنته ، و يحل له مشكلته ، أو كأن الشعب السوري لا يعلم أن هوى المجتمع الدولي ، مع بقاء هذا الحكم الطاغي الباغي ، ممسكا بتلابيب هذا الشعب ، قامعا لحريته ، مستهينا بكرامته ، يكبحه عن كل تقدم ورفعة ، ويمنعه من تحقيق أي إنجاز إنساني أو حضاري ..

   وربما لم يكن لافتا كثيرا جدا ، ما أعلن عنه الأستاذ معاذ الخطيب من مبادرة للحوار ، تحت ضغط الألم والمعاناة .. فليس لأحد ، مهما كان ، أن يحتكر لنفسه الإحساس بالألم ، والشعور بالتعاطف مع الضحايا ، والتوجع على الدم المسفوك .. والخضوع لدواعي الألم – كما عبر الأستاذ زهير سالم عن هذا المعنى في إحدى مقالاته – وما ينطوي تحت ذلك من اعتقال للحرائر ، وتعذيب وحشي حدّ الموت في السجون ، وتهجير وتشريد للمواطنين ، وتدمير للمدن والقرى والأحياء السكنية والمنشآت الحيوية ، وارتكاب المجازر الجماعية .. وهو ما يراهن عليه حكم العصابات الأسدية بشكل واضح معلن ، في قمع الثورة ، وكسر إرادة الشعب الحر الكريم الثائر ..

   وربما لم يكن لافتا أيضا ، تعطيل جلسة الائتلاف مؤخرا ، من أجل اختيار شخص ، لتشكيل حكومة مؤقتة ، تستدعيها الحاجة والضرورة ، لتلبي الحاجات الإنسانية للشعب ، والحاجات العسكرية للمقاتلين ، وحاجات التواصل والتمثيل لدى المجتمع العربي والدولي ..

   ربما لم تكن هذه المواقف ، وغيرها من المواقف والتصريحات لافتة لجميع المتابعين ، أو تشي لهم بأنها مقدمات لفعل ما ، بدأت تظهر ملامحه بتصريح الوزير الفرنسي ، بأنه تم الإعداد بين أمريكا وروسيا وفرنسا .. على اختيار شخصيات (مقبولة) من النظام الأسدي، من أجل الدخول في حوار مع المعارضة..

   وبداية نقول : مخطئ تماما من يظن أن شعبنا الحضاري الحر الثائر ، أو أي شعب عاقل واع متحضر ، يؤثر أن يحل مشاكله عن طريق العنف والقتل والتدمير والتشريد ، بدل الحوار والتفاهم ، وإلا لما بقي هذا الشعب طوال نصف عام من عمر الثورة ، يواجه رصاص العصابات الأسدية ، بلحم جسده وصوت لسانه ، ويتحمل التعذيب حد الموت ، في سجون العصابات الأسدية ، التي تحولت إلى مسالخ بشرية ..

   إن شعبنا ليس ضد الحوار ، ولا يحكم بالفناء أو الاجتثاث ، على من هو تحت حكم النظام ، أو يرفض التفاهم والتعايش معهم ، وإن شعبنا ليتألم أشد الألم ، على كل قطرة دم تسفك من دم أي فرد من شعبنا السوري ، المنكوب بحكم هذه العصابات ، هذا الحكم الخبيث المجرم ، الذي جعل هذ الشعب ، يضرب بعضه رقاب بعض ، وينال بعضه من بعض ، عندما انتهج القمع والقتل والتدمير والتشريد ، والاعتقال والاغتصاب ، سبيلا لمواجهة مطالب الشعب بالحرية والكرامة والعدل .. وإن الذي يرفضه شعبنا ، ولا يقبل مساومة عليه ، أن يعود بأي صورة ، أو أي شكل ، إلى حكم هذه العصابات ، التي أوغلت في دمائنا ، ونهشت أعراضنا ، ودمرت بيوتنا ومنشآتنا ، وشردت شعبنا .. والتي تشترط ، بلا جدال ، أن تبقى متشبثة بالسلطة ، مهيمنة على إرادة الشعب وقراره ومصيره ..

   فلماذا الدنية يا عباد الله ، وهذه العصابات ليست بالمهيمنة ولا المسيطرة ولا المتفوقة ، رغم كل ما تستخدم من وحشية وهمجية ، هي دليل يأس وشعور باقتراب النهاية .. حتى يطالب بعضهم شعبنا بالاستسلام لها ، وأن يقبل بالهزيمة أمامها ؟

   وإن شعبنا لم يعد ضعيفا ، بعد أن امتلك من القوة ، ما لم يكن بحسبانه ، أو يحلم به ، وليس مهزوما أو متراجعا ، بل إن جيش شعبنا الحر المجاهد ، يحقق تقدما وفتحا وظفرا في كل يوم ، ويزداد تصميما على الخلاص من هذه العصابات في كل يوم ، وما بقي ليس أكثر مما مضى وانقضى ، فلماذا الخضوع ؟ وهل تردّ لنا الحوارات مع العصابات الأسدية ، المصرّة على البقاء في الحكم ، والتحكم بالسلطة ، أرواح مئات الآلاف من الشهداء والمسجونين والمفقودين ؟ هل ترد لنا الحوارات عرضا انتهك ، وكرامة أهينت ، وبلادا دمرت ، وأسرا شردت ، وأطفالا ضاع مستقبلهم ، ودمرت نفسياتهم ..

وهل حقا هناك من يظن ، أن هذه العصابات ستتخلى عن السلطة بالحوار والتفاهم ؟ وهل فعلوا ما فعلوا ، وما زالوا يفعلون ، لكي يسلّموا للشعب عن طريق الحوار ؟

إن دعوات الحوار التي يتبجح بها حكم العصابات ، ما هي إلا خدعة خبيثة ، وحيلة ماكرة ، لتشتيت الصف ، وتفريق الكلمة ، ووهن القوة ..

 فليحذر الذين يخالفون عن أمر الله تعالى ، وقد فرض على عباده الجهاد ، ولا يرضى لعباده الذل والهوان ، وليحذر الذين يخالفون إرادة الشعب الثائر ، الذي نفر في سبيل الله ، لرفع راية الله ، راية الحق والعدل والأخوة والكرامة الإنسانية ، وحاشا هذا الشعب أن يخلع لامته ، إلا بعد أن يحقق غايته ، ويستعيد حريته وكرامته ، بنصر قريب مظفر ، صار أدنى من قاب قوسين .. (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ).

=======================

السفر بَرْلك السوري الجديد

بدر الدين حسن قربي

من يتابع مسيرة الشيخين البوطي وحسّون مع نظام الأسد والدٍ وولد، يدرك خطورتهما معاً في تسويغ فاشيّة هذا النظام وفساده بطريقة من الطرق لعشرات من السنين، ويُدرك أسباب محاربة الاثنين للثورة السورية بكل قوتهما بما لايقل تأثيراً عن أحدٍ من أكبر مجرمي النظام المتوحش، فكان حسّون في ميدان التصريحات واللقاءات، والثاني في الدرس والخطابة.

ومن ثمّ فلم يكن غريباً قول البوطي في إحدى خطبه: إني أعتقد أنه ليس في العالم كله بلد تُطبّق الإسلام بحقيقته وجوهره وتعاليمه الكريمة وتسامحه، كما تطبقه اليوم الدولة السورية بارك الله بقيادتها وشعبها. كما لم يكن غريباً امتداحه لجيش نظامٍ يقتل شعبه ويشرّده ويهجّره في حرب لامثيل لها في تاريخ العالم، فيقول فيه: جيشنا القائم ولله الحمد على تنفيذ ما ينبغي أن يُنفَّذ، وإننا لنخجل من الله أن نكون جالسين في بيوتنا ننظر إلى جهود هؤلاء الأبطال ونحن جالسون لا نفعل شيئاً. واللهِ ليس بين أفراد هذا الجيش وبين أن يكونوا في رتبة أصحاب رسول الله إلا أن يَرْعَوا حق الله في أنفسهم وأن يُقْبِلوا إلى الله وهم تائبون. وكذلك، لم يكن غريباً أن يدعو السوريين في خطبة الجمعة الأخيرة من شباط الماضي للجهاد خلف أميرهم بشار الأسد، التي بدت وكأنها دعوة لدعم نظام بشار الجزّار في قتل السوريين وسفك دمهم، وإلا فعن أي جهادٍ يتحدث فضيلة الشيخ، والأمير وأبو الأمير لم يطلقا طلقة واحدة خلال أربعين عاماً تجاه محتلي أرضنا ومغتصبيها.

جديد الأحداث السورية وارتفاع حدتها في توالي ضربات المعارضة المسلحة على قوات النظام وشبيحته في مواقع كثيرة خصوصاً منها العاصمة دمشق، وسقوط مدينة الرقة واحتجاز مديري أجهزتها الأمنية ومحافظها مع سقوط دراماتيكي شهده العالم على الفضائيات لواحد من أكبر تماثيل الأسد الأب في سوريا، أحدث فيما ظهر للناس ضربة نوعية في جسد النظام المتداعي والآيل إلى السقوط، والتي بدا أثرها بالاستنفار الديني غير المسبوق لشيخَي النظام وأبواقه الآخرين.

فقد دعا الشيخ البوطي في خطبة الجمعة الماضية السوريين للاستنفار والنفير العام ليكونوا مع جيش بشار الأسد في الدفاع المزعوم عن سوريا. ثم رَدِفَه في الكلام في اليوم التالي وئام وهاب يتوعدنا بنصف مليون احتياط من الإيرانيين قادمين من نواحي شتّى للدفاع عن أرض المقاومة والممانعة (نظام بشار). ثم تلاه بيان المفتي حسون يدعو السوريين إلى الجهاد باعتباره بات فرض عين على جميع السوريين وكل الدول العربية والإسلامية.

ومن الخطبة إلى التصريح والنداء، ومع بدء قنوات التلفزيون الرسمي على وقع فتوى الجهاد فرض عين، مرحلة إعلامها الجهادي في استخدام أساليب تنظيم القاعدة في نشر آيات القرآن، والأناشيد الإسلامية والرسائل المحرّضة على الجهاد ضد المعارضة، فإن المسألة لاتعدو التغطية على شبيحة موجودين مسبقاً وبأشكال شتّى، وعلى جديدهم القادم من إيران وحزب الله للمساعدة في إنقاذ نظام دمويٍ يتداعى مع آخر أدواته، وتبشّر السوريين بسفر برلك جديد، مسؤولوه مشايخ سلطة يرون مصلحتهم في الدفاع عنها وحمايتها من شعبها الثائر، يلتقطون فيه الطلاب من جامعاتهم ومدارسهم بحجية فتاويهم وفرْضية دجلهم، ممّا يذكّرنا بسفر برلك قبل مئة عام، كان يُلتقط فيه الشباب بالجملة ودون استثناء من الشوارع والطرقات ويؤخذون عنوة إلى ساحات الموت وهم ينظرون، ممن لم يرجع منهم إلا القليل القليل.

فياأيها السورييون..!! احذروا سفر برلك مافيا الأسد، محمولاً على مقولات ونداءات تستّرت بالدين، يزجيها إلينا مشايخ عملوا لسنين طويلة على مساندة نظام قامع فاسد مستبد مجرم، وهم اليوم يُلقون حبالَ سحرهم أطواقَ نجاة إليه، وأفاعٍ للناس يريدون لها أن تسحر أعينهم على رقص فتاويهم وخداع عمائمهم. وإنما ليس بعيدٍ سيجدون أن عصا ثورة السوريين ثعبان مبين، تلقف كيدهم وإفكهم وفتاويهم، وأن بحرها الهادر ينشق كالطَّود العظيم، يبتعلهم ويذهب بهم إلى سواء الجحيم، وهم يتنادَون فيما بينهم فرعوناً طاغياً وشيخاً دجّالاً، وتاجراً أفّاكاً وشبّيحاً مجرماً، ولهم فيها شهيق وزفير، وينادُون فيها وإنما بعد فوات الآوان، آمنّا برب السوريين وثورتهم.

http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=nB-c57_x_Ac

http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=8yRoQ6Sagtw

http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=BZGDMjIOVmE

http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=n6t5LV0WnsQ

=========================

ياسمين آذار المخضب بالدم - (الحلقة الرابعة)

محمد فاروق الإمام

خريف شهر العسل بين البـعث والناصـرية

منذ الساعات الأولى لنجاح حركة البعث في دمشق، أعلنت القاهرة تأييدها لهذه الحركة التي أنهت حكم الانفصال في سورية.. ولكن حكام مصر كان يقلقهم من غير شك أن يروا حزب البعث.. وهو الحزب الذي حاربته القاهرة بجميع الوسائل في السابق.. يمسك بزمام الأمور ويتربع على سدة الحكم في دمشق، بعد شهر فقط من استلامه الحكم في بغداد، وتشكيل جبهة بعثية في كل من سورية والعراق معاً. كذلك فوجئ الضباط الناصريون بنجاح حركة 8 آذار. لأنهم لم يتصوروا أن حلفاء البارحة - بعد نصيحتهم بعدم تنفيذ مخططهم - تجرؤوا واستمروا في تحركهم بهذه السرعة، لهذا فإنهم لم يعلنوا تأييدهم للحركة العسكرية إلا بعد مدة من نجاحها.

على أية حال فقد تشكلت حكومة البيطار الأولى في العهد الجديد.. من كل القوى القومية الوحدوية التي قادت المعارضة ضد النظام الانفصالي. فمن البعثيين شارك كل من: (منصور الأطرش وجمال الأتاسي وعبد الكريم زهور ووليد طالب وشبلي العيسمي وسامي دروبي وإبراهيم ماخوس). وعن حركة القوميين العرب: (هاني الهندي وجهاد ضاحي). ومن الوحدويين الاشتراكيين: (سامي صوفان ثم سامي الجندي). ومن الجبهة العربية المتحدة: (نهاد القاسم وعبد الوهاب حومد). وتألف المجلس الوطني لقيادة الثورة من عسكريين ومدنيين برئاسة اللواء لؤي الأتاسي، وضم كل من:

العسكريون: (لؤي الأتاسي وزياد الحريري - غير بعثيين - فهد الشاعر وأمين الحافظ وصلاح جديد ومحمد عمران وأحمد أبو صالح وموسى الزعبي - بعثيون).

المدنيون وكلهم بعثيون: (ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار وشبلي العيسمي ومنصور الأطرش وحمودي الشوفي).

وعلى الصعيد العسكري، سمي الأتاسي قائداً أعلى للجيش، واللواء زياد الحريري رئيساً للأركان العامة، واللواء راشد القطيني نائباً لرئيس الأركان. كما اشترك عسكريان في وزارة البيطار هما: اللواء أمين الحافظ - أصبح فيما بعد رئيساً للجنة العسكرية - (بعثي) وزيراً للداخلية واللواء محمد الصوفي (ناصري) وزيراً للدفاع.

يمكننا أن نلاحظ بوضوح، أن المؤسسين والمحركين الأساسيين للجنة العسكرية هم (محمد عمران وصلاح جديد وحافظ الأسد) لم يحتلوا بادئ الأمر واجهة المسرح السياسي. بل استمروا في متابعة لعبتهم من وراء الكواليس، وسعوا تدريجياً لتثبيت مواقعهم داخل القوة الحقيقية الوحيدة في البلاد (الجيش).

في هذه الظروف الداخلية والعربية.. وجدت حركة البعث نفسها في مواجهة صريحة مع النظام الناصري. ولقد فرض عليها أن تدخل مع الناصرية بمجملها، في معركة مفتوحة كان مسرحها دمشق. فقد كان هدف القاهرة الأساسي.. هو عودة الوحدة السورية-المصرية قبل أي شيء آخر. وعلى هذا الأساس عبأت الجماهير السورية والعربية في سبيل تحقيق هذه الغاية، مع نجاح حركة 8 آذار تشكيل حكومة البيطار.

وهكذا ارتفعت صور الرئيس عبد الناصر ورفرفت أعلام الجمهورية العربية المتحدة في جميع أنحاء البلاد. وعمّت المظاهرات الشعبية والعمالية والطلابية؛ التي كان يقودها القوميون العرب والوحدويون الاشتراكيون العاصمة دمشق وكبرى المدن السورية حلب.. وهي تهتف هتافات واحدة (وحدة، وحدة، عبد الناصر). وبصريح العبارة فقد بات الشارع تسيطر عليه (القوى الناصرية). ومما يزيد (الطين بلة) فإن البعثيين في السلطة لم يكن لهم حتى ذلك الوقت؛ أي تنظيم سياسي أو حزبي يواجهون به الظروف المستجدة ويعدلوا من موازين القوى لصالحهم. لذلك عمدت سلطات البعث منذ الأيام الأولى إلى منع كل تظاهرة مهما كانت طبيعتها أو إلصاق صور أي زعيم عربي كان، وكان يقصد بذلك منع إلصاق صور عبد الناصر.

ومن ناحية أخرى فإن العناصر الناصرية المشاركة في الحكم، والتي تعتمد في قوة وجودها على هذا التيار الشعبي العام، ألحت في طلب الوحدة الفورية مع الجمهورية العربية المتحدة، دون قيد أو شرط.

وأخذت الأسئلة تطرح نفسها لمعرفة ما إذا كان النظام الجديد ضد التقارب أو الاتحاد مع الجمهورية العربية المتحدة؟ ألن تطرح حكومة البيطار علناً في بيانها الوزاري الذي نشر بعد ست أيام من نجاح حركة البعث بان مهمتها الأولى هي إقامة (وحدة-اتحادية) بين مصر وسورية والعراق، على أسس ديمقراطية شعبية.. وباعتماد مبدأ القيادة الجماعية، ألم ترسل من أجل ذلك في اليوم نفسه وفداً رسمياً إلى القاهرة لإجراء محادثات من أجل الاشتراك في المحادثات الوحدوية بين مصر وسورية والعراق؟.

في الحقيقة أن الصراع بين البعثيين والناصريين هو صراع على السلطة. يؤكد الدكتور جمال الأتاسي وزير الإعلام في حكومة البيطار الأولى للنظام الجديد: (إن الخلافات لها علاقة بالسيطرة على الحكم وبالنفوذ الذي سيحصل عليه كل طرف في المؤسسات القيادية والرسمية والشعبية لحركة 8 آذار).

وهكذا فإن القوى الناصرية في سورية معتمدة على الحملة الإعلامية التي تبثّها القاهرة، كانت تعمل عل عدم ترك أية مهلة للبعثيين وعدم تمكينهم من تثبيت أقدامهم في الحكم وإجبارهم على الدخول في أسرع وقت في المحادثات مع عبد الناصر.. في حين لا يزال فيه البعثيون يعانون من الضعف الشديد من ناحية التأييد الشعبي.

لقد عمل البعثيون دون تطبيل وتزمير منذ الساعات الأولى لتفادي ضعف التأييد الشعبي على تقوية موقعهم وجودهم في الوحدات العسكرية.. وذلك حتى يعوضوا عن ضعفهم العددي.. ويجابهوا الضغوطات الداخلية والخارجية التي يتعرضون لها. فأخذوا بتعاونهم مع الضباط المستقلين.. يبعدون عن الجيش العناصر التي أيدت الانفصال.. وكذلك العناصر الناصرية. وفي نفس الوقت أصدروا قراراً بالعزل المدني.. شمل عدداً كبيراً من السياسيين اليمينيين واليساريين.. بتهمة تأييد النظام الانفصالي وشمل كل من: (ناظم القدسي وخالد العظم ومأمون الكزبري ومعروف الدواليبي وصبري العسلي وسهيل الخوري وأكرم الحوراني وخليل الكلاس وعبد الغني قنوت ومصطفى حمدون وخالد بكداش).

وتسلم الضباط البعثيون بشكل أو بآخر قيادة معظم القطاعات العسكرية.. والتي من خلالها تمت بهم السيطرة الكاملة على الجيش.. الذي بدونه لن يستطيع الناصريون القيام بأية حركة أو انقلاب.

وبالفعل فإننا نجد أن الضباط الناصريين الذين كانوا يحتلون المراكز القيادية في الجيش.. قد سحب البعثيون البساط من تحتهم وتركوهم أشبه ما يكونون بالممثلين.. الذين يقومون بأدوار عسكرية في فلم حربي.. أي كانوا يحملون الرتب الفخرية.

أيضاً يجب أن لا ننسى دعم البعث العراقي للبعث السوري الخارجي.. الذي كانت له أهمية كبرى في مثل الظروف التي مر بها البعث السوري. ففي الأيام الأولى لنجاح حركة آذار.. وصل إلى دمشق وفد عراقي بقيادة علي صالح السعدي.. أمين سر قيادة القطر للحزب.

وعلى أثر المحادثات الرسمية بين البلدين. أعلن البيان المشترك السوري-العراقي في 11 آذار (أن المباحثات بين الطرفين تطرقت إلى الخطوات التي يجب اتباعها للدفاع عن الثورتين السورية والعراقية). وفي مؤتمره الصحفي.. يشير السعدي صراحة بأن القضية ليست قضية إقامة محور بين القاهرة وبغداد ولا بين بغداد ودمشق. ونقول من عندنا ولا محور بين القاهرة ودمشق.

المحــادثات الثلاثيـة

   بعد نجاح حركة 8 آذار 1963م بستة أيام.. أي في 14 آذار.. جرت المحادثات في القاهرة بين مصر وسورية.. ثم انضمت العراق إليهما.. من أجل وضع الأسس لوحدة اتحادية. وإذا لم نتتبع هذه المفاوضات بالتفصيل.. أو اقتطاف بعض المقاطع من المناقشات التي تضمنتها.. غير أن هذه المناقشات قد أظهرت بصورة واضحة النوايا الخفية لكل فريق.. وكذلك السرعة الفائقة التي طرحت معها وعولجت بها القضايا الأساسية.

لقد ترأس جلسات المحادثات بين الوفود الثلاثة الرئيس عبد الناصر الذي كان في وضع القوة نسبياً.. وبالتالي نجح ببراعة.. أمام الرأي العام العربي.. في إخفاء ثغرات الضعف في حكمه ونظامه.. ووجد البعثيون أنفسهم في جو مثقل وحالة مشتتة وضع أقرب ما يكون إلى وضع المتهم.

لقد كان كل المشتركين في هذه المناقشات يناورون.. فهم جميعاً يتحدثون عن الوحدة العربية وعن آمال الجماهير العربي.. وفي حقيقة الأمر.. كانوا جميعاً بعيدين كل البعد عن هذه الاهتمامات.. مما جرّهم الحوار إلى ما يشبه (حوار الطرشان).

برز خلال المناقشات موقفان متعارضان: عبد الناصر أبدى عدم استعداده لعقد وحدة مع سورية يحكمها البعث وحده.. حيث ألقى عبد الناصر مسؤولية إخفاق الوحدة السورية-المصرية على البعثيين.. الذين وصل توجيه الاتهام إليهم إلى درجة (الخيانة). ومن الناحية السورية.. فإن البعث السوري.. بعد أن استخلص العبر من أخطائه التي ارتكبها في 1957-1958م عند قيام الجمهورية العربية المتحدة.. كان مصمماً على عدم الخضوع لأي ضغط مهما كانت طبيعته. فهاهو البعث يحكم قبضته على دمشق وبغداد.. بعد عناء كبير تعرض فيها إلى المزيد من العقبات والمحن.. وهو لا يريد أن يترك دمشق وبغداد لعبد الناصر. وإذا كان لابد من وحدة فإنها لن تقوم ضدهم أو بدونهم.

وبالفعل.. فقد رجحت كفة البعثيين في النهاية (ولو كان نظرياً على الأقل).. ففي 17 نيسان وقعت الوفود المصرية والسورية والعراقية ما سمي (ميثاق القاهرة).. والذي أعلن عن قيام دولة اتحادية بقيادة جماعية في مدة لا تزيد عن خمسة أشهر بين مصر وسورية والعراق تحت اسم (الجمهورية العربية المتحدة).. عاصمتها القاهرة. وكل قطر في هذه الدولة الجديدة يبقى محتفظاً بمؤسساته واستقلاله السياسي والداخلي. وتكون السلطة التشريعية والسلطة العليا مناطة بالمجلس القومي في الدولة الاتحادية الجديدة.. وهو مؤلف من مجلسين: مجلس نواب إقليمي منتخب انتخاباً مباشراً عن طريق الاقتراع السري العام.. ويضم في كل قطر عدداً من الممثلين حسب نسبة السكان.. ومجلس اتحادي يضم عدداً متساوياً من الأعضاء في كل إقليم من الأقاليم الثلاثة. والمجلس القومي هو الذي ينتخب رئيس الجمهورية ونوابه الثلاثة. والقوانين والتشريعات لا تصبح سارية المفعول إلا بعد الموافقة والتصديق عليها من قبل المجلس الإقليمي والمجلس الاتحادي. وأخيراً فإن مجلس الوزراء إنما يكون مسؤولاً مسؤولية مباشرة أمام المجلس القومي.

لم يتمالك البعثيون دهشتهم عندما وقع عبد الناصر على (ميثاق 17 نيسان). فهم لم يكونوا ليتصوروا أن رئيس الدولة المصرية سيقبل باتفاق يحد من صلاحياته ويقيم نظاماً اتحادياً مبنياً على أسس من القيادة الجماعية. لذلك فإن مخاوفهم كانت كبيرة لاعتقادهم بأن عبد الناصر عندما وقع هذا الميثاق.. قد أعطى نفسه مهلة خمسة أشهر.. يسعى خلالها لتغيير موازين القوى في دمشق وبغداد لمصلحته.

ومما كان يزيد من هذه المخاوف والشكوك تحركات الناصريين في دمشق ونشاطهم السياسي على الصعيد الداخلي.. المرتبط بتعليمات يتلقوها من القاهرة.. ولم يكن ذلك سراً. فالناصريون منذ الأيام الأولى قد حاولوا أن يثيروا المتاعب والاضطرابات في وجه النظام البعثي.. وطالبوا بإقامة وحدة فورية مع مصر.. ونظموا لهذا الغرض المظاهرات الشعبية في البلاد كلها.. لكي تمارس ضغوطاتها على السلطات الحكومية البعثية.

وفي نفس الوقت فقد كانت التنظيمات الناصرية تطالب بإشراكها في الحكم مناصفة. وهذه المنظمات هي: (حركة القوميين العرب، وحركة الوحدويين الاشتراكيين، والجبهة العربية المتحدة).. وكانت تلح على البعث أن يقبل مبدأ توزيع المناصب في الحكم معه على قدم المساواة. وهذا يعني أن البعث يجب أن يحتل فقط ربع المقاعد في المجلس الوطني لقيادة الثورة.. وأن يحمل ربع الحقائب الوزارية.

وقد صرح بهذا الصدد (نهاد القاسم).. زعيم الجبهة العربية المتحدة قائلاً: (إن القوى الوحدوية لا تضع إلا شرطاً واحداً وهو أن يقبل البعث مبدأ المساواة مع كافة المجموعات الوحدوية التي وقعت ميثاق القاهرة).

ونظراً للأوضاع السياسية والعسكرية التي وصل البعثيون بها إلى الحكم.. فإنهم وجدوا أنفسه معزولين تقريباً.. من ناحية التأييد الشعبي.. وفي كل المناطق السورية سواء في الريف أو المدن.

ورغم التأييد الشعبي الذي كانت تحظى به التنظيمات الناصرية فإنها كانت تدخل في الغالب في معارك جانبية بشكل مبعثر. وفي خضم الصراع الوحدوي الإعلامي الذي وصلت إليه من العنف الهستيري.. فإنها لم تستطع أن توحد صففها وتقيم تنظيماً سياسياً متجانساً أو تحدد برنامجاً موحداً. وهكذا فقد فسحت المجال لخصومها بإزالتها مجموعة بعد أخرى.

في أثناء المحادثات الثلاثية وقبل توقيع (ميثاق 17 نيسان).. وقعت صدامات في سورية بين المتظاهرين الناصريين من جهة وبين رجال الشرطة والجيش من جهة أخرى. وفي أوائل نيسان صدر أمر عسكري بمنع التجول في جميع أنحاء البلاد.. ويمنع التجمعات وحمل السلاح تحت طائلة العقوبات الشديدة.. وقد أحدث منصب جديد وهو نائب الحاكم العرفي.. وعهد به إلى وزير الداخلية (اللواء أمين الحافظ).. يخوله ممارسة كافة السلطات الواردة في نصوص الأحكام حول حالة الطوارئ. وأول عمل قام به هو إغلاق المدارس والجامعات حيث تتمركز التنظيمات الناصرية.

في شهر أيار من نفس السنة.. وصل الجو السياسي إلى درجة عالية من التوتر أصبحت معه القطيعة أمراً لا يمكن تلافيه بين حلفاء الأمس: القوى الناصرية والحكم البعثي في سورية.. فقدم الوزراء الناصريون (نهاد القاسم وعبد الوهاب حومد وهاني الهندي وجهاد ضاحي وسامي صوفان وسامي الجندي) استقالاتهم من حكومة البيطار احتجاجاً لرفضها توزيع الحقائب والمناصب في مختلف أجهزة الدولة بالتساوي. وفي نفس الوقت تقدم ثلاثة وزراء بعثيين استقالاتهم وهم (جمال الأتاسي وعبد الكريم زهور وسامي الدروبي).

ولكن في الجيش بلغت التصفية أرقاماً خيالية بحق الضباط الناصريين.. ويأتي في مقدمتهم: (اللواء راشد القطيني نائب رئيس الأركان، واللواء محمد الصوفي وزير الدفاع، والرائد حسين القاضي رئيس الشعبة الثانية، والرائد جميل فياض قائد قوى الأمن الداخلي).

يقول الدكتور سامي الجندي أحد مؤسسي حزب البعث، وكان قد تقلد منصب وزير الإعلام بعد انقلاب آذار: (إنه بعد أن أسندت إليه مسؤولية وزارة الإعلام بثلاثة أيام، زاره (الرفاق) في مكتبه من أبناء طائفته مطالبين بالتخلص من أبناء دمشق وحلب وحماة وتعيين أبناء الطائفة في وظائفهم مكان المسلمين) – يقصد السنة -.

أمام هذه التطورات لم تبق القاهرة مكتوفة الأيدي.. بل شنت حملة إعلامية عنيفة ضد البعث السوري مع تجنب ذكر البعث العراقي. وفي المقابل رد البيطار على تهجمات القاهرة. وتدخل السياسي المغربي (المهدي بن بركة) واتصل بالمسؤولين في سورية والعراق ومصر.. واتفق مع البعثيين السوريين على النقاط الأربعة الأساسية التالية:

1-عودة الضباط الناصريين المسرحين إلى الجيش السوري.

2-تشكيل جبهة قومية موحدة تضم كل القوى الوحدوية.

3-عقد مؤتمر قمة بين مصر وسورية والعراق في 23 تموز.

4-التحضير لاجتماع عام يشترك فيه الاتحاد الوطني للقوى الشعبية في المغرب والاتحاد الاشتراكي العربي في مصر وجبهة التحرير الوطني الجزائرية وحزب البعث العربي الاشتراكي.

ولأجل تحقيق هذا الهدف فقد وصل وفدٌ سوريٌ إلى القاهرة برئاسة اللواء لؤي الأتاسي.. ويضم المقدم محمد عمران والمقدم فهد الشاعر والدكتور سامي الجندي وزير الإعلام. وقد طلب عبد الناصر أثناء محادثاته مع أعضاء الوفد - بالإضافة إلى عودة جميع الضباط الناصريين إلى الجيش - إنشاء حركة سياسية واحدة.. يشترك فيها كل القوى الاشتراكية العربية وتتخلى عن أية تسمية.. سواء كان ذلك اسم الاتحاد الاشتراكي العربي أو البعث أو أي حزب آخر. وبالتالي فإن عبد الناصر طلب بأن تكون هذه الحركة الجديدة تحت قيادته الشخصية.

يتبع

=========================

الثورة ضد أكبر نظام قمعي لا تعفينا من أن نعود للكبار

وليد فارس - حمص المحاصرة

الثورة على أعتى نظام في العالم صاحب أكبر جهاز مخابرات ضد شعبه وصاحب قوة عسكرية معدة للقضاء على أي تمرد جعلت من العالم كله صغيراً أمام همم الثائرين, لا يخفى على أحد أنه رغم كل الثقة بالنفس التي حصل عليها الثوار ورغم كل الروح المعنوية إلا أن الأمر حمل في طياته بعض المثالب-أقصد أن يكون الجميع صغار أممنا- كان أهمها:

أن من ثار على بشار لا يقف أمامه أحد فبدء الكبار يتساقطون أمام أفعال الثوار الكبيرة حقاً وعظمة العمل الذي قاموا به.

صار لا يقف أمامنا كبير ولا صغير مهما كان حجمه وأولهم الناس اللذين في صفنا ويعملون معنا, أغلب الثوار نسفوا الجميع وطارت من أمامهم مقامات ورؤوس العقلاء والحكماء والمشايخ والأساتذة والخبراء...لقد استوعب هؤلاء -لحكماء- الجميع وأثبت أغلبهم أنهم كبار بالفعل واستطاعوا أن يقدموا لنا الكثير على الرغم من الظرف الذي يمرون به أمام الثوار.

الحقيقة أننا كثوار نمر بفترة فيها الكثير من التشويش والضياع ونتمنى بل نبحث عن دليل يرشدنا الطريق وبشكل أسرع مما نفعل, في العمل العسكري وفي العمل الثوري وفي الأعمال الاجتماعية كافة وفي الجوانب السياسية والإعلامية والطبية والشرعية والفنية... في كل الأمور اليوم نحتاج لكبير..نحتاج لخبير..نحتاج لشخص يعطينا من خبرته ومن تجربة حياته خاصة وأن الأمر يترتب عليه مصير بلد ويترتب عليه أرواح ناس.

أخوتي الثوار اليوم جميعنا محتاجين لكبار نستند عليهم ونعود لننهل من خبرتهم ومن تجربتهم ونستقوي بهم – بعد الله عز وجل- على أعمالنا اليومية, لا تحسبوا أن الأمر بسيط بل هو عظيم وتوفيق كبير أن يكون عندنا شخصيات قيادية نعود لها في قضايانا, جربوا الأمر تجدوا له متعة خاصة وتشعرون بأنكم جزء من كل وأنكم تعملون ضمن فريق -وليس كل من على هواه- تشعر بمتعة العمل الجماعي وبأهمية أخوتك الثوار مهما كان دورهم, الكبار ينظمون لك العمل, يكون لك فيه دور واضح وللآخرين دور واضح لا تختلط الأمور ولا تتضارب الصلاحيات وتقل الخلافات وحتى إن وجدت تعود فيها لأهل الخبرة وتسلم بما يقولون وتطمئن لأنهم يتكلمون عن خبرة وعن تجربة.

حرصنا أن تكون ثورتنا بأيدي أمينة هو مايدفعنا للتمرد على الجميع نعم هذا صحيح..لكن اليوم بعد عامين من الثورة ظهر الناس وعرفت المعادن وبدأنا نميز المتسلقين من المخلصين وعرفنا من معنا ومن مع نفسه, فقط ألتفت حولك أين ماكنت تجد الكثير من المخلصين الكبار خبرة أو تجربة أو علماً تستطيع أن تطمئن لهم وتلجأ إليهم وقت الحاجة وتنظم العمل بشكل مميز وترى النتائج بسرعة.

في الرياضيات تعلمنا أن الواحد إذا أضيف له واحد يصبح اثنان...في الحياة العملية نجد أن جهد الواحد إذا أضيف له جهد أخر قد يعطي عشرة أو أكثر لأن الله عز وجل –بداية- مع الجماعة ويبارك في عملها ويدفع به نحو الأمام ويوفق المجتمعين على الخير...الناس تحب العمل الجماعي بطبيعتها وتكره أن تكون وحدها هذه الأمور فطرية في أي مجتمع والتنظيم أمر محبب لنفس كل إنسان مهما كان وأين كان مجاله.

الثورة جعلت من الثوار كلهم كبار هذا صحيح فما نراه من عظمة الثوار لم نكن نتوقع ولم نقرأ عن أغلبه حتى في القصص, وقد أفرزت الثورة رجال حقيقيين وأخذوا بجدارة شهادات تخرج من أعظم جامعات الحياة من خلالها...وهذا أيضاً يعطيهم الأحقية بأن يكون لهم كبار أو قادة يعودون لهم وينظمون من خلالهم أعمالهم اليومية والمستقبلية هذا حق أخر يجب أن ننتزعه ونركن إليه بأسرع وقت لأهميته وضرورته.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ